« معالم تفسیر اهل البیت (ع) و ميّزاته »

وأمّا معالم تفسیر اهل البیت (علیهم السلام) هذا الذي بين يديك أيها الأخ المسلم فكما تجده جليّاً إنّه يختلف عن سائر التفاسير المكتوبة ، بأنّه يفسّر القرآن حسب ترتيب نزول السور ، لاحسب جمع عثمان والمصحف الرّائج .
والإعتماد علی هذا الترتيب هو المستفاد من روايات أهل البيت (عليهم السلام)، ثم انّه يمتاز علی سائر التفاسير الموجودة بأنّه يقسِّم السور للقرآن ويعدّدها مائة وعشر سُور إذ يجعل سورة البراءة تابعة لسورة الأنفال لأنّه لا يمكن القول بأنَّ الله سبحانه يبدأ وحيها بغير ذكر اسمه المبارك وکذا لا يمکن القول بأنَّ جبرئيل يبدأ بإبلاغ الوحي إلى رسول الله تاركاً للبسملة، وإنَّ ما ذهب إليه المفسّرون من توجيه عدم ذكر البسملة والإبتداء بها هو لأجل أنّها تبدأ بآية البراءة ، نجيب عليه بأنّ الله قد بدأ سورة تبَّت بها مع أنّ الملاك فيها عين الملاك المذکور في آية البراءة فتبَّت يدا أبي لهبٍ وتبّ ليست آية رحمة بل هي براءة من أبي لهب ولكنّها بُدِئت بالبسملة لكونهاً نزلت سورة مستقلّة ولم تنزل سورة مستقلّة من دون بسملة أبداً ، هذا إضافةً إلی الروايات الواردة من المعصومين (عليهم السلام) تصرِّح بأنّ البراءة أو التوبة تابعة لسورة الأنفال ثمَّ انّك سترى أنّ سورتي الضُّحی والإنشراح محسوبتان سورة واحدة وسورتي قريش والفيل محسوبتان سورة واحدة ، كما أجع فقهاء اهل البيت على ذلك حيث أفتوا بعدم جواز الإكتفاء بواحدة منهما في الصلاة الواجبة و أوجبوا قراءة السورتين معاً لمن يريد قراءتهما بعدالحمد[۱]. ولا يُنافي ذلك تكرار البسملة فقد تکرَّرت في سورة النمل أيضاً والمعوّذتين نزلتا معاً للتعويذ فهما كسورة واحدة تكرَّرت فيها البسملة ، وعلى هذا فيكون عدد سورالقرآن ۱۱۰ سور و هذا العدد المقدَّس هو عدد اسمُ عليٍّ بحساب الأبجد = ع ۷۰ + ل ۳۰ + ي ۱۰ = ۱۱۰ وهذا هو أحد الأسرار التي لم تُكتشف بعد من القرآن ، وربّما صحّ أن تكون من جملة المعاني المقصودة للنبيّ (صلّي الله عليه وآله وسلّم ) بقوله : ( عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ) فتكون من الدلائل والبراهين القطعية على ضرورة التمسّك بعلیٍّ والقرآن معاً كما أنَّ هذا العدد مطابق أيضاً لعدد جُملة ( لا إله إلاّ الله ) فيدلُّ علی أنّ التوحيد منوطُ بالتمسّك بالثقلين : القرآن والعِترة كما أنّ سورة التوحيد تختصُّ بعدد ۱۱۰ بترتيب النزول عندنا .
والميزة المهمّة في تفسیر اهل البیت (علیهم السلام) هي اختلاف تسمية بعض السور فيها عن التسمية المشهورة .
فمثلاً تُسمّى سورة البقرة فيها بسورة آدم (عليه السلام ) ،وسورة الشورى بسورة المودّة للقربى ، وسورة الأحزاب بسورة التطهير ،و سورة المائدة بسورة الولاية ، وسورة الزُّخرف بسورة تسمية عليٍّ ، وسورة الإِنسان بسورة الأبرار ،و سورة المجادلة بسورة النّجوى و … الخ .

و أمّا ميزاته التفسيرية فسوق تطَّلع عليها بعد مطالعتها فهي كما جاءت الأخبار تصرِّح بأنَّ القرآن جُلُّه أو ربعه نازلٌ بشأن آل محمّد و فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ستراها حقيقةً مشهودة متجليةً في هذا التفسير وعندئذٍ سوف تعرف أخي المطالع الكريم مقدار البون الشّاسع بين التفاسير الأخرى وهذا التفسير و بين ما فسّره أهل البيت (عليهم السلام) وما فسّره غيرهم .
ولعدم إطّلاع المسلمين على ذلك لحدّ الآن ربّما يدعو البعض من المتطرّفين للإِستغراب منه ثمّ الإِستعجال في الحكم قبل الإِمعان فيه ونسبة الغلوّ والمغالاة إليه بل ربّما يتهجَّم بعض الجهّال عليه وبسببه علی الشيعة ، ولكنَّ هذا بعيدٌ عن الإِنصاف والمروءة والحقِّ والعدل بأن يُنسب الغلوّ إلی كلام الأئمّة المعصومين من أهل البيت المتطهّرين لتعارضه مع كلام غيرهم من الذين ليسوا مثلهم معصومين من الخطأ والخطلِ والجهل والنسيان والهفوة والزَّلل بل وحتّي من العصبيّة الجاهلية والأهواء النفسية وغير مأمونين من تأثير السُّلطات الزمنيّة الحاكمة ، فاغتنم يا أخي المسلم كلام الإمام المعصوم من أهل البيت (عليهم السلام) ودع كلام غيره أيّاً من كان ومهما كان وكيف كان عند التعارض ولا تأخذك في الله لومة لائمٍٍ و قُل معنا: ﴿وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربَّنا وإليك المصير﴾ فقد التزمتُ في كتابة هذا التفسير بما يقوله الإِمام المعصوم من أهل البيت (عليهم السلام ) فلا تذهب بك الأهواء فخذ هذا وكن لله من الشاكرين وقل الحمد لله ربّ العالمين .
والميزةُ الكبرى لهذا التفسير هي أنّني رأيتُ أنَّ مطالعة موسوعة كبرى تربو على ۲۰ مجلّداً واقتناءها ليس من السّهل اليسير على جميع أهل العلم فكيف بعموم الناس ، بل أنَّ طباعة هذه الموسوعة الضخمة ليست سهلة علينا أيضاً فإنّها تستلزم الجهود الماديّة والمعنوية الكثيرة وذلك يناقض الغَرض المقصود من تأليف هذا التفسير وهو إحاطة المسلمين بتفسیر اهل البیت (علیهم السلام) بسهولة لکي يطّلع اكثرُ عددٍ من الأمة الإِسلامية بنوعيّة تفسیر اهل البیت (علیهم السلام) فعمدتُ الى أن أجعل الجزء الأول تفسيراً موضوعياً للقرآن خلاصة لما فى الموسوعة من مواضيع كمدخلٍٍ للموسوعة لكي يقف المطالع الكريم على ما في الموسوعة من مواضيع موجزاً ، كما جعلتُ الجزء الأخير مُعجماً موضوعيّاً للموسوعة يفيد مثل هذا أيضاً ، ولكنَّ هذا الجزء لوحدِهِ يكفي المطالع الذی لم يتيسَّر له مطالعة الأجزاء الاخرى أو لم يتسنَّ له الوقت والفرصة لذلك أن يتعرَّف على حقيقة القرآن بتفسیر اهل البیت (علیهم السلام) موجزاً .

2016-06-18

سورة سبأ

(30) سورة سبأ ﴿بِسمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيم ألحَمدُ لِلّهِ﴾ أبدأُ الوحي بإسم ذات جلالتي . وبإسم رحمانيّتي الواسعة ورحيميّتي الخاصة والمجد والثناء خاصٌّ لذاتي القدسيّ ، ﴿الذي له ما في السماوات وما في الأرض﴾ فالله هو المالكُ الحقيقيّ لكلّ ما سواه فله كلّ ما في السماوات من الأفلاك والأملاك وما […]
2016-06-18

سورة العنكبوت

(29) سورة العنكبوت ﴿بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم ألۤـٰمۤ﴾ بإسم ذاتي الرُّبوبيّ وجلالتي ورحمانيّتي ورحيميّتي أبدأُ الوحيّ إليك يا حبيبي برمزِ ألِف لام ميم من الحروف النورانيّة ،﴿أحَسِبَ النّاسُ أن يُترَكوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يُفتَنون ؟﴾ الدُّنيا دارُ اختبارٍ للناس ، أحسب الناس وظنّوا أنهّم يُتركون بلا إمتحانٍ وبلا اختبارٍ […]
2016-06-18

سورة المطففين

(28) سورة المطففين ﴿بسمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيم﴾ بإسم ذاتي الرّبوبيّ المستجمع لجميع صفات الكمال والجمال والجلال وبإسم رحمانيتّي الواسعة ورحيميّتي الخاصة ابداءُ الوحي ، ﴿ويلٌ للمُطفّفين﴾ اللّعنة والعذاب وقعر جهنّم للذين لا يؤدّون الحقَّ الواجب الباخسين المستخفّين الذين يدّعون ولاء محمدٍ ( صلّي الله عليه و آله وسلّم ) دون أهل […]
2016-06-18

سورة الإِسراء

(27) سورة الاسراء ﴿بسمِ اللهِ الرَّحمٰن الرَّحيم﴾ بسم الله المُسري بنَبيِّه والرَّحمٰن بعباده والرَّحيم بمحمدٍ وآله ( عليهم السلام ) له الأسماء الحسنى تبارك وتعالى ، ﴿سُبحان الذي أسری بعبده﴾ يسبّح سُبحاناً ويقدَّسُ تقديساً وينزَّهُ تنزيهاً عن كلِّ عيبٍ ونقصٍ ذات اللهِ المُسري الذي أسرى بعبده محمدٍ ( صلّى الله […]
2016-06-18

سورة موسي (ع)

(26) سورة موسي (ع) ﴿بسمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيم﴾ بإسم ذاتي القدسيّ المستجمع لجميع صفاتِ الكمال وبإسم رحمانيّتي الواسعة ورحيميّتي الخاصّة أوحي إليك وأرمزُ بحروف طاسين ميم ، ﴿طۤـٰسۤمۤ﴾ هي من الحروف النّورانيّة المقطَّعة الأربعة عشر التي جمعها يكون صراط عليٍّ حقٌّ نُمسِكُهُ ، ﴿تلك آيات الكتاب المبين﴾ تلك الحروف المقطَّعة […]
2016-06-18

سورة سليمان (ع)

(25) سورة سليمان (ع) ﴿بسمِ اللهِ الرَّحمٰن الرَّحيم﴾ بإسم ذاتيَ الواجبُ المتّصف بالرَّحمة الواسعة الشاملة لجميع الخلق والرحمة الخاصّة بعبادي الصالحين أُوحي إليك ، ﴿طٰۤسۤ﴾ برمز طآسين الّذين يکون عددهُ الأبجديّ 69 وهو وسائر الطّواسيين تاريخٌ لقيام القائم المهديّ ( عليه السلام ) ، ﴿تلك آياتُ، القرآن و کتابٍ مبينٍ […]
2016-06-18

سورة الملائكة (ع)

(24) سورة الملائكة (ع) ﴿بسمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيم ، أَلحَمدُ للهِ فاطِر السَّماواتِ والأرض﴾ بإسم ذاتي الرُّبوبيّ الخلاّق البارىء ورحمتي الواسعة ورحيميّتي الخاصة أوحي إليك بأنَّ الحمد والثَّناء كلّه لله خالق السماوات والأرض ، ﴿جاعل الملائكة رُسُلاً أُولي أجنحةٍ مثنیٰ وثُلاثَ ورُباع﴾ والله هو الذي يجعل لرسالته من يشاءُ لا […]
2016-06-18

سورة الحجّ

(23) سورة الحجّ ﴿بسمِ الله الرَّحمٰنِ الرَّحيم﴾ بإسم ذاتي القدسيِّ الربوبيّ الواجب الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال والجمال والجلال وباسم رحمتي الواسعة ورحمتي الخاصة ، ﴿يا أيّها الناس اتّقوا ربَّكم إنّ زلزلة الساعة شيءٌ عظيم﴾ أيّها البشر الغافلون عن القيامة وأهوالها خافوا الله واتّقوا المعاصى إذ أنَّ زلزلة الأرض عند النُّشور […]
2016-06-18

سورة السجدة

(22) سورة السجدة   ﴿بسمِ الله الرَّحمٰن الرَّحيم ألۤمٰ﴾ بإسم ذاتي الواجب الوجود واسم صفة رحمانيتّي الواسعة ورحيميّتي الخاصّة أوحى إليك بالرَّمز الذي تعرفُهُ أنتَ وأهل بيتك ( عليهم السلام ) فقط أَلِف لام ميم ، ﴿تنزيل الكتاب لا ريبَ فيه من ربِّ العالمين﴾ إنَّ وحيَ القرآن هو الكلام المُنزَل […]
2016-06-18

سورة المنافقون

(21) سورة المنافقون ﴿بسمِ الله الرَّحمٰن الرَّحيم إذا جآءك المنافقون﴾ بإسم ذاتي القُدسيّ الإِلهي ورحمانيتّي ورحيميّتي أُوحي إليك يا حبيبي : حينما يأتيك المنافقون أبو سفيان وحزبه وإبن أُبَيّ وحزبه وإبن الجرّاح وحزبه ، ﴿قالوا نشهد أنَّك لرسول الله واللهُ يعلم أنّك لرسولُه﴿ جاؤوك وقالوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم : […]