سورة الإِسراء
2016-06-18
سورة العنكبوت
2016-06-18

(28)
سورة المطففين

﴿بسمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيم﴾ بإسم ذاتي الرّبوبيّ المستجمع لجميع صفات الكمال والجمال والجلال وبإسم رحمانيتّي الواسعة ورحيميّتي الخاصة ابداءُ الوحي ، ﴿ويلٌ للمُطفّفين﴾ اللّعنة والعذاب وقعر جهنّم للذين لا يؤدّون الحقَّ الواجب الباخسين المستخفّين الذين يدّعون ولاء محمدٍ ( صلّي الله عليه و آله وسلّم ) دون أهل بيته ( عليهم السلام ) ، ﴿الّذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون وإذا کالوهُم أو وزنوهم يُخسرون﴾ هؤلاء النّاقصو الإِيمان صفتهم أنهّم إذا اكتالوا جنساً من الناس يستوفون الكيل والوزن وإذا وزنوا لهم يُنقصون الوزن فيُخسرونهم ويضرّونهم ، ﴿ألا يظنُّ أُولئكَ أنهّم مبعوثون ليومٍ عظيمٍ يوم يقومُ النّاس لربِّ العالمين ؟﴾ ألا يظنّون ظنّ اليقين هؤلاء الفسقة أنهّم سيُبعثون في يومٍ عظيمٍ من أيّام القيامة وهو يومٌ يقوم الناس من قبورهم بأمر الله بين يدي ربّ العالمين ، ﴿كلاّ إنَّ كتابَ الفجّار لفي سجّينٍ وما أدراكَ ما سجّينٌ کتابٌ مرقومٌ﴾ کلاّ لم يؤمنوا يقيناً بالمعاد وقطعاً إنّ کتاب أعمال الفجّار المخالفين لآل محمدٍ ( عليهم السلام ) وشيعتهم لفي صحائف من الحديدة المحماة في نار جهنَّم وما أدراك ما شكلها فهو كتابٌ مُقَفَّلٌ بقُفلِ النّار ، ﴿ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين الذين يكذّبون بيوم الدِّين وما يكذّب به إلاّ كلٌّ معتدٍ أثيمٍ﴾ وبعد أن يستلموا صحائف أعمالهم المحماة يدخلون الويل بئر العذاب في قعر جهنّم لأنّهم كذّبوا بولاية محمدٍ و آل محمدٍ (عليهم السلام ) وكذّبوا بيوم الحساب وما يكذب به إلاّ كل معتدٍ على آل محمد ( عليهم السلام ) وأثيم بترك ولايتهم ، ﴿إذا تُتلى عليه آياتُنا قال أساطيرُ الأوّلين﴾ وهذا المكذِّب بولاية آل محمدٍ ( عليهم السلام ) المعتدي عليهم الأثيم بمخالفتهم حينما تُتلى عليه آياتُ اللهِ النّازلة بشأنِ آل محمدٍ ( عليهم السلام ) يقول إن هيَ إلاّ خُرافات القُدامى ، ﴿كلاّ بل رانَ على قلوبهم ما کانوا يکسبون﴾ کلاّ ليست أساطير وخُرافات القُدامیٰ بل هي وَحيٌ من الله و لكن قَد دَنَّسَ قلوبهم النِّفاقُ والكفر وغلب علي قلوبهم نتيجة ما يكسبون من عداءِ آل محمدٍ ( عليهم السلام ) ، ﴿كلاّ إنهّم عن ربهّم يومئذٍ لَمَحجوبونَ ثُمَّ إنهّم لصالُوا الجحيم ثُمَّ يُقالُ هذا الذي كنتُم به تُكذِّبون﴾ حقّاً ويقيناً إنهّم عن رحمة ربّهم يوم القيامة لمبعدون ثمَّ إنهّم لواصلون إلى الجحيم السَّقر ثُمَّ يخاطبهم مالكٌ خازِنَ النّار هذا الذی کُنتُم به تکذِّبون حين مخالفتکم لآل محمدٍ ( عليهم السلام ) .
﴿كلاّ إنَّ كتابَ الأبرار لفي عِليّين وما أدراكَ ما عِليّون كتابٌ مرقومٌ يشهدُهُ المقرّبون﴾ كلاّ إنّ الفُجّارَ لا يعلمون بأنّ كتاب المؤمنين الأبرار بولاية آل محمدٍ ( عليهم السلام ) لفي السماء السابعة تحت العرش عند العليّين ولا شيء أهمَّ من العليّين وكتابُهُم مختومٌ بالتمسُّك يشهده أهم البيت المقرّبون ( عليهم السلام ) ، ﴿إنّ الأبرار لفي نعيمٍ على الأرائك ينظرون تعرِفُ في وجوههم نضرة النعّيم﴾ إنّ الشيعة الأبرار يومئذٍ لفي نعيمٍ جنان الخُلْدِ جالسون على أرائك الجنّة ينظرون إلى مناظرها تعرِفُ يا حبيبي في وجوههم بهجة التّنعُّم واستبشاره وسروره وفرحه ، ﴿يُسقونَ من رحيق مختوم ختامُهُ مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون﴾ يسقون من يد الحُورِ والغلمان هؤلاء الشيعة الأبرار من شرابٍ رحيقٍ العسل المتّخذ من عصارة الأوراد مختومٌ بالمسك وفي ذلك الفوز فليتسابق المتسابقون بالتمسّك بولاية محمدٍ وآله ( عليهم السلام ) ، (ومزاجُهُ من تسنيمٍ عيناً يشربُ بها المقرَّبون﴾ ويمزجُ هذا العسل الرَّحيق بماء التَّنسيم وهو عينٌ ينبعٌ بجنّات عدنٍ يشربُ منها محمدٌ وآل محمدٍ ( عليهم السلام ) المقرَّبون وهو أصفى من الدَّمع .
﴿إنَّ الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون﴾ وذلك العذاب للفجّار وهذا النعيم للأبرار هو بالإِستحقاق حيث ان الذين أجرموا بتركِ ولاية محمدٍ وآل محمدٍ ( عليهم السلام ) كانوا من الذين آمنوا بولايتهم يسخرون في الدّنيا ، ﴿وإذا مرّوا بهم يتغامزون و إذا انقلبوا الی أهلهم انقلبوا فٰکهين﴾ و کان المنافقون إذا مرَّ بهم الشّيعة المؤمنون يتغامزون بينهم إستخفافاً بهم وحينما كانوا يرجعون إلى بيوتهم كانوا يتفكَّهون باستنقاصِ الشّيعة ، ﴿وإذا رأوهم قالوا إنّ هؤلاء لضالّون وما اُرسلوا عليهم حافظين﴾ وكان المجرمون أعداء الشّيعة إذ رأوهم قالوا: إنّ هؤلاء لضالّون باتّباعهم أهل البيت ( عليهم السلام ) وما أرسَلَ اللهُ آل محمدٍ ( عليهم السلام ) حافظين لشيعتهم ، ﴿فاليوم الذين آمنوا من الكُفّار يضحكون﴾ ونتيجة لكلِّ ذلك فاليوم يومُ الجزاء لأعمالهم في الدّنيا فالذين آمنوا بولاية محمدٍ وآل محمدٍ ( عليهم السلام ) من الكفّار الذين خالفوهم يسخرون ، ﴿على الأرائكِ ينظرون هل ثُوِّبَ الكُفّار ما كانوا يفعلون؟﴾ والمؤمنون الشّيعة يجلسون على أرائك الجنّة وكراسيّها ومناضدها فينظرون إلى أعدائهم في الجحيم وينظرون هل جوزيَ الكفّار بولاية آل محمدٍ ما كانوا يعملون من العداء لهم فيضحكون منهم ؟ ( صدق اللهُ العليُّ العظيم ) .

نشر في الصفحات 533-531 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد الأول

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *