سورة التطهير
2016-06-16
سورة آل ياسين (ع)
2016-06-16

(5)
سورة الزلزال

﴿بسم الله الرَّحمٰنِ الرّحيم﴾ بإسم ذاتي القادر المُقتدر الجبّار القهّار المدبّر ، وباسم رحمانيَّتي الشاملة لجميع خلقي تكويناً ، ورحيميَّتي الخاصة بأوليائي أوحي إليك :
﴿إذا زُلزلَتِ الأرض زلزالها﴾ حينما بقُدرتي وإرادتي تهتزُّ الأرض وتُرجُّ المعمورة ، وتخصُّ الكرة الأرضية للبعث والنشور فيحصل زلزالها الكامل الشامل لجميع أجزاءها وأقطارها ، ﴿وأخرجت الأرض أثقالها﴾ وبهذه الزلزلة العظيمة الحكيمة تُخرج الأرض كلّ ما فيها من ثقل الأجداث وثقل المعادن والكنوز فينشر الأموات ويبعث الموتي ، ﴿وقال الإنسان : ما لها ؟﴾ عندئذٍ حينما يُبعث الإنسان الجاهل بالمعادِ يتساءل قَلِقاً مُضطرباً : ما هذه الرَّجَّة والزلزال ؟ ويقول المؤمنون هذا ما وعد الله وصدق المرسلون ، ﴿يَومئذٍ تُحَدِّثُ أخبارها﴾ فيومئذٍ تحدث الأرض بلسان أبيها – أبي تراب عليّ بن أبي طالب – عن أحوالها فتُخبِرُ الانسان المتسائل بقيام القيامة والحساب بأمر الله ، ﴿بأنّ ربّك أوحى لها﴾ فيخبرهم أبو تراب بأنّ ربّ محمد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) الذي ولّى عليها محمداً وآله ولايةً تامةً مطلقةً هو الذي أوحى لها بلسان محمد وروح محمد أن تتزلزل وتبعث ما فيها ، ﴿يومئذٍ يصدر الناس أشتاتاً﴾ فيوم ذاك عند البعث والنُّشور يخرج الناس من قبورهم وأجداثهم ولحُودِهِم فُرادى مُتَشَتِّتين مُتفرّقين متبعثرين هنا وهناك ، ﴿ليروا أعمالهم﴾ والغاية من بعثهم ونشورهم هي أن يَرَوا أعمالهم التي عملوها في الدنيا ويُشاهدونها فيحاسبون عليها ، وميزان الاعمال هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام ) . ﴿فَمَن يَعمل مثقال ذرّةٍ خيراً يرَه﴾ فمن كان يعمل في الدنيا خيراً بموالاة محمد وآل محمد بمقدار ذرّة صغيرة لا تُرى بالعين المجردة سيرى جزاء عمله وثوابه وأجره ، ﴿ومن يعمل مثقالَ ذرّة شرّاً يرَه﴾ وكلّ من عمل شرّاً وإثماً وظلماً وخلافاً لمحمدٍ وآله وشيعتهم ولو بمقدار وزن الذرّة الصغيرة ولم يَتُب منها ولم يغفر الله له سيرى جزاءه وعقابه .

نشر في الصفحات 114-113 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد الأول

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *