سورة الحجر
2016-06-16
سورة الأنبياء (ع)
2016-06-16

(12)
سورة الرحمن

﴿بسم الله الرَّحمنِ الرَّحيم﴾ بإسم ذاتي القُدسي وصفتي الرّحمانيّة العامّة لجميع الخلق وصفتي الرحيميّة الخاصّة للمؤمنين أبداً، ﴿الرَّحمن عَلَّم القرآن﴾ يا حبيبي إن كان المشركون يقولون : إنمّا علَّمه بشرٌ ، فجوابنا الحاسم المُستدَّل هو أنّ الله الذي وسعت رحمته كلّ شيء هو الذي أوحى إليك القرآن ، ﴿خَلَقَ الإنسان عَلَّمَهُ البيان﴾ فالله الخالق هو الذي خَلَقَ أكمل إنسانٍ وأشرفه نبيَّهُ محمداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وهو الذي علّمه بيان كلام الله بعد أن كان أُميّاً ، ﴿الشمسُ والقَمرُ بِحُسبانٍ﴾ فکما أنَّ الشمس والقمر يدوران ويجريان و يُنيران ويُضيئان بحسابٍ دقيقٍ فهكذا الزّهراء وفاطمة وعليّ بن أبي طالب (عليهم السلام ) محسوبٌ لهما دوام نورهما ، ﴿والنجم والشجر يسجدان﴾ وکما أنّ الأنجُم في السماء والأشجار في الأرض تخضع لإرادة الله فكذلك الحَسَن والحُسين ( عليهما السلام ) فهما يسجدان لله فقط ولا يخضعان لمعاوية ويزيد !!!
﴿والسماءَ رفَعها ووضعَ الميزان﴾ والله سبحانه كما جعل السماء مرتفعة على الأرض فهو أيضاً رفَعَ سماءَ الولاية والإمامة عن مُتَناوَلِ غير المعصومين من آل محمد ( عليهم السلام ) والله هو العادل الذي بعليٍّ (عليه السلام ) وَضَع قانون العدل ، ﴿ألاّ تطغَوا في الميزان﴾ فالله حَكَمَ بالعدل والقِسط واتّباعِ عليٍّ ( عليه السلام ) وأمَرَكم به لكي لا تجوروا ولا تخرجوا عن ميزان العدل في أعمالكم وأقوالكم ومعاملاتكم وعباداتكم وحُبّكم وبغضكم ، ﴿وأقيموا الوَزن بالقِسط ولا تخُسروا الميزان﴾ وعليكم بإجراءِ العدل وتطبيقه تماماً وإيّاكم ومخالفة عليٍّ (عليه السلام ) ميزان الأعمال ، فهو صوت العدالة الإلهيّة وميزان العدل البشري ، ﴿والأرض وضعها للأنام فيها فاكهةٌ والنّخلُ ذات الأكمام﴾ فكما أنّ الله وَضَعَ الأرض لذوي الرّوح من الخلائق ينتفعون بها وبفاكهتها ونخيلها المثُمرة ، فكذلك الزهراء ( عليها السلام ) جَعَلها الله أمّ الأئمّة وزوج عليٍّ وأمَّ وُلدِه ( عليهم السلام ) ، ﴿والحَبّ ذو العَصفِ والرّيحان﴾ فكما أنَّ بذور النباتِ بعضها ذو عصفٍ يابسٍ عديم اللُّبِّ غير مفيدٍ وبعضهُ زرعٌ مفيدٌ لذيذٌ وعَطِرٌ فكذلك الناس فمنهم مُبغِضٌ لأهل البيت (عليهم السلام ) ومنهم شيعتُهُم و مواليهم ، ﴿فبأيِّ آلاء ربّکما تکذّبان﴾ فيا أيّها الجنّ ويا أيّها الإنس بأيّ نِعَمِ الله التي ذكرناها والتي أنعمها عليكما تكذّبان ؟ فهل تُنكَر أياديه وأنعُمِه کلاّ ، ثمّ کلاً .
﴿خَلَقَ الإنسان من صَلصالٍ كالفخّار﴾ فمن نِعَمِ الله العظيمة أن خلق أصل الإنسان وأوّل إنسانٍ وهو آدمٌ من طين يابسٍ مفخورٍ في الشّمس لا في النّار، ﴿وخلق الجانّ من مارجٍ من نار﴾ ومن آلائه أيضاً وأياديه أن خلق الجنّ وأباهم الجانّ الأوّل من اللّهيب المتصاعد من النّار ومزيج أبخرتها ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فيا أيّها الإِنس ويا أيّها الجنّ بأيّ نِعَمٍ من أنعُمِ الله تُكذّبان فهل لا تصدّقون أنّه خلقكم ممّا ذكر ؟ ﴿ربّ المشرقين وربّ المغربين﴾ ومن نِعَم الله سبحانه أن خلق لكم مشرق الشمس ومغربها ومشرق القمر ومغربه، وكذا أشرقت الأرض بميلاد الأربعة عشر المعصومين ( عليهم السلام ) وتغرب أنوارهم في مراقِدِهم ، ﴿فبِأيّ آلاء ربّكما تُكذّبان﴾ فيا أيّها الثَّقَلين أيّ نعمةٍ من نِعَمِ الله عليکما تنکران ولا تُصدّقان أليس الشروق والغروب بديهيّاً لكم ووجدانياً .
﴿مَرَجَ البحرين يلتقيان﴾ فكما أنّكم تَرَون بأمِّ أعينكم أنّ الله أجري أمواج بحرين أحدهما على الاُخرى ، فالتقتا فكذلك زَوَّج عليّاً والزهراء ( عليهما السلام ) بحَري الولاية والعِصمة ، ﴿بينهما برزخٌ لا يبغيان﴾ وكما أنّ بين الماء الفُرات والبحر حاجزٌ من الله ، فلا البحر يُمِجّ الفرات ، ولا الفرات يتأثّر بماءِ البَحر فكذلك عليٌّ والزهراء ( عليهما السلام ) فلا يعتدي أحدهما على الآخر ولا يظلمه ، ﴿فبأيّ آلاء ربّکما تکذّبان﴾ فيا أيّها الناس ويا جماعة الجنّ هل يمکنکما تکذيب ما هو بديهيٌّ وجدانيٌّ ممّا ذكرنا أفلا تُصدَّقان أنّ عليّاً والزهراء ( عليهما السلام ) لا يعتدي أحدهما على الآخر .
﴿يخرُج منها الؤلُؤ والمَرجان﴾ فكما عِند التقاء مياه الأنهار الحلوة أو مياه الأمطار بمياه البحر يتكوّن اللؤلؤ والمَرجان فكذلك من التقاء عليٍّ والزهراء ( عليهما السلام ) يخرج الإمامان الحَسَنان (عليهما السلام)، ﴿فبأ‌يّ آلاء ربّکما تکذّبان﴾ فبأيّ النِّعَمِ الإِلهية التي أنعَمَ الله بها عليكم أيّها الجنّ وأيّها الإنس يمكنكما أن تُكذِّبا ، أبِنِعمَة اللؤلؤ والمَرجان أم بنعمةِ السِّبطين الحسنين ؟ ﴿وله الجوار المُنشآت في البحر كالأعلام﴾ وكما أنّ لكم أيّها الناس السُفُن ذات الشَّراع تسير في البحار فكذلك فإنّ لله سفُن النجاة لكم وهم أهل البيت المعصومون (عليهم السلام ) فهم كسفينة نوحٍ من ركبها نجىٰ ومن تخلّف عنها غرق وهوی ، ﴿فبأيّ آلاء ربّکما تكذّبان﴾ فيا أيّها الثَّقَلَين الإنس والجنّ بأيِّ إمامٍ معصومٍ من أهل البيت ( عليهم السلام ) الذين أنعَمَ الله بهم عليكم وجعلهم سُفُن النجاة تكذّبان ؟.
﴿كلّ من عليها فانٍ﴾ فيا أيّها الإنس والجنّ اعلموا أنّ من على الأرض سيفنى ويموت حتماً حتى الأنبياء والأئمّة ( عليهم السلام ) فإيّاكم وتكذيبهم ، ﴿ويقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام﴾ فبعد أن يفنى كلّ مَن على الأرض يفني كلّ من في السماء من الملائكة حتّى قابضُ الأرواح فلا يبقى في الوجود سوى وجهُ واجبِ الوجود فقط . ﴿فبأیّ آلاء ربّکما تکذّبان﴾ فيا أيّها الإنس ويا أيّها الجنّ أفهل يمكنكما أن لا تُصدِّقان حقيقة الموت والفناء ونعمة الوجود والحياة كلاّ ؟ ﴿يسأله من في السماوات والأرض﴾ فكلّ مخلوقٍ موجودٍ هو فقيرٌ بالذّات مُحتاجٌ لاستمرار نعمة الوجود والفيض عليه فبلسان حالِهِ يسأل الله الغني بالذّات إدامَة الإفاضة ، ﴿كلّ يومٍ هو في شأن﴾ والله جَلَّت عظمته بإحياءِ عبادٍ وإماتَةِ آخرين و إرزاق جماعةٍ ومَنعِ آخرين وإفاضة فيضٍ وسَلبِهِ وما شاكل من الشؤون يعرضها كلّ آنٍ ووقتٍ ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان ﴾ فيا أيّها الإنس والجنّ بأيِّ صفةٍ من صفاتِ الله تكذّبان ؟ أبصفة خالقيّتِه أو رازقيّته أو إحيائه أو إماتَتِهِ أو غيرها ؟.
﴿سنفرغ لكم أيّها الثقلان﴾ فيا أيّها الإنس ويا أيّها الجنّ سنترك الشؤون كلّها يوم القيامة ونهتمّ بمحاسبتكم وجزائكم والسّؤال عن ولايتكم لمحمدٍ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وآل محمد ( عليهم السلام ) ، ﴿فبأيّ آلاء ربّکما تکذّبان﴾ فبأیّ آلاء الله وأياديه وقدراته وإرادتِهِ يمكنكما أن تكذّبان ؟ أبيوم القيامة أم بالحساب أم بالجزاء أم بالثواب والعقاب ؟ ﴿يا معشرَ الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا﴾ فعندما سنفرغ لحسابكم أيّها الثقلان وأوقفناكم للحساب والجزاء فإن تمكّنتُم يومئذٍ من الفرار من حكومة الله والخروج من قبضته ، ﴿من أقطار السماوات والأرض فأنفذوا﴾ فإن تمكّنتُم من الهروب والخروج من حدود السماوات والأرض وجوانبها والتَملُّص من حساب الله فاهربوا !!! ﴿لا تنفذون إلاّ بسلطان﴾ فقطعیٌّ انّکم لا تتمكّنون من الهروب والنّفاذ والخروج من قبضة الله ومن حدود سيطرة عقابه وانتقامه إلا بالإيمان والتقوى والطاعة ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ أيّها الثَقَلان بأيّ آيةٍ من عظمةِ الله وقُدرته وارادته وسلطانه تكذّبان فهل يجوز لعاقلٍ تكذيبها ؟ ﴿يُرسَل عليكما شواظٌ من نارٍ ونحُاس فلا تنتصران﴾ فإذا كذّبتم أيّها الإِنس وأيّها الجنّ بذلك وکفرتم فسيعذّبکم الله بلهيب جهنّم والنحاس المُذاب فيها ولا ينقذكم منها أحدٌ ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فيا أيّها الثقلان بأيٍّ من أيادي الله تكذّبان أبإرسال الشواظ أم بوجود جهنّم أم بقدرة الله على ذلك ؟
﴿فإذا انشقّت السماءُ وكانت وردةً كالدِّهان﴾ فقُبيل يومِ القيامة وحشر الخلائق من الجِنّ والإنس والملائكة تنشقُّ السماء أي تنفرج طرقاً لنزول الملائكة و يصبح لونها محمراً کالدّهن المغلیّ ، ﴿فبأیّ آلاء ربّکما تکذّبان﴾ وانشقاق السماء مُسبِقة لقيام الساعة والحشر والنشر وکلّها من آلاءِ الله و نِعَمِهِ وأياديه وقدرته وهو قادرٌ علی ذلک فهل يمکنکما تکذيبها ؟ ﴿فيومئذٍ لا يُسأل عن ذنبِه إنس ولا جان﴾ فيوم القيامه لا يُسأل عن ذنب معادي عليٍّ ( عليه السلام ) ومناوئِه ومحاربهِ ومخالفهِ و من ليس من شيعتهِ أحدٌ من الإِنس والجنّ وإن كان هو يلقي اللّوم على غيرهِ ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فيا أيّها الإنس ويا أيّها الجنّ أبنعمة ولاية عليٍّ أمير المؤمنين ( عليه السلام )، تكذّبان أم بفضل الله على شيعته وآلائه لديهم بعذاب عدوّهم ؟
﴿يُعرف المجرمون بسيماهم﴾ ففي يوم القيامة كما أنّ الشيعة غُرٌّ محجلون يُعرفون من نورهم فكذلك أعداء عليٍّ (عليه السلام ) ومخالفوه تسوَدُّ وجوههم فيُعرفون من سيماهم ، ﴿فيؤخذ بالنّواصي والأقدام﴾ فعندما يُعرف المجرمون المنافقون المخالفون لآل محمدٍ وأهل بيته (عليهم السلام ) تأخذهم ملائكة العذاب من نواصيهم وأقدامهم سَحباً الى النار، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فيا أيّها الإنس ويا أيّها الجِنّ هل لا تُصدّقون أنّ لله ملائكة عذابٍ وهل تكذّبون أنّ المجرمين يُعرفون بسيماهم ؟ ﴿هذه جهنّم التي يكذّب بها المجرمون﴾ ففي ذلك اليوم ينادي المنادي وهو قسيم الجنّة والنّار عليٌّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فيقول : هذه جهنّم التي كذَّب بها أعدائي إذ قال أبوسفيان وعترته لا جنّة ولا نار، ﴿يطوفون بينها وبين حميمٍ آن﴾ فالمجرمون من أعداء عليٍّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدورون مستصرخين مستغيثين في طبقات جهنّم ويلجأون إلى ماءٍ من النُحاس المُذاب في قَعرِ جهنّم ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فيا أيّها الجنّ والإنس بعد أن علمتم أنّ الله أعَدَّ هذا العذاب لمنكري نعمة محبّةِ وولاية عليٍّ ( عليه السلام ) وآل محمدٍ فهل تكذّبان بهذه النعمة الإلهية ؟
﴿وِلمَن خاف مقام ربّه جنّتان﴾ وأمّا الثواب والجزاء الذي أعَدَّه الله لمن خاف مقام الحساب بين يدي ربّه فوالى محمداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وآل محمد ( عليهم السلام ) وأطاعهم واتّبعهم فله بستانان في الجّنة ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فيا أيّها الإنس ويا أيّها الجنّ هل تتمكّنان من التكذيب بثواب الله وجزائهِ لشيعة آل محمدٍ ( عليهم السلام ) والمتمسّكين بولايتهم ؟؟ ﴿ذواتا أفنان﴾ في هذين البستابين أغصان متدلّية كثيرة الفواكه وفننٍ من صفوف الأشجار المثمرة يأكلون منها ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فيا أيّها الثقلان بأيّ نعمةٍ من نِعَمِ الله تعالى التي أنعمها على المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام ) تكذّبان ؟ ﴿فيهما عينان تجريان﴾ وفی هاتين الجنّتين المُعدَّتين للمتّقين المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عينان هما التَّسنيم والسلسبيل تجريان في البستانين، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فيا أيّها الثقلان بأيّ واحدةٍ من الجنّتين تكذّبان ، فهما من نِعَمِ الله على شيعة عليٍّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ﴿فيها من كل فاكهةٍ زوجان﴾ وفي البستانين أُعِدَّ للمتّقين من شيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جميع أصناف الفواكه طازجها ومُجَفَّفها ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فيا أيّها الإنس ويا أيّها الجنّ أنتما لا تستطيعان تكذيب هذه النعم المُعدَّة للشيعة الأتقياء ، ﴿متّكئين على فُرُشٍ بطائنها من استبرق﴾ يتّكِىءُ الشيعة المتّقون في الجنتين على الفُرُش المهيّأةَ ظواهرها من السندس و بطانتها من الديباج الَبرّاق والحرير المُطَرَّز ، ﴿وجنا الجنتين دان﴾ والثمار التي يجتنيها المؤمنون المتّقون من شيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في البستانين قريبة من أيديهم ومُتَناولهم وهم متّكِئون ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فيا أيّها الإنس ويا أيّها الجنّ بأيِّ نِعَمِ الله تعالى على شيعة عليٍّ ( عليه السلام ) وأهل البيت ( عليهم السلام ) تکذّبان إذ لا مجال للتکذيب!!!
﴿فيهنّ قاصرات الطّرف﴾ وفي الجنّتين حور العين اللاتي خلقهنّ الله للشيعةِ المتّقين وهُنّ يقصُرن من نظرهنّ دلالاً وجمالاً ، ﴿لم يطمئهنّ إنسٌ قبلهم ولا جانٌّ﴾ فهنّ من الحور لا من نساءِ الدنيا حيث لم يفتضهُنّ ولم يُزِل بكارتهنّ قبل هؤلاء الشيعة الأتقياء أحدٌ من الجنّ والإنس ! ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فيا أيّها الإِنس ويا أيّها الجنّ بأيّ نعمةٍ من نِعَمِ الله على الشيعة المتقين الموالين لمحمدٍ ( صلّى الله علیه وآله وسلّم ) وآل محمدٍ ( عليهم السلام ) يمكنكما أن تكذّبان ؟ ﴿كأنّهنّ الياقوت والمرجان﴾ فهذه الحور العين القاصرات الطَّرف كالياقوت الشفّاف صفاءً والمرجان الطريّ طراوةً ونعومةً ومثلهما ثََمَناً، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فأيّها الثقلان كيف يمكن أن تكذّبان بنِعمةٍ من نِعَمِ الله ربّكما التي أعدَّها للشيعة الأتقياء ؟ ﴿هل جزاءُ الإحسان إلاّ الإحسان ﴾ فأيّها الثقلان انّكما تمتلكان العقل والشعور والإدراك فاحكُما بالعدل والإنصاف هل جزاءُ إحسان المؤمنين وموالاتهم لمحمدٍ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وآلهِ إلاّ الإحسان بالجنّة ؟ ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فيا أيّها الإنس والجنّ معاً بأيّةِ نعمةٍ من نِعَمِ الله وإحسانه على المحسنين من شيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تكذّبان ؟
﴿ومن دونهما جنّتان﴾ وقبل تلك الجنّتين جنّتان غيرها أعدَّها الله للمؤمنين المحسنين المتّقين الموالين لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) والأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فأنتما أيّها الثقلان لم تعلمان ما أعدَّ الله ربّکما للأتقياء من الجنان فبماذا تکذّبان ؟ ﴿مُدهامتّان﴾ و هاتان الجنتان خَضِرتان كثيرتا الخُضرة مُدهامّتان من شدَّة الخضار وكثافتها كغابتين ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكم تكذّبان﴾ فأنتما أيّها الثَقَلان أبالجنتّين الاُولتين تكذّبان ، أم بالجنّتين المدهامّتين ؟ كلاّ لا مجال للتكذيب فلعنة الله على يزيد بن معاوية حيث قال : لا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نَزَل . !! ﴿فيهماعينان نضّاختان﴾ وفي الجنّتين المدهامّتين عينان فوّارتان جاريتان رَقراقتان حلوتان عذبتان لا تنشفان ، ﴿فبأيّ آلاء ربّکما تکذّبان﴾ فيا أيّها الإنس ويا أيّها الجنّ بأيِّ نعمةٍ من نعم الله وإحسانه وفضله على الشيعة الموالين لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) تکذّبان ؟
﴿فيها فاكهةٌ ونخلٌ ورُمّان﴾ وفي هاتين الجتين الغابتين أشجار الفواكه جميعاً وكرومها وفيها نخيل التّمور بأنواعها والرمّان بأشكاله المختلفة ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ أيّها الثقلان الإنس والجانّ بأيّ نعمةٍ من نعم الله التي أعدَّها لعبادهِ المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام ) لا تُصدّقان ؟ ﴿فيهنّ خيراتٌ حِسان﴾ في هاتين الجنّتين المدهامّتين حورياتٌ كريماتُ الأخلاق حُسنيات وجيهاتٌ جميلات ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تُكذّبان﴾ فكيف يمكنكما أيّها الثَقَلان أن تكذّبا بهذه النعمة أو غيرها من نِعَمِ الله تعالي على المؤمنين ؟ ﴿حورُ مقصوراتٌ في الخيام﴾ و هذه الخيرات الحسان عيونهنّ واسعة وسواد عيونهنّ شديدٌ وبياض عيونهنّ صافي و هُنّ في قصورٍ من خيام المجوهرات ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فيا بني الإنسان و يا بني الجانّ بأيّة نعمةٍ وحوريّةٍ من نعم الله تعالى وحوره لعباده الشيعة المتّقين تَشُكّان ؟
﴿لم يطمثهُنّ إنسٌ قبلهم ولا جانٌّ﴾ وقبل أن يضاجعهنّ المؤمنون من شيعة ، أهل البيت ( عليهم السلام ) لم يمسهُنّ أحد قبلهم من الإنس والجنّ ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فأنتما أيّها الثقلان يا بني الإنسان والجانّ بأيِّ نعمةٍ من نعم الله التي أعدَّها للمحسنين المتّقين من شيعةِ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تكذّبان ؟ ﴿مُتّكئين علي رفرفٍ خضرٍ وعَبقريٍّ حِسان﴾ فهؤلاء الشيعة المتّقون المحسنون الموالون لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) والأئمة الطاهرين يستندون جالسين على وسائد من الديباج الأخضر وطنافس من الحرير الرّاقي الجميل ، ﴿فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان﴾ فهذه نِعَم الله تعالى لأوليائه المؤمنين المتّقين الموالين لمحمدٍ (صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وآله الميامين ( عليهم السلام ) فبأيّ نعمةٍ منها لا تُصدّقان أيّها الإنس والجانّ فالفريقان بريئان ممَّن کذب بآلاء الله .
﴿تبارك اسم ربّك﴾ مباركٌ ذات الله عزَّ وجل ومبروكةٌ أسماؤه الحُسنى ، والبركات كلّها مصدرها الإسمُ الأعظم الإلهي وإسم الجلالة ( الله ) ، ﴿ذو الجلال والإكرام﴾ وإسمه المبارك ذو الجلال والإكرام مبروكٌ له بركات وصفاتُه الجلاليّة و صفةِ إكرامه اقتضت الإنعام بهذه النِّعَم على الشيعة وإكرامهم ،
(صدق الله العلیّ العظيم وصدق رسوله الکريم وبلَّغ مولانا أمير المؤمنين وبعده الأئمة المعصومون ( عليهم السلام ) وأنا على ذلك من الشاهدين والشاکرين ) .

نشر في الصفحات 276-269 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد الأول

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *