سورة الرحمن
2016-06-16
سورة الأنعام
2016-06-16

(13)
سورة الأنبياء (ع)

﴿بِسم الله الرَّحمٰن الرَّحيم اقترَبَ للنّاس حسابهم﴾ بإسم ذاتي ورحمانيتّي ورحيميّتي أبدأُ بالوحي إليك يا حبيبي إنّك خاتم الأنبياء ، وشريعتك خاتمة الشّرايع ، وأنت نبيّ آخر الزمان فستتّصِل حكومة ولدك المهديّ بالقيامة فاقتَرَب حسابُ الناس ، ﴿وهم في غفلةٍ
مُعرضون﴾ ولكن يا حبيبي إنّ المنافقين من أصحابك وبعض زوجاتك وبني أُميّة وبني العبّاس وبني مُغيرة وبني الأشعث في غفلةٍ من حساب يوم القيامة مُعرضون عن ولاية عليٍّ ( عليه السلام ) ، ﴿ما يأتيهم من ذِکرٍ من ربّهم مُحدَث إلاّ استمعوه وهم يلعبون﴾ فهؤلاء الغافلون من حساب الله المُعرضون عن ولاية عليٍّ ( عليه السلام ) ما نُنزّل من القرآن ما يُذكّرهم بالحساب وبولاية عليٍّ ( عليه السلام ) إلا ويُعرضون عنه ، ويستمعون إليه مستهزئين .
﴿لاهيةً قلوبهم وأسرّوا النّجوى الذين ظلموا﴾ فهؤلاء المُعرضون عن الحقِّ وعن ولايةً عليٍّ (عليه السلام) يُشغِلون قلوبهم بحُبِّ الدّنيا وحُبّ الجاهِ والمال والرّئاسة بعد النبيّ ، وتشاوروا وتناجوا بينهم سِرّاً وتآمروا علي ظُلمٍ عليٍّ ( عليه السلام ) ، ﴿هل هذا إلاّ بشرٌ مثلكم أفتأتون السِّحر وأنتم تبصرون﴾ فقال بعضهم لبعض هل محمد إلاّ بشرٌ ، و كما أنتم بشر ، وإن يمتاز عليكم بمعجزةٍ فانه السحر ، فهل تتّبعون سِحره ، وأنتم تنظرون إلى سحره ؟؟ ﴿قال ربّي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم﴾ يا رسول الله قل لهم إنّ ربّي الذي يعلم بكلِّ قولٍ وبكلِّ نجوةٍ وسرٍّ في السماوات والأرضين كيف لا يعلم ما قلتم ، بل هو السميع لقولکم العليم بسرّکم .
﴿بل قالوا أضغاث أحلامٍ﴾ فإنّهم لم يكتفوا بقولهم أنّ قرآن محمدٍ هو سحرٌ و ليس بوحيٍ بل ازدادوا كفراً وقالوا إنّه يرى أحلاماً مختلطةً من بُخاراتِ المعدة فيدّعي النبوّة ، ﴿بل أفتراه بل هو شاعر﴾ وقالوا : إنّ محمداً افترى الكذب على ربّه ، ونسب إليه ما يقرأه من القرآن فيقول هو وحيٌ ، وليس كذلك بل هو شعرٌ من نفسه فهو شاعر ، ﴿فليأتنا بآيةٍ كما أُرسل الأوّلون﴾ فإن كان صادقاً في ادّعاء النبوّة فليُحضر لنا التوراة وعصا موسى والإنجيل ومعاجز عيسى لا أن ينسخ التوراة والإِنجيل ويأتينا بالقرآن ، ﴿ما آمنتْ قبلَهم من قرية أهلكناها﴾ فيا حبيبي إنّ ما يتحجَّجون به إنمّا هو وسيلة لتكذيبك فقط إذ أنّ الكفار من قَبل كفروا بالتوراة والإنجيل ومعاجز الرُّسل فكم من أقوامٍ هم وقد أهلكناهم بتكذيبهم ، ﴿أفهم يؤمنون﴾ فبعد أن کذّب قوم نوحٍ وهودٍ وصالحٍ وقوم موسى وعيسى بالآيات والمعاجز فهلكوا فهل إنَّ هؤلاء المنافقين والكفّار يؤمنون بها ؟.
﴿وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً نوحي إليهم﴾ لماذا ينكرون نبوّة محمدٍ لأنّه بشرٌ مثلهم ؟ أفهل الأنبياء من قبله لم يكونوا بشراً مثلهم ؟ بلى إنّا لم نرسل نبيّاً إلا كان رجلاً نوحي إليه . ﴿فأسألوا أهل الذِّكر إن كنتم لا تعلمون﴾ فقل لهم فليسألوا آل محمدٍ الذين هم أهل القرآن ، ونزل القرآن في بيتهم ، عن الرُّسل والأنبياء فهم أعرف الناس بأحوالهم وعن أيّ شيءٍ يجهلونه ، ﴿وما جَعلناهُم جسداً لا يأكلون الطعام﴾ فما الذي يمتاز به الرُّسل والأنبياء على محمدٍ (صلّى الله عليه وآله و سلّم) فقد كانوا جميعاً بشراً واجسادهم بشريّة تحتاج إلى الغذاء فكانوا يأكلون الطعام و يُحدِثون ، ﴿و ما كانوا خالدين﴾ فإن كان الأنبياءُ السِّلف يأكلون ثُمَّ يخرج منهم الحَدَث فيُرى لكنّ محمداً لم يُرَلهُ حَدَثٌ فكانت الأرض تبتلعه فهو يمتاز عليهم و ما كانوا خالدين في الدّنيا حتى يخلُد محمد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ،﴿ثُمَّ صدقناهم الوَعدَ فأنجيناهم ومن نشآء﴾ فأُولئك الأنبياء كُذِّبوا بل عُذِّبُوا وطُردوا شُرِّدوا واستُهزىء بهم فكما وعدناهم أن نُهلك أقوامهم الكفار صدقناهم فأهلكنا أقوامهم ونجّيناهم وأتباعهم ، ﴿وأهلكنا المسرفين﴾ فبعد أن نجّينا نوحاً ومَن معه في السفينة ، ونجّينا لوطاً وأهله بإخراجهم من القرية و . . فبعد ذلك أرسلنا العذاب على الكفّار الذين أسرفوا على أنفسهم بالإصرار على الكُفر .
﴿لقد أنزلنا كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون﴾ بالتأكيد أيّها الناس نحن أنزلنا القرآن کتاباً إليکم بواسطة جبرائيل علی محمدٍ ( صلّی الله عليه وآله و سلّم ) ليکون تذكيراً لكم بالاُمَم الماضية وما حَلَّ بهم نتيجة معصية الرُّسل أفلا تتذكّرون وتَتَفهّمون وتعتبرون ؟؟ ﴿وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمةً وأنشأنا بعدها قوماً آخرين﴾ أفلا يتذكّرون كيف قصمنا ظهر الكفار وأهلكناهم فكم من أمّةٍ من أهل القری کانت ظالمة بالکفر والعصيان دمَّرناهم ثمّ اقمنا مکانهم قوماً آخرين ، ﴿فلمّا أحسّوا بأسنا إذا هُم منها يركضون﴾ فأُولئك الأقوام كانوا حينما يحسّون بنزول العذاب عليهم يفرّون على وجوههم لِكَي يسلموا من العذاب ، ﴿لا تركضوا وارجعوا الى ما اُترِفتُم فيه ومساكنكم لعلّكم تُسألون﴾ فكانت ملائكة العذاب تخاطبهم وتقول لهم لا تركضوا فارّين بل ارجعوا فلا نجاة من العذاب اليوم فارجعوا الى بيوتكم فرُبمّا تُسألون لماذا تركتم بيوتكم وخرجتم الى الصحراء ؟ ﴿قالوا يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين﴾ لكنّهم حينما أيقنوا بالهلاك ندموا على تفريطهم وإصرارهم على الكُفر فأخذوا ينادون واوَيلاه هذا نتيجة ظلمنا وكفرنا ، ﴿فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين﴾ فما زالت صيحات واويلاه تُسمَع منهم حتى أن انقطعَت أنفاسهم وخرجت أرواحهم وهلكوا فحصدهم الموت فخمدت صيحاتهم ، ﴿وما خلقنا السماء والأرض وما بينها لا عبين﴾ وإنّ ما يجرّ الكفار الى الهلاك هو اتّخاذهم الحياة لعباً ولهواً لكنّنا لم نخلق السماء والأرض إلاّ بالحكمة والتدبير والعدل والنِّظام الدّقيق ، ﴿لو أردنا أن نَتَّخِذ لهواً لاتّخذناه من لدنّا ان كنّا فاعلين﴾ فلو كان اللهو والعَبَث واللَّعِب جائزٌ عقلاً على العقلاء لكنتم َترَون آثاره في نظام الكون والسماء والأرض لكنّكم لا تجدون الآن منه شيئاً، ﴿بل نقذِف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهقٌ ولكم الويل ممّا تصفون﴾ بل إنّنا في عالم التكوين نوجِد العَدل والنظام الحكيم في الكون وفي عالم التشريع فوجِب العدل واتّباع الحقّ ومخالفة الباطل فيَغلبُ الحقُّ الباطلَ والويل لِمُنكرِ نظام العدل .
﴿وله من في السماوات والأرض و من عنده لا يستکبرون عن عبادتِه ولا يستحسرون﴾ وإنّ نواصي جميع العباد بيد الله وهو مالك رقابهم سواءً الملائكة والإنس والجنّ ، فأمّا الملائكة فكلّهم مطيعون له يعبدونه من دون إعياءٍ ، ﴿يسبّحون الليل والنهار لا يفترون﴾ فالملائكة كلّهم يسبّحون الله ويُقدّسونه دائماً في جميع الأوقات ليلاً ونهاراً باستمرار لايتکاسلون ولايتماهلون عن التسبيح لله ، ﴿أم اتّخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون﴾ لكنّ الكفار اتخّذوا لأنفسهم إلهاً يعظّمونه من الأرض إنساناً أو حجراً أو خشباً أو ذهباً أو فضةً هم يختلقونه و يصنعونه .
﴿لو كان فيها آلهةٌ إلاّ الله لَفَسَدتا﴾ إنّ دليل إستحالة إجتماع المِثلَين هودليلٌ عقليٌّ منطقيّ وجدانيٌّ فإذا كان في السماء والأرض إلهان لاختلفت إرادتهما ولتغَيَّر النِّظام الموجود ، ﴿فسبحان الله ربّ العرش عمّا يصفون﴾ فمُنزَّهٌ ومقدّسٌ ذات الله تبارك وتعالى الذي هو الخالق القادر المتعال المحيط بعرش القُدرة فسبحانه عمّا يصف الكفّار من الشِّرك ، ﴿لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون﴾ والله سبحانه إرادته فوق إرادة البشر وإرادته تامّةٌ في جميع الأشياء نافذةٌ ويفعل ما يُريد ولا يجوز السؤال عن سبب إرادته لكنَّ البَشَر يُسألون عن أفعالهم ، ﴿أم اتّخذوا من دونِه آلهة قُل هاتوا بُرهانكم﴾ فإذا اتَّخذ الكفّار والمشركون آلهةً غير الله سبحانه فقل لهم يا حبيبي : هاتوا بُرهانکم دليلکم علی أُلوهيّتِه وعلي جواز عبادته ، ﴿هذا ذکرُ من معي ، وذكرُ من قَبلي، بل أكثرهم لا يعلمون الحقَّ فهم معرضون﴾ فهذا الدليل هو ما يذكِّرُ به علىّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) الذي هو معي في أداء الرسالة وهذا الدليل بعينه كان ما يُذكِّر به الأنبياء من قَبلي أُمَمهم لكنّ أكثر المنافقين لا يعرفون الحقّ وهم مُعرِضون عن عليٍّ ( عليه السلام) ﴿وما أرسلنا من قَبلك من رسولٍ إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدون﴾ فيا حبيبي إنّنا لم نُرسل قَبل أن تُرسَل من نبيٍّ إلاّ بالتوحيد فنأمُر إليه بالوحي أن يدعو الناس لعبادتي وتوحيدي ونفي الشرك .
﴿وقالوا التَّخذ الرَّحمٰن ولداً سبحانه بل عبادٌ مكرمون﴾ وقال المشركون والكفار إنّ الله اتخذ عزيزاً والمسيح وغيرهما أولاداً سبحانه مُنزَّهٌ عن أن يتّخِذ ولداً بل إنّه أكرَمَ هؤلاء الأنبياء لأنهّم من عباده المخلصين ، ﴿لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون﴾ فهؤلاء الأنبياء هم عباد الله المكرَمين لا يسبقون وحيَ الله بشيءٍ من القول بل يبلّغون كلام الله وهم بأمر الله يعملون لا بِهوی النّفس ، ﴿يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم﴾ فالله سبحانه يعلم بما يصدُرُ من أُمّتهم من عملٍ و ما يعاملونهم به في حياتهم ويعلم أيضاً ما تعمل أُمّتهم من بعدهم وما يغالون فيهم ، ﴿ولا يشفَعُون إلاّ لِمَن ارتضى وهم من خشيتِه مشفقون﴾ وهؤلاء الأنبياء المكرمون لا يَشفعُون في الآخرة إلاّ لَمن ارتضي الله دينَه فلا يشفعون للكفّار والمشركين و المُغالين وهم يخافون من غضبِ الله تعالى ، ﴿ومَن يقُل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نَجزيه جهنّم كذلك نجزي الظالمين﴾ فلو فُرِضَ على نحو المحال أن يقول أحدٌ من الأنبياء إنّي إلهٌ سوى الله فإنّنا سنجازي ذلك القائل بعذاب جهنّم وذلك جزاء كلّ ظالمٍ كافر، ﴿أوّلم يَرَ الذين كفروا أنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما﴾ أفهل ينظر علماء الفلك والهيئة والنجوم أنّ الكواكب وكُرة الأرض كانت متّصلة ثمّ فصلنا الارض من الشمس وکذا سائر الکواکب ليختبروا الکفار ، ﴿و جعلنا من الماءِ كلّ شيء حيٍّ أفلا يؤمنون﴾ أفلا يؤمنون ويتدبّرون هؤلاء الكفار عظمة خلقنا للأحياء على وجه الأرض حيث كانت كرةً ناريةً ثم بَرَّدنا سطحها ، ثم أحطناها بالغيوم ، فأمطرنا عليها فأحييناها بالمطر ، وكذلك الإنسان فخلقناه من ماءٍ وطين ، ﴿وجعلنا في الأرض رواسی أن تميد بهم﴾ أفهل يؤمن الکفار بعظمة الخالق حيث خلق الجبال الرّاسيات لتثبيت سطح الأرض من الزلازل والهزّات حتىّ يمُكن العيش عليها والحياة ، ﴿وجعلنا فيها فجاجاً سبلاً لعلّهم يهتدون﴾ أفلا ينظرون كيف أنّنا جعلنا بين الجبال الشاهقة العظيمة ودياناً ومسالك وطُرُقاً نافذةً کي يعبروا منها ويصلوا إلى أماكن العيش ، ﴿وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون﴾ أفلا يتدبّرون كيف جعلنا الفضاءَ المحيط بالأرض إطاراً جاذبيّاً كالسَّقف يحفظه عن السّقوط وهم عن آيات السماء الدالّة على وجود الله . معرضون ، ﴿وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كلٌّ في فلكٍ يسبحون﴾ فالله سبحانه هو الذي جعل دوران الأرض حول نفسها كي تنتج الليل والنهار وهو الذي خلق الشمس والقمر كلٌّ من الشموس والأقمار والكواكب يسير في دائرةٍ بدَوَرانٍ حول نفسها ،﴿وما جعلنا لِبَشرٍ من قبلك الخُلد أفإن مِتّ فهم الخالدون﴾ فيا حبيبي سيدّعي بعض المنافقين أنّك لم تَمُت حيلةً منهُ ومنكراً لكنّنا لم نجعل لِبَشرٍ الخلود في الأرض من قَبلِك ولا مِن بعدك فبديهيٌّ عندما تكون أنت من الميّتين فليسوا هم بخالدين ، ﴿كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت ونبلوكم بالشرِّ والخير فتنةً وإلينا تُرجعون﴾ فلا بُدَّ لكلّ ذي روحٍ أن تنفصل نفسه من جسده ، وأما أنتم أيّها البشر فمكلَّفون تخُتَبرون بالشرِّ والخير إمتحاناً في حياتكم ثُمَّ تُرجعون للحساب بين يدي الله ، ﴿وإذا رآك الذين كفروا إن يتّخذونك إلاّ هُزُواً) فيا حبيبي يا رسول الله حينما يراك المشركون والكفار والمنافقون كأبي سفيانٍ وَوُلدِه والعاص ووُلدِه وأبي جهلٍ والوليد وخالد بن الوليد يسخرون منك ويستهزؤون بك ويضحكون ، ﴿أهذا الذي يذکر آلهتکم وهم بذکر الرَّحمٰن هم کافرون﴾ ثم يقول بعضهم لبعضٍ. أهو هذا محمّدٌ نفسه يُعيب ويستنقِص أوثانكم وأصنامكم ؟ ويعتبرون ذلك منافياً للشرف ومع ذلك فهم يسخرون من ربِّ محمدٍ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ألرَّحمٰن ولا يتحاشون من ذلك ويُعلنون كفرهم به ، ﴿خلق الإنسان من عَجَلٍ سأُريكم آياتي فلا تستعجلون﴾ إنّ كلّ إنسانٍ خُلِقَ من نطفةٍ قُذِفَت بعجَلَةٍ في الرَّحِم ، وإذا بهم يعجلون بطلب العذاب ، قُل لهم : ستَرون عذاب الله ووَقعِ السيّوف في بدرٍ وحُنين وأُحُدٍ والأحزاب فلا تستعجلوا ، ﴿فيقولون متى هذا الوَعدُ إن كنتم صادقين﴾ فعندما ينكرون ذلك ويستبعدون نزول العذاب بسيفِ القائم المهديّ ( عجّل الله تعالى فرجه ) قل لهم غداً ستَرون آياتي وقل لهم : فدولتنا في آخر الدَّهر تظهرُ وسترون عذاب الله يوم قيام القائم المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه ) ، (لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفّون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم يُنصرون﴾ فإنّ المنافقين والكفار يتمنّون لو يعلمون موعِدَ قيام القائم المهديّ ( عجّل الله تعالى فرجه ) للثأرحتى يستعدّوا لِحَربهِ ويُدافعوا عن أنفسهم لكنّهم لا يعلمونه فلا يدفعون حرَّ السيف والأحزان عن أنفسهم ولا يتخلَّصون من النّار، ﴿بل تأتيهم بغتةً فتبهَتُهم فلا يستطيعون ردَّها ولا هم يُنظَرون﴾ بل يُباغَتون بساعةِ الإِنتقام ونزول العذاب وبقيام القائم المهدي (عجّل الله تعالى فرجه ) فيتحيّرون ولا يعلمون كيف يقاوِمونَه بل لا يستطيعون ردَّ العذاب يوم ذاك ولا يعطيهم المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) فرصةً لذلك ، ﴿ولقد استُهزىءَ بِرُسلٍ من قبلك فَحاقَ بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن﴾ فيا حبيبي لست أوّل رسولٍ يُستَهزَأُ بهِ بل لقد استُهزِی، من الرُّسُل قبلک کنوحٍ وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم فنزل بأقوامهم العذاب الذي كانوا يسخرون منه ، ﴿قل من يكلؤكم بالليل والنهار من ألرَّحمٰن بل هم عن ذكر ربهّم مُعرضون﴾ فقل يا حبيبي للكفار والمنافقين مَنِ الذين يحفظكم ويُنقِذكم من عذاب الله بالليل أو النهار حينما يأتيکم ءأصنامکم تُنقذکم أم ماذا ؟ ومع هذا فإنهّم لا يذكرون الله بل يُعرضون عنه ، ﴿أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصرَ أنفسهم ولا هم منّا يُصحَبون﴾ فإذا ظنّوا أنّ الأوثان والأصنام تقيهم من عذاب الله فقل لهم إنّ آلهتهم لا تستطيع أن تنصر أنفسها لأنهّا لا تدفع الضَّرَر عن نفسها فلا تتمكّن أن تجير الكفّار من عذابنا ، ﴿بل متّعنا هؤلاء وآباءهم حتى طالَ عليهم العُمَر﴾ فإن كان الكفّار يظنّون إنّ هذه الأصنام هي التي متَّعَتهم بالثروة والمال والعُمر الطويل فقُل لهم بل إنّ الله أتمَّ الحُجّة عليكم ومتّعكم إختباراً، ﴿أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصُها من أطرافها أفَهُم الغالبون﴾ ولكي يعلموا أنّ الأوثان لا تقدر على شيءٍ قُل لهم إنّنا سنُنقِص أراضيهم بفتح النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لها وقتلهِ لِرجالهم فحينذاك فلينظروا أنحن الغالبون أم الأوثان والأصنام ،﴿قل إنمّا أُنذرکم بالوحي ولا يسمع الصُّمّ الدّعاء إذا ما ينذرون﴾ فقل لهم يا حبيبي إنمّا أنا أُنذركم بعذابِ الله عن طريق وحي الله لا من تلقاءِ نفسي لكنّكم صممتم آذانكم عنه فكما لا يسمع الأصمُّ النِّداءَ الإِنذاريَّ لا تسمعون .
﴿ولين مسّتهم نفحةٌ من عذاب ربّك ليقولنّ يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين﴾ ولكنّ هؤلاء الكفّار لو يلمسون جزءً قليلاً من عذاب الله الذي يُنذَرون به فعند ذلك يُصدّقون بالعذاب فيقولون : ألويل لنا باستحقاقنا هذا العذاب بظلمنا ، (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تُظلَم نفسٌ شيئاً﴾ وأمّا حسابنا في يوم القيامة فهو حسب قانون العدل الكامل فنضع موازين الأعمال بالقِسط ونحسب كلّ خيرٍ وشرٍّ منهم فنجازي عليها ثواباً وعقاباً فلا نظلم أحداً حقَّه ، ﴿وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ. أتينا بها وکفیٰ بِنا حاسبين﴾ فإن كان مِن عملٍ بثقل حبّةٍ من خَردلٍ ووزنها وهي أقلّ من عُشرِ حبّة شعيرٍ فنحن نسجلها في الحساب ولا نتركها وكفى بِنا دِقَّة في حساب الحاسبين .
﴿ولقد آتينا موسى وهارون الفُرقان﴾ ويا حبيبي تذكّر أنّنا لم نؤت موسى و هارون التوراة فحسب بل آتيناهما الإِمامة والولاية وهكذا فعليٌّ ( عليه السلام ) مِنك بمنزلة هارون من موسى .﴿وضياءً وذكراً للمتّقين﴾ وإمامة هارون بعد موسى دليلٌ قطعيٌّ على إمامَة عليٍّ (عليه السلام ) من بعدك وضياء يضيء للمؤمنين لاتّباع الأئمة وذكراً لمَِن أراد أن يتذكّر من أهل التّقوى ، ﴿الذين يخشَون ربهَّم بالغيب وهم من السّاعة مشفقون﴾ فأهل التقوى من شيعة عليٍّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هم الذين يخشَون من ربهّم إن تركوا التمسُّك بأهل البيت ( عليهم السلام ) وخوفهم من الله ليس رياءً بل هم من حساب يوم القيامة خائفون ، ﴿وهذا ذكرٌ مباركٌ أنزلناه أفأنتم له مُنكرون﴾ وهذا الدليل أي لزومِ إمامٍ منصوبٍ للنبيّ من قِبَلِ الله كما أنّ هارون كان إماماً بعد موسى دليلٌ مباركٌ أنزلناه لإثبات ولاية عليٍّ (عليه السلام) فأيّها المسلمون هل إنّكم بعد هذا تُنكرون ولاية علیٍّ ( عليه السلام) ؟ ﴿ولقد آتينا إبراهيم رُشدَه من قبل وکنّا به عالمين﴾ ويا حبيبي يا رسول الله بالتأكيد لقد منحنا الإمامة لإِبراهيم حين قال : واجعلني للناس إماماً قَبلَ إمامةِ هارون وإمامةِ عليٍّ (عليه السلام) وكنّا نعلم أنّه يليقُ بها ، ﴿إذ قال لأبيهِ وقومِه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون﴾ فكان إبراهيمُ لائقاً للإِمامة إذ لم يُشرك بالله طرفة عين وكان معصوماً منذ صِغَرِه حيث اعترض على عَمِّه آزَر وقومه عبادتهم للأوثان ، ﴿قالوا وجدنا آبائِنا لها عابدين﴾ فأجابه عمُّه آزَر وقومه عُبّاد الوَثَن وعُبّاد الأفلاك فقالوا : نحن رأينا آباءنا يعبدونها فقلّدناهم في ذلك واتّبعناهم ، ﴿قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلالٍ مبين﴾ فأجابهم إبراهيم قائلاً إنّکم بتقليدکم الأعمی لآبائکم ضللتم طريق الهدی والعدل والعقل وهم بعبادتهم لما لا ينفع ولا يضرُّ ضلّوا عن الهدى ، ﴿قالوا أجِئتَنا بالحقّ أم أنت من اللاّعبين﴾ فقالوا له إن كنّا نحن في ضلالٍ مبينٍ كما استدلَلتَ وهكذا آباؤنا فما هو طريق الهُدى والحقّ أهل تعرفُه أم أنت تكتفي بالسُّخرية مِنّا ، ﴿قال بل ربّكم ربّ السماوات والأرض الذي فطرهُنّ وأنا على ذلكم من الشاهدين﴾ فقال لا أكتفي بسُخريّتكم فحسب بل أدلّكم على خالقكم وربّكم وإله السماوات والأرض ليست هذه الأوثان خالقة للسماء والأرض بل الله الذي خلقهُنّ وأنا أشهد بدليل العِلّية على ذلك .
﴿وتالله لأكيدَنَّ أصنامكم بعد أن تولّوا مُدبرين﴾ فقال لهم أنا لا أكتفي بالسُّخرية من آلهتكم بل سأُدبِّر مكيدةً لتحطيم أصنامكم حينها تخرجون من البلدة يوم العيد إلى الصحراء ، ﴿فجعلهم جُذاذاً إلا كبيراً لهم لعلّهم إليه يرجعون﴾ فلمّا خرجوا من البلد کانت مکيدته أن تمارَضَ فبقيَ هناك وحدَهُ فحَطّم الأصنام بِفَأسِه عدیٰ الصّنم الكبير تركه ليُعلّق عليه الفأس لعلّهم يرجعون إلى دينه ، ﴿قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظّالمين ) فلما رجع القوم الى المدينة ورأوا الأصنام محُطّمَةً قالوا من فعل هذا بها ؟ إنّ محطم الأصنام قد ظلمنا بالإعتداء على آلهتنا ، ﴿قالوا سمعنا فتىً يذكرهم يقال له إبراهيم﴾ فقال الذين سبق أن قال لهم إبراهيم تالله لأكيدنّ أصنامكم نحن سمعنا شاباً يذكر آلهتكم بالتّهديد والمكيدة يُسمّى إبراهيم ، ﴿قالوا فأتوا بهِ على أعين الناس لعلّهم يشهدون﴾ فقالوا أحضروه للمحاكمة والإِستجواب بمرأىً ومَسمَع من جميع النّاس لعلّهم يشهدون على أنّه كان يسخر من الأصنام ويُهدِّدُها ، ﴿قالواء أنت فعلتَ هذا بآلهتنا يا إبراهيم﴾ فلمّا أحضَرُوهُ للمحاكمة أمام الناس قالوا له هل أنت فعلتَ هذا التحطيم بالأصنام التي هي آلهتُنا يا إبراهيم ؟ ﴿قال بل فَعَلَهُ كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون﴾ فأجابهم متحدّياً ومجُادلاً بل إنّ الفعل هذا فعلُ كبيرٍ أكبَرُ من الأصنام يقصد بذلك نفسه ، ثُمَّ أراد تنبيههم فقال : إسألوهم لأنّكم تعتقدون أُلوهيّتها، ﴿فرجعوا الى أنفسهم فقالوا إنّكم أنتم الظّالمون﴾ فانتبه القوم من كلام إبراهيم وعَرفوا أنّ الأصنام لا تنطق ولا تَفهم ولا تدفَع عن نفسها الضُرّ فكيف عنهم فقالوا إنّ عبادتنا لها ظُلم ، ﴿ثم نُكّسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون﴾ ثمّ إنّ القوم أجابوه خَجِلين من جوابهم ناكسين رؤوسهم فقالوا : أنتَ تعلم يا إبراهيم أنّ الأصنام لا تتكلّم ولا تنطق ، ﴿قال : أفتَعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضرّكم﴾ فعند ذلك جعل وجدانهم حَكماً وحَكَّم عقولهم فقال : أفهَل يجوز أن تعبدوا من دون الله هذه الأصنام الّتي لا تنطق ولا تنفع ولا تضُرّ ، ﴿أُفٍّ لكم ولما تَعبُدون مِن دون الله أفلا تعقلون﴾ ثمّ أخذ يوبخُّهُم ويلومهم فقال لهم قُبحاً لكم وللأصنام الّتي تعبدونها من دون الله وأنا أبغضها وأُعاديها وأبرأُ منكم وعبادتكم المخالفة للعقل ، ﴿قالوا حَرِّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين﴾ فعندما وبَّخَهُم وأعلن عِدَاءَه للأصنام وبُغضهُ لها وبراءتهُ من عبادتها أخذتهم العصبيّة الجاهليّة فحكموا عليه بالإِحراق لنُصرة الأصنام ، ﴿قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم﴾ فعندما أَجَّجوا النار وألقوهُ بالمَنجنيق وَسَطَ النار أتاهُ جبرئيل قائلاً: قُل يا إبراهيمُ : يا حميدُ بحَِقِّ محمدٍ ، ويا عالی بحقِّ عليٍّ ، ويا فاطرُ بحقّ فاطمة، ويا محسنُ بحقِّ الحسن ، ويا قديم الإحسان بحقّ الحسين ، فلمّا قالها قال الله : يا نار كوني بَرداً وسلاماً عليه .
﴿وأرادوا به کيداً فجعلناهم الأخسرين﴾ فلمّا ألقوه في النار أرادوا إحراقه وإعدامَه أراد الله نجاته وفضيحتهم فرأوه سالماً في وسط النار ، فظهرت المُعجزة فآمن به جماعةٌ وخسر الكفّار المعركة ، وكانت الغلبة له ، ﴿ونجّيناه ولوطاً الى الأرض التي باركنا فيها للعالمين﴾ وهكذا نجّينا إبراهيم الخليل من نمرود وقومِه ، ونجّينا الإمامَ من بعدهِ لوطاً النبيّ من قومِه ، فهاجرا من قريتهما إلى بيت المقدس الّتي بارك الله فيها للأنبياء وأُمَمَهُم ، ﴿ووهبنا له إسحاقَ ويعقوب نافلةً وكُلاًّ جعلنا صالحين﴾ ثمَّ وهبنا لإبراهيم وَلَده إسحاق وحفيده يعقوب بن إسحاق ونافلتهُ إبن حفيدهِ يوسف بن يعقوب وكُلاًّ منهم جعلناه وليّاً معصوماً ، ﴿وجعلناهم أئمّةً يهدون بأمرنا﴾ وبما أنّ الإِمامة جعليّةٌ من قِبَلِ الله وليست إنتخابيّةً للنّاس فنحن جعلناهم أئمّةً وبما أنّ الإِمامة مشروطةٌ بالعصمة لهِداية الناس بأمر الله لا بالأهواءِ فكانوا يهدون بأمر الله ، ﴿وأوحينا إليهم فِعلَ الخيرات وإقامَ الصّلاة وإيتاءَ الزكاة﴾ وبعد أن جعلناهم أئمّةً بعثناهم بالرّسالة فأوحينا إليهم بوجوب عمل الخير والصّلاح وأوجبنا عليهم أداءَ الصلاة وإعطاءَ الزكاة للفقير ، ﴿وكانوا لنا عابدين) فهؤلاء الأنبياء كانوا في فعلهم للخيرات وإداءِ الصلاة وإيتاءِ الزكاة وهداية الناس يقصدون العبادة الخالصة لله ، ﴿ولوطاً آتينا حُكماً وعلماً﴾ وتذكَّر يا حبيبي أنّ لوطاً النبّي إبن أخٍ لإبراهيم الخليل آمنَ به واتّبعه فآتيناه الولاية والإمامة والرّسالة وهكذا نؤتي عليّاً ( عليه السلام ) حُكماً وعِلماً لاِتّباعِِك ، ﴿ونجّيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث انهّم كانوا قوم سوءٍ فاسقين﴾ لكنّ لوطاً إبتُليَ بقومهِ الفاسقين الكفّار فنجّيناه منهم حيث أمرناه بالخروج من سَدومٍ الشَّهيرة بالفحشاء ، إذ أنّ أهلها كانوا يكتفون بالغِلمان وكانت النساءُ تكتفي بالنساء ، وأدخلناهُ في رحمتنا إنّه من الصالحين﴾ فلمّا أن خرج من قريتهم ودمَّرناها أدخلناهُ الأراضي المقدَّسة من فلسطين الشام إنّه كان من الأولياء المعصومين .
﴿ونوحاً إذ نادى من قبل فاستجنا له فنجّيناهُ وأهله من الكرب العظيم﴾ وتذكَّر يا حبيبي نوحاً النبيّ حينما نادى مُبتهلاً يا حميدُ بحقِّ محمدٍ ويا عالي بحقِّ عليٍّ ويا فاطرُ بحقِّ فاطمة ويا مُحسنُ بحقِّ الحَسَن ويا قديمَ الإحسان بحقِّ الحُسين ربِّ إنّي مغلوبٌ فأنقِذ فاستجبنا دعاءَه ونجّيناه بالسفينة من الطوفان ، ﴿ونصرناه من القوم الذين كذّبوا بآياتنا إنهّم كانوا قوم سوءٍ فأغرقناهم أجمعين﴾ فلمّا طلب النُصرة على قومه الذين كذّبوا برسالته وفُرقانِه نصرناه عليهم فأغرقناهم جميعاً لأنهّم كانوا يُصرّون على الشِّرك والكفر والعصيان ولم يكونوا من أهل الخير .
﴿وداوودَ وسليمانَ إذ يحكمان في الحَرث) وتذكَّر يا حبيبي داودَ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وَوَلَدِه سليمان بن داود وتذكّر قضاءَهما وحُكمهُما بين المتنازعَين حول الزّرع الذي أكلته الغَنَم ، ﴿إذ تفشت فيه غنم القوم وكنّا لحكمهم شاهدين﴾ حينما سرحت فيه الغنم ليلاً من دون علم صاحبها فَحَكَم سليمان بأن يُسلِّم الغنم لصاحب الزَّرع لِيَتقاصَّ من ألبانها وأمر صاحبها أن يزرع مكان الزّرع فيستلِم غنمه فأمضى داودٌ حُكمَه ، ﴿ففهّمناها سليمان و کُلًّا آتينا حُكماً وعلماً﴾ فيا حبيبي نحن ألهمنا سليمانَ أن يحكم ويقضي بذلك ونحن آتيناهُ وداود الولاية والإمامة والرسالة ، ﴿وسخَّرنا مع داوود الجبال يسبّحن والطّير وكُنّا فاعلين﴾ وقد منحنا داودَ النبيّ الولاية التكوينيّة على الأشياء فهي مُسخَّرةً له فكان يُنطقها بِنُطقها الخاصّ لها فكانت تسبّح معه حينما يسبّح سيّما الجبال والطّير والولاية التكوينيّة هي مِن فِعلنا ، ﴿وعلّمناه صنعةَ لبوسٍ لكم لتُحصنكم من بأسِكُم فهل أنتم شاكرون ؟﴾ وبما أنّ الله ضامنٌ نصر المجاهدين في سبيلِه عُلِّمَ داود أن يصنعَ الدِّرع لكم حتىّ تحفظكم من أذى الأعداء وسيوفهم ورماحهم فلا بُدَّ أن تشكروا الله على ذلك .
﴿ولسليمان الرّيح عاصفةً تجري بأمرهِ إلى الأرض التي باركنا فيها وكنّا بكلِّ شيءٍ عالمين﴾ وكذلك منحنا الولاية التكوينيّة لسليمان بن داود فكان يُسخِّر الرّياح فتَهُبُّ مسرعةً فأينما يأمرها فهي تجري ، سيّما الى أرض مكّة والقُدس والغريِّ الكوفة فولايتنا التكوينيّة فيها علم كلّ شيءٍ ، ﴿ومِن الشياطين مَن يغوصون له ويعملون عملاً دون ذلك وكُنّا لهم حافظين) وقد أعطيناه الولاية التامّة على الخلق بما فيهم الجِنّ الّذين كان الشيطان منهم ، فهم وبعض شياطين الإِنس كانوا يغوصون في البحار ويستخرجون الحُليَّ منها لهُ وكُنّا نحفظهم من الغَرَق .
﴿وأيّوب إذ نادى رَبَّه أنّي مَسَّني الضُرُّ وأنت أرحم الرّاحمين﴾ وتذكَّر يا حبيبي عِنايَتِنا بأيّوب الصّابر الذي ابتَلَيناهُ في مالِهِ ووُلدِه وجسمه فمَرِض وافتَقَر فلم يشك الى أحدٍ بل صَبَر فنادى قائلاً : إلهيۤ أنت تعلم أنّه قد مَسَّني الفقرُ والمرضُ فارحمني ونَجِّني من النار ، ﴿فاستجبنا له فكشفنا ما بهِ مِن ضُرّ وآتيناهُ أهله ومِثلَهُم معهم رحمةً من عندنا وذكرى للعابدين﴾ فَلَبَّينا نداءَهُ وأذهبنا عنهُ السُّقمَ والفقر ورَدَدنا لهُ وُلدَه وعشيرته وردَدنا لهُ زرعَه وأغنامَه وأمواله بل أضفناها ضِعفاً من رجمتنا فليتذكّر شيعةُ عليٍّ ( عليه السلام ) هذا . ﴿وإسماعيل وإدريس وذا الكفل کلُّ من الصابرين﴾ وتذکَّر يا حبيبي جَدّكَ إسماعيل بن إبراهيم وتذكَّر إدريس النبيّ وذا الكفلِ النبيّ فكلّهم صبروا على البلاءِ والأذى والإختبار وثبتوا على الصَّبر ، ﴿وأدخلناهم في رحمتنا إنهّم من الصالحين﴾ فهؤلاء الأنبياء الصّابرون أدخلناهم في رحمتنا الخاصّة فمَنحناهُم الولاية التكوينيّة إذ أنهّم أثبتوا صلاحهم للولاية بالصّبر .
﴿وذا النّون إذ ذهب مُغاضباً فظنَّ أن لن نَقدِرَ عليه﴾ وتذكَّر يا حبيبي يونس النبيّ صاحب الحوت حينما ذهب مُغاضباً على قومه الكفار وَوَعدَهم الهلاك مُستعجلاً ولم يصبر فظنَّ أن لا نُضيِّق عليه بلى ابتليناهُ وضيَّقنا عليه ، ﴿فنادى في الظلمات أن لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين﴾ فلمّا امتحنّاهُ بالبلاءِ فأُلقِيَ فی البحر وابتَلَعَهُ الحوتُ نادانا في ظلمات بطنِه ولم ينسانا فقال مُهلِّلاً إلهيۤ أنت مُنزَّهٌ من الظُّلم بل أن ظلمتُ نفسي بِعَدَمِ الصَّبر مع قومي ، ﴿فاستجبنا له ونجّيناهُ من الغَمِّ وكذلك نُنجي المؤمنين﴾ فلمّا دعانا وابتَهَل إلينا مُهلِّلاً مُسبِّحاً وأقَرَّ بِقِلّة صبرِهِ وطلبَ النجاة استجبنا دعاءَهُ، فأنجيناهُ من ذلك السِّجن والغَمّ وهكذا نُنجي المؤمنين ﴿وزکريّا إذ نادی ربَّهُ ربِّ لا تذرنی فَرداً وأنت خير الوارثين﴾ وتذكَّر يا حبيبي زكريّا النبيّ حيث بَلَغَ الشيخوخة وهو عقيمٌ ليس له ولدٌ فدعانا قائلاً إلهي لا تَدَعني وحيداً بلد عَقبٍ وأنت الذي ترث الأبناء للآباء ، ﴿فاستجبنا لهُ ووهبنا له يحيى وأصلحنا لهُ زوجَه﴾ فيا حبيبي مع أنّه كان شيخاً كبيراً استجبنا دعاءَهُ فوهبنا له ولَدَهُ يحيى بن زكريّا الشّهيد بعد أن أصلحنا زوجتهُ العجوزة العاقرة فجعلناهُ منها، ﴿إنهّم كانوا يُسارعون في الخيرات ويدعونا رَغَباً ورَهَباً وكانوا لنا خاشعين﴾ إنّ أهل بيت زكريّا كانوا لا يتماهَلون في الصَّدَقات وكانوا يتبادَرون الطاعات والعبادات ويبتهلونَ لَنا في السَّراء والضَّراء وطلبوا منّا التّأسّى بأهل بيتك وبالحُسين ( عليه السلام ) !!!
(والّتي أحصَنَت فرجَها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آيةً للعالمين﴾ واذكُر كلّ ذلك لأمّتِك وذَكِّرهُم بقصّة مريم العَذراء البَتول حيث صانت عِرضِها مِنَ الدَّنَس فأرسلنا لها روحنا فتَمثَّلَ لها ونَفَخَ في جَيبِها فحمَلَت بعيسى فجعلناهما آيةً على خالقيّتنا ، ﴿إنّ هذه أُمّتكم أُمّةً واحدةً وأنا ربّكم فاعبدون﴾ فيا حبيبي قُل لأُمّتِك إنّ هذه الشريعة الإِسلامية واحدة لجميع الأُمّة الإسلامية فالدّينُ واحدٌ لا مذاهِبَ فيهِ ، فيجب على المسلمين كافّة التمسُّك بالقرآن والعترة وأن لا يطيعوا ولا يعبدوا غير الله ، ﴿وتقطَّعوا أمرهم بينهم كلٌّ إلينا راجعون﴾ لكنّ رجال أُمّتك يا حبيبي سَيَتَفرَّقون عن عليٍّ وأهل البيت ( عليهم السلام ) وسيختلفون بينهم ويبتدعون مذاهبَ في قِبالِ مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) والقرآن لكنّ مصيرهم إلينا جميعاً يوم القيامة ، ﴿فَمَن يعمَلْ من الصالحات وهو مؤمنٌ فلا كُفرانَ لِسَعيهِ وإنا له كاتبون﴾ ولكن يا حبيبي إنّ مِن أُمّتك من يُوالي عليّاً وأهل البيت ( عليهم السلام ) ويكون من شيعتهِم ويعمل الصّالحات ويؤمن بولايتهم فلا جُحودَ وإحباطَ لِسَعيِه بل سنُثبتهُ في صحيفة أعمالهِ ونُثيبه عليه .
﴿وحرامٌ على قريةٍ أهلكناها أنهّم لا يرجعون﴾ وهذه الفضيلة وثوابها الخاصّ بشيعة عليٍّ ( عليه السلام ) حرامٌ على أي جماعةٍ من أهل البلاد الإِسلامية أهلكناها بسيفِ عليٍّ وآله (عليهم السلام) والمهديّ المنتقم ( عجّل الله تعالى فرجه ) ولا تشملهم الرَّجعة في زمانِه ، ﴿حتّى إذا فُتحت يأجوج ومأجوج وهم من كلِّ حَدبٍ ينسلون﴾ فعندما تحين علامات ظهور المهديّ القائم ( عجّل الله تعالى فرجه ) فَيَظهر ويفتح الصّين واليابان وكلّ الأقوام الصُّفَر الوُجوه فيَنتشرون من بلادهم إلى جميع أقطار العالم .
﴿واقتربَ الوعدُ الحقّ﴾ حينذاك أي عند ظهور القائم المهديّ المنتقم (عجّل الله تعالى فرجه) يقترب موعِدُ الإِنتقام والثَّأر من أعداءِ أهل البيت (عليهم السلام ) وشيعتهم ، (فإذا هيَ شاخصةٌ أبصار الذين كفروا﴾ فعندما يرى من كَفَر بولاية عليٍّ ( عليه السلام ) وأعداءُ أهل البيت ( عليهم السلام ) وأعداءُ شيعتهم أنّ المهديَّ (عجّل الله تعالى فرجه) قد ظَهَرَ بالسّيف ينظرون إليهِ متعجّبين خائفين مذعورين وجِلين ، ﴿يا ويلنا قد كُنّا في غفلةٍ من هذا بل كُنّا ظالمين﴾ فيقول هؤلاء المخالفون لآل محمدٍ ( عليهم السلام ) وشيعتهم يا ويلنا من عذاب الله ومن سيف المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه ) فنحنُ كُنّا في غفلةٍ من انتقامِ الله بل كنّا ظالمين بِتَركنا ولايةَ آلِ محمدٍ ( عليهم السلام ) ، ﴿إنّكم وما تعبدون من دون الله حَصَبُ جهنّم أنتم لها واردون﴾ فيقول لهم الإِمام المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه ) أيّها المخالفون لآل محمدٍ ( عليهم السلام ) إنّكم ومن اتّبعتُموهُ من خُلفاءِ الجور وأطعتُموه دون الله حَطَبٌ لجِهنّم فَكُلُّكم سَترِدونها بأمرِ عليٍّ ( عليه السلام ) ، ﴿لو كان هؤلاء آلهةً ما وردوها وكلٌّ فيها خالدين﴾ فلوكان هؤلاء الخُلفاء الظالمون ، لا هذه الأصنام ، تجوز عبادتهم وطاعتهم كما فعلتم أيّها المخالفون لما وردوا النّار فكُلُّ الذين غصبوا الخلافة خالدون في النار ، ﴿لهُم فيها زفيرٌ وهم فيها لا يسمعون﴾ ولهؤلاء الخلفاء الغاصبين لحَِقٍّ آلِ محمدٍ ( عليهم السلام) أنينٌ وآهاتٌ في النار وهُم من شدّة الصراخ والعويل والأنين لا يسمعون حديثاً .
﴿إنّ الذين سَبَقت لهم منّا الحُسنى أُولئك عنها مُبعَدون﴾ فيا حبيبي تلك حالة المخالفين لك ولأهل بيتك (عليهم السلام ) أمّا الذين تمسّكوا بالقرآن وبولاية أهل البيت ( عليهم السلام ) حيث سبَقَ أن أمرناهم بذلك ففعلوا فهم مُبعَدون عن النار ، ﴿لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتَهَت أنفسهم خالدون﴾ فشيعة آل محمدٍ الأتقياء لا يسمعون صوت الحريق واللّهيب للنّار فكيف بأن يحَسّوا حرارتها ، بل إنهّم في الجنّة بجوار أئمّتهم المعصومين ( عليهم السلام ) خالدون ، ﴿لا يحزنهم الفَزَغُ الأكبر﴾ فإن كان أعداءُ أهل البيت ( عليهم السلام ) فَزِعين مَرعوبين حينما يرَون أنَّ الخلفاء في النار ويفزعون حينما يحُرمون من الشفاعة ويُسحبون على وجوههم لكنّ الشيعة لا يحزنهم شيء إذ أنَّ علياً ( عليه السلام ) هو قَسيمُ الجنّة والنّار والأئمّة شُفعاؤهُم، ﴿وتَتَلقّاهُم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعَدون﴾ فشيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تستقبلهم الملائكة بالبُشرى قائلةً هنيئاً لكم ولايتكم لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) فسوف يوصلكم إلى الجنّة وهذا ما وَعَدَكم الله بهِ ورسولُه وأهلُ بيتِه ( عليهم السلام ) .
«يومَ نطوي السّماءَ كطَيِّ السِّجِلِّ للكُتُب﴾ فيا حبيبي كما منحناك وأهل بيتك (عليهم السلام) القُدرة على طَيِّ الأرض فتنتقلون فيها بسُرعةٍ حيثما تشآؤون ، فلَكَ يومٌ نطوي السماء لك فتعرُجُ بالسبراق بسرعةٍ خارقةٍ كطيِّ أوراق الكُتُب ، ﴿كما بدأنا أوّل خلقٍ نُعيدُه﴾ فيا حبيبي كما أنّا بدأنا بخلق نورِك أوّلاً قبل كلّ شيءٍ فأنت العقلُ الأوَّل والتَّجلّي الأوّل ، فكنت مُحدِقاً بالعَرشِ قَبلَ خَلقِ الخَلقِ ، فَسَنرفَعُك إلى مقامٍ قاب قوسَين ، ﴿وعداً علينا إنّا كنّا فاعلين﴾ فهذا المعراج قَد وَعَدناك به حينما كُنتَ مُحدِقاً بالعَرش وأنت نورٌ قبل خِلقَةِ الخلائق بأربعة عشر ألف عامٍ فَسَنَفِي بِوَعدِنا قريباً.
﴿ولقد كتبنا في الزّبور من بعدِ الذّكر﴾ ويا حبيبي بالتأكيد نحن قَدَّرنا وقضينا في اللّوح المحفوظ حين كَتَبنا ذلك الوعد في زبورِ داوود ( عليه السلام ) لكي لا يظنّ الإسرائيليّون انهّم سيحكمون على كلِّ الأرض !!! ﴿أنّ الأرض يَرِثُها عِبادَي الصّالحون﴾ قَدَّرنا في اللّوح المحفوظ وكَتبَنا في الزّبور أنّ حكومة الأرض هي لأهل البيت ( عليهم السلام ) والمهديّ (عجّل الله تعالى فرجه) من آلِ محمّدٍ وشيعتهم عباد الله الصّالحين ، في عاقبة الأمر ﴿إنّ في هذا لبلاغاً لقومٍ عابدين﴾ بالتأكيد إنّ هذا الوعدُ الحقّ وهذه الإرادة الإلهيّة بأن تكون الأرض إرثاً للمهديّ ( عجّل الله تعالى فرجه ) وأتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) فيه الكفاية للشّيعة المُوالين لأهل البيت ( عليهم السلام ) . ﴿وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين﴾ فيا حبيبي نحن ما أرسلناك نبيّاً للنّاس جميعاً ولا رسولاً إلى البشرية أجمَع إلاّ لكي تُسعِدهم دُنياً وآخرةً فمن اتّبعك ووالى أهل بيتك (عليهم السلام) تشملهُ رحمتنا ، ﴿قل إنمّا يوحیٰ إليَّ أنمّا إلهكم إلهٌ واحدٌ فهل أنتم مسلمون﴾ فيا حبيبي قُل للمسلمين لا يعبدوا ولا يُطيعوا أحداً إلاّ الله فقُل لهم إنّا أوحينا إليك أنّه لا إله لهم غيري فهل يتركونَ طاعة الخلفاء ؟؟ ﴿فإن تولّوا فقُل آذنتُكم على سواءٍ﴾ فإن أعرَضَ بعض المسلمين عن التمسُّك بالقرآن والعترةِ وترك طاعة الخُلفاء الظّالمين فقل لهم أعلمتُكُم جميعاً بقيامِ وَلَدِيَ المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه ) ، ﴿وإن أدرى أقريبٌ أم بعيدٌ ما توعدون﴾ ويا حبيبي قُل لهم أنا أدري ولكنّي لا أُخبِرُكُم فلا تعلَمونَ وإن كُنتُ أنا أعلَمُ أقريبٌ أم بعيدٌ هو قيام القائم المهديّ ( عجّل الله تعالى فرجه) . ﴿إنّه يعلم الجَهرَ من القول ويعلم ما يكتُمون﴾ وقال لهم يا حبيبي : إنّ الله يعلَمُ ما يتجاهرون بهِ من الشّعار المُعادي لأهل البيت ( عليهم السلام ) ويعلم ما يكتمون من الحِقد والبغضاء لهم ولشيعتهم المؤمنين ، ﴿وإن أدرى لعلَّهُ فتنة لكم ومتاعٌ إلى حين﴾ وقل لهم يا حبيبي أنا أدري بأنّ الفترة قبل دولة المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه ) فتنةٌ واختبارٌ لكم وإمتاعٌ لكم بأن تحكموا ، إتماماً للحُجّة حتى لا يبقیٰ لكم عُذر عند ظهورِهِ وقيامِه ، ﴿قُل ربِّ احكُم بالحقِّ﴾ فيا حبيبي يا رسول الله أُدعُ الله لتعجيلِ فَرَجِك وفَرَجِ أهل بيتِك ( عليهم السلام ) وشيعتِهِم بظهور المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه ) فحكومته حكومة الله بالحقِّ على الخَلق ، ﴿وربُّنا الرَّحمٰن المُستعانُ على ما تصفون﴾ وقل لهم يا حبيبي إنّ ربّك ذو الرحمة الواسعة الشاملة لجميع الخلق ولولا رحمته لما أعطاهم المتاع الى حين ، والله المُستعانُ على ما يصفون من خذلانِ الله لآل محمدٍ ( عليهم السلام ) وشيعتهم فَسَيُعينُهُم بظهورِ المهديّ ( عجّل الله تعالى فرجه ) ( صدَق الله العليّ العظيم ) .

نشر في الصفحات 294-277 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد الأول

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *