سورة يوسف (ع)
2016-06-16
سورة الرحمن
2016-06-16

(11)
سورة الحجر

﴿بسم الله الرَّحمٰن الرَّحيم ألۤرۤ﴾ بإسم ذاتي وباسم رحمانيّتي ورحيميّتي أوحي إليك يا مُحمَّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بالرَّمز الذي تعرفه أنت وأهل بيتك ( عليهم السلام ) فقط ( آ ل ر) = ۲۳۱. ﴿تلك آيات الکتاب وقرآن مبين)﴾ يا رسول الله هذه آيات الكتاب المُنزَل عليك دفعةً واحدة أمرناك أن لا تقرأه على الناس بل تتّبع قُرآنه بالتّدريج فهذه الآيات قرأناها بواسطة جبرائيل عليك، ﴿ربّما يَوَدُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين﴾ يا حبيبي يوم القيامة حينما لا يجوز على الصِّراط إلاّ من بيده صَكٌّ من عليٍّ ( عليه السلام ) يَوَدّ الذين كفروا بولاية محمدٍ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وآل محمدٍ ( عليهم السلام ) لو كانوا رضوا بالإِسلام الذي رضيه الله لهم ديناً يوم الغدير، ﴿ذَرهُم يأكلوا ويتمتّعوا ويُلهِهِمُ الأمل فسوف يعلمون﴾ فيا حبيبي دَع الذين لم يتمسّكوا بالقرآن والعترة أن يأكلوا الفييء والخُمس ويتمتّعوا بغصب الخلافة ويُشغلهم أملهم بدوام المُلك فقريباً يعلمون العاقبة ، ﴿وما أهلكنا من قريةٍ إلاّ ولها كتابٌ معلوم﴾ ونحن لم نُهلك قوماً من أهل القُرى من الاُمَم السالفة إلاّ وكان هلاكهم في الموعد المَحَدّد والأجل المُقَدّر المعلوم لذلك ﴿ما تسبق من أُمةٍ أجَلَها وما يستأخرون﴾ فكما أنّ الاُمَم الماضية لم نُنزل عليها عذابنا قبل موعده ولم يتأخَّر عنهم من موعده فكذلك أُمّتك ياحبيبي فقد حَدَّدنا وقت الإنتقام منهم .
﴿وقالوا يا أيّها الذين نُزّل عليه الذكر إنّك لمجنون﴾ يا رسول الله نحن نعلم ما لَقيتَه من المنافقين والكفار حينما دعوتهم إلى التمسّك بالقرآن والعترة حيث نسبوك إلي الجنون ، ﴿لو تأتينا بالملائكة إن كُنتَ من الصادقين﴾ فقالوا إن كنت صادقاً في دعواك أنّ الله أمَرك بتبليغنا ولاية عليٍّ ( عليه السلام ) وأهل بيتك ( عليهم السلام ) فلماذا لا تأتينا الملائكة تخبرنا بذلك ، ﴿ما ننزّل الملائكة إلاّ بالحقّ﴾ فقل لهم نحن ننزّل الملائكة والرّوح ليلة القدر جميعاً لكي يُسلِّموا عليك وعلى عليٍّ والأئمّة من وُلده ( عليهم السلام ) من بعدك كلّ سنةٍ فقط ، ﴿وما كانوا إذاً منظَرين﴾ وعندما ننزّل الملائكة بالعذاب عليهم وإهلاكهم في الوقت المحُدَّد له وهو يومٍ قيام القائم المهدي (عجَّل الله تعالى فرجه) فإنّهم لا يمهلون ، ﴿إنّا نحن نَزَّلنا الذِّكر﴾ فبالتأكيد يا رسول الله إنّا نحنُ تفضّلنا بإنزال الوَحي عليك والقرآن بشأن ظهور بقيّة الله في الأرض المهديّ المنُتظر ( عجّل الله تعالى فرجه ) وقيامه للثّأر والإنتقام ، ﴿وإنّا له لحافظون﴾ وبالتأكيد أيضاً إنّنا سنتعهَّد ونتكفَّل بحفظ وليّنا الحُجّة بن الحسن المهدي القائم المنتظر ( عجّل الله تعالى فرجه ) الإمام الثاني عشر من شرِّ الأشرار وطوارق الليل والنهار .
﴿ولقد أرسلنا من قبلك فی شِيَع الأوّلين﴾ وبالتأكيد إنّا أرسلنا الأنبياءَ في الفِرَقِ والاُمَم السالفة والبَشَر الأوّلين في تاريخ البشريّة ، ﴿وما يأتيهم من رسولٍ إلاّ كانوا بهِ يستهزؤون﴾ فكانت معاملتهم مع هؤلاء الأنبياء والرُّسل أسوأ معاملة إذ لم يُقابلوهم إلاّ بالاستهزاء والسُخرية ، ﴿كذلك نسلُكُه في قلوب المجرمين﴾ فكما أنّ أُولئك الاُمم كانوا يستهزؤون من رسلهم فكذلك المنافقون المجرمون والكفار يستهزؤون بِكَ ، فكما اختبرنا قلوب أُولئك للإِيمان نختبر قلوبهم ، ﴿لا يؤمنون بهِ و قد خَلَت سنّة الأوّلين﴾ فيا حبيبي إنّ هؤلاء المجرمون المنافقون بعد الإختيار والتكليف بأن يؤمنوا بولاية عليٍّ ( عليه السلام ) لا يؤمنون بهِ فهُم على منهاج الأمم الهالكة ، ﴿ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلّوا فيه يعرجون﴾ فنحن أتممنا عليهم الحُجَّة بما لا تزيد عليه فلو فسحنا لهم مجالاً للعروج إلى السماء كما عَرجتَ يا حبيبي ، ﴿لقالوا إنّما سُكِّرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون﴾ فإن فعلنا بهم ذلك لما آمنوا بولايته بل لقالوا ليس إلاّ أنّنا سُحِرَت عيوننا كي نرى ذلك و ليس بحقيقةٍ فمُحمدٌ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يسحرنا ، ﴿ولقد جعلنا في السماء بروجاً﴾ وبالتأكيد نحن خلقنا الأئمة الاثني عشر في سماءِ العوالم كلّها ، و سماء الولاية كالبروج الإثني عشر والكواكب الدُّريّة ، ﴿وزينّاها للناظرين﴾ وزيّنا سماءَ الولاية والإمامة بالأئمّة الإثني عشر ولا يُشاهد زينتها إلاّ من نظر إليها بنظر الولاء والحُبّ ، ﴿وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيم﴾ وحفظنا سماء الولاية والإمامة والعصمة من كلّ شيطانٍ إنسيٍّ أو غيره أبعده الله من رحمته فلا ينالها من هو ظالمٌ فاسق ، ﴿إلاّ من استرق السّمع﴾ إلاّ أننا لم نحفظ سماء الإمامة مِمَّن يجُالس الأئمّة و يُحدّثهم ويتلمّذ عندهم فيسترق السّمع ثُمَّ يكون إماماً لمذهب في الإسلام ، ﴿فأتبعه شهابٌ مبين﴾ لكن الأئمّة المعصومين كالباقر ( عليه السلام ) والصادق ( عليه السلام ) سيُربّون من شيعتهم علماء فقهاء يتتّبعون أُولئك المُسترقين فيردّون عليهم بعلوم أهل البيت ( عليهم السلام )
﴿والأرض مددناها﴾ وقد قدرنا يا حبيبي أن تمتدّ الأراضي الإسلاميّة وينتشر دينك إلي حدود الصين شرقاً والأندلس غرباً ثم تمتدّ على المعمورة كلّها زمن المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه ) ، ﴿وألقينا فيها رواسي﴾ وسنُقيم في أرجاء البلاد الإِسلامية مراقد مقدَّسة للأئمّة ( عليهم السلام ) وأولادهم وستكون قِبابُهم عالية راسية ، ﴿وأنبتنا فيها من كلّ شيءٍ موزون﴾ وقد أسّسنا بيد النبيّ ( صلّى الله عليه و آله سلّم ) وعليٍّ ( عليه السلام ) المدرسة العلميّة الفقهيّة في المدينة وسنَبُثّ في البلاد الإِسلامية الحوزات العلمية الشيعيّة مدى التاريخ ، ﴿و جعلنا لکم فيها معايشَ و من لَستم له برازقين﴾ و جعلنا للُأمّة الإِسلامية هذه الحوزات العلمية الشيعية مصدر تغذيه روحيّة و ثقافيّه و لمن لم تتمكنوا من تثقيفه بدون علوم آل محمد ( عليهم السلام ) ، ﴿و إن من شيءٍ إلاّ عندنا خزائنُهُ﴾ فما من علمٍ شريفٍ إلا وأنّ معدنُه و أساسُه ، هو الذات الإلهي وهو الذي منحه للنبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فهو مدينة العلم وعليٌّ ( عليه السلام ) باب مدينة علم النبيّ ( صلّى الله عليه وآله و سلّم ) ، ﴿وما نُنَزّله إلاّ بقَدَرٍ معلوم﴾ فعِلم الآجال والمَنايا والبَلايا والأرزاق وما في الأرحام وغيرها التي يقدّرها الله تعالى ينزله ليلة القدر على إمام الزّمان في كلّ سنةٍ ، ﴿وأرسلنا الرّياح لواقح﴾ ونحن من قِبَلنا نُرسل هوى محبّة محمدٍ (صلّى الله علیه وآله وسلّم ) وآل محمد ( عليهم السلام ) على القلوب فنجذبها إليهم فيتمسكون بهم ويتّبعونهم ، ﴿فأنزلنا من السماء ماءً فأسقيناكُموه﴾ وكذلك فإنّ ولاءَ أهل البيت هو كماءِ المطر مُطَهِّرٌ للقلوب من الدَّرَن والنفاق ويروي الأفئدة بمزيد الإِيمان بالله ، ﴿وما أنتم له بخازنين﴾ وانّ هذه المحبّة وهذا الولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) هو ما يجمعه الله في قلب من يشاء ويُخزنه ولا تقدرون أنتم من إدخالِهِ في قلوب المنافقين .
﴿وإنّا لنحن نحُيي ونُميت﴾ وبالتأكيد فإنّه هو الذي يُحيي قلوب من يشآء من عباده بمحبّة محمدٍ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وآل محمد ( عليهم السلام ) وهو الذي يحُرم مخالفيهم من نعمة ولايتهم ، ﴿و نحن الوارثون﴾ وبالتأكيد إنّنا سوف نورث الأرض ومن عليها المهدي القائم المنتظر من آل محمد ( عليهم السلام ) ، و شیعته و أنصاره فهم الوارثون لها ، ﴿و لقد علمنا المستقدمين منکم﴾ و بالتأکيد إنّنا نعرف من تقدَّم في الإيمان بولاية محمدٍ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وآل محمد ( عليهم السلام ) والتمسّك بأهل البيت ( عليهم السلام ) كأصحاب عليٍّ ( عليه السلام ) وأصحاب الأئمّة من بعده ، ﴿ولقد علمنا المستأخرين﴾ وبالتأكيد أيضاً نحن نعرف مُسبَقاً من سيكون من شيعة آل محمدٍ ( عليهم السلام ) في آخر الزمان و يتمسّك بالقرآن والعِترة ، ﴿وانّ ربّک هو يحشرهم إنّه حکيمٌ عليم﴾ ويا حبيبي إنّ الله هو سيحشر مواليَ أهل البيت ( عليهم السلام ) على الحوض فتسقيهم بيدك من ماءِ الكوثر إنّ الله حكيمٌ في ثوابه عليمٌ بمن يستحقّه ، ﴿ولقد خَلَقنا الإِنسانَ من صَلصالٍ من حمإٍ مسنون﴾ فيا حبيبي إن يعصيك المنافقون ويستنكفوا عن ولاية عليٍّ ( عليه السلام ) فبالتأكيد إنّ ذلك من الشيطان فنحن عندما خلقنا آدم من طينٍ يابسٍ مَحميٍّ بالشمس تتخلّله المسامات ، ﴿والجانّ خلقناه من قبل من نارِ السَّموم﴾ وقبل أن نخلق آدم كنّا قد خلقنا الجانّ من العُنصر الناريّ ونفسٍ ناميةٍ وغرائزٍ و أهواء فكان إبليس منهم تَوصَّل إلى صفوف الملائكة بالعبادة ، ﴿فإذا سوّيتُه و نفختُ فيه من روحي﴾ فخاطبنا الملائكة ومعهم إبليس وقلنا عندما تكمُل خِلقة آدم بنفخ الرّوح والنّفس الناطِقة والنّفس السائلة الحيوانيّة في جسمه ، ﴿فَقَعُوا له ساجدين﴾ فعندما يكون إنساناً حيّاً وتتجلّى فيه أعلى صفاتي الخلاقيّة وإبداعي و تصويري إذ يُجمَع فيه الرّوح والمادّة والعقل والغرائز فاسجدوا لي في قِبالهِ واجعلوه قِبلَة ، ﴿فسَجد الملائكةُ كلُّهم أجمعون﴾ فأطاعت الملائكة أمر الله بالسجود مقابل آدم الله كلّهم جميعاً بجميع مراتبهم ودرجاتهم كملائكة الرحمة وكالمقربين وملائكة العرش والسماوات والجنّة والنّار وغيرها ، ﴿إلاّ إبليسَ أبي أن يكون من الساجدين﴾ لكنّ إبليس مع أنّه كان في صفوف الملائكة لكنّه أبي عن السجود واستکبر وعصی ، وتجبَّر وطغیٰ ، وحسد آدم وامتنع أن يكون مع الملائكة مطيعاً، ﴿قال يا إبليس ما لكَ ألاّ تكون مع الساجدين﴾ فقال الله سبحانه للملائكة سلوا إبليس وقولوا له ما لك و ما دهاكَ أن أبَيتَ عن السجود مع الملائكة لله في قِبال آدم ، ﴿قال لم أكن لأسجد لِبَشرٍ خَلَقتَه من صَلصالٍ من حَمَإٍ مسنون﴾ فأجاب الخبيث مستعملاً للقياس قائلاً لا ينبغي أن أسجد لآدم الذي خلقته من طينٍ محمومٍ ذو مسامٍ ، وأنا مخلوقٌ من نارٍ ، والنار أفضل من الطين ، ﴿قال فاخرُج منها فإنّك رجيم﴾ فقال الله تعالى للملائكة فليخرُج إبليس من صَفِّ الملائكة ومن مقام قُربي و محيط رحمتي فقولوا له إنّك مطرودٌ مُبَعَّدٌ ، ﴿وإنّ عليك اللّعنة إلى يوم الدين﴾ فيشملك الغَضَب الإلهي وجزاؤه وعذابُه وانتقامُه مِن الآن إلى أن تقوم القيامة فتدخل النار هكذا فيا حبيبي هكذا كلّ من يُعانِد علياً (عليه السلام ) و أهل البيت (عليهم السلام ) .
﴿قال ربِّ فأنظرني إلي يوم يبعثون﴾ فعند ذلك طلب إبليس جزاء عباداتِه السّابقة وأجرها ، فقالَ تعالیٰ : لكَ ما تطلُب ، فلم يطلب العَفو والمغفرة بل طلب أن يُمهِله إلى يوم القيامة ، ﴿قال إنّك من المُنظَرين إلى يوم الوقتِ المعلوم﴾ فقال الله عزّ وجلّ : نَعم إنّ لك ما طَلبِت من الإِنظار إلاّ أنك لا تستحقّ الإنظار إلى يوم يبعَثون بل نُمهلك الى يوم قيامِ القائم المهدي (عجّل الله تعالى فرجه ) فَقَط، ، ﴿قال ربّ بما أغويتني لُأزيّنَنّ لهم في الأرض﴾ فلمّا أعطى الله الإنظار لإِبليس أجراً علي عبادته السابقة الى يوم قيام القائم ( عجّل الله تعالى فرجه ) من آل محمد ( عليهم السلام ) قال إبليس عناداً : فكما غويتُ بمعصيتي لك فإنّي سأُزيّن لأبناءِ آدم المعصية والكفر، ﴿ولأغوينّهم أجمعين﴾ فعن طريق تزيين الإثم والذَّنب والعصيان والكُفر لهم اُغويهم واُضلُّهم جميعاً حتى يستحقّوا اللّعن مثلي فيدخلون الجحيم ، ﴿إلاّ عبادَك منهم المخلصين﴾ فأُغوينَّ جميع أولادِ آدم عَدیٰ من هو يعبدك بإخلاصٍ ولا يُشرك بعبادتك أحدٌ ولا يعصيك ولا يطيعني فأنا لا أتمكّن من غوايته ، ﴿قال هذا صراطٌ عليَّ مستقيم﴾ فأجابه الله متحدّياً له وراغماً أنفَه إنّ الإخلاص في عبادتي وطاعتي هو الطريق الى جنّتي ، وأيضاً فصراطُ عليٍّ (عليه السلام ) هو المُستقيمٍ ، ﴿إنّ عبادي لَيس لكَ عليهم سلطانٌ إلاّ من اتّبعك من الغاوين﴾ فبالتأكيد إنّ من يعبدني من أولاد آدم ويؤمن بي ويُخلص في عبادتي ليس لك أيَّ قوةٍ وسلطةٍ وسيطرةٍ لإِغوائه عَدیٰ مَن أطاعك وعصى الله فغوى ، ﴿وإنّ جهنّم لموعدُهم أجمعين﴾ فإنّ هؤلاء العُصاة الذين يتّبعوك من أولادِ آدم ويكونون من الغاوين فإنّ مصيرهم يوم القيامة عذاب جهنّم جميعاً ، ﴿لها سبعةُ أبوابٍ لكلِّ بابٍ منها جزءٌ مقسوم﴾ إنّ لجهنم سبعة أبوابٍ يدخل من كلّ بابٍ منها جماعةٌ من الذين اتّبعوك فالباب الأول للظالم الأول وحِزبه ، والثاني للظالم الثاني وحزبه ، والثالث للثالث وحزبه ، والرابع لمعاوية وحزبه ، والخامس لعسكر الجَمل وحزبها ، والسّادس لعبد الملك و حزبِه، والسابع لأبي مسلم والعبّاسي وحزبه .
﴿إنّ المتّقين في جنّاتٍ وعيون﴾ فيا حبيبي يا رسول الله تلك عاقبة من خالَفَ عليّاً ( عليه السلام) واتّبع الشيطان وأمّا المتّقون المؤمنون بالولاية لمحمدٍ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وآل محمد ( عليهم السلام ) فهم سيكونون في جناتٍ و درجاتِ الخلد ولهم العيون الصافية الرقراقة ، ﴿أُدخلوها بسلامٍ آمنين﴾ فالمؤمنون المتّقون الذين يخالفون الشيطان وحزبه ويتمسّكون بالقرآن وأهل البيت ( عليهم السلام) فهم مع عليٍّ ووُلدِه ( عليهم السلام ) يناديهم الله تعالى وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : اُدخلوا الجنّة بسلامٍ وأمان .
﴿ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ﴾ ويا حبيبي إنّنا ننزع ونخُرج بولاية عليٍّ (عليه السلام) وحُبّ أهل البيت ( عليهم السلام ) كلّ حقدٍ وحَسَدٍ وبُغضٍ وعداءٍ من قلوب الشيعة المؤمنين ، ﴿إخواناً على سُرُرٍ متقابلين﴾ فهؤلاء المؤمنون المتّقون من شيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يكونون في الجنّة إخواناً متحابّين متواددين متقابلين على سُرُر الجنّة يتسامَرون ، ﴿لا يمسّهم فيها نَصَبٌ وما هم فيها بمخرجين﴾ فهؤلاء المتّقون من شيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لا يعتريهم تعبٌ أو إرهاقٌ ولا مَلَل ، أوكسل وليسوا بمُخرجين من الجنّة أبداً.
﴿نَبِّیءْ عبادي أنّی أنا الغفور الرحيم﴾ يا نبيّنا يا حبيبي أخبر عبادی المتقين المؤمنين الموالين لمحمد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وآل محمد ( عليهم السلام ) بأنّي سأغفر لهم زلاّتهم وأرحمهم إن ثَبَتوا على الموالاة ، ﴿وإنّ عذابي هو العذاب الأليم﴾ وأخبرهم بأنّ عذابي للعُصاة الفسقة الظالمين من أعداء عليٍّ أمير المؤمنين (عليه السلام) والكفار والمنافقين هو عذابُ الحريق في جهنّم والهلاك في الدنيا .
﴿ونَبِّئْهم عن ضَيفِ إبراهيم﴾ ثمّ أخبرهم عن قصّة إبراهيم ولوط وإرسالنا العذاب على قوم لوطٍ حتى يعرفوا بأنّ عذابنا هو العذاب الأليم فأخبرهم حينما جاء جبرائيل والملائكة الى ضيافة إبراهيم ، ﴿إذْ دخلوا عليه فقالوا سلاماً﴾ فلمّا دخل جبرائيل وميكائيل و إسرافيل و عزرائيل على إبراهيم حَيّوهُ بتحيّة الإسلام وقالوا له : السّلام عليك ، ﴿قال إنّا منكم وَجلون﴾ فَردَّ عليهم السلام وقام لإِحضار المائدة والطعام لهم فلمّا قدَّم لهم العِجل المُشويّ ورأى أنهّم لا يأكلون قال لهم نحن قَلِقون منكم ، ﴿قالوا لا تَوجَل إنّا نُبشّرك بغلامٍ عليم﴾ فأخبره جبرائيل عن ماهيّته وأزاح عن لِثامِه فعرفه فقبل أن يفاجئه بالمهمّة التي جاء من أجلها وهي هلاك قوم لوطٍ بَشَّرهُ بولادة النبيّ إسحاق ، ﴿قال أبشّرتموني على أن مَسّني الكِبَر فَبِمَ تُبشّرون﴾ فأجابه إبراهيم إنّ هذه البشارة جديّة أم ماذا ؟ إذ أنّني في سِنِّ الشيخوخة والمَشيب وكبيرٌ في السِّن وكذا زوجتي وهي عاقر، ﴿قالوا بشّرناك بالحقّ فلا تكن من القانطين﴾ قالوا له يا إبراهيم ليس ذلك مِزاحٌ منّا بل بشارةٌ من جانبِ الله و وحيٌ إليك فلا تيأس من أن تُرزَق ولداً نبيّاً، ﴿قال من يقنط من رحمة ربّه إلا الضالّون﴾ أجابهم إبراهيم أنا لسنُ بقانطٍ من رحمة الله بل استَبعَدتُ ذلك لاستحالتِه عادةً ، أمّا بالإعجاز فأنا أعتقده ولا يقنط من ذلك إلاّ ضعيف الإيمان .
﴿قال فما خَطبُكم أيّها المُرسَلون﴾ فبعد ذلك سألهم عن سبب مجيئهم إلى الأرض جميعاً مرّةً واحدةً فقال لهم : ما شأنكم ولماذا أُرسلتم ؟ ﴿قالوا إنّا أُرسلنا إلي قوم ٍمجرمين﴾ فقالوا له نحن مُرسَلون بأمر الله لإهلاك قوم لوطٍ المجرمين المرتكبين لجريمة اللّواط وتكذيب لوطٍ النبيّ ﴿إلاّ آل لوطٍ إنّا لمنجّوهم أجمعين﴾ و قالوا له لكن فليطمئنّ بالك على لوطٍ وأهله فإنّا سنأمرهم بالخروج من القرية ليلاً ثم نُهلكهم صباحاً، ﴿إلاّ امرأته قدَّرنا إنهّا لمَِنَ الغابرين﴾ واستثنوا من أهل لوطٍ زوجته الخائنة التي كانت تُعين الكافرين على فسقهم فقالوا إنهّا لن تنجوبل حَكَمَ الله بهلاكها مع الهالكين ، ﴿فلمّا جاءَ آل لوطٍ المرسلون﴾ فلمّا ذهب جبرائيل ومن معه لإبلاغ الرسالة إلى لوطٍ بهيئة رجالٍ مُردٍ كضيوفٍ عليه فدخلوا منزله ، ﴿قال إنّكم قومٌ منكرون﴾ قال لهم لوطٌ إنّكم قومٌ غير معروفين ولستم من أهل البلاد المجاورة ولستم في زيِّ المسافرين بعيدي الشُّقة ، ﴿قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون﴾ فعند ذلك أخبروه بأنهّم ملائكة الله جاؤوا لِنُصرتِه وإنقاذِه من الكفّار وليهلكوهم بعد أن كانوا يشكّون في العذاب ،﴿و آتيناك بالحقّ و إنّا لصادقون﴾ و قالوا له جئناك بالوعد الحقّ فغداً سنُهلك قومك المجرمين ونحن صادقون في قولنا هذا ووَعدنا .
﴿فأَسْرِ بأهلك بقطعٍ من الليل واتّبع أدبارهم﴾ فسافر ليلاً واحمِل أهلَك وأخرِجهم من القرية واخرُج من ورائهم وامشِ خلفهم تسوقهم أمامك ، ﴿ولا يلتفت منكم أحدٌ وامضوا حيث تؤمَرون﴾ ولا يرجع أحدٌ منكم إلى القرية ليأخذ شيئاً فلا تتوقّفوا عن السّير بل امضوا الى الشام حيث أمركم الله ، ﴿وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابرَ هؤلاء مقطوعٌ مصبحين﴾ وأوحينا إليه أنّ المُهمّة التي أرسلنا الملائكة لأجلها هو هلاك قومهِ المجرمين سيكون في الصّباح غداً، ﴿وجاء أهل المدينة يستبشرون﴾ ولمّا علم قوم لوطٍ بوجود ضيوفٍ في دار لوطٍ وهُم شبابٌ مُردٌ جاؤوا مُسرعين يتباشرون بينهم بأنّهم سيقضون منهم وَطَرَهم ، ﴿قال إنّ هؤلاء ضيفي فلا تفضحون﴾ فوقف لوطٌ بوجهِهِم يمنعهم من الدّخول إلى الدّار والتَّعدّي علي ضيوفه وقال لهم لا تفضحوني أمام الغُرباء فإنهّم ضيوفي ، ﴿واتّقوا الله ولا تحزون﴾ وخافوا من عذاب الله وعقابه وانتقامه وارجعوا ولا تُجرموا بحقِّ ضيوفي فإنّهم في حمايتي فلا تُخزونِ بالإعتداء عليهم ، ﴿قالوا أوَلمَ نَنهك عن العالمين﴾ قالوا له يا لوط ألمَ نَقُل لك لا تستضِف أحداً من الغُرباء والمسافرين وإلاّ فسنقضي وطرنا منهم ، ﴿قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين﴾ فقال لهم إن كنتم ولا بُدَّ فهؤلاء بناتي أزوّجُهُنّ إيّاكم ﴿لَعَمرُك إنهّم في سكرتهم يعمهون﴾ فوحقّ حياتِك الغالية وعُمرُك الشّريف إنّ قوم لوطٍ تَرَدّدوا في سكرتهم وغيّهم وأصرّوا على الحرام والعصيان ، ﴿فأخَذَتهم الصّيحة مشرقين ﴾ فصاح فيهم جبرائيل صيحةً عاليةً مُدويةً مُهلكة مع إشراقة الشمس من الصّباح فأخذت أرواحهم وأعمارهم ، ﴿فجعلنا عالِيَها سافلها﴾ فبعد ذلك عذَّبهم الله بتدمير قريتهم فوضع جبرائيل أحد جناحيه تحت القرية والاُخرى فوقَها فرفعها ثمَّ قلَّبها على وجهها ، ﴿وأمطرنا عليهم حجارةً من سجّيل﴾ وإضافةً على ذلك كلِّه أخذت الملائكة جميعاً ترميهم بالحجارة المُسجَّل عليها إسم من يضربونه بها وهي من أحجار الجحيم .
﴿إنّ في ذلك لآياتٍ للمتوسّمين﴾ فبالتأكيد إنّ عذابنا لقوم لوطٍ هكذا فيه دلالاتٍ على انتقام الله وسخطهِ من الكفار والفاسقين لمن ينظُر ويَعتبر في أحوالهم ، ﴿وإنّها لبسبيلٍ مُقيم﴾ وبالتأكيد أيضاً إنّ الانتقام الإِلهي وعذابه للعُصاة المرَدَة و الكفّار والظالمين والمنافقين عادةٌ جاريةٌ لله وطريقٌ للجزاء قائمٌ إلى الآن ، ﴿إنّ في ذلك لآيةً للمؤمنين﴾ وبالتأكيد إنّ عادة الله على الإِنتقام من المنافقين والفاسقين والظالمين هو دليلٌ قطعيٌّ على صِحّة ادّعاءِ المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام ) بحتميّة قيام المهديّ المنتقِم ( عجّل الله تعالى فرجه ) ، ﴿وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين ﴾ فالإنتقام من أعداء عليٍّ والزهراء وأهل البيت ( عليهم السلام ) بواسطة المهديّ المنتقم ( عجّل الله تعالى فرجه ) حتميٌّ وإن عَمَدوا إلى قطع الأيكة والأراكة التي استظلّت بها الزهراء ظلماً وعدواناً ، ﴿فانتقمنا منهم﴾ فيا حبيببي نؤكِّد مكرَّراً إنّنا انتقمنا من قوم لوطٍ وأهلكناهم لمُِخالفتهم للوطٍ وإصرارهم وعنادهم على العصيان والإثم ، ﴿وإنّهما لَبِإمامٍ مبين﴾ فيا رسول الله إن لوطاً وعليّ بن أبي طالب ( عليهما السلام ) كلاهما إمامان معصومان منصوبان من قِبَل الله فلوطٌ هو إمامٌ مع النبيِّ إبراهيم وعليٌّ ( عليه السلام ) إمام مَعَك .
﴿ولقد كذَّب أصحاب الحِجر المرسلينْ﴾ ويا حبيبي نُذَكّرك بقصّة قوم ثمودٍ حيث كذّبوا جميع المرسلين بتكذيبهم لنبيّهم صالح ولم يؤمنوا بالله ولم يُصدّقوه ، ﴿و آتيناهم آياتنا فکانوا عنها معرضين﴾ ولقد آتينا ثمود الناقة والدّلائل الاُخری والمعاجزِ الدالّة على الله والمصدِّقة لنبوّة صالح لكنّهم أعرَضوا عنها ، ﴿وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين﴾ فلمّا هدَّدهم صالحٌ بنزولِ العذاب عليهم كما نَزَل على قوم لوطٍ أخذوا ينحتون البيوت في الجبال حتي لا تتهدَّم عليهم فيأمَنوا ، ﴿فأخَذَتهم الصيحة مصبحين﴾ لكنهم ظنّوا أنَّ الله لا يتمكّن من إهلاكهم لِتَحصُّنِهم في البيوت الصخرية الجبلية لكنّ الله أهلكهم بالصّيحة لا بالزلزال ، ﴿فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون﴾ فحيلتهم لتَخَلُّصِهم من عذاب الله وتحصُّنهم في بيوتٍ داخل الجبال ما أغنَتهُم من عذاب الله بل أهلكهم الله داخل بيوتهم ، ﴿وما خلقنا السماواتِ والأرض وما بينهما إلاّ بالحقّ﴾ فيا حبيبي أنا اللهُ الخالقُ العادلُ خلقتُ السماوات والأرض والجنّ والبشر حسب نظام العدل وجعلتُ التكليف على أساس العدل وهكذا الجزاء ، ﴿وإنّ الساعة لآتيةٌ﴾ فساعة الجزاء بالعدل حتماً انّها تجیءُ فينال کلٌّ جزاء عمله إن خيراً فخير وان شرّاً فشَرّ ثوابٌ او عقاب، ﴿فاصفَح الصَّفح الجميل﴾ فيا حبيبي عليك بالصَّبر والإِعراض عن مؤامرات المنافقين ضِدّك وضِدّ عليٍّ وأهل البيت ( عليهم السلام ) دون أيّ تَضَجُّرٍ أو جزع ، ﴿إنّ ربّك هو الخلاّق العليم﴾ فيا حبيبي إنّ الله هو الخالق القادر المتعال و هو الذي عصاه إبليس فمع ذلك أمهَلَه فهو يعلم كيف ينتقِم من المنافقين .
﴿ولَقَد آتيناك سبعاً من المثاني﴾ وتذكَّر يا حبيبي فضل الله العظيم عليك حيث آتاك العِصمة والنبوّة وجعلك واحداً من أربعة عشر المعصومين مِنحةً من الله لك ، ﴿والقرآن العظيم﴾ وهكذا يا حبيبي فكما آتيناك فاطمة وعليّاً والحسنين والتّسعة من وُلد الحسين ( عليهم السلام ) فقد آتيناك القرآن العظيم فهُم يعدلون به ﴿لا تَمُدَّنََّ عينيك إلى مَتَّعنا بهِ أزواجاً منهم﴾ ويا حبيبي لا يجلِب نظرك ما متّعناك أنت به من زوجاتٍ هُنّ من بناتِ المنافقين كأُمّ حبيبة ، ولا تتعجَّب حيث أمرناك بتزويجهنّ ، ﴿ولا تحزن عليهم﴾ ويا حبيبي لا تحزن على هؤلاء المنافقين الذين يناوئون علياً (عليه السلام ) فنعذّبهم وننتقِم منهم لکونك صِهرهم فإنّهم يستحقّون العذاب ، ﴿واخفِض جناحك للمؤمنين﴾ ويا حبيبي عليك بالتواضع والتوادُد لِعليٍّ و شيعته المؤمنين ( عليه السلام ) كسلمان وأبي ذَرّ و مِقداد وعَمّار وحُذيفة وجابر بن عبد الله وغيرهم ، ﴿وقُل إنّي أنا النّذير المُبين﴾ ويا رسول الله قل لمن يخالف علياً ( عليه السلام ) ويترك ولاية أهل البيت ( عليهم السلام ) ولا يتمسّك بهم إنّي بالتأكيد نذيرٌ من جانبِ الله لكم وأُنذركم العذاب في الدّنيا و الآخرة .
﴿كما أنزلنا علي المقتسمين﴾ فكما أنزل الله العذاب بسيفى علي الوليد بن المغيرة و حزبه الذين اقتسموا شعاب مكّة ليَصُدّوا الناس عن الإسلام ، ﴿الذين جعلوا القرآن عضين﴾ هؤلاء الزُمرة المنافقة الكافرة الملعونة كانوا يقولون للناس : إنّ القرآن هو من أكاذيب مُحمّد وليس بوحيٍ من الله ، ﴿فوَربّك لنسألنّهم أجمعين﴾ ويا حبيبي بحقِّ الله نقسم لك إنّنا بالتأكيد سنسأل أُمّتك عن ولاية عليِّ بن أبي طالب وأبنائه المعصومين ( عليهم السلام ) يوم القيامة ، ﴿عمّا كانوا يعملون﴾ فوالله سنسألهم عن أعمالهم تجاهَ عليٍّ والزهراء والحسنين والأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) وعن تمسّكهم بهم وعن خذلانهم لهم .
﴿فاصدَع بما تُؤمر﴾ فيا رسول الله عليك أن تُعلِن للمَلأ وجوب إتّباع أهل البيت (عليهم السلام) والتمسّك بهم وأن تُنصِّب علياً ( عليه السلام ) إماماً ووليّاً وصيّاً من بعدك، ﴿وأعرِض عن المشركين﴾ وأعرض يا رسول الله عن أقوال هؤلاء المنافقين الذين کانو مشرکين بالله من قَبل وهم يُشرکون مع علیٍّ ( عليه السلام ) غيره في الخلافة من بعدُ ، ﴿إنّا كفيناك المستهزئين ﴾ فيا حبيبي بالتأكيد سنكفيك شَرَّ المنافقين المُستهزئين بِكَ وبِعَليٍّ ( عليه السلام ) كالوليد وخالد بن الوليد والعاص والحکم ومروان و أبوسفيان ومعاوية و حزبهم ، ﴿الذين يجعلون مع الله إلهاً آخر فسوف يعلمون﴾ إنّ هؤلاء المستهزئين بك وبعليٍّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وشيعته مشركون بالله وكفارٌ قطعاً فهدِّدهم بعذاب الله وعقابه ، ﴿ولقد نعلم انّك يضيق صدرك بما يقولون﴾ يا حبيبي بالتأكيد أنا أعلم أنّه يحزُنكَ قول المنافقين : إنّه أدارَ النّار لقُرصِ إبن عمِّه وصِهره ولكنّنا سنُحرِمُهُ وسنتقمَّصُ الخلافة من بعده . ﴿فسبِّح بحمدِ ربّك﴾ فبعد الإعراض عن المنافقين يا رسول الله عليك أن تُسبّح لله وتحمده دائماً على نِعَمِهِ عليك وعلى أهل بيتك ( عليهم السلام ) ﴿وكُن من الساجدين﴾ واسجد شكراً لله على نِعمة الولاية التي منحناك بها ووهبناها لعليٍّ وولده المعصومين ( عليهم السلام ) ، ﴿واعبُد رَبَّك حتى يأتيك اليقين﴾ فالإعراض عن المنافقين وخَفضِ الجناح لعليٍّ ( عليه السلام ) والمؤمنين والتسبيح والحمد لله وشُكره على الولاية هي العبادة التي يجب أن تقوم بها ما دُمتَ حيّاً .
فسبحان الله والحمد لله وله الشكر على ولاية محمدٍ وآل محمدٍ الطاهرين والبراءة من أعدائهم أجمعين من الآن إلي يوم الدين .

نشر في الصفحات 267-255 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد الأول

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *