و من أحادیث فاطمة (ع)
2018-05-29
الصّدّیقةالزّهرآء فاطمة المظلومة (ع) تستنصر
2018-05-30

وصایا فاطمة الزّهرآء (ع)

و لا بدّ أن أن أختم کتابي هذا عن أسرار حیاة فاطمة (ع) بوصایاها سلام ﷲ علیها و بعض أسرار وصایاها .

فأقول : إنّ الوصیّة ضرورة شرعیّة علیٰ کلّ مسلم و مسلمة حیث قال رسول ﷲ (ص) :

« من مات بلا وصیّة مات میتة جاهلیّة ».

و قد أوصیٰ هو (ص) إلیٰ عليّ أمیرالمؤمنین (ع) فهو وصيّ رسول ﷲ (ص) و کذالك أوصت الصّدّیقة الطّاهرة فاطمة الزّهراء إلیه فکان هو وصيّ فاطمة و قد عمل بوصیّتها حرفیّاً .

و أمّا و صیّتها للأقربین فهو کما یلي :

1-عن دلائل الإمامة لمحمّد بن جریر الطّبري بأسناده عن یحییٰ بن سلمان قال : قال لي محمّد بن عليّ (ع) : ألا اُریك وصیّة بنت رسول ﷲ صلّیٰﷲ علیه و آله ؟؟

فأخرج إلیّ سفطاً في حقّ و أخرج منه کتاباً فیه :

« هذا ما أوصت فاطمة بنت رسول ﷲ بحوائطها السّبعة ذي الحسنیٰ و السّاقیة و الدّلال و الغراف و الرّقمة و الهیثم و ما لاُمّ إبراهیم إلیٰ عليّ بن أبي طالب و من بعد عليّ فإلیٰ الحسن و من بعد الحسن فإلیٰ الحسین و من بعد الحسین فإلیٰالأکبر فالأکبر من ولده .

شهد ﷲ علیٰ ذلك و کفیٰ به شهیداً و شهد المقداد بن الأسود و الزبیر بن العوّام و کتب عليّ بن أبي طالب .

2-و عنه بأسناده عن إبن جریح عن جعفر بن محمّد (ع) عن آباءه علیهم السّلام:

« أنّ فاطمة أوصت لأزواج النّبيّ (ص) لکلّ واحدة منهنّ إثنتاعشر أوقیة و لنساء بني هاشم مثل ذلك و أوصت لأمامة بنت أبي العاص بشيء ».

3- و عنه بأسناده عن زید بن علی : أنّ فاطمة بنت رسول ﷲ (ص) تصدّقت بمالها علیٰ بني هاشم و بني عبدالمطّلب و أنّ علیّاً (ع) تصدّق علیهم و أدخل معهم غیرهم .

و معنیٰ ذلك أنّه سلام ﷲ علیه تصدّق علیٰغیرهم من ماله الخاصّ و جعل ثوابها لفاطمة علیها السّلام .

ثمّ إنّنا بعرف من وصیّتها بالحوائط السّبعة و غیرها أنّها لو کانت بیدها فدك لفعلت فیه ذلك .

و أمّا وصایاها لعلي بتجهیزها فهي کما یلي :

1-أن یغسّلها و یحنّطها و یکفّنها بنفسه .

2-أن یصلّي علیها بنفسه .

3-أن یحمل جنازتها مستورة بالنّعش کالهودج .

4-أن یشیّعها لیلاً و لا یخبر النّاس .

5-أن یدفنها لیلاً سرّاً .

6-أن یخفي قبرها .

ففعل کلّ ذلك أمیرالمؤمنین (ع) و عمل بوصیّتها و إلیك بعض الرّوایات في ذلك :

رویٰ الخوارزمي في مقتل الحسین (ج:1 ص:85) :

و کشف عليّ عن وجه فاطمة فإذا برقعة عند رأسها فنظر فیها فإذا فیها :

بسم ﷲ الرّحمٰن الرّحیم هٰذا ما اوصت به فاطمة بنت محمّد (ص) ، اُوصت و هي تشهد أن لا إلٰه إلاّ ﷲ و أنّ محمّداً عبده و رسوله و أنّ الجنّة حقّ و أنّ النّار حق و أنّ السّاعة آتیة لا ریب فیها و أنّ ﷲ یبعث من في القبور .

یا عليّ : أنا فاطمة بنت محمّد زوّجني ﷲ لأکون لك في الدّنیا و الآخرة فأنت أولیٰ بي من غیرك ، فحنّطني و کفّني و غسّلني باللّیل .

و صلّ علیّ و ادفنّي باللّیل .

و لا تُعلم أحداً .

و أستودعك ﷲ و أقرا علیٰ ولدي السّلام إلیٰ یوم القیام !! … إلخ

و تقصد سلام ﷲ علیها من السّلام علیٰ ولدها إلیٰ یوم القیام یوم قیام ولدها المهدي (ع) فسلّمت علیه یوم یقوم لأخذ ثارها عجّل ﷲ فرجه الشّریف .

و رویٰ إبن عبدالبرّ في الإستیعاب (ج:4 ص:1897) بأسناده عن اُمّ جعفر : إنّ فاطمة بنت رسول ﷲ (ص) قالت لأسمآء بنت عمیس : « یا أسماء إنّي قد استقبحت ما یصنع بالنّسآء أنّه یُطرح علیٰ المرأة الثّوب فیصفها » فقالت أسماء یا بنت رسول ﷲ ألا اریك شیئاً رأیته بأرض حبشة ؟

فدعت بجرائد رطبة فحنّتها ثمّ طرحت علیها ثوباً ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا و أجمله تُعرف به المرأة من الرّجال ، فإذا أنا متّ فاغسلیني أنت و عليّ و لا تدخلي علیّ أحداً … إلخ .

و روی الخوارزمي في مقتل الحسین (ج:1 ص:83) بأسناده عن عائشة قالت :

عاشت فاطمة بنت رسول ﷲ (ص) ستّة أشهر – بل 75 یوماً – فلمّا توفّیت دفنها عليّ بن أبي طالب لیلاً و لم یُؤذن بها أبوبکر و صلّیٰ علیها عليّ .

و قال محبّ الدّین الطّبري في ذخائر العقبیٰ :

و ذکرأنّها لـمّا أرتها أسماء – النّعش – تبسّمت و ما رؤیت متبسّمة ، یعني بعد النّبيّ (ص) إلیٰ یومئذ .

و روی إبن سعد في الطّبقات (ج:8 ص:18) عن إبن عبّاس قال :

فاطمة أوّل من جُعل لها النّعش عملته لها أسماء بنت عمیس و کانت قد رأته یُصنع بأرض الحبشة .

و رویٰ الخوارزمي في مقتل الحسین (ج:1 ص:82) بأسناده عن أسماء بنت عمیس :

إنّ فاطمة بنت رسول ﷲ (ص) أوصت أن یُغسّلها زوجها عليّ فغسلها هو و أسماء بنت عمیس .

و قال إبن سعد في الطبقات (ج:8 ص:19) :

دفنت فاطمة بنت رسول ﷲ (ص) لیلاً و دفنها عليّ .

و رویٰ بأسناده عن عليّ بن الحسین (ع) قال :

سألت إبن عبّاس متیٰ دفنتم فاطمة (ع) ؟

فقال : دفنّاها بلیل بعد هَدأةٍ .

قال قلت : فمن صلّیٰ علیها ؟

قال : عليّ .

و رویٰ الشّیخ الصّدوق في علل الشّرایع (ص:185) بأسناده عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن أبیه قال : سألت أباعبدﷲ علیه السّلام لأیّ علّة دفنت فاطمة علیها السّلام باللّیل و لم تدفن بالنّهار ؟

قال : لانّها أوصت أن لا تصلّي علیها الّرجلان .

و لهاذا یتساءل الشّاعر قائلا ً:

و لأیّ الامور تدفن لیلاً

بضعة المصطفیٰ و یعفیٰ ثراها ؟

و قال الآخر :

بنت من اُمّ من حلیلة من

ویل لمن سنّ ظلمها و أذاها !

قال إبن أبي الحدید (ج:16 ص:281) و روی أنّه عفّیٰ قبرها و علّم علیه و رشّ أربعین قبراً في البقیع و لم برشّ قبرها حتّیٰ لا یهتدیٰ إلیه ، و أنّهما عاتباه ترك إعلامهما بشأنها و إحضارهما للصّلاة علیها … إلخ .

و رویٰ الطّبري عن حارث بن أبي سلمة عن المدائني عن أبي زکریّا العجلاني :

أنّ فاطمة علیها السّلام عُمل لها نعشاً قبل وفاتها فنظرت إلیه فقالت :

« ستر تموني سترکم ﷲ».

و رویٰ القاضي أبوبکر أحمد بن کامل بإسناده في تاریخه عن الزّهري قال : حدّثني عروة بن الزّبیر أنّ عائشة أخبرته أنّ فاطمة بنت رسول ﷲ عاشت بعد رسول ﷲ ستّة أشهر – کذا – فلمّا توفّیت دفنها عليّ لیلاً و صلّیٰ علیها و ذکر في کتابه هذا أنّ علیّاً و الحسن و الحسین علیهم السّلام دفنوها لیلاً و غیّبوا قبرها .

و قال إبن أبي الحدید المعتزلي في شرح النّهج (ج:16 ص:286) یؤیّد کلام السّیّد المرتضیٰ بما ردّ علیٰ قاضي القضاة الّذي أنکر کلّ ذلك قائلاً :

و أمّا إخفاه القبر و کتمان الموت و عدم الصّلاة و کلّ ما ذکره المرتضیٰ فیه فهو الّذي یظهر و یقویٰ عندي ، لإنّ الرّوایات به أکثر و أصحّ من غیرها .

و بدیهيّ إنّ هذه الوصایا من فاطمة الزّهراء سلام ﷲ علیها کانت لأجل إدانة غاصبي حقوقها و مانعي إرثها و لإثبات مظلومیّتها و ظلامتها و لکی تعلن للأجیال عن سخطها و غضبها علیٰ ظالمیها !!!

فإیّاك یا أخي القاریء أن تحشر مع ظالمیها !!

بل علیك بموالاتها و البراءة من أعداءها .

و لا حول و لا  قوّة إلاّ بالله .

و هکذا إستمرّت الثّورة الفاطمیّة من صدر الإسلام حتّیٰ یومنا هذا و ستبقیٰ مستمرّة حتّیٰ ظهور ولدها المهدي المنتقم فینادي یا لثارات جدّتي فاطمة !!!

ألیس الصّبح بقریب ؟؟؟

و لأجل أن تبقیٰ الثّورة الفاطمیّة حتّیٰ یوم ظهوره مستمرّة إستمرّ الأئمّة المعصومین سلام ﷲ علیهم أجمعین علیٰ إخفاء قبرها و عدم إظهاره لأحد من النّاس مع علمهم به قطعاً .

فهکذا نجحت السّیاسة الفاطمیّة طول التّاریخ فأخفقت المحاولات الیائسة من أعدائها للکشف عن قبرها و نبشه ، إذ حینما حاولوا ذلك شهر الإمام عليّ سیفه و وقف في وجوههم و حال دون فأخفقوا و فشلوا و نجحت الزّهراء و فازت .

و قد وردت في ذلك روایات عدیدة بأسانید صحیحة و معتبرة عن أهل البیت (ع) .

فمن ذلك ما رواه إبن جریر الطّبري بأسناده عن محمّد بن همام بن سهیل بأسناده عن أبي عبدﷲ جعفر بن محمّد (ع) في حدیث طویل قال :

« فغسّلها أمیرالمؤمنین (ع) و لم یحضر غیره و الحسن و الحسین و زینب و امّ کلثوم و فضّة جاریتها و أسماء بنت عمیس ، أخرجها إلیٰ البقیع لیلاً و معه الحسنان و صلّیٰ علیها و لم یعلم بها و لا حضر وفاتها و لا صلّیٰ علیها أحد من سائر النّاس غیرهم و دفنها في الروضة و عفیٰ موضع قبرها و أصبح البقیع لیلة مدفنها فیه أربعون قبراً جدیداً و لـمّا علم المسلمون بوفاتها جاؤا إلیٰ البقیع فوجدوا فیه أربعون قبراً !!

فأشکل علیهم قبرها من سائر القبور فضجّ النّاس و لام بعضهم بعضاً و قالوا :

لم یخلّف فیکم نبیّکم إلاّ واحدة تموت و تدفن و لم نحضر وفاتها و لا دفنها و لا الصّلاة علیها بل و لم تعرفوا قبرها!!!

فقال ولاة الأمر منهم : هاتوا من نساء المسلمین من ینبش هذه القبور حتّیٰنجدها فنصلّي علیها و نعیّن قبرها .

فبلغ ذلك أمیرالمؤمنین (ع) فخرج مغضباً قد احمرّت عیناه و درّت أوداجه و علیه القباء الأصفر الّذي کان یلبسه في الکریهة و هو یتوکّأ علیٰ سیفه ذي الفقار حتّیٰ أتیٰ البقیع !!!

فسار إلیٰ النّاس من أنذرهم و قال :

هذا عليّ قد أقبل کما ترونه و هو یقسم بالله لئن حوّل من هذه القبور حجر لیضعنّ السّیف في رقاب الآمرین .

فتلقّاه الرّجل و من معه من أصحابه و قال له :

مالك یا أبالحسن و ﷲ لننبش قبرها و نصلّي علیها !!

فأخذ عليّ بجوامع ثوبه ثمّ ضرب به الأرض و قال :

یابن السّوداء : أمّآ حقّي فقد ترکته مخافة إرتداد النّاس عن دینهم و أمّا قبر فاطمة فو الّذي نفس عليّ بیده لئن رمت أنت أو أصحابك شیئاً لأسقینّ الأرض من دماءکم فإن شئت فافعل یا ثاني .

و جاء الأوّل و قال له : یا أبالحسن بحقّ رسول ﷲ و بحقّ فاطمة إلاّ خلّیت عنه فإنّا لسنا فاعلین شیئاً تکرهه ، فخلّیٰ عنه و تفرّق النّاس و لم یعودوا إلیٰ ذلك ».

لأنّهم عرفوا بأنّ علیّاً (ع) لیس مأموراً بالصّبر إلیٰ هذا الحدّبل إنّه سوف یقتلهم بسیفه کما قتل صنادید العرب من قبل و ناوش ذؤبانهم فبقی لهم الخزی و العار و الشّنار إلیٰ الأبد بأنّ فاطمة (ع) أوصت بأن لا یحضرا جنازتها .

و لقد أجاد الشّاعر المفلّق الفحل الشّیخ کاظم الارزي حینما یصوّر کلّ ذلك بما یلي :

ترکوا عهد أحمد في أخیه

و أذاقوا البتول ما أشجاها

و هي العروة الّتي لیس ینجو

غیر مستعصم بحبل ولاها

لم یر ﷲ للرّسالة أجراً

غیر حفظ الرّهراء في قرباها

یوم جاءت یاللمصاب إلیها

و من الوجد ما أطال بکاها

فدعت و اشتکت إلیٰﷲ شکویٰ

و الرّواسي تهتزّ من شکواها

فاطمأنّت لها القلوب و کادت

أن تزول الأحقاد ممّن حواها

تّعِظ القوم في أتمّ خطاب

حکت المصطفیٰ به و حکاها

أیّها القوم راقبوا ﷲ فینا

نحن من روضة الجلیل جناها

نحن من باریء السّماوات سرّ

لو کرهنا وجودها ما براها

بل بآثارنا و لطف رضانا

سطح الأرض و السّماء بناها

و بأضواءنا الّتي لیس تخبو

حوت الشّهب ما حوت من سناها

و اعلموا أنّنا مشاعر دین ﷲ

فیکم فأکرموا مثواها

و لنا من خزائن الغیب فیض

یرد المهتدون منه هداها

إن تروموا الجنان فهي من ﷲ

إلینا هدیّة أهداها

هي دار لنا و نحن ذووها

لا یرا غیر حزبنا مرآها

و کذاك الجحیم سجن عدانا

حسبهم یوم حشرهم سکناها

أیّها النّاس : أیّ بنت نبيّ ؟

عن مواریثها أبوها زواها

کیف یزوی عنّي تراثي زاو

بأحادیث من لدنه إدّعاها

هذه الکتب فاسألوها تروها

بالمواریث ناطقاً فحواها

و بمعنیٰ یوصیکما ﷲ أمر

شامل للعباد في قرباها

کیف لم یوصنا بذلك

مولانا و تلکم من دوننا أوصاها ؟

هل رآنا لا نستحقّ إهتداء

و استحقّت هي الهدیٰ فهداها

أو تراه أضلّنا في البرایا

بعد علم لکی نصیب خطاها

ما لکم قد منعتمونا حقوقاً

أوجب ﷲ في الکتاب أداها

قد سلبتم من الخلافة خوداً

کان منّا قناعها و رداها

و لأیّ الامور تدفن سرّاً

بضعة المصطفیٰ و یُعفیٰ ثراها

فمضت و هي أعظم النّاس وجداً

في فم الدّهر غصّة من جواها

و ثوت لا یریٰ لها النّاس مثوی

أیّ قدس یضمّه مثواها

 

 

و لقد نظمت أنا بهذه المناسبة ما یلي :

بادرت بضعة النّبيّ دفاعاً

تطلب النّحلة الّتي غصباها

فأتت فاطم بخیر شهود

و عدول هم أقلّت ثراها

فهي لا تدّعي بغیر شهود

و هي لا تتّبع بذاك هواها

فعليّ صادق و فاطم صدّیقة

و صادقین هما حسناها

صدقت اُمّ أیمن و کذا قنبر

شهد الحقّ بالحقیقة فاها

خالفوا الحقّ عامدین فقالوا

بعلها طامع بذا و ابناها

حکم ﷲ في کتاب مبین

إنّما الفیئ ملکه یؤتاها

ثمّ جاء الأمین بالوحی نصّاً

آت حقّ القربیٰ لبنتك طٰه

فدك نحلة لفاطمة حقّاً

بعد أموال امّها تعطاها

فاستجاب العتیق للحقّ رغماً

و کتاب بملکها أعطاها

أعلن الثّاني العداء عناداً

مزّق السّفر سفلة و سفاها

فدعت ربّها علیه جهاراً

مزّق اللّهمّ بطنه یا إلها

غضبت عند ذلك قالت

قبّح ﷲ منك وجهاً و شاها

فقضت نحبها و هي غضبیٰ

أسرعت تشتکي علیه أذاها

بعدما أخبر النّبيّ بأنّ ﷲ

یغضب و یرتضي لرضاها

فهي أوصت بدفنها جوف لیلٍ

في ظلام لا یشعرون إنتباها

فلهذٰی الامور تدفن سرّاً

بضعة المصطفیٰ و یعفیٰ ثراها

و لقد حلّق في سمآء الشعر شاعر الفاطمیّین الهاشمیّین شرّیف مکّة قتادة بن إدریس حینما وصف ذلك وصفاً بلیغاً في هذه القصیدة الهآئیّة قبل الاُزري فقال :

و أتت فاطمٌ تطالب بالإرث

من المصطفیٰ فما ورّثاها

لیت شعري لم خولفت سنن

القرآن فیها و ﷲ قد أبداها

رضیٰ النّاس إذ تلوها بما لم

یرض فیها النّبيّ حین تلاها

نسخت آیة المواریث منها

أم هما بعد فردها بدّلاها

ثمّ قالت : فنحلة من والدي

المصطفیٰ فلم ینحلاها

فأقامت بها شهوداً فقالوا

بعلها شاهدٌ لها و ابناها

لم یجیزوا شهادة إبنی رسول

ﷲ هادی الأنام إذ ناصباها

لم یکن صادقاً عليّ و لا فاطمٌ

عندهم و لا ولداها

کان أتقی لله منهم عتیق

قبح القباح المحال و شاها

جرّعاها من بعد والدها الغیظ

مراراً فبئسما جرّ عاها

لیت شعري ما کان ضرّهما

ألحفظ لعهد النّبيّ لو حفظاها ؟

کان إکرام خاتم الرّسل طٰه

البشیر النّذیر لو أکرماها

إنّ فعل الجمیل لم یأتیاه

و حسان الأخلاق ما اعتمداها

و لو إبتیع ذلك بالثّمن

الغالي لما ضاع في اتّباع هواها

أتریٰ المسلمین کانوا یلومون

في العطاء لو أعطیاها ؟

کان تحت الخضراء بنت نبيٍّ

صادق ناطق أمین سواها ؟

بنت من اُمّ من حلیلة من

ویل لمن سنّ ظلمها و اذاها

قل لنّا أیّها المجادل في القول

عن الغاصبین إذ غصباها

أهما ما تعمّداها کما قلت :

بظلم کلاّ و لا إهتضمآها !!

فلماذا إذ جهّزت للقآء ﷲ

عند الممات لم یحضراها ؟!

شیّعت نعشها ملائکة الرّحمٰن

رفقاً بها و ما شیّعاها ؟

کان زهداً في أجرها أم عناداً

لأبیها النّبيّ لم یتبعاها ؟

أم لأنّ البتول أوصت بأن لا

یشهدا دفنها فما شهداها ؟

اُم أبوها أسرّ ذاك إلیها

فأطاعت بنت النّبيّ أباها

کیف ما شئت قل کفاك فهذی

فریة قد بلغت أقصیٰ مداها

أغضباها و أغضبا عند ذاك

ألله ربّ السّمآء إذا أغضباها

و کذا أخبر النّبيّ بأنّ ﷲ

یرضیٰ سبحانه لرضاها

لا نبيّ الهدیٰ اُطیع و لا

فاطمٌ اٌکرمت و لا حسناها

و حقوق الوصيّ ضُیّع منها

ما تساما في فضله و تناهیٰ

تلك کانت حزازة لیس تبریٰ

حین ردّا عنها و قدخطباها

فدعت و اشتکت إلیٰﷲ من ذاك

و فاضت بدمعها مقلتاها

أتریٰ آیة المودّة لم تأت

بودّ الزّهرآء في قرباها ؟

ثم قالا : أبوك جاء بهذا

حجّة من عنادهم نصباها

قال : للأنبیاء حکم بأن لا

یورثوا في القدیم و انتهراها!

أفبنت النّبيّ لم تدر إن

کان نبيّ الهدیٰ بذالك فاها ؟

بضعة من محمّد خالفت

ما قال حاشاها مولاتنا حاشاها

سمعته یقول ذاك و جاءت

تطلب الإرث ضلّة و سفاها؟

هي کانت لله أتقیٰ و کانت

أفضل الخلق عفّة و نزاها

أو تقول النّبيّ قد خالف

القرآن ویح الأخبار ممّن رواها؟

سل بإبطال قولهم سورة النّمل

و سل مریم الّتي قبل طاها

فیها ینبئان عن إرث یحییٰ

و سلیمان من أراد أنتباها

إلیٰ آخر أبیات قصیدته الرّائعة رضوان ﷲ علیه و حشره مع جدّته الزّهراء فاطمة سلام ﷲ علیها آمین .

فســــــــــــــــــــلامّ عـــــــــــــــــــــلیکِ یـــــــــــــــــــــــــوم ولدتِ

و یوم استشهدتِ و یوم تُبعثین للشّفاعة

أیّتها القدّیسة الطّاهرة .


نشر في الصفحات 302-290 من كتاب قدیسة الاسلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *