الصّدّیقةالزّهرآء فاطمة المظلومة (ع) تستنصر

وصایا فاطمة الزّهرآء (ع)
2018-05-29
الإستغاثة بفاطمة (ع)
2018-05-30

الصّدّیقةالزّهرآء فاطمة المظلومة (ع) تستنصر

حقّاً إنّ العقل یتحیّر و إنّ القلم یهتزّ حینما یرید أن یسطّر للتّارخ إستنصار الصّدّیقة المظلومة فاطمة الزّهرآء بضعة رسول ﷲ (ص) و فلذة کبده ، إذ أنّها الخلیفة الوحیدة من بعده و لم یخلّف خلفاً من صلبه سواها فهي روحه الّذي بین جنبیه و یجب نصرتها في کتاب ﷲ و وصیّة رسوله و في عرف الإنسانیّة و العواطف البشریة و في القوانین العقلیّة و المنطقیّة فالواجب العقلي و الشّرعي و الإنساني یحتّم علیٰ المسلمین نصرتها و الدّفاع عن حقّها و ظلامتها حینما تقوم الزّهراء (ع) باستنصار المسلمین و الأنصار و المهاجرین .

ولکن یا تریٰ هل أدّیٰ أحد منهم هذا الواجب و قام بنصرتها و الدّفاع عنها ؟؟

کلاّٰ و مع الأسف الشّدید فالتّأریخ الصّحیح یذکر لنا أنّ علیّاً أمیرالمؤمنین (ع) کان یحمل فاطمة المظلومة علیها السّلام علیٰ ناقته و یأتي بها إلیٰ أبواب المهاجرین و الأنصار طیلة أربعین یوماً بعد الفراغ من عزاء رسول ﷲ (ص) فیطرق أبوابهم و عندما یفتحون الأبواب کانت تذکّرهم الصّدّیقة بوصایا رسول ﷲ (ص) في عترته و کانت تتظلّم إلیهم و تستنصرهم بصراحة فتقول :

جئتکم مستنصرة . فتطلب منهم النّصرة و تتّم علیهم الحجّة لکنّهم کانوا یعتذرون بأنّهم قد سبقت منهم البیعة !!!

فواعجباً تطرق بضعة النّبي و فلذة کبده أبوابهم و تطلب منهم النّصرة فلا ینصرونها بل یخذلونها !

فما عساهم أن یجیبوا رسول ﷲ (ص) یوم الحشر ؟ و ما سوف یلاقون غداً یوم الحساب ؟؟

﴿  و سیعلم الّذین ظلموا أیّ منقلب ینقلبون ﴾

فیا لظلامة الزّهراء علیها السّلام و یا قبحاً للخاذلین !

فما عسیٰ أن یقول المرء في هؤلاء الّذین سلبت منهم الغیرة و الحمیّة و العاطفة و الإنسانیّة ؟؟

فلیس إلاّٰ أن أقول :

إنّهم إنقلبوا علیٰ أعقابهم بعد رسول ﷲ (ص) و سیعلم الّذی ظلموا أیّ منقلب ینقلبون .

و لیس إلاّٰ أن نحکم علیهم کما حکم رسول ﷲ (ص) علیٰ من سمع مسلماً ینادي یا للمسلمین و لم یجبه أنّه لیس بمسلم إنّهم بع ما سمعوا الزّهراء (ع) تنادي یا للمسلمین و تستنصرهم و لم یجیبوها و لم ینصروها أنّهم خرجوا عن الإسلام . و حینئذ یخاطبهم الجلیل جلّ جلاله بقوله :

﴿  و ما لکم ألاّٰ تقاتلون في سبیل ﷲ و المستضعفین في الأرض ﴾

لکنّهم بدل أن یقاتلوا في سبیل ﷲ و آل محمّد المستضعفین المقهورین المظلومین قاتلو علیّاً و الحسنین و أولادهم و لقد أجاد الشّاعر حینما قال :

ما المسلمون بأمّة لمحمّد

کلاّٰ ولکن أمّة لعتیق

جاءتهم الزّهراء تطلب حققاً

فتقاعدوا عنها بکلّ طریق

و تواثبوا لقتال آل محمّد

لـمّا دعتهم إبنة الصّدّیق

فقعودهم عن هذه و قیا

مهم مع هذه یغني عن التحقیق

و أضیف أنا هذا البیت للإکمال :

و بحرق باب الدّار عمداً إنّهم

هم سبّبوا یوم الطّفوف حریق


نشر في الصفحات 304-303 من كتاب قدیسة الاسلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *