من شعر شعراء الزّهراء (ع) في میلادها

والدة القدّیسة
2018-05-13
تزویج النّورین
2018-05-13

(من شعر شعراء الزّهراء (ع) في میلادها )

و لقد نطق روح القدس علیٰ لسان شیخنا الأعظم الشّیخ محمّد حسین الغروي (ق) فنظم في میلاد السّیدة الصّدیة الکبریٰ فاطمة الزّهراء سلام ﷲ علیها هذه الأبیات :

جوهرة القدس من الکنز الخفي

بدت فأبدت عالیات الأحرف

و قد تجلّیٰ من سماء العظمة

من عالم الأسماء أسمیٰ کلمة

بل هي اُمّ الکلمات المحکمة

في غیب ذاتها نکاتُ مبهمة

اُمّ أئمّة العقول الغرًّ بل

ُمُّ أبیها و هو علّة العلل

روح النّبيّ في عظیم المنزلة

وفي الکفاء کفو من لا کفو له

تمثّلت رقیقة الوجود

لطیفةُ جلّت عن الشهود

تطوّرت في أفضل الأطوار

نتیجة الأدوار و الأکوار

تصوّرت حقیقة الکمال

بصورةٍ بدیعة الجمال

فإنّها الحوراء في النّزول

وفي الصّعود محور العقول

یمثّل الوجوب في الإمکان

عیانها بأحسن البیان

فإنّها قطب رحیٰ الوجود

في قوسی النّزول و الصّعود

و لیس في محیط تلك الدّائرة

مدارها الأعظم إلاّٰ الطّاهرة

مصوتةُ عن کلّ رسمٍ و سمة

مرموزةُ في الصّحف المکرّمة

صدّیقةُ لا مثلها صدّیقة

تُفرغ بالصَّدق عن الحقیقة

هي البتول الطّهر و العذراء

کمریم الطّهر و لا سواء

فإنّها سیّدة النّساء

و مریم الکبریٰ بلا خفاء

وحبّها من الصّفات العالیة

علیّة ذات القرون الخالیة

و تبتّلت عن دنس الطّبیعة

فیالها من رتبةٍ رفیعة

مرفوعة الهمّة و العزیمة

عن نشأة الزّخارف الذّمیمة

في افق المجد هي الزّهراء

للشّمس من زهرتها الضّیاء

بل هي نور عالم الأنوار

و مطیلع الشّموس و الأقمار

رضیعة الوحي من الجلیل

حلیفة المحکم و التّنزیل

مفطومةُ من زلل الأهواء

معصومةُ عن وصمة الأخطاء

معربةُ بالسّتر و الحیاء

عن غیب ذات باریء الأشیاء

راضیةُ بکلّ ما قضیٰ القضا

بما یضیق عنه واسع الفضا

زکیّةُ من وصمة القیود

فهي غنیّةُ عن الحدود

یا قبلة الأرواح و العقول

وکعبة الشّهود والوصول

من بقدومها تشرّف منیٰ ؟

و من بها تُدرك غایة المــُنیٰ ؟

لكَ الهنا یا سیّد الوجود

في نشئات الغیب و الشّهود

بمن تعالیٰ شأنها عن مثل

کیف و لا تکرار في التّجلّي

لا یتثنّی هیکل التّوحید

فکیف بالنّظیر و النّدید

و مُلتقیٰ القوسین نقطةً فلا

تریٰ لها ثانیةً أو بدلاً

وحیدةُ في مجدها القدیم

فریدةُ في أحسن التّقویم

بشراك یا أبا العقول العشرة

بالبضعة الطّاهرة المطهَّرة

مهجة قلب العالم الإمکان

و بهجة الفردوس و الجنان

غُرّتها الغرّآء مصباح الهدیٰ

یُعرف حسن المنتهیٰ بالمبتدا

و في محیّاها بعین الأولیا

عینان من ماء الحیاة و الحیا

بل وجهها الکریم وجهُ الباري

و قبلة العارف بالأسرار

واحدة النّبيّ أوّل العدد

ثانیة الوصيِّ نسخة الأحد

و مرکز الخمسة من أهل العبا

و محور السّبع علوّاً و إبا

لك الهنا یا سیّد البریّة

بأعظم المواهب السَّنیّة

أتاك طاووس ریاض القدس

بنفحةٍ من نفاحاتِ الاُنس

من جنّة الصّفات و الأسماء

جلّت عن المدیح و الثّناء

فار تاحت الأرواح من شمیمها

و اهتزّت النّفوس من نسیمها

بها انتشیٰ في الکون کلّ صاح

و طابت الأشباح بالأرواح

تحییٰ بها الأرض و من علیها

و مرجع الأمر غداً إلیها

بشراكِ یا خلاصة الإیجاد

بصفوة الأمجاد و الأنجاد

اُمُّ الکتاب و ابنة التّنزیل

ربّة بیت العلم بالتّأویل

بحر النّدیٰ و مجمع البحرین

قلب الهدیٰ و مهجة الکونین

وبابها باب نبیّ الرّحمة

و باب أبواب و نجاة الاُمّة

و بابها باب العلیّ الأعلیٰ

فثم وجه ﷲ قد تجلّیٰ

و ممّا نظمت فیها سلام ﷲ علیها :

یا عذولي لا تلمني في هواها

أنا أهواها و لا أهویٰ سواها

هي حوراء من الجنّة جاءت

هي اُمّي و هي اُمُّ لأبیها

فاطمُ و هي بتولُ راضیة

کوثرُ جاءت بنسل الخیر طٰه

ملکت قلبي و نفسي فاطمة

إنّني بالنّفسي ها إذ أفتدیها

و لقد جادت قریحتي فنظمت فیها إیضاً :

أیا عاذلي عن حبّ فاطم إنّني

شغوفُ بها حبّاً و همت بها وجداً

اُلاقي من الأعداء حقداً عداوةً

فمن معرضٍ وجهاً و من صاغرٍ خدّاً

و من عابسٍ بغضاً یدیر بوجهه

و یرمقني شزراً و یمنعني ودّاً

و یبغصني في حبّها و ولائها

کأنّي قدیماً قد قتلت له ولدا

فوﷲ ما حبّي لها بتکلّفٍ

ولکنّها في الفضل ها جاوزت حدّا

هي النّور نور ﷲ جلّ جلاله

فلولا عليُّ الکفو کانت هي الفرداً

یقبّل أیدیها أبوها محمّدُ

و یلئم مولاها عليُّ لها خدّا

أشمُّ ثراها إنّني عاشقُ لها

فإنّي قد أصبحت حتماً لها عبداً


نشر في الصفحات 42-39 من كتاب قدیسة الاسلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *