المقدّمة تفسير القرآن أهل البيت (عليه السلام) المجلد الأول
2016-06-16
دليل السّور في تفسير أهل البيت (عليهم السلام)
2016-06-16

« معالم تفسير أهل البيت (ع) و ميّزاته »

وأمّا معالم تفسير أهل البيت (عليهم السلام) هذا الذي بين يديك أيها الأخ المسلم فكما تجده جليّاً إنّه يختلف عن سائر التفاسير المكتوبة ، بأنّه يفسّر القرآن حسب ترتيب نزول السور ، لاحسب جمع عثمان والمصحف الرّائج .
والإعتماد علی هذا الترتيب هو المستفاد من روايات أهل البيت (عليهم السلام)، ثم انّه يمتاز علی سائر التفاسير الموجودة بأنّه يقسِّم السور للقرآن ويعدّدها مائة وعشر سُور إذ يجعل سورة البراءة تابعة لسورة الأنفال لأنّه لا يمكن القول بأنَّ الله سبحانه يبدأ وحيها بغير ذكر اسمه المبارك وکذا لا يمکن القول بأنَّ جبرئيل يبدأ بإبلاغ الوحي إلى رسول الله تاركاً للبسملة، وإنَّ ما ذهب إليه المفسّرون من توجيه عدم ذكر البسملة والإبتداء بها هو لأجل أنّها تبدأ بآية البراءة ، نجيب عليه بأنّ الله قد بدأ سورة تبَّت بها مع أنّ الملاك فيها عين الملاك المذکور في آية البراءة فتبَّت يدا أبي لهبٍ وتبّ ليست آية رحمة بل هي براءة من أبي لهب ولكنّها بُدِئت بالبسملة لكونهاً نزلت سورة مستقلّة ولم تنزل سورة مستقلّة من دون بسملة أبداً ، هذا إضافةً إلی الروايات الواردة من المعصومين (عليهم السلام) تصرِّح بأنّ البراءة أو التوبة تابعة لسورة الأنفال ثمَّ انّك سترى أنّ سورتي الضُّحی والإنشراح محسوبتان سورة واحدة وسورتي قريش والفيل محسوبتان سورة واحدة ، كما أجع فقهاء اهل البيت على ذلك حيث أفتوا بعدم جواز الإكتفاء بواحدة منهما في الصلاة الواجبة و أوجبوا قراءة السورتين معاً لمن يريد قراءتهما بعد الحمد . ولا يُنافي ذلك تكرار البسملة فقد تکرَّرت في سورة النمل أيضاً والمعوّذتين نزلتا معاً للتعويذ فهما كسورة واحدة تكرَّرت فيها البسملة ، وعلى هذا فيكون عدد سورالقرآن 110 سور و هذا العدد المقدَّس هو عدد اسمُ عليٍّ بحساب الأبجد = ع 70 + ل 30 + ي 10 = 110 وهذا هو أحد الأسرار التي لم تُكتشف بعد من القرآن ، وربّما صحّ أن تكون من جملة المعاني المقصودة للنبيّ (صلّي الله عليه وآله وسلّم ) بقوله : ( عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ) فتكون من الدلائل والبراهين القطعية على ضرورة التمسّك بعلیٍّ والقرآن معاً كما أنَّ هذا العدد مطابق أيضاً لعدد جُملة ( لا إله إلاّ الله ) فيدلُّ علی أنّ التوحيد منوطُ بالتمسّك بالثقلين : القرآن والعِترة كما أنّ سورة التوحيد تختصُّ بعدد 110 بترتيب النزول عندنا .
والميزة المهمّة في تفسير أهل البيت (عليهم السلام) هي اختلاف تسمية بعض السور فيها عن التسمية المشهورة .
فمثلاً تُسمّى سورة البقرة فيها بسورة آدم (عليه السلام ) ،وسورة الشورى بسورة المودّة للقربى ، وسورةالأحزاب بسورة التطهير ،و سورة المائدة بسورة الولاية ، وسورة الزُّخرف بسورة تسمية عليٍّ ، وسورة الإِنسان بسورة الأبرار ،و سورة المجادلة بسورة النّجوى و … الخ .
و أمّا ميزاته التفسيرية فسوق تطَّلع عليها بعد مطالعتها فهي كما جاءت الأخبار تصرِّح بأنَّ القرآن جُلُّه أو ربعه نازلٌ بشأن آل محمّد و فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ستراها حقيقةً مشهودة متجليةً في هذا التفسير وعندئذٍ سوف تعرف أخي المطالع الكريم مقدار البون الشّاسع بين التفاسير الأخرى وهذا التفسير و بين ما فسّره أهل البيت (عليهم السلام) وما فسّره غيرهم .
ولعدم إطّلاع المسلمين على ذلك لحدّ الآن ربّما يدعو البعض من المتطرّفين للإِستغراب منه ثمّ الإِستعجال في الحكم قبل الإِمعان فيه ونسبة الغلوّ والمغالاة إليه بل ربّما يتهجَّم بعض الجهّال عليه وبسببه علی الشيعة ، ولكنَّ هذا بعيدٌ عن الإِنصاف والمروءة والحقِّ والعدل بأن يُنسب الغلوّ إلی كلام الأئمّة المعصومين من أهل البيت المتطهّرين لتعارضه مع كلام غيرهم من الذين ليسوا مثلهم معصومين من الخطأ والخطلِ والجهل والنسيان والهفوة والزَّلل بل وحتّي من العصبيّة الجاهلية والأهواء النفسية وغير مأمونين من تأثير السُّلطات الزمنيّة الحاكمة ، فاغتنم يا أخي المسلم كلام الإمام المعصوم من أهل البيت (عليهم السلام) ودع كلام غيره أيّاً من كان ومهما كان وكيف كان عند التعارض ولا تأخذك في الله لومة لائمٍٍ و قُل معنا: ﴿وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربَّنا وإليك المصير﴾ فقد التزمتُ في كتابة هذا التفسير بما يقوله الإِمام المعصوم من أهل البيت (عليهم السلام ) فلا تذهب بك الأهواء فخذ هذا وكن لله من الشاكرين وقل الحمد لله ربّ العالمين .
والميزةُ الكبرى لهذا التفسير هي أنّني رأيتُ أنَّ مطالعة موسوعة كبرى تربو على 20 مجلّداً واقتناءها ليس من السّهل اليسير على جميع أهل العلم فكيف بعموم الناس ، بل أنَّ طباعة هذه الموسوعة الضخمة ليست سهلة علينا أيضاً فإنّها تستلزم الجهود الماديّة والمعنوية الكثيرة وذلك يناقض الغَرض المقصود من تأليف هذا التفسير وهو إحاطة المسلمين بتفسير أهل البيت (عليهم السلام) بسهولة لکي يطّلع اكثرُ عددٍ من الأمة الإِسلامية بنوعيّة تفسير أهل البيت (عليهم السلام) فعمدتُ الى أن أجعل الجزء الأول تفسيراً موضوعياً للقرآن خلاصة لما فى الموسوعة من مواضيع كمدخلٍٍ للموسوعة لكي يقف المطالع الكريم على ما في الموسوعة من مواضيع موجزاً ، كما جعلتُ الجزء الأخير مُعجماً موضوعيّاً للموسوعة يفيد مثل هذا أيضاً ، ولكنَّ هذا الجزء لوحدِهِ يكفي المطالع الذی لم يتيسَّر له مطالعة الأجزاء الاخرى أو لم يتسنَّ له الوقت والفرصة لذلك أن يتعرَّف على حقيقة القرآن بتفسير أهل البيت (عليهم السلام) موجزاً .
وإنّ أكثرالناس لا يتيسَّر لهم مطالعة الموسوعات الكبيرة كالميزان مثلاً فرأيت أنّ طباعة خلاصةٍ موضوعيّة لموسوعة تفسير أهل البيت (عليهم السلام)في جزءٍ واحد يُسهِّل عليهم ذلك لسهولة اقتناء الجزء الواحد و مطالعته.
بل لقد تفأَّلَ بعض العلماء الأصدقاء بأنّ هذا الجزء سيكون مطلوباً للجميع واسع الإِنتشار كثيراً حتّى لا يخلو بيتٌ من بيوت محبِّي أهل البيت منه وأرجو أن يتحقّق ذلك و يستفيذ أکثر عددٍ مُمكن من إخواني المسلمين منه فالله سبحانه أسأل أن يُسجِّل هذه الخدمة منّي أداءاً لحقِّ القرآن والعِترة وتمسّكاً بهما ، وهو حسبي ونعم الوكيل .

نشر في الصفحات 26-23 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد الأول

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *