سلسلهٔ روایتی نگارنده
2016-04-27
معالم تفسير أهل البيت (ع) و ميّزاته
2016-06-16

المقدّمة

بديهيُّ أنَّ القرآن هو کلام الله النازل علی رسوله محمد (صلّی الله عليه و آله و سلّم ) و ليس من کلام رسوله إذ کان نبيّاً اُميّاً ، وليس من کلام غيره إذ لم يتمکّن و لن يتمکّن أحدٌ من الإِتيان بمثله أبداً مهما اُوتي من فصاحة و بلاغة ، فهو الإعجاز الخالد الذی لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، و هو أحد الثّقلين اللّذين خلَّفهما رسول الله من بعده وأودعهُما في اُمَّته وضمن لهم أن لن يضلّوا من بعده أبداً لو تمسّکوا بالقرآن والعترة ، فيجبُ على الأمّة الإسلامية جمعاء أن يتمسّكوا بالثّقلين لكي لا يضلّوا أبداً ، وليس معنى التمسّك بالقرآن هوتقبيله وقراءته فحسب ، بل معناه هو فهمه والعمل به وإجراء أحكامه.
ولأجل ذلك فلا بدً أن يُفسّر القرآن لنا الرّاسخون في العلم ، أهل الذكر إذ هو كتابٌ صامت غامض دقيق وبحرٌ عميق لا يسبر غوره ولا يكشف سرّه و لا يشرح معناه إلاّ هم ، وهم محمَّدٌوآل محمَّدٍ المعصومون الذين نزل القرآن في بيتهم و أهل البيت أدرى بمافي البيت .
فأهل البيت هم عدل القرآن وقرناؤه وأحدُ الثّقلين اللّذين أمرنا رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم) بالتمسّک بهما فلا بدّ أن نآخذ تفسير القرآن منهم وحدهم فحسب لا من غيرهم ، فلا مناص من الرّجوع إليهم لمعرفة تفسير القرآن الحكيم .
ومن الطبيعي أن تكون التفاسير المصنَّفة من دون الإستناد إلى أقوال أهل البيت (عليهم السلام) قاصرة عن بيان الحقائق الغامضة للقرآن وبيان معانية و أسراره الدقيقة .
إذ أنَّ تلكَ التفاسير كما يراها المطالع كتبها مفسروها بآرائهم وأهوائهم وقد صرَّح النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأنَّ من فسرَّ القرآن برأيه فقد هلك وأهلك !!!
فيمكن القول بأنّ تلك التفاسيرالمفسَّرة بالرّأي أجنبيّة عن القرآن ومعانيه وحقائقه وأسراره ، بل إنها ربّما تدعو الى الضَّلال والإِضلال وليست كما يدّعي البعض تقود الإنسان الى ظلال القرآن .
وأمّا التفسير المأخوذ من أهل البيت عليهم السلام والمستفاد من كلامهم فيمكن القول بجُرأة أنّه هوالتفسير الصحيح فحَسب ولا بدَّ منه بعد أن حال أعداؤهم دون انتشار التفسير الذي كتبوه بأيديهم بين الناس ولم يَدعوا مجالاً لكي يتعَّرف الناس عليه خشية على مطامعهم الدنيوية من الزوال طيلة 14 قرناً مع الاسف الشديد.
فما أن قام أميرالمؤمنين عليٌّ (عليه السلام) بكتابة القرآن وجمعه وتفسيره بخطِّ يده في الفترة التي كان جليس دارِه ما يُناهزالعشرين سنة وأتمّه كاملاً وأتی به الى عثمان عندما أحرق المصاحف بحجّة أن يوحِّد القراءات .
وحينما عرضه على الحزب الأمويّ الحاكم فرأوْه مصحفاً لا يطابق أهواءهم بل يعارض ما يريدونه من التحكُّم على رقاب المسلمين ويعارض ما شرَّعوه وابتدعوه في الدين وينصُّ عل المتعة والخمس لآل محمدٍ والولاية لعليٍّ (عليه السلام) أعلنوا معارضتهم له وردّوه قائلين : لا حاجة لنا بمصحفك فقال لهم علیٌّ (عليه السلام): إذاً لا ترونه بعد هذا أبداً ،فأخفاه عنهم لكي لا يحرقوه وأودعه الائمّه المعصومين من بعده مع سائر مواريث النبوّة والإمامة كالتوراة والانجيل وعصا موسی وخاتم سليمان (عليه السلام) حتّى ورثه إمام زماننا المهدیُّ محمد بن الحسن العسکري ارواحنا فداه ، فهو الآن موجودٌ عنده بخطِّ جدّه علیٍّ مكتوبٌ علی الرقّ بالخطّ الكوفيّ كما نسمّيه ويقرأ الإمام المهدى فيه و سيأتی به عند ظهوره .
لقد رفض أعداء الدين القرآن بدلاً من التمسّك به ورفضوا العِترة فلم يتمسّکوا لا بالقرآن ولا بالعترة فضلّوا ضلالاً بعيداً و خسروا خُسراناً مبيناً وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍٍ ينقلبون .
فكانت النتيجة الحتميَّة لعدم التمسُّك بالقرآن والعترة أن اسودّت صفحاتُ التاريخ الإِسلامي من جرائم الخلفاء الجائرين والحُكّام الظالمين كالامويّين والمروانيّين والعبّاسيين والأيّوبيّين والعثمانيين وقد حكموا علی رقاب المسلمين طوال قرون
وناهيك عن تلك الجرائم التي يستحي القلم من أن يسردها وتأبی الغيرة من شرحها ، كجريمة وقعة عاشوراء في كربلاء سنة 61 هـ و واقعة الحرّة و إباحة المدينة و هدم الكعبة وما شاكل ذلك كهدم البقيعِ مرقد الأئمة المعصومين ، إذ يندى جبين الإِنسانية منها حياءً ولا غرابة لو شمَتَ بنا اليهود والنصارى لأجلها إذ لا زالت كنيسة الحافر المنسوب الی حمار عيسى المسيح (عليه السلام) مقدّسةً عندهم ،وحكّام المسلمين فعلوا بأهل بيت نبيّهم ما فعلوا من قتلٍٍ واُسرٍٍ و سجنٍٍ و تشريدٍ و هدمٍٍ لقبورهم وضرائحهم و قبابهم . فيا للعار والشّنار أن يُعادی المسلمون أهل البيت الأطهار فيخضعوا للظّلمة الأشرار والفسقة الفجّار ولم يُراعوا فيهم وصيّة جدّهم المختار و سيعلمون من تكون له عاقبة الدّار !! فإلى الله المشتكى ومن وليّه المهديّ المنتقم ننتظر الثّأر بسيفه البتّار من كلّ عدوٍّ متكبّرٍٍ جبّار .
فحريٌّ بناأن نقول : قاتل الله أعداء علیٍّ والقرآن حيث حرمونا و حرموا الأمة الإِسلامية بل البشرية جمعاء من خصائص مصحف عليٍّ وميزاته و فوائده و آثاره.
فمصحف عليٍّ كما يمتاز أولاً بأنّه مكتوبٌ بترتيب النزول من أوّل آيةٍ إلى آخرآيةٍ نزلت على النبيّ (صلّی الله عليه وآله وسلّم) و كتبها بالقراءة الصحيحة التي جاء بها جبرئيل أمين الوحي من عند الله ويمتاز بالشرح والتفسير الذي كتبه عليٌّ ممّا علمه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلّم) وقال : (أنا مدينة العلم وعليٌّ بابُها فمن أرادالمدينة فليأتها من بابها) .
ومعلومٌ بأنّ القرآن الموجود بين أيدينا وإن كان مصوناً من التحريف ، إلاّ أنّه لم يرتّب على ترتيب النزول .
وقد أجمع الشيعة علی كون القرآن مصوناً من التحريف بجميع صوره ، نعم خرج على إجماعهم من زعم أنّ آية ﴿الشيخ والشيخة إذا زنيا فاجلدوا كلّ واحدٍ منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة﴾ محذوفة لكنَّ هذا القائل جاهلٌ مبتدعٌ لا قيمة لقوله بمقدار عفطة عنز .
وربّما تأثّر بقوله بعض من قال بتحريف القرآن ، ولكنَّ إجماع الشيعة قائمٌ علی نفي التحريف ولا يضرّه خروج البعض عن الإجماع فهو حجّة عندنا وأحد الأدلّة الأربعة الإِجتهادية ، و هذه الآية المزعومة بديهيّة البطلان لأنّ الشيخة هي من النساء اللاتي لا ترجو نكاحاً كما أنّ الشيخ هو الذي يردُّ إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علمٍٍ شيئاً حسب توصيف القرآن لهما فهما عاجزان عن الزّنا لضعفهما بعد قوّة ، نعم هناك نوع من التغيير بغير الزيادة والنقيصة أوجدوه في القرآن ولا يمکن لأحدٍ إنكاره ، و هو اختلاط الآيات المكيّة بالمدنيّة و عدم کتابة الآيات بترتيب نزولها ، والتى أدَّت بالنتيجة الي اختلاط المعاني في بعض الآيات ، و لا يدری هل كان ذلك الخلط متعمّداً أو نشأ عن الجهل عند جمع المصحف الموجود ؟؟ کإدخال آية التطهير النّازلة بشأن عصمة وطهارة أهل البيت (عليهم السلام) في ضمن آية ﴿يا نساء النبيّ لستُنَّ كأحدٍ من النساء إن اتّقيتُُنّ ﴾ و جعلهما أية واحدة مع انّهما آيتان مستقلّتان بفاصلٍٍ زمنيٍّ وكون إحداهما مكيّة والاخری مدنيّة ، و مع اختلاف الضمائر الموجودة فيهما ، فآية التطهير ضمائرها مذکّرة ﴿ليُذهبَ عنکُم ، و يُطهِّرکُم﴾ والاخری ضمائرها مؤنَّثه ـ ﴿لستُنَّ ، إن اتّقيتُنَّ﴾ الخ .
ولكنّ النفوس المريضة شاءت أن تُدخل زوجات النبيّ سيّما اُمّ حبيبة الأمويّة وعائشة وحفصة في ضمن أهل البيت المطهِّرين .وقد ذهب عدَّةٌ من المفسرين إلی ذلك فتأثّروا بالنزعة الأموية دون علمٍٍ وفهم ، و قديماً قيل: قاتَلَ الله السياسة ،أي السياسة الباطلة الغادرة الشيطانية.
فسواءٌ سمّينا ذلك تحريفاً أم لم نُسَمِّ فذلك هو الواقع المشهود في المصحف الموجود ، و هو مصداقٌ لقوله تعالى :﴿يُحرِّفون الكلِمَ عن مواضعه﴾ فهذا التحريف لا يُنكَر ، وكم من آيةٍ حرّفوا مواضعها لكي يشوّهوا معالم القرآن والعترة .
ومثالأ آخر لذلك ،أنّهم وضعوا آية إكمال الدين النازلة يوم عيد غدير خُمٍّ بعد أخذ البيعة لعليٍّ أمير المؤمنين والتي تصرّح بأن الله أكمل دين الإٍسلام بولاية علي بعد آية تحريم الميتة ولحم الخنزير ، والتي كانت قد سبقت آية إكمال الدين بمدّة طويلة وتصرِّح آية إكمال الدين باليوم أي يوم غدير خمٍّ ولم يُكمل الله فيه الدين بغير ولاية عليٍّ إجماعاً.
وستشاهد أيّها الأخ المسلم فصل الآيات التي ذكرناها بعضها عن بعض في هذا التفسير و حينئذٍ ستُذعِن بأنّ اليد الاُموية والأهواءالاُمويّة تلاعبت بالقرآن وأحكامه كما مزَّقت أهل البيت وأبادتهم كي تتحكّم علی رقاب المسلمين طيلة ألفِ شهرٍٍ أيّام مُلكهم وسلطانهم .
فهذا التحريف عن المواضع قطعيٌّ وجدانيُّ لا يمكن إنكاره وأمّا التحريف بالزيادة فهو مستحيلٌ كما ذكرنا، لتحدّي القرآن الجنَّ والإِنس على أن يأتوا بآية من مثله ولم ولن يتمكّنوا من الإِتيان بمثله ولوكان بعضهم لبعض ظهيراً.
وربّما يُستدلُّ على نفي التحريف بنصّ القرآن لقوله تعالى ﴿إنّا نحنُ نزّلنا الذِّكر و إنّا له لحافظون﴾ ـ كما استدلَّ بذلک الإِمام الخوئي في تفسير البيان ،و لكن جاز لنا أن نناقشه ـ وإن كنتُ تلميذاً له ـ بأنَّه يكفي في مصداق الحفظ أن يكون القرآن محفوظاً عند إمامنا المهديّ أرواحنا فداه ، وهذا هوالمُجمَع عليه عند الطائفة فمصحفُ عليٍّ مودوعٌ عنده محفوظ من أیِّ تحريف.
ولا يشمل ضمان حِفظ القرآن حِفظ جميع النُّسخ من الطوارىء والحوادث كما لم يشمل الضمان حفظ أحكام القرآن من تلاعب حكّام الجور بها ، فهذا الوليدُ قد مزَّقَ القرآن بالسِّهام بعدما تفّأل به فخرجت الآية ﴿وخاب کلّ جبّارٍٍعنيدٍ﴾.
فأنشد مُخاطباً القرآن بقوله:
تُهدِّدُني بجبّارٍٍ عنيدٍ فها أنا ذاکَ جبّارٌ عنيدٌ
إذا ما جئتَ ربَّکَ يومَ حشرٍ فقُل لِلّه مَزَّقني الوليدُ
فلم يضمن الله حفظ جميع النُّسخ للقرآن من التمزق كما أنَّه لم يحفظ المصاحف من أن يُحرقها عثمان بن عفّان فالحفظ هو إيداع النسخة الأصلية عند أهل البيت ثم إنك سَتقرأ ضمن تفسير آية ﴿إنّا نحن نزَّلنا الذِّكر وإنّا له لحافظون﴾ معنى الذِّكر حسب تفسير أهل البيت (عليهم السلام) وليس هو القرآن فحسب كما قال تعالى ﴿و لقد يسَّرنا القرآن للذٍّكر فهل من مُدَّکِر﴾. وبعد ذلك يُمكن أن نناقش الإمام الخوئي حول إنتفاء الثقة بحُجّية القرآن مع نسبة التحريف إليه، بأنّ هذا القول يمكن الذهاب إليه ما إذا كان هُناك من يقول بالزيادة فى القرآن و هذا ما لم يدّعه عاقل و قد ذكرنا أنّه لن يتمكّن أحدٌ من الزيادة فى القرآن لاستحالته بنصّ القرآن علی ذلك .
فالثقة كاملةٌ قطعيّة بأنّ ما في الدفّتين من المصحف الموجود هوالقرآن المنزَلُ علی رسول الله (صلّي الله عليه وآله وسلّم) من دون زيادة .
وأمّا إذا ادّعى مفسِّرٌ حبرٌ صحابي ثقة جليل كابن عبّاس إمام المفسّرين وتلميذ أميرالمؤمنين بأنّ اسم عليٍّ كان منصوصاً عليه في آية التبليغ ، فلا يُسقط القرآن من الحجيّة كما إنّ تحريف مواضع الآيات لم يسقط القرآن من الحجيّة ،وإن كُنّا نقول بأنّ قول ابن عبّاس هو من التفسير لآية التبليغ ، مع ذلك كلّه نتساءل : كيف أنّ الله سبحانه لم يحفظ التوراة والإِنجيل من التحريف ؟ أليسا من ذكره ؟ أليسا من وحيه ؟؟ وأجيب على السؤال هذا بأنّ الله سبحانه قد حفظ التوراة الأصلية والنسخة الأصلية الصحيحة غير المحرَّفة من الإِنجيل عند المعصومين وهما الآن محفوظان عند إمامنا المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه) ، كما يُصرِّح بذلك كثير من الأحاديث ، ويكفي في مصداق الحفظ هذا وإن ضلَّ أكثر اليهود والنصارى بسبب تحريف التوراة والإِنجيل ولا زالوا ، فنؤكّد ثانيةً بأنّ القرآن الموجود لم يُحفَظ من تغيير المواضع وإن كان مصوناً من تحريف الزيادة ولا يضرُّ ذلك ولا يقدح بحُجيَّته ولا تنعدم الثقة به ، ولكنَّ رفض مصحف عليٍّ المصون من أيّ تحريفٍ للكلم عن مواضعها ، والذي جمعهُ بترتيب النزول وكتبه بتفسيرٍ صحيحٍ أخذه من النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لهو خسارةٌ فادحةٌ عظمي وردت على الإِسلام والمسلمين منذ ذلك العصر حتى عصرنا هذا.
وسيُعوِّض الخسارة هذه ولده الإِمام المهدي (عليه السلام) عند ظهوره فيأتي بقرآن جدِّه عليّ بن أبي طالب كما وعدنا بذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة المعصومون (عليهم السلام) وإلى أن يحين ذلك الحين فلا بدّ لنا من أخذ تفسير القرآن من روايات أهل البيت (عليهم السلام) فما لا يدرك كلّه لا يُترك كلّه .
والروايات كثيرةُ والحمد لله تتجاوز عشرات الألوف في المجاميع الحديثية المأثورة عنهم (عليهم السلام) في تفسير آيات الذكر الحكيم .
فرأيت أنّه لا يعوز المسلمين إلاّ من يقومٍٍ باستخلاص معاني هذه الروايات وانتقاء مواضيعها وجمعها وتأليفها في سفرٍٍ مستقلٍّ يتضمّن تفسيرالقرآن بروايات أهل البيت (عليهم السلام) فيكون أشبه الشيء بتفسير عليٍّ للقرآن المودوع عند الإِمام المهدي (عليه السلام) فهو المظنون قويّاً والمحتمَل جداً مطابقته لتفسير أهل البيت (عليهم السلام)حيث أنّه مأخوذٌ من رواياتهم ، وأهلُ البيت كلُّهم نورٌ واحدٌ ، فما قاله أوّلهم قال به آخرهم ، و ما قاله آخرهم هو ما قال به أوّلهم ، وما قاله صادقهم هو ما قالهم باقرهم ، وما قاله الرضا والعسكريُّ هو بعينه ما قاله جدّهم أمير المؤمنين (عليه السلام) و لهذا ذهب المحدّثون إلی صحّة نسبة الرواية الصحيحة لأحدهم و لهذا فإنّي أجرأُ علی القول بأنّ هذا التفسير مستفادٌ من روايات أهل البيت (عليهم السلام) دون اجتهادٍ بالرأي أو تقليدٍ من أحدٍ فهو بحقٍّ في حدٍّ يصحّ لنا تسميته ب :ـ (تفسير أهل البيت عليهم السلام) وأمّا التفاسير التي ألّفها المفسّرون فجُلّها وأحياناً كلّها أجنبيّة عن روايات المعصومين (عليهم السلام) فإنّهم كتبوها حسب اجتهاداتهم واستنباطاتهم الشخصيّة ، فهي تفسيراتهم هُم للقران وليست تفسيرات أهل البيت (عليهم السلام) والبعض منهم فسرَّ القرآن برأيه فهلك وأهلَك ،والبعض الآخر ربّما كانت لهم هفوات في اجتهاداتهم و هي لا تخفى على العلماء والمحقّقين و لا أُريد هنا أن أُشير إليها حرصاً علی كراماتهم ولكنَّ الجواد قد يكبو ، كما قال الإِمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كما أنّ بعض مفسّري الشيعة ربّما هفوا ، فمثلاً ذهب صاحب الميزان (ره) إلی أنَّ تكاثر نسل آدم (عليه السلام) حصل من زواج الأخ بالأُخت ـ والعياذُ بالله ـ مستدلاًّ بِأنَّ حُرمة زواج الأخت شُرِّعت بعد ذلك العصر ، مُستنداً في ذلك الى روايةٍ ضعيفة السَّنَد مذكورة في تفسيرهِ تعارضُها روايةٌ صحيحة السَّند قويّة المدلول مذكورة في تفسير العياشي حيث يُصرّح الإِمام الصادق (عليه السلام) بإنكار ذلك ويشرح كيفيّة تكاثر النسل بعد آدم [۱].
و ما شاكل ذلک من اجتهاداتٍ خاطئة صدَرت من بعض المفسّرين رحمهم الله ، ولكّن هذا التفسير ليس تفسيراً بالرأي والنظر بل هو مأخوذٌ ممّا فَسَّرهُ الائمّة المعصومون لآيات القرآن المبين ، فلِذَا صحَّ تَسميته بتفسير أهل البيت (عليهم السلام) .

………………………………………………………………………………………

[۱] راجع ص ۳۱۲ ج ۱ حديث ۸۳ عن سليمان بن خالد وذكرها في البحار ج ۶۷/۵ والبرهان ج۴۶۳/۱.

نشر في الصفحات 21-13 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد الأول

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *