فاطمة (ع) أمّ المصیبة
2018-05-21
فاطمة (ع) اُمّ الأئمّة (ع)
2018-05-21

 

11-فاطمة (ع) اُمّ الشّفاعة

ألفطم في اللّغة معناه الفصل.

و الفطام هو فصل الولد عن الرّضاع.

و فاطمٌ و فاطمة هي الّتي تفصل شخصاً عن شيء .

ففاطمة (ع) سمّیت فاطمة لأنّها تفصل وُلدها و محبّیها عن النّار یوم القیامة .

و جاء ذلك في حدیث صحیح مسند عن رسول ﷲ (ص) حیث قال :

«إنّ ﷲ فطمها و ولدها و محبّیهم عن النّار».

رویٰ ذلك الکثیرون و منهم المناوي في فیض القدیر ( ج:1 ص:168)

و رویٰ القندوزي في ینابیع المودّة (ص:194) بأسناده عن الإمام عليّ الرّضا (ع) مرفوعاً :

«إنّ ﷲ تعالیٰ فطم أبنتي فاطمة و ولدها و من اُحبّهم عن النّار فلذلك سمّیت فاطمة ».

و بدیهيٌّ أنّها سوف تفطم من ترید فصله عن النّار و نجاته من العذاب یوم القیامة بشفاعتها إلیٰﷲ له .

و حتميٌّ ویقینيٌّ أنّ ﷲ سبحانه جعل لنبیّه مقام الشّفاعة بنصّ القرآن لقوله :

« عسیٰ ربّك أن یجعل لك مقاماً محموداً ».

و المقام المحمود هو مقام الأستشفاع عند ﷲ یوم القیامة و إمتیار الشّفاعة له ، ثمّ لقوله تعالیٰ إیضاً :

« و لسوف یُعطیك ربّك فترضیٰ ».

فیشفع رسول ﷲ (ص) عند ﷲ و یُشفّع حتّیٰ یرضیٰ .

و کذلك لقوله تعالیٰ :

« و لو أنّهم جاؤوك فاستغفروا ﷲ و استغفر لهم الرّسولُ لوجدوا لوجدوا ﷲ توّاباً رحیماً ».

فضمن ﷲ سبحانه لمن یستغفر له الرّسول من ﷲ أنّه یتوب علیه و یرحمه فینجو بشفاعة رسول ﷲ (ص) من العذاب و العقاب .

فهذا بنصّ القرآن ، و السّتّة قد أکّدت بالنّسبة إلیٰ الشّفاعة لمحمّدٍ و آله صلّیٰﷲ علیهم أجمعین یوم القیامة و العقل إیضاً یساعد علیه کما قال الشّاعر :

ألف عینٍ لأجل عین تُکرم .

و بدیهيُّ إنّ الشّفاعة لا تنال من لا یرتضیٰﷲ دینه لقوله تعالیٰ :
﴿ و لا یشفعون إلاّ لمن ارتضیٰ﴾ أی لمن ارتضیٰﷲ دینه فلا یستحقّها إلاّ من کمل دینه بولایة محمّد و آل محمّد (ص).

و بعد ثبوت الشّفاعة لرسول ﷲ (ص) تثبت الشّفاعة لفاطمة الزّهرآء (ع) شفیعة یوم الجزآء بنصٍّ منه أنّه شفیعٌ لمن تشفع له فاطمة (ع) ففاطمة هي اُمّ الشّفاعة یوم القیامة .

و قد صرّح رسول ﷲ (ص) بشأن فاطمة (ع) و بعلها وبنیها بقوله :

« معرفة آل محمّد براءةُ من النّار و حبّ آل محمّد جوازٌ علیٰ الصّراط »

و بقوله (ص) :
« ألزموا مودّتنا أهل البیت فأنّه من لقیٰﷲ عزّوجلّ و هو یودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا ، و الّذی نفسي بیده لا ینفع عبداً عمله إلاّ بمعرفة حقّنا ».

و بقوله (ص) :

« أنا و أهل بیتي شجرةٌ في الجنّة و أغصانها في الدّنیا فمن تمسّك بنا إتّخذ إلیٰ ربّه سبیلاً » .

و قوله (ص) حینما کان آخذاً بید الحسن و الحسین (ع) :

« من أحبّني و أحبّ هذین و أباهما و اُمّها کان معي في درجتي یوم القیامة ».

و قوله (ص) لعليٍّ (ع) :

« أنت و شیعتك تأتي یوم القیامة أنت و هم راضین و مرضییّن …».

و قال إیضاً لعليٍّ (ع) کما  جآء في مجمع الزّوائد (ج:1 ص:173) :

« کأنّ بك و أنت علیٰ حوضي تذود عنه النّاس و إنّ علیه لأباریق مثل عدد نجوم السّمآء و إنّي و أنت و الحسن و الحسین و فاطمة و عقیل و جعفر في الجنّة إخواناً علیٰ سررٍ متقابلین أنت معي و شیعتك في الجنّة ».

و ناهیك عن مقام فاطمة (ع) عند ﷲ و قرب منزلتها منه فهي حبیبة ﷲ و حبیبة رسوله وصیّة و حبیبة

أولیاءه ، فمن المستحیل أن لا تُقبل شفاعتها لشیعتها غداً .

و کم لفاطمة المظلومة من وسائلٍ للشّفاعة إلیٰﷲ یوم القیامة سویٰ مؤهّلاتها الذّاتیّة من عبادتتها خالصةً لله و مُخلصة و هجرتها في سبیل ﷲ و دفاعها عن ولی ﷲ ، فمظلومیّتها بغصب إرثها و منع نحلتها و کسر ضلعها و إحراق دارها و إستشهادها ، فمن تلك الوسائل للشّفاعة عند ﷲ غداً و هي وسائل غیر مردودة قطعاً طفلها المقتول محسناً أوّلاً ثمّ دموعها الغزیرة الّتي جمعتها في قارورةٍ و أوصت بدفنها معها ثانیاً ثم ّأولادها الشّهداء یوم عاشوراء عُطاشاً بکربلاء ثالثاً .

و کذا اکبر ولدها الحسن الزّکي المتقطّع بالسّم .

ثمّ إسارة بناتها و کریماتها و فلذة أکبادها بالطّفّ زینب و اُمّ کلثوم و سایر حرم أهل البیت و سبیّهنّ بأشد حالة مفجعة من کربلاء إلیٰ کوفة و منها إلیٰ الشّام ، ثمّ إستشهاد الطفلة الریئة رقیّة في خرابات الشّام و دفنها هناك .

و لعمري لو لم یکن لفاطمة المظلومة وسیلةً غداً سویٰ الطّفلین محسناً و رضیع الحسین المذبوح من الورید إلیٰ الورید و هو یتلظّیٰ عطشاً لکفاها وسیلةً .

فکیف بأنّها سوف تتقدّم للشّفاعة إلیٰﷲ برؤوس الشّهداء في الکربلاء و کفّی أبي فضل العبّاس و خضر الحسین و ثوب الحسین إضافةً علیٰ ذلك ، و بعد ذلك کلّة فإنّ لفاطمة المظلومة زوجاً هو قسیم الجنّة و النّار و هو الشّفیع الثّاني بعد رسول ﷲ (ص) والدها فیدخل کلّ من تشفع له الزّهراء الجنّة .

و لکی نعرف جزاءاً من عظمة مقام الزّهراء شفیعة یوم الجزاء عند ﷲ لا بدّ أن نتصفّح الأحادیث و الروایات الواردة عن رسول ﷲ (ص) و الأئمّة نتصفّح الأحادیث و الرّوایات الواردة عن رسول ﷲ (ص) و الأئمّة المعصومین علیهم السّلام في شأنها یوم القیامة و إمتیازاتها علیٰ سائر البشر !!!

فمن ذلك ما رواه الفریقان العامّة و الشّیعة في کتبهم عن عليٍّ علیه السّلام عن النّبي (ص) إنّه قال :

«إذا کان یوم القیامة نادیٰ منادٍ من وراء الححب غضوا أبصارکم حتّیٰ تجوز فاطمة بنت محمّد (ص) علیٰ الصّراط».

و عن عليٍّ عن رسول ﷲ (ص) أنّه قال :

« تحشر ابنتي فاطمة یوم القیامة و معها ثیاب مصبوغة بالدّماء تتعلّق بقائمة العرش تقول :
یا حاکم اُحکم بینی وبین من قتل ولدي ، فیحکم ﷲ لإبنتي و ربّ الکعبة ».

و عن عليٍّ (ع) إیضاً عن رسول ﷲ (ص) أنّه قال :

« إذا کان یوم القیامة نادیٰ منادٍ من بطنان العرش : یا أهل المحشر غضّوا أبصارکم لتجوز فاطمة بنت محمّد مع قمیصٍ مخصوبٍ بدم الحسین فتحتوي علیٰ ساق العرش فتقول :
أنت الجبّار العدل إقض بیني و بین من قتل ولدي فیقضي ﷲ لبنتي و ربّ العکبة .
ثمّ تقول :
اللّهم شفّعنیٰ فیمن بکیٰ علیٰ مصیبُته فیُشفّعها ﷲ فیهم ».

و رویٰ القندوزي الحنفي في کتاب ینابیع المودّة ( ص:310) عن عليٍّ أمیرالمؤمنین عن رسول ﷲ (ص) قال :

« إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها ﷲ تعالیٰ و ذرّیّتها علیٰ النّار ».

و عنه إیضاً قال رسول ﷲ (ص) :

« إنّما سمّیت إبنتي فاطمة لأنّ ﷲ فطمها و فطم محّبیها من النّار ».

و رویٰفي ( ص:372) أیضاً ، أخرج أبوبکر في الغیلانیّات عن أبي أیّوب الأنصاري مرفوعاً : إذا کان یوم القیامة نادیٰ مناد من بطنان العرش :

یا أهل الجمع نکّسوا رؤوسکم و غضّوا أبصارکم حتّیٰ تمرّ فاطمة بنت محمّد علیٰ الصّراط فتمرّ مع سبعین ألف جاریة من حور العین کمرّ البراق .

و أخرج أبوبکر أیضاً عن أبي شریرة مرفوعاً :
إذا کان یوم القیامة یُنادي منادٍ من بطنان العرش :

أیّها النّاس غضّوا أبصارکم حتّیٰ تجوز فاطمة علیٰ الصّراط إلیٰ الجنّة .

أقول : هذا النّداء بغضّ الأبصار خاصٌّ لمن لم یکن من ذرّیّتها نسباً أولم یکن من محارمها حسباً أو مصاهرةً ، فلا یحلّ النّظر إلیها له شرعاً .

و أمّا أولادها و ذرّیّتها و نحن منهم و الحمد لله فیجوز لهم مشاهدة جمال طلعتها و نورها ، و سنشرّف بزیارتها و رؤیتها غداً إنشاء ﷲ بفضله و منّه و کرمه.

و رویٰ الشّیخ الخزّاز القمّي في کفایة الأثر بأسناده عن أبي ذر الصّدّیق قال :

دخلتُ علیٰ رسول ﷲ (ص) في مرضه الّذي توفّي فیه فقال : یا أباذر إبتني بإبنتي فاطمة ، قال : فقمتُ و دخلتُ علیها و قلتُ : یا سیّدة النّسوان أجیبي أباك !!

قال : فلبست جلبابها و اتّزرت و خرجت حتّیٰ دخلت علیٰ رسول ﷲ(ص) فلمّا رأت رسول ﷲ (ص) إنکبّت علیه و بکت و بکیٰ رسول ﷲ (ص) لبکائها و ضمّها إلیه ثمّ قال :

« یا فاطمة لا تبکین فداك أبوك فأنت أوّل من تلحقین بي مظلومة مغصوبة و سوف تظهر بعدي حسیکة النّفاق و یُسمل جلباب الدّین و أنتِ أوّل من یرد علیّ الحوض !! ».

قالت : « یا أبة أین ألقاك ؟ »

قال (ص) : « تلقیني عند الحوض و أنا أسقي شیعتكِ و محبّیكِ و أطرد أعداءكِ و مبغضیكِ».

قالت : « یا رسول ﷲ (ص) فإن لم ألقاك عند الحوض ؟ ».

قال (ص) : «تلقیني عند المیزان».

قالت : « یا أبة و إن لم ألقاك عند المیزان ؟».

قال (ص) : « تلقیني عند الصّراط و أنا أقول : سلّم ، سلّم ، شیعة عليٍّ ».

قال أبوذر : فسکن قلبها ،…ألخ .

و قد صدق أبوذر فهو الصّدّیق الّذي قال فیه رسول ﷲ (ص) ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء ذي لهجة أصدق من أبي ذر فهو کان حاضراً هذا المشهد فشاهد سکون الزّهراء باُمّ عینه حینما وثقت و اطمأنّت بأنّها و أباها سلام ﷲ علیهما لهما الشّفاعة لشیعة عليٍّ یوم القیامة .

و رویٰ إبن صبّاغ المالکي في الفصول المهمّة (ص:131) قال :

و إیضاً رویٰ الأصبغ ابن نباتة عن أبي أیّوب الأنصاري قال :

قال رسول ﷲ (ص) :

« إذا کان یوم القیامة جمع ﷲ الأوّلین و الآخرین في صعیدٍ واحد ثمّ یُنادي منادٍ من بطنان العرش إنّ الجلیل جلّ جلاله یقول :
نکّسوا رؤوسکم وغضّوا أبصارکم فإنّ هذه فاطمةٌ بنت محمّد (ص) ترید أن تمرّ علیٰ الصّراط ».

و روی في المستدرك بین الصّحیحین (ج:3 ص:152) و رویٰ الدّمیري في حیاة الحیوان (ج:1 ص:117) بأسناده عن أبي هریرة قال :

قال رسول ﷲ (ص) :

« تُبعث الأنبیاء یوم القیامة علیٰ الدّواب لیُوافوا بالمؤمنین من قومهم المحشر و یُبعث صالح علیٰ ناقته و ابعث علی البراق خطوها عند أقصیٰ طرفها و تُبعث فاطمةٌ أمامي ».

و رویٰ إیضاً في (ج:1 ص:161) بأسناده عن أبي جحیفة عن عليٍّ قال النّبي (ص) :

« إذا کان یوم القیامة قیل : یا أهل الجمع غضّوا أبصارکم و تمرّ فاطمة بنت رسول ﷲ (ص) فتمرّ و علیها ریطتان خضراوان ».

و رویٰ إبن حجر بأسناده عن سوید ابن عمر قال : قال رسول ﷲ (ص) :

«حوضي أشرب منه یوم القیامة و من اتّبعني من الأنبیاء و یبعث ﷲ ناقة ثمودٍ لصالح فیحلبها فیشربها و الّذین آمنوا معه حتّیٰ یُوافي بها الموقف و لها رغاء ، و إبنتي فاطمة علیٰ العضباء و أنا علیٰ البراق ».

و رویٰ إبن حجر في لسان المیزان (ج:4 ص:399) بأسناده عن عليّ بن أبي طالب (ع) ، أنّه قال : قال رسول ﷲ (ص) :

« إذا کان یوم القیامة حملتُ علیٰ البراق و حملت فاطمة علیٰ ناقتي العضباء و حمل بلال علی ناقةٍ من نوق الجنّة و هو یقول : ألله أکبر إلیٰ آخر الأذان یسمع الخلائق » .

و رویٰ في تهذیب تاریخ دمشق (ج:3 ص:311) قال إبن عساکر : أخرج الحافظ و الخطیب عن أبي هریرة أنّه

قال : قال رسول ﷲ (ص) :

« تُبعث الأنبیاء علیٰ الدّواب ویبعث ﷲ صالحاً علیٰ ناقته کیما یوافي المؤمنین من أصحابه المحشر ، و یبعث إبنی فاطمة الحسن و الحسین علیٰ ناقتین و عليّ بن أبي طالب علیٰ ناقتي و أنا علیٰ البراق و یبعث بلال علیٰ ناقة إلخ ».

و رویٰ محبّ الدّین الطّبري في ذخائر العقبیٰ (ص:48) قال : رویٰ الخوارزمي بأسناده عن عليّ بن موسیٰ الرّضا (ع) :
« حدّثني أبي موسیٰ بن جعفر حدّثني أبي جعفر بن محمّد حدّثني أبي محمّد بن علي حدّثني أبي عليّ بن الحسین حدّثني أبي الحسین بن علي حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب علیهم السّلام قال : قال رسول ﷲ (ص) :

تحشر إبنتي فاطمة علیها حلّة کرامة قد عجنت بماء الحیوان فتنظر إلیها الخلائق فیتعجّبون منها ، ثمّ تکسیٰ حلّةً من حلل الجنّة و هي ألف حلّة مکتوب علیٰ کلّ حلّة بخطٍّ أخضر :

أدخلوا إبنة محمّد الجنّة علیٰ أحسن الصّورة و أحسن الکرامة و أحسن المنظر ، فتُزفّ إلیٰ الجنّة کما تُزفّ العروس و یُوکّل بها سبعون ألف جاریة ».

هذه الأحادیث قد روتها العامّة في شأن فاطمة بنت رسول ﷲ (ص) و بضعة ، و مقامها عند ﷲ یوم القیامة و کلّها تُبشّر بأنّها ستکون شفیعة یوم الجزاء و اُمّ الشّفاعة .

و اُمّا الأحادیث عن طرق الشّیعة فکثیرة جدّاً و هي فوق التٌواتر ذکرها العلماء في کتبهم و منهم الشّیخ المجلسي (ق) في کتاب بحار الأنوار (ج:8 ص:34) حتّیٰ : (ص:57).

و قد إخترتُ هنا ما یلي :

روی فرات الکو في تفسیرة (ص:97) بأسناده عن جعفر بن محمّد عن أبیه محمّد بن علي (ع) قال : قال رسول ﷲ (ص) :

« إذا کان یوم القیامة نادیٰ مناد بطنان العرش یا معشر الخلائق غضّوا أبصارکم حتّیٰ تمر بنت حبیب ﷲ (ص) إلیٰ قصرها ،
فتمرّ إبنتي فاطمة علیها ریطتان خضراوان حوالیها سبعون ألف حوراء فإذا بلغت إلیٰ باب قصرها وجدت الحسن قائماً و الحسین نائماً مقطوع الرّأس ،
فتقول للحسنمن هذا ؟
فیقول أخي ، إنّ اُمّة أبیكِ قتلوه و قطّعوا رأسه ،
فیأتیها النّداء من عند ﷲ : یا بنت حبیب ﷲ أنّما أریتكِ ما فعلت به اُمّة أبیكِ لأنّي إدّخرت لكِ عندي تعزیة بمصیبتك فیه و إنّي جعلتُ تعزیتكِ الیوم أنّي لا أنظر في محاسبة العباد حتّیٰ تدخلي الجنّة أنتِ و ذرّیّتكِ و شیعتكِ و من أولادکم معروفاً ممّن لیس هو من شیعتكِ قبل أن أنظر في محاسبة العباد ، فتدخل إبنتي الجنّة و ذرّیّتها و شیعتها و من أولادها معروفاً ممّن لیس من شیعتها فهو قول ﷲ عزّوجلّ :
لا یحزنهم الفزع الأکبر .
قال : هو یوم القیامة و هم فیما اشتهت أنفسهم خالدون ، هي و ﷲ فاطمة و ذرّیّتها و شیعتها و من أولاهم معروفاً لیس هو من شیعتها ».

و رویٰ البحراني في تفسیره البرهان عند تفسیر هذه الآیة الشّریفة عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا حمید بن زیاد بأسناده یرفعه إلیٰ أبي جمیلة عن عمرو بن رشید عن أبي جعفر (ع) أنّه قال في حدیث :

« أنّ رسول ﷲ (ص) قال إنّ علیّاً وشیعته یوم القیامةُ علیٰ کثبان المسك الأذفر یفزع النّاس و لا بفزعون و یحزن النّاس و لا یحزنون و هو قول ﷲ عزّوجلّ :
﴿  لا یحزنهم الفزع الأکبر و تتلقّاهم الملائکة هذا یومکم الّذي کنتم توعدون ﴾».

و رویٰ ایضاً في تفسیر قوله تعالیٰ :

﴿  إنّ الّذین سبقت لهم منّا الحسنیٰ اُولٰئك عنها مبعدون ﴾.

عن إبن بابویة قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ما جیلویه بأسناده عن جمیل بن درّاج عن أبان بن تغلب قال : قال أبوعبدﷲ (ع) :

« یبعث ﷲ شیعتنا یوم القیامة علیٰ ما فیهم من ذنوبٍ و عیوبٍ مبیضّة مسفرةً وجوههم ، مستورةً عوراتهم آمنةً روعاتهم قد سهلت لهم الموارد و ذهب عنهم الشّدائد یرکبون نوقاً من یاقوت فلایزالون یدورون خلال الجنّة علیهم شراكٌ من نور یتلألأ ، توضع لهم الموائد فلایزالون یطعمون و النّاس في الحساب ».

و بدیهي إنّ کلّ ذلك الفضل علیهم هو بفضل شفاعة فاطمة و عليّ و ولدهما (ع) لهم !! و ذلك لمحبّتهم إیّاهم و تمسّکهم بولایتهم .

فقد رویٰ البحراني إیضاً في تفسیره في ذیل الآیة الشّریفة : ﴿  من جاء بالحسنة فله خیرٌ … منها و من جاء بالسّیّئة … إلخ ﴾ عن محمّد بن العبّاس قال :

حدّثنا عليّ بن عبدﷲ عن إبراهیم بن محمّد الثّقفي عن إبن جبلّة الکناني عن سلام بن أبي حمزة الخراساني عن أبي الجارود عن أبي عبدﷲ الجدلي قال :

« قال لي أمیرالمؤمنین علیه السّلام ألا اُخبرك بالحسنة الّتي من جاء بها فله خیرُ منها و هم من فزعٍ یومئذٍ آمنون و من جاء بالسّیّئة فکبّت وجوههم في النّار ؟؟
قلتُ نعم یا أمیرالمؤمنین .
قال : ألحسنة حبّنا أهل البیت و السّیّئة بغضنا أهل البیت ».

و رویٰ إیضاً في تفسیره ذیل آیة المبارکة :﴿  لا یملکون الشّفاعة إلاّٰ من اتّخذ عند ﷲ عهداً ﴾ عن علي بن إبراهیم قال حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبیدﷲ بن موسیٰ عن الحسن بن أبي حمزة عن أبیه عن أبي بصیر عن أبي عبدﷲ علیه السّلام في قوله تعالیٰ :

﴿  لا یملکون الشّفاعة إلاّٰ من اتّخذ عند الرّحمن عهداً ﴾
« إلاّٰ من أذن له بولایة عليٍّ أمیرالمؤمنین و الأئمّة من بعده فهو العهد عند ﷲ».

و رویٰ إیضاً في تفسیرة ذیل الآیة الشریفة قوله تعالیٰ :

﴿  و إنّي لغفّارٌ لمن تاب و آمن و عمل صالحاً ثمّ اهتدیٰ﴾

عن محمّد بن العبّاس قال حدّثنا عليّ بن عبّاس البلخی قال حدّثنا عبّاد بن یعقوب عن عليّ بن هاشم عن جابر بن الحرّ عن جابر الجعفي عن أبي جعفر علیه السّلام ، في قوله تعالیٰ _ الآیة _ قال : « إلیٰ ولایة أمیرالمؤمنین (ع) ».

و رویٰ إیضاً في ذلیل الایة الکریمة :

﴿  فما لنا من شافعین ﴾.

عن البرقي عن إبن سیف عن أخیه عن أبیه عن عبدالکریم بن عمر و عن سلیمان بن خالدٍ قال : کنّا عند أبي عبدﷲ (ع) فقرأ : ﴿  فما لنا من شافعین ﴾ و قال :

« و ﷲ لنشفعنّ و ﷲ لنشفعنّ و ﷲ لنشفعنّ ثلاثاً ، و لتشفعنّ شیعتنا ثلاثاً ، حتّیٰ یقول عدوّنا فمالنا من شافعین و لا صدیقٍ حمیم » .

ثمّ روی إیضاً في ذلیل الایة الشّریفة قوله تعالیٰ :

﴿  إنّها لإحدی الکُبر ﴾

عن عليّ بن إبراهیم قال أخبرنا الحسین بن محمّد عن معلّیٰ بن محمّد عن الحسن بن علي الوشّا عن محمّد بن الفضیل عن أبي حمزة أبي جعفر (ع) في قوله تعالیٰ : ﴿  إنّها لإحدیٰ الکبر نذیراً للبشیر ﴾ قال :

« یعني فاطمة (ع) ».

و رویٰ الشّیخ عبدﷲ البحراني في عوالم العلوم (ص:47) بأسناده عن إبن عبّاس قال : إنّ رسول ﷲ (ص) کان جالساً ذات یوم و عنده علي و فاطمة و الحسن و الحسین (ع) فقال :

« اللّهمّ إنّك تعلم أنّ هؤلاء أهل بیتی و أکرم النّاس علیّ فأحبَّ من أحبّهم و أبغض من أبغضهم و وال من والاهم و عاد من عاداهم و أعِن من أعانهم و اجعلهم مطهّرین من کلّ رجسٍ معصومین من کلّ ذنبٍ و أیّدهم بروح القدس منك ».

ثمّ قال (ص) : « یا علي أنت أمام اُمّتی و خلیفتي علیها بعدی و أنت قائد المؤمنین إلیٰ الجنّة و کأنّي أنظر إلیٰ إبنتي فاطمة قد أقبلت یوم القیامة علیٰ نجیبٍ من نور عن یمینها سبعون ألف ملك و خلفها سبعون ألف ملك تقود مؤمنات اُمّتي إلیٰ الجنّة فأیُّما إمرأةٍ صلّت في الیوم و اللّیلة خمس صلوات و صامت شهر رمضان و حجّت بیت ﷲ الحرام و زکّت مالها و أطاعت زوجها و والت علیّاً بعدي دخلت الجنّة بشفاعة إبنتي فاطمة ، و إنّها لسیّدة نساء العالمین ».

فقیل یا رسول ﷲ (ص) ، أهي سیّدة نساء عالمها ؟ فقال (ص) :

« ذلك لمریم بنت عمران فأمّا إبنتي فاطمة فهي سیّدة نساء العالمین من الأوّلین و الآخرین و إنّها لتقوم في محرابها فیسلّم علیها سبعون ألف ملك من الملائکة المقرّبین و یُنادوها بما نادت به الملائکة مریم فیقولون : یا فاطمة إنّ ﷲاصطفاكِ و طهّرکِ و اصطفاکِ علیٰ نساء العالمین » .

ثمّ التفت إلی عليٍّ (ع) فقال :

« یا عليّ إنّ فاطمة بضعةٌ منّي و هي نور عیني و ثمرة فؤادي یسوؤني ما ساءها و یسرّني ما سرّها و إنّها أوّل من یلحقني من أهل بیتي فأحسن إلیها بعدي ، و أمّا الحسن و الحسین فهما إبنای و ریحانتای و هما سیّدا شباب أهل الجنّة .

فالیُکرما فیکونا علیك کسمعك و بصرك

ثمّ رفع (ص) یده إلیٰ السّماء فقال :

« أللّهمّ إنّي اُشهدك أنّي محبٌّ لمن أحبّهم و مبغضٌ لمن أبغضهم و سلمٌ لمن سالمهم و حربُ لمن حاربهم و عدوُّ لمن عاداهم و وليٌّ لمن والاهم ».

و رویٰ محمّد بن جریر الطبري في دلائل الإمامة عن الشّریف أبومحمّد الحسن بن أحمد النّقیب قال : أخبرني أبوعبدﷲ محمّد بن أحمد الصّفوانی قال : حدّثنا أبوأحمد عبدالعزیز بن یحییٰ الجلودي قال حدّثنا محّد بن سهل قال :

حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسین قال : حدّثني عليّ بن جعفر بن محمّد عن أخیه موسیٰ بن جعفر (ع) عن أبیه جعفر بن محمّد (ع) عن أبیه عن جدّه عليّ بن الحسین عن أبیه الحسین بن عليّ عن جدّه عليّ بن أبي طالب (ع) عن النّبي (ص) قال :

« إذا کان یوم القیامة نادیٰ مناد یا معشر الخلائق غضّوا أبصارکم و نکّسوا رؤوسکم حتّیٰ تمرّ فاطمة بنت محمّد فتکون أوّل من یُکسا و تستقبلها من الفردوس إثناعشر ألف حوراء و خمسون ألف ملك علیٰ نجائب من الیاقوت أجنحتها و أزمّتها اللؤلؤ الرّبط رکبها من زبرجدٍ علیها رحلٌ من الدّر علیٰ کلّ رحلٍ نمرقة من سندسٍ حتّیٰ یجوزوا بها الصّراط و یأتوابها الفردوس ،
فیتباشر بمجیئها أهل الجنان فتجلس علیٰ کرسيٍّ من نورٍ یجلسون حولها و هي جنّة الفردوس الّتي سقفها عرش الرّحمن و فیها قصران ، قصرُ أبیض و قصرٌ أصفر من لؤلؤة علیٰ عرقٍ واحد ،
في القصر الأبیض سبعون ألف دار مساکن محمّد و آل محمّد و في القصر الأبیض سبعون ألف دار مساکن إبراهیم و آل إبراهیم (ع) ،
ثمّ یبعث ﷲ ملکاً لها لم یبعث لأحدٍ قبلها و لا یُبعث لأحدٍ بعدها فیقول :
إنّ ربّکِ یقرأ علیکِ السّلام و یقول : سلیني !!
فتقول (ع) : هو السّلام و منه السّلام قد أتمّ نعمته و هنّأني کرامته و أباحني جنّته و فضّلني علیٰ سائر خلقه أسأله وُلدي و ذرّیّتي و من ودّهم بعدي و حفظهم فییّ ،
فیوحیٰﷲ إلیٰ ذلك الملك من غیر أن یزول من مکانه :
أخبرها أنّي قد شفّعتها في ولدها و ذرّیّتها و من ودّهم فیها و حفظهم بعدها ،
فتقول : الحمد لله الّذي أذهب عنّا الحزن و أقرّ عیني ».

فیقرّ ﷲ بذلك عین محمّد و أخیراً رویٰ صاحب کشف الغمّة (ج:1 ص:467) عن الصّادق جعفر بن محمّد (ع) قال رسول ﷲ (ص) :

« إنّ ﷲ لیغضب لغضب فاطمة و یرضیٰ لرضاها ».

فعلیٰ هذا إذا کان ﷲ یرضیٰ لفاطمة أن تشفع لجمیع شیعتها و محبّیها فتدخلهم الجنّة معها ففاطمة هي اُمّ الشّفاعة حقّاً .

اللّهمّ لاتحرمنا شفاعة الزّهراء بیوم الجزاء .

و علیك أخي القاریء العزیز أن تکون من شیعة الزّهراء و محبّیها لکی تحظیٰبشفاعتها یوم القیامة ، یوم الحسرة و النّدامة یوم لا ینفع مالٌ و لا بنون إلاّٰ من أتیٰﷲ بقلبٍ سلیم مملوء بحبّ فاطمة و علي و ذرّیّتهما .

و تعال معي یا أخي فلنتوسّل إلیٰﷲ بحبیبته الزّهراء شفیعة یوم الجزاء و نخاطبها قائلین:

« یا وجیهة عند ﷲ إشفعي لنا عند ﷲ».

أللّهمّ إنّي إستشفع بفاطمة و أبیها و بعلها و بنیها لدیك فتقبّل شفاعتهم .

أللّهمّ إنّي لو وجدتُ أقرب إلیك من محمّدٍ و آله (ع) لجعلتهم شفعائي

فبحقّهم أستشفع

فتقبّل شفاعتهم لي.


نشر في الصفحات 197-183 من كتاب قدیسة الاسلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *