فاطمة (ع) اُمّ الشّفاعة
2018-05-21
الإمام حسن بن عليّ العسکريّ (ع)
2018-05-29

 

12-فاطمة (ع) اُمّ الأئمّة (ع)

و بالتّالي فاُمّ أبیها أی أنّها اُمٌّ لسلالة النّبيّ و ذرّیّته الأئمّة المعصومین و أولاده الطّاهرین صلوات ﷲ علیهم أجمعین فإنّ الإمامة هي إستمرارٌ للنّبوّة و إنّ الأئمّة المعصومین (ع) کانوا مثال الرّسالة المحمّدیّة کاملاً فکما أنّ النّبوّة هي واجبةٌ باللّطف الإلٰهي فکذلك الإمامة هي واجبةٌ باللّطف لذلك هي جعلیّةٌ من قِبله و لیست بالخیرة و الإنتخاب فکما أنّ ﷲ تعالیٰ یختار للنّبوّة من یُرید فکذلك و یختار للإمامة من یشآء و ما کان لهم ألخیرة من أمرهم .

فعلیٰ ذلك بما أنّ فاطمة (ع) هي اُمّ الأئمّة المعصومین فهي اُمّ أبیها ، إذ الإمامة فرعٌ للنّبوّة ، و الأئمّة بعد عليٍّ (ع) هم الحسن و الحسین و التّسعة من وُلد الحسین (ع) و آخرهم إمام زماننا الإمام الثّاني عشر المهدي المنتظر (ع).

و أمّا الآیات النّازلة بشأنهم فهي کثیرةٌ جدّاً اُشیر إلیٰ بعضٍ منها موجزاً کما ذکرتها في تفسیري ففي آیةٍ یُسلّم علیهم سبحانه قائلاً :

﴿ سلامٌ علیٰ آل یاسین ﴾

و یاسین هو محمّد و الأئمّة آل محمّد (ص) و في اُخریٰ یُفضّلهم علیٰ العالمین بقوله:

﴿  و فضّلنا آل عمران علیٰ العالمین ﴾

و عمران إسم أبي طالب والد عليٍ (ع) و تارةً یُسمّیهم أهل البیت فیقول :

﴿  إنّما یُرید ﷲ لیُذهب عنکم الرّجس أهل البیت و یُطهّرکم تطهیراً ﴾

و مرّةً یُلقّبهم باولی الأمر فیخاطبنا :

﴿  أطیعوا اﷲ و أطیعوا الرّسول و أولی الأمر منکم﴾

فتوجب طاعتهم و بآیةٍ ینعتهم الأبرار :

﴿  إنّ الأبرار یشربون من کأسٍ کان مزاجها کافوراً﴾

و آیةٌ اُخریٰ تصفهم بالقربیٰ :

﴿ قل لا أسئلکم علیه أجراً إلاّٰ المودّة في القربیٰ ﴾

فتوجب مودّتهم و في سورة الحمد یقول :

﴿ صراط الّذین أنعمت علیهم ﴾

فنعرف أنّهم الّذین أنعم ﷲ علیهم بالولایة . و في آیةٍ اُخریٰ سمّاهم أئمّة :

﴿  و جعلناهم أئمّةً یهدون بأمرنا و أوحینا إلیهم فعل الخیرات ﴾

و في آیةٍ اُخریٰ یأمرنا بالأخذ منهم :

﴿  فاسألوا أهل الذکر إن کنتم لا تعلمون ﴾

و تأتي آیةً اُخریٰ تنعتهم أنّهم الرّاسخون في العلم :

﴿  و الرّاسخون في العلم یقولون ربّنا … إلخ ﴾

و تارةً اُخریٰ وصفهم اﷲ بالصّدق قائلاً :

﴿  و کونوا مع الصّادقین ﴾

و هم محمّد و آله الطّاهرین سلام ﷲ علیهم أجمعین . ثمّ یکنّیٰ عنهم ربّهم بأنّهم رجالٌ و کیف و أیّ رجالٍ هم ، حیث یقول تعالیٰ:

﴿  یُسبّح له فیها بالغدوّ و الآصال رجالٌ لا تلهیهم تجارةُ و لا بیعُ عن ذکر ﷲو إقام الصّلاة و إیتاء الزّکاة یخافون یوماً تتقلّب فیها القلوب و الأبصار لیجزي ﷲ الصّادقین بصدقهم … إلخ ﴾

و في اُخریٰ یقول :

﴿ رجالٌ صدقوا ما عاهدوا ﷲ علیهفمنهم من قضیٰ نحبه و منهم من ینتظر و ما بدّلوا تبدیلاً ﴾

فقد قضیٰ نحبه منهم أحد عشر إماماً و قد بقی المهدي ینتظر و هو المنتظر عجّل ﷲ تعالیٰ ظهوره .

و أمّا أولاد فاطمة الزّهراء غیر الحسنین فهم ألسّیّدة العقیلة زینب سلام ﷲعلیها و السّیّدة اُمّ کلثوم (ع) و الشّهید بین الحائط و الباب محسن السّقط ألّذي قتله عمر بن الخطّاب حینما هجم علیٰ باب دار فاطمة فلمّا أحسّ بها خلف الباب وضع رجله علی الباب حتّیٰ دخل مسمار الباب في صدرها فألقت محسناً من ذلك . و رقیّة الّتي توفیت في الطّفولة و قد اتهمها الأعدآء بالزّواج من قاتل امّها .

و الّذي یجب الإشارة هنا عن السّیّدة عقیلة الهاشمیین زینب بنت أمیرالمؤمنین سلام ﷲ علیها و علیٰ أبیها المظلوم أنّها عاشت مصائب جدّها رسول ﷲ(ص) و اُمّها المظلومة الشّهیدة من بعده و هی طفلة و عاشت مصائب شهادة والدها أمیرالمؤمنین (ع) و أخیها الحسن (ع) و واقعة الطّفّ و مصیبة عاشوارء الحسین و أبناءه و إخوته أصحابه و قدّمت ولدیها شهیدین بین یدی الحسین (ع) یوم عاشوراء في کربلاء ثمّ قامت بمسؤلیّة رعایة شؤون الأسریٰ من أهل البیت بما فیهم الإمام زین العابدین عليّ بن الحسین السّجّاد (ع) و إبنه باقر علوم النّبیّین محمّد بن علي (ع) و الحرائر من بنات عليٍّ و زهراء و الحسن و الحسین عقیل و جعفر و مسلم و الأطفال الصّغار طیلة أیّام الأسر من کربلاء إلیٰ الکوفة و من الکوفة إلیٰ الشّام و من الشّام إلیٰ کربلاء و من کربلاء إلیٰ المدینة المنوّرة و ما أعظمها من مسؤولیّة فکانت نائبة الحسین (ع) حقّاً و قد أثبتت بصبرها و شجاعتها و بلاغتها و حکمتها أنّ الحقّ مع عليٍّ و الحسین (ع) و أنّ الباطل الأموي سینحدر ، فأحیت دماء الشّهداء بکربلاء و نصرت الإسلام و القرآن بعد أن صرّح یزید بقوله:

لعبت هاشم بالملك فلا

خبرٌ جاء و لاوحیٌ نزل

ففضحت یزید و الأمویّین إلیٰ الأبد .

و أمّا الملحوظة الهامّة الّتي یجب أن اُشیر إلیها السّیّدة رقیّة ، هي التّهمة الرّخیصة الّتي إتّهمها به الحاقدون المعاندون من أنّها تزوّجت من قاتل اُمّها و هذا ما لا یصدّقه العقل و الشّرع إذ أنّها کانت تعلم علم الیقین بأنّ اُمّها الصّدّیقة الطّاهرة قضت نحبها و هي غاضبةٌ علیه و تعلم إیضاً أنّها قضت نحبها علیٰ أثر ضربة قنفذ غلامه فکیف یصدّق العاقل أن ترضیٰ البنت من الزّواج مع قاتل اُمّها ؟؟

ثمّ أنّه لا یجوز شرعاً أن یزوّج علي (ع) (رقیه) مع عدم رضاها منه إذ أنّ ذلك هو السّفاح فالنّکاح في الشّرع یشترط فیه رضا الزّوجة قطعاً ثمّ إنّ التّحقیق التّاریخي یثبت أنّ رقیّة کانت وقتئذٍ صغیرة و في سن الثّامنة من عمرها و لم تك في سنّ الإزدواج ففریة تزویج رقیّة من قاتل اُمّها لیست إلاّٰ من إختلاق أعداء فاطمة الصّدّیقة و عليّ أمیرالمؤمنین (ع) بغیة تدنیس سمعة أهل البیت و خدش کرامتهم و جلب الفخر و الشّرف عن طریق الإنتساب لقاتل الزّهراء و هذا ما یحکم علیه العقل و الشّرع بالبطلان .

و أمّا مواقف السّیّدة العقیلة زینب البطولیّة و هي بطلة کربلاء و بطلة الإسلام و خطبتها في الکوفة و الشّام عند طواغیت بني اُمیّة کإبن زیاد و یزید بن معاویة و حزبهم فحدّث عنها و لا حرج فکأنّها والدها عليّ یخطب بالفصاحة و البلاغة و الشّجاعة فسلام ﷲ علیها فهي بنت الشّهید و اُخت الشّهداء و اُمّ الشّهداء و عمّة الشّهداء فسلام ﷲ علیها .

و أمّا الأحادیث الواردة عن رسول ﷲ (ص) بشأن أهل البیت (ع) فهي کثیرةٌ إیضاً و أکتفي هنا بالإشارة إلیٰ بعضها موجزاً و کلّ ما أذکره هو بالإسناد المتّصل عن رسول ﷲ (ص) و قد رواها العامّة و الشّیعة في کتبهم و أثبتها الشّیخ الأمیني في الغدیر في (ج:2) و (ج:3) و (ج:4) و (ج:6) و (ج:8) و (ج:10) فراجع إن شئت .

فنسمع رسول ﷲ (ص) یقول فیهم :

« إنّي مخلّفٌ فیکم الثّقلین کتاب ﷲ و عترتي أهل بیتي ما إن تمسٌکتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً »

ثمّ یقول فیهم : « مثل أهل بیتي کسفینة نوح من رکبها نجیٰ و من تخلّف عنها غرق و هویٰ».

و تازةً یقول : « أهل بیتي کباب حطّة بني اسرائیل ».

و مرّةً یقول : « أثبتکم علیٰ الصّراط أشدّکم حبّاً علیٰ أهل بیتي ».

و في حدیثٍ آخرٍ قال : « إنّ ﷲ جعل أجري علیکم ألمودّة في أهل بیتي ».

و في حدیثٍ غیره یقول : « أهل بیتي أمانٌ لاُمّتي ».

و في کلامٍ یأمرنا قائلاً : « ألزموا مودّتنا أهل البیت ».

و مرّةً یدعو و یقول : « أللّهمّ إنّهم منّي و أنا منهم ».

و تارةً یُصرّح فیقول : « لاٰ یبغضنا أهل البیت أحد إلاّٰ أدخله اللهُ النّار».

و مرّةً یقول : « فإنّهم مع الحقّ و الحق معهم ».

و في غیره یقول : « لا یحبّهم إلاّٰ سعید الجدّ طیّب المولد ».

و کذلك یُنادي : « ألا من مات علیٰ حبّ آل محمّد مات شهیداً ».

و في فضلهم یقول : « آل محمّد هم خیر البریّة ».

و في ثواب حبّهم یقول : « حبّ آل محمّد جوازٌ علیٰ الصّراط ».

و في معرفتهم یقول : « معرفة آل محمّد برائةُ من النّار ».

و لعمري لقد أتمّ رسول ﷲ (ص) الحجّة البالغة علیٰ الاُمّة و أمرهم بالتّمسّك بولایتهم و مودّتهم و طاعتهم و اجتناب مخالفتهم و معصیتهم فیجب علیٰ المسلمین جمیعاً أن یکونوا من شیعتهم .

و الحمد لله الّذي جعلنا من شیعتهم و موالیهم .

أللّهمّ ثبّتنا علیٰ ولایتهم في الدّنیا و الآخرة و لا تحرمنا شفاعتهم آمین .

فهذه بعض الأحادیث الواردة بشأن الأئمّة من آل محمّد صلوات ﷲ علیهم أجمعین ؛ فلنستعرض معاً أسماءهم و أحوالهم ؛ و قبل ذلك اُحبّ أن اُشیر إلیٰ قولهم سلام ﷲ علیهم :

« نحن حجج ﷲ علیٰ خلقه و فاطمة حجّة ﷲ علینا ».

لأنّها اُمّ الأئمّة فلولاها لما استمرّت الإمامة !!!

فأنا أروي بأسنادي المتّصلة إلی الشّیخ أبي القاسم عليّ بن محمّد بن علي الخزّاز الرّازي من علماءنا في القرن الرّابع الهجري ( رحمةﷲ ) بأسناده المذکورة في کتابه : « کفایة الأثر في النّصّ علیٰ الأئمّة الإثناعشر علیهم السّلام » عن إبن عبّاس حبر الاُمّة في حدیثٍ طویل ما ملخّصه إنّ نعثل الیهودي سأل النّبي (ص) قائلاً : فأخبرني عن وصیّك من هو ؟ فقال رسول ﷲ (ص) :

« نعم إنّ وصیّي و الخلیفة من بعدي عليّ بن أبي طالب (ع) و بعده سبطاه الحسن و الحسین تتلوهم تسعةٌ من صلب الحسین أئمّةً أبرار ».

قال : یا محمّد فسمّهم لي . قال :

« نعم إذا مضیٰ الحسین فإبنه علي ، فإذا مضیٰ فإبنه محمّد ، فإذا مضیٰ فإبنه جعفر ، فإذا مضیٰ فإبنه موسیٰ ، فإذا مضیٰ فإبنه علي ، فإذا مضیٰ علي فإبنه محمّد ، فإذا مضیٰ محمّد فإبنه علي ، فإذا مضیٰ علي فإبنه الحسن ، فإذا مضیٰ الحسن فبعده إبنه الحجّة بن الحسن بن عليٍّ علیهم السّلام فهذه إثنا عشر إماماً علیٰ عدد نقباء بني إسرائیل ».

إلیٰ أن قال (ص) :

« طوبیٰ لمن أحبّهم و طوبیٰ لمن تمسّك بهم و الویل لـمُبغضیهم ».

فانتفض نعثل و قام بین یدی رسول ﷲ (ص) و أنشأ یقول :

صلّیٰ العليّ ذوالعلیٰ

علیك یا خیر البشر

أنت النّبي المصطفیٰ

و الهاشميّ المفتخر

بك اهتدانا ربّنا

و فیك نرجوا ما أمر

و معشرٌ سمّیتهم

أئمّةٌ إثناعشر

حباهم ربّ العلیٰ

ثمّ صفاهم من کدر

قد فاز من والاهم

و خاب من عفیٰ الأثر

آخرهم یشفیٰ الضّمیٰ

و هو الإمام المنتظر

عترتك الأخیار لي

و التّابعون ما أمر

من کان عنکم معرضاً

فسوف یصلیٰ بسقر

و أروي إیضاً عنه بأسناده عن سلمان المحمّدي رضوان ﷲ علیه قال : قال رسول ﷲ (ص) :

« الأئمّة بعدي إثناعشر » ثمّ قال : « کلّهم من قریش ثمّ یخرج قائمنا فیشفي صدور قوم ٍمؤمنین ، ألا إنّهم أعلم منکم فلا تعلّموهم ، ألا إنّهم عترتی من لحمي و دمي ، ما بال أقوام یُؤذونني فیهم ؟ لا أنالهم ﷲ شفاعتي ». و أروي عنه إیضاً بسنده عن أبي هریرة قال : سألتُ رسول ﷲ (ص) عن قوله عزّوجلّ : ﴿  و جعلها کلمةً باقیةً في عقبه ﴾ ؟؟ قال (ص) :

« جعل الإمامة في عقب الحسین علیه السّلام یخرج من صلبه تسعة من الأئمّة و منهم مهديٌّ هذه الاُمّة » ثمّ قال (ص) : « لو أنّ رجلاً ضعن بین الرّکن و المقام ثمّ لقي ﷲ مبغضاً لأهل بیتي دخل النّار ».

و أمّا معرفة الأئمّة المعصومین علیهم السّلام بعد إمام الأوّلین و الآخرین أمیرالمؤمنین عليّ بن أبي طالب علیه آلاف التّحیّة و السّلام بأسماءهم و موالیدهم و وفیاتهم علی سبیل الأختصار کما یلي :


نشر في الصفحات 205-198 من كتاب قدیسة الاسلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *