فاطمة (ع) اُمّ التّطهیر و العصمة
2018-05-21
فاطمة اُمّ العفّة و الحیآء
2018-05-21

 

4-فاطمة (ع) اُمّ التّضحیة و الإیثار

کان رسول ﷲ (ص) مثال الإیثار و التّضحیة و من أبرز صفاته الإیثار و التّضیحة فکذلك کانت بضعته و قد نزل فیها  و بعلها و بنیها شهادة الوحی قوله تعالیٰ : ﴿  و یؤثرون علیٰ أنفسهم و لو کان بهم خصاصة ﴾ .

و کم مرّة فعلت فاطمة ذلك فذلك ما لا یحصیٰ ، فإنّها آثرت المسکینة علیٰ نفسها لیلة زفافها فخلعت ثوب العرس فأعطتها إیّاها ، ثمّ تصدّقت بقلادتها علیٰ الفقیر ثمّ آثرت علیٰ نفسها فقدّمت إفطارها ثلاثة أیّام متوالیة إلیٰ المسکین و الیتیم و الأسیر فأفطرت علیٰ الماء فقط ، و هکذا فعل عليُّ و تأسّی بهما الحسنین و اقتدت بهم الفضّة الخادمة حتّیٰ نزلت فیهم آیات هل أتیٰ و فیها :﴿  ویطعمون الطّعام علیٰ حبّه مسکیناً و یتیماً و أسیراً إنّما نُطعمکم لوجه ﷲ لا نرید منکم جزاءً و لا شکوراً …إلخ ﴾ ففاطمة هي اُمّ التّضحیة و اُمّ أبیها بالإیثار .

و قد ذکر ذلك جمیع المفسّرین من الفریقین العامّة و الشّیعة بالتّفصیل و أنا هنا أرویه عن تفسیري ( بعد حذف المقدّمة ) :

فأصبحوا صیاماً و لیس عندهم طعاماً فانطلق عليُّ إلیٰ جار له من الیهود یقال له شمعون یعالج الصوف فقال له : هل لك أن تعطیني جزّة من صوف تغزلها لك بنت محمّد بثلاثة أصوع من شعیر ؟ قال نعم فأعطاه فجاء بالصوف و الشّعیر فأخبر فاطمة فقبلت و أطاعت ثم ّغزلت تلك الصوف و أخذت صاعاً من الشّعیر فطحنته و عجنته خبرته خمسة أقراص لکلّ واحد قرص و صلّی علي مع النّبي (ص) المغرب ثمّ أتیٰ فوضع الخوان فجلسوا فحینما کسر عليّ أوّل لقمة إذا بمسکین واقف بالباب فقال : ألسّلام علیکم یا أهل بیت محمّد ، أنا مسکینُ من مساکین المسلمین أطعموني ممّا تأکلون أطعمکم ﷲ من موائد الجنّة فوضع عليُّ اللّقمة من یده ثمّ قال : فاطم ذات المجد و الیقین – یا بنت خیر النّاس أجمعین – أما ترین البائس المسکین – جاء إلیٰ الباب له حنین – کلّ بما یکسبه رهین .

فقالت فاطمة (ع) : أمرك سمع یابن عمّ و طاعة – مالي من لوم و لا ضراعة – غُذّیت باللّبّ و البراعة – أرجوا إذا أنفقت من مجاعة – أن ألحق الأبرار و الجماعة – و أدخل الجنّة في الشّفاعة .

فعمدت إلیٰ ما في الخوان فدفعته إلیٰ المسکین و با توا جیاعاً و أصبحوا صیاماً لم یذوقوا إلاّٰ الماء القراح ثمّ عمدت إلیٰ الثّلث الثّاني من الصّوف فغزلته ثمّ أخذت صاعاً و صلّی عليُّ المغرب  مع النّبي (ص) ثمّ أتیٰ منزله فلمّا وضعت الخوان و جلس سیّدنا عليّ (ع) و کسر أوّل لقمة إذاً بیتیمٍ من یتامیٰ المسلمین قد وقف علیٰ الباب و قال السّلام علیکم أهل بیت محمّد أنا یتیم من یتامیٰ المسکین أطعموني ممّا تأکلون أطعمکم ﷲ من موائد الجنّة ؛ فوضع عليّ اللّقمة من یده و قال : أفاطم بنت السّیّد الکریم – قد جاءنا اللهُ بذا الیتیم– من یطلب الیوم رضا الرّحیم – موعدة في جنّة النّعیم .

فأقبلت السّیّدة فاطمة (ع) و قالت : فسوف اُعطیه و لا ابالي – و اؤثر ﷲ علیٰ عیالي – أمسوا جیاعاً و هم أمثالي – أصغرهم یُقتل في القتال .

ثمّ عمدت إلیٰ جمیع ما کان في الخوان فأعطته الیتیم إیّاها وبا توا جیاعاً و لم یذوقوا إلاّٰ الماء القراح و أصبحوا صیاماً و عمدت فاطمة إلیٰ باقي الصّوف فغزلته و طحنت الصّاع الباقي و عجنته وخبزته خمسة أقراص لکلّ واحد قرص و صلّیٰ علي (ع) المغرب مع الرّسول ثمّ أتیٰ منزله فقرّبت إلیه الخوان فجلس و عندما بدأ یکسر أوّل لقمة إذا بأسیر من اُساریٰ الیهود بالباب فقال ألسّلام علیکم أهل بیت محمّد (ص) إنّ المسلمین أسرونا و قیّدونا و لم یُطعمونا فوضع عليُّ اللّقمة من یده و قال : فاطمة أبنة النّبيّ أحمد – بنت نبيٍّ سیّدٍ مسدّد – هذا أسیر جاء لیس یهتدي – مکبّل في قیده المقیّد – یشکوا إلینا الجوع و التّشدّد – من یُطعم الیوم یجده في غد – عند العليّ الواحد الموحّد – ما یزرع الزّراع یوماً یحصد .

فأقبلت فاطمة (ع) تقول : لم یبق ممـّا جاء غیر صاع – دبّرت کفّي مع الذّراع – و ابنای و ﷲ هما جیاعاً – یا ربّ لا تهلکهما ضیاعاً .

ثمّ عمدت إلیٰ ما في الخوان فأعطته أیّاه .


نشر في الصفحات 129-127 من كتاب قدیسة الاسلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *