کان رسول ﷲ (ص) مثالاً للحیاء و العفّة و کان یقول : « الحیاء من الایـمان و من لا حیاء له لا إیـمان له » و هکذا کانت الصّدّیقة الطّاهرة مثالاً للحیاء و العفّة ، عفیفة شریفة محصنة مصونة . و روي عن النّبي (ص) إنّه
قال : « إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم ﷲ ذرّیّتها علیٰ النّار » أخرجه الحاکم في المستدرك (ج:3 ص:152) و قال : هذا حدیث صحیح الأسناد .
و لحسّان بن ثابت کما رواه إبن شهراشوب في المناقل (ج:4 ص:24) هذین البیتین :
و إن مریم أحصنت فرجها
و جاءت بعیسیٰ کبدر الدّجی
فقد أحصنت فاطم بعدها
و جاءت بسبطیٰ نبيّ الهدی
و رویٰ الحافظ الکنجي الشّافعي في ذخائر العقبیٰ (ص:222) بأسناده عن حذیفة بن الیمان قال : قال رسول ﷲ (ص) :
و رویٰ المتّقي الهندي في إکماله في کنز العمّال (ج:6 ص:219) من طریق الطّبراني بلفظ :
و تتجلّیٰ عفّتها سلام ﷲ علیها حینما تجیب علیٰ سؤال عن ما یحسن بالمرأة ؟
فتجیت :
« أن لا تریٰ رجلاً و لا یراها رجل ».
وتتجلّیٰ عظمة عفّتها و زیادتها علیٰ عفّة سائر النّساء حینما یدخل الأعمی دارها فتتحجّب منه فیقال لها إنّه أعمیٰ لا یبصر أبداً فلماذا تتحجّبین منه ؟ تقول :
و لا ننسیٰ بأنّها حینما إجتمعوا علیٰ باب دارها لیُحرقوا علیها الدّار إستترت خلف الباب عن أنظار الرّجال و هذه منتهیٰ العفاف و لذلك عصروها بین الحائط و الباب و کسروا ضلعها و أسقطوا محسنها .
ثمّ حینما أتت إلیٰ مسجد رسول ﷲ (ص) لمطالبة حقّها أمرت النّساء بوضع ملاءة دونها في المسجد و ألقت خطبتها من وراء السّتار.
و أخیراً یمکننا أن نفهم إصرار الزّهراء علیٰ العفاف من وصیّتها بأن یوضع علیٰ جنازتا نعشاً یستر حجم جثتها ! و قد صنع لها ذلك مع أن تشبیعها کان لیلاً حسب وصیّتها و لم یشهدها المهاجرون و الأنصار و لم یشیّعها سویٰ زوجها و أبناءها و من خلفهم عبدﷲ بن عبّاس و الفضل و سلمان المحمّدي و أبوذر الغفاري و عمّار بن یاسر و المقداد بن أسود و عبدﷲ بن مسعود و حذیفة بن الیمان فقط !.
نشر في الصفحات 131-130 من كتاب قدیسة الاسلام