فاطمة (ع) اُمّ الاُمّـــــــــــــــــــــــة

فاطمة (ع) اُمّ الرّسالة
2018-05-21
فاطمة (ع) اُمّ التّطهیر و العصمة
2018-05-21

 

2- فاطمة (ع) اُمّ الاُمّـــــــــــــــــــــــة

فکما أنّ رسول ﷲ (ص) هو و عليُّ أبوا هذه الاُمّة کما صرّح بذلك مخاطباً علیّاً قائلاً : « یا علي أنا و أنت أبوا هذه الاُمّة » فإنّ فاطمة الزّهراء سلام ﷲ علیها تکون اُمّ الاُمّة الإسلامیّة لأنّ النّبي (ص) حینما یُخاطبها باُمّ أبیها یجعل لها مقام الاُمومة لمن هو أب للاُمّة فبالتّالي تکون اُمّ الأب اُمّاً قطعاً للاُمّة الإسلامیّة .

و لعمري لئن کانت زوجات النّبي یلقّبن باُمّهات المؤمنین فقط فإنّ فاطمة (ع) لها مقام الاُمومة علیٰ جمیع المسلمین بما فیهم رسولهم العظیم لذلك سمّاها سیّدة نساء العالمین من الأوّلین و الآخرین فهي سیّدة اُمّهات المؤمنین بما فیهنّ خدیجة اُمّ المؤمنین اُمّها !!

و إذا کانت مریم سیّدة نساء بني إسرائیل و سیّدة نساء عالمها فإنّ فاطمة البتول الحوراء (ع) أفضل منها فهي سیّدة النّساء علیٰ الإطلاق و تفتخر مریم بخدمتها .

إن قیل حوّا قلت فاطمة فخرها

إن قیل مریم قلت فاطمة أفضل

و قد نصّ الباري عزّ و جلّ علیها في آیة المباهلة حیث فال تعالیٰ :

﴿ قل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءکم و نساءنا و نساءکم … إلخ﴾

و هل کان من النّساء مع النّبي في المباهلة غیر فاطمة (ع) ؟ کلاّ .

فقد أجمع المحدّثون و الرّوات و المفسّرون و المورّخون من الفریقین العامّة و الشّیعة أنّ النّبي (ص) لم یُحضر من النّساء غیر فاطمة سلام ﷲ علیها فهي سیّدة النّساء المقصودة في الآیة مع أنّ النّبي (ص) کان متزوّجاً بعدّةٍ من النّساء و مع وجود نساء هاشمیّات أخریٰ في أرحامه فتلك فضیلةُ خاصّة بسیّدة النّساء إذ هي المعصومة الوحیدة في النّساء ، المطهّرة بأیة التّطهیر و هي اُمّ أبیها و سیّدة اُمّهات المؤمنین و نسآء العالم أجمعین من الأوّلین و الآخرین .

و إذا کانت سیّدة النّحل لها الإمارة علیٰ جمیع النّحل بمشیّة ﷲ و قدرته و الکلّ من هذه الحشرة مطیع لسیّدة النّحل و هي ملکة النّحل و مخاطبة بقوله تعالیٰ :

«و أوحینا إلیٰ النّحل أن اتّخذي من الجبال بیوتاً » ، فتتحرّك بوحی ﷲ فتتبعها رعیّتها من النّحل ، فکذلك فإنّ سیّدة النّسآء لمقام اُمومتها علیٰ الاُمّة فهي ملکة الإسلام و یجب أن تطاع و تُتّبع و هي الأمیره علینا لا کسائر الأمیرات فإنّها سیّدة الأمیرات و کلّهنّ و صیفات لها ، کما أنّ زوجها هو أمیرالمؤمنین وحده و لا أمیر سواه فهي بحقٍّ قدّیسة المسلمین فکما أنّ مریم (ع) هي قدّیسة النّصاری فلابدّ للمسلمین من قدّیسة تکون قدوةً لنساءهم و رجالهم فلیست غیر فاطمة (ع) فهي قدّیسة الإسلام لوحدها إذ أنّها الاُنثیٰ الوحیدة الّتي شملتها آیة الـمُباهلة و نصّ ﷲ سبحانه علیها بقوله : ﴿  و نساءنا و نساءکم ﴾ و هي المرأة الوحیدة الّتي جاء بها رسول ﷲ (ص) في المباهلیة فهي قطعاً مستجابة الدّعوة و هي الاُنثیٰ في القمّة في الفضائل الإنسانیّةو هي الصّدّیقة الطّاهرة القدّیسة فلیس في الاُمّة من یدانیها في الفضل و الفضیلة و یجاریها في العصمة فهي انموذج للمرأة الکاملة المسلمة فکانت تمثُل جمیع نساء الاُمة بما فیهنّ اُمّهات المؤمنین الطّاهرات کاُمّ سلمة و غیرها فهي لذلك اُمّ الاُمّة ، فکان یقصد النّبي (ص)من وصفها باُمّ أبیها أنّها سلام ﷲ علیها اُمّ الاُمّة الإسلامیّة و قدّیسة الإسلام لوحدها فقط .

لذلك فإنّي أقول : کما أنّ طاعة الاُمّ واجبة علیٰ أولادها فکذلك فإنّ طاعة الصّدّیقة القدّیسة کانت واجبة علیٰ الاُمّة و بما أنّ المسلمین في عصرها خذلوها و لم یطیعوها فقد نالوا العقوق و لیس حزاء العقوق للاُمّ إلاّٰ عذاب الحریق في جهنّم بئس المصیر .

فإذا کانت زوجات رسول ﷲ (ص) یکتسبن بسبب الزّواج مع رسول ﷲ (ص) حرمة اُمومة المؤمنین فقط لکن بنت النّبي (ص) کانت لها بالنّسب منه (ص) فضیلة الاُمومة له و للاُمّة و مجرّد الإرتباط بالسّبب لا یوجب فضیلة لأیّة إمرأةٍ مطلقاً فالقرآن یصرّح بالنّسبة إلیٰ بعض أزواج الأنبیاء سلام ﷲ علیهم بالخیانة فیقول تعالیٰ :

﴿  کانتا تحت عبدین من عبادنا صالحین فخانتاهما ﴾ ، فزوجة نوح و زوجة لوط و أمثالهما من زوجات نبیّنا لم یکتسبن عصمة بالزّواج من الأنبیاء ، و لکنّ الصّدّیقة الطّاهرة فاطمة الزّهراء سلام ﷲ علیها شهد لها ﷲ و رسوله بالعصمة و الطّهارة فنالت بذلك فضیلة الاُمومة للاُمّة و لأبیها (ص) .


نشر في الصفحات 122-120 من كتاب قدیسة الاسلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *