فاطمة (ع) اُمّ الأئمّة (ع)
2018-05-21
الإمام عليّ بن محمّدٍ الهادي (ع)
2018-05-29

 

10-الإمام حسن بن عليّ العسکريّ (ع)

هو الإمام الحادي عشر الحسن بن عليٍّ الزّکيّ العسکريّ (ع) .

و لد یوم الثّامن من ربیع الثّانيّ في سنة إثنین و ثلاثین و مائتین في المدینة المنوّرة یوم الجمعة و والدته العظیمة إسمها سوسن و تکنّي حدیثه إی شابّة جمیلة و کانت من الصّالحات العارفات .

تحمّل أعباء الإمامة بعد أبیه مباشرةً بنصّ منهٌ و من آبائه و النّبيّ (ص) و کان بعض النّاس یظنّ الإمامة في أخیه محمّد – سبع الدّجیل – و عندما توفّی محمّد قال له والده : یا بنیّ أحدث لله شکراً فقد أحدث فیك أمراً ، یقصد (ع) بأنّ ﷲ سبحانه إقتضت حکمته و مشیّته لرفع الإختلاف من الشّیعة و إثبات إمامة العسکريّ أن یتوفّیٰ محمّد إلیه حتّیٰ تنقل الإمامة العسکريّ بلا منازع .

عاش الإمام العسکريّ (ع) ثمان و عشرون سنة فقط فقد استشهد مسموماً علیٰ ید المعتمد العبّاسيّ لعنة ﷲ علیه یوم الثّامن من ربیع الأوّل سنة ستّین و مائتین و صلّیٰ علیه ولده الإمام المهديّ (ع) و دفن عند والده (ع) .

و رویٰ الحضرمّی الشّافعيّ عن روض الرّیاحین للیافعی عن بهلول أنّه قال للعسکريّ و هو شابٌّ :

أی بُني أراك حکیماً فعظني فأنشأ یعظه :

«غفلت و حادی الموت في أثري یحدو

و إن لم أرح یوماً و لا بدّ أن أغدوا

اُنعّم جسمي باللّباس و لینه

و لیس لجسمي من لباس البلیٰ بدّ

کأنّي به قد مرّ في برزخ البلاء

و من فوقه ردم ومن تحته لحد

و قد ذهبت عنّي المحاسن و انمحت

و لم یبق فوق العظم لحم و لا جلد

أریٰ العمر قد ولّیٰ و لم اُدرك المنیٰ

و لیس معي زادٌ و في سفري بعد

و قد کنت جاهرت المهیمن عاصیاً

و أحدث أحداثاً و لیس لهاودّ

و أرخیت دون النّاس ستراً من الحیا

و ما خفت من سرّي غداً عنده یبدو

بلیٰ خفته لکنّ وثقت بحلمه

و أن لیس یعفو غیره فله الحمد

فلو لم یکن شیءٌ سویٰ الموت و البلیٰ

و لم یك من ربّي و عیدٌ و لا وعد

لکان لنا في الموت شغلاً و في البلیٰ

عن اللّهو لکن زال عن رأینا الرّشد

عسیٰ غافر الزّلاّت یغفر زلّةً

فقد یغفر المولیٰ إذا أذنب العبد

أیا عبد سوءٍ خنت مولاك عهده

کذلك عبد السّوء لیس له عهد

فکیف إذا أحرقت بالنّار جثّةً

و نارك لا یقویٰ لها الحجر الصّلد

أنا الفرد عند الموت و الفرد في البلیٰ

اُبعث فرداً فارحم الفرد یا فرد »

و کم لإمامنا الحسن العسکريّ (ع) معاجز و کرامات دوّنها الأولیاء و الأعدآء و الشّیعة و السّنّة ؟!

فمن ذلك ما رواه صاحب أعلام الوریٰ عن الطّبرسي بإسناده عن أبی هاشم قال :

کنت غداة عند أبي محمّد (ع) فاستؤذن لرجلٍ من أهل الیمن فأذن له فإذا هو رجلٌ جمیلٌ طویل جسیم فسلّم علیه بالولایة فردّ علیه بالقبول و أمره بالجلوس فجلس إلیٰ جنبي ، فقلت في نفسي : لیت شعري من هذا ؟ فقال أبومحمّد (ع) : هذا من ولد الأعرابیّة صاحبة الحصاة الّتي طبع آبائي علیها ثمّ قال : هاتها ُ، فأخرج حصاةً و في جانبٍ منها  موضعٌ أملس ، فأخذها و أخرج خاتمه فطبع فیها فانطبع و کأنّي أقرأ الخاتم السّاعة ، ( ألحسن بن عليّ ) فقلت للیمانی: رأیته قبل هذا ؟ فقال : لا و ﷲ و إنّي منذ دهرٍ حریص علیٰ رؤیته حتّیٰ کان السّاعة ، أتاني شابٌ لست أراه قال : قم فادخل فدخلت ، فنهض و هو یقول : رحمة ﷲ و برکاته علیکم أهل البیت إنّه حمیدٌ مجیدٌ ذرّیّة بعضها من بعض ، أشهد أنّ حقّك لواجب کوجوب حقّ أمیرالمؤمنین و الأئمّة من بعده صلوات ﷲ علیهم أجمعین و إلیك إنتهت الحکمة و الإمامة و أنّك ولیّ ﷲ الّذي لا غذر لأحدٍ في الجهل به فسألت عن إسمه ؟ فقال :

إسمي مهجع بن صلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن اُمّ غانم و هي الأعرابیّة الیمانیّة صاحبة الحصاة الّتي ختم فیها أمیرالمؤمنین (ع) .

قال أبوهاشم الجعفري في ذلك :

بدرب الحصیٰ مولیًٰ لنا یختم الحصی

له ﷲ أصفیٰ بالدّلیل و أخلصا

و أعطاه آیات الإمامة کلّها

کموسیٰ و فلق البحر و الید و العصا

و ما قمّص ﷲ النّبییّن حجّةً

و معجزةً إلاّ الوصییّن قمّصا

و إن کنت مرتاباً بذاك فقصره

من الأمر أن تتلو الدّلیل و تفحصا

و رویٰ الشّیخ الکلیني في اُصول الکافي عن أبي هاشم الجعفزي قال : شکوت إلیٰ أبي محمّد ضیق الحبس و کتل القید ، فکتب إليّ أنت تصلّی الیوم ألظّهر في منزلك ، فأخرجت في وقت الظّهر فصلّیت في منزلي کما قال (ع) و کنت مضیّفاً فأردت أن أطلب منه دنابیر في الکتاب فاستحییت ، فلمّا صرت إلیٰ منزلي وجّه إلیّ بمائة دینارو کتب إليّ إذا کانت لك حاجةً فلا تستحیي و لا تحتشم و اطلبها فإنّك تریٰ ما تحبّ إن شآءالله .

و رویٰ إیضاً عن محمّد بن علي بن إبراهیم بن موسیٰ بن جعفر (ع) قال :

ضاق بنا الأمر فقال لي أبي : إمض بنا حتّیٰ نصیر إلیٰ هذا الرّجل یعني أبامحمّد ، فإنّه قد وصف عنه سماحةٌ ، فقلت: تعرفه ؟ ما أعرفه و ما رأیته قطّ ، قال :

فقصدناه ، فقال لي أبي و هو في طریقه : ما أحوجنا إلیٰ أن یأمر لنا بخمسمائة درهم ، مائتا درهم للکسوة و مائتا درهم للدّین ، و مائة درهم للنّفقة ، فقلت في نفسي : لیته أمر لي بثلاثمائة درهم ، مائة درهم أشتري بها حماراً و مائة للنّفقة و مائة للکسوة و أخرج إلیٰ الجبل ، قال : فلمّا وافینا الباب خرج إلینا غلامه فقال : یدخل عليّ بن إبراهیم و محمّد إبنه ، فلمّا دخلنا علیه و سلّمنا قال لأبي : یا عليّ ما خلّفك عنّا إلیٰ هذا الوقت ؟؟ فقال یا سیّد إستحییت أن ألقاك علیٰ هذه الحال فلمّا خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرّةً فقال : هذه خمسمائة درهم مائتان للکسوة و مائتان للدّین و مائة للنّفقة ، و أعطاني صرّة فقال : هذه فثلاثمائة درهم إجعل مائة في ثمن حمار و مائة للکسوة و مادة للنّفقة و لا تخرج إلیٰ الجبل … ألخ .


نشر في الصفحات 249-244 من كتاب قدیسة الاسلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *