فاطمة اُمّ التّربیة
2018-05-21
فاطمة اُمّ البلاغة
2018-05-21

 

8-فاطمة اُمّ المعجزة

فکما أنّ رسول ﷲ (ص) کان صاحب المعجزات فهکذا کانت الصّدّیقة الطّاهرة فاطمة (ع) اُمّ المعجزة و قد سبق في الحدیث عن ولادتها تکلّمها في بطن اُمّها فکانت تحدّثها و تؤنسها .

و المعجزة الاُخریٰ لفاطمة (ع) هي معجزة الرّحی ، رویٰ الطّبري في دلائل الإمامة (ص:48) بأسناده عن محمّد بن علي بن حسین بن علي (ع) قال :

« بعث رسول ﷲ (ص) سلمان إلیٰ منزل فاطمة بحاجة ، قال : فوقفت بالباب وقفة حتّیٰ سلّمت فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جُوّا – الدّاخل – و الرّحیٰ تدور من برّا– السّاحة – و ما عندها من أنیس ، فعدت إلیٰ رسول ﷲ (ص) فقلت یا رسول ﷲ (ص) رأیت أمراً عظیماً .
فقال هیه یا سلمان تکلّم بما رأیت و سمعت ، قلت وقفت بباب إبنتك و سلّمت فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوّا و الرّحیٰ تدور بّراً و ما عندها أنیس ، فتبسّم (ص) و قال : یا سلمان إنّ ابنتي فاطمة ملأ ﷲ قلبها و جوارحها إیـماناً إلی مشاشها فتفرّغت إلیٰ طاعة ﷲ فبعث ملکاً إسمه رونائیل یُدیر لها الرّحیٰ و کفاها مؤنة الدّنیا مع مؤنة الآخرة » .

فهذه أقل معجزة لفاطمة (ع) و ما أکثر معجزاتها .

و معجزةً اُخریٰ رواها الطّبري إیضاً (ص:48) بأسناده عن حذیفة الیمان قال

« لـمّا خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلیٰ النّبي (ص) أرسل معه النّجاشي قدحاً من غالیة و قطیفة منسوجة بالذّهب هدیّة إلیٰ النّبي (ص) فلمّا قدم جعفر و النّبي في خیبر أتاه جعفر بالهدیّة القدح و القطیفة فقال النّبي (ص) :
لأدفعنّ هذه القطیفة إلیٰ رجل یُحبّ ﷲ و رسوله و یحبّه ﷲ و رسول فمدّ أصحاب النّبي أعناقهم إلیها فقال النّبي : أین عليّ ؟
فلمّا جاءه قال یا علي خذ هذه القطیفة إلیك ، فأخذها ، و أمهل حتّیٰ إذ قدم المدینة انطلق إلیٰ البقیع و هو سوق المدینة فأمر صایغاً ففصل القطیفة سلکاً سلکاً فباع الذّهب و کان ألف مثقال و فرّقه علی الفقراء المهاجرین و الأنصار و رجع إلیٰ منزله و لم یبق له من الذّهب شيء لا قلیل و لا کثیر ، فلقیه النّبي في نفرٍ من أصحابه منهم حذیفة و عمّار فقال یا علي إنّک أخذت بالأمس ألف مثقال فاجعل غدای الیوم و أصحابي عندك و لم یکن عليُّ یومئذٍ یرجع إلیٰ شيء من العروض من الذّهب و الفضّة فقال حیاءً و کرماً : نعم یا رسول ﷲ (ص) اُدخل أنت و أصحابك علیٰ الرّحب و السّعة فدخل النّبي و من معه ، قال حذیفة و کنّا خمسة نفر أنا و عمّار و سلمان و أبوذر و المقداد ، قال : فدخل علي علیٰ فاطمة یلتمس عندها زاداً فوجد في وسط البیت جفنةً من ثرید تفور و علیها عراق کثیراً و کأنّ رائحتها المسك فحملها علي و وضعها بین یدي النّبي فأکلنا و من حضر منها حتّیٰ شبعنا و لم ینقص منها شيء فقام النّبي (ص) علیٰ فاطمة فقال أنّی لكِ هذا الطّعام یا فاطمة ؟ فأجابته و نحن نسمع :
هو من عند ﷲ یرزق من یشاء بغیر حساب ، فخرج النّبي إلینا مستبشراً و هو یقول : ألحمد لله الّذي لم یُمتني حتّیٰ رأیتُ لإبنتي فاطمة ما رأیٰ زکریّاً لمریم کان اذا دخل علیها المحراب وجد عندها رزقاً فیقول لها یا مریم أنّیٰ لكِ هذا ؟ فتقول : هو من عند ﷲ یرزق من یشاء بغیر حساب ».

و أرویٰ بأسنادی المتّصلة إلیٰ السّیّد بن طاووس ما رواه في مهج الدّعوات بأسناده عن سلمان المحمّدیٰ قال :

خرجت من منزلي یوماً بعد وفات رسول ﷲ (ص) بعشرة أیّام فلقیني عليّ بن أبي طالب (ع) إبن عمّ رسول ﷲ (ص) فقال لي :

« یا سلمان جفوتنا بعد رسول ﷲ ، صلّي ﷲ علیه و آله ؟؟ »

فقلت : حبیبي أباالحسن ، مثلکم لا یجفیٰ ، غیر إنّ حزنی علیٰ رسول ﷲ(ص) طال ، فهو الّذي منعني من زیارتکم ، فقال علیه السّلام لي :

« یا سلمان إئت منزل فاطمة بنت رسول ﷲ صلّي ﷲ علیه و آله فإنّها إلیك مشتاقة ترید أن تتحفك بتحفة قد أتحفت بها من الجنّة » .

قلت لعليٍّ (ع) : قد اُتحفت فاطمة (ع) بشیءٍ من الجنّة بعد وفاة رسول ﷲ (ص) ؟؟

قال : « نعم بالأمس !! »

قال سلمان الفارسي : فهرولت إلیٰ منزل فاطمة (ع) بنت محمّد (ص) فإذا هي جالسة و علیها قطعة عبآء إذا خمرت رأسها إنجلیٰ ساقها و إذا غطّت ساقها إنکشفت رأسها فلمّا نظرت إليّ إعتجرت ثمّ قالت : « یا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي (ص) ؟؟ »

قلت : حبیبتي لم أجفکم ، قالت :

« فمه ؟ ، اجلس و اعقل ما أقول لك : إنّي کنت جالسة بالأمس في هذا المجلس و باب الدّار مغلق و أنا أتفکّر في انقطاع الوحي عنّا و انصراف الملائکة عن منزلنا فإذا إنفتح الباب من غیر أن یفتحه أحد فدخل عليّ ثلاث جوار لم یر الرّاؤُن بحسنهنّ و لا کهیئتهنّ و لا نضارة وجوههنّ و لا أزکیٰ من ریحهنّ فلمّا رأیتهنّ قمت إلیهنّ مستنکرة لهنّ فقلت : بأبي أنتنّ من أهل مکّة أم من أهل مدینة ؟؟
فقلن : یا بنت رسول ﷲ محمّد صلّي ﷲ علیه و آله و سلّم لسنا من أهل مکّة و لا من أهل المدینة و لا من أهل الأرض جمیعاً ، غیر أنّنا جوار من الحورالعین من دار السّلام أرسلنا ربّنا إلیك یا بنت محمّد (ص) إنّا إلیك مشتاقات .
فقلت للّتي أظنّ أنّها أکبر سنّاً : ما إسمك ؟ قالت مقدودة ، قلت : و لم سمّیت مقدودة ؟؟ ، قالت : خلقت لمقداد بن أسود الکندي صاحب رسول ﷲ (ص) .
فقلت للثّانیة : ما إسمك ؟ ، قالت : ذرّة ، قلت : و لم سمّیت ذرة و أنت في عیني نبیلة ؟ قالت : خلقت لأبي ذرّ الغفاري صاحب رسول ﷲ (ص) .
فقلت للثالثة : ما إسمك ؟ قالت سلمیٰ ، قلت : و لم سمّیت سلمیٰ ؟؟ ، قالت : أنا لسلمان الفارسي مولیٰ أبیك رسول ﷲ (ص) » .

قالت فاطمة (ع) : « ثمّ أخرجن لي رطباً أزرق کامثال الخشکنانج الکبار أبیض من الثّلج و أزکیٰ ریحاً من المسك الأذفر » .

فقالت : « یا سلمان أفطر علیه عشیّتك فإذا کان غداً فجئني بنواه » .

أو قالت : « عُجمَهُ » . قال سلمان : فأخذت الرّطب فما مررت بجمع من أصحاب رسول ﷲ (ص) إلاّ قالوا : یا سلمان معك مسك ؟؟ قلت : نعم ، فلمّا کان وقت الإفطار أفطرت علیه فلم أجد له عجماً و لا نویٰ فمضیت إلیٰ بنت رسول ﷲ (ص) في الیوم الثّاني فقلت لها (ع) : إنّي أفطرت علیٰ ما أتحفتني به فما وجدت له عجماً و لا نویٰ .

قالت : « یا سلمان و لم یکن له عجم و لا نویٰ و إنّما هو من نخل غرسه ﷲ في دارالسّلام » .


نشر في الصفحات 144-141 من كتاب قدیسة الاسلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *