سورة إبراهيم (ع)
2017-04-13
سورة المُدَّثِّر
2017-04-13

(71)
سورة يس

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ الأقدَس الأكمَل الأعظَم و بإسم رحمانيَّتي الشامِلَة لِخَلقي و رحيميَّتيَ‌ الخاصّةِ بعبادِيَ‌ المُؤمنين اُوحي إليك :

( يـٰس‌ )

يا سَيِّدَ الخلائِقِ أجمَعين و أشرَفَ المُرسَلين يا مُحمّد الصّادِقِ‌ الأمين (ص) يا حبيبي :

( والقرُآنِ الحَكيمِ‌ إنَّكَ لَمِنَ المُرسَلينَ عليٰ صِراطٍ مُستَقيمٍ )

قَسَماً بالقُرآنِ كَلامَ اللهِ و وَحيِهِ الحكيم المُشتَمِلِ عليٰ الحِكَمِ و الأحكامِ الحَكيمَةِ العقليَّةِ و العَمَليَّةِ‌ المَتينَةِ و المُحكَماتِ اُقسِمُ‌ إنَّكَ و جَميع المُرسَلين اُرسِلتُم عليٰ وِلايَةِ عليٍّ (ع) ألصِّراطِ المُستَقيمِ لِلّه ،

( تَنزيلُ العَزيزِ الرَّحيمِ لِتُنذِرَ قَوماً‌ ما اُنذِرَ آباؤهُم فَهُم غافِلون )

و اُقسِمُ بالقُرآنِ إنَّ وِلاءَ عليٍّ (ع) تَنزيلٌ و وَحيٌ مُنزَلٌ مِنَ اللهِ العَزيزِ الّذي أعَزَّ عليّاً (ع) والرَّحيمُ الّذي يَرحَمُكُم بِوِلايَتِهِ أنزَلَهُ لِتُنذِرَ قوماً مُنافِقينَ مِن قُريشٍ و أصحابكَ كما اُنذِرَ آباؤهُم المُشركينَ فَهُم غافِلونَ عَن وِلايَتِهِ ،

( لَقَد حَقَّ القَوْلُ عليٰ أكثَرِهِم فَهُم لا يُؤمِنون )

بالتأكيدِ بَعدَ إتمامِ الحُجَّةِ عليهِم و إنذارَهُم ثُمَّ عِدائَهُم لِعَليٍّ (ع) لَقَد حَقَّ و وَجَبَ الوَفاءُ بالقَوْلِ و الوَعيدِ و الإنذارِ بالعَذابِ عليٰ أكثَرِ أصحابِكَ فَهُم لا يُؤمِنونَ بِوِلايَتِهِ ،

(‌ إنّا جَعَلنا في أعناقِهِم أغلالاً فَهِيَ إليٰ الأذقانِ فَهُم مُقمَحون )

إنّا جَعَلنا بِبَيْعَةِ الغَديرِ في أعناقِهِم عُهوداً وَ مَواثيقَ بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) كالأغلالِ و القُيودِ و أحكَمنا عَقدَها كما تُعقَدُ أذقان الإبِل فَهُم بِبَيعَةِ الغديرِ مُلزَمونَ رَغماً لِآنافِهِم ،

( و جَعَلنا من بَيْنِ أيدِيهِم  سَدّاً و مِن خَلفِهِم سَدّاً فَأغشَيْناهُم فَهُم لا يُبصِرون )

و بِبَيعَةِ‌ الغَديرِ جَعَلنا مِن بَيْنِ أيدي أصحابِكَ سَدّاً يَمنَعُهُم مِنَ الفِرارِ مِن وِلايَتِه و مِن خَلفِهم أيضاً سَدّاً يَمنَعُهُم مِنَ الرُّجوعِ عَن وِلايَتِهِ فَأغشينا أعيُنَهُم بِغِشاءِ الجَهلِ فَهُم لا يُبصِرون طريقاً لِلفِرارِ مِنَ الحَقّ ،

( و سواءٌ عليهم ءَأنذَرتَهُم أم لَم تُنذِرهُم ؟؟ لا يُؤمِنون )

و سواءٌ عليٰ المُنافِقينَ مِن أصحابِكَ‌ و زَوْجاتِكَ أن تُنذِرهُم بالعَذابِ بِنَكثِ بَيْعَةِ‌ الغَديرِ أم لا تُنذِرهُم فَهُم لا يُؤمِنونَ بِقُلوبِهِم بِوِلايَةِ‌ عليٍّ (ع)

( إنّما تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكرَ و خَشِيَ الرَّحمٰنَ بالغَيْبِ فَبَشِّرهُ بِمَغفِرَةٍ‌ و أجرٍ كريم )

فَلَيْسَ إلاّ إنّما تُنذِرُ بإنذارِكَ و يَنتَفعُ بهِ مَنِ اتَّبَعَ الوَحيَ و ثَبَتَ عليٰ وِلايةِ عليٍّ (ع) و خافَ اللهَ و لم يَنكُث بَيعتَهُ فذلكَ بَشِّرهُ بمَغفِرةٍ من اللهِ و أجرٍ كريمٍ يوم القيامَة ،

( إنّا نَحنُ نُحيي المَوتيٰ . نَكتُبُ ما قَدّموا و آثارَهُم )

فَسواءٌ أنذَرتَهُم أم لا فإنّا نَحنُ‌ يوم المعادِ سَنُحيي المَوتيٰ ثانِيَةً‌ و نُحاسِبُهُم و نُجازيهِم و نَسألُهُم عَن وِلايَةِ عليٍّ (ع) و نَكتُبُ في صَحيفَةِ أعمالِهم ما قَدَّموا مِن عَمَلٍ و مِن آثارٍ في الدُّنيا ،

(‌ و كُلَّ شييءٍ أحصَيناهُ في إمامٍ مُبين )

و عِلم كُلّ شييءٍ في عالَمِ الوُجودِ و المُمكناتِ إنّا نَحنُ أحصَيْناهُ في عليٍّ إمامٍ مُبينٍ هُوَ بابُ مَدينَةِ عِلمِ النّبي (ص) ،

( ‌واضرِب لهُم مَثلاً أصحابَ القَريةِ إذ جاءَها المُرسَلون )

واضرِب لاُِمّتِكَ و قَومِكَ يا حبيبي مَثَلاً عليٰ دَعوَتِكَ لهُم لِوِلايَةِ عليٍّ (ع) قِصّة أصحاب قَريَةِ أنطاكِيَة حينما جاءَها المُرسَلون مِن قِبَلِ عيسيٰ بن مريم ،

( إذ أرسَلنا إليهِمُ اثنَيْن فَكَذّبوهُما فَعَزَّزنا بِثالِثٍ فقالوا إنّا إليكُم مُرسَلون )

إذ أرسَلنا إليهِمْ رَسولَيْنِ إثنَيْنِ هُما شَمعون و يُوحَنّا لِدَعوَتِهم فَكَذّبوهُما فَعَزَّز رِسالَتهما بِرَسولٍ ثالِثٍ هوُ بُولُس فقالوا لَهُم إنّا إليكُم مُرسَلونَ مِن جانِبِ عيسيٰ (ع) ،

( قالوا ما أنتُم إلاّ‌ بَشَرٌ مِثلنا و ما أنزَلَ الرّحمانُ مِن شييءٍ إن أنتُم إلاّ تَكذِبون )

قالوا أهلُ أنطاكِيَةَ لهُم لَستُم أنتُم إلاّ بَشَرٌ أمثالنا في الصّورَةِ‌ و الجِنس و ما أنزَلَ اللهُ ذوالرَّحمَةِ‌ الواسِعَةِ مِن وَحيٍ أو كِتابٍ عليكم إن أنتُم إلاّ ‌قَومٌ تَكذِبونَ علَينا ،

( قالوا رَبّنا يَعلَمُ انّا إليكُم لَمُرسَلونَ و ما علينا إلاّ البَلاغُ المُبين )

أجابوهُم الرُّسُلُ قالوا : رَبُّنا يعلَمُ أنّنا لا نَكذِبُ علَيكُمْ ، بَل إنّا إليكم مُرسَلونَ مِن جانِبِ عيسيٰ نَدعوكُم و لا يَخفيٰ عليهِ شيءٍ و ما علينا إلاّ البَلاغُ المُبين ،

( قالوا إنّا تَطَيَّرنا بِكُم لَئِن تَنتَهوا لَنَرجمنَّكُم و لَيَمَسَّنّكُم مِنّا عذابٌ أليمٌ )

قالوا لَهُم أهلُ أنطاكِيَةَ نَحنُ تَشآءَ منا بِمَقدَمِكُم إليٰ أنطاكِيَه لَئِن لَم تَمتَنِعوا مِن دَعوَتِكُم فبالتّأكيدِ سَنَرجُمكُم بالحِجارَةِ و لَيَنالُكُم مِنّا عذابٌ مُؤلِمٌ ،

( قالوا طائِرُكُم مَعَكُم أئِن ذُكِّرتُم بَل أنتُم قَومٌ مُسرِفون )

فَأجابوهُم الرُّسُلُ قالوا إنَّ شُؤمَكُم عليكُم و هُوَ مَعكُم و هُوَ كفرُهُم لو أنّكُم تَذَكَّرتُم و اتَّعظتُم بَل أنتُم قومٌ مُبالِغونَ في التَّشَؤّمِ مُسرِفونَ فيهِ ،

( و جآءَ مِن أقصيٰ المَدينَةِ رَجُلٌ يسعيٰ قالَ يا قومِ‌ اتّبعوا المُرسَلين )

و جآءَ مِن الأقصيٰ المُبارَكِ إليٰ مَدينَةِ أنطاكِيَه رَجُلٌ هُوَ أحَدُ الصِّدّيقينَ الثَّلاثَة هو حبيبُ النَّجارِ و الآخَران مُؤمِنُ آل فرعون و عليّ بن أبيطالب (ع) يَسعيٰ نَحوهُم قالَ يا قومِ اتَّبِعوا المُرسَلينَ إليكُم ،

( إتَّبِعوا مَن يَسألُكُم أجراً‌ و هُم مُهتَدون )

إتَّبِعوا يا أهلَ أنطاكيَِةَ مَن يدعوكُم إليٰ الإيمانِ و سعادَة الدُّنيا و الآخِره و لا يَسألكم أجرَةً عليٰ دَعَوتِهِ و هؤلاءِ الرُّسُل هُم مُهتَدونَ إليٰ الحَقِّ وَ يَهدونَ إليهِ ،

( و مالِيَ لا أعبُدُ الّذي فَطَرني و إليهِ تُرجَعون )

و أضافَ حبيبُ النّجارِ قائِلاً لَهُم بِسؤالٍ إستِنكارٍ مالِيَ لا أعبُدُ‌ الّذي خَلَقني و أوْجَدَني و صَوَّرَني فَهُوَ مَعبودي و أنا عَبدُهُ و إليهِ تُرجَعونَ بعدَ المَوْت ،

( ءَأتَّخِذُ مِن دونِهِ آلِهَةً إن يُرِدنِ الرَّحمانُ بِضُرٍّ لا تُغنِ عَنّي شَفاعتهم شيئاً و لا يُنقِذون )

هَل أتَّخِذُ وَ حاشايَ مِن دونِ اللهِ ربّي إلـٰهاً مَعبوداً و عليٰ فَرضِ ذلكَ لَو يُريدُني الرَّحمانُ بِضُرٍّ فالآلِهَةُ لا تُغنِ عَنّي شَفاعَتُهم لِدَفعِ الضُّرِّ شيئاً و لا يُنقِذوني مِن عَذابِه ،

( إنّي إذاً لَفي ضَلالٍ مُبينٍ إنّي آمَنتُ بِرَبّكُم فاسمَعون )

فَأضافَ حَبيبُ النَّجارِ قائِلاً لو أنّي أتَّخِذُ مِن دونِهِ آلِهَةً‌ إنّي إذاً لَفِي ضَلالٍ عَنِ‌ الحَقِّ و الهُديٰ بَيِّنٌ واضِحٌ إنّي آمَنتُ بِرَبّكم أيُّها الرُّسُلُ فاسمَعوني اُعلِنُ إيماني ،

( قَيلَ ادخُلِ الجَنَّة قالَ يالَيْتَ قَومي يَعلَمونَ بِما غَفَرلي رَبّي و جَعَلني مِنَ المُكرَمين )

فَلمّا تُوَفّيَ حَبيب قالَت لَهُ الملائِكَةُ اُدخُلِ الجَنّةَ قال حبيبٌ يالَيْتَ قَومي أهل أنطاكِيَة يعلَمونَ بِما غَفَرلي رَبّي و جَعَلني مِنَ المُكرَمين فَيُؤمِنون

(‌ و ما أنزَلنا عليٰ قومِه من بَعدهِ مِن جُندٍ مِنَ السماءِ و ما كُنّا مُنزِلين )

و حينما أرَدنا إهلاكَ أهلَ أنطاكِيَةَ مِن بَعدِ حبيبِ النَّجار ما أنزَلنا عليهِم مِنَ المَلائِكَةِ مِن جُندٍ مِنَ السَّماءِ تُحارِبُهُم و تُهلِكُهُم و ما كُنّا مُنزِلينَ المَلائِكَةَ إستِصغاراً لِشَأنِهم ،

( إن كانَت إلاّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإذا هُم خامِدون )

بَل حينَما أرَدنا إهلاكَهُم إن كانَت عُقوبَتهم إلاّ صَيحَةً واحِدةً مِن جَبرَئيل عليهِم و بِأثَرِها فإذا هُم خامِدونَ هَلكيٰ ،

( يا حَسرَةً‌ عليٰ العبادِ ما يأتيهِم من رسولٍ إلاّ كانوا بهِ يَستَهزِئون )‌

فَيَقولُ جَبرئيل يا حَسرَةً عليٰ العِبادِ الهَلكيٰ فَهَلاّ آمَنوا كَي لا يَهلِكوا إذ ما يَأتيهِم مِن رَسولٍ إلاّ كانوا بهِ يَستَهزِؤنَ بَدَلَ أن يُؤمِنون ،

( ألَم يَرَوْا كَم أهلَكنا قَبلَهُم مِنَ القُرونِ أنّهم إليهِم لا يَرجِعونَ و إن كُلٌ لَمّا جَميعٌ لَدَيْنا مُحضَرون )

فيا حبيبي نَسألُ إستِنكاراً ألَم يَرَوْا قَومكَ كَمْ أهلَكنا قَبلَهُم مِنَ القُرونِ المُهلَكَة أنّهم إليهم لا يَرجِعونَ بَعدَ الهَلاكِ و إن كانوا كُلّهم جميعاً لَدَيْنا يوم القيامَةِ مُحضَرون ،

( و آيةً‌ لهُمُ الأرضُ المَيتَةُ أحيَيناها و أخرَجنا مِنها حَبّاً فمِنهُ يأكلون )

و دَليلاً و بُرهاناً لهُم عليٰ ضَرورَةِ‌ وِلايَةِ عليٍّ (ع) و فائِدتها أنّ الأرضَ القاحِلَةَ أحيَيناها بالمَطَر و أخرَجنا مِنها بالزَّرعِ حَبّاً‌ فَمِنهُ يَأكُلون فكذلكَ نُحيي القُلوبَ بالوِلايَه ،

( و جَعَلنا فيها جنّاتٍ من نَخيلٍ و أعنابٍ و فَجَّرنا فيها مِنَ العُيون )

و جَعَلنا في الأرض بساتينَ و مَزارِع من نخيلِ التُّمورِ و أعنابٍ مُتَنَوِّعَةٍ و فَجَّرنا في الأرضِ مِنَ العُيونِ المُختَلِفَةِ النّابِعَةِ ،

( لِيَأكُلوا مِن ثَمَرِهِ و ما عَمِلَتهُ أيديهِم أفَلا يَشكُرون )

لِكَي يَأكُلوا مِن ثَمَرِ النَّخيلِ و الأعنابِ و مِن ثَمَرِ ما عَمِلَتهُ أيديهِم مِنَ الحَرثِ و السَّقي والزَّرعِ و الحَصْدِ أفَلا يَشكرونَ اللهَ عليٰ ذلكَ فيُوالونَ آلَ محمدٍ (ص) ؟ ،

( سُبحانَ الّذي خَلَقَ الأزواجَ كلّها ممّا تُنبِتُ الأرضُ و مِن أنفُسِهم و ممّا لا يَعلَمون )

فَتَقَدَّسَ و تَنَزَّهَ عَنِ النَّقائِصِ الخالِقُ الّذي خَلَقَ الخَلائِقَ أزواجاً كلّها سواءً مِمّا تُنبِتُ الأرضُ مِنَ النَّباةِ أو مِن البَشَرِ أنفُسِهم و مِمّا لا يَعلَمونَ الجُهَلاءُ مِن نَواةِ الذَّرَّةِ ،

( و آيَةٌ لهُمُ الّبيْلُ نَسلَخُ مِنهُ النَّهارَ فإذا هُم مُظلِمون )

و دلالةً اُخريٰ عليٰ وِلايَتِنا وَ وِلايَةِ آل محمدٍ (ص) و آيةً لهُم عليٰ ذلكَ هُوَ اللّيلُ نَفصِلُ منهُ النّهارَ فإذا هُم مَحفوفينَ بالظَّلام حتّيٰ الفَجر ،

( والشّمسُ تَجري لِمُستَقَرٍّ لَها ذلكَ تَقديرُ العَزيزُ العليم )

و آية اُخريٰ عليٰ الوِلايَةِ التّكوينيَّةِ هِيَ الشَّمسُ تَجري و تَسيرُ في مَدارِها لِمُستَقَرٍّ لَها في النِّهايَةِ ذلكَ تَقديرُ الله العزيز العليم و تَنظيمُهُ لها ،

( والقَمَر قَدّرناهُ مَنازِلَ حتّيٰ عادَ كالعُرجونِ القَديم )

و آية اُخريٰ عليٰ الوِلايَة التكوينِيَّة هُوَ القَمَرُ حيثُ قَدّرناهُ يَسيرُ مَنازِلَ خِلالَ الشَّهرِ حتّيٰ يَعودَ بعد البُدورِ كهِلالِهِ فَيشَبُهُ الشِّمراخَ الأعوَج قَد مضيٰ عليهِ سِتّة أشهُرٍ للعَتيق ،

( لا الشَّمسُ يَنبَغي لَها أن تُدرِكَ القَمَرَ و لا اللَّيلُ سابِقُ النَّهارِ و كُلٌّ في فَلَكٍ يَسبَحون )

والوِلايَةُ التّكوينيَّةُ إقتَضَت ، لاالشَّمسُ يُمكِنُها الخُروجُ مِن مَدارِها فَتَتبَع مَدارَ القَمَر و لااللَّيْلُ يَسبَقُ النَّهارَ فيأتي في الزَّوالِ بَل كُلٌّ كُرَةٍ في فَلَكٍ مُعَيَّنٍ تَدور ، !!!

( و آيةٌ لهُم أنّا حَمَلنا ذُرّيَتَهُم في الفُلكِ المَشحون )

و دِلالَة اُخريٰ عليٰ ضَرورَةِ وِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) لهُم أنّا حَمَلنا أولادَ آدَمَ و ذُرَيَّتَهُ في سَفينَةِ نوحٍ المَملوءَة حِملاً فكذلك أهل البَيْت (ع) هُم كسفينَةِ‌ نوحٍ مَن رَكِبَها نَجيٰ ،

( وَ خَلَقنا لَهُم مِن مِثلِهِ ما يَركَبون )

و خَلَقنا للنّاسِ مِن مِثلِ سَفينَةِ نوحٍ مَركوباً في البَرِّ و الجَوِّ ما يَركَبونَهُ فَيَحمِلُهُم كالحَيْوانِ و الآلاتِ و الطّائِرات ،

( و إن نَشَاءْ نُغِرِقهُم فلا صَريخَ‌ لهُم و لا هُم يُنقَذونَ إلاّ رَحمةً مِنّا و مَتاعاً إليٰ حينٍ )

و إن إقتَضَت مَشيئَتُنا العادِلَةُ أن نُغرِقَهُم فحينئِذٍ فلا مُجيبَ لِصُراخِهم لِيُنقِذُهُم فَيغرَقونَ و لا يُنقَذونَ إلاّ أنّنا لا نُغرِقُهُم رَحمَةً مِنّا وَ مَتاعاً لهُم بالحَياةِ إتماماً لِلحُجَّةِ إليٰ حينِ الأجَل ،

( و إذا قيلَ لهُم اتَّقوا ما بَيْنَ أيديكُم و ما خَلفَكُم لَعلّكُم تُرحَمون )

مَعهذا إذا قالَ لهُم رَسولُ اللهِ إتَّقوا اللهَ و وَالوُا عليّاً و أهل بَيْتي (ع) و خافُوا اللهَ ألآنَ و في المُستَقبَل لعلَّكم تُرحَمونَ بِوِلايَتِهم ،

و خافُوا اللهَ الآنَ و في المُستَقبَل لَعلَّكم تُرحَمونَ بِوِلايَتِهم ،

( و ما تَأتيهِم مِن آيَةٍ مِن آياتِ رَبِّهم إلاّ كانوا عَنها مُعرِضين )

و ما تَأتي هؤلاءِ المُنافِقينَ مِن آيَةٍ من آياتِ ربّهم بِشَأنِ آل محمدٍ (ص) وَ وِلايَتِهم و فَضائِلِهم و مَناقِبِهم إلاّ كانوُا عَنها مُعرِضين فلا يُوالونَهُم ،

( و‌ إذا قيلَ لهُم أنفِقوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ قالَ الّذينَ كفَروا لِلّذين آمَنوا أنُطعِمُ مَن لَو يَشآءُ اللهُ أطعَمَه )

و إذا قيلَ لهُم في القرآنِ والسُّنَّةِ أنفِقوا الخُمسَ لِآلِ محمّدٍ (ص) و ذُرّيتِهم والزَّكاة لِغَيرِهم مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ مِنَ الأموالِ ، قالَ الّذين كفَروا بِوِلايَتِهم لِلّذين آمَنوا هل نُطعِمُ مَن لَو أرادَ اللهُ إطعامَهُ لأطعَمَهُ هُوَ ،

( إن أنتُم في ضَلالٍ مُبينٍ )

وَ يقولونَ لِلّذين آمَنوا بِوِلايَةِ محمّدٍ و آل محمدٍ (ص) إن أنتُم إلاّ في ضَلالٍ واضِحٍ بِدَفعِكُمُ الخُمسَ لآِل محمدٍ (ص) و ذُرّيتِهم ،

( و يقولونَ مَتيٰ هذا الوَعدُ إن كنتُم صادقين ؟)

و يقولونَ لِلّذين آمَنوا بِوِلايَةِ آل محمدٍ (ص) مَتيٰ يكونُ هذا الوَعدُ الّذي تَتَوَعَّدونا بِعَذابِ اللهِ و إنتقامِهِ مِنّا إن كنتُم صادِقينَ في وَعيدِكُم ؟

( ما يَنظُرونَ إلاّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأخُذُهُم و هُم يَخِّصُمون )

فما يَنتَظِرونَ عَذاباً إلاّ أنّها سَتكونُ صَيْحَةً واحِدَةً مِن جَبرئيل تُهلِكُهُم و تأخُذُهُم بالإنتقامِ قَبلَ قِيامِ القائِمِ المَهديِّ (ع) و هُم في حالٍ يَختَصِمونَ فيما بَيْنَهُم ،

( فَلا يَستطيعونَ تَوصِيَةً وَ لا إليٰ أهلِهِم يَرجِعون )

فحينئذٍ فلا يستطيعونَ أن يُوصوا توصِيَةٍ بِوَصِيَّةٍ إليٰ أحَدٍ و لا يَستطيعونَ إليٰ أهلِهِم يَرجِعونَ فَيُوَدِّعونَهُم بَل يَهلِكون ،

(‌ و نُفِخَ في الصّورِ فإذا هُم مِنَ الأجداثِ إليٰ رَبِّهم يَنسِلون )

و بعدَ هلاكِهم و مَوتِهم عند ما نَفَخَ إسرافيلُ في البُوقِ لِلحَشرِ و المَعادِ فإذا هُم مِن القُبورِ إليٰ حِسابِ رَبّهِم يُبعَثونَ بِسُرعَةٍ ،

( قالوا يا وَيْلَنا مَن بَعَثنا مِن مَرقَدِنا ؟)

فعندئذٍ يَقولونَ يا وَيْل لَنا والثُّبور وَقَعَ ما كُنّا نُكَذِّبُ بهِ و قَد بُعِثْنا فيَتساءَلونَ مَن بَعَثنا مِن مَرقَدِنا و لَحَدِنا ؟

( هذا ما وَعَدَ الرَّحمانُ و صَدَقَ المُرسَلون )

هذا هُوَ البَعثُ و الحِسابُ و العِقابُ و العَذابُ في الجَحيمِ الّذي وَعَدَ بِهِ الرَّحمانُ فَلَم نُؤمِن بهِ و صَدَقَ المُرسَلونَ حينَ أخبَروا عَنهُ ،

( إن كانَت إلاّ صَيْحَةً واحِدَةً‌ فإذا هُم جَميعٌ لَدَيْنا مُحضَرون )

إن كانَت عاقِبَةُ أعداءِ آل محمّدٍ (ص) إلاّ صَيْحَةً واحِدَةً تُهلِكُهُم فيَموتونَ ثُمَّ يُبعَثوُن فإذا هُم جميعٌ لديٰ مَحكَمَةِ‌ عدلِ اللهِ مُحضَرون ،

( فاليومَ لا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاً و لا تُجزَوْنَ إلاّ ما كُنتُم تَعمَلون )

فيُخاطِبُهم رَسولُ اللهِ قائِلاً : أليومُ لا تُظلَمُ نَفسٌ شيئاً أبَداً تَستَحِقُّهُ و لا تُجزَوْنَ أيّها النّاسُ إلاّ جَزاءَ ما كنتُم تَعمَلونَ في الدّنيا ،

( إنَّ أصحابَ الجَنّةِ اليومَ في شُغُلٍ فاكِهون )

إنَّ أصحابَ الجَنّةِ آل محمّدٍ (ص) و شيعَتهم المُؤمنينَ هُمُ اليومَ في إنشغالٍ بالنِّعَمِ الإلـٰهيَّةِ عَنِ الإلتِفاتِ إليٰ أعداءِهِم و هُم مُتَفكِّهونَ بأنواعِ اللَّذائِذ .

(‌ هُم و‌أزواجَهُم في ضَلالٍ عليٰ الأرائِكِ مُتَّكِئونَ لهُم فيها فاكِهَةٌ و لهُم ما يَدَّعون )

فآلُ مُحمّدٍ (ص) و شيعَتهُم هُم و أزواجُهُم في الجَنَّةِ في ضِلالٍ‌ الأشجارِ عليٰ الأسِرَّةِ مُستَنِدونَ لهُم في الجَنَّةِ فاكِهَةٌ مُتَنَوِّعَةٌ حاضِرَةٌ و لهُم ما يُحِبّونَ و يَطلُبونَ و يَأمَلون ،

( سَلامٌ قَولاً مِن رَبٍّ رَحيمٍ )

و عليٰ آلِ محمّدٍ (ص) و شيعَتِهم سَلامٌ مِنَ اللهِ يَسمَعونَهُ قَولاً و هُتافاً منَ اللهِ رَبّهمُ الرّحيمُ بِهِم فَتَشمُلُهُم السَّلامَةُ الأبَدِيَّةُ ،

( وامتازُوا اليَومَ أيُّها المُجرِمون )

و يَأتي الخِطابُ الإلـٰهيُّ إليٰ أعداءِ آل مُحمّدٍ (ص) أن تَمَيّزوا عَن شيعَةِ آلِ مُحمّدٍ (ص) وانجازوا عَنهُم و لا تَختَلِصوا بِهِم أيُّها المُجرِمونَ الظّالِمون ،

( ألَم أعهَد إليكُم يا بَني آدَمَ أن لا تعبُدوا الشَّيطانَ إنّهُ لَكُم عَدوٌ‌ مُبين )

و يَأتيهِم الخِطابُ مُوَبِّخاً ألَم آخذُ العَهدَ مِنكُم بِوِلايَةِ مُحمّدٍ‌ و آلِهِ (ص) يا بَني آدَمَ‌ الّذي أخرَجَهُ الشّيطانُ مِن الجَنّةِ و نَهيتُكُم أن لا تعبُدوا الشّيطانَ بِطاعَةِ خُلَفاءِ الجَوْرِ إنّهُ لكُم عَدوٌ ظاهِرُ العِداء ؟،

(‌ و أنِ اعبُدوني هذا صِراطٌ مُستَقيمٌ )

ألَم أعهَد إليكُم أنِ اعبُدوني وَحدي وَ والُو عليّاً (ع) فَصِراطُ عليٍّ (ع) هذا هُوَ صِراطٌ مُستَقيمٌ إليٰ الهُديٰ و الجَنَّه ،

(‌ و لَقَد أضَلَّ مِنكُم جِبِلاًّ كَثيراً أفَلَم تكونوا تَعقِلون ؟ )

و بالتأكيدِ والتَّحقيقِ لَقَد أضَلَّ الشّيطانُ مِنكُم خَلقاً كَثيراً فَأرداهُم و أبَعَدَهُم عَنِ الهُديٰ أفَلم تَكونوا تَعقِلونَ ذلِكَ فَتُوالونَ عليّاً (ع) ؟

(‌ هذهِ جَهنَّمُ الّتي كُنتُم تُوعَدونَ إصلَوْها اليَوْمَ بِما كنتُم تَكفُرون )

فاليومُ هذِهِ جَهنَّمُ الجَحيمُ الّتي كنتُم تُوعَدونَ بِها لو خالَفتُم آلَ محمدٍ (ص) إصلَوْها وادخُلوها اليَومَ بما كنتُم تكفُرونَ بِوِلايَتِهِم في الدُّنيا ،

( أليومَ‌ نَختِمُ عليٰ أفواهِهِم و تُكَلِّمُنا أيديهِم و تَشهَدُ أرجُلُهُم بِما كانوا يَكسِبون )

ففي هذا اليوم يوم الحسابِ و العِقابِ‌ نَختِمُ‌ عليٰ أفواهِهم بِخَتمٍ مِن نارٍ كي لا يَكذِبوا و تُكَلِّمُنا أيديهِم و تَشهَدُ أرجُلُهُم ناطِقَةٌ بِقُدرَتِنا بما كانوا يَكسِبونَ مِن آثامٍ و ظُلمٍ لآِلِ محمّدٍ و شيعَتِهم ،

( و لو نشآءُ لَطَمسنا عليٰ أعيُنِهم فاستَبقوا الصِّراطَ فأنّيٰ يُبصِرون )

و رُبَّما نَشآءُ بِمَشيئَتِنا فَنَطمِسُ عليٰ أعيُنِ أعداءِ آلِ محمّدٍ (ص) طَمَسناً نُعدِمُ بهِ أعيُنَهُم فيَتسابَقونَ إليٰ الصِّراطِ لِيَعبُروهُ فَهيْهاتَ أن يُبصِرون طريقَهُم ،

(‌ و لو نَشآءُ لَمَسَخناهُم عليٰ مَكانَتِهم فَما استَطاعوا مُضِيّاً و لا يَرجِعون )

و رُبّما نَشآءُ و سَنَشآءُ حَتماً‌ نَمسَخُهُم مَسخاً قِرَدَةً و خَنازيرَ في أماكِنِهم في المَحشَر فما يَستطيعونَ مُضِيّاً لِلصِّراط و لا رُجوعاً إليٰ أماكِنِهم ،

(‌ وَ مَن نُعَمِّرهُ نُنَكِّسهُ في الخَلقِ ،!!! )

و أمّا في الدُّنيا فَمَن نُعَمِّرهُ عُمراً طَويلاً فلا خَيرَ فيهِ لَهُ إذ نُقَلِِّبُهُ رأساً عليٰ عَقِب و نَعكِس قُواهُ فيَنتَكِس في خِلقَتِهِ ضَعيفاً بَعدَ قُدرَتِهِ و بَليداً بَعد فِطنَتِهِ ،

(( أَفَلا يَعقِلون ))؟

فَنَسألُ مُستَنكِرينَ أفَلا يعقِلونَ ذلكَ ألمُنافِقونَ الّذين يَقولونَ إنَّ عَلِيّاً هو فَتيًٰ و لا بُدّ أن يكونَ الخَليفَةُ شِيْخاً كبيراً ،

( و ما عَلّمناهُ الشِّعرَ و ما يَنبَغي لهُ إن هُوَ إلاّ ذِكرٌ و قُرآنٌ مُبينٌ )

و حينَما يُبَلِّغُهُم محمّدٌ (ص) قَولَ رَبِّهِم في عليٍّ (ع) يَقولونَ إنّهُ ينشِدُ شِعراً و ما عَلّمناهُ الشِّعرَ و ما يَنبَغي لهُ لأِنَّ الشِّعرَ أعذَبُهُ أكذَبُه بَل إن هُوَ إلاّ ذِكرٌ وَ وَحيٌ مِنَ اللهِ و قُرآنٌ بَليغٌ‌ ،

( لِيُنذَِرَ مَن كانَ حَيّاً و يَحِقَّ القَولُ‌ عليٰ الكافِرين )

لِيُنذِرَ بهِ رسولُ اللهِ مَن كانَ حيّاً قَلباً و روُحاً فيُفيدُهُ الإنذارُ فيُوالي عَليّاً (ع) وَ بَعدَ الإنذارِ و إتمامِ الحُجَّةِ يَحقّ القَولُ بالعَذابِ عليٰ الكافِرينَ بِوِلايَتِهِ ،

(‌ أوَلَم يَرَوا أنّا خَلَقنا لهُم مِمّا عَمِلَت أيدينا أنعاماً فهُم لها مالِكون )

أولَم يَروا هؤلاءِ المُنافِقون أنّا بِوِلايَتِنا التكوينيَّة خَلقنا لَهُم مِمّا عَمِلَت أيدي مَلائِكَتِنا أنعاماً ثَلاثَةً فهُم لها مالِكون ،

(‌ و ذَلّلناها لهُم فَمِنها رُكوُبهم و منها يأكلونَ و لهُم فيها منافِعُ و مشارِبُ أفَلا يَشكُرون ؟)

و ذلَّلناها و سَخّرناها لَهُم فَمِنَ الأنعامِ كالإبِلِ رُكوبُهم و مِنها كالغَنَمِ و البَقَرِ يَأكلونَ و لهُم فيها منافِعُ مِن ألبانِها و أشعارِها و جُلودِها و مشارِبَ ألبانها أفَلا يشكرونَ نِعَمنا فيُوالونَ عليّاً (ع) ؟؟؟ ،

( واتَّخَذوا مِن دونِ اللهِ آلِهَةً لَعلَّهُم يُنصَرون )

واتَّخذوا هؤلاءِ المُنافِقونَ‌ مِن دونِ اللهِ آلِهَةً مِن وُلاةِ الجَوْرِ يُطيعونَهُم دونَ اللهِ أمَلاً مِنهُم لعلَّهم يُنصَرونَ بِهِم عليٰ آلِ محمدٍ (ص) ،

( لا يَستطيعونَ نَصرَهُم و هُم لهُم جُندٌ مُحضَرون )

و خُلَفاءَ الجَوْر لا يَستطيعونَ نَصرَهُم عليٰ آلِ محمدٍ (ص) و شيعَتِهم بَل هُم لِوُلاةِ الجَوْرِ جُنودٌ مُحضَرونَ لِخِدمَتِهِم و نُصرَتِهم ،

(‌ فلا يَحزُنكَ قولهُم إنّا نَعلَمُ ما يُسِرّونَ و ما يُعلِنون )

فيا رَسولَ اللهِ فلا يحزُنكَ قَولَهُم فيكَ إنّكَ لَتَهجُر و تَقولُ شِعراً إنّا نَعلَمُ ما يُخفونَهُ سِرّاً و ما يُعلِنونَهُ مِنَ النِّفاقِ فَنُعاقِبُهُم عليه ،

( أو لَم يَرَ الإنسانُ أنّا خَلقناهُ مِن نُطفَةٍ فإذا هُوَ خَصيمٌ مُبين )

نَسألُ مُستَنكِرينَ أولَم يَنظُرِ الإنسانُ المُنافِقُ أنّا خَلَقناهُ مِن نُطفَةٍ قَذِرَةٍ نَجِسَةٍ فإذا هُوَ خصيمٌ لآِلِ محمّدٍ (ص) ظاهِرُ العِداءِ و الخُُصومَه ،

( و ضَرَبَ لنا مَثَلاً و نَسِيَ خَلقَهُ قال مَن يُحيي العِظامَ و هِيَ رَميم ؟ )

و ضَرَبَ لنا الإنسانُ المُنافِقُ مَثلاً كالعاصي بن وائِلِ السَّهمي و قَد نَسِيَ خِلقَتَهُ قالَ مَن يَتَمكَّن أن يُحيي العِظامَ و هِيَ رَميمٌ مُنكِراً لِلبَعث ،

(‌ قُل يُحييها الّذي أنشَأها أوَّلَ مَرَّةٍ و هُوَ بِكُلّ خَلقٍ عليم )

قُل لِلمُنافِق يا حبيبي : يُحيي العظامَ الرَّميمَةَ ربّها الّذي خَلَقها و أنشأَها أوّلَ مَرَّةٍ و هو بِكُلِّ خَلقٍ يُريدُ إنشاءَهُ عليمٌ ذاتاً ،

( ألّذي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشَّجَرِ الأخضَرِ ناراً فإذا أنتُم مِنهُ تُوقِدون )

و يُحييها الّذي جَعَلَ لكُمْ مِن خَشَبِ الشَجَرِ الأخضَرِ بَعدَ يُبسِهِ حَطَباً مُشتَعِلاً ناراً فإذا أنتُم منهُ تُحرِقونَ و تُوقِدون ناراً ،

(‌ أوَ لَيسَ الّذي خَلَقَ السَّماواتِ و الأرضَ بِقادِرٍ عليٰ أن يَخلُقَ مِثلَهُم ؟بَليٰ و هُوَ الخَلاّقُ العَليمُ )

ألَيسَ اللهُ الّذي خَلَقَ السّماواتِ و الأرضَ إبتداءً بِقادِرٍ عليٰ أن يُعيدَ خَلقَها ثانِيَةً مِثلَ الخَلقِ الأوَّل ؟ بَليٰ هُوَ قادِرٌ علي ذلِكَ و هُوَ الخَلاّقُ العَليمُ بالخِلقَةِ ،

( إنّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئاً أن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكون )

فَمُنحَصِرٌ أمرهِ بالإيجادِ إذا أرادَ إيجادَ شييءٍ أو خَلقِهِ أو تكوينِهِ إلاّ بَأن يَقولَ لهُ كُن بِإرادَتي فيَكونُ بإرادَتِهِ و لا يَتَخلَّف ،

(‌ فَسُبحانَ الّذي بِيَدِهِ مَلَكوتُ كُلّ شييءٍ و إليهِ تُرجَعون )

فَتَقَدّسَ اللهَ و تَنَزَّهَ مِن أن يَكونَ لَهُ شريكٌ في الطّاعَةِ مِن الخُلَفاءِ و هُوَ الّذي بِيَدِ قُدرَتِهِ مَلَكوتُ كُلّ شييءٍ في الوُجودِ و قَد وَلّيٰ عليٰ المَلَكوتِ مُحمّداً و آلَ مُحمّدٍ (ص) فَقَط لا غَيرهِم و إليهِ تُرجَعون فيُحاسِبُكُم عليٰ وِلايَتِهِم .

( صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1440-1426 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *