سورة النَّبَأ
2017-04-13
سورة يس
2017-04-13

(70)
سورة إبراهيم (ع)

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ الحَنّانِ المَنّانِ المُنعِمِ المُفضِلِ المُجمِلِ و بإسمِ رحمانِيَّتي الثامِلَة لِخَلقي و رحيميَّتي المُختَصَّةِ بِعباديَ المُؤمنينَ اُوحي إليك :

( ألـٰرٰ )

أ رمزُ إليكَ يا حبيبي ب ألِف لام رآء – مِنَ الحُروفِ النّورانِيَّةِ الأربَعَةَ عَشَر تَستَخرِجُها بالجَفرِ الجامِعِ أنتَ و مَن عَلَّمتَهُ ،

( كِتابٌ أنزلناهُ إليكَ لِتُخرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إليٰ النّور )

هذا القُرآنُ المُوحيٰ إليكَ بِواسِطَةِ جبرئيل هو كتابٌ أنزلناهُ إليكَ مِنَ اللَّوْحِ المَحفوظِ لِتُخرِجَ بهِ النّاسَ مِنْ ظُلُماتِ الكُفرِ و النِّفاقِ إليٰ نورِ وِلايَةِ عليٍّ (ع) و التَّوحيد ،

( بِإِذن رَبِّهم إليٰ صِراطِ العَزيزِ الحَميد )

و قَد كُنتَ نَبِيّاً و آدَمُ بَيْنَ الماءِ والطّينِ و كُنتَ رَسولاً مُنذُ كُنتَ صَبيِّاً و لكِن لَم يَأذَنِ اللهُ لَكَ بالبَلاغِ حتّيٰ البِعثَة فَأَذِنَ اللهُ أن تُخرِجَ النّاسَ مِنَ الظُلُماتِ إليٰ صِراطِ اللهِ العَزيزِ الحَميدِ‌ المُنحَصِرِ في وِلايَةِ عليٍّ (ع) ،

( أللهُ الّذي لَهُ ما في السَّماواتِ و ما في الأرضِ )

صِراطِ اللهِ الّذي لهُ المِلكيَّةُ و الوِلايَةُ المُطلَقَةُ‌ التّامَّةُ الكامِلَةُ الحقيقيَّةُ الذّاتِيَّةُ‌ لِكُلِّ ما في السَّماواتِ و ما في الأرضِ فَيُوَلّي عليها عَلِيّاً (ع) مِن بَعدِك ،

( وَ وَيلٌ لِلكافِرينَ مِن عَذابٍ شَديد )

وَالوَيْلُ و الثُّبورُ واللَّعنُ‌ الدّائِمُ لِلكافِرينَ بِوِلايَةِ عليّ بن أبيطالبٍ (ع) وَ‌ما يَنالوهُ مِن عذابٍ شديدٍ في الجَحيم ،

(‌ ألّذين يَستَحِبّونَ الحياةَ الدُّنيا عليٰ الآخِره )

و أولئِكَ هُمُ‌ الّذين يُفَضِّلونَ و يُشَرِّفونَ قَلباً‌ و عَقلاً و نَفساً جيفَةَ الحياةِ الدُّنيا و خِلافَتِها الزّائِلَة عليٰ الآخِرَة و نعيمها الدّائِم ،

( و يَصُدّونَ عن سبيلِ اللهِ و يَبغُونها عِوَجاً أولئِكَ في ضَلالٍ بعيدٍ )

و يَمنَعونَ النّاسَ عن سَبيلِ اللهِ وِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) و يَطلُبونَ المَذاهِبَ مُعوَجَّةً مُنحَرِفَةً عن وِلايَتِهِم أولئِكَ في ضَلالٍ بَعيدٍ عن الحَقِّ و الهُديٰ ،

( و ما أرسَلنا مِن رَسولٍ إلاّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيّنَ لَهُم )

و ما أرسَلنا قَبلكَ‌ مِن رَسولٍ إليٰ النّاسِ إلاّ كانَ الرَّسولُ مُرسَلاً بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُوضِحَ و يَشرَحَ و يُفَسِّرَ لهُم بِلِسانِهم دينَ الله ،

(‌ فَيُضِلُّ اللهُ مَن يشآءُ و يَهدي مَن يشآءُ و هُوَ العزيزُ الحكيم )

فَيَضِلُّ بعضُهُم فَيَتْرُكُهُ اللهُ في ضَلالَتِهِ مَن شآءَ تَركُهُ و يَهدي اللهُ مَن يَشآءُ‌ هِدايَتَهُ إذا أرادَ الهِدايَةَ و هو العزيزُ الحكيمُ في خَلقِهِ ،

(‌ و لَقَد أرسَلنا موسيٰ بِآياتِنا أن أخرِج قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إليٰ النّور )

و بالتأكيدِ سَبَقَ أن أرسَلنا موسيٰ بآياتِ التَّوراةِ و المَعاجِزِ إليٰ بَني إسرائيلَ و قُلنا لَهُ‌ أخْرِج قَومَكَ مِن ظُلُماتِ عِبادَةِ العِجلِ والشِّركِ إليٰ نُورِ التَّوحيدِ وَ وِلايَةِ هارون ،

( و ذَكِّرهُم بأيّامِ اللهِ إنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ‌ شَكورٍ‌ )

و قُلنا لِموسيٰ : و ذَكِّر بَني إسرائيلَ بأيّامِ اللهِ يَومَ نَجاتِهِم مِن فِرعَوْن و خُروجِهِم مِنَ اليَمِّ و يَومَ دُخولِهِم فِلِسطينَ و بَيْت المَقدِس إنَّ في ذلكَ لَدِلالاتٍ إلـٰهيَّةٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكورٍ منهُم ،

( و إذ قالَ موسيٰ لِقَومِهِ اذكُروا نِعمَةَ اللهِ عليكُم إذ أنجاكُم مِن آلِ فرعون )

فَتذَكّروا إذ قالَ موسيٰ بن عِمرانَ لِقَوْمِهِ بَني إسرائيلَ اذكُروا نِعمَةَ اللهِ عليكُم إذ أَنقَذَكُم و نَجّاكُم مِن فِرعَوْنَ و حِزبِهِ و جَيْشِهِ ،

(‌ يَسومونَكُم سؤءَ العَذابِ و يُذَبِّحونَ أبناءَكُم و يَستَحيُونَ نِسآءَكُم و في ذلِكُم بَلاءٌ مِن رَبِّكُم عَظيمٌ )

فكانوا يَجلِبونَ لكُم أسوَءَ العذابِ و يُذَبِّحونَ أبناءَكُم بَيْنَ يَدَي فِرعَون و يَهتِكونَ حَيآءَ نسآءِكُم و في ذلِكُم بَلاءٌ و إمتحانٌ مِن رَبِّكُم عظيمٌ لا يُطاق ،

(‌ و إذ تَأَذَّنَ ربّكم لَئِن شَكَرتُم لَأزيدَنَّكُم و لَئِن كَفَرتُم إنَّ عَذابي لَشديد )

و قالَ‌ لهُم يا قومِ اذكُروا إذ اَذنَ اللهُ و أعلَمَكُم لَإن شَكرتُم نِعمَتي لَأزيدَنّكُم النِّعمَةَ و لَئِن كفَرتُم بِنِعمَتي إنَّ عذابي لَشديدٌ عليٰ ذلِكَ سَيَنالُكُم ،

( و قالَ موسيٰ إن تَكفُروا أنتُم و مَن في الأرضِ جَميعاً فَإنَّ اللهَ لَغَنيٌّ حَميدٌ )

و قالَ موسيٰ لِبَني إسرائيلَ إن تكفُروا بِنِعمَةِ اللهِ أنتُم و كُلّ مَن في الأرضِ مِنَ البَشَرِ جميعاً‌ فإنَّ اللهَ لَغَنيٌ عنكُم لا يُنقِصُهُ كُفرُكُم و هُوَ مَحمودٌ عليٰ إنعامِهِ ،

(‌ أَلَم يَأتِكُم نَبَاءُ الّذينَ مِن قَبلِكُم قومِ نوحٍ و عادٍ و ثَمودَ والّذينَ مِن بَعدِهِم لا يَعلَمُهُم إلاّ الله )

و قال لهُم موسيٰ ألَم يأتيكُم خَبَرُ الّذين كانوا مِن قَبلِكم قومِ نُوحِ النَّبيّ و قومِ عادٍ و قومِ ثَمودٍ و الأقوامِ الّذين كانوا مِن بَعدِهِم كثيرونَ لا يعلَمُ أحوالَهُم إلاّ الله ؟؟؟

( جاءَتهُم رسُلُهم بالبيّناتِ فَردّوا أيديَهُم في أفواهِهِم و قالوا إنّا كفَرنا بما اُرسِلتُم بهِ و إنّا لفي شَكٍّ مِمّا تَدعونَنا إليهِ مُريبٍ )

فَأولئِكَ الّذين كانوا مِن قَبلِكُم جآءَتهُم رُسُلُهُم نوحٌ و هودٌ و صالِحٌ و غيرهم بالدَّلائِلِ الواضِحاتِ فَرَدّوا أيديهم عليٰ أفواهِهِم يَأمرونَهُم بالسّكوتِ و قالوا لَهُم إنّا كَفَرنا بِما اُرسِلتُم بهِ مِنَ التّوحيدِ و إنّا لفي شَكٍّ مِمّا تَدعونَنا إليهِ مِن عِبادَةِ اللهِ وَ رِيبَةٍ‌ ،

( قالَت رُسُلُهُم أفي اللهِ شَكٌّ فاطِر السّماواتِ و الأرض ؟)

قالَت لهُم رُسُلُهُم مُستَنكِرينَ أفي اللهِ شَكٌّ و هو خالِقُ السّماواتِ و الأرضِ و مُوجِدها و مُصَوِّرُها و مُدَبِّرُها و ليسَ لَها غَيرهُ صانِعٌ ؟؟؟ ،

( يَدعوكُم لِيَغفِرَ لكُم مِن ذنوبِكُم و يُؤَخِّرُكم إليٰ أجَلٍ مُسمّيًٰ‌ )

فاللهُ سُبحانَهُ يدعوكُم لِلإيمانِ بِهِ و طاعَتِهِ لا لِحاجَةٍ منهُ إليكُم بَل لِيُفيدكُم فيَغفِر لكُم مِن ذنوبِكُم و لا يُعَذِّبكم و يُؤخِّر حِسابكُم إليٰ أجَلٍ مُحدودٍ مُعيَّنٍ عند المَعادِ في القيامَه ،

(‌ قالوا إن أنتُم إلاّ بَشَرٌ مِثلُنا تُريدونَ أن تَصُدّونا عمّا كانَ يعبُدُ آباؤنا فأتونا بِسُلطانٍ مُبينٍ )

فَأجابُوا الرُّسُل ، قالوا لستُم أنتُم إلاّ بَشَرٌ مِثلُنا لا تَمتازونَ علَينا تُريدونَ بِدَعواكُم أن تَمنَعونَنا عَمّا كانَ يَعبُدُ آباؤنا مِنَ الأصنامِ فَأتونا بِحُجَّةٍ قَوِيَّةٍ واضِحَةٍ عليٰ ذلِك ،

( قالَت لَهُم رُسُلُهُم إن نَحنُ إلاّ‌ بَشَرٌ مِثلُكُم و لكِن يَمُنُّ اللهُ عليٰ مَن يشآءُ مِن عبادِهِ )

قالَت لهُم رُسُلُهُم جَواباً نَعَم إن نَحنُ إلاّ بَشَرٌ مِثلُكُم و لكِن مَعصومينَ يَمُنُّ اللهُ بالرِّسالَةِ و الوِلايَةِ عليٰ مَن يشآءُ هُوَ مِن عِبادِه وَ يَختار ،

( و ما كانَ لَنا أن نَأتيكُم بِسُلطانٍ إلاّ بِإذنِ اللهِ و عليٰ اللهِ فَليَتَوكَّلِ المُؤمِنون )

و قالوا لَهُم ما كانَ لَنا أن نَأتيكُم بِبُرهانٍ و حُجَّةٍ عليٰ دَعوانا إلاّ بِإذنِ اللهِ و أمرِهِ لا بِهَوانا و عليٰ اللهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ في دَعوَتِهم ،

( و ما لَنا ألاّ نَتَوَكَّلَ عليٰ اللهِ و قَد هدانا سُبُلَنا )

ثُم قالوا لهُم و ما لَنا و نَحنُ عِبادُ اللهِ المُخلِصين ألاّ نَتَوَكَّلَ عليٰ اللهِ في الإستمرارِ‌ بِدَعوَتِنا إليٰ اللهِ و قَد أيَّدَنا و هَدانا سُبُلَنا إليهِ ،

( و لَنَصبِرَنَّ عليٰ ما آذَيْتُمونا و عَليٰ اللهِ فَليَتَوكَّلِ المُتَوَكِّلون )

و بالتأكيدِ و الإصرارِ لَنَصبِرَنَّ عليٰ ما آذَيْتُمونا أيّها الكُفّار مِن أذيًٰ في سبيلِ اللهِ طالِبينَ الأجرَ مِنهُ و عليٰ اللهِ فَليَتَوكَّلِ المُؤمِنونَ بالله في اُمورهِم ،

(‌ و قالَ الّذينَ‌ كفَروا لِرُسُلِهِم لَنُخرِجَنَّكُم مِن أرضِنا أوْ لَتَعودُنَّ في مِلَّتِنا )

عندئذٍ قالَ‌ الّذين كفَروا مِنَ الأقلامِ السّالِفَةِ لِرُسُلِهِم نوحٌ‌ و هودٌ و صالحٌ و لوطٌ و غيرهم لَنُخرِجنَّكُم مِن أرضِنا إن بَقيتُم عليٰ دَعواكُم أو لَتَعودُنَّ في مِلَّةِ الكُفرِ فلا نُخرِجكُم

( فأوحيٰ إليهِم رَبُّهم لَنُهلِكَنَّ‌ الظّالِمين )

فَلَمّا هَدَّدوهُم أوحيٰ اللهُ إليٰ الرُّسُل يُبَشِّرُهُم بأنّهُ‌ حَتماً سيُهلِكُ‌ الظّالِمينَ‌ لِلرُّسُلِ و المُعانِِدينَ لهُم و المُهَدّدينَ بِإخراجِهِم ،

( و لَنُسكِنَنَّكُمُ الأرضَ مِن بَعدِهِم ذلكَ لِمَن خافَ مَقامي و خافَ وَعيدِ )

و بَشَّرَهُم رَبُّهُم واعِداً‌ إيّاهُم بِأنّهُ حَتماً سيُسكنَنَّهُم بِلادَهُم مِن بَعدِهِم ذلكَ الوَعدُ هُوَ لِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ و قيامَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ يومَ الحِسابِ و خافَ وَعيدُهُ بالعَذاب ،

( واستَفتَحوا و خابَ كلُّ جَبّارٍ عَنيدٍ )

فيا حبيبي إنَّ أصحابَكَ المُنافِقين مثل أولئِكَ الظّالِمين طَلَبوا الفَتحَ‌ بِمُعاداةِ عليٍّ (ع) وَ‌لـٰكِن خابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنيدٍ يُعانِدُ عليّاً‌ (ع) ،

(‌ مِن وَرائِهِ جَهنَّمُ و يُسقيٰ مِن مآءٍ صَديد )

إذ لَم يَبلُغُ الفَتحَ أبَداً بَل الغالِبُ هُوَ عليُّ بن أبيطالِب (ع) و المَغلوبُ مُعانِدُهُ إذ مِن وَرائِهِ بَعدَ المَوْتِ جَهنّم و يُسقيٰ مِن مآءٍ صَديدٍ يَخرُجُ مِن فُروجِ أهلِ النّار ،

(‌ يَتَجَرَّعُهُ و لا يَكادُ يُسيغُهُ و يَأتيهِ المَوْتُ مِن كُلِّ مكانٍ و ما هُوَ بِمَيّتٍ )

فَيَتَجرَّعُ الصَّديدَ‌ عَدوُّ عليٍ (ع) في النّارِ جُرعَةً‌ جُرعَة رَغماً عليهِ و لا يَكادُ يَبلَعُهُ بِراحَةٍ لِشِدَّةِ عُفونَتِهِ و يَأتيهِ الهَلاكُ مِن كُلّ جوانِبِ الجَحيمِ الحريقِ و يَحتَرِقُ و لا يَموت ،

( وَ مِن وَرائِهِ عَذابٌ غَليظٌ )

و مِن وَراءِ هذا الشَّرابِ العَفِن اُعِدّ لَه‌ُ عذابٌ غليظٌ إذ يُقيَّدُ بِسَلاسِلَ مِن نارٍ و يُضرَبُ بِمَقامِعَ مِن حَديدٍ في قَعرِ سَقَر ،

(‌ مَثَلُ الّذينَ كفَروا بِرَبِّهم أعمالُهُم كَرَمادٍ‌ اشتَدَّت بِهِ الرّيحُ في يومٍ عاصِفٍ )

مَثَلُ حالِ الّذين كفَروا باللهِ و بِوِلايَةِ عليٍّ و آل محمدٍ (ص) و مَثَلُ أعمالِهم يوم القيامَةِ هُوَ كَرَمادٍ اشتَدَّت بِهِ الرّيحُ العاصِفَةُ و الهَواءُ الشَّديدُ في يومٍ كثيرِ العَواصِفِ الهَوْجاء فَتَبَعثَرَ الرَّماد ،

( لا يَقدِرونَ مِمّا كَسَبوا عليٰ شيءٍ ذلكَ هُوَ الضَّلالُ البَعيدُ )

فَتكون أعمال أعداءِ عليٍّ (ع) هَباءٌ لا يَقدِرونَ عليٰ كسبِ شَييءٍ مِمّا كَسَبوا في الدُّنيا مِن عَمَلٍ ذلكَ هُوَ الضَّلالُ البَعيدُ عَنِ ‌الحَقِّ كُلَّ البُعد ،

( ألَم تَرَ أنَّ اللهَ خَلَق السماواتِ و الأرضَ بالحَقّ ؟)

ألَم تَنظُر أيّها الإنسانُ نَظَر تأَمُّلٍ و تَفَكُّرٍ‌ لِتَريٰ أنَّ اللهَ خَلَقَ السّماواتِ و الأرضَ بالحَقِّ و العَدلِ و الحِكمَةِ‌ العادِلَة ؟ ،

(‌ إن يَشَاءْ يُذهِبكُم و يَأتِ بِخَلقٍ جَديدٍ )

إن يَشآء اللهُ فَمَشيئَتُهُ نافِذَةٌ‌ حَتماً إذا شآءَ لا مانِعَ لِمَشيئَتِهِ حينئذٍ ، فيُهلِكُكُم و يُميتُكُم يا أعرابَ و يَأتي مِن بَعدِكُم بِخَلقٍ جديدٍ مِن فارِس يُوالي عَليّاً (ع) ،

( و ما ذلِكَ عليٰ اللهِ بِعَزيزٍ )

و ما كانَ ذلِكَ التَّبديلُ بِأن يُبَدِّلَ مكانَكُم يا أعداءَ عليٍّ (ع) بِخَلقٍ جَديدٍ يُوالونَهُ ، عليٰ اللهِ القادِرِ المُقتَدِرِ بِصَعبٍ و عَسيرٍ ،

(‌ و بَرَزوا لِلّهِ جَميعاً فقالَ الضُّعَفاءُ لِلّذين استَكبَروا إنّا كُنّا لكُم تَبَعاً فَهَل أنتُم مُغنونَ عَنّا مِن عذابِ اللهِ مِن شيءٍ )

و سَتَراهُم يا حبيبي يَومَ‌ القيامَةِ بَرَزوا مِن قُبورِهِم لِحسابِ اللهِ و جَزاءِهِ أعداءَ عليٍّ (ع) جَميعاً فيَقولُ الضُعفاءُ الأتباعُ لِلّذينَ استَكبَروا مِنَ الخُلَفاءِ و الوُلاةِ إنّا كُنّا لَكُم تَبَعاً فَهَل أنتُم تَدفَعونَ عَنّا مِن عذابِ اللهِ جُزاءاً مِنه ؟

( قالوا لَوْ هَدانا اللهُ لَهديناكُم سَوآءٌ علَينا أجَزِعنا أم صَبَرنا مالَنا مِن مَحيصٍ )

فيقولُ الخُلَفاءُ في جَوابِهِم لَوْ يَهدَينا اللهُ لِشَييءٍ نَدفَعُ بِهِ عنّا العَذابَ اليومُ لَهدَيْناكُم إليهِ فاليومُ سَوآءٌ علَينا كُلّنا أجَزِعنا مِنَ العَذابِ ، أم صَبَرنا مالَنا مَفَرٌّ مِن العَذاب ،

( و قالَ الشّيطانُ لمّا قُضِيَ الأمرُ إنَّ اللهَ وَعَدكُم وَعَد الحَقِّ و وَعدتُكُم فَأخلَفتُكُم )

و يقولُ الشّيطانُ اللَّعينُ لأِتباعِهِ مِن أعداءِ عليٍّ (ع) حينَما يُحكَمُ عليهِم بالعَذابِ إنَّ اللهَ وعَدَكُم وعدَ الحَقِّ والصِّدقِ بالجَزاءِ العادِل و وَعدُتُكم النَّجاة فَأخلَفتُكُم الوَعد ،

( و ما كانَ لي عليكم سُلطانٌ إلاّ أن دعوتُكم فاستَجبتُم لي فلا تَلومُوني و لوُموا أنفُسَكم )

و يقولُ لهُمُ الشَّيطانُ إنّي ما كانَ لي عليكُم سُلطانٌ في الظّاهِر إلاّ أنْ دعوتُكم بِوَساوِسي فاستَجبتُم لي فكانَ عليكُم أن لا تَستجيبوا لي فلا تَلوموُني و لوموا أنفُسَكم الخَبيثَه ،

( ما أنا بِمُصرِخِكُم و ما أنتُم بِمُصرِخيَّ )

فاليوم كُلٌّ مِنّا يَنالُ جزاءَ عِصيانِهِ و عِنادِهِ  فما أنا بِمُنقِذِكُم و مُنجيكُم مِن عذابِكم و ما أنتُم بِمُنقِذِيَّ مِنَ العذاب‌ ،

( إنّي كفَرتُ بما أشرَكتُموني مِن قَبل إنَّ الظّالِمينَ لهُم عذابٌ أليمٌ )

و يَقولُ لهُم إنّي اليوم تَبَرَّءتُ و كفَرتُ بِما أشرَكتُموني مَعَ اللهِ في أعمالكم مِن قَبلُ و اليومُ‌ إنَّ الظّالمينَ حَتماً لهُم عذابٌ مُؤلِمٌ في سَقَر ،

( و اُدخِلَ الّذين آمَنوا و عَمِلوا الصّالِحاتِ‌ جَنّاتٍ تجري مِن تَحتِها الأنهارُ )

و يَومَئِذٍ تَريٰ يا حبيبي قَد اُدخِلَ الّذين آمَنوا بِوِلايَتِكُم أهل البيت (ع) و شيعتكم و عَمِلوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ‌ تَجري مِن خِلالِها الأنهارُ المُتَنَوِّعَةُ ،

( خالِدينَ فيها بِإذنِ رَبِّهم تَحيَّتُهُم فيها سَلامٌ )

و تَراهُم خالِدينَ في الجَنّاتِ إليٰ الأبَدِ‌ بِإذنِ اللهِ تَحيَّتُهُم فيها فيما بَيْنَهُم قولُهُم سلامٌ عليكُم و الملائِكَةُ تُحيّيهِم بِقَولِها سَلامٌ عليكم ،

( ألَم تَرَ كيفَ ضَرَبَ اللهُ مَثلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصلُها ثابِتٌ و فَرعُها في السَّمآء )

نََسألُ إلفاتاً ألَم تَنظُر و تَتَفَكَّر أيّها الإنسانُ كَيفَ يَضرِبُ اللهُ لكَ مَثلاً بِأنَّ كَلِمَةَ وِلايَةَ‌ محمّدٍ و آل محمّدٍ (ص) ألطَّيِّبَه هيَ‌ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصلُها راسِخٌ في الأرضِ و أغصانُها مُنتَشِرَةٌ في الفَضاء ،

( تُؤتي اُكُلَها كُلّ حينٍ بِإذنِ رَبِّها و يَضرِبُ اللهُ الأمثالَ لِلنّاسِ لَعلَّهُم يَتَذَكّرون )

و شَجَرَةُ وِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) تُعطي ثِمارَها النّافِعَةَ كُلَّ حينٍ سوآءً حينَ حُضورِ المَعصومِ أو حينَ ‌غَيْبَتِهِ بإذنِ اللهِ و يَضرِبُ اللهُ الأمثالَ هكذا لِلنّاسِ لَعلّهُم يَتَذكّرونَ أهَمِّيَّةَ‌ وِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) لِيُوابونَهُم ،

( و مَثلُ كَلِمَةٍ خَبيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبيثَةٍ )

و مَثَلُ كَلِمَةُ‌ خِلافَةِ بَني اُمَيّةَ الخَبيثَةَ‌ هِيَ كَشَجَرةِ الحَنظَلِ الخَبيثَةِ لا نَفعَ في ثَمَرِها و لا فائِدَةَ بَل هِيَ أمَرُّ مِنَ العَلقَم ،

( إجتُثَّت مِن فَوْقِ الأرض مالَها مِن قَرارٍ )

و هذِهِ شَجَرةُ بَني اُمَيَّةَ الخَبيثَةَ المَلعونَةَ سَتُقلَعُ مِن جُذورِها و سَتُوءْ تَصَلُ مِن فَوْقِ الأرضِ و لَم يَبقِ لَها قَرارٌ و لا أثَرٌ و لا نَسلٌ ،

( يُثَبِّتُ اللهُ الّذينَ آمَنوا بالقَولِ الثّابِتِ في الحياةِ الدُّنيا و في الآخره )

و نَتيجَةُ المَثَلَيْن أنّهُ يُثَبِّتُ اللهُ الّذين آمَنوا بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) بالقَوْلِ الثّابِتِ عليٰ وِلايَتِهِم في الحياةِ الدُّنيا و عِندَ المَوْت و بَعدَهُ و في الآخِرَةِ و المَحشَر ،

( و يُضِلُّ اللهُ الظّالِمينَ و يَفعَلُ اللهُ ما يشآء )

و يَدَعُ اللهُ الظّالِمينَ في ضَلالَتِهِم عَن آلِ مُحمّدٍ (ص) و شيعَتِهِم و تَركِ وِلايَتِهم و مَوَدَّتِهِم و يَفعَلُ اللهُ ما يَشآءُ بِهِم مِن الإنتِقامِِ و العَذاب ،

( ألَم تَرَ إليٰ الّذينَ بَدَّلوا نِعمَةَ اللهِ كُفراً و أحَلّوا قَومَهُم دارَ البَوار )

نَسألُ تَقريراً ألَم تَنظُر إليٰ أعداءِ آل محمدٍ (ص) الّذين بَدَّلوا نِعمَةَ اللهِ وِلايَة أهلِ البَيْتِ (ع) بالكُفرِ بِوِلايَتِهم و بذلكَ أحَلّوا قَومَهُم و أتباعَهُم مَحَلّ الهَلاكِ و العَذابِ و مَنزِلَ الفَناء ،

( جَهنّمَ يَصلَوْنَها و بِئسَ القَرار )

فَلِتَبديلِهِم نِعمَةَ وِلايَة آل محمدٍ‌ (ص) بالكُفر جَهنّمَ يصلَوْنَها حَتماً جَزآءً و هِيَ بِئسَ المَقَرّ و أسوَء المَصير ،

(‌ و جَعَلَوا لِلّهِ أنداداً لِيُضلّوا عن سبيلِهِ قُل تَمتَّعوا فَإنَّ مَصيركُم إليٰ النّار )

و قَد جَعلوا في الدّنيا لِلّهِ أعداءً و شُركآءَ مِن خُلَفاءِ الجَوْر لِيُضِلّوا عَن سبيلِ اللهِ وِلايَةَ عليٍّ (ع) قُل لهُم يا حبيبي : تَمَتَّعوا بالخِلافَةِ و الحُكمِ فَإنّ مَصيرَكُم إليٰ النّار الجَحيم ،

(‌ قُل لِعِباديَ الّذين آمَنوا يُقيموا الصَّلاةَ و يُنفِقوا مِمّا رزَقناهُم سِرّاً و عَلانِيَةً )

يا رسولَ الله قُل لِعِبادِيَ الّذينَ آمَنوا بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) يُقيموا الصَّلاةَ مِن غَيرِ بِدعَةِ التَّكَتُّفِ و آمّين و يُنفِقوا الخُمسَ و الزَّكاةَ مِمّا رَزقناهُم في السِّرِّ و الجَهر ،

(‌ مِن قَبلِ أن يَأتِيَ يَومٌ لا بَيْعٌ فيهِ و لا خِلال )

مِن قَبلِ أن يَأتِيَ يومُ الحسابِ و لا عَمَلٌ فيهِ و لا يُمكِنُ بَيْعٌ فيهِ فَيُشتَريٰ ثَوابُ عَمَلٍ و لا تُفيدُ فيهِ الخِلَّةُ و الصَّداقَةُ إلاّ لآِلِ مُحمّدٍ (ص) ،

( أللهُ الّذي خَلَقَ السّماواتِ و الأرضَ و أنزَلَ مآءً فَأخرَجَ بهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزقاً لَكُم )

و كَيْفَ يَجعَلونَ الخُلَفاءَ أنداداً لِلّهِ و اللهُ هُوَ الّذي خَلَقَ السّماواتِ و الأرضَ فهُوَ وَلِيُّهُما و أنزَلَ مآءً مَطَراً فَأخَرَجَ بهِ مِنَ الثَّمراتِ المَزروعَةِ رِزقاً لَكُم ،

( و سَخَّرَ لكُمُ الفُلكَ لِتَجرِيَ في البَحرِ بِأمرهِ و سَخَّرَ لَكُمُ الأنهار )

واللهُ سُبحانَهُ هُوَ الّذي سَخَّرَ لكُمُ السُّفُنَ لِتَجري في البِحارِ بِأمرهِ فَتنقُلُكم مَعَ أمتِعَتِكُم و سَخَّرَ لكُمُ الأنهارَ الحُلوَةَ تَستَقونَ مِنها فَهُوَ أوليٰ بالطّاعَة ،

( و سَخَّرَ لكُمُ الشَّمسَ و القَمَرَ دائِبَيْن و سَخَّرَ لكُمُ اللَّيْلَ و النَّهار )

واللهُ جَلَّ جَلالَهُ هُوَ الّذي سَخّرَ لِمَصلَحَتِكُم و مَنفَعَتِكُم كُرَةَ الشَّمسِ و القَمَر جارِيَيْن بِجاذِبيَّةٍ مُعيَّنَةٍ و سَخَّرَ بذلكَ السَّيْرِ منها أللَّيْلُ و النَّهارَ و الفُصولَ ،

( و آتاكُم مِن كُلِّ ما سَألتُموهُ و إن تَعُدّوا نِعمَةَ اللهِ لا تُحصوها )

واللهُ عَزَّوجَلَّ هُوَ الّذي آتاكُم و أعطاكُم مِن كُلِّ ما سَألتُموهُ مِن النِّعَمِ و لَم يَمنَعكُم و إن تَعُدّوا نِعَم اللهِ عليكُم لا تُحصونَ عَدَدها كامِلاً أبَداً ،

( إنَّ‌ الإنسانَ لَظَلومٌ كفّارٌ )

فَمَعَ ذلِكَ كُلِّهِ يُطيعُ المُنافِقونَ الخُلَفاءَ مِن دونِ اللهِ و يُوالونَهُم مِن دونِ آلِ محمّدٍ (ص) إنَّ الإنسانَ المُنافِقَ لَظَلومٌ لِحَقِّ آلِ مُحمّدٍ (ص) و كفّارٌ‌ بِنِعَمِ اللهِ وَ وِلايَتِهِم ،

( و إذ قالَ إبراهيمُ رَبِّ اجعَل هذا البَلَدَ آمِِناً و اجنُبني و بَنيَّ أن نَعبُدَ الأصنام )

و تَذَكّروا إذ قالَ‌ إبراهيمُ بن تارِخ الخَليلُ رَبِّ اجعَل هذا البَلَد بَلَدَ الكَعبَةِ آمِناً مِن القَتلِ و القِتالِ فيهِ و أبعِدني مَعَ أبنائي مِن أن نَعبُدُ الأوثان ،

( رَبِّ إنّهُنَّ أضلَلنَ كثيراً مِنَ النّاسِ فَمَن تَبِعَني فإنّهُ مِنّي و مَن عَصاني فإنّكَ غفورٌ رَحيمٌ )

و قالَ إبراهيمُ إلـٰهي إنَّ الأصنامَ أضلَلن كثيراً مِنَ النّاسِ عَن عِبادَتِكَ فَمَن تَبِعَني في مُحارِبَتِها فإنّهُ مِنّي و مِن أهلِ مِلَّتي و مَن عَصاني فَعَبَدَها فإنّكَ غفورٌ لي رحيمٌ بي فَقَط ،

(‌ رَبّنا إنّي أسكَنتُ مِن ذُرّيَتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحرَّم )

: رَبّنا إنّي أسكَنتُ مِن ذُرّيَتي إسماعيلَ و نَسلِه بِوادي تُهامَةَ غير ذي زَرعٍ عِندَ الكَعبَة بَيْتكَ المُحرَّم بِأمرِك ،

( رَبّنا لِيُقيموا الصّلوة فاجعَل أفئِدَةً من الناس تهوي إليهِم و ارزُقهُم من الثَّمَراتِ لعلَّهُم يشكرون )

:‌ رَبّنا أسكَنتُهُم عِندَ القِبلَةِ‌ ليُقيموا لَكَ الصَّلاةَ و الطَّوافَ حَولَها فاجعَل قُلوباً مِنَ النّاسِ المُؤمِنين تَميلُ إليهِم و ارزُقهُم بِهِم مِنَ الثَّمَراتِ يَجلِبونَها مَعَهُم لعَلّهُم يَشكرونَ نِعَمك ،

( رَبّنا إنّكَ تَعلَمُ ما نُخفي وَ ما نُعلِنُ و ما يَخفيٰ عليٰ اللهِ مِن شَييءٍ في الأرضِ و لا في السّمآء )

:‌ رَبَّنا إنّكَ تَعلَمُ ما نُخفي مِن وِلاءٍ لِمُحمّدٍ و آلِهِ (ص) و ما نُعلِنُ مِنَ التَّوْحيد و ما يَخفيٰ عليٰ اللهِ مِن شَييءٍ مِن حُبٍّ وَ وِلاءٍ و مِن سِرٍّ و خَفاءٍ في الأرضِ و لا في السّمآء‌ ،

( ألحَمدُ لِلّهِ الّذي وَهَبَ لي عليٰ الكِبَرِ إسماعيلَ و إسحاقَ إنّ رَبّي لَسميعُ الدُّعاء )

ثُمَّ أضافَ قائِلاً : ألحَمدُ لِلّهِ الّذي وَهَبَ لي و رَزَقني عليٰ كِبَرِ سِنّي إسماعيلَ مِن هاجَر و إسحاقَ مِن سارَة العاقِر إنَّ ربّي لَسميعُ الدُّعاء ،

(‌ رَبّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ و مِن ذُرّيَتي رَبّنا و تَقَبّل دُعاءِ )

: رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ لكَ عِندَ الكَعبَةِ واجعَل مِن ذُرّيَتي مِن نَسلِ إسماعيلَ مُحمّداً و آلَهُ (ص) و شيعَتِهم مُقيمي الصَّلاة رَبّنا و تَقَبَّل دُعائي لِمُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ‌ (ص)

( رَبّنا اغفِر لي و لِوالِدَيَّ و لِلمُؤمنينَ يَومَ يَقومُ الحِساب )

: رَبَّنا اغفِر لي مُعاشِرَتي لِقَومِ نَمرودَ و لِوالِدَيَّ و اغفِر لِلمُؤمنينَ شيعَة محمدٍ و آل محمدٍ (ص) الطّاهرين يَومَ يقومُ الحِساب بَيْنَ يَدَيْك ،

(‌ و لا تَحسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ ، إنّما يُؤخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأبصار )

و لا تَحسَبَنَّ اللهَ أيُّها الظّالِمُ غافِلاً عَمّا يَعمَلِ الظّالِمونَ لآِلِ مُحمّدٍ (ص) و شيعَتِهم مِن ظُلمٍ فلا يُعاقِبُهُم عليهِ إنّما يُؤخِّرُ عِقابَهُم لِيَومِ الحِسابِ الّذي تَشخَصُ فيهِ‌ أبصارُهُم لِهَوْلِ الحِساب ،

(‌ مُهطِعينَ مُقنِعي رُؤسِهم لا يَرتَدُّ إليهِم طَرفُهُم و أفئِدَتُهُم هَواء )

فَهُم يَومَئذٍ يهرعونَ لِلحسابِ حالِكَوْنِهم يَستُرونَ رُؤسَهُم بِأيديهِم كالقِناعِ خَجَلاً و ذِلّةً لا تَرمُشُ عيونُهُم فَزَعاً‌ و خَوْفاً و قُلوبُهُم طائِشَةٌ  مِن أهوالِ القيامَه ،

( و أنذِرِ النّاسَ‌ يَومَ يأتيهِمُ العَذابُ فَيَقولُ الّذين ظَلَموا رَبّنا أخِّرنا إليٰ أجَلٍ قَريبٍ نُجِب دَعَوتَك )

و أنذِرِ النّاسَ يا رسولَ الله لَوْ خالَفوا عَلِيّاً (ع) جَزاءُهُم يوم يأتيهِمُ العَذابُ الإلـٰهيُّ فيَقولُ الّذين ظَلَموا آلَ محمّدٍ (ص) رَبّنا أخِّرنا إليٰ مُهلَةٍ و فُرصَةٍ و مَوعِدٍ قَريبٍ نُجِبْ دَعوَتَكَ بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) ،

( و نَتَّبِع الرُّسُل ، أوَ لَم تَكونوا أقسَمتُم مِن قَبلُ ما لَكُم مِن زَوالٍ )

فَأمهِلنا كَي نَتَّبِع رَسولَ اللهِ و الأنبياءَ فَنُوالي عَليّاً و أولادَهُ (ع) فَيُخاطِبُهُم رَسولُ اللهِ قائِلاً أوَلَم تكونوا أقسَمتُم مِن قَبلُ يَومَ غديرِ خُمٍ أنّكُم لا تَنحَرِفونَ عَن وِلايَةِ عليٍّ (ع) ،

(‌ و سَكنتُم في مَساكِنِ الّذين ظَلَموا أنفُسَهُم و تَبَيَّنَ لَكُم كَيْفَ فَعَلنا بِهِم و ضَرَبنا لَكُمُ الأمثال )

و مَعذلِكَ‌ قَد سكنتُم في مَساكِنِ الّذين ظَلَموا أنفُسَهُم بِمُخالِفَةِ الأنبياء ، فَأهلَكوا أنفُسَهُم و ظَهَرَ‌ لكُم كَيْفَ فَعَلنا بِهِم مِنَ الهَلاكِ و ضَرَبنا لكُمُ الأمثالَ لِكَي لا تُخالِفوا عَليّاً (ع) ،

(‌ وَ قَد مَكَروا مَكَرَهُم و عِندَ اللهِ مَكرُهُم و إن كانَ مَكرُهُم لِتزول مِنهُ الجِبال )

و قَد مكروا أصحابكَ المُنافِقين مَكرهُم في سَقيفَةِ بني ساعِدَةَ و عِندَ اللهِ مكتوبٌ مَكرهُم مُسَجَّلٌ عليهِم يُحاسِبُهُم عليهِ و إن كانَ مَكرهُم بِغَصْبِ حَقِّ عليٍّ (ع) لَتزولِ منهُ الجبالُ فكيفَ بِإزالَةِ عليٍّ (ع) عَن حَقِّه ؟!

(‌ فَلا تَحسَبَنّ‌َ اللهَ يُخلِفُ وَعدهِ رُسُله إنَّ‌ اللهَ عَزيزٌ ذوانتِقام )

فيا حبيبي لا تَحسَبنّ اللهَ يُخلِفُ وَعْدِهِ لَكَ بِنُصرَةِ أهل بَيْتِك (ع) و إهلاكِ عَدُوّهِم كما لَم يُخلِف وَعدَهُ رُسُلَهُ الماضينَ إنَّ الله عَزيزٌ يُعِزُّ عليّاً (ع) و ذوانتقامٍٍ يَنتَقِمُ مِن أعداءِه ،‌

(‌ يَوْمَ تُبَدّلُ الأرضُ‌ غَيرُ الأرضِ و السماواتِ ‌و بَرَزوا لِلهِ الواحدِ القَهّار )

فَليَتَذكّروا يومَ القيامَةِ يومَ تُبَدّلُ هَيئَةِ الأرض و صِفَتها غيرَ‌ هذهِ الأرضِ إذ لا جِبالَ‌ فيها و لا تِلال و تُبَدَّلُ كُراة السماوات هيآتها ثُمَّ يُبرِزونَ مِن قُبورِهِم لِحسابِ اللهِ الواحِدِ القَهّارِ و جَزاءِه ،

( و تَريٰ المُجرِمينَ يَومَئذٍ مُقَرَّنينَ في الأصفاد )

و تَريٰ يا رسولَ اللهِ المُجرِمينَ المُخالِفينَ لِوِلايَةِ عليٍّ (ع) يَومَئذٍ‌ مَربوطينَ بَعضَهُم بِبَعضٍ في القُيودِ و السَّلاسِلِ و الحِبالِ و الأغلال ،

(‌ سَرابيلُهُم مِن قَطِرانٍ و تَغشيٰ وُجوهَهُمُ النّار )

سَراويلُهُم و قِمصانُهُم و مَلابِسُهُم مُخَطَّةٌ بالزِّفِتِ و القيرِ و النِّفطِ و الكِبريتِ‌ المُشتَعِلَةِ فَتَلفَحُ وُجوهَهُم لَهيبُ النّار ،

( لِيَجزِيَ اللهُ كُلّ نَفسٍ ما كَسَبت إنَّ اللهَ سَريعُ الحِساب )

بالقَطعِ واليَقينِ سَيجزِي اللهُ كُلّ نَفسٍ يَوْمَ القِيامَةِ ما كَسَبَت مِن عَمَلٍ وَ مَكسَبٍ في الدُّنيا إنَّ اللهَ سَريعُ الحِسابِ يَوْم القيامَةِ‌ ،

(‌ هٰذا بَلاغٌ لِلنّاسِ و لِيُنذَروا بِهِ )

هذا الإنذارُ هُوَ بَلاغٌ لِلنّاس بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) يُبَلَّغونَ بهِ كامِلاً فَتَتُمُّ الحُجَّةُ عَلَيهِم و لِكَي يُنذَروا بِذلكَ فلا يَترُكوا وِلايَتَه ،

( وَ لِيَعلَموا أنّما هُوَ إلـٰهٌ واحِدٌ و لِيَذَّكَّرَ أولوا الألباب )

و لِكَي يَعلَموا إنّما الإلـٰهُ المُطاعُ المَعبودُ هُوَ إلـٰهٌ واحِدٌ فلا يجوزُ طاعَةُ  الخُلَفاءِ‌ مِن دونِهِ و لِيَتَذَكَّر أصحابُ العقولِ و القُلوبِ السَّليمَةِ فَيَتَمسَّكوا بِوِلايَةِ عليٍّ و آلِ مُحَمّدٍ (ص)

( صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيم )


نشر في الصفحات 1425-1409 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *