سورة الطَّلاق
2017-04-13
سورة النّازِعات
2017-04-13

(76)
سورة ق=الوَعيد

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ االواجِبِ الوُجودِ ألمُوجودِ ألمُوجِدِ للمَوجوداتِ كُلّها وَ بإسمِ رَحمانيَّتي العامَّةِ لعُمومِ المَوجودات و رَحيميَّتيَ‌ الخاصَّةِ بالمُؤمِنين اُوحي :

(ق)

أرمِزُ إليكَ بِحَرفِ القافِ أحَد الحُروفِ النّورانيَّةِ الأربَعَةَ عَشَر الّتي تُشَكِّلُ جُملَةَ عليٌّ صِراطُ حَقٍّ نُمسِكُه ،

( وَالقُرآنِ المَجيد )

قَسَماً‌ اُقسِمُ بِكَلامي و وَحييَ الّذي أنزَلتُهُ عليكَ لِتُبَلِّغُهُ للنّاسِ القُرآن العَظيم ذِي المَجدِ و العَظَمه ،

( بَل عَجِبوا أن جاءَهُم مُنذِرٌ مِنهُم فقالَ الكافِرونَ هذا شَييءٌ عَجيبٌ )

فَلمّا أبلَغتَهُ لَم يُؤمِنوا بَل تَعَجَّبوا أن جاءَهُم محمّدٌ (ص) رَسولٌ مُنذِرٌ لهُم وَ هُوَ مِنهُم عربيٌّ هاشِميٌّ مَكيٌّ ، فَقالَ الكافِرونَ مِن قُريشٍ هذا شَييءٌ عَجيبٌ يكونُ مُحمّدٌ نَبيّاً ،

(‌ ءَإذا مِتنا و كُنّا تُراباً ذلِكَ رَجعٌ بَعيدٌ )

و قالَ‌ الكافِرون مِن قُريشٍ و بَني اُمَيَّةَ : هل إذا مِتنا و كُنّا تُراباً و رَميماً في القُبورِ نُبعَثُ أحياءً ذلكَ رُجوعٌ مُحالٌ بَعيدٌ وُقوعُهُ ،

(‌ قَد عَلِمنا ما تَنقُصُ الأرضُ مِنهُم وَ عِندَنا كِتابٌ حفيظٌ )

بالتّأكيدِ بسابِقِ عِلمِنا و مَشيئَتِنا يَموتوُنَ فَتُنقِصُ الأرضُ مِن عَدَدِهِم بابتِلاعِ أجسادِهِم و عندنا كتابٌ لأِعمالِهِم سِجِلٌّ مكتوبٌ ،

(‌ بَل كَذّبوا بالحَقّ لمّا جاءَهُم فَهُم في أمرٍ مَريجٍ )

بَل عَلِمنا أنّهُم كَذّبوا بالحَقِّ الّذي بَلَّغَهُم بهِ مُحمّدٌ (ص) مِن وِلايَةِ عليٍّ (ع) لَمّا جاءَهُم عليٰ لِسانِهِ فَهُم في تَشكيكٍ و تَرديدٍ حَوْلَ وِلايَة عليٍّ و وُلدِه (ع) ،

( أفَلَم يَنظُروا إليٰ السَّماءِ فَوقَهُم كَيفَ بَنيناها و زَيّناها و مالَها مِن فُروجٍ ؟ )

أفَلا ينظُرونَ نَظَر تَدَبُّرٍ إليٰ السّماءِ فَوقَ رُؤسِهم لِيَعرِفوا كيفَ بَنَيناها بِقُدرَتِنا بالجاذِبيَّةِ و زَيّناها بالكَواكِبِ و ليس فيها عُيوبٌ و شُقوقٌ فكذلكَ سمآء الوِلايَةِ زَيّناها بمُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) ،

( و الأرضَ مَددناها و ألقَيْنا فيها رَواسِيَ و أنبَتنا فيها مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهيجٍ )

أفَلَم يَنظُروا إليٰ الأرضِ كَيْفَ مَددناها و دَحوْناها و ألقَينا فيها جِبالاً‌ رَواسِيَ ثابِتاتٍ و أنبَتنا فيها نَباتاتٍ من كُلِّ نَوْعٍ جَميلٍٍ ذات بَهجَةٍ ؟،

( تَبصِرَةً و ذِكريٰ لِكُلّ عَبدٍ مُنيبٍ )

كُلّ ذلكَ تَبصِرَةً مِنّا تُبَصِّرُكُم و ذِكريٰ تُذَكِّرُ بوجوبِ وِلايَةِ مُحمّدٍ و آل محمدٍ كُلَّ عَبدٍ مُؤمِنٍ بِوِلايَتِهم مُنيبٍ إليٰ الحَقِّ و العَدل ،

( و نَزَّلنا مِنَ السّماءِ مآءً مُبارَكاً فَأنبَتنا بهِ جَنّاتٍ و حَبَّ الحَصيد )

و نَزّلنا بِبَركَةِ مُحمّدٍ و آلِهِ (ص) مِنَ السَّماءِ مآءً مَطَراً مُبارَكاً كَثيرَ الخَيْرِ و البَرَكَةِ فَأنبَتنا بهِ بَساتينَ و مَزارِعَ و الحُبوب المَحصودَةَ كالبُرِّ و الشَّعير ،

( والنَّخلَ باسِقاتٍ لَها طَلعٌ نَضيدٌ )

و أنبَتنا بهِ النَّخلَ مُرتَفِعاتٍ طويلاتٍ لَها طَلعٌ مَنضودٌ مُنَظَّمٌ يكونُ رُطَباً و تَمراً تأكُلوهُ ،

( رِزقاً لِلعبادِ و أحيَيْنا بهِ بَلدَةً مَيتاً كذلِكَ الخُروج )

كُلّ ذلِك جَعَلناهُ رِزقاً لِلعبادِ الّذينَ يَعبُدونَ اللهَ و إن شارَكَهُم فيهِ غَيرَهُم و أحيَيْنا بهِ بَلدَةً‌ قاحِلَةً يابِسَةً فكذلِكَ سيَكونُ بَعثَكُم و خُروجَكُم مِنَ القَبر ،

(‌ كَذَّبَت قَبلَهُم قَومُ نوحٍ و أصحابُ الرَّسِّ و ثَمودٌ و عادٌ و فرعونُ و إخوانُ لوط )

إن كَذَّبتكَ قُريش يا حبيبي فَقَد كَذَّبَت قَبلَهُمُ الأنبياءَ مِن قَبلِكَ قَومُ نوحٍ‌ نوحاً و أصحابُ الرَّسّ بِئرِ ثَمودٍ و هُم قَومُ ثَمود هُوداً و قُومُ فرعونُ موسيٰ و إخوانُ لوطٍ لوطاً ،

( و أصحابُ الأيكَةِ و قَومُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعيدِ )

و كَذَّبَ أصحابُ الأيكَةِ الشَّجَرةِ شُعَيْباً و قَوْمُ تُبَّعٍ مَلِكِ اليَمَنِ كَذّبوهُ حينَ أسْلَمَ فأولئِكَ كُلٌّ كَذّبَ الرُسُلَ فَحَقّ عليهِم وَعيدي بالعَذاب ،

( أفَعَيْينا بالخَلْقِ الأوّلِ بَل هُم في لبسٍ مِن خَلقٍ جَديد )

نَسألُ إنكاراً هَل عَجَزنا و تَعِبنا عِندَ خَلقِنا لِلخَلقِ إبتداءً حتّيٰ يكونَ إعادَتُهُ علَينا صَعباً ؟ كَلاّ بَل هُم في شَكٍّ مِن بَعثٍ مُجَدّدٍ ،

( و لَقَد خَلَقنا الإنسانَ و نَعلَمُ ما تُوَسوِسُ بهِ نَفسُهُ و نَحنُ أقرَبُ إليهِ مِن حَبلِ الوَريد )

و بالتّأكيدِ لَقَد خَلَقنا الإنسانَ مِن مادَّةٍ و روُحٍ و غَريزَةٍ و نَعلَمُ ما تُوَسوِسُ بهِ نَفسُهُ مِنَ الشّكوكِ و نَحنُ أقرَبُ إليٰ نَفسِهِ مِن عِرقِ وَريدِهِ إليٰ قَلبِه ،

( إذ يَتَلقّيٰ المُتَلّقيان عَنِ اليَمينِ و الشِّمالِ قَعيد )

و نَعلَمُ ما تُوَسوِسُ بهِ نَفسُهُ إذ يَكتُبُهُ و يُسَجِّلهُ المَلَكانِ الرَّقيبانِ العَتيدان المُتَلَقِّيانِ أعمالَهُ عَنِ اليَمينِ و اليَسارِ قاعِدانِ لِلكِتابَةِ ،

( ما يَلفِظُ مِن قَوْلٍ إلاّ لَدَيْهِ رَقيبٌ عَتيدٌ‌ )

ما يَتَلَفَّظُ الإنسانُ مِن قَوْلٍ و كَلامٍ إلاّ جالِسان لَدَيْهِ مَلكَيْنِ أحدُهُما الرَّقيبُ و الثّاني ألعَتيدُ يُسجِّلانَهُ و يَكتُبانَهُ عليهِ ،

( و جاءَت سَكرَةُ المَوْتِ بالحَقِّ ذلِكَ ما كُنتَ مِنهُ ‌تَحيدُ )

و حينَما يَفقِدُ وَعيَهُ و عَقلَهُ عِندَ حُلولِ المَوْتِ بِأجَلِ اللهِ المُحدَّدِ يَقولانِ لَهُ المَلَكان : ذلِك الحالُ هُوَ ما كُنتَ مِنهُ تَهرَبُ و تَبتَعِدُ ،

( و نُفِخَ في الصُّورِ ذلكَ يومُ الوَعيد )

و بَعدَ المَوْتِ حينَ البَعثِ يَنفُخُ إسرافيلُ في البُوقِ نَفخَةَ الحَشرِ بِأمرِ اللهِ فذلِكَ اليَومُ ، يَومُ الوَعيدِ لِمُنكِرِهِ ،

( و جآءَت كُلّ نَفسٍ مَعَها سائِقٌ و شَهيدٌ )

عندئِذٍ تَجييءُ‌ كُلّ نَفسٍ بَشَريَّةٍ لِلحسابِ و الميزانِ والصِّراطِ و مَعَها سائِقٌ يَسوقُها مِنَ المَلائِكَةِ و شاهِدٌ مَعصومٌ مِن آلِ مُحمّدٍ (ص) يَشهَدُ عليها ،

( لَقَد كُنتَ في غَفلَةٍ مِن هذا فَكَشفنا عَنكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ اليومَ حَديد )

فَيَقولُ لَهُ الشّاهِدُ مِن آلِ مُحمّدٍ (ص) : لَقَد كُنتَ في غَفلَةٍ عَن إمامَتي و عَن شَهادَتي عليكَ واليومُ كَشَفنا عنكَ غِطاءَ الغَفْلَةِ فَبَصَرُكَ اليومَ حادُّ النَّظَر ،

( ‌و قالَ قَرينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتيد ألقِيا في جَهنَّمَ كُلّ كفّارٍ عَنيدٍ )

و يَقولُ المَلَكُ الّذي يَسوقُهُ هذا الّذي لَدَيَّ و في يَدي مُعتَدٍ ظالِمٍ لآِلِ محمّدٍ (ص) فيا مُحمَّدُ و يا عليُّ ألقِيا في جَهنَّم كُلَّ كفّارٍ بِوِلايَتِكُم عَنيدٍ لكُم ،

( مَنّاعٍ لِلخَيرِ مُعتَدٍ مُريب )

:‌ألقِيا في جَهَنَّمَ يا سِيَّديَّ اليومَ كُلّ مَنّاعٍ لِلخُمسِ غاصِبٍ لِحَقِّكُم مُعتَدٍ عليٰ أهلِ بَيْتِكُم و شيعَتِكُم شاكٍّ في وِلايَتِكُم ،

(‌ ألّذي جَعَلَ مَعَ اللهِ إلـٰهاً آخَرَ فَألقِياهُ في العَذابِ الشَّديد )

هُوَ الّذي جَعَلَ مَعَ اللهِ إلـٰهاً آخَرَ يُطيعُهُ دونَ اللهِ مِن خُلَفاءِ الجَوْرِ فَألقِياهُ يا سِيّدَيَّ في العَذابِ الشَّديدِ في جَهنَّم الحريق ،

( قالَ قَرينُهُ رَبّنا ما أطغَيتُهُ و لكِن في ضَلالٍ‌ بَعيد )

فَيَقولُ قَرينُهُ في الدُّنيا و خَليفَتُهُ و إمامُهُ الظّالِمُ : رَبّنا أنا ما دَعَوتُهُ لِلّطُغيانِ والضَّلالِ و لكِن هُوَ كانَ بإختيارِهِ في ضَلالٍ بَعيدٍ عَن وِلايَةِ آلِ مُحمّدٍ (ص) ،

( قالَ لا تَختَصِموا لَدَيَّ و قَد قَدَّمتُ إليكُم بالوَعيد )

‌فَيَقولُ رَسولُ اللهِ عَن لِسانِ اللهِ لا تَخْتَصِموا لَدَيَّ اليومَ يا أعداءَ أهل بَيْتي و قَد سَبَقَ أن أتمَمتُ عليكُم الحُجَّةَ و قَدَّمتُ إليكُم بالوَعيدِ إن لم تُؤمِنوا بِوِلايَةِ أهل بَيْتي ،

( ما يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ و ما أنا بِظَلاّمٍ لِلعَبيد )

و يَقولُ لهُم ما يُبَدَّلُ القَوْلُ الّذي سَبَقَ لَدَيَّ بَل يكونُ ما قُلتُ لكُم سابِقاً‌ مِنَ الوَعيدِ و ما أنا بِظَلاّمٍ لِلعبادِ بَل أنتُم ظَلَمتُم أنفُسَكُم ،

(‌ يَومَ نَقولُ لِجَهنَّمَ هَل امتَلَأتِ ؟ و تَقولُ هَل مِن مَزيدٍ )

فذلِكَ اليومُ يومٌ نقولُ عليٰ لِسانِ عَليٍّ (ع) قَسيمِ النّارِ لجَهنَّمَ هَلِ امتَلَأتِ مِنَ الكافِرينَ و المُنافِقين ؟ فَتَقولُ هَل مِن مَزيدٍ مِن أعداءِكَ اُحرِقُهُم ؟

( و اُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتّقينَ غَيرَ بَعيدٍ )

و في ذلكَ اليومِ تُقَربُ و تُزَيَّنُ الجَنَّةُ لِلمُتّقينَ المُوالينَ لِمُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ (ص) الطّاهِرينَ يَرَوْنَها فَيَعبُرونَ الصِّراطَ إليها بِسُرعَةٍ ،

( هذا ما تُوعَدونَ لِكُلِّ أوّابٍ حَفيظٍ )

فَيَقولُ لَهُم إمامُهُم عليّ بن أبيطالب (ع) قَسيمُ الجَنَّةِ بَعدَ أن يُعطيهِم جَوازَ عُبورِ الصِّراطِ و دُخولِ الجَنَّةِ هذا ما كنتُم تُوعَدونَ‌ بهِ جَزاءً لِكُلّ أوّابٍ عَن طاعَةِ الخُلَفاءِ إليٰ طاعَتِنا حَفيظٍ لِعَهدِ وِلايَتِنا ،

( مَن خَشِيَ الرَّحمانَ بالغَيْبِ و جآءَ بِقَلبٍ مُنيبٍ )

مَن خافَ اللهَ واتّقاهُ و إن لَم يَرَهُ و آمَنَ بِوَعدِهِ و وَعيدِهِ عليٰ الغَيْبِ و جآءَ رَبَّهُ بِقَلبٍ مُقبِلٍ عليٰ مَوَدَّةِ وَ‌ وِلايَةِ مُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ (ص) ،

( اُدخُلوها بِسَلامٍ ذلكَ يَومُ الخُلُود )

و يقولُ لَهُم عليّ بن أبيطالِبٍ (ع) اُدخُلوا الجَنَّةَ بِسَلامَةٍ مِن كُلِّ أذيًٰ‌ و أمنٍ مِن كُلِّ خَوفٍ و سَلامٍ مِنَ اللهِ عَليكُم فَذلِكَ هُو يَومُ الخُلودِ فيها إليٰ أمنٍ مِن كُلِّ خَوفٍ و سَلامٍ مِنَ اللهِ‌ عَليكُم فذلكَ هو يَومُ الخُلُودِ فيها إليٰ الأبَد ،

(‌ لَهُم ما يَشآؤن فيها و لَدَيْنا مَزيد )

و لِلشّيعَةِ المُوالينَ في الجَنَّةِ ما يُريدونَ و يَطلُبُونَ و يَتَمَنَّوْن و يَأمُلون مِنَ الَّلذائِذِ و لَدَيْنا في الجَنّةِ مُعَدٌّ لَهُم مَزيدٌ مِنَ النِّعَم ،

( و كَم أهلَكنا قَبلَهُم مِن قَرنٍ هُم أشَدُّ مِنهُم بَطشاً فَنَقّبوا في البِلادِ هَل مِن مَحيصٍ )

فَليَعتَبِر أعداء آل محمّدٍ (ص) و المُنافِقين كَم أهلَكنا قَبلَهُم مِن اُمَّةٍ و أقوامٍ كانوا هُم أشَدّ مِن قُريشٍ قُوَّةً فَفَتّشوا في البِلادِ عَن طريقٍ لِلهُروبِ مِنَ المَوْتِ و لَم يَجِدوا ،

(‌ إنَّ في ذلِكَ‌ لَذِكريٰ لِمَن كانَ لهُ قَلبٌ أو ألقيٰ السَّمعَ و هُوَ شَهيدٌ )

إنَّ في ذلِكَ الوَصف لَهُم لَتَذكِرَةٌ وعِظَةٌ لِمَن كانَ لهُ قَلبٌ واعٍ أو ألقيٰ السَّمعَ لإبلاغِ النَّبيّ و هُوَ‌ يَشهَدُ خُطبَةَ الغَديرِ في حَقِّ عليٍّ (ع) ،

( و لَقَد خَلَقنا السَّماواتِ و الأرضَ و ما بَيْنَهُما في سِتّةِ أيّامٍ و ما مَسَّنا مِن لُغوبٍ )

و بالتأكيدِ لَقَد خَلَقنا السّماواتِ و الأرضَ و ما بَيْنَهُما مِنَ المَلَكِ و الإنسِ والجِنِّ و الحيوانِ و النَّباةِ في سِتَّة مَراحِلَ و ما نالَنا مِن خِلقَتِها تَعَبٌ و إعياءٌ ،

(‌ فاصبِر عليٰ ما يَقولونَ و سَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ و قَبلَ الغُروب )

فاصبِر يا حبيبي عليٰ ما يَقولُ المُنافِقونَ فيكَ و في عَليٍّ (ع) و سَبِّح و قَدِّس و احَمد رَبَّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ فَجراً و عَصراً قَبلَ الغُروبِ يَكفيكَهُم

( وَ‌ مِنَ الّليْلِ فَسَبِّحهُ و أدبارِ السُّجود )

و مِنَ اللَّيْل فَسَبِّحِ اللهَ بِنَوافِلِ العَشائَيْنِ و بِنافِلَةِ‌ اللّيْل في أدبارِ الصَّلاة الواجِبَةِ مَعَ الشَّفعِ و الوِتر ،

( واستَمِع يَومَ يُنادي المُنادي مِن مَكانٍ قَريبٍ‌ )

واستَمِع يا حبيبي يَوْمَ يُنادي المُنادي وَلَدُكَ المَهديُّ (ع) مِن مَكانٍ قَريبٍ مِنَ الكَعبَةِ المُقَدَّسَةِ يا لَثاراتِ جَدَّتي فاطِمَه (ع) ،

( يَوْمَ يَسمَعونَ الصَّيْحَةَ بالحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الخُروج )

يَوْمَ يسمَعونَ أعداءَ آل مُحمّدٍ (ص) الصَّيْحَةَ والهُتافَ بالحَقِّ مِن جَبرئيلَ بِإسمِ المَهديّ القائِمِ (ع) ذلِكَ يَوْمُ خُروجِ المَهديِّ لِلإنتِقام ،

( إنّا نَحنُ نُحييِ ، و نُميتُ و إلينا المَصير )

إنّا نَحنُ نُحيي الأرضَ بِعَدلِ المَهديِّ (ع) و حُكومَةِ الحَقِّ فَيَملَاُها قِسطاً و عَدلاً و إنّا نَحنُ نُميتُ الخَلائِقَ عِندَ السَّاعَةِ و إلَيْنا مَصيرهُم ،

(‌ يَوْمَ تَشَقَّقُ الأرضُ سِراعاً ذلكَ حَشرٌ عَليْنا يَسير )

و يَصيرونَ إلينا يَومَ البَعثِ تَنشَقُّ الأرضُ عَنهُم فَيَخرُجونَ بِسُرعَةٍ ذلكَ حَشرٌ لِلخَلائِقِ علَينا سَهلٌ بَسيطٌ ،

(‌ نَحنُ أعلَمُ بِما يَقولونَ و ما أنتَ عليهِم بِجَبّارٍ )

نَحنُ أعلَمُ مِنَ النّاسِ بِما يَقولونَ أعداءُ عليٍّ (ع) فيهِ وَ ما أنتَ مُكلَّفٌ عليهِم تُجبِرُهُم إجباراً بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) بَل تُبَلِّغُهُم فَقَط ،

( فَذَكِّر بِالقُرآنِ مَن يَخافُ وَعيد )

فَذَكِّر النّاسَ يا حبيبي بِالقُرآنِ و آياتِهِ النّازِلَةِ بِشَأنِ وِلايَة أهلَ بَيْتِكَ مَن يَخافُ وَعيدَ اللهِ وَ عَذابَهُ .

( صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1467-1458 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *