سورة ق
2017-04-13
سورة الإنفطار
2017-04-13

(77)
سورة النّازِعات

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ ذي الجَلالِ و الكَمالِ خالِقِ الأرواحِ و الأشباحِ والإصباح و بإسمِ رحمانيَّتيَ الواسِعَةِ و رحيميَّتيَ الخاصَّةِ بالمُؤمِنين اُوحي :

(‌ وَالنّازِعاتِ غَرقاً )

قَسَماً بِمَلائِكَتيَ المُوكَّلَةِ‌ لِقَبضِ أرواحِ أعداءِ آلِ مُحمّدٍ‌ (ص) الكُفّار ، و المُنافِقينَ تَنزَعُها بِعُنفٍ و شِدَّةٍ و غَضَبٍ و غَيْظٍ‌ ،

( وَالنّاشِطاتِ نَشطاً )

و قَسَماً بِمَلائِمكَةِ رَحمتيَ المُوَكَّلينَ لِإئتِمانِ أرواحِ شيعَةِ آل مُحمّدٍ (ص) بِسُرورٍ و فَرَحٍ و نِشاطٍ بِشَمِّ وَردٍ أو عِطرٍ مُنَشِّطٍ ،

( وَالسّابِحاتِ سَبحاً )

و قَسَماً بِملائِكَتيَ المُقرَّبينَ السّابِحين الطّائِرينَ حَوْلَ العَرشِ المُحدِقينَ بِعَرشِ قُدرَةِ اللهِ يَطوفونَ حَوْلَهُ سَبحاً ،

( فَالسّابِقات سَبقاً )

و قَسَماً بِمَلائِكَتِيَ السّابقاتِ‌ بِأرواحِ المُؤمِنينَ المُوالِينَ لِمُحمّدٍ و آلِهِ الطّاهِرينَ إليٰ الجَنَّةِ فَتَسبِقُ بِهِم أرواحَ غَيرِهِم سَبقاً .

( فَالمُدَبِّرات أمراً )

و قَسَماً بِالمَلائِكَةِ العِظامِ كَجَبرَئِيلَ و ميكائِيلَ و دَردَائِيلَ و إسرافيل المُوَكَّلهِ‌ بِتَدبيرِ الأقدارِ و الأرزاقِ و الآجالِ و الأعمارِ و إنزالِها لَيْلَةَ القَدرِ عليٰ إمامِ الزَّمانِ المَعصومِ (ع) ،

( يَوْمَ تَرجُفُ الرّاجِفَةُ تَتبَعُها الرّادِفَةُ )

فَقَسماً بِكُلّها سَيأتي يَومٌ تَرجُفُ فيهِ الأرض الرّاجِفَةُ و تَهتَزُّ و تُزَلزَلُ ثُمَّ تَتَبَعُ الرَّجفَةَ والهَزَّةَ القِيامَةُ الرّادِفَةُ لِلأمواتِ في الحَشر ،

(‌ قلوبٌ‌ يَومَئِذٍ واجِفَةٌ أبصارُها خاشِعَه )

فيَومَئِذٍ ستكونُ قلوبٌ خائِفَةٌ مُضطَرِبَةٌ ‌و هيَ قُلوبُ أعداءِ آلِ مُحمّدٍ (ص) و تكونُ أبصارُهُم غاضَّةٌ مُنتَكِسَةٌ ذَليلَةٌ‌ ،

( ‌يَقولون ءَإنّا لَمَردودونَ في الحافِرةِ ءَإذا كُنّا عِظاماً نَخِرَة ؟ قالوا تِلكَ إذاً كَرَّةٌ خاسِرَة )

يقولونَ المُنافِقونَ ‌إستهزاءً هَل إنّا سَوفَ نُرَدُّ أحياءً في حُفرَتِنا ؟ و قُبورِنا بَعدَ أن كُنّا عِظاماً بالِيَةً كما يقولُ مُحمّدٌ ؟ ثُمَّ قالوا : إن كانَ كما يَقولُ فَتِلكَ إذاً رَجعَةٌ لَنا خاسِرَةٌ‌ ،

(‌ فإنّما هِيَ زَجرَةٌ واحِدَةٌ‌ فإذا هُم بالسّاهِرَه )

فَلَيْسَت الكَرَّةُ إلاّ هِيَ زَجرَةٌ و نَفخَةٌ واحِدَةٌ بِمَشيئَتِنا فإذا هُم عليٰ أثَرها يُحشَرونَ مِن حُفرَتِهم بالسّاهِرَة مَيدان الحَشرِ الصّافِيَه ،

(‌ هَل أتاكَ حديثُ موسي ؟ إذ ناداهُ رَبُّهُ بالوادِ المُقَدَّسِ طُويٰ )

فيا حبيبي إنَّ لِكُلِّ موسيٰ فرعون زمانه فَهل أتاكَ حديثُ قِصَّةِ تاريخِ موسيٰ بن عمران ؟ إذ ناداهُ اللهُ في الوادي الغَريِّ المُقدَّسِ البَعيدِ عَن سينآء مُكلِّفاً‌ ،

( إذهَب إليٰ فِرعون إنّه طغيٰ فقل هل لَكَ إليٰ أن تَزَكّيٰ و أهدِيَكَ الي ربك فتَخشيٰ ؟ )

إذهب يا موسيٰ إليٰ فرعون مصر إنّه طغيٰ و تجبَّر و ادَّعيٰ الرُّبوبيَّة فقل له يا فرعون هل لكَ إستعدادٌ إليٰ أن تَتَزَكّيٰ مِنَ الكُفر و اُرشِدُكَ إليٰ خالقك فتَخافَهُ مِن إدّعاءِكَ الرُّبوبيَّةَ ؟ ،

( فأراهُ الآيةَ الكُبريٰ فكذَّب و عصيٰ ثُمَّ أدبَرَ يَسعيٰ )

فأراهُ المُعجِزة الإلـٰهيَّة و الآيةَ العظيمةَ عليٰ صِحَّةِ دَعواهُ و رِسالَتِهِ عَصاهُ الّتي بِيَدِهِ فكذّب بذلكَ فرعونُ و عصيٰ اللهَ ثُمَّ أعرَضَ عن موسيٰ يَسعيٰ نَحوَ السَّحَره ،

( فَحَشَر فَنادي فَقال أنا رَبّكُمُ الأعليٰ )

فَجَمَعَ النّاسَ و السَّحَرَةَ فناديٰ بِأعليٰ صَوتِهِ مُعلِناً يا شَعبَ مِصر أنا ربّكُم الأعليٰ دَرَجَةً و قُوَّةً‌ مِن رَبِّ موسيٰ ،

( فَأخَذَهُ اللهُ نَكالَ الآخِرَةِ و الاُوليٰ إنَّ في ذلِك لَعِبرَةً لِمَن يَخشيٰ )

فَنَتيجَة لذلك أخَذَ اللهُ فرعونَ بِعقابِ الدُّنيا و الآخِرَةِ فأغرَقَهُ في النّيل ثُمَّ أدخَلَهُ الجَحيمَ إنَّ‌ في ذلِكَ لَعِبرَةً لِمَن يَخاف نَكالَ اللهِ و عِقابِهِ فيُوالي عليّاً (ع) ،

‌( ءَأنتُم أشَدُّ خَلقاً‌ أمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمكَها فَسوّاها و أغطَشَ لَيْلَها و أخرَجَ ضُحاها )

هَل أنتُم يا أعداءَ آلِ مُحمّدٍ (ص) أصعَبُ خِلقَةً و إيجاداً‌ عليٰ اللهِ ، أمِ السَّماء الّتي بَناها فَرَفَعَ سُمكَ مَجرّاتِها فَعَدّلَها بالجاذِبيَّةِ و أظلَمَ لَيْلَ سماءِ الأرضِ و أخرَجَ ضُحاها بالشَّمس ،

(‌ والأرضَ بَعدَ‌ ذلِكَ دَحاها أخرَجَ مِنها ماءَها و مَرعاها و الجِبالَ أرساها مَتاعاً لَكُم و لِأنعامِكم )

ثُمَّ الأرضَ بَعدَ تَسوِيَةِ المَجَرَّة دحاها و بَسَطها مِن تَحتِ الكَعبَةِ و أخرَجَ مِنها عِيونَ ماءِها و مَراعيها و الجِبالَ أثبَتَها أوتاداً كُلّ ذلِكَ مِتعَةً لكُم و لِأنعامِكُم الثَّلاثَةِ و غيرها ،

(‌ فإذا جآءَتِ الطّامَةُ الكُبريٰ يَوْمَ يَتَذكَّرُ الإنسانُ ما سَعيٰ و بُرِّزَتِ الجَحيمُ لِمَن يَريٰ )

فَتَذَكّروا حينَما تَجييءُ الدّاهِيَةُ‌ الدَّهاءُ القِيامَة الّتي تَطُمّ الدَّواهي فَفي ذلِكَ اليَوْم يَتَذَكَّرُ الإنسانُ ما سَعيٰ في الدّنيا نَحوَ خَيْرٍ أو شَرٍِّ و اُبرِزَت جَهنَّمُ بِنِيرانِها لِلنُّظّارِ ،

( فأمّا مَن طَغيٰ و آثَرَ الحياةَ الدّنيا فإنَّ الجَحيمَ هيَ المَأويٰ )

فيَومئذٍ فكلُّ مَن طَغيٰ و عَصيٰ اللهَ و لَم يُوالِ محمّداً و آل محمدٍ (ص) و آثَرَ شَهَواتِ الحياةِ الدُّنيا عليٰ الآخِرَة فإنَّ الجَحيمَ هِيَ المَسكَنُ و المَلجَأُ لَهُ حَتماً ،

( و أمّا مَن خافَ مَقامَ رَبِّه و نَهيٰ النَّفسَ عَنِ الهَويٰ فإنَّ الجَنّةَ هِيَ المأويٰ )

و أمّا حالُ مَن خافَ مَقامَهُ أمامَ رَبِّه يوم القيامَةِ و نَهيٰ نَفسَهُ عنِ الهَويٰ المُحَرَّمَةِ فإنَّ الجَنَّةَ هي مأواهُ و مَقَرُّهُ ،

(‌ يَسألونَكَ عنِ السّاعَةِ أيّانَ مُرساها ؟ )

يا رَسولَ الله إنَّ اُمَّتِكَ يسألونَكَ عَن مَوعِدِ السّاعَةِ و القيامَةِ مَتيٰ يكون رُسُوُّها وَ وُقوعُها وَ حُدوثُها ؟؟،

( فِيمَ أنتَ مِن ذِكراها إليٰ رَبِّكَ مُنتهاها )

فأجِبْ يا حبيبي هذا السّائِل عَنِ السّاعَةِ و قُل لَهُ فِيمَ أنتَ و ما يُفيدُكَ ذِكريٰ السّاعَةِ و مَوعِدها ؟ إليٰ اللهِ مُوْكولٌ إعلان مُنتهيٰ وَقتها ،

(‌ إنّما أنتَ مُنذِرُ مَن يَخشاها )

فَلَسْتَ أنتَ يا رسولَ اللهِ إلاّ مُنذِرٌ بِها مَن يَخافَها و يَخشيٰ حِسابَها و عِقابَها و أما تَحديدُ ساعَتِها فَلَيْسَ مِن واجِبِكَ و لا تُخبِر بِهِ ،

(‌ كأنَّهُم يَومَ يَرَوْنَها لَم يَلبَثوا إلاّ عَشِيَّةً‌ أو ضُحاها )

كأنَّ حالُهُم يَوْمَ يَرَوْنَ القِيامَة أنَّهُم لَم يَلبَثوا في قُبورِهِم أمواتاً سِويٰ بِمِقدارِ لَيْلَةٍ أو ضَحوَةِ نَهارٍ فَلِماذا يَسألونَ عَن وَقتِها ؟ .

( صَدَقَ اللهُ العليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1471-1468 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *