سورة الكَهف
2017-04-14
سورة ألشَّفاعَه
2017-04-14

(88)
سورة النَّجْمْ

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ الواجبِ الوُجود المُنَزَّهِ عن جميعِ النّقائِصِ والحَدِّ وَ الجِسمِ و بإسمِ رحمانِيَّتي و رحيميَّتي أبدَاءُ الوحيَ :

( والنَّجم إذا هَويٰ )

قَسَماً بالنَّجمِ و بِالحُسَيْنِ الشَّهيد حينَ يَهويٰ صَريعاً عليٰ رَمضاءِ كَربلاء و هو نَجمُ سمآءِ الإمامَةِ و الوِلايَةِ و أهلُ البَيْتِ (ع) أمانٌ لِأهلِ الأرض كما أنّ النّجومَ أمانٌ لأِهلِ السَّماء ،

(‌ ما ضَلَّ صاحِبُكُم و ما غَويٰ )

ما ضَلَّ صاحِبُكُمُ‌ الأمينُ مُحمّدٌ (ص) عن جادَّةِ الحَقِّ و الهُديٰ والعَدلِ و ما اتَّبَعَ الغَيَّ حينَما نَصَبَ عَلِيّاً (ع) لِلخِلافَةِ من بَعدِهِ أيّها القُرَشِيّون و يا بَني اُمَيَّة و حِزبهم ،

( و ما يَنطِقُ عَنِ الهَويٰ )

و ما يَنطِقُ رسولُ اللهِ (ص) عَنِ الهَويٰ الأمّارَةِ بالسّوءِ أبَداً لِعِصمَتِهِ عن الإثمِ و الخَطَاءِ والسَّهوِ‌ والنِّسيانِ و الخَطَلِ والزَّلَل ،

( إن هُوَ إلاّ وَحيٌ يُوحيٰ )

و ما هُوَ إلاّ وَحيٌ إليهِ مِنَ اللهِ عَزَّ و جَلَّ بِواسِطَةِ جَبرَئيل الأمين يأمُرُهُ بِإبلاغِهِ إليكُم و إليٰ النّاسِ كافّةً ،

( عَلّمَهُ شَديدُ القُويٰ )

عَلَّمَ محمّداً (ص) بِأنْ يَجعَلَ عَلِيّاً‌(ع) وَصِيّاً و خليفَةً‌ و إماماً و وَلِيّاً رَبُّهُ تَعاليٰ جَلَّت عَظَمتُهُ و قُدرَتُهُ و مَشيئَتُهُ و هو أقدَرُ القادِرينَ وأقهَرُ القاهِرين ،

( ذو مِرَّةٍ فاستَوي )

و مُحمّدٌ (ص) هو ذو سَدادٍ وَ رَشادٍ و حَصافةٍ في العَقلِ و كَمالٍ في الفَهمِ و الإستدراكِ والشُّعورِ واليَقظَةِ ، فاستَويٰ فوقَ السماواتِ السَّبعِ في مِعراجِهِ ،

( و هُوَ بالاُفِقِ الأعليٰ )

فاستَقَرَّ بالاُفِقِ الأعليٰ مِن آفاقِ السّماواتِ و الأرضين كُلّها عِندَ العَرشِ الإلـٰهيّ حيثُ قالَ‌ لَهُ جَبرَئيل لَوْ دَنَوْتُ قَيْدَ أنحُلَةٍ لاحتَرَقتُ ،

(‌ ثُمَّ دنا فَتَدَلّيٰ )

ثُمَّ دنا مِن نورِ ذاتِ اللهِ عَزَّوجَلَّ وحدَهُ فَتَدلّيٰ بِذَيْلِ نُورِهِ الأقدَس و تَعَلَّقَ بِأذيالِ عَرشِهِ كما كان‌َ قَبلَ‌ خِلقَةِ العَوالِمِ بِأربَعَةَ عَشَرَ ألفَ سَنَةٍ‌ مِن قَبلُ ،

(‌ فَكانَ قابَ قَوْسَيْن أو‌ أدنيٰ )

فكانَ مُحمّدٌ (ص) في تَدَلّيهِ بِنورِ ذاتِ اللهِ الأقدَسِ فَوْقَ العَرشِ في قربهٍ إليٰ اللهِ تَعاليٰ كتَقارُبَ قابَ قَوْسَيْنِ مُتَقابِلَيْنِ أو أدنيٰ مِن ذلِكَ لِفِناءِ ذاتِهِ في ذاتِ اللهِ تَعاليٰ،

(‌ فَأوْحيٰ إليٰ عَبدِهِ ما أوْحيٰ )

فعندئذٍ أوْحيٰ اللهُ إليٰ عَبدِهِ مُحمّدٍ (ص) ما اُوْحيٰ بِشَأنِ وِلايَةِ عليٍّ (ع) و إمامَتِهِ و خِلافَتِهِ وَ وِصايَتِهِ مِن بَعدِهِ و مِن ثَمَّ إمامَةِ وُلدِهِ المَعصومين (ع) مِن بَعدِهِ ،

( ما كَذَبَ الفُؤادُ ما رَأيٰ )

و ما أنكَرَ قَلبُ النَّبيِّ (ص)‌ ما رَأيٰ مِن صُورَةِ عليّ بن أبيطالِبٍ (ع) هُناكَ و حينَما كَلَّمَهُ اللهُ بِلِسانِ عليٍّ (ع) و ناوَلَهُ التُّفّاحَةَ بِيَدِ عليٍّ (ع) ،

( أفَتُمارونَهُ عليٰ ما يَريٰ ؟)

نَستَفهِمُ مُستَنكِرينَ مُوَبِّخينَ هَل تُمارونَ و تُجادِلونَ مُحمّداً (ص) أيّها المُنافِقونَ‌ عليٰ ما يَريٰ مِن صُورَةِ عليٍّ (ع) في السّماواتِ ؟ قُبحاً لكُم و تَعساً ،

( و لَقَد رآهُ نَزلَةً‌ اُخريٰ )

و بالتأكيدِ لَقَد رأيٰ مُحمّدٌ (ص) عليّاً‌ فوقَ العَرشِ في مَنزِلٍ آخَر و مَوقِعٍ آخَر ومَرَّةً اُخريٰ و لَم تَكُن رُؤياهُ لَهُ مَرّةً واحِدَةٌ فَقَط ،

( عِندَ ‌سِدرَةِ المُنتَهيٰ )

فَلَقَد رأيٰ عَلِيّاً (ع)‌ عندَ‌ ما وَصَلَ إليٰ شَجَرَةِ السِّدرَةِ‌ المُتَدَلِّيَة أغصانُها في الجَنّةِ و هِيَ في مُنتهيٰ يَمينِ عَرشِ اللهِ تَعاليٰ ،

( عِندَها جَنَّةُ المَأويٰ )

وَ عِندَ ظِلِّ السِّدرَةِ كانَت جَنَّةُ‌ الخُلدِ مأويٰ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) و شيعَتِهِم ومُوالِيهِم و مَسكَنَهُم و مَقَرَّهُم و مَصيرَهُم ،

( إذ يَغشيٰ السِّدرَةَ ما يَغشيٰ )

إذ رَأيٰ ما يَغشيٰ السِّدرَةَ و يُغطّيها مِن أنوارِ آل مُحمّدٍ (ص) و الأنبياء و الصِّدّيقينَ والشُّهَداءِ والصّالِحينَ‌ و أرواحِهم ،

( ما زاغَ البَصَرُ و ما طَغيٰ )

ما مالَ وانحَرَفَ البَصَرُ‌ مِن النَّبيِّ مُحمّدٍ (ص) حينَما رأيٰ كُلّ ذلِكَ في مِعراجِهِ و ما تَجاوَزَ حَدَّهُ إذ هُوَ‌ النّورُ الأوّلُ و العَقلُ الأوّلُ و هو أشرَفُ الخَلائِقِ طُرّاً ،

( لَقَد رَأيٰ مِن آياتِ رَبّهِ الكُبريٰ )

و بالتأكيدِ لَقَد رأيٰ مُحمّدٌ (ص) في مِعراجِهِ من آياتِ رَبِّهِ و دَلائِلِ عَظَمَتِهِ و جَبَروتِهِ و مَلَكوتِهِ الآياتِ الكُبريٰ من الجَنّةِ و النّارِ و أهلِهِما ،

( أفَرأيتُمُ اللّاتَ و العُزّيٰ و مَناةَ الثّالِثَةَ الاُخريٰ ؟)

‌نَستَفهِمُ مُوَبِّخين لكُم هَل رَأيتُم يا بَني اُمَيَّة و يا مُشركي قُرَيشٍ ما تَعبُدونَ مِنَ الأوثانِ و الأصنامِ الّتي سَمَّيْتُموها الّلاةَ‌ والعُزّيٰ و مَناةَ و هُبَل كيفَ إنّها جَماداتٌ لا تَنفَعُ‌ و لا تَضُرّ ،

(‌ ألَكُمُ الذَّكَرُ وَ لَهُ الاُنثيٰ ؟ تِلكَ إذاً قِسمَةً‌ ضِيزيٰ )

إنّكُم يا أَغبِياءُ سَمَّيتُموها بِأسماءِ الإناثِ مَعَ أنّكُم تَعتَبرونَها شُفعاءَ لَكُم عندَ اللهِ و لكنّكُم تَئِدونَ بَناتِكُم و لا تَرضَوْن إلاّ بالذُّكورِ مِنَ الأولادِ تِلكَ إذاً‌ قِسمَةٌ ظالِمَةٌ بَينَكُم و بَيْنَ الله ،

( إن هِيَ إلاّ أسماءٌ سمَّيتُموها أنتُم و آباؤكُم ما أنزَلَ اللهُ بِها مِن سُلطانٍ )

إنّ ما سَمّيْتُم بِها أوْثانَكُم إن هِيَ إلاّ أسماءٌ سَمّيتُموها إختِلاقاً‌ أنتُم و آباؤكُم مِن قَبلِكُم و لَيسَت أسماءٌ حقيقيَّةٌ فما أنزَلَ اللهُ‌ بِها مِن وَحيٍ و بُرهانٍ ،

( إن يَتَّبِعونَ الظَّنَّ و ما تَهويٰ الأنفُسُ و لَقَد جاءَهُم مِن رَبِّهِم الهُديٰ )

إنَّ بني اُمَيَّةَ و مُشرِكي قُرَيشٍ لا يَتَّبِعونَ إلاّ الظَنَّ الباطِلَ في تَقديسِ الأصنامِ و لا يَتَّبِعونَ إلاّ ما تَهويٰ الأنفُسُ الأمّارَةُ بالسُّوءِ و لَقَد جاءَهُم مِن رَبِّهِمُ الهُديٰ يَنهاهُم عن ذلِك ،

(‌ أم لِلإنسانِ ما تَمنّيٰ ؟)

نَسألُ مُستَنكِرينَ هَل لِلإنسانِ المُشرِكِ الكافِرِ المُنافِقِ ما تَمنّيٰ مِن شَفاعَةِ الأصنامِ لهُ عِندَ اللهِ تُقَرِّبُهُ إليٰ اللهِ زُلفيٰ هَيْهاتَ و كَلاّ ،

(‌ فَلِلّهِ الآخِرَةُ و الاُوليٰ )

بَل لِلّهِ سُبحانَهُ‌ الوِلايَةُ التّامَّةُ المُطلَقَةُ الحقيقيَّةُ عليٰ كُلِّ شُؤنِ الآخِرةِ و اُمورِ الدُّنيا فهُوَ الّذي يَنصِبُ لِلوِلايَةِ مَن يشآءُ و يُعيِّنُ الشُّفَعاء ،

(‌ و كَم مِن مَلَكٍ في السّماواتِ لا تُغني شفاعَتُهُم شيئاً إلاّ مِن بَعدِ أن يَأذنَ اللهُ لِمَن يشآءٌ و يَرضيٰ )

و كَم مِن مَلَكٍ مِنَ المَلائِكَةِ النُّورانِيّينَ المَعصومينَ المُقَرّبينَ في السماواتِ لا تَنفَعُ شَفاعَتهُم لِلمُشرِكين شَيئاً عندَ اللهِ إلاّ مِن بَعدِ أن يأذَنَ اللهُ بِأن يَشفَعَ لِمَن يَشآءُ مِنَ المُؤمِنينَ و يَرضيٰ عَنهُ ،

( إنَّ‌ الذين لا يُؤمنون بالأخِرة لَيُسَمّونَ الملائِكة تَسمِيَة الاُنثي )

إنّ الذين لا يُؤمِنون بحسابِ الآخِرةِ و عِقابِها لَيُسَمّونَ المَلائِكَة الّذين هُم عِبادُ الرَّحمٰن تَسمِيَةَ الاُناثِ بِأنّهُنَّ بَناتُ اللهِ‌ إستِهزاءً ،

(‌ و ما لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إن يَتَّبِعونَ إلاّ الظَّنَّ و إنَّ الظَّنَّ لا يُغني مِنَ الحَقِّ شَيئاً )

و ما لَهُم بِهذا الكلام مِن عِلمٍ بَل هو مَحضُ الجَهلِ مِنهُم إنّهُم لا يَتَّبِعونَ في ذلِك إلاّ ظَنّهُمُ الفاسِد و إنَّ الظَّنَّ الفاسِدَ لا يُفيدُ عَنِ الحَقِّ و الواقِعِ شَيئاً أبَداً ،

(‌ فَأعرِض عَن مَن تَولّيٰ عَن ذِكرِنا و لَم يُرِد إلاّ الحَياةَ الدُّنيا )

فَأعرِض إعراضاً تامّاً يا رسولَ اللهِ عَن مَن وَلّيٰ مُعرِضاً عَن ذِكرنا وِلايَتِكُم أهلَ البَيْتِ و لَم يَطلُب إلاّ شَهَواتِ الحياةِ الدّنيا و مَلَذّاتِها ،

(‌ ذلِكَ مَبلَغُهُم من العِلمِ إنَّ ربَّكَ هو أعلَمُ بِمَن ضَلَّ عن سبيلهِ و هو أعلَمُ بِمَن اهتَديٰ )

إنَّ إعراضَهُم عن وِلايَتِكُم ذلِكَ هُوَ مَبلَغُ جُهدِهِم مِنَ الفَهمِ‌ و الإدراكِ و الشُّعورِ و الإحساسُ إنَّ رَبّكَ يا حبيبي هُوَ أعرَفُ بِمَن ضَلَّ عن سبيلِ اللهِ وِلايَتِكُم و هو أعلَمُ بِمَن اهتَديٰ بِوِلايَتِكُم ،

(‌ و لِلّهِ ما في السّماواتِ و ما في الأرضِ لِيَجزِيَ الّذين أسآؤا بما عَمِلوا و يَجزِيَ الّذين أحسَنوا بالحُسنيٰ )

و لِلّهِ الوِلايَةُ المُطلَقَةُ الحَقيقيَّةُ‌ الذّاتِيَّةُ لِما في السّماواتِ‌ و ما في الأرضِ مِن خَلائِقَ فَهُوَ سيَجزي حَتماً‌ ألّذين أسآؤا إليٰ آلِ مُحمّدٍ (ص) بِما عَمِلوا مِن ظُلمٍ و يَجزي الّذين أحسَنوا بِمُوالاتِهم بالجَزاءِ الحسُنيٰ والثَّواب ،

(‌ ألّذين يَجتَنِبونَ كبائِرَ الإثمِ والفَواحِش إلاّ‌ اللَّمَمَ إنَّ ربَّكَ واسِعُ المَغفِرَة )

والّذين أحسَنوا هُمُ‌ الّذين يَجتَنِبونَ كبائِرَ الذّنوبِ و الفَحشاءِ إلاّ أنّهم لَيسوا مَعصومينَ عَنِ الَّلمَم والذّنوب الصّغيرَةِ إنّ رَبَّكَ واسِعُ المَغفِرَةِ يَغفِرُها لَهُم ،

( ‌هو أعلَمُ بِكُم إذا أنشَأكُم مِنَ الأرضِ و إذا أنتُم أجِنَّةٌ في بُطونِ اُمّهاتِكُم فلا تُزَكّوا أنفُسَكُم هو أعلَمُ بِمَنِ اتَّقيٰ )

فاللهُ سُبحانَهُ هو أعلَمُ بِكُم و بِأحوالِكُم مُنذُ أن أنشَأَكُم و خَلَقَكُم مِنَ الأرضِ و جَعَلَ فيكُمُ الغَرائِزَ الحَيْوانِيَّةَ و مُنذُ كنتُم في أرحامِ اُمَّهاتِكُم أجِنَّةً فلا تُزَكّوا أنفُسَكُم مِنَ اللَّمَم فهو أعلَمُ بحالِ مَنَ اهتَديٰ مِنكُم ،

( ‌أفَرأيْتَ الّذي تَولّيٰ ؟ و أعطيٰ قليلاً و أكديٰ ؟ أعِندَهُ عِلمُ الغَيْبِ فَهُوَ يَريٰ ؟)

نَسألُ تَقريراً هَل رَأيتَ يا رسولَ اللهِ عُثمانَ‌ بن عفّانٍ كيفَ أعطيٰ قَليلاً و أنفَقَ ثُمَّ بَخِلَ وامتَنَع ؟ نَستَنكِرُ هَل عِندَهُ عِلمُ الغَيْبِ فَهُوَ يَريٰ أنّ عبدَ اللهِ بن سَعدِ بن أبي سرحٍ يَدفَعُ عنهُ العَذاب ؟ ،

( أم لَم يُنَبَّاءْ بِما في صُحُفِ موسيٰ ؟ و إبراهيمَ الّذي وَفّيٰ )

نَسألُ مُوَبِّخينَ أم لَم يُنَبّاءُ عثمان بن عفّانِ الاُمَويّ بِما جآءَ في صُحُفِ موسيٰ و التّوراةِ و صُحُفِ إبراهيمَ الّذي وَفّيٰ بِقُربانِ إسماعيل بأنّ البَخيلَ لا يَدخُلُ الجَنَّةَ‌ ؟ ،

(‌ ألاّ تَزِرُ‌ وازِرَةٌ وِزرَ اُخريٰ )

ألَم يُنَبّاءْ عثمان الاُمَويّ بِما جاءَ في الصُّحُفِ السّماويَّةِ ألاّ تَزِرُ نَفسٌ وازِرَةٌ آثِمَةٌ وِزرَ نَفسٍ اُخريٰ يومَ القِيامَة فكيفَ يُنَجّيهِ عبد اللهِ بن سَعدٍ مِنَ العَذاب ،

(‌ وَ أن ليسَ‌ لِلإنسانِ إلاّ‌ ما سَعيٰ ، و أنَّ سَعيَهُ سَوفَ يُريٰ ثُمَّ يُجزاهُ الجَزاءَ الأوفيٰ )

ألَم يُخبَر عُثمانُ الاُمَويّ بِأَنْ ليس لِلإنسانِ يَومَ القيامَةِ‌ إلاّ ما سَعيٰ إليهِ مِنَ العَمَلِ الصّالِحِ و أنَّ سعيَهُ ذلِكَ سَوفَ يُريٰ في الميزانِ ثُمَّ يُجزاهُ الجَزاءَ الأكمَلَ الاتَمَّ‌ ؟ ،

(‌ وَ أنّ إليٰ رَبِّكَ المُنتَهيٰ )

ألَم يُخبَر عُثمانُ بِما في الصُّحُفِ بِأنّ إليٰ رَبِّكَ أيّها الإنسانُ سيكونُ المُنتَهيٰ و العاقِبَةُ و المَصيرُ يومَ الحِسابِ و الجَزاء ؟ ،

(‌ و َأنّهُ هوَ أضحَكَ و أبكيٰ ، وَ‌ أنّهُ هُوَ أماتَ وَ أحيا )

وَ أنَّ اللهَ سُبحانَهُ هو الّذي أضحَكَ الإنسانَ و هُوَ الّذي أبكاهُ بِحِكمَتِهِ‌ و مَشيئَتِهِ و أنّهُ تَعاليٰ هُوَ أماتَ النّاسَ و أحيا بِقُدرَتِهِ و إرادَتِهِ ؟؟ ،

( وَ‌ أنّهُ خَلَقَ الزَّوجَيْنِ الذَّكَر و الاُنثيٰ مِن نُطفَةٍ إذا تُمنيٰ )

وَ‌ أنَّ‌ اللهَ سُبحانَهُ هو الّذي خَلَقَ الزَّوجَيْنِ الذَّكَرَ و الاُنثيٰ بِلُطفِهِ و فَضلِهِ و حِكمَتِهِ مِن نُطفَةِ مَنيٍّ حينَما تُمنيٰ مِنَ الذَّكرِ في رَحِمِ الاُنثيٰ ،

(‌ و‌ أن عَلَيهِ النَّشأةَ الاُخريٰ )

وَ أنَّ اللهَ سُبحانَهُ و تَعاليٰ كما بَدَاءَ خَلقَ النّاسِ و أحياءَهُم ثُمَّ شآءَ بِحِكمَتِهِ إماتَتَهُم فعَلَيهِ أن يُعيدَهُم في النَّشأةِ الاُخريٰ لِلحِسابِ والجَزاء ؟‌،

(‌ وَ أنّهُ هُوَ أغنيٰ و أقنيٰ )

وَ أنَّ اللهَ سُبحانَهُ و تَعاليٰ بِحِكمَتِهِ و تَدبيرهِ و إختِبارهِ و إمتِحانِهِ لِخَلقِهِ هُوَ الَّذي أغنيٰ الأغنِياءَ و أغنيٰ عُثماناً و أقناهُم بالثَّروَةِ ؟؟؟ ،

( وَ أنّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعريٰ )

وَ‌ أنَّ اللهَ سُبحانَهُ و تَعاليٰ هُوَ ربّ كَوْكَبِ الشِّعريٰ وَ‌ خالِقهُ وَ مُسَيِّرُهُ فَكيفَ يَعتَقِرُ عُثمانُ وَ ‌عبدُ اللهِ بن سَعدٍ ألغِنيّ مِنَ الشِّعريٰ ؟؟ ،

(‌ وَ أنَّهُ أهلَكَ عادَ الاُوليٰ ، وَ‌ ثَمودَ فَما أبقيٰ ، وَ‌ قَومَ نوحٍ مِن قَبلُ إنّهُم كانوا هُم أظلَمَ و أطغيٰ )

ألَم يُخبَر عُثمانُ الاُمَويّ أنَّ اللهَ أهلَكَ قَومَ عادً الاُوليٰ و قَومَ ثَمودَ فما أبقيٰ عليهِم لِكُفرِهم و عِصيانِهم ؟ و كذا قَومَ نوحٍ مِن قَبلِهم إنّهُم كانوا هُم أظلَم منهُم و أطغيٰ ،

( وَ المُؤتَفِكَةِ‌ أهويٰ ، فَغَشّاها ما غَشّيٰ )

و كذلِكَ المُؤتَفِكَة قُريٰ قَومِ لوطٍ حَيثُ أهويٰ اللهُ عليهِمُ العَذابَ فَغَشّا قَرِيَتِهِم ما غَشّيٰ مِن مَطَرِ الحِجارَةِ و العَذابِ الإلـٰهيّ ،

( فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكَ تَتماريٰ ، هذا نَذيرٌ مِنَ النُّذُرِ الاُوليٰ )

نَسألُ مُوَبِّخين فَبِأيّ آلاءِ رَبِّكَ وَ دَلائِلَ قُدرَتِهِ و عَظَمَتِهِ تَتَشَكَّكُ يا عُثمان الاُمَويّ و مَن هُوَ مِثلُك ، هذا محمّدٌ (ص) نَذيرٌ لَكَ مِنَ النُّذُرِ الاُوليٰ و الأنبياءِ الماضِين ،

( أزِفَتِ الآزِفَةُ‌ ، ليسَ لَها مِن دونِ اللهِ كاشِفَه ،)

إقتَرَبَت ساعَةُ عذابِ بَني اُمَيَّةَ وَ‌ هَلاكِهِم وَ ليسَ لَها مِن دونِ اللهِ قُوَّةً كاشِفَةً لَها عَنهُم بَل سَتَنزِلُ بِهِم لا مُحالَةَ ،

(‌ أفَمِن هذا الحَديثِ تَعجَبونَ وَ تَضحَكونَ وَ لا تَبكون ؟ وَ أنتُم سامِدون )

نَسأل مُوَبِّخينَ فَهَل مِن هذا الحَديثِ المُهَدِّدِ لَكُم يا بَني اُمَيّةَ‌ تَعجَبونَ‌ وَ تَضحَكونَ إستِهزاءً بِمُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) وَ لا تَبكونَ خَوفاً وَ نَدَمَاً ؟ وَ‌ أنتُم غافِلونَ ساهُون ،

( فاسجُدوا لِلّهِ وَ اعبُدوا )

فَنَأمُرُكُم إتماماً‌ لِلحُجَّةِ فاسجُدوا لِلّهِ لا لِهُبَلَ وَ مَناةَ وَ العُزّيٰ وَ الّلاة ، و اعبُدوا اللهَ وَ وَالَوا مُحمّداً و آلَ مُحمّدٍ (ص) .

( ‌صَدَقَ اللهُ‌العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1665-1656 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *