سورة النَّجْمْ
2017-04-14
سورة الطّارِق
2017-04-14

(89)
سورة الإنشراح والضُّحيٰ=ألشَّفاعَه

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ الرُّبوبيِّ الأقدَسِ المُستَجمِعِ لِجَميعِ صِفاتِ الكَمالِ و الجَمالِ و الجَلالِ و بِإسمِ رحمانيَّتي و رَحيميَّتي اُوحي إليك :

(‌ وَ‌الضُّحيٰ و الَّليْلِ إذا سَجيٰ )

قَسَماً بِضُحيٰ يَومِ الغَديرِ حيثُ أوجَبتُ فيهِ بَيْعةَ عليٍّ (ع) بالوِلايَةِ و قَسَماً‌ بِلَيْلِ الهِجرَةِ حيثُ باتَ عليٌّ (ع) في فِراشِكَ وَ سَجيٰ عليٌ (ع) في فِراشِك ،

( ما وَدَّعَكَ ربُّكَ وَ ما قَلي )

ما تَرَكَكَ و ما دَعاكَ لِنَفسِكَ ربُّكَ و ما قَطَعَ وَحيَهُ عنكَ أبَداً و ما قَلاكَ و جَفاكَ بَل إقتَضَتِ المَصلَحَةُ تأخيرَ الوَحيِ عَنكَ ،

( وَ لَلآخِرَةُ خَيرٌ لَكَ مِنَ الاُوليٰ )

وَ‌بالتأكيدِ يا رسولَ اللهِ إنَّ الآخِرَةَ هي خَيرٌ لكَ منَ الحَياةِ الاُوليٰ والدُّنيا الّتي نِلتَ فيها المَشاقَّ و الأذيٰ لِلّه ،

(‌ وَ‌ لَسَوفَ يُعطيكَ رَبُّكَ فَتَرضيٰ )

وَ‌ بِالقَطعِ وَ‌ اليَقينِ سَوْفَ يُعطيكَ اللهُ‌ ربُّكَ الشَّفاعَةَ لِجَميعِ شِيعَتِكُم و مَوالِيكُم حَتّيٰ تَرضيٰ جَزاءً لَكَ يا حبيبي ،

( ألَم يَجِدكَ يَتيماً فَآويٰ )

وَ في الدُّنيا إيضاً لَم يَترُك رِعايَتَكَ ربُّك الّذي اصطَفاكَ وَ ‌أحبَّكَ أَلَم يَجِدكَ يتيماً لِعبدِ الله بن عبدِ المُطَّلِب فَآواكَ في بَيتِ أبي طالِبٍ و حِضنِ فاطِمَةَ بِنتِ أسَدٍ (ع) ،

( وَ وَجَدَكَ ضالّاً فَهديٰ )

وَ مِن ثَمَّ‌ حينَما كُنتَ عِندَ حَليمَة السَّعديّةِ فافتَقَدتكَ وَ وَجَدَكَ اللهُ ضالاًّ في الصَّحراءِ مُبتَعِداً‌ عَن حَليمَةَ فَهديٰ عبدُالمُطَّلِب إليكَ فَأخَذَك ؟؟؟ ،

( وَ وَجَدَكَ عائِلاً فَأغنيٰ )

وَ مِن ثَمَّ وَجَدَكَ اللهُ فَقيراً عائِلاً فَأغناكَ بِثَروَةِ خَديجَةَ بِنت خُوَيلِدٍ اُمّ المُؤمنين والِدَة الزَّهرآءِ وَ بِفَدَكٍ وَ‌غَيرِها ؟؟؟،

( فَأمّا اليَتيمَ فَلا تَقهَر وَ أمّا السّائِلَ فَلا تَنهَر )

فَنَأمُرُكَ أمراً وُجوبيّاً مَولَويّاً‌ فَأمّا اليَتيمَ مِنكَ و مِن خَديجَةَ و هِيَ الزَّهرآءُ فَلا تَقهَر بَل أنحِلها فَدَكاً عِوَضاً عَن ثَروَةِ اُمِّها و أمّا السّائِلَ حَقّهُ مِنَ الخُمسِ و الزَّكاةِ فَلا تَنهَر بِهِ وَ لا تَطرُدهُ ،

( وَ‌ أمّا بِنِعمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث )

وَ أمّا مَسئوليَّتكَ تِجاهِ نِعمَةِ ربِّكَ وِلايَةِ‌ أهل بَيْتِكَ المَعصومينَ عليٍّ وَ وُلدِهِ (ع)‌ فَنَأمُرُكَ أن تُحَدِّث النّاسِ بهِ ما دُمتَ حَيّاً‌ ،

( بِسمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ ألَم نَشرَحْ لَكَ صَدْرَكْ )

نُكَرِّرُ إسمَنا تَيَمُّناً بهِ و تَعظيماً‌ و نَسألُكَ يا رسولَ اللهِ تَقريراً‌ ألَم نَشرَحْ لَكَ صَدرَكَ لِلنُّبُوَّةِ و الوِلايَةِ و الوَحيِ‌ و الرِّسالَه ؟؟؟ ،

( وَ وَضَعْنا عَنكَ وِزرَكَ الَّذي أنقَضَ‌ ظَهرَكَ وَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكْ )

و قَد وَضَعنا عنكَ ثِقلَ المَسئولِيّةِ‌ العُظميٰ الّذي أثقلَ و أتعَبَ ظَهرَكَ حتّيٰ أدَّيتها و رَفعنا لكَ ذِكرَكَ في الدُّنيا و الآخِرَه ،

(‌ فَإنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً إنَّ مَعَ العُسرِ يُسرا‌ً )

كلّ ذلِكَ نَتيحَةً حتميَّةً تُثبِتُ أنَّ مَعَ العُسرِ والمَشَقَّةِ الّتي تَحمَّلتَها في سبيلِ‌ أداءِ رِسالَتِكَ يُسراً و نُؤَكِّدُ ثانِيَةً‌ إنَّ‌ مَعَ العُسرِ يُسراً يكونُ حَتماً ،

(‌فإذا فَرَغْتَ فانْصَبْ )

فإذا فَرَغتَ مِن أداءِ رسالَتِكَ و تَبليغِ وِلايَةِ عليٍّ (ع) لاُِمَّتِكَ فانصِبْ عَليّاً لِلخِلافَةِ و الوِلايَةِ مِن بَعدِك بِغَديرِ خُمٍّ ،

( وَ‌ إليٰ رَبِّك فَارغبْ )

ثُمَّ بعدَ أداءِ رِسالَتِكَ كامِلَةً‌ بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) فَإليٰ لِقاءِ رَبِّكَ فَتَوَجَّه و استَعِدَّ للرَّحيلِ وَ الأجَلِ وَ الشَّهادَةِ‌ وَ‌ أوْصِ بالخِلافَةِ لِعَليٍّ (ع) وَ بِسائِرِ وَصاياك .

(‌ صَدَقَ‌ اللهُ العَليُّ العظيمُ‌ )


نشر في الصفحات 1668-1666 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *