سورة اللّيْل
2017-04-14
سورة النَّجْمْ
2017-04-14

(87)
سورة الكَهف

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ القُدسیّ الرُّبوبیّ المـُستَجمِعِ لِجَميعِ صِفاتِ الکَمالِ و الجَمالِ و العَظَمَةِ وَ الجَلالِ و بإسِمِ رحمانيَّتیَ الواسِعَةِ و رحيميَّتیَ الخاصَّةِ ، أبَداءُ الوَحیَ إليک :

( ألحَمدُ للِهِ الّذی أنزَلَ علیٰ عَبدِهِ الکتابَ و لَم يَجَعل لهُ عِوَجاً )

ألحَمدُ و الثَّناءُ و التَّنزيهُ و التَّقديسُ خاصٌّ لِلّهِ تَعالیٰ ألّذی بِلُطفِهِ و عِنايَتِهِ و فَضلِهِ و عَدلِهِ أنزَلَ علی عَبدِهِ الحَقيقیِّ الکامِل محمدٍ (ص) ألکِتابَ النّاسِخ لِلکُتُبِ ألقُرآنَ و لَم يَجعَل لِلقُرآنِ إعوِجاجاً عَنِ الحَقِّ و لا فی اللَّفظِ و لا فی المـَعنیٰ ،

( قَيِّماً لِيُنذِرَ بأساً شديداً مِن لَدُنهُ و يُبَشِّر المُؤمنينَ الذين يعمَلون الصالحاتِ أنّ لهُم أجراً حَسَناً ماكِثينَ فيهِ أبَداً )

و جَعَلَهُ قَيِّماً ذي قِيمَةٍ راقِيَةٍ عالِيَةٍ لَفظاً و مَعنیٰ لِيُنذِرَ بهِ النّاسَ عذاباً شديداً إن لَم يُوالُوا مُحمّداً و آلِهِ (ص) و يُبَشِّرَ المـُومِنينَ بوِلايَتِهِم ألّذينَ يعملون الصالحات أنّ لهم أجراً حَسناً غَداً هو النّعيمُ ماکثين فيه إلیٰ الأبَد يخلدون ،

( و يُنذِر الذين قالوا اتـَّخَذ اللهُ ولداً ما لهُم بهِ من علمٍ ولا لِآباءِهم کبُرَت کلمةً تخرُجُ مِن أفواهِهِم إن يقولونَ إلّا کَذِبا)

و أنزَلَ القُرآنَ لِيُنذِرَ الّذين قالوا : اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً کعُزيزٍ و عيسیٰ مالهُم بهِ من علمٍ حِسیٍّ أو بُرهانٍ بل يَتَخَرّصون و لا لِآباءِهِم عِلمٌ کَبُرَت کلمةًٌ الشِّرکِ تَخرُجُ من أفواهِهم فهی من الآثامِ الکبيرة و إن يقولون إلّا کَذِباً باطِلاً فليسَ لِلّهِ وَلَدٌ،

( فلعلَّکَ باخِعٌ نَفسَکَ علیٰ آثارِهِم إن لم يُؤمنوا بهذا الحديثِ أسَفا ؟ )

فلعلَّکَ يا حبيبی يا محمّد (ص) مُهلِکٌ نَفسَکَ غَمّاً و حُزناً علیٰ آثارِ تِفاقِهم الّذی أظهَروهُ و عداءِهِم لِعَلیٍّ و الزَّهراءِ (ع) بِأن لَم يُومِنوا بهذا القرآن حَسرَةً و حُزناً و أسیٰ ” ؟ فَلا داعِیَ لذلِکَ ،

( إنّا جَعلنا ما علیٰ الأرضِ زينةً لها لِنَبلوَهُم أيُّهُم أحسَنُ عَمَلاً و إنّا لَجاعِلونَ ما عليها صَعيداً جُرُزاً )

فلا تأسَف يا حبيبی و لا تَغتَمَّ و لا تَحزَن إذ إنّا جَعلنا ما علیٰ الأرضِ مِن أهل بَيْتِک المعَصومين زينَةً للأرضِ لِنَختَبِرهُم أيُّهم أحَسنُ عَمَلاً أهلُ البَيْتِ أو غيرِهِم؟ و إنّا لَجاعِلونُ ما علیٰ الأرضِ إن لَم يُوالوهُم بَطحاءَ قاحِلَه،

( أم حَسِبتَ أنَّ أصحابَ الکهفِ و الرَّقيمِ کانوا مِن آياتِنا عَجَباً؟ )

نَستَفهِمُ تَقريراً هَل حَسِبتَ يا محمّد إنَّ قِصَّة أصحابِ الکَهفِ بِوادي رَقيمِ فِلسطين کانوا من آياتِنا و مَعاجِزنا لِأهل بَيْتِکَ أعجَب ؟؟کتَکلُّمِ رأسِ الحُسَين (ع) علیٰ القَناةِ کلّا بَل هذا أعْجَبْ ،

( إذ أویٰ الفِتيَةُ إلیٰ الکَهفِ فقالوا رَبَّنا آتِنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً و هَيّيء لَنا مِن أمرِنا رَشَدا )

فاقصُص لهُم إذأ أویٰ الفِتيَةُ المُوُمِنون الشُّجعانُ إلیٰ الکَهفِ جيرَمٍ مُختَفينَ مِن طاغوتِ زمانِهِم فقالوا ربَّنا آتِنا مِن لَدُنکَ رَحمَةً تُنجينا بِها مِنهُ و هَيّیء لَنا مِن أمرِنا مَعَ الطّاغوتِ إرشاداً کَيْفَ نُعاديه ،

( فَضَربنا علیٰ آذانِهِم فی الکَهفِ سِنينَ عَدَداً ثُمَّ بَعثناهُم لِنَعَلَمَ أیّ الحِزبَيْنِ أحصیٰ لِما لَبِثوا أمَداً )

فَلَمّا نامُوا فی الکَهفِ ضَرَبنا علیٰ آذانِهِم بِأجنِحَةِ المَلائِکَةِ لِکَی يَدومَ نَومَهُم سِنينَ عَديدَةٍ بل قُرونٍ ثُمَّ بَعثناهُم مِن نَوْمِهِم و أيْقَضاهُم لِکَی نُثبِت يقيناً بأنَّ أیّ الحِزبَيْنِ ألمُؤمِنينُ أمِ الکُفّارُ أضبَطُ إحصاءً لِلأمَدِ و الزَّمانِ الّذی لَبثوا فيهِ نائِمين؟؟

( نَحنُ نَقُصُّ عليکَ نَبَأَهُم بالحقّ إنّهُم فِتيَةٌ آمَنوا بربّهم و زِدناهُم هُديًٰ )

نَحنُ نَقُصّ عليکَ يا مُحمّد (ص) نَبَاءَ أصحابِ الکَهفِ کما هُوَ مِن دونِ زِيادَةٍ و نَقيصَةٍ إنّهُم شَبابٌ مُؤمِنون شُجعان آمُنوا بِرَبّهِم فی زمانِهِم و زِدناهُم هِدايَةً حينما جآءَ هُم علیٌّ (ع) و مَن مَعَهُ علیٰ بِساطِ الرّيحِ فَسَلَّموا عليهِ و عليکَ و آمَنوا بِوِلايَتِکُم و سيکونونَ مِن أنصارِ المَهدیّ (ع)،

( و رَبَطنا علیٰ قُلوبِهم إذ قامُوا فقالوا رَبَّنا رَبُّ السّماواتِ و الأرضِ لَن نَدعُوا مِن دونِهِ إلـٰهاً لَقَد قُلنا إذاً شَطَطا )

وَ رَبَطنا جَأشَهُم و قَويّنا قُلوبَهُم و شَجَّعناهُم حيثُ نَهَضوا بِوَجهِ دَقيانوس المـَلِک فَقالوا لَستَ رَبَّنا بَل رَبُّنا رَبُّ السّماواتِ و الأرضِ و خالِقُهُنَّ ، أبَداً لَن نَدعُوا مِن دونِهِ إلـٰهاً وَ إن فَعَلنا إذاً لَقَد قُلنا باطِلاً و زُوراً ،

ٍ(‌ هآؤلاءِ‌ قَومُنا اتَّخذوا مِن دونِهِ آلِهَةً لو لا يَأتونَ عليهِم بِسُلطانٍ بَيِّنٍ فَمَن أظلَمُ‌ مِمَّن افتَريٰ علیٰ اللّهِ کَذِباً )

و تَحّدثوا بَيْنَهُم قائِلين هاؤلاءِ قومُنا اتَّخَذوا مِن دونِ اللّهِ المُلوکَ وَ دَقيانوسَ آلِهَةً فهَلّا يأتونَ عليهِم بِبُرهانٍ واضحٍ علیٰ اُلوهِيَّتِهِم فَمَن هو أظَلمُ مِمَّن افتَریٰ اللّهِ کَذِباً هکذا،

( و إذِا عتَزلتُموهُم و ما يَعبُدونَ إلّا الله فَآوُوا إلیٰ الکهفِ يَنشُر لَکُم رَبّکم مِن رَحمَتِهِ و يُهيیّءْ لَکُم مِن أمرِکُم مِرفقاً)

و قالَ بعضُمُ لِبَعضٍ إذا اعتَزلتُم قومَکُم و ما يَعبُدونَ مِن دونِ اللّهِ فالجَئوا إلیٰ الکهفِ و اختَفُوا فيهِ مِن سَطوَتِهم يَبسَط لکُمُ اللهُ مِن رَحمَتِهِ الرّزقَ و يُهيِّیء لکُم مِن أمِرکُم ما يَستَوْجِبُ لَکُمُ الرِّفقَ بِحالِکُم بَدَلاً عن قَتلِکُم،

( وَ تَریٰ الشَّمسَ إذا طَلَعَت تَزاوَرُ عُن کَهفِهِم ذاتَ اليَمينِ و إذا غَربَت تَقرِضُهم ذاتَ الشِّمالِ و هُم فی فَجوَةٍ مِنهُ)

و إذا نَظَرتَ إليهِم تَریٰ الشَّمسَ عِندَ طُلوعِها و شُروقِها تَميلُ عَن کَهفِهِم نَحوَ اليَمينِ و إذا غَرَبت تَعبُرُهُم نَحَو اليَسارِ و هُم فی ساحَةٍ و سيعَةٍ فی الکَهفِ نائِمين ،

( ذلِکَ مِن آياتِ اللّهِ مَن يَهدِ اللّهُ فهُوَ المُهتَدِ و مَن يُضِلل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَليّاً مُرشِداً )

ذلِکَ الحالُ هُوَ مِن آياتِ قُدرَةِ اللّهِ مَن يَهديهِ اللّهُ لِلإيمانِ و التَّقویٰ فَهُوَ المهُتدي حَقّاً و مَن يَترُکهُ فی ضَلالَتِهِ فَلَن تَجِدَ لهُ وَلِيّاً يَهديهِ و يُرشِدُهُ مِن دونِه،

( و تَحسَبُهُم أيقاضاً وَ هُم رُقودٌ .و نُقَلِّبُهُم ذاتَ اليَمينِ و ذاتَ الشِّمال و کَلبُهُم باسِطٌ ذِراعيْهِ بالوَصيدِ لَوْا طَّلَعتَ عليهِم لَوَلّيْتَ مِنهُم فِراراً وَ لَمُلئِتَ مِنهُم رُعباً )

و إذا نَظَرتَ إليهِم تَحسَبُهُم يَقِظينَ مُنتَبِهينَ و هُم نائِمونَ وَ نَقَلِّبُهُم بِواسِطَةِ المَلائِکَةِ کُلّ سَنَةٍ مَرّةً علیٰ الجَنبِ الأيْمَنِ و الجَنبِ الأيْسَر و کلبُهُم باسِطٌ يَدَيْهِ عِندَ مُدخُلِ الکَهفِ لو اطَّلَعتْ عليهِم أيُّها النّاظِر بِتِلکَ الحالَةِ لولَّيْتَ مُعرِضاً عنهُم فِراراً و لامَتلَاءَ قلبُکَ مِنهُم رُعباً ،

( و کذلِکَ بَعثنا هُم لِيَتَساءَلوا. بَيْنَهُم قال قائِلٌ مِنهُم کَم لَبِثتُم قالوا لَبِثنا يَوماً أو بَعضَ يَوْمٍ )

و کما أنَمناهُم بَعثناهُم مِن نَوْمِهِم يَقظِينَ لِيَتساءَلوا بَيْنَهُم عَن مُدَّةِ نَومِهم قال قائِلٌ مِنهُم کَم لَبِثتُم نائِمينَ هُنا ؟ قالوا لَبِثنا يَوماً أو بَعضَ يومٍ و نِصفَه ،

( قالوا ربّکُم أعَلمُ بِما لَبِثتُم فابْعَثوا أحَدکُم بِوَرِقِکُم هذهِ إلیٰ المَدينَةِ فليَنظُر أيُّها أزکیٰ طَعاماً فَليأتِکم بِرِزقٍ مِنهُ و لَيَتَلطَّف و لا يُشعِرَنَّ بِکُم أحَداً )

ثُمّ قالوا إنَّ اللّهَ ربّکُم هو أعلَمُ بِمِقدارِ ما لَبِثتُم نائِمينَ فابعَثوا أحَدَکُم بِوَرِقِ نَقدِکُم الفِضّيِّ إلیٰ المَدينَةِ فليَنظُر أیّ الطّعامِ أطهَرْ و أحَلُّ فَليَأتِکُم بِقُوتٍ مِنهُ وَلْيَتَلَطَّف فی کلامِهِ و تَعامُلِهِ لِکَي لا يُشعِرَنَّ بِکُم أحَداً مِن جَماعَة المَلِکِ فَتُعَرفونْ،

( إنّهُم إن يَظهَروا عليکُم يَرجُموکُم أو يُعيدوکُم فی مِلَّتِهِم و لَن تُفلِحوا إذاً أبَداً)

إنّهم إن يُلقوا القَبضَ عليکُم و يَتَغَلّبوا عليکُم فيَأسِرونَکُم و يَرجُموکُم بالحِجارَةِ حتّیٰ تموتُوا أو يُعيدوکُم فی مِلّتِهم بالجَبرِ و الإکراهِ فتَدخُلوا فيما هُم فيهِ مِن عُبوديّةِ المَلِکِ و إن حَصَلَ ذلکَ فَلَن تُفلِحوا إذاً أبداً،

( و کذلِکَ أعثَرنا عليهِم لِيَعلَموا أنَّ وَعدَ اللّهِ حَقٌّ و أنَّ السّاعَةَ لارَيْبَ فيها )

و کما أيقَظناهُم مِن نَومِهِم فَأرسَلوا أحَدهُم لِيَشتري طَعاماً کذلِکَ أعثَرنا عليهِمُ النّاسَ فَعَثَروا علیٰ أنَّهُم مِن أهلِ زَمانِ دَقيانوس بِدِلالَةِ سِکّة عُملَتِهِم لِيَعلَموا أنَّ وَعَد اللهِ بالرَّجعَةِ حَقٌّ و لِيَعلَموا أنَّ ساعَةَ القيامَةِ لا شَکَّ فيها،

( إذ يَتنازَعونَ بَينَهُم أمرَهُم فقالوا اُبنوا عليهِم بُنياناً ربّهم أعلَمُ بهِم ، قال الذين غَلَبوا علیٰ أمرِهِم لَنَتَّخِذَنَّ عليهِم مَسجِداً )

فَبَعدَ العُثورِ عليهِم إذِ النّاسُ يَتَنازَعونَ بَينَهُم حَوْلَ أمرِهِم فقالوا ابنُوا علیٰ بابِ کَهفِهِم بُنياناً لِيَرقُدوا فيهِ إلیٰ الأبَد و رَبّهُم أعلَمُ بهِم کيفَ يَفعَلُ بِهِم يُميتُهُم أو يُبقيهِم و قالَ رِجالُ الحُکومَةِ و السُّلطان لَنَتَّخِذَنَّ عليهِم مَسجِداً نَبنيهِ لِلعِبادَه،

( سَيَقولونُ ثَلاثَةٌ رابِعُهُم کلبُهُم و يَقولونَ خَمسَةٌ سادِسُهُم كلبُهُم رَجماً بالغَيْبِ وَ يقولونَ سَبعَةٌ و ثامِنُهُم کلبُهُم )

سَيقولونَ بعض القَساوِسَةُ الأحبارُ إنّهُم کانوا ثَلاثَةُ فِتيَةٍ رابِعُهُم کلبُهُم و يَقولونَ آخَرون إنَّهُم خَمسةٌ سادِسُهُم کلبُهُم قَذفاً بالقَوْلِ مِن دونِ حِسٍّ و مُشاهِدَةٍ بل بالغَيْب و يقولونَ سَبعةٌ و ثامِنُهُم کلبُهُم کذلک،

( قُل رَبّی أعلَمُ بِعِدَّتِهِم ما يَعلَمُهُم إلاّ‌ قَليلٌ فلا تُمارِ فيهِم إلاّ مِراءً‌ ظاهِراً‌ و لا تَستَفتِ فيهِم مِنهُم أحَداً‌ )

قُل لَهُم يا رسولَ اللهِ إنَّ‌ ربّي هُوَ أعلَمُ مِنكُم بِعِدَّتِهِم و هُوَ عَلَّمني بِه فَعَلَّمتُ عَليّاً‌ بِذلِكَ فما يعلَمُهُم إلاّ عَددٌ قليلٌ و هُم أهلَُ بَيْتي فَقَط فَلا تُجادِل أيُّها السّائِل في عَدَدِهِم إلاّ جَدَلاً‌ خَفيفاً‌ و ولا تَسأل عَنهُم مِنَ الأحبارِ أحَداً ،

( و لا تَقولَنَّ لِشَیءٍ إنّی فاعِلٌ ذلِکَ غَداً إلاّ أن يَشآءَ اللّهُ و اذکُر رَبَّکَ إذا نَسيتَ و قُل عَسیٰ أن يَهدِيَنِ رَبّي لِأقرَبَ مِن هذا رَشَداً )

و لا تَقولَنّ أيُّها المُسلِمُ لِشَيیءً إنّی فاعِلٌ ذلِکَ الشّيیءَ غَداً إلاَّ أن تَقولَ إن شآءَ اللّه فلَو لا مَشيئَتُهُ لَما فَعَلتُهُ و اذکُر رَبَّکَ حينَما تَنسیٰ و قُل عَسیٰ أن يَهدِيَني رَبّي إلیٰ صَلاحٍ و رُشدٍ أقرَبُ مِن هذا الّذی اُريُد فِعلَهُ،

( و لَبِثوا فی کَهفِهِم ثَلاثَمأةٍ سِنينٍ و ازدَادُوا تِسعاً قُل اللّهُ أعلَمُ بِما لَبِثوا لهُ غَيْبُ السّماواتِ و الأرضِ أبصِر بِه و أسمِع ما لَهُم مِن دُونِهِ مِن وَلّیٍ و لا يُشرِکُ فی حُکِمِهِ أحَداً )

و قُل يا حبيبي إنَّ اللهَ أعلَمُ‌ مِنكُم بِما لَبِثوا في الكَهفِ مِن شَييءٍ وَ عَلَّمَني بِهِ و اُعَلِّمُكُم بِهِ‌ فَلَبِثوا ثَلاثَةَ قُرونٍ و تِسعَةَ‌ أيّامٍ فَلِلّهِ خَبَرُ غَيبُ السّماواتِ و الأرضِ و أبصِر باللّهِ و أسمِع باللّهِ يا رسولَ اللّه أنتَ و أهلُ بَيْتِک مَعَک ما لِلنّاسِ من وَلیٍّ حقيقیٍّ دونَهُ و لا يُشرِکُ الله فی وِلايَتِهِ و لا فی حُکمِهِ أحَداً منهُم مَعکُم ،

( وَ اتلُ ما اُوحِیَ إليکَ مِن کتابِ رَبِّکَ لا مُبَدّلَ لِکلِماتِهِ و لن تَجِدَ مِن دونِهِ مُلتحداً )

و اتلُ يا حبيبی عليهِم ما اُوحيَ إليکَ من القرآنِ کتاب اللّهِ لا مُبَدِّلَ لِکَلِماتِهِ المُنزَلَةِ بِشَأن آل محمدٍ (ص) و لَن تَجِد أبَداً مِن دونِ اللّهِ مُلتَجاءً تَلجَاءُ إليهِ مِن شَرّ المُنافقين،

( و اصبِر نفسَکَ مَعَ الذّين يدعُونَ رَبَّهُم بالغَداوةِ و العَشیّ يُريدونَ وَجهَهُ و لا تَعدُ عيناکَ عنهُم تُريدُ زينَةَ الحياةِ الدّنيا )

و حينَما يلومَکَ المُنافِقونَ علیٰ مُجالِسَةِ سلمان و أبی ذَر و المَقداد و عمّار و بَلال فَصَبِّر نَفسَکَ و تَحمَّلَ الَّلوْم وابقِ مَعَ الّذين يَدعونَ رَبَّهُم بالنَّهارِ والَّليْل لِيَنصُر عليّاً (ع) و لا تَرفَع نَظَرَکَ عنهُم تُريدُ بِذلِکَ رِضا المُنافِقين أبو زَوجَةِ عُثمان و رَبعِهِ و إسمِهِ عُيَينَةَ الفَرازیّ لِيُقَدّموا الزَّکوات ،

( و لا تُطِع مَن أغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِکرِنا واتَّبَعَ هَواهُ و کانَ أمرُهُ فُرُطاً )

وَ لا تُطِع عُيَيْنَةَ و عُثمانَ و مَن أغفَلنا قَلبَهُ عَن وِلايَة علیٍّ (ع) بَعدَ أن أضمَرَ لَهُ العِداء واتَّبَعَ هَواهُ النَّفسِيَّةَ الشيطانِيَّةَ و أبغَضَ عَليّاً (ع) و حِزبَهُ المُؤمِنينَ و کانَ أمرُهُ لَکَ بِإبعادِهِم تَمادِياً فی الغَیّ ،

( وَ قُلِ الحَقُّ مِن رَبِّکُم فَمَن شآءَ فليُؤمِن و من شآءَ فليَکفُر إنّا أعتَدنا لِلظّالِمين ناراً أحاطَ بِهِم سُرادِقُها )

و قُل لهُم يا حبيبی إنَّ وِلايَةَ علیٍّ (ع) هو الحَقُّ الّذی جآءَ مِن رَبِّکُم و أمَرنی بِإبلاغِهِ فَمَن شآءَ أن يُطيعَهُ فَليُوْمِن بِوِلايَةِ علیٍّ (ع) و مَن شآءَ أن يَعصِيَهُ فليَکفُر بِوِلايَةِ علیٍّ (ع) أنّا أعدَدنا لِلظّالِمينَ المُناوِئينَ لِعَلیٍّ ناراً يُحيطُ بِهِم کَسُرادِقِ الفُسطاطِ مِن کُلِّ جانِبٍ ،

( و إن يَستَغيثوا يُغاثوا بِماءٍ کالمُهلِ يَشوی الوُجوهَ بِئسَ الشَّرابُ و ساءَت مُرتَفقاً )

و حينَما يَستَغيثوا صارِخينَ مِن ألَمِها يُغاثونَ بِيَدِ خَزَنَةِ النّارِ بِسائِلٍ کالفِلِزِّ المُذابِ يَشوي وجوهَهُم مِن حَرارَتِهِ و هو بِئسَ الشّرابُ لهُم و هِیَ أسوَءُ رفقٍ بِهِم ،

( إنَّ الّذين آمَنوا و عَمِلوا الصّالِحاتِ إنّا لا نُضيعُ أجرَ مَن أحَسنَ عَملاً )

و بالتأکيدِ إنَّ الّذينَ آمَنوا بِوِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) و عَمِلوا الصّالِحاتِ مُتَمَسِّکيُن بِوِلايَتِهِم إنّا سَوْفَ لا نُضيعُ أجرَ مَن أحَسنَ منهُم عَملاً ،

( أولئِکَ لهُم جَنّاتُ عَدنٍ تَجري مِن تَحتِهِمُ الأنهارُ يُحَلَّوْنَ فيها مِن أساوِرَ مِن ذَهَبٍ )

أولئِکَ المُوالونَ لِآلِ مُحمّدٍ (ص) لهُم يومَ القيامَةِ جَنّاتُ عَدنٍ يَسکُنونَها إلیٰ الأبَد تَجري مِن تَحتِ قُصورهِمُ الأنهارُ المُتَنَوِّعَه يُحلَّوْنُ فيها حُلِيّاً مِن أساوِرَ مِن ذَهَبٍ فی أيديهم ،

( وَ يلبَسونَ ثِياباً خُضراً مِن سُندُسٍ و إستَبرَقٍ مُتّکِئِينَ فيها علیٰ الأراءِکِ نِعمَ الثَّوابَ و حَسُنَت مُرتَفقاً )

و يَلبَسونَ فيها ثِياباً خُضراً مِن ديباجِها و إستَبرَقِها و سُندُسِها مُتَّکِئِينَ فيها علیٰ الاراءِکِ المَصفوفَةِ مُتَقابِلين نِعمَ الثّواب ثَوابُهُم و حَسُنَت المُداراةُ و الرِّفقُ بِهِم ،

( و اضرِب لهُم مَثلاً رَجُلَيْنِ جَعَلنا لِأحدِهِما جنَّتَيْن مِن أعنابٍ وَحَففناهُما بِنَخلٍ و جَعلنا بَيْنَهما زَرعاً )

واضرِبِ لِاُمَتِّک يا حبيبی مَثَلاً عَن حالِ شيعَةِ علیٍّ (ع) و حالِ المُنافِقين قِصَّةَ رجُلَيْن کان لَهُما بُستانَيْن مِن أعنابٍ و أحَطناها بِنَخلِ التُّمورِ و جَعَلنا بَيْنَهُما زرعاً مِنَ الحُبوبِ و الخُضرَوات ،

( وکِلَتا الجَنَّتَيْن آتَت اُکُلَها و لَم تَظلِم مِنهُ شيئاً و فَجّرنا خِلالَهُما نَهراً و کانَ لهُ ثَمَرٌ فقالَ لِصاحِبهِ و هُوَ يُحاوِرُهُ أنا أکثَرُ مِنکَ مالاً و أعَزُّ نَفَرا )

وكِلتا البُستانَيْنِ آتَت ثِمارَها و لَم تُنقِص مِنَ الثِّمارِ و النّاتِجِ شيئاً و شَقَقنا عَن وَسَطِهِما نَهراً يَستَقي مِنُه و الّذی کانَ لَهُ ثَمَرٌ زائِدٌ فقالَ لِصاحِبِهِ المُؤمِن و هُوَ يُفاخِرُهُ أنا أکثَرُ مِنکَ مالاً و أعَزُّ عَشيرَةً ،

( و دَخَلَ جَنَّتَهُ و هو ظالِمٌ لِنَفسِهِ قالَ ما أظُنُّ أن تَبيدَ هذِهِ أبَداً و ما أظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً ولَئِن رُدِدتُ إلیٰ رَبّی لَأجِدَنَّ خَيراً مِنها مُنقَلَبا )

و دَخَلَ بُستانَهُ و هو ظالِمٌ لِنَفسِهِ بالعُجبِ و الغُرور و الطُّغيان قالَ حينَما دَخَلَ البُستانَ ما أظُنُّ أن تَفنیٰ هذِهِ الأشجارُ أبَداً و ما أظُنُّ السّاعَةَ الآخِرَةَ تَقومُ أبَداً و لو قامَت و رُدِدتُ إلیٰ رَبّی کما يَقولونَ لَأجِدَنَّ خَيراً مِنها هُناکُ ،

( قالَ لهُ صاحِبُهُ و هوَ يُحاوِرُهُ أکَفَرتَ بالّذي خَلَقَکَ مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ثُمَّ سوّاکَ رَجُلاً لکِنّا هُوَ اللهُ رَبّی و لا اُشرِکَ برَبِّی أحَداً )

قالَ لهُ صاحِبُهُ المُؤمِن و هوَ يَعِظُهُ هَل کَفَرتَ باللّهِ الّذی خَلَقَکَ مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ قَذِرَةٍ ثُمَّ سوّاکَ رَجُلاً بَعدَ وِلادَتِکَ طِفلاً؟ تَبّاً لَکَ يا کافِر لکِنّنی آمَنتُ و اللهُ هو رَبّی و لا اُشرِکُ بِهِ أحَداً فی الرُّبوبِيَّةِ ،

( و لو لا إذ دَخَلتَ جَنَّتَکَ قُلتَ ما شآءَ اللهُ لا قُوَّةَ إلّا باللّهِ إن تَرَنِ أنا أقَلّ مِنکَ مالاً و وَلَداً فعسیٰ رَبّی أن يُؤتيني خَيْراً مِن جَنَّتِک )

وَ هَلَّا حينما دَخَلتَ بُستانَکَ قُلتَ ما شآءَ اللهُ لا قُوّةَ إلّا باللّهِ فَبِمَشيئَتِهِ و قُوَّتِهِ کَثُر تَمُرها وَ إن رَأيْتَ أنا أقَلُّ مِنکَ مالاً و وَلداً فَبِمَشيئَتِهِ و حِکمَتِهِ إيضاً فَعَسیٰ ربّی أن يُعطيني خَيراً أفضَلَ مِن بُستانِکَ و هُوَ الإيمان ،

( و يُرسِلَ عليها حُسباناً من السَّماءِ فَتُصبِحَ صَعيداً زَلَقاً أو يُصِبحَ ماؤها غَوراً فَلَن تَستَطيعَ لَهُ طَلَباً )

و عَسیٰ رَبّي أن يَسلُب مِنکَ النِّعمَةَ لِکُفرِکَ و يُرسِل علیٰ جَنَّتِکَ صَواعِقَ يُحرِقُها فَتُصبِحَ أرضاً مَلساءَ قاحِلَةً أو يُصبِحَ نَهرها جافّاً يابِساً فيَغورُ ماؤها فی الأرض فلَن تَستطَيعَ حينَئذٍ لِلماءِ طَلَباً فَيَموتُ البُستانُ عَطَشاً ،

( و اُحيطَ بِثَمَرِهِ فَأصبَحَ يُقَلِّبُ کَفّيهِ علیٰ ما أنفَقَ فيها و هِیَ خاوِيَةٌ علیٰ عُروشِها و يَقولُ يا لَيتَنی لَم اُشرِک بِرَبّی أحَداً )

و اُحيطَ بِثَمَرِ الکافِرِ بالصّاعِقَةِ فَأتلَفَتهُ فأصبَحَ يُقَلِّبُ کَفّيهِ أسَفاً و حُزناً علیٰ ما أنفَقَ عليها لِکَي تَزدَهِر و تُثمِر وَ أسَفاً و نَدَماً علیٰ ما أعلَنَ مِن طُغيانِهِ و الجَنَّةُ مُتَساقِطَةٌ أعنابها علیٰ الأرضِ و يَقولُ يا لَيْتَنی لَم أشرِک بِرَبّی غيرَهُ أحداً ،

( و لَم تَکُن لَهُ فِئَةٌ يَنصُرونَهُ مِن دونِ اللّهِ و ما کانَ مُنتَصِراً )

و لکِن هَيْهاتَ و لَمّا يَنفَعُ النَّدَم و لَم تَکُن لَهُ جَماعَةٌ يَنصُرونَهُ مِن دونِ اللّه وَ ما کانَ مُنتَصِراً مِن عَذابِ اللهِ فکذلِکَ مَصيرُ المُنافِقينَ المُناوِئينَ لِآل مُحمّدٍ (ص) سَيکونُ ،

( هُنالِکَ الوَلايَةُ لِلّهِ الحَقّ هُوَ خَيرٌ ثَواباً و خَيرٌ عُقباً)

هُنالِکَ عندَ نَزولِ العَذابِ علیٰ المُنافِقين تَکونُ الوِلايَةُ لِلّهِ و لِمُحمّدٍ وَ آلِ مُحمّدٍ (ص) هِیَ الحَقُّ القَطعیُّ اليَقينیُّ الثّابِت و سِواها باطِلٌ واللهُ هو خيرٌ ثواباً لِلمُوالين لهُم فهُم خيرٌ عاقِبَةً مِنَ المُنافِقين،

( وَاضرِب لهُم مَثلاً الحياةِ الدّنيا کماءٍ أنزَلناهُ مِن السماءِ فاختلط بهِ نَباةُ الأرض فأصبحَ هشيماً تذروهُ الرّياحُ وَ کانَ اللّهُ علیٰ کلِّ شیءٍ مُقَتدِراً )

وَاضرِب لاُِمّتک يا حبيبي مَثَلاً علی انتِعاشِ المُنافقينَ بالحياةِ الدنيا فَهُو کماءٍ أنزلناهُ من السماءِ فاختَلَط بهِ نَباةُ الأرض فأصبح بعد يَنْعِهِ هشيماً يابساً و تَنشُرُه الرّياح هنا و هناک و کان الله علیٰ کلِّ شيیءٍ أرادَهُ مقتدراً ،

( ألمالُ و البَنون زينةُ الحياةِ الدنيا و الباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عند ربّک ثواباً و خيرٌ أمَلاً )

ألمالُ و الثَّروَة و البَنون و الأولاد هی زينَةُ الحياةِ الدنيا فقط و لا تدومُ بَل تفنیٰ وَ تَزول ولکنّ الباقياتُ الصالحاتُ من الأعمال و الخيراتِ هِيَ أفضَلُ عند اللّه من زينَةِ الدّنيا ثَواباً و أجراً و أفضَلُ ما يأمَلُه الإنسانُ غَداً ،

( وَ يومَ نُسَيِّرُ الجِبالَ وَ تَریٰ الأرض بارزةً وَ حَشرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أحداً )

و عقيبَ زينة الحياةِ الدّنيا يوم القيامَةِ و الحِسابْ حَيثُ نُسَيِّرُ الجبالَ من أماکنها لِساحَةِ المَحشَر و تریٰ الأرضَ يومئذٍ ظاهِرَةٌ لِلمَرأیٰ و حَشَرناهُم فلَم نُغادِر و نَترُک مِنهُم أحداً ،

( و عُرضوا علیٰ ربِّک صَفّاً لَقَد جِئتُمونا !!کَما خَلَقناکُم أوّلَ مَرَّةٍ بل زَعمتُم ألَّن نجعلَ لکُم مَوعِداً )

و يُعَرضون علیٰ محکمة الله صفّاً طويلاً فيُقال لهم لقد جئتُمونا فُرادیٰ عُزَّل کما خلقناکم أوّلَ مَرّةٍ فی رَحِمِ أمّهاتِکُم و کنتم لا تُصَدِّقونَ البَعثَ بَل زَعمتُم زَعماً باطِلاً ألَّن نَجعَلَ لکُم مَعاداً أبَداً ،

( وَ وُضِعَ الکتابُ فَتریٰ المُجرمين مُشفقين ممّا فيه و يقولون يا وَيلتَنا مالِ هذا الکتاب لا يُغادر صَغيرةً و لا کبيرةً إلّا أحصاها ؟ )

وَ وُضِعَ کتابُ الأعمالِ بَين يَدَي ميزان الأعمال علیّ بن أبيطالبٍ (ع) قَسيمُ الجَنَّةِ و النّار فَتَریٰ المُجرمين المُناوئين لِعلیٍّ (ع) مُشفِقينَ وَجِلينَ ممّا فيه مُسَجَّلٌ مِن أعمالِهِم و يَقولونَ ألوَيلُ لَنا ما بالُ هذا الکتاب لا يَدَعُ صَغيرَةً و لا کبيرَةً من أعمالِنا إلاّ أحصاها علَينا ،

( و وَجدوا ما عملوا حاضِراً و لا يَظلِمُ ربّکَ أحَداً )

فعندئذٍ يَجدِونَ ما عملوا من ظُلمٍ و جَوْرٍ و فِسقٍ و فُجورٍ و ذَنبٍ و إثمٍ حاضِراً مُجَسّماً لا يُمکِنُهُم إنکارُهُ فيُجازون عليهِ بالعَدلِ و الإستحقاقِ و لا يَظلِمُ ربّکَ أحَداً هُناک ،

( وَ إذْ قُلنا لِلملائکةِ اسجُدوا لِآدم فَسَجَدوا إلّا إبليسَ کانَ مِنَ الجِنّ فَفَسَقَ عَن أمرِ رَبّهِ )

وَ ذَکِّرهُم إذ قلنا للملائکةِ اسجُدوا لِآدمَ حيثُ أودَعنا صُلبَهُ أنوارَ مُحمّدٍ (ص) و آلِهِ الأربَعَةَ عَشَر (ع) فَسَجدوا جميعاً لِأنوارِهِم عَدیٰ إبليسُ کانَ من الجِنّ فی صَفِّ الملائکةِ فَخَرَجَ عن طاعَةِ أمرِ الله ،

( أفَتَتَّخِذونَهُ و ذُرّيَتَهُ أولياءَ مِن دوني؟ و هُم لکُم عدوٌ بِئسَ لِلظالِمين بَدَلاً )

فَقُل لهم مُوَبِّخاً هل تَتَّخِذونَ إبليسَ و ذُرّيتَهُ مِنَ البَشَر وَ هُم الطّواغيتُ وَ خُلَفاء الجَورِ أولياءَ مِن دوني ؟ وَ هُم لَکُم عَدوٌ فيا سآءَ لِلظالمين أولياءَ بَدَلاً عَنِ اللّه ،

( ما أشهَدتُهُم خَلقَ السّماواتِ و الأرضِ و لا خَلقَ أنفُسِهِم و ما کنتُ مُتَّخِذ المُضِلّينَ عَضُداً )

فَأولئِکَ الطّواغيتُ ذُرّيَة إبليسَ حيثُ شارَکَ فی إنعِقادِ نُطفَتِهِم لَيسوا کمُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) فما أشهَدتُهُم خَلقَ السّماواتِ و الأرضِ و لا خَلقَ أنفُسِهِم کما أشهَدتُ محمّداً و آلَ مُحمّدٍ (ص) و هُم کانوا أنوراً بالعَرشِ مُحدِقينَ و ما کُنتُ أنا أتَّخِذ المُضِلّينَ خُلَفاءَ و أولياءَ يَعضُدونَ الّدين ،

( و يومَ يقولُ نادوا شُرکائیَ الّذين زَعمتُم فدَعَوهُم فلم يَستجيبوا لَهُم وَجَعلنا بينهم مَوبِقاً )

وَ حَذِّرهُم يوم يقولُ اللّهُ لِأتباعِ خُلَفاءِ الجَوْرِ فی المَحشَر نادُوا شُرَکائِیَ الخُلَفاءَ الّذينَ زَعمتُم أنّهم أوليائي فَيَدعُوهُم لِلشَّفاعَةِ فَلَم يَستَجيبُوا لهُم بِها وَ يَجعَلُ اللّهُ بينَهُم إباقاً و عِناداً و عِداءً ،

( وَ رأیٰ المُجرِمونَ النّار فظنّوا أنّهم مُواقِعوها و لم يَجِدوا عنها مَصرِفاً )

وَ يومئذٍ يریٰ المُجرمون المناوئون لعلیٍّ (ع) نار جهنّم فيعلَمون أنّهم حَتماً سيَقَعون فيها و لَم يَجِدوا عنها لَهُم صارفاً لِحِرمانِهِم مِن شَفاعَةِ علیٍّ ،

( و لَقَد صَرّفنا فی هذا القرآن لِلنّاس مِن کُلِّ مَثَلٍ و کان الإنسانُ أکثَرَ جَدَلاً )

و بالتأکيد لقد وَضّحنا وَ شَرحنا فی هذا القرآن للنّاس جميعاً من کُلٍّ مَثَلٍ يَدُلُّهُم علیٰ ضَرورَةِ وِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) وَ کانَ الإنسانُ المُنافِقُ أکثَرَ شيیءٍ جَدَلاً فی وِلايَتِهِم ،

( وَ ما مَنَعَ النّاسَ أن يُؤمِنوا إذ جاءَ هُم الهُدیٰ وَ يَستَغفِروا ربّهم إلّا أن تأتيهم سُنَّة الأوّلين أو يأتيهُمُ العذابُ قُبُلاً )

و نَستَفهِمُ مُوَبِّخين ما الّذی مَنَعَ النّاس المُنافقين أن يُؤمنوا بِولايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) حيثُ جاءَهُمُ الهُدیٰ عليها و ما مَنَعَهُم أن يَستَغفِروا رَبَّهُم علیٰ تَرکِ وِلايَتِهِم فَهَلّا يُؤمِنونَ بِوِلايَتِهِم إلاّ أن تَأتيهِمُ المُهلِکاتُ سُنَّتنا لِلأوّلين أو يأتيهمُ العذابُ الإلـٰهیُّ مُقابِلَ أعيُنِهِم ،

( وَ ما نُرسِلُ المُرسَلينَ إلّا مُبَشِّرينَ و مُنذِرين )

و ما اُرسِلُ بِلُطفي و عَدلي ألمُرسَلينَ و الأنبياءَ و الأوصياءَ إلی النّاسِ إلاّ مُبَشِّرينَ لهُم بالجَنَّةِ لو أطاعُوهُم و مُنذِرينَ لهُم بالعَذابِ إن عَصَوا ،

( و يُجادِلُ الّذين کفَروا بالباطِلِ لِيُدحِضوا بهِ الحَقَّ واتَّخَذوا آياتي و ما اُنذِروا هُزُواً )

و معذلِکَ يُجادِل الذّين کفَروا بِوِلايَةِ محمّدٍ و آل محمّدٍ (ص) بالباطِلِ بِشَأنِ وِلايَتِهِم فيَقولونَ إنّ عليّاً (ع) شابٌّ أو إنَّ النُّبُوَّة و الخِلافَة لا تَجتَمِعانِ فی بَيْتٍ واحِدٍ لِيُدحِضوا بهِ الحَقّ الثّابِتَ لِعلیٍّ (ع) و يَتَّخذِونَ آياتِ اللهِ النّازِلَةِ بِشَأنِهِ و ما أنذَرَهُم النَّبیُّ بِهِ مَسخَرَةً و إستِهزاءً ،

( وَ مَن أظلَمُ مِمّن ذُکِّر بآياتِ رَبّهِ فَأعرَضَ عنها ونَسِیَ ما قَدَّمَت يَداهُ )

و نَستَفهِمُ تَقريراً مَن هُوَ أظَلمُ مِمَّن ذُکِّر بآياتِ ربّهِ النازلِةِ بشأنِ علیٍّ (ع) فَأعرَضَ عنها واتَّبَعَ غيرَهُ و تناسیٰ عمّا قَدَّمَت يَداهُ من ظُلمٍ بحَقِّ عليٍٍّ و آلِ محمدٍ (ص) و شيعَتِهم ؟؟؟

( إنّا جَعلنا علیٰ قُلوبهِم أکِنَّةً أن يَفقَهُوهُ و فی آذانِهِم وَقراً و إن تَدعُهُم إلیٰ الهُدیٰ فَلَن يَهتَدوا إذاً أبَداً )

إنّا جَعَلنا علی ٰ قُلوبِ المُنافِقينَ أغطِيَةً مِن أن يَفقَهوا القُرآنَ و جَعَلنا فی آذانِهِم ثِقلاً عَن سِماعِ الحَقِّ و إن تَدعوهُم إلیٰ وِلايَةِ علیٍّ (ع) أکثَرَ مِن هذا فَأبَداً لا يَهتَدونَ لِوِلايَتِهِ أبداً لِنِفاقِهم ،

( و ربُّکَ الغَفورُ ذوالرَّحمَةِ لو يُؤاخِذُهُم بِما کَسَبوا لَعَجَّلَ لهُم العذاب بَل لهم مَوعِدٌ لَن يَجِدوا من دونِه مَوئِلاً )

و ربُّکَ يا حبيبی هو الغفورُ ذوالرَّحَمَةِ الواسِعَةِ يحلُمُ عن العاصِين فَلَو يُؤاخِذهُم سريِعاً بما کَسَبوا من ظُلمِ آل محمدٍ (ص) لَعَجَّلَ لهُم العذاب و لکِن لا يُعَجِّلُ بَل لهُم مَوعِدٌ هو وَقتُ قِيامِ القائِمِ المَهديِّ (ع) فَحينَئذٍ لَن يَجِدوا مِن دونِ اللّهِ مَلجَاءً کَلاّ ،

( وَ تِلکَ القُریُ أهلکناهُم لَمّا ظَلَموا و جعلنا لِمَهلِکِهم مَوعِداً )

و تِلکَ القُریٰ لِلاُمَم الّذين ذکرناهُم أهلکناهُم حينَما ظَلَموا و خالَفوا الأنبياءَ و عَصَوهُم و جَعلنا لإهلاکِهِم مَوعِداً مُحدَّداً مُعيَّناً ،

( و إذ قالَ موسیٰ لِفَتاهُ لا أبرَحُ حتّیٰ أبلُغَ مَجمَعَ البَحرَيْن أو أمضي حَقُباً )

و ذَکِّرهُم إذ قالَ مُوسیٰ بن عِمر انَ لِوَصِيِّهِ الشّاب يُوشَع بن نُونٍ أنا لا أبرَحُ عَنِ السَّيْرِ و السِّياحَةِ أبحَثُ عَنِ الخِضِر الّذی أعلَمُ مِنّی ، حَتّیٰ أصِلَ إلیٰ مُلتَقیٰ البَحرِ الأبيَضِ و الأسَودِ أو أمضي زَمَناً طويلاً نَحوَ القُطبْ ،

( فَلَمّا بَلَغا مَجَمَعَ بَينِهِما نَسِيا حوتَهُما فاتَّخَذَ سبيلَهُ فی البَحرِ سَرَباً )

فلمّا وَصَلا مُجتَمَع و مُلتَقیٰ البَحرَيْنِ نَسِيا سَمَکَتِهِما أن يَحمِلاها مَعَهُما کي يَعرِفا بِها عَيْنَ الحَياةِ فَبَقِيَت عِندَ صَخَرةٍ فی المَسيرِ قُربَ العَيْنِ و کانَت قَريبَةً مِنَ العَيْنِ فَتَسَرَّبَت فی البَحرِ حَيَّةً ،

( فَلمّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَذاءَنا لَقَد لَقينا مِن سَفَرِنا هذا نَصَبا )

فَلَمّا جاوَزا موسیٰ و يُوشَعَ مُلتَقیٰ البَحرَيْنِ نَحوَ المَغرِبِ فی القُطبِ قالَ موسیٰ لِيُوشَع : آتِنا طعامَنا لَقَد لَقينا مِن سَفَرِنا هذا تَعَباً فلأ بُدَّ أن نَستَرِيح ،

( قالَ أرَأيتَ إذ أوَيْنا إلیٰ الصَّخرَةِ فإنّی نَسيتُ الحُوتَ و ما أنسانِيهُ إلاّ الشيطانُ أن أذکُرَهُ واتَّخَذَ سبيلَهُ فی البَحرِ عَجَباً )

قال يُوشَعُ لِموسیٰ : هَل إلتَفَتَّ حينَما أوَيْنا إلیٰ الصَّخرَةِ قُربَ العَيْنِ لِلإستراحَةِ و العِبادَةِ فإنّی نَسيتُ السَّمکَ هُناکَ و ما أنسانيه إلاّ الشّيطان فحالَ دُونَ أن أذکُرَهُ إلیٰ الآن وقَدَ رَأيتُ السَّمَکَ عادَت إليهِ الحياةُ و اتَّخَذَ طريقَهُ فی البَحرِ و قَد تَعجَّبتُ مِن ذلِک ،

( قالَ ذلِکَ ما کُنّا نَبغِ فارتَدّا علیٰ آثارِهِما قَصَصاً )

قالَ موسیٰ لِيوُشَع ذلِکَ المَکانُ هو الّذی کُنّا نَبغيهِ فالخِضرُ هُوَ قَريبٌ مِنهُ إذ شَرِبَ مِنَ العَيْنِ ماءَ الحياةِ فَرَجَعا علیٰ آثارِهِما يَقتَصّون أثَرَهُما ،

( فَوَجدا عَبداً مِن عبادِنا آتيناهُ رَحمةً مِن عِندِنا وَعَلّمناهُ مِن لَدُنّا عِلماً )

فَوَجدا عَبداً مِن عِبادِنا هُوَ الخِضُر آتيناهُ العِصمَةَ و الوِلايَةَ و تلِکَ رَحمَةٌ مِن عِندنا وقد عَلّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمَ الأسرار و الخَفايا و المَنايا و البَلايا و المُغَيّبات ،

( قالُ لهُ موسیٰ هَل أتَّبِعُکَ علیٰ أن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشداً ؟ قالَ إنّکَ لَن تَستطيعُ مَعِیَ صَبراً )

قالَ لهُ موسیٰ بَعدَ أن سَلّمَ عليهِ : إنَّ اللهَ أخبَرَنی بَأنّک أعلَمُ مِنّی فَهَل تَرضیٰ أن أتَّبِعُکَ فی مَسيرِکَ علیٰ أن تُعَلِّمَنی مِمّا علّمَکَ اللهُ صَواباً ؟ قالَ الخِضرُ لِموسیٰ : إنّکَ لَن تَستطيعَ مَعِیَ صَبراً علیٰ ما أفعَلُ لِعَدَمِ عِلمِکَ بِمَصلِحَتِهِ ،

( وَ کيفَ تَصبِرُ علیٰ ما لَم تُحِط بِهِ خُبرا ؟ قالَ سَتَجِدُنی إِن شآءَ اللّهُ صابِرا و لا أعصي لکَ أمراً )

وَ قالَ لهُ کيفَ تَستطيعُ أن تصبِر علیٰ ما لَم تُحيطُ بهِ عِلماً بِمَصالِحِه و أسرارِهِ الخَفيَّةِ کَلاّ لا تَستطيعُ ، قالَ موسیٰ سَتَجدِنُی إن شآءَ اللهُ أنْ أصبِر صابِراً وَ لا أعصي لَکَ أمراً يُخالِفُ الصَّبر ،

( قال ، فإن اتَّبَعَتَنی فَلا تَسألني عَن شیءٍ حتّیٰ اُحدِثَ لَکَ مِنهُ ذِکراً )

قالَ الخِضُر لِموسیٰ:فَإن اتّبَعتَنی لِتَتَعلَّمَ مِنّی عِلمَ الغَيْبِ فلا تَسألني عَن شيیءٍ أفعَلُهُ حتّیٰ اُحَدِّثُکَ أنا بِسِرِّهِ و أذکُرُ لَكَ مَصالِحَهُ و حِکمتَهُ ،

( فانطَلَقا حتّیٰ إذا رَکِبا فی السَّفينَةِ خَرَقها قالَ : أخَرَقتَها لِتُغرِقَ أهلَها لَقَد جِئتَ شيئاً إمْراً )

فانطَلَقا سائِرينَ علیٰ ساحِلِ البَحرِ بَعَد أن أمَرَ يُوشَعاً بالرُّجوعِ إلیٰ قَومِهِ حتّیٰ أن رَکِبا فی سَفينَةٍ کانَت فی السّاحِلِ فَلَمّا سارَت خَرَقَها و ثَقَبَها الخِضُر قالَ موسیٰ مُستَنکِراً أخَرَقتَها لِتُغرِقَ أهلَها لَقَد جِئتَ شيئاً مُنکَراً قَبيحاً ،

( قالَ ألَم أقُل إنَّکَ لَن تَستَطيعَ مَعِیَ صَبراً ؟ قالَ لا تُؤْاخِذنی بمِا نَسيتُ و لا تُرهِقنی مِن أمري عُسراً )

قالَ لهُ الخِضرُ: ألَم أقُل يا موسیٰ إنَّک لَن تَستطيعَ مَعِیَ صَبراً علیٰ ما تَراهُ مِنّی ؟ قالَ موسیٰ : لا تُؤاخِذنی بما تَناسَيْتُ مِنَ الشَّرطِ لِأنّنی نَبیٌّ صاحِبُ شَريعَةٍ تُحَرِّم هذا العَمَل و لا تُتعِبني بالتَّکليفِ العَسير ،

( فانَطَلَقا حتّیٰ إذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلهُ قالَ : أقَتَلتَ نَفساً زکيًةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شيئاً نُکراً )

فانَطَلَقا سائِرَيْنِ بعدَ تَرکِ السَّفينَةِ حتّیٰ إذا لَقِيا غُلاماً فی الطَّريقِ فَقَتَلهُ الخِضرُ بِأمرِاللّهِ قالَ لَهُ موسیٰ مُستَنکِراً :أقَتَلتَ نَفساً برَيئَةً مِن غَيرِ قِصاصِ نَفسِ لَقَد جِئتَ شيئاً مُنکَراً فی شَريعَتی ،

( قالَ ألَم أقُل لَکَ إنّکَ لَن تَستَطيعَ مَعِیَ صَبراً ؟ قالَ إنْ سَألتُکَ عَن شیءٍ بَعدَها فَلا تُصاحِبنی قَد بَلَغتَ مِن لَدُنّی عُذراً )

قالَ لَهُ الخِضُر ألَم أقُل لَکَ إنّکَ لَن تَستَطيعَ أبَداً أن تَصبِرَ مَعي ؟ قالَ لهُ موسیٰ إن سَألتُکَ عَن شيیءٍ بَعدَ هذا فلاتَصحَبني مَعَک قد بَلَغْتَ مِن جانِبی عُذراً بِمُخالِفَتي لِلشَّرط ،

( فانطَلَقا حتّیٰ إذا أتَيا أهلَ قَريَةٍ إستَطعَما أهلَها فَأبَوْا أن يُضَيِّفوهُما فَوَجَدا جِداراً يُريدُ أن يَنقَضَّ فأقامَهُ قالَ لَو شِئتَ لاتَّخَذتَ عليهِ أجرا )

فانطَلَقا سائِرَيْنِ حتّیٰ إذا أتَيا نَحَو أهلِ قَريَةِ النّاصِرَةِ فاستَطعَما أهلَها لِجُوعِهِما فَأبَوا أن يُضَيِّفوهُما بِقُرصٍ واحِدٍ فَوَجَدا جِداراً مُنَحَنِياً يُريدُ أنْ يَنقَضَّ ساقِطاً فَبَناهُ الخِضرُ بالطّينِ قال لهُ موسیٰ إنَّهم لَم يُطعِمونا فَلَوْ شِئتَ لا تَّخَذتُ علیٰ بِناءِﻩِ اُجَرةً نَشتَري بِها الطَّعام ،

( قالَ هذا فِراقُ بَيْني وَ بيْنِکَ ساُنَبِّئُکَ بِتَأويلِ ما لَم تَستَطِع عليهِ صَبراً )

قالَ لهُ الخِضُر إنتَهَت المَرَّةُ الثّالِثَةُ هذا مَوعِدُ فِراقٍ بَيني و بَينِک لِمُخالِفَتِکَ لِلشَّرطِ ساُخِبُرکَ قَبلَ المُفارِقَةِ بتأويلِ وَ تفسيِر المَصالِحِ و الحِکَمِ فی ما فَعَلتُ و ما لَم تَستَطِع عليهِ صَبراً يا موسیٰ ،

( أمّا السَّفينَةُ فکانَت لِمَساکينَ يَعمَلونَ فی البَحرِ فَأردتُ أن أعيبَها و کانَ وَراءَهُم مَلِکٌ يأخُذُ کلّ سَفينَةٍ غَصباً )

أمّا السَفينَةُ فکانَت لِمَساکينَ فُقَراءَ صيّادينَ يعمَلونَ فی البَحرِ لِکَسبِ القُوتِ فَأردتُ أن أعيبَها لِکَي لا تَجلِبِ النَّظَرَ فکانَ وَراءَ السّاحِلِ مَلِکٌ جائِرٌ يأخُذُ کُلّ سَفينَةٍ تَعبُرُ أمامَهُ غَصباً فَلَمّا رآها مَعيوبَةً تَرَکَها فَسَلِمُوا ،

( و أمّا الغُلامُ فکانَ أبَواهُ مُؤمِنَيْنِ فَخَشينا أن يُرهِقَهُما طُغياناً و کُفراً فَأرَدنا أن يُبدِلَهُما رَبُّهما خَيراً منهُ زَکاةً و أقرَبَ رُحماً )

وَ أمّا الغُلامُ فکانَ أبَواهُ مُؤمِنَيْنِ فأمَرنِیَ اللهُ و أخبَرَني إنّهُ يُخشیٰ مِنَ الغُلام َأن يُرهِقَهُما بِطُغيانِهِ علیٰ النّاسِ و ظُلمِهِ و فَسادِهِ و کُفرِهِ فأرادَ اللّهُ و أرَدتُ مَعَ الله أن يَکفِيَهُما و جَميعَ النّاسِ شَرَّهُ قَبلَ ذلِکَ و أن يُبدِلَهُما رَبُّهما خَيْراً منهُ يُولَدُ لهُما مِن نَفسِ اليَومِ أفضَلُ صَلاحاً و أقرَبُ رَحمةً و بِرّاً بِهما ،

( وَ أمّا الجِدارُ فکانَ لِغُلامَيْن يَتيمَيْن فی المَدينةِ و کانَ تَحتَهُ کنزٌ لهُما و کانَ أبوهُما صالِحاً )

و أمّا سِرّ الجِدار الّذی بَنيتُهُ فکانُ لِغُلامَيْنِ يَتيمَيْنِ فی المَدينَةِ فَقَدَ أبَوَيْهِما و کانَ تحتهُ کنزٌ لهُما مِيراثٌ أخفاهُ لهُما أبوهُما و کانَ أبوهُما صالِحاً مُؤمُناً تَوَکَّلَ فی ذلِکَ علیٰ الله

( فَأرادَ رُّبکَ أن يَبلُغا أشُدَّهُما و يَستَخرِجا کَنزَهُما رَحمَةً مِن رَبِّک )

فَأرادَ اللّهُ ربّک و رَبّی و ربُّهما أن يَبلُغا سِنَّ البُلوغِ و الرُّشدِ و يَقرَءآ وَصِيَّةَ الأبِ حيثُ کَتَبَ فيها ودَلاّهُما بِمَوضِعِه فيَأتِيانِ إليهِ و يَستَخرِجا کنزَهُما فَأمَرنِیَ اللهُ بِبِناءِ الجِدارِ حفِظاً لِلکَنز ،

( وَما فَعلتُهُ عن أمري ذلِکَ تأويلُ ما لَم تَسطِع عليهِ صَبراً )

و أنا ما فَعلتُ کُلّ ما فَعلتُهُ مِن هذهِ الاُمورِ عَن رَأيي و هَوایَ بَل بِأمرِ اللّهِ و وَحيِهِ ذلِکَ الذّی شَرَحتُ لَکَ مِنَ الأسرارِ هُوَ تأويلٌ و تَفسيرٌ لِما لَم تَستَطِع عليهِ صَبراً يا موسیٰ ،

( وَ يَسألونَکَ عَن ذی القَرنَيْن قُل سَأتلُو عليکُم مِنهُ ذِکراً )

و يسألونَک يا رسول الله عن قِصّةِ إسکَندَر المَقدونِیّ ذي القرنَيْن الّذی ضَرَبَهُ الکُفّار علیٰ قَرنِيْ رَأسِهِ فَسُمیَّ بِهِ فَقُل لَهُم سأتلوُ عليکُم فی القرآنِ منهُ ذِکراً تَتَذَکّرونَ بهِ و تَتَّعِظون ،

( إنّا مَکنّا لهُ فی الأرضِ و آتيناهُ مِن کُلِّ شیءٍ سَبَباً فَأتبَعَ سَبَباً )

إنّا بِقُدرَتِنا و فَضلِنا و مَشيئَتِنا مَکنّا لَهُ فی الأرضِ شَرقاً و غَرباً فَسَخّرها و آتيناهُ مِن کُلِّ شَيیءٍ يُسَبِّبُ لهُ المُلکَ و السُّلطانَ سَبَباً کالعُدَّةِ و العَدَد فَأتَبَع سَبَباً لِتَسخيرِ الأرض ،

( حتّیٰ إذا بَلَغَ مَغرِبَ الشَّمسِ وَجَدها تَغرُبُ فی عَيْنٍ حَمِئَةٍ )

فَسارَ بِعُدَّتِهِ و عَدَدِهِ نَحَو الغَربِ حتّیٰ إذا بَلَغَ مَغرِبَ الشَّمسِ فی المُحيطِ الأطلَسیّ نِهايَةِ أرضِ الرّومِ وَجَد الشَّمسَ تَغرُبُ فی بُحَيْرَةٍ طينُها أسَود و هِیَ البَحرُ الأسَود ،

( و وَجَدَ عِندَها قَوماً قُلنا يا ذا القَرنَيْنِ إمّا أن تُعَذِّبَ و إمّا أن تَتَّخِذَ فيهِم حُسناً )

و وَجَدَ عِندَ ساحِلِها الغَربیّ قَوماً لا يَعبُدونَ اللهَ فأوحَيْنا إليهِ بواسِطَةِ وَزيرِهِ الخِضر قُلنا يا ذالقَرنَيْن إمّا أن تُعَذِّبَ هؤلاءِ الکُفّار لِأنّهم مُحارِبونَ و أمَا أن تَتَّخِذَ فيهِم العَفوَ و الإحسانَ سِياسَةً ،

( قالَ أمّا مَن ظَلَمَ فَسوفَ نُعذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إلیٰ رَبّهِ فيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُکراً )

قالَ إسکَندَر لِلخِضر أمّا مَن ظَلَم مِنهُم و حارَبَنا فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ بَعدَ قَتلِهِ يُرَدُّ إلیٰ رَبّهِ فيُعَذِّبُهُ فی النّارِ عَذاباً مُنکَراً شَديداً لا انقِطاعَ لهُ ،

( و أمّا مَن آمَنَ و عَمِلَ صالِحاً فَلَهَ جَزاءً الحُسنیٰ و سَنقولُ لهُ مِن أمرِنا يُسراً )

و أمّا مَن آمَن باللهِ و رُسُلِهِ و عَمِل صالِحاً و أطاعَ فلَهُ يوم القيامةِ الجَزاءُ الحَسَنِ فی الجِنانِ و نَحنُ سنَقولُ لهُ مِن أوامِرِنا أمراً يَسيراً سَهلاً عليهِ ،

( ثُمَّ أتبَعَ سَبَباً ، حتّیٰ إذا بَلَغَ مَطلِعَ الشَّمسِ وَجَدها تَطلُعُ علیٰ قومٍ لَم نَجعل لهُم مِن دونِها سِتراً )

ثُمَّ مَضیٰ إسکَندَرُ و أتَبَعَ سَبَباً يُوصِلُهُ إلیٰ جَميعِ أقطارِ الأرضِ نَحَو المَشرِقِ حتّیٰ إذا بَلَغَ مَطلعَ الشمسِ بانتِهاءِ الأراضي الّصينيّةِ وَجَد الشَّمسَ تُشرِقُ علیٰ قومٍ لَم نَجعَل لهُم مِن دونِ الشَّمس سِتراً مِن عِماراتٍ و أبنِيَةٍ ،

( کذلِکَ و قَد أحَطنا بِما لَدَيْهِ خُبراً ثُمًّ أتبَعَ سَبَباً )

و هکذا بالتأکيدِ إستفادَ إسکَندَرُ من هذهِ التّجارُبِ فی تَکثيرِ جَيْشِهِ منهُم و قَد أحَطناهُ بِما لَدَيْهِ مِنَ التَّجارُبِ خِبرَةً ثُمَّ أتَبَع بِتِلک التّجارُبِ سَبَباً لامتِدادِ سُلْطانِهِ ،

( حتّیٰ إذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْن وَجَدَ مِن دُونِهمِا قَوماً لا يَکادونِ يَفَقَهونَ قَولاً )

فَسارَ إلیٰ أن وَصَلَ ما بَيْنَ السَّدَّيْنِ الجَبَلَيْنِ الّذی بَنا بَيْنَهُما سَدَّهُ المَعروفُ بإسمِهِ وَجَدَ بعَدهُما قَوماً وُحوشَ لا يَکادونَ يَفهَمونَ کَلاماً و لا يَفهَمُ لُغَتَهُم غَيرَ الخِضر (ع) ،

( قالوا يا ذَا القَرنَيْن إنَّ يأجُوجَ وَ مأجُوجَ مُفسِدونَ فی الأرضِ فَهَل نَجعَلُ لَکَ خَرجاً علیٰ أن تَجعَلَ بَينَنا و بَينَهُم سَدّاً ؟ )

قالوا يا ذا القرنَين إنَّ قَبيلتَيْنِ وَحشِيَّتَيْن مِنَ الصِّينِ و التَّبَّت هُما يأجوجُ و مَأجوجُ مِن وُلدِ يافِثِ بن نُوحٍ مُفسِدونَ فی أراضينا بالغارَةِ علَينا فَهل تَرضیٰ أن نَجعَل لکَ خَراجاً مالِيّاً علیٰ أن تَجعَلَ بَينَنا و بَينَهُم سَدّاً يَمنَعُهُم مِنَ الغارَةِ علينا ؟

( قالَ ما مَکَنّی فيهِ رَبّی خَيرٌ فَأعينُوني بِقُوَّةٍ أجعَل بينَکُم و بينَهُم رَدماً )

قال لهُم إسکَندَرُ إنَّ ما مَکّني فيهِ رَبّي منَ المالِ و الثًّروَةِ أفضَلُ مِن خَراجِکُم فَأعينُوني بالعُمّالِ الأقوياء و أنا اُنفِقُ الأموال فَأجعَلُ بَينکُم و بَينَهُم حائِطاً حَصيناً هُوَ جِدارُ الصِّين ،

(آتوني زُبُرَ الحَديدِ حتّیٰ إذا ساویٰ بَيْنَ الصَّدَفيْن قال انفُخُوا حتّیٰ إذا جَعَلهُ ناراً قالَ آتوني اُفرِغ عليهِ قِطراً )

و قالَ لهُم آتوني مِن المَعدِنِ تُرابَ الحَديدِ حتّیٰ إذا ساویٰ بَيْنَ الجَبَلَيْن حَفراً لِأساسِ الجِدار قال انفُخُوا عليها النّار حتّیٰ إذا جَعَلَ الحدَيدَ مُذاباً قال آتوني اُفِرغ عليهِ نُحاساً مُذاباً ،

( فَما اسطاعُوا أن يَظهَروهُ و ما استَطاعوا لَهُ نَقباً )

فَلمّا أضافَ النُّحاسَ علیٰ الحَديدِ صَبَّهُ فی الاُسُسِ ثُمَّ بَنیٰ عليهِ الجِدارَ ، فَأصبَحَ حَصيناً قَويّاً کالسَّدِّ فما استَطاعوا أن يعبُروهُ و ما استَطاعُوا لَهُ نَقباً وثَقباً أعداؤهُم ،

( قالَ هذا رَحمةٌ مِن ربّی فإذا جاءَ وَعدُ ربّی جَعَلَهُ دَکّاءَ و کانَ وَعدُ ربّی حَقّاً )

عندئذٍ بَعدَ ما کَمُلَ السَّدُّ قالَ هَذا رَحمَةٌ مِن ربّي أن وَفَّقَنی لِخِدمَةِ النّاسِ و دَفْعَ شَرِّ الأشرارِ فإذا جاءَ وعدُ ربّی لِلقِيامَةِ يجعَلهُ اللهُ أرضَاً مُندَکَّةً و سيکونُ وَعدُ ربّی حَقّاً لا مُحالَةَ ،

( و تَرکنا بعضَهُم يومئذٍ يمَوجُ فی بَعضٍ و نُفِخَ فی الصّورِ فَجَمعناهُم جميعاً و عَرَضنا جَهنَّمَ يَومَئذٍ للکافِرينَ عَرضاً )

و کما قالَ إسکَندَرُ فَوَعدُنا بِزِلزالِ الأرضِ حَقٌّ و بَعدهُ نَترُکُ النّاسَ بعضَهُم يَموجُ فی بَعضٍ فی أجداثِهِم و بَعدَها يَنفُخُ إسرافيلُ فی البُوقِ فَنَجمَعُهُم لِلحَشر جميعاً و نَعرِضُ جهَّنمَ علیٰ الکافِرينَ عَرضاً يُشاهِدوها بِاُمّ أعيُنِهم ،

( ألّذين کانَت أعيُنُهم فی غِطاءٍ عَن ذِکري و کانوا لا يَستَطيعونَ سَمعاً )

و الکافِرينَ هُمُ الّذين کانَت أعيُنُهُم فی الدّينا قَد أغَمضوها عَن وِلايَةِ آلِ محمّدٍ (ص) ذِکري و کانُوا لا يَستَطيعونُ سِماعاً لِفَضائِلِهم لِغَضَبِهم و عدائِهِم لهُم و حِقدِهم و حَسَدِهِم ،

( أفَحَسِبَ الّذين کفَروا أن يَتَّخِذوا عِبادي مِن دوني أولِياءَ إنّا أعتَدنا جَهَنّمَ لِلکافِرينَ نُزُلاً )

فَنَسألُ مُوَبِّخينَ هَل حَسِبَ الّذين کَفروا بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) أن يَتَّخذِوا عِبادِيَ الّذين سَمّوهُم خُلَفاءَ مِن دوني أولياءَ و لا نُحاسِبُهُم و لا نعاقِبُهُم علیٰ ذلِکَ کَلاّ إنّا أعَتدنا جهنّمَ للکافرينَ بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) مَنزِلاً يَنزِلونَ إليه ،

( قُل هَل نُنَبِّئُکُم بالأخسَرينَ أعمالاً ؟ ألّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فی الحياةِ الدّنيا و هُم يَحسَبونَ أنّهُم يُحسِنونَ صُنعاً )

قُل يا رَسولَ اللهِ لاُِمّتِکَ باستِفهامِ تَقريرٍ هَل نُخبِرُکُم بالّذينَ هُمُ الأخسَرين أعمالاً بَيْنَ أهلِ الخُسرانِ ؟ فَهُمُ الّذين ضَلَّ سَعيهُم عنِ الصَّوابِ و الحَقِّ فی الحياةِ الدّنيا بِتَرکِ وِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) و هُم يحَسَبونَ أنّهم يُحسِنونَ عَمَلاً باتِّباعِ غَيرهِم ،

( أولئِکَ الذّين کفَروا بآياتِ رَبّهِم ولِقاءِﻩِ فَحَبِطَت أعمالُهُم فلا نُقيمُ لهُم يومَ القِيامَةِ وَزناً )

أولئِکَ هُمُ الّذين کَفروا بآياتِ رَبّهِم النّازِلَةِ بشَأنِ وِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) و کفَروا بِلِقاءِ اللّهِ فَحبَطَت و بَطَلَت أعمالهُم فلا نُقيمُ لهُم يومَ القيامَةِ وَزناً فی مِيزانِ الأعمالِ يُثابُونَ علَيه ،

( ذلکَ جَزاؤهُم جهنّمُ بِما کفَروا وَاتَّخَذوا آياتي وَ رُسُلي هُزُواً )

وَ بعدَ ذلِکَ الإحباطُ لأِعمالِهِم جزاوُهُم جهنّمُ يَخلُدونَ فيها جَزاءً بِما کفروا بولايَةِ آل محمدٍ (ص) واتَّخَذوا آياتيَ النّاِزلَةِ بِشَأنِهِم و إبلاغِ رُسُلي بِوِلايَتِهِم إستِهزاءً و مَسخَرَةً ،

( إنَّ الّذينَ آمَنوا و عَمِلوا الصّالحاتِ کانَت لهُم جَنّاتُ الفِردَوْسِ نُزُلاً خالِدينَ فيها لا يَبغُونَ عَنها حِوَلاً )

و بالتأکيدِ إنَّ الّذين آمَنوا بِوِلايَةِ محمدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) و عَمِلوا الصّالِحاتِ علیٰ سُنَّتِهِم کانَت لهُم جَنّاتُ الفِردَوْسِ مَعَ محمدٍ و آلِ محمّدٍ مَنزِلاً يَخلُدونَ فيها لا يُريدون عَنها تَحَوُّلاً و إنتِقالاً ،

( قُل لَو کانَ البَحرُ مِداداً لِکَلِماتِ رَبّی لَنَفِذَ البَحُر قَبلَ أن تَنفَذَ کَلِماتُ رَبّي و لَو جِئنا بِمِثلِهِ مَدَداً )

قُل يا رسولَ الله لاُِمَّتِکَ لَو کانَ البَحُر المُحيطُ بالرُّبعِ المَسکونِ کُلِّهِ حِبراً لِکِتابَةِ کَلِماتِ ربّی فی فَضائِلِ أهلِ بَيْتي لَنَفِذَ البَحرُ قَبلَ أن تَنفَذَ کلِماتُ ربّی فی فَضائِلِهِم و لَوْ جئِنا بِمِثلِهِ و ضِعفِهِ مِداداً و حِبراً ! ،

( قُل إنّما أنا بَشَرٌ مِثلُکُم يُوحیٰ إلیَّ أنّما إلـٰهُکُم إلـٰـهٌ واحِدٌ )

قُل يا رَسولَ اللهِ لاُِمَّتِکَ لَستُ أنا إلّا بَشراً مِثلُکُم ناصِيَتي بِيَدِ اللهِ و لا أمتازُ إلاّ بالوَحیِ و النُّبُوَّةِ و الرِّسالَةِ يُوحیٰ إلیَّ أنّما إلـٰهُکُم إلـٰهٌ واحِدٌ فلا تُطيعوا غَيرَهُ مِنَ الخُلَفاءِ و الحُکّام ،

( فَمَن کانَ يَرجُو لِقاءَ رَبّهِ فَليَعَمل عَمَلاً صالِحاً )

و قُل لهُم يا حبيبی فَمَن کانَ مِنکُم مَن يَرجُو لِقاءَ رَحمَةِ ربّهِ و ثَوابِهِ فَليَعمَل عَمَلاً صالحِاً و يُوالي آلَ مُحمّدٍ (ص) و يَتَمَّسکٌ بِوِلايَتِهِم و يَتَشَيَّع لَهُم ،

( وَ لا يُشِرکُ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَداًَ )

وَلا يُشرِک بِوِلايَةِ علیٍّ (ع) وَ عِبادَةِ اللهِ بِمُوالاتِهِ أحَداً مِنَ الخُلَفاءِ وَ الطّواغيتِ وَ الحُکّامِ فإشراکُ  غِيرِهِ فی الخِلافَةِ شِرکٌ خَفّیٌ

( صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1655-1619 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *