سورة التَّغابُن
2017-04-13
سورة الصَّفّْ
2017-04-13

(62)
سورة النَّجويٰ

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بإِسمِ ذاتِيَ الواجِبِ المُستَجمِعِ لِجَميعِ صِفاتِ الكَمالِ و الجَمالِ و الجَلال وَ بِإسم رحمانيَّتيَ الواسِعَةِ و رحيميَّتِيَ الخاصَّةِ بالمُؤمنين اُوحيَ إليك

(‌ قَد سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الّتي تُجادِلُكَ في زَوْجها و تَشتكي إليٰ اللهِ و اللهُ يَسمَعُ تَحاوُرَكُما إنَّ اللهَ سميع‌ٌ بصيرٌ )

يا رسولَ الله بالتّأكيد إنَّ اللهَ سَمِعَ قَولَ خَولة الأنصاريَّةَ الّتي تُناقِشُكَ في زَوجِها الّذي ظاهَرَها أوسِ بن الصّامِت و تَشتكي إليٰ اللهِ مِن تَحريمها عليهِ بِالظَّهارِ واللهُ يَسمَعُ مُحاوَرتَكُما إنَّ اللهَ سميعٌ لِلأقوالِ ، بَصيرٌ بالأفعال ،

( ألّذين يُظاهِرونَ مِنكُم مِن نسائِهم ما هُنَّ اُمّهاتهم إنْ اُمّهاتُهُم إلاّ الّلائي وَلَدنَهُم )

فَبَعدَ أن سَمِعَ تَحاوُرَكُما فيُعَلّمُكُم بِأنَّ الّذين يُظاهِرونَ مِنكُم مِن زَوجاتِهِم قائِلينَ لَهُنَّ : أنتِ عَلَيَّ كَظَهرِ اُمّي ، إنّما يُشَبّهونَها بِالاُمّ ما هُنّ اُمّهاتهم بَل زوجاتِهم إنْ‌ اُمّهاتُهُم إلاّ الوالِداتِ الّلاتي وَلَدنَهُم مِن بُطونِهنّ ،

بَل زوجاتِهم إنْ اُمّهاتُهُم إلاّ الوالِداتِ الّلاتي وَلَدنَهُم مِن بُطونِهِنّ ،

( إنّهُم لَيَقولونَ مُنكَراً مِنَ القَوْلِ و زُوراً و إنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفورٌ )

إنَّ الَّذين يُظاهِرونَ لَيَقولونَ قَولاً‌ مُنكراً قَبيحاً و كِذباً و زُوراً و يَدَّعونَ باطِلاً‌ فالزَّوجَةُ ليسَت كالاُمِّ في الحُرمَةِ فَليَستَغفِروا اللهَ‌ إنّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفورٌ ،

( وَالَّذين يُظاهِرون مِن نساءِهم ثُمَّ يَعودونَ لِما قالوا فَتَحريرُ رَقَبَةٍ‌ مِن قَبلِ أن يَتَماسّا )

فالحُكمُ الإلـٰهيُّ هو أنَّ الّذين يُظاهِرونَ مِن زَوجاتِهم و يُحرّمونَها عليهِم ثُمَّ يُريدونَ العَوْدَ إليهِنّ و تَحليلِهِنَّ فَيَجِبُ عليهِم التّكفيرُ لِما قالوا ، و الكَفّارَةُ تَحريرُ رَقَبَةٍ مِن قَبلِ أن يُجامِعا ،

(‌ ذلِكُم تُوعَظونَ بِهِ واللهُ بما تعمَلونَ خبيرٌ )

ذلكُمُ الحُكمُ بالتّكفيرِ لِأجلِ أن تَتَّعِظونَ بهِ و لا تُظاهِروا مِن زَوجاتِكم واللهُ بما تعمَلَونَ مِن عَمَلِ ظِهارِ خَبيرٌ‌ بكيفيَّةِ عِلاجِهِ وَ وِقايَتِه ،

( فَمَن لَم يَجِد فَصِيامُ شَهرَيْنِ مُتَتبابِعَيْنِ مِن قَبلِ أن يَتماسّا )

فَمَن لَم يَتَمكّن مِن تَحريرِ رَقَبَةٍ فَكفّارَتُهُ صيامُ شَهرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ سِتّينَ يوماً‌ بِنِيَّةِ كفّارَةِ الظِّهارِ مِن قَبلِ أن يُجامِعا ،

( فَمَن لَم يَستَطِع فَإطعامُ سِتّينَ مِسكيناً )

فَمَن لَم يَستَطِع أن يصومَ شَهرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ كما لَم يَستَطِع أوسٌ فَيَجِبُ عليهِ إطعامُ سِتّينَ مِسكيناً كفّارةً لِلّظِهار ،

( ‌ذلكَ لِتُؤمِنوا باللهِ و رَسولِهِ و تِلكَ حدودُ اللهِ و لِلكافِرينَ عذابٌ أليمٌ )

ذلكَ الحُكمُ في كفّارَةِ الظِّهارِ هُوَ لِأجلِ أن تُؤمِنوا باللهِ و رَسولِهِ و أهلِ بَيْتِهِ (ع) و تِلكَ الأحكامُ هِيَ حُدودُ اللهِ فا تُتجاوَزوها و لا تُخالِفوها و اعلَموا أنّ لِلكافِرينَ بِأحكامِ اللهِ عذابٌ أليمٌ في النّار ،

( إنَّ الّذين يُحادّونَ اللهَ و رَسولَهُ كُبِتوا كما كُبِتَ الّذين مِن قَبلِهِم )

واعلَموا أنّ الّذين يُناوِئونَ اللهَ و رَسولَهُ  بِتَركِ وِلايَةِ آل محمدٍ (ص) أذَلَّهُمُ اللهُ كما أذَلَّ الكُفّارَ الّذين كانوا مِن قَبلِهم كقومِ عادٍ و ثَمود ،

( و قَد أنزَلنا آياتٍ بَيّناتٍ و لِلكافِرينَ عذابٌ مُهين )

و بالتّأكيدِ إنّا قَد أنزَلنا آياتٍ واضِحاتٍ بشأنِ وِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) و فضائِلِهم و أتمَمنا الحُجَجَ و لِلكافِرينَ بِوِلايَتِهم عذابٌ أليمٌ في النّار ،

(‌ يومَ يَبعَثُهُم اللهُ جميعاً فيُنَبِّئُهُم بما عمِلوا أحصاهُ اللهُ و نَسوهُ و اللهُ عليٰ كلِّ شيءٍ شهيد )

في يومٍ يَبعَثُ اللهُ المُناوِئينَ لِآلِ مُحمّدٍ (ص) جَميعاً لحسابِ و الجَزاءِ فيُخبِرُهُم بما عَمِلوا بآلِ محمدٍ (ص) سَجَّلَهُ اللهُ عليهِم و هُم نَسَوهُ واللهُ عليٰ كلِّ شييءٍ فَعَلوهُ شاهِدٌ ،

( ألَم تَرَ أنَّ اللهَ يَعلَمُ ما في السّماواتِ و ما في الأرض )

نَسألُكَ إلفاتاً ألَم تَرَو حَتماً إنّكَ تَريٰ أنَّ اللهَ يعلَمُ ما في السَّماواتِ و ما في الأرضِ مِن خَفايا و أسرار ،

( ما يكونُ مِن نَجويٰ ثَلاثَةٍ إلاّ هُوَ رابِعُهُم و لا خَمسَةٍ إلاّ هُوَ سادِسُهُم )

فلا تَخفيٰ عليهِ هَمَساتُ المُنافِقينَ و نَجواهُم بَيْنَهُم ضِدّ آلِ محمدٍ و شيعَتِهم فما يكونُ مِن نَجويٰ بَيْنَ ثَلاثَةٍ إلاّ هُوَ يُشاهِدُهُم و لا بَيْنَ خَمسَةٍ إلاّ كذلك ،

(‌ و لا أدنيٰ مِن ذلكَ و لا أكثَرَ إلاّ هُوَ مَعَهُم أيْنَ ما كانوا )

و لا يكونُ مِن نَجويٰ بَيْنَ عَدَدٍ أقَلَّ مِن ذلكَ و لا بَيْنَ عَدَدٍ أكثَرَ مِن ذلِكَ إلاّ و يكونُ اللهُ رَقيبُهُم أيْنَ ما كانوا و لَو في جُحرِ ضَبٍّ ،

( ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بما عَمِلوا يومَ القيامَةِ إنَّ اللهَ بِكُلِّ شيءٍ عليمٌ )

ثُمّ إنّ اللهَ يُخبِرُهُم بما عَمِلوا مِن نَجويٰ و تَآمَروا ضِدّ آلِ محمدٍ يوم القيامَةِ فَيَفَضَحَهُم عليٰ رُؤس الأشهادِ و يُعاقِبُهُم إنّ اللهَ بِكُلِّ شيءٍ عمَلوهُ عليمٌ ،

(‌ ألَم تَرَ إليٰ الّذين نُهوا عَنِ النَّجويٰ ثُمَّ يَعودونَ لِما نُهُوا عَنهُ )

نَسألُكَ إستنكاراً لِعَمَلِهِم ألَم تَنظُر إليٰ المُنافِقينَ أبي سفيان و مُعاوِيَةَ والحَكَم و مَروان و أبي عُبَيْدَةَ وابنَ عوفٍ و عَتيقٍ و عُمَر و عُثمان نَهيتَهُم عَن النَّجويٰ ثُمَّ يَعودونَ لِما نُهوُا عنهُ عِناداً ؟؟!! ،

( و يَتناجَوْنَ بالإثمِ و العُدوانِ و مَعصِيَة الرّسول )

و هُم يَدّعون أنّهُم يَتناجَوْنَ و يَتشاوَرونَ بالبِرّ و التَّقويٰ ، كَذِبوا بَل يَتناجَوْنَ بالإثمِ و العُدوانِ عليٰ عليٍّ والزَّهراءِ و الحَسَنَيْن (ع) و بِمَعصِيَةِ رَسولِ اللهِ لِغَصبِ الخِلافَةِ مِن بَعدِه ،

( ‌و إذا جاؤوكَ حَيّوكَ بما لَم يُحيِّكَ بهِ اللهُ )

و حينما جآؤا لِلِقاءِكَ يُحيّوكَ بِتَحيّة الأعرابِ يُنادونَكَ مِن وَراءِ حُجرَتِك يا مُحمّد (ص) بِخِلافِ ما حيّاكَ اللهُ بهِ مِن رِسالَتِه فَيَجِبُ أن يُنادونَكَ يا رَسولَ الله ،

(‌ و يَقولونَ في أنفُسِهم لو لا يُعذّبُنا اللهُ بما نَقولُ )

و حينما يُنادونَكَ إستهزاءً و إستخافاً يَقولون في أنفُسِهِم هَلاّ يُعذِّبُنا اللهُ بما نقولُ‌ و نَستَهزِءُ بِمُحمّدٍ‌ و لكنّ اللهَ سيُعَذِّبُهُم حَتماً و لكنّهم غافِلون ،

(‌ حَسبُهُم جَهنَّمُ يَصلَوْنَها فبِئسَ المَصير )

فإن كانَ اللهُ يُمهِلُهُم و لا يَعجَل بالعَذابِ عليهِم حينما يَقولونَ إنّ الرَّجُلَ لَيَهْجُرْ أو غيرَ ذلك فليَعلَموا بِأنَّ حَسبَهُم جَهنّمُ عَذاباً لهُم يَصلَوْنها حَتماً و هيَ بَئسَ المَصيرِ لهُم ،

(‌ يا أيّها الّذين آمَنوا إذا تَناجَيْتُم فلا تَتَناجَوا بالإثم و العُدوانِ و مَعصِيَةِ الرّسول )

يا أيّها المُسلِمونَ الّذين آمَنوا ظاهِراً بِألسِنَتِهم إذا تَناجَيْتُم بَيْنكم سِرّاً فلا تَتَناجَوا بالإثمِ والعُدوانِ عليٰ آلِ محمدٍ (ص) و مَعصِيَة الرّسول في أمرِ الوِلايَةِ و الخِلافَةِ ،

( و تَناجَوْا بالبِرّ و التَّقويٰ واتّقوا اللهَ الّذي إليهِ تُحشَرون )

بَل تَناجَوْا بَينَكم حَوْلَ البرِّ بآلِ محمّدٍ (ص) و مَوَدَّتِهِم و التَّقويٰ بِشَأنِهم و مُتابِعَةِ وِلايَتِهِم واتّقوا اللهَ واخشَوْهُ مِن نَجويٰ الإثمِ إذ يُحاسِبُكم و إليهِ تُحشَرونَ فيُعاقِبُكُم ،

( إنّما النَّجويٰ مِنَ الشّيطانِ لِيَحزُنَ الّذين آمَنوا و ليسَ بِضارِّهِم شيئاً )

إنّما النَّجويٰ المُحرَّمَةَ هيَِ مِنَ الشّيطان يُوَسوِسُ بِها إليكُم يا مُنافقين ليحزُنَ بِها آلَ محمدٍ (ص) و شيعَتِهم الّذين آمَنوا و ليسَ بِضارِّهِم نَجواكُم شيئاً في دينِهم ،

( إلاّ بِإذنِ اللهِ و عليٰ اللهِ فليتَوَّكلِ المُؤمنون )

و ليسَ بِضّارِهم نَجواكُم شيئاً مِن دُنياهُم إلاّ بِإذنِ اللهِ و قَضاءِهِ و قَدَرَهِ فَتَغِصبونَ الخِلافَةَ و تسلُبونَ فَدَكاً و يظلِمونَهُم و عليٰ اللهِ فليتَوكَّلِ المُؤمِنونَ عِندَئِذٍ ،

(‌ يا أيّها الّذين آمَنوا إذا قِيلَ لكُم تَفَسّحوا في المَجالِسِ فافسَحوا يَفسَحِ اللهُ لكُم )

يا أيّها المُسلِمونَ إذا قِيلَ لكُم و القائِلُ رَسولُ اللهُ تَفَسَّحوا لِآلِ مُحمّدٍ و أهل البَيْتِ (ع) في مَجالِسِكم سيّما مَجلِس الخِلافَةِ والفُتيا و القَضاء ، فافسَحوا لَهُم كي يَفسَحِ اللهُ لَكُم في قُبورِكُم والجَنّه ،

( و إذا قِيلَ لكُم انشُزوا فانشُزوا )

و إذا قِيلَ لكُم و القائِلُ رَسولُ اللهِ و أهل بَيتِهِ (ع) كما قالَ النَّبيُّ إذا رَأيتُم مُعاوِيَةَ عليٰ مِنبَري فاقتُلوهُ و كما قالَ الحُسينُ (ع) لِمُعاوِيَة إنزِل مِن مَجلِس جَدّي ،‌فإذا قيلَ لكُم قومُوا فَقومُوا ،

( يَرفَعِ اللهُ الّذين آمَنوا مِنكُم والّذين اُوتوا العِلمَ دَرجاتٍ واللهُ بما تعمَلونَ خَبيرٌ )

فلا يَجلِس في تِلكَ المَجالِس و لا يَتصَدَّرُها إلاّ آلُ مُحمّدٍ (ص) الّذينَ رَفَعَهُمُ اللهُ بِعلومِهِم و إيمانِهم إذ يَرفَعِ اللهُ الّذين آمَنوا مِنكُم مِن آلِ مُحمّدٍ (ص) و شيعَتِهم والَّذين اُوتوا العِلمَ كَبابِ مَدينَة العِلمِ و شيعَتِهِ عليٰ غَيرهِم دَرجاتٍ و اللهُ بما تعمَلونَ مَعَهُم خَبيرٌ ،

(‌ يا أيّها الّذينَ آمَنوا إذا ناجَيْتُمُ الرَّسولَ فَقَدِّموا بَيْنَ يَدَي نَجواكُم صَدَقة ذلك خيرٌ لكم وَ أطهَر فإن لم تَجِدوا فَإنَّ الله غفورٌ رحيمٌ )

يا أيّها الّذين آمَنوا باللهِ و بِرَسولِهِ يَجِبُ عليكُم إذا ناجَيْتُم رسول اللهِ مُتَعلِّمينَ مِنهُ الأحكامَ فَقَدِّموا بَيْنَ يَدَيْ سُؤالِكُم و نَجواكُم صَدَقَةً لِلّهِ و لَم يعمَل بذلكَ غيرُ عليٍّ (ع) وَ هِيَ فَضيلَةٌ‌ خاصَّةٌ بِهِ فَدَفَعَ عَشَرةَ دراهِم و سَألَ عَشَرةَ مَسائِل ثُمَّ نُسِخَتِ الآيةُ ،

(‌ ءَأشفَقتُم أن تُقَدِّموا بَيْنَ يَدَيْ نَجواكُم صَدقات ؟؟؟)

نَسألُ تَوبيخاً أصحابَ رسولِ اللهِ مِنَ المُهاجِرينَ و الأنصارِ هَل تَخَوَّفتُم و تَهاوَنتُم مِن أن تُقَدِّموا بَيْنَ يَدَي نَجواكُم مَعَ النّبيِّ صَدَقاتِ النَّجويٰ ؟ غير عليٍّ (ع) حيثُ قَدَّمها ،

(‌ فَإذ لَم تَفعَلوا و تابَ اللهُ عليكُم فأقيموا الصَّلوة و آتو الزّكاة و أطيعوا اللهَ و رَسولَهُ و اللهُ خَبيرٌ بما تعمَلون )

فحيثُ لَم تَفعَلوا الواجِبَ و قَصَّرتُم جَميعاً ما عَديٰ عليٌّ (ع) و امتَنَعتُم مِن مَسألةِ الأحكامِ خَشيَةَ الصَّدَقَةِ و نَسَخَ اللهُ صَدَقَةَ النَّجويٰ و بِذلكَ تابَ عليكُم فَأقيموا الصَّلوة بِلا بِدعَةٍ و آتوُ الزَّكاةَ و أطيعوا اللهَ و رَسولَهُ و اللهُ خَبيرٌ بِما تعمَلونَ تِجاهَ طاعَتِهما ،

(‌ ألَم تَرَ إليٰ الّذين تَولّوا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عليهِم ما هُم مِنكُم و لا مِنهُم و يَحلِفونَ عليٰ الكَذِبَ و هُم يعلَمون )

نَسألُ مُستَنكِرينَ ألَم تَنظُر يا حبيبي إليٰ المُنافِقينَ الّذين تَولَّوا غيرَ آلِ مُحمّدٍ (ص) قَوْماً غَضِبَ اللهُ عليهِم كبَني اُمَيَّةَ ما هُم منكُم يا آلُ مُحمّدٍ (ص) و لا هُم مِن بَني اُمَيّةَ بَلَ مِن تَيْمٍ و عَديٍ و يَحلِفونَ كَذِباً أنّهُم مُؤمِنونَ و هُم يَعلَمون أنَّهم كاذِبون ،

( أعَدَّ اللهُ لهُم عذاباً‌ شديداً إنّهُم سآءَ ما كانوا يعمَلون )

هيَّاءَ اللهُ لِهؤلاءِ المُنافِقينَ عذاباً شديداً في قَعرِ جَهنّم لِتَولّيهم بَني اُمَيَّةَ بَدَلَ آل مُحمّدٍ (ص) إنّهم سآءَ ما كانوا يعمَلونَ مِن مُوالاتِهم ،

(‌ إتّخذوا أيْمانَهُم جُنّةً فَصَدّوا عن سبيلِ اللهِ فَلَهُم عذابٌ مُهينٌ )

و هؤلاءِ المُنافِقونَ إتَّخذَوا أيْمانَهُم دينَهُم الظّاهِريّ بِالِلّسانِ تِرساً لهُم وَ وِقايَةً‌ و سِتراً‌ يَتَسَتَّرونَ بهِ فمَنَعوا عَن وِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) سبيل اللهِ القويم فَلَهُم عذابٌ يُهينُهُم في الجَحيم ،

( لَن تُغنِيَ عنهُم أموالُهُم و لا أولادُهُم مِنَ اللهِ شيئاً أولئِكَ أصحابُ النّار هُم فيها خالِدون )

أبَداً لَن تُفيدُهُم أموالُهُم و لا أولادُهُم مِن عقابِ اللهِ و عذابهِ شيئاً أبَداً أولئِكَ حتماً أصحابُ النّارِ الجَحيمِ هُم فيها خالِدونَ إليٰ الأبَد ،

(‌ يومَ يَبعَثُهُمُ اللهُ جميعاً فيَحلِفونَ لهُ كما يَحلِفونَ لكُم و يَحسَبونَ أنّهم عليٰ شيءٍ ألا إنّهم هُمُ الكاذبون )

فمَوعِدُهُم يومَ يَحشُرُهُمُ اللهُ من قبورِهِم جميعاً لِلحسابِ فيَحلِفونَ لِلّهِ كِذباً كما يَحلِفونَ لكُم كِذباً لِيَتَخَلّصوا و يَحسَبونَ أنّهُم عليٰ شييءٍ مِن الحيلَةِ ألا إنَّهُم هُمُ الكاذِبونَ المَلعونوُن ،

(‌ إستَحوَذَ عليهِمُ الشيطانُ فَأنساهُم ذِكرَ الله )

إستَوليٰ و سَيطَرَ عليهِم جِسماً و رُوحاً و عليٰ عُقولِهِم و قُلوبهِمُ الشّيطانُ الوَسواسُ الخَنّاسُ فَأنساهُم وِلايَةَ عليٍّ (ع) ذِكرَ اللهِ الأكبَر ،

(‌ أولئِكَ حِزبُ الشّيطانِ ألا إنَّ حِزبَ الشَّيطانِ هُمُ الخاسِرون )

أولئِكَ المُنافِقونَ النّاسونَ لِوِلايَةِ عليٍّ و آل محمدٍ (ص) و هُم حِزبُ الشّيطانِ فاعلَموا يا أهلَ العالَم أنّ حِزبَ الشّيطانِ هُمُ الخاسِرونَ لِلهِدايَةِ والسَّعادَةِ و الفَوْزِ و النَّجاحِ و الجَنَّه ،

(‌ إنَّ الّذين يُحادّونَ اللهَ و رَسولَهُ أولئِكَ في الأذَلّين )

بالتأكيدِ إنَّ المُنافِقينَ والنّاصِبينَ و النّاكِثينَ و المارِقينَ و الخارِجينَ الّذين يُناوِئونَ اللهَ و رَسولَهُ و لا يُوالونَ عَليّاً و أهلَ البَيْتِ (ع) أولئِكَ حَتماً سيكونونَ في الأذَلّينَ دُنياً و آخِرَةً

(‌ كَتَبَ اللهُ لَأغلِبَنَّ أنا و رُسُلي إنَّ اللهَ قَوِيٌّ عزيزٌ )

كَتَبَ اللهُ بِقَلَمِ إرادَتِهِ و مَشيئَتِهِ الحَتمِيَّةِ في اللَّوْحِ المَحفوظِ لَأغلِبَنَّ أنا وَ رُسُلي وَ أفضلُهُم مُحمّدٌ (ص) و آل مُحمّدٍ (ص) عليٰ جميعِ الأعداءِ إنَّ اللهَ قويٌّ عليٰ أعداءِهِ عزيزٌ يُعِزُّ آلَ مُحمّدٍ (ص) و أولياءَه ،

(‌ لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنون باللهِ واليومِ الآخِر يُوادّونَ مَن حادَّ اللهَ و رَسولَه )‌

لا تَجِدُ يا حبيبي أبَداً قَوماً يُؤمِنون باللهِ و بِرَسولِهِ و أهل بَيْتِه (ع) و بالمَعادِ و الحِسابِ و الجَزاءِ يُوادّونَ و يُوالونَ مَن خالَفَ اللهَ و رَسولَهُ مِن حُكّامِ الجَوْرِ و وُلاةِ الظُّلم ،

(‌ وَ لو كانوا آباءَهُم أو أبناءَهُم أو إخوانَهُم أو عَشيرَتَهُم اُولئِكَ كَتَبَ في قُلوبِهِم ألإيمانَ و أيَّدَهُم بِروحٍ مِنهُ )

حتّيٰ و لَو كانوا هؤلاءِ الوُلاةِ آباءَهُم أو أبناءَهُم أو إخوانَهُم أو عَشيرَتَهُم و أرحامَهُم و أقرِباءَهُم لِأنّ أولئِكَ المُؤمِنونَ أثبَتَ اللهُ في قلوبِهِمُ الإيمانَ و أيَّدَهُم بِروحِ وِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) مِنهُ ،

( ‌و يُدخِلُهم جنّاتٍ‌ تجري مِن تَحتِها الأنهارُ خالِدينَ فيها رَضِيَ اللهُ‌ عنهُم و رَضوُا عَنهُ )

و يُدخِلُ اللهُ المُؤمِنينَ المُوالِينَ لِآلِ مُحمّدٍ (ص) جَنّاتٍ تَجري مِن خِلالِها الأنهارُ مِن عَسَلٍ و لَبَنٍ و خَمرٍ و مآءٍ خالِدينَ في الجَنّاتِ إليٰ الأبَد و قَد رَضِيَ اللهُ عنهُم لِوِلايَتِهِم و هُم رَضوُا عَنهُ لِثَوابِهِ ،

( أولئِكَ حِزبُ اللهِ ألا إنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ المُفلِحون )

فَأولئِكَ المُؤمِنونَ المُوالونَ لِآلِ مُحمّدٍ (ص) المُبغِضينَ لِمَن حادَّهُم هُم حِزبُ اللهِ فاعلَموا يا أهلَ العالَم أنَّ حِزبَ اللهِ شيعَةِ آل مُحمّدٍ (ص) هُمُ المُفلِحونَ قَطعاً و هُمُ الفائِزونَ بالجَنّة ِ

( صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1370-1361 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *