(78)
سورة الإنفطار
بِإسمِ ذاتِيَ القادِرُ القاهِرُ الجَبّارُ المُتَكبِّرُ ذو الجَلالِ و الإكرامِ و بإسمِ رحمانيَّتِيَ الواسِعَةِ و رحيميَّتيَ المَخصوصَة بالمُؤمِنينَ اُوحي :
حينَما يُوجِدُ اللهُ إنفِطاراً و تَشَقُّقاً في مَجَرّاتِ السَّماءِ و كواكِبِها و جاذِبيّاتِها و حينَما يَنثُرُ اللهُ و يُوَزِّع الكَواكِبَ المُتراكِمَةَ في أرجاءِ السَّماء ،
و حينَما يُفَجِّرُ اللهُ جَلَّتَ عَظَمَتهُ قاعَ البِحارِ فَتخرجُ البَراكين في وَسَطِها و حينَما تُبَعثِرُ الزَّلازِلُ قُبورَ الأمواتِ فَيَخرُجونَ مِنها و يُبعَثون ،
حينَذاكَ تَعلَمُ كُلُّ نَفسٍ بَشَريَّةٍ بِما قَدَّمَت في الدُّنيا مِن عَمَلٍ لِنَفسِها و ما أخَّرَت مِن عَمَلٍ و قَصَّرَت فيه ،
حينَذاك يُخاطِبُ رَسولُ اللهِ عندَ الميزانِ و الحِسابِ كُلَّ مُنافِقٍ مُناوِءٍ لأِهلِ بَيْتِهِ يا أيّها الإنسانُ ماالّذي دَعاكَ لِلغُرورِ والطُّغيانِ عليٰ رَبِّكَ الكريم فَعَصَيْتَهُ ؟
رَبُّكَ الّذي خَلَقَكَ مِن عَدَمٍ و مِن نُطفَةٍ فسَوّيٰ خَلقَكَ و صُورَتَكَ و جِسمَكَ ثُمَّ نَظَّمَ خِلقَتِكَ بالرُّوحِ و العَقل ،
و في أيِّ شَكلٍ مِنَ الأشكالِ و أيَّةِ صُورَةٍ مِنَ الصُّوَرِ شآءَ و أرادَ بِحِكمَتِهِ و تَدبيرِهِ رَكَّبَ روحَكَ و نَفسَكَ سواءٌ أبيَض أم أسوَدْ أو أصغَرْ أم أحمَرْ ،
و مَعهذا فلا تَستَحونَ مِنهُ تَعاليٰ بَل تُكَذِّبونَ بالدّينِ الّذي أكمَلَهُ بِوِلايَةِ أميرِ المُؤمِنين (ع) يا مُنافقين و يا مُشركي قُرَيْشٍ و الاُمَويّين ،
و بالتأكيدِ و القَطعِ و اليَقينِ إنَّ علَيكُمُ مِن قِبَلِنا مَلائِكَةً رُقَبآءَ شُهوداً حافِظينَ لأِعمالِكُم يُسَجِّلونَها عليكُم ،
و لَم يكونوا عُدولاً فَحَسبْ بَل كِراماً مَعصومينَ مِنَ السَّهوِ والزَّلَلِ و الخَطَأِ والنِّسيانِ يكتُبونَ أعمالَكُم و يعلَمونَ بِكُلِّ ما تَفعَلونَ لا يَخفيٰ عليهِم شيءٌ ،
فَيَومَئِذٍ بعدَ الحِسابِ إنَّ الأبرارَ المُؤمِنينَ البارّينَ في وِلايَتِهم لآِلِ مُحمّدٍ (ص) الصّادِقينَ في تَشَيُّعِهِم لهُم في نَعيمِ الجَنَّةِ المقيم جَزآء .
وَ بالتأكيدِ سيَصلَوْنَ الفُجّار المُخالِفين لآِلِ محمدٍ (ص) الأطهار و أهلِ الفُسوقِ و الفُجورِ المُناوِئينَ المُعادينَ لهُم ألعَذابِ لَفي جَحيمِ النّار الأليمِ يَومَ الجَزاء ،
وَ هُم سَيَدخُلونَ في الجَحيمِ إليٰ الأبَدِ و ما هُم عَنها مُبعَدينَ بالخُروجِ مِنها أوْ بالمَوْتِ فيها أوْ بالغَيْبَوبَةِ و الغَشَيان بَلْ بالعَذابِ يُعَذَّبونَ بإحساسٍ دائِمٍ ،
وَ ما أدراكَ أيُّها الفاجِرُ ما هُوَ يَومُ الجَزاء ؟ ثُمَّ ما أداركَ ما عَظَمَةُ يومِ الجَزاءِ وَما هِيَ أهوالُهُ ؟
فَيومُ الجَزاءِ هُوَ يومٌ لا تَملِكُ نَفسٌ بِغَيرِ إذنِ اللهِ لِنَفسٍ اُخريٰ و إن كانَت حَميمَةً شيئاً مِنَ النَّجاةِ و الخَلاصِ مِنَ العِقاب ،
وأمُر الشَّفاعَةِ و الإنقاذِ و النَّجاةِ يَومَئِذٍ بِيَدِ اللهِ خَوَّلَهُ لِنَبيِّهِ و أهل بَيْتِهِ و لا يَشفَعونَ إلاّ لِمَن ارتَضيٰ فَحَسب .
نشر في الصفحات 1474-1472 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی