سورة النّازِعات
2017-04-13
سورة القَدر
2017-04-13

(78)
سورة الإنفطار

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ القادِرُ القاهِرُ الجَبّارُ المُتَكبِّرُ ذو الجَلالِ و الإكرامِ و بإسمِ رحمانيَّتِيَ الواسِعَةِ و رحيميَّتيَ المَخصوصَة بالمُؤمِنينَ اُوحي :

( إذا السَّماءُ انفَطَرَتْ و إذا الكَواكِبُ انتَثَرتْ )

حينَما يُوجِدُ اللهُ إنفِطاراً و تَشَقُّقاً في مَجَرّاتِ السَّماءِ و كواكِبِها و جاذِبيّاتِها و حينَما يَنثُرُ اللهُ و يُوَزِّع الكَواكِبَ المُتراكِمَةَ‌ في أرجاءِ السَّماء ،

( و إذا البِحارُ فُجِّرَت و إذا القُبورُ بُعثِرَت )

و حينَما يُفَجِّرُ اللهُ جَلَّتَ عَظَمَتهُ قاعَ البِحارِ فَتخرجُ البَراكين في وَسَطِها و حينَما تُبَعثِرُ الزَّلازِلُ قُبورَ الأمواتِ فَيَخرُجونَ مِنها و يُبعَثون ،

( عَلِمَت نَفسٌ ما قَدَّمَت و أخَّرتْ )

حينَذاكَ تَعلَمُ كُلُّ نَفسٍ بَشَريَّةٍ بِما قَدَّمَت في الدُّنيا مِن عَمَلٍ لِنَفسِها و ما أخَّرَت مِن عَمَلٍ و قَصَّرَت فيه ،

(‌ يا أيُّها الإنسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكريم )

حينَذاك يُخاطِبُ رَسولُ اللهِ عندَ الميزانِ و الحِسابِ كُلَّ مُنافِقٍ مُناوِءٍ لأِهلِ بَيْتِهِ يا أيّها الإنسانُ ماالّذي دَعاكَ لِلغُرورِ والطُّغيانِ عليٰ رَبِّكَ الكريم فَعَصَيْتَهُ ؟

( ألّذي خَلَقَكَ فَسوّاكَ فَعَدَلَكَ )

رَبُّكَ الّذي خَلَقَكَ مِن عَدَمٍ و مِن نُطفَةٍ فسَوّيٰ خَلقَكَ و صُورَتَكَ و جِسمَكَ ثُمَّ نَظَّمَ خِلقَتِكَ بالرُّوحِ و العَقل ،

(‌ في أيِّ صُورَةٍ ما شَآءَ رَكَّبَكَ )

و في أيِّ شَكلٍ مِنَ الأشكالِ و أيَّةِ صُورَةٍ مِنَ الصُّوَرِ شآءَ و أرادَ بِحِكمَتِهِ و تَدبيرِهِ رَكَّبَ روحَكَ و نَفسَكَ سواءٌ أبيَض أم أسوَدْ أو أصغَرْ أم أحمَرْ ،

( كَلاّ بَل تُكَذِّبونَ بالدّين )

و مَعهذا فلا تَستَحونَ مِنهُ تَعاليٰ بَل تُكَذِّبونَ بالدّينِ الّذي أكمَلَهُ بِوِلايَةِ أميرِ المُؤمِنين (ع) يا مُنافقين و يا مُشركي قُرَيْشٍ و الاُمَويّين ،

( و إنّ عليكُم لَحافظين )

و بالتأكيدِ‌ و القَطعِ و اليَقينِ إنَّ علَيكُمُ مِن قِبَلِنا مَلائِكَةً رُقَبآءَ شُهوداً حافِظينَ لأِعمالِكُم يُسَجِّلونَها عليكُم ،

( كِراماً‌ كاتِبينَ يَعلَمونَ ما تَفعَلون )

و لَم يكونوا عُدولاً فَحَسبْ بَل كِراماً مَعصومينَ مِنَ السَّهوِ والزَّلَلِ و الخَطَأِ والنِّسيانِ يكتُبونَ أعمالَكُم و يعلَمونَ بِكُلِّ ما تَفعَلونَ لا يَخفيٰ عليهِم شيءٌ ،

( إنَّ الأبرارَ لَفي نَعيمٍ )

فَيَومَئِذٍ بعدَ الحِسابِ إنَّ الأبرارَ المُؤمِنينَ البارّينَ في وِلايَتِهم لآِلِ مُحمّدٍ (ص) الصّادِقينَ في تَشَيُّعِهِم لهُم في نَعيمِ الجَنَّةِ المقيم جَزآء .

( وَ إنَّ الفُجّارَ لفي جَحيمٍ يَصلَوْنَها يومَ الدّين )

وَ بالتأكيدِ سيَصلَوْنَ الفُجّار المُخالِفين لآِلِ محمدٍ (ص) الأطهار و أهلِ الفُسوقِ و الفُجورِ المُناوِئينَ المُعادينَ لهُم ألعَذابِ لَفي جَحيمِ النّار الأليمِ يَومَ الجَزاء ،

(‌ وَ ما هُم عَنها بِغـٰائِبين )

وَ هُم سَيَدخُلونَ في الجَحيمِ إليٰ الأبَدِ و ما هُم عَنها مُبعَدينَ بالخُروجِ مِنها أوْ بالمَوْتِ فيها أوْ بالغَيْبَوبَةِ و الغَشَيان بَلْ بالعَذابِ يُعَذَّبونَ بإحساسٍ دائِمٍ ،

(‌ وَ ما أراكَ ما يَومُ الدّين ؟ ثُمَّ ما أداركَ ما يَومُ الدّين )

وَ ما أدراكَ أيُّها الفاجِرُ ما هُوَ يَومُ الجَزاء ؟ ثُمَّ ما أداركَ ما عَظَمَةُ يومِ الجَزاءِ وَ‌ما هِيَ أهوالُهُ ؟

(‌ يَومَ لا تَملِكُ نَفسٌ لِنَفسٍ شيئاً )

فَيومُ الجَزاءِ هُوَ يومٌ لا تَملِكُ نَفسٌ بِغَيرِ إذنِ اللهِ لِنَفسٍ اُخريٰ و إن كانَت حَميمَةً شيئاً مِنَ النَّجاةِ و الخَلاصِ مِنَ العِقاب ،

( وَالأمرُ يَومَئذٍ لِلّه )

وأمُر الشَّفاعَةِ و الإنقاذِ و النَّجاةِ يَومَئِذٍ بِيَدِ اللهِ خَوَّلَهُ لِنَبيِّهِ و أهل بَيْتِهِ و لا يَشفَعونَ إلاّ لِمَن ارتَضيٰ فَحَسب .

( صَدقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1474-1472 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *