سورة العادِيات
2017-04-14
سورة المُعَوَّذتَيْن
2017-04-14

(103)
سورة المُرسَلات

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ الحَكَمُ العَدلُ الجَبّارُ المُنتَقِمُ وَ بِإسمِ رَحمانيَّتِيَ الواسِعَةِ وَ ‌رَحيميَّتِيَ الخاصَّةِ بعِبادِيَ المُؤمنين اُوحي :

(‌ وَ المُرسَلاتِ عُرفاً ، فَالعاصِفات عَصفاً‌ ، والنّاشِراتِ نَشراً ، فالفارِقاتِ فَرقاً ، فَالمُلقِياتِ ذِكراً عُذراً أو نُذراً‌ )

قَسَماً بالمَلائِكَة المُرسَلاتِ مِنَ السّماءِ إليٰ الأرضِ لأِداءِ المَعروفِ والخَيْرِ وَ ‌قَسَماً بِها حينَما تَعصِفُ بالكُفّارِ عَصفاً و تَنشُرُ الخَيْر نَشراً‌ و تَفرُقُ بَيْنَ الحَقِّ وَ‌الباطِلِ فَرقاً و تُلقي الوَحيَ وَ الآياتِ ذِكراً عليٰ الرُّسُلِ عُذراً أو إنذاراً ،

(‌ إنّما تُوعَدونَ لَواقِعٌ )

فَقَسماً بِكُلّ ما ذَكرنا أقول : إنّما تُوعَدونَ أيّها النّاسُ مِنَ المَعادِ و الحِسابِ وَ الميزانِ‌ وَ الصِّراطِ وَ الجَنَّةِ وَ النّارِ سَيَقَعُ حَتماً لا مُحالَةَ ،

( فَإذا النُّجومُ طُمِسَت ،‌وَ إذا السَّماءُ فُرِجَت ، وَ إذا الجِبالُ نُسِفَت )

وَ مَوعِدُها حينَما تُطمَسُ و تُمحيٰ أنوار النُّجومِ و حينَما تُفرَجُ بانعِدامِ حُدودِ الجاذِبِيَّةِ بَيْنَ كواكِبِ السّماءِ و حينَما تُنسَفُ الجِبالُ فَوْقَ الأرضِ نَسفاً ،

(‌ وَ إذا الرُّسُلُ اُقِّتَت ، لأِيّ يَومٍ اُجِّلَت )

وَ حينَما يَبعَثُ اللهُ الرُّسُلَ في المَحشَرِ في وَقتٍ واحِدٍ لِيَشهَدوا عليٰ اُمَمِهِم عندَ الحِسابِ و نَسألُ تَعظيماً لأِيّ يَومٍ أجَّلَ اللهُ الحِسابَ ،

(‌ لِيَومِ الفَصلِ و ما أدراكَ ما يَومُ الفَصلِ ، وَيْلٌ يَومَئذٍ لِلمُكذّبين )

فَنُجيبُ لِيَومِ الفَصلِ بَيْنَ الحَقِّ و الباطِلِ و العَدلِ و الظُّلمِ و الخَيْرِ و الشَّرِّ و ما أدراكَ ما عَظَمَةُ يَومِ الفَصلِ أيُّها المُكَذِّبُ بالوِلايَةِ وَيْلٌ و عَذابٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبينَ بالوِلايَةِ ،

(‌ ألَم نُهلِكِ الأوّلينَ‌ ثُمَّ نُتبِعُهُم الآخرين كذلِكَ نَفعَلُ بِالمُجرِمين ، وَيْلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبين )

نُقَرِّرُ ألَم نُهلِكِ الأوّلينَ الَّذين كَذَّبوا رُسُلَهُم ثُمَّ ألَم نُتبِعُهُم بالآخَرينَ المُكَذِّبين ؟ فَكذلِكَ سَنفَعَلُ بالمُجرِمينَ المُكَذِّبينَ بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ الطّاهرين وَيْلٌ يَومَئذٍ لِلمُكَذِّبينَ بِوِلايَتِهِم ،

(‌ ألَم نَخلُقكُم مِن ماءٍ مَهينٍ فَجَعلناهُ في قَرارٍ مَكينٍ إليٰ قَدَرٍ مَعلومٍ فَقَدرنا فَنِعمَ القادِرونَ وَيْلٌ يَومَئذٍ لِلمُكَذِّبين )

و نُقَرِّرُ ألَم نَخلُقكُم مِن نُطفَةِ مَنيٍّ ماءٍ ضَعيفٍ فَجَعلناهُ في الرَّحِمِ في قَرارٍ حَريزٍ إليٰ أمَدٍ مَعلومٍ فَقَدرنا لَكُم النُّمُوَّ والتَّكامُلَ و الوِلادَةَ فَنِعمَ القادِرونَ نَحنُ ، وَيْلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكذِّبينَ بالوِلايَه ،

(‌ ألَم نَجعَلِ الأرضَ كِفاتاً أحياءً و أمواتاً و جَعَلنا فيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَ‌ أسقَيْناكُم ماءً فُراتاً وَيْلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبين )

وَ‌ نُقَرِّر ألَم نَجعَلِ الأرضَ جاذِبَةً لَكُم تَضُمُّكُم أحياءً و أمواتاً و جَعَلنا فيها الجِبالَ راسِياتٍ شامِخاتٍ عالِياتٍ حِفظاً مِنَ الهَزَّاتِ و أسقَيْناكُم ماءً عَذباً وَيْلٌ يَومَئذٍ لِلمُكذِّبينَ بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص)

‌( إنطَلِقوا إليٰ ما كنتُم بِهِ‌ تُكَذِّبون )

فُيخاطِبُهُم الجَليلُ جَلَّ و عَلا يَومَئذٍ إنطَلِقوا أيّها المُنافِقونَ إليٰ قَسيمِ النّارِ وَالجَنَّةِ عليّ بن أبيطالبٍ و إليٰ ما كنتُم بِهِ تُكَذِّبونَ مِن العَذابِ ،

(‌ إنطَلِقوا إليٰ ظِلٍّ ذي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ضَليلٍ و لا يُغني مِنَ اللَّهَب إنّها تَرمي بِشَرَرٍ كالقَصر )

إنطَلِقوا إلي ظِلٍّ لِلَهَبِ النّارِ ذي ثَلاثِ فِرقَةٍ و شُعبَةٍ مُتَأجِّجَةٍ لِلخُلَفاءِ الثَّلاثَةِ لا ضَليلٍ يُضَلِّلُ عَن حَرارَةِ الشَّمسِ و لا يُغني و لا يَستُرُ مِنَ اللَّهَبِ المُحرِقِ إنّها تَرمي بِشَراراتٍ مُرتَفِعَةٍ كالقُصور ،

(‌ كَأنَّهُ جِمالةٌ صُفرٌ ، وَيْلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبين )

كَأنَّ الشَّرَرُ المُرتَفِعُ هُوَ جَمَلٌ أصفَرٌ في عِيرٍ مُتَّصِلٍ يَتلوا بَعضهُ الآخَر ، وَيْلٌ و عَذابٌ و ثُبورٌ يَومَئذٍ لِلمُكذِّبينَ بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) ،

(‌ هذا يومُ لا يَنطِقون ، و لا يُؤذَنُ لهُم فَيَعتَذِرونَ وَيْلٌ يَومَئذٍ لِلمُكَذِّبين )

فَيَومُ الفَصلِ هذا يَومُ لا يَنطِقونَ فيه‌ِ أعداءُ آل مُحمّدٍ و لا يؤذَنُ لَهُم فَيَعتَذِرونَ مِن تَركِ وِلايَتِهِم وَيْلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبينَ بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آلِهِ الطّاهِرين ،

(‌ هذا يومُ الفَصلِ جمَعناكُم و الأوّلين فَإن كانَ لَكُم كَيْدٌ فَكِيدونَ ، وَيْلٌ يَومَئذٍ لِلمُكذِّبين )

يقولُ‌ لهُم عليٌّ (ع) هذا هُوَ يومُ الفَصلِ الّذي جَمعناكُم فيهِ مَعَ الأوّلينَ مِثلَكُم فإن كانَ لكُم كَيْدٌ و حِيلَةٌ لِلخَلاصِ مِنَ العَذابِ والنَّجاةِ والفِرارِ فَكيدوني يا أعدائي كما كنتُم تَكيدوني في الدّنيا ،

(‌ إنَّ المُتّقينَ في ضَلالٍ و عُيونٍ و فَواكِهَ مِمّا يَشتَهونَ ، كُلوا واشرَبوا هَنيئاً بما كنتُم تعمَلون )

بالتأكيدِ إنَّ المُتَّقينَ يَومَئذٍ سيَكونونَ في ضَلالٍ لأِشجارِ الجَنَّةِ و قُصورِها و في عُيونٍ بمياهِها و في فَواكِهَ مِمّا يَشتَهونَ مِنها و يُقالُ لهُم : كُلوا و اشرَبوا هَنيئاً بِما كنتُم تَعمَلونَ في الدُّنيا مِن طاعَةٍ وَ وِلاءٍ ،

(‌ إنّا كذلِكَ نَجزي المُحسِنينَ ، وَيْلٌ يَومئذٍ لِلمُكذِّبين )

إنّا بِلُطفِنا و عَدلِنا وَ فَضلِنا كذلِكَ الجَزاءَ أولادَ في نَجزِي المُحسِنينَ المُوالِينَ لِمُحمّدٍ و آلِهِ الطّاهِرينَ وَ وَيْلٌ يَومَئذٍ لِلمُكذِّبينَ بِوِلايَتِهِم ،

(‌ كُلوا و تَمتَّعوا قَليلاً إنّكُم مُجرِمون ، وَيْلٌ يَومَئذٍ لِلمُكَذِّبين )

فيا أعداءَ آل مُحمّدٍ كُلوا مِن الحَرامِ و تَمتَّعوا بالشَّهَواتِ قَليلاً في الدُّنيا إنّكُم مُجرِمونَ بِتَركِ الوِلايَةِ وَيْلٌ يَومَئذٍ لِلمُكذِّبينَ بالوِلايَةِ ،

(‌ و إذا قِيل لهُم اركَعوا لا يَركَعون ، وَيْلٌ يَومَئذٍ لِلمُكَذِّبينَ فَبِأيِّ حَديثٍ بَعدَهُ يُؤمِنون ؟)

و هؤلاءِ المُنافِقينَ المُجرمين حينَما يُقالُ لَهُم اركَعوا وَ اخْضَعوا لِوِلايَةِ آلِ مُحمّدٍ (ص) لا يَركَعون وَيْلٌ يَومَئذٍ لِلمُكَذِّبينَ بِوِلايَةِ المَعصومين فَبِأيِّ حَديثٍ بعَدَ القُرآنِ يَأمُرُهُم بالوِلايَةِ يُؤمِنون ؟ قُبحاً لَهُم و تَعساً‌ .

(‌ صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1725-1722 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *