سورة الماعُون
2017-04-14
سورة المُرسَلات
2017-04-14

(102)
سورة العادِيات

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ الرُّبوبيِّ الغالِبِ القاهِرِ الجَبّارِ المُنتَقِمِ و بإسمِ رحمانيَّتيَ الّذي شَمَلَ جَميعَ مَن سِوايَ وَ رَحميَّتيَ الَّذي خَصصتُهُ بِمن اُريدُ اُوحي :

(‌ وَالعادِياتِ‌ ضَبحاً ،‌ فالمُورِياتِ قَدحاً ، فالمُغيراتِ صُبحاً )

قَسَماً بِخُيولِ عليٍّ (ع) و جَيْشِهِ الّتي تَعدوا نَحوَ المُشرِكينَ في غَزوَةِ ذاتِ السَّلاسِل فَتُصْبِحُ أنفاسُها لِسُرعَتِها و قَسَماً بِها حينَما تُوري قِدحاً مِن سَنابِكِها و حَوافِرِها و قَسَماً بِها حينَ تُغيرُ الغارَةَ عليٰ المُشرِكينَ صباحاً مُبَّكِراً ،

( فَأثَرْنَ بهِ نَقعاً‌ ، فَوَسَطْنَ بهِ جَمعاً )

فَعِند ما غارَت عليٰ المُشرِكينَ هيَّجنَ بالصَّباحِ غُباراً و عاصِفَةً فَتَوَسَّطنَ العَدُوَّ بالجَريِ والوَريِ والإغارَةِ و الإثارَةِ والنَّقعِ جَمعَهُ ،

( إنَّ الإنسانَ لِرَبّهِ لَكنودٌ ، و إنّهُ عليٰ ذلِكَ لَشَهيدٌ )

قَسَماً بِكُلّ ذلِكَ إنَّ الإنسانَ المُنافِقَ لِرَبّهِ المُتَفَضِّلِ بِنُصرَةِ عليٍّ (ع) لَكَفورٌ بِنَعماءِهِ و إنَّ هذا المُنافِق هُوَ نَفسُهُ عليٰ ذلِكَ الكُفرانِ لَشاهِدٌ ،

( وَ‌ إنّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَديدٌ )

و إنَّ هٰذا المُنافِق الكافِرِ بوِلايَةِ عليٍّ (ع) هُوَ بالتّأكيدِ لِحُبِّ المالِ وَ الثَّروَةِ وَ الدُّنيا وَ حُطامها الزّائِلِ الحَرامِ لَشديدُ المَحَبَّةِ حَريصٌ علَيهِ ،

(‌ أفَلا يَعلَمُ إذا بُعثِرَ ما في القُبورِ ، وَ حُصِّلُ ما في الصُّدور )

نَسألهُ تَوبيخاً أفَلا يعلَمُ‌ المُنافِقُ ماذا سَيَكونُ حينَما يُنشَرُ ما في القُبورِ مِن بَشَرٍ لِيُوقَفَ لِلحسابِ وَ الجَزاءِ ثُمَّ يُعلَن و يُكشَف عمّا في الصُّدورِ مِن حُبٍّ و بُغضٍ و أحقادٍ لِعَليٍّ وَ وُلدِهِ (ع) ،

(‌ إنَّ رَبَّهُم بِهِم يَومَئِذٍ لَخَبيرٌ )

عندئِذٍ بالتّأكيدِ إنَّ اللهَ الحَكَمُ العَدلُ هُوَ بِحالِ المُنافِقينَ وَ ما يُضمِرونَ في صُدورِهِم لآِلِ مُحمّدٍ (ص) يَومَئذٍ لَخَبيرٌ لا يَخفيٰ علَيهِ شَيءٌ فيُجازيهِم حَسبَ خِبرَتِهِ التّامَّةِ وَ عِلمِهِ الكامِلِ بِمَقاصِدِهِم وَ نِيّاتِهِم وَ مُيولاتِهِم وَ أهواءِهِم فَيَحكُمُ علَيهِم بِعَدلِهِ وَ ما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلعَبيدِ فَيقولُ لِمُبغضي عليٍّ ذوقوا مَسَّ سَقَر وَ ‌يَقولُ لِمُحبّي عليٍّ (ع) قَد أفلَحَ المُؤمِنون فَيَأمُرُ بِهِم إليٰ جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ في مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَليكٍ مُقتَدِرٍ .

(‌ صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1721-1720 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *