(102)
سورة العادِيات
بِإسمِ ذاتِيَ الرُّبوبيِّ الغالِبِ القاهِرِ الجَبّارِ المُنتَقِمِ و بإسمِ رحمانيَّتيَ الّذي شَمَلَ جَميعَ مَن سِوايَ وَ رَحميَّتيَ الَّذي خَصصتُهُ بِمن اُريدُ اُوحي :
قَسَماً بِخُيولِ عليٍّ (ع) و جَيْشِهِ الّتي تَعدوا نَحوَ المُشرِكينَ في غَزوَةِ ذاتِ السَّلاسِل فَتُصْبِحُ أنفاسُها لِسُرعَتِها و قَسَماً بِها حينَما تُوري قِدحاً مِن سَنابِكِها و حَوافِرِها و قَسَماً بِها حينَ تُغيرُ الغارَةَ عليٰ المُشرِكينَ صباحاً مُبَّكِراً ،
فَعِند ما غارَت عليٰ المُشرِكينَ هيَّجنَ بالصَّباحِ غُباراً و عاصِفَةً فَتَوَسَّطنَ العَدُوَّ بالجَريِ والوَريِ والإغارَةِ و الإثارَةِ والنَّقعِ جَمعَهُ ،
قَسَماً بِكُلّ ذلِكَ إنَّ الإنسانَ المُنافِقَ لِرَبّهِ المُتَفَضِّلِ بِنُصرَةِ عليٍّ (ع) لَكَفورٌ بِنَعماءِهِ و إنَّ هذا المُنافِق هُوَ نَفسُهُ عليٰ ذلِكَ الكُفرانِ لَشاهِدٌ ،
و إنَّ هٰذا المُنافِق الكافِرِ بوِلايَةِ عليٍّ (ع) هُوَ بالتّأكيدِ لِحُبِّ المالِ وَ الثَّروَةِ وَ الدُّنيا وَ حُطامها الزّائِلِ الحَرامِ لَشديدُ المَحَبَّةِ حَريصٌ علَيهِ ،
نَسألهُ تَوبيخاً أفَلا يعلَمُ المُنافِقُ ماذا سَيَكونُ حينَما يُنشَرُ ما في القُبورِ مِن بَشَرٍ لِيُوقَفَ لِلحسابِ وَ الجَزاءِ ثُمَّ يُعلَن و يُكشَف عمّا في الصُّدورِ مِن حُبٍّ و بُغضٍ و أحقادٍ لِعَليٍّ وَ وُلدِهِ (ع) ،
عندئِذٍ بالتّأكيدِ إنَّ اللهَ الحَكَمُ العَدلُ هُوَ بِحالِ المُنافِقينَ وَ ما يُضمِرونَ في صُدورِهِم لآِلِ مُحمّدٍ (ص) يَومَئذٍ لَخَبيرٌ لا يَخفيٰ علَيهِ شَيءٌ فيُجازيهِم حَسبَ خِبرَتِهِ التّامَّةِ وَ عِلمِهِ الكامِلِ بِمَقاصِدِهِم وَ نِيّاتِهِم وَ مُيولاتِهِم وَ أهواءِهِم فَيَحكُمُ علَيهِم بِعَدلِهِ وَ ما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلعَبيدِ فَيقولُ لِمُبغضي عليٍّ ذوقوا مَسَّ سَقَر وَ يَقولُ لِمُحبّي عليٍّ (ع) قَد أفلَحَ المُؤمِنون فَيَأمُرُ بِهِم إليٰ جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ في مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَليكٍ مُقتَدِرٍ .
نشر في الصفحات 1721-1720 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی