سورة الأعراف
2017-02-20
سورة فُصِّلَت
2017-02-21

(38)
سورة المُؤمِن

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ حٰم )

بإِسمِ ذاتيَ القُدسيِّ الواجبِ الوجود و بِإسمِ رحمانيّتي الواسعة و رحيميَّتيَ الخاصّةِ للمؤمنين اُوحي إليكَ بِرَمزِ حآميم ،

( تنزيلُ الكتابِ مِنَ اللهَ العَزيزِ العَليم )

ليس القرآنُ مِن تصنيفِ أحَدٍ بَل هو تنزيلٌ من السّمآءِ من اللهِ بواسطةِ جبرئيل عليٰ رسول اللهِ وَ‌اللهُ يُنَزِّلُهُ بِعِزّهِ و عِلمِهِ الذّاتيّ ،

( ‌غافِرَ الذّنب و قابِلَ التَّوْب شديد العقاب ذي الطَّوْلِ لا إلـٰهَ إلاّ هوَ إليهِ المَصير‌ )

وَاللهُ سبحانَهُ مِن أسماءِهِ الحُسنيٰ غافر الذّنب و قابل التّوب لِلمؤمنين المُوالينَ لآِل مُحمّدٍ (ص) و شديد العقابِ لأِعدائِهم لهُ اليَدُ الطّولـٰي في الفَضلِ عليٰ عِبادِهِ لا إلـٰهَ إلاّ هوَ إليهِ مصيرُ العباد ،

( ما يُجادِلُ في آياتِ اللهِ إلاّ الّذين كفروا فلا يَغرُركَ تقلّبُهم في البلاد )

فَالمؤمنون يُؤمنون بآياتِ اللهِ النّازِلةِ بشأنِ آل مُحمّدٍ (ص) دون جِدالٍ و لا يُجادِلُ فيها إلاّ الّذين كفروا باللهِ و برسولهِ و آلهِ فلا يَغرُركَ يا حبيبي تقلُّبُهم في البِلاد دونَ عقابِ الله ،

( كذّبَت قبلَهُم قوم نوحٍ والأحزاب من بعدهِم و هَمَّت كلّ اُمّةٍ برسولهم لِيأخذوهُ ) ،

كذّبت قبل اُمَّتِكَ قوم نوحٍ نَبيَّهُم نوح و الأحزاب كعادٍ و ثمودَ مِن بَعدِ قومِ نوحٍ و هَمَّت كُلُّ اُمّةٍ مِن هؤلاءِ بأن تأخُذُ رسولها و تَقتُلَهُ ،

( و جادَلوا بالباطِلِ لِيُدحِضوا بهِ الحَقّ فأخذتْهُم فكيف كانَ عِقابِ )

أولئِك الكفرة جادَلوا رُسُلَهُم بالبيانِ الباطِلِ لِيدحضوا بهِ الحَقّ والوحيَ فأخذتُهُم بالعذابِ و الهَلاكِ والدِّمارِ فكيف كانَ عقابي لهُم ؟ ألَم يَكُ‌ صارِماً ؟؟؟

( و كذلك حَقّت كلمةُ ربّك عليٰ الذين كفروا انّهم أصحاب النار )

و هكذا حَقَّت كلمة عذابِ رَبِّكَ‌ وانتِقامِهِ بالعَدل عليٰ الّذين كفروا لِعنادِهِم و إصرارِهِم عليٰ العِصيان ثُمَّ يوم القيامَة انّهم أصحابُ النار يدخلونها ،

( ألّذينَ يحمِلونَ العَرشَ و مَن حولَهُ يُسبِّحونَ بِحَمدِ ربّهم و يُؤمنونَ بهِ يَستَغفِرونَ لِلّذين آمَنوا )

هذا حالُ المنافقين و أمّا المُؤمنونَ فالملائِكةُ الّذين يَحمِلونَ عَرشَ قُدرَةِ اللهِ و مَن حولَهُ من الملائكةِ يُسبِّحون بِحَمدِ‌ اللهِ و يُؤمنون باللهِ و يَبتَهِلونَ إليهِ يطلبونَ المَغفِرَةَ للّذين آمَنوا بولايةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) :

(‌ رَبَّنا وَسِعتَ كلَّ شيءٍ رَحمَةً و عِلماً فاغفِر للّذين تابُوا واتّبَعوا سبيلَكَ وقِهِم عذابَ الجحيم )

و يقولون : رَبّنا إنَّ رحمَتَكَ وَسِعَت و شَمَلَت كُلَّ شييءٍ و عِلمُكَ أحاطَ بِكُلِّ شييءٍ فاغفِر للّذين تابُوا واتَّبَعوا مَذهبَ أهل البيت (ع) و تَوَقّهُم عذابَ النّارِ الجحيم ،

( رَبّنا و أدخِلهُم جنّاتِ عَدنٍ الّتي وَعَدتَهُم و مَن صَلَحَ مِن آباءِهِم و أزواجِهم وذُرّياتِهم إنّك أنتَ العزيزُ الحكيم )

و يقولون : ربّنا و أدخِل شيعةَ آل محمّدٍ‌ (ص) في جنّاتِ عَدنٍ الّتي وَعدَتَهُم عليٰ لسانِ نَبيِّك و مَن صَلَحَ مِن آباءِهِم و أزواجِهِم و ذُريّاتِهم باتّباعِ آلِ مُحمّدٍ (ص) إنّكَ أنتَ العزيزُ العليمُ بِعواقِبِهم ،

( وَقِهِمُ‌ السيّئات و مَن تَقِ السيّئات يومَئذٍ فَقَد رَحِمتَهُ و ذلك هُوَ الفوزُ العظيم )

و نَطلُبُ مِنكَ أن تَقيهِمُ الذّنوبَ و المَعاصيَ والآثامَ والرّكونَ إليٰ الظّالمينَ و مَن تَقِيَهُ ذلكَ في الدّنيا فَقَد رَحِمتَهُ مِن عذابِ الآخرةِ و ذلك هُوَ الفوزُ العظيمُ بالرِّضوان ،

( إنّ الذين كفروا يُنادونَ لَمَقتُ اللهِ أكبَرُ مِن مَقتِكُم أنفُسَكُم إذ تُدعَونَ إليٰ الإيمانِ فتكفرون )

إنَّ الذين كفروا باللهِ و بولايةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) يُنادَوْنَ يومَ القيامةِ لَمَقتُ اللهِ لَكُم أكثَرُ مِن مَقتِكُم لأِنفُسِكُم لأِنّكم ظلمتموها حيثُ كُنتُم تُدعَوْنَ إليٰ الإيمانِ بولايةِ محمدٍ و آلهِ (ص) فَكُنتُم تكفرون ،

( قالوا : ربَّنا أمَتَّنا اثنَتَيْنِ و أحيَيتَنا اثنَتَيْنِ فأعتَرفنا بِذنوبِنا فَهَل إليٰ خروجٍ مِن سبيلٍ )

فيقولون : رَبّنا أنتَ أمَتتَّنا مَرّةً ثُمَّ أرجَعتَنا عِندَ قيامِ قائِمِ آلِ مُحمّدٍ (ص) فأمَتّنا عليٰ يَدِهِ ثانِيَةً فَقَد أحيَيتَنا مَرّةً عليٰ يَدِهِ و اُخريٰ في المَعادِ فاعتَرَفنا بذنوبِنا فَهَل إليٰ الخروجِ مِن النّار مِن طريقٍ ؟؟؟

( ذٰلِكُم بأنّهُ إذا دُعِيَ اللهُ وَحدَهُ كفرتُم و إن يُشرَك بهِ تُؤمنوا )

فيَقال لهُم لا يوجَدُ سبيلٌ للخروجِ مِنَ النّارِ ذلكم لأِنّكم كنتُم إذا دُعِيَ اللهُ بالرّبوبيّةِ وَحدَهُ كفرتُم بهِ و إن يُشرَك بهِ طاعة خُلَفاءِ الجَوْرِ تُؤمِنوا بطاعَتِهم ،

( فالحُكمُ لِلّهِ العَليِّ الكبير )

فالحكمُ هذا اليومُ لِلّهِ العَليِّ الكبيرِ يَحكُمُ علَيكُم بِالخُلودِ في النّارِ لِتَركِكُم ولاية وَلِيِّهِ العَليّ الصّغير أمير المُؤمنين (ع) ،

( هُوَ الّذي يُريكُم آياتِهِ و يُنَزِّل لَكُم من السَّماءِ رِزقاً و ما يَتَذكَّرُ إلاّ مَن يُنيب )

فاللهُ سُبحانَهُ أوليٰ بالطّاعَةِ مِن وُلاةِ الجَوْر إذ هُوَ الّذي يُريكُم آيات فَضلِهِ و عَظَمَتِهِ و رُبوبيَّتِهِ و يُنَزِّل عليكم من السّمآءِ المَطَرَ رِزقاً فولاية آل مُحمّدٍ (ص) كالمَطَر و لا يتَذَكّرُ هذا إلاّ مَن يُنيبُ إليٰ اللهِ بولايتهم ،

(‌ فادعوا اللهَ مُخلِصين لهُ الدّينَ وَ‌ لَو كَرِهَ الكافرون )

فادعوا الله بالربوبيّةِ والاُلوهيّةِ مُخلِصينَ لهُ الطّاعَة و العِبادَةَ مُتعبّدينَ‌ بدينِهِ الخالِص مِن بِدَعِ الخُلفاءِ و تَمسّكوا بولايةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) و لا تركَنوا إليٰ وُلاةِ الجَوْر حتّيٰ و لو كَرِهَ الكافِرونَ بولايةِ آل مُحمّدٍ (ص) ،

( رفيع الدَّرجاتِ ذوالعَرشِ يُلقي الرّوحَ مِن أمرهِ عليٰ مَن يَشآءُ مِن عبادِهِ لِيُنذِرَ يومَ التَّلاقِ‌ )

إنَّ اللهَ هو رافِعُ الدَّرجاتِ و هو رافعٌ لِدَرَجاتِ آل محمّدٍ (ص) عليٰ غيرِهِم و هو صاحِبُ عَرشِ القُدرَةِ الكامِلَةِ المُهَيْمَنَةِ يُلقي روحُ القُدُسِ عليٰ مَن يشآءُ مَن عبادِهِ المعصومين لِيُنذِرَ بهِ حُلولَ يومِ لِقآءِ الله ،

( يومَ هُم بارِزونَ لا يَخفيٰ عليٰ اللهِ مِنهُم من شييءٍ )

و يوم لقاءِ اللهِ هوَ يومٌ هُم بارِزونَ فيهِ مِن أجداثِهِم للحسابِ والصِّراطِ و الميزان لا يَخفيٰ عليٰ اللهِ مِن أعمالِهِم و عقائِدِهم مِن شييءٍ ،

( ‌لِمَن المُلكُ اليومُ ؟ للّهِ الواحِدِ القَهّار )

فعندئذٍ يسألهُم عليّ بن أبيطالب (ع) لِمَن المُلكُ هذا اليوم ؟ لَكُم أم لِلّه ؟ فيُجيبونَ آل محمدٍ (ص) و شيعَتِهم بَلِ المُلكُ اليومُ لِلّهِ الواحِدِ القَهّار لا لأِعدائِنا ،

( أليومُ تُجزيٰ كلّ نَفسٍ ما كَسَبَت لا ظُلمَ اليوم إنّ اللهَ سريعُ الحساب )

و يقول لهُم إيضاً أليومَ تُجزيٰ كُلّ نَفسٍ جَزآءَُ ما كَسَبت في الدّنيا مِن عَملٍ بالعَدلِ لا ظُلمَ اليومَ عليٰ أحَدٍ إنّ اللهَ سريعُ الحِساب و أنا قَسيمُ الجنّةِ و النّار !!

( و أنذِرهُم يومَ الأزِفَةِ إذا القلوبُ‌ لديٰ الحَناجِر كاظمين )

فيا حبيبي أنذِر المُنافقينَ بعذابِ يوم الحسابِ القَريبِ ‌حيثُ ستكونُ قلوبُهم لَدَيٰ جَناجِرِهم مِنَ الخوفِ مملوئين حُزناً و غَمّاً ،

‌( ما للظّالِمين مِن حَميمٍ و لا شفيعٍ يُطاع‌ )

فيومَئذٍ ليس للظّالمين بِحَقِّ آل محمدٍ (ص) و شيعتهم مِن صَديقٍ حميمٍ مُحِبٍّ و لا شفيعٍ مِن الشُّفعآءِ يُطاعُ في شَفاعَتِهِ كمُحمّدٍ و آلِه (ص) ،

( يَعلَمُ خائِنَةَ الأعيُنِ و ما تُخفي الصُّدور )

فاللهُ سُبحانَهُ يعلَمُ خيانة عيونِ المنافقين بالهَمزِ واللَّمزِ عليٰ آل مُحمّدٍ (ص) و ما تُخفي الصّدورُ مِن حِقدِهِم لهُم و بُغضِهِم و عِداءِهم ،

( واللهُ يَقضي بالحَقّ والّذين يدعونَ مِن دونِهِ لا يَقضونَ بَشيءٍ إنَّ اللهَ هُوَ السَّميعُ البصير )

وَ‌يَومئذٍ فاللهُ يَقضي و يَحكُمُ بالعَدلِ والّذينَ مِن دونِ اللهِ مِن حُكّامِ الجَوْر فلا يَقضونَ بشيءٍ يومذاك إنَّ اللهَ هُوَ السَّميعُ لأِقوالِهِم والبَصيرُ لأِفعالِهِم ،

( أوَلَم يسيروا في الأرض فَيَنظُروا كيفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذينَ كانوا مِن قِبَلِهِم كانوا هُم أشَدّ منهُم قُوّةً )

يا حبيبي أوَلَم يسيروا هؤلاء المُنافِقونَ في الأرض فينظُروا إليٰ آثارِ الاُمَمِ كيف كانَ عاقِبَتهم مِن قَبلِهِم و قد كانوا أشَدَّ مِن هؤلاءِ قُوّةً في العُدَّةِ والعَدَدِ فأهلَكَهُمُ الله ،

(‌ و آثاراً في الأرضِ فأخَذَهُمُ اللهُ بِذنوبِهم وَ ما كان لَهُم مِنَ اللهِ مِن واقٍ )

و قد كانوا أولئك أشَدّ مِن هؤلاءِ آثاراً في الأرض حيث بَنَوْا السُّدودَ و القِلاعَ و الحُصونَ فأخذَهُم اللهُ بذنوبِهم و معاصيهِم و ما كانَ لهُم مِنَ اللهِ مِن أحَدٍ يَقيهِم مِن عذابِهِ ،

(‌ ذلك بأنَّهُم كانَت تَأتيهِم رُسُلُهم بالبَيّناتِ فَكفروا )

ذلك العذابُ الذي نالَهُم بِسَبَبِ أنّهم كانَت تأتِيهِم رُسُلُهُم مِن قِبَلِ الله بالمُعجزاتِ و الآياتِ و الدّلائِل و البَراهين فكفروا بِها ،

( فأخَذَهُم اللهُ إنّهُ قوّيٌ شديدُ العقاب )

فأخذَهُم اللهُ بذنوبِهم و مَعاصيهِم و كُفرهِم و عنادِهم فما قَبَهُم عليٰ ضَلالِهم إنّهُ قويٌّ لا يُغلَب شديدُ‌ العِقابِ مُنتَقِم ،

( وَ لقد أرسَلنا موسيٰ بآياتِنا و سُلطانٍ مُبينٍ إليٰ فِرعَونَ و هامانَ و قارونَ فقالوا ساحِرٌ كذّابٌ )

فيا حبيبي لو أنّ بني اُميّةَ يُكذِّبونَكَ تذَكَّر لقد أرسَلنا موسيٰ بآياتِنا و إعجازٍ واضِحٍ إليٰ فرعونَ و هامانَ و قارونَ فقالوا ‌: إنّهُ ساحِرٌ كذّابٌ فكذلك قولٌ فراعِنَة زمانِك ،

(‌ فلمّا جاءَهم بالحَقِّ مِن عندنا قالوا اقتُلوا أبناءَ الّذين آمَنوا مَعَهُ )

فلمّا جاءَهُم موسيٰ بالدَّعوة إليٰ الحَقِّ و إليٰ طاعَةِ اللهِ مِن قِبَلِ الله قالوا مُتآمِرينَ ضِدَّةَ اقتُلوا أبناءَ بني إسرائيلَ الّذين آمَنوا مَعَ موسيٰ

(‌ وَاستَحيُوا نِساءَهُم و ما كيدُ الكافرينَ إلاّ في ضلال )

و قالوا استَبقوا النِّساءَ لِنَعمَل مَعَهُنَّ ما يُنا في الحَياءَ و كذلك تآمَرَ أعداءَكم أهل البَيْت ضِدّكُم و لكن ما كانَ كيدُ الفراعِنَة الكافرينَ إلاّ في ضَلالٍ و فَنآءٍ ،

(‌ وَ قالَ‌ فرعونُ ذَروني أقتُل موسيٰ و ليَدعُ رَبَّهُ )

‌و تذكّر يا حبيبي إذ قالَ فرعونُ لِجلاوِزَتِهِ و حِزبِه دَعوني أقتُل موسيٰ حينما كانوا يَمنَعونَهُ مِن ذلك و أضافَ فليدعوا موسيٰ رَبَّهُ لِيمَنَعَني مِنهُ ،

(‌ إنّي أخافُ‌ أن يُبَدِّلَ‌ دينَكُم أو أن يُظهِرَ في الأرضِ الفَساد )

و قال فرعونُ إنّي أخافُ‌ أن يُبَدِّلَ موسيٰ دينَكُم الّذي إبتَدَعْتُهُ لَكُم و أمرَتُكم بعبادتي ،‌ أو أن يُظهِرَ موسيٰ في أرضِ مِصرَ الفَسادَ بِشقِّ عَصا طاعَتي

( و قالَ موسيٰ إنّي عُذتُ بِربّي و ربّكم مِن كُلِّ مُتَكبِّرٍ لا يُؤمِنُ بيومِ الحِساب )

و تَذكّر يا حبيبي حينما قالَ موسيٰ إنّي عُذتُ بِرَبّي و ربّكم الله خالِقنا جميعاً و لَجَأتُ إليهِ واستَجَرتُ بهِ مِن شَرِّ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ‌ لا يُؤمِنُ بيومِ المَعاد مِنَ الفَراعِنَه ،

( و قالَ رجُلٌ مُؤمِنٌ مِن آلِ فرعونَ يَكتُمُ إيمانَهُ )

و تذَكّر يا حبيبي إذ قالَ الرَّجُل الصِّدّيقُ مُؤمِنُ آل فرعون و هُوَ أحدُ الصدّيقون حِزقيل و حبيب النّجار و عليّ بن أبيطالب (ع) و كانَ حِزقيلُ يكتُمُ إيمانَهُ مِن فرعون ،

( أتَقتُلونَ رَجُلاً أن يقولَ ربّيَ الله ؟ و قد جاءَكم بالبيّناتِ مِن ربّكم )

هل تَغزِمونَ عليٰ قَتلِ رَجُلٍ لأنّهُ يقول رَبِّيَ الله فليس هذا مستوجِبٌ لِقَتلِهِ إذِ العَقيدَةُ حُرَّةٌ و قد جاءَكُم موسيٰ بالمُعجزاتِ من الله تُصَدِّق دَعواهُ ،

( و إن يَكُ كاذِباً فَعَليهِ كَذِبُهُ و إن يَكُ صادقاً يُصِبكُم بَعضُ الّذي يَعِدُكُم إنّ اللهَ لا يهدي مَن هُوَ مُسرِفٌ كذّاب )

و قال حزقيل : إن يَكُن موسيٰ كاذِباً في دَعواهُ فَعليهِ ضَرَرُ كِذبهِ و إن يَكُن صادِقاً فَيَنالُكُم بعضُ العذابِ الّذي يَتوَعَدّكُم بهِ إنَّ اللهَ لا يهدي مَن هُوَ مُسرِفٌ‌ بِعقيدَتِهِ كذّابٌ في دَعواهُ ،

(‌ يا قومِ‌ لكُمُ المُلك اليومَ ظاهرينَ في الأرض فَمَن يَنصرُنا مِن بأسِ اللهِ إن جاءَنا ؟ )

و أضافَ حِزقيلُ و قال : يا قومِ لكُمُ المُلك و الحُكمُ هذا اليومُ ظاهرينَ بالقُدرَةِ في أرضِ مِصرَ و لكن فَمَن يَنصُرُنا مِن عذابِ اللهِ الّذي يَتَوَعّدنا بهِ موسيٰ إن جاءَنا ؟ ،

( قالَ فرعون : ما اُريكم إلاّ ما أريٰ و ما أهديكم إلاّ سبيلَ الرَّشاد )

فَأجابَهُ فرعونُ قائِلاً أنا ما أريكُم مِن رأيٍ في الموضوع إلاّ ما اَفَكِّرُ فيهِ كاملاً و ما أهديكم إلاّ سبيلَ الهدايةِ و العَقل فَيَجِبُ أن نَقتُل موسيٰ ،

( و قالَ الّذي آمَنَ يا قوم إنّي أخافُ عليكُم مِثلَ يومِ الأحزاب )

و قالَ مُؤمِنٌ مِن آلِ فرعون ، ألصّديقُ يا قومِ إنّي أخافُ عليكم إن عصيتم موسيٰ مِثلَ عاقِبَةِ يوم هلاكِ الأحزابِ الكُفّار مِن قَبلِكم ،

( مِثلَ دأبِ قومِ نوحٍ و عادٍ و ثمودَ والّذين مِن بَعدِهِم و ما اللهُ يُريدُ ظُلماً لِلعباد )

إنّي أخافُ عليكم مِثلَ عادَةِ اللهِ بِعذابِ قومِ نوحٍ و عادٍ و ثَمودَ والّذينَ مِن بَعدِهِم فيُعذّبكم اللهُ مِثلَ عذابِهم و مااللهُ يُريدُ ظُلماً لِلعبادِ بَل هُوَ بِسَبَبِ كُفرِكُم ،

( و يا قومِ إنّي أخافُ عليكم = يومِ التَّناد )

و يا قوم إنّي أخافُ عليكُم إن عادَيتُم موسيٰ و حارَبتُموهُ و عصيتُموهُ مِثلَ عذابِ يومِ الصّياحِ و الصُّراخِ والعَويلِ و الوَيْلِ والثُّبور للهالِكين ،

( يومَ تُوَلّونَ مُدبِرينَ مالَكُم مِنَ اللهِ مِن عاصِمٍ و مَن يُضلِل اللهُ فَمالَهُ مِن هادٍ )

يومَ تُوَلّونَ وجوهَكُم بعضُكُم عن بَعضٍ مُدبرينَ ظهورِكم بعضُكُم عليٰ بَعضٍ تُنادون وانَفسآهُ ليس لكُم مِن عذابِ اللهِ من مانِعٍ و مَن يتركهُ اللهُ في ضلالَتِهِ فليسَ لهُ مِن هادٍ يَهديه‌ ،

( و لقد جاءَكم يوسُفُ مِن قَبلُ بالبَيّناتِ فما زِلتُم في شَكٍّ مِمّا جاءَكم به )

و يا قومِ لَقَد جاءَكم يوسُف بن يعقوب مِن قَبلِ موسيٰ بالبَراهينِ والمُعجِزاتِ فما زِلتُم في شَكٍّ من نُبُوَّتِهِ و ممّا جاءَكم مِنَ المَعاجِز يا أهلَ مِصر ،

( حتّيٰ إذا هَلَكَ قُلتُم لَن يَبعَث اللهَ مِن بَعدِهِ رسولاً ، كذلكَ يُضِلُّ اللهُ مَن هُوَ مُسرِفٌ مُرتابٌ )

فلمّا تُوفّي يوسُف قَلتُم لَن يَبعَث اللهُ مِن بعد يوسُفَ رسولاً أبَداً ، فهكذا يترُكُ الله مَن يُريدُ إضلالَهُ لأِنّهُ مُسرِفٌ في القَوْل كذّابٌ شَكّاكٌ ،

( ألّذين يُجادِلونَ في آياتِ اللهِ بغيرِ سُلطانٍ أتاهُم كَبُرَ مَقتاً عندَ الله )

فيا حبيبي إنّ الّذين يُجادِلون مِن اُمّتِكَ‌ في آياتِ اللهِ النّازلَةِ بِشأنِ أهل بيتك (ع) مِن دونِ بُرهانٍ أتاهُم بِخلافِها عَظُمَ مَقتاً جِدالُهُم عِندَالله ،

( و عِندَ الّذين آمَنوا كذلك يَطبَعُ اللهُ عليٰ كُلِّ قَلبٍ مُتَكبِّرٍ جَبّارٍ )

و عَظُمَ مَقتاً عندَ الذين آمَنوا بولايتِكم أهل البيت (ع) و بالجِدال حَوْلَ وِلايَتِكُم يَطبَعُ اللهُ عليٰ كلِّ قَلبٍ مُتَكبّرٍ عن التَّمسُّكِ بولايتكم جَبّارٍ بالنِّفاق و الضَّلال ،

(‌ و قالَ‌ فرعونُ يا هامانُ ابْنِ لي صَرحاً لَعَلّي أبلُغُ الأسباب )

و تَذَكّر إذ قَد قال فرعونُ لوزيرِهِ هامان : إبْنِ لي بُرجاً عالِياً لَعَلّي بالصُّعودِ عليهِ أبلُغُ النّوافِذ المُسبّبةِ إليٰ عَرشِ الله ،

( أسبابَ السّماواتِ فأطَّلِعَ إليٰ إلـٰهِ موسيٰ و إنّي لَأظُنُّهُ كاذِباً )

: ألنّوافِذَ الموصِلَةِ إليٰ السّماواتِ السَّبعِ فأتَطَلَّعُ إليٰ إلـٰهِ موسيٰ بن عِمران الّذي هُوَ فوقِ العَرشِ و إنّي لَأظُنَّهُ كاذِباً فليسَ رَبُّهُ هُناك !!!

( و كذلك زَيِّنَ لِفرعون سوءُ عَمَلِهِ و صَدَّ عن السّبيلِ و ما كيدُ فرعونَ إلاّ في تَبابٍ )

و كذلك زَيَّنَ الشّيطانُ لِفرعَوْنَ سوءَ عَمَلِهِ و صَدّهُ الشّيطانُ عن سبيلِ الحَقِّ و الإيمانِ‌ باللهِ و بموسيٰ و ما كيدُ فرعونَ ضِدّ موسيٰ إلاّ في خُسرانٍ ،

(‌ و قالَ الّذي آمَنَ يا قومِ اتَّبِعوني أهديكم سَبيلَ الرّشاد )

و قالَ الّذي آمَنَ مِن آلِ فرعَونَ بموسيٰ و هُوَ حِزقيلُ يا قومِ فرعون‌ :إتَّبِعوني أهديكم إليٰ طريقِ الخيرِ والسَّعادَةِ والفَوْزِ و الفَلاح ،

(‌يا قومِ : إنّما هذهِ الحياة الدّنيا مُتاعٌ و إنَّ الآخرةَ هي دارُ القَرار )

و قال : يا قومِ ليست هذهِ الحياةِ الدّنيئة إلاّ مِتعَةً زائِلَةً فانِيةً و إنّ الحياة الآخرة هي دارُ القَرارِ و الدَّوامِ والخُلود ،

( مَن عَمِلَ سيّئةً‌ فلا يُجزيٰ إلاّ مِثلَها و مَن عَمِلَ صالِحاً مِن ذَكَرٍ أو اُنثيٰ )

ففي الأخرة مَن عَمَل سيّئةً في الدّنيا فلا يُجازيه اللهُ إلاّ جَزاءُ عَمَلِهِ السّيِيء و مَن عَمَلَ عَمَلاً صالِحاً مِن ذَكَرٍ أو اُنثيٰ مِن رجالٍ أو نسآءٍ

( و هو مُؤمِنٌ فأولئِكَ يدخلونَ الجَنّة يُرزَقون فيها بغيرِ حِسابٍ‌ )

و كانَ هذا الذَّكَرُ أوِ الأُنثيٰ مُؤمِنٌ باللهِ و بولايةِ محمّدٍ و آل محمّدٍ (ص) فأولئكَ المُؤمِنونَ يدخلون الجنّةَ يُرزَقون فيها مِن نِعَمِها بغيرِ حِسابٍ و لا عَدٍّ ،

(‌ و يا قومِ مالي أدعوكُم إليٰ النَّجاةِ و تدعونَني إليٰ النّار )

و يا قومِ ما بالُكُم و ما بالي و شأنكم و شأني ؟ فإنّي أدعوكُم إليٰ النّجاةِ من غَضَبِ اللهِ و عذابهِ و أنتُم تدعونَني إليٰ نار جهنَّم و إتّباعِ‌ فرعون ؟

( تدعونَني لأِكفَرَ باللهِ و اُشرِكَ بهِ ما ليس لي بهِ عِلمٌ و أنا أدعوكُم إليٰ العَزيزِ الغَفّار )

أنتُم تدعونَني لأِكفُرَ باللهِ و اُشرِكَ بهِ بطاعةِ فرعون الّذي ليسَ لي دليلٌ عِلميٌّ عليهِ و أنا أدعوكُم إليٰ الإيمان باللهِ العزيزِ في حُكمِهِ ألغَفّارُ لِذنوبِ‌ عبادِهِ ،

(‌ لا جرَمَ إنّما تدعونَني إليهِ  ليسَ لهُ دَعوةٌ في الدّنيا و لا في الآخره )

حَقّاً لا نتيجة غير أنّكم إنّما تدعونَني إليهِ مِنَ الكُفرِ و طاعةِ فرعون فليس لِفرعونُ دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ عِندَ اللهِ في الدّنيا و لا في الآخرةِ حتّيٰ يكون شفيعيَ‌ عندالله ،

( و إن مَرَدّنا إليٰ اللهِ و أَنّ المُسرفين هُم أصحابُ النّار )

و لا جَرَم أنّ مَرَدّنا نَحنُ و أنتُم بَعدَ الموتِ إليٰ مَحكَمةِ اللهِ و حِسابِه و جَزاءِهِ يومَ القيامَة و إنَّ المُسرِفين مِنّا في إعتقادِهِم هُم أصحابُ النّار ،

( فستذكرونَ ما أقولُ لكم و اُفَوِّضُ أمري إليٰ اللهِ إنّ اللهَ بصيرٌ بالعِباد )

و حينما تُشاهِدونَ عذابَ اللهِ سَتَذكرونَ ما أقولُ لكُم مِنَ النُّصحِ والوَعظِ و اُفَوِّضُ أمري إليٰ اللهِ بَعدَ أداءِ واجبي إنَّ اللهَ بَصيرٌ بالعِبادِ و بِكُم ،

( فوَقاه اللهُ سَيِّئاتِ‌ ما مَكروا وَ حاقَ بِآلِ فِرعَونَ‌ سوءَ‌ العَذاب )

فَصانَهُ اللهُ‌ مِن النّتائِجِ السَيّئَةِ لِمَكرِهِم بِهِ و عَزمِهِم عليٰ قَتلِهِ فبقي سالماً و حاقَ بآلِ فرعونَ و حزبهِ سوءَ العذابِ فأغرَقَهُم اللهُ في النّيل ،

(‌ ألنّارُ يُعرَضونَ عليها غُدوّاً و عَشيّاً و يومَ تقومُ السّاعة )

فَمِن حينَ هلاكِهِم يُعرَضونَ عليٰ نارِ جَهنّمَ في قبورهِم صباحاً‌ و مَسآءً إليٰ يوم القيامَةِ و عند ما تقومُ الساعةُ يُعرَضون عليٰ جهنَّم ،

( أدخلوا آلَ فرعون أشَدَّ العذاب )

فيأتي النِّداءُ مِنَ اللهِ جَلَّ جلالَهُ إليٰ ملائكةِ الغَضَب و خَزنَةِ جهنّم أدخِلوا آلَ فرعونَ و حزبَهُ في نارِ جهنّم و طبقاتِها السُّفليٰ أشَدّها عذاباً ،

(‌ و إذ يَتَحاجّونَ في النّارِ فيقولُ الضُّعفاءُ لِلّذين استَكبَروا إنّا كُنّا لكُم تَبَعاً فهل أنتُم مُغنونَ عنّا نصيباً مِنَ النّار )

فيا حبيبي نُخبِرُكَ عن حالِ المُنافقين إذ يتحاجّونَ‌ في نار جهنّم فيقولُ الضُّعَفاءُ التّابعين لِلخُلَفاءِ الّذين استَكبَروا إنّا كُنّا لكم أتباعاً فَهَل تُفيدونا و تَرفَعوا عنّا جُزءً من النّار ؟

(‌ قالَ‌ الّذين استكبَروا : إنّا كُلٌّ فيها إنّ اللهَ قد حَكَم بين العباد )

فيُجيبوهم حُكّام الجور الذين استكبَروا بِغَصبِ الخِلافَةِ و مُعاداةِ آل محمدٍ (ص) : إنّا جميعاً في النّار لا نُغني أنفُسَنا نصيباً منها فكيفَ بِكُم ، إنَّ اللهَ قد حَكَم بينَ العبادِ بِعَدلِهِ ،

( و قالَ الّذين في النّار لِخَزَنةِ جهنّم اُدعوا ربّكم يُخَفِّف عنّا يوماً من العذاب )

وَ عِندَ ذلـٰكَ يقول الَّذين في النّار مِن أعداءِ آل مُحمّدٍ (ص) لِخَزَنةِ جَهنّم مِنَ الملائكةِ اُدعوا ربّكم الله لِيُخَفِّفَ عنّا يوماً واحِداً من العذاب لِشدَّتِهِ ،

( قالوا : أوَلَم تَكُ تأتيكُم رُسُلكم بالبيّنات قالوا : بَليٰ ؟)

فنقول لهم خَزَنةُ جهنّم أوَلم تَكُ تأتيكم في الدّنيا رُسُلُكم مِن قِبَلِ اللهِ بالبَراهينِ و الآياتِ الواضِحَةِ تُحذّركم هذا اليوم فيُجيبونَ نَعَم أتَتنا ،

( قالوا : فادعوا ، و ما دُعآءُ الكافرين إلاّ في ضَلال )

فيقولون لهم نَحنُ لا ندعوا الله لكم لِيُخَفِّفَ عنكم بل أنتُم اُدعوا اللهَ لِيُخَفِّفُ عنكم ولكن إعلَموا أنّ دُعآءَ الكافرين ليس إلاّ مَردوداً غيرَ مُستجابٍ !

( إنّٰا لَنَنصُرُ رُسلَنا والّذين آمَنوا في الحياةِ الدّنيا و يومَ يقومُ الأشهاد )

فبالتأكيد أيّها النّاس : أنا و ملائكتي سَنَنصُرُ رسولَنا مُحمّداً (ص) و الأئِمّة مِن أهلِ بيتهِ (ع) و نَنصُر الذين آمَنوا بولايَتِهم في الحياةِ الدّنيا مَقابِلَ‌ أَعداءِ آل محمدٍ (ص) و نَنصُرُهُم في الحياة الآخرة حينما يَشهَدُ لهمُ الأشهادُ مِنَ الملائكه ،

(‌ يومَ لا يَنفَعُ الظّالمين مَعذِرَتُهُم و لَهُمُ اللّعنَةُ و لَهُم سوءُ الدّار )

ففي ذلك اليوم لا ينفَعُ الظّالِمين لآِلِ مُحمّدٍ (ص) مَعذِرتَهُم إن اعتَذَروا إليهم بَل لهُمُ اللّعنَةُ من اللهِ و رسولهِ و أهل بيتهِ (ع) و شيعَتِهم و لَهُم سوءُ الدّارِ في النّار ،

(‌ و لَقَد آتينا موسيٰ الهُديٰ و أورَثنا بني إسرائيلَ الكِتاب )

فيا حبيبي لقد آتينا موسيٰ مِن قَبلِكَ الهُديٰ و الوَحيَ و أورَثنا بني إسرائيل التّوراةَ لكنّهم عانَدوهُ و خالَفوا التّوراةَ فهكذا المنافقين ،

( ‌هُديًٰ و ذِكريٰ لاُولي الألباب )

و كانت التّوراةُ كتابَ هدايَةٍ و تَذكِرةٍ لأِهلِ العقولِ السِّليمَة و القُلوبِ الواعِيَةِ حيثُ دَعَت بني إسرائيلَ إليٰ ولايةِ مُحمّدٍ و آل محمّدٍ (ص) ،

( ‌فاصبِر إنَّ وَعَد اللهِ حَقٌّ واستَغفِر لِذَنبِكَ و سَبِّح بِحَمدِ ربّك بالعَشيِّ و الإبكار )

فيا حبيبي : عليكَ أن تَصبِر عليٰ أذيٰ المُنافقين و بَني اُمَيّةَ و خُلَفاءِ الجَوْرِ و الظّالمين ، إنّ وعدَ اللهِ بنُصرَتِكُم أهل البيت (ع) حَقٌّ واستَغفِر اللهَ لِذَنبِ شيعَتِكَ و سَبِّح بِحَمدِ اللهِ ليلَ نَهار ،

( إنَّ الّذين يُجادِلونَ في آياتِ اللهِ بغيرِ سُلطانٍ أتاهُم )

يا رسول الله إنّ الّذين يُجادِلونَ في آياتِ اللهِ النّازلَةِ بِشأن عليٍّ و أهل البيت (ع) وَ وِلايَتِهم و فَضائِلِهم ويُخاصِمونَ مِن غيرِ بُرهانٍ أتاهُم

( إنْ في صدورهِم إلاّ كِبرٌ ما هُم ببالغيهِ فاستَعِذ باللهِ إنّهُ هُوَ السّميعُ البَصير )

فَهؤلاءِ المُنافقون ليس في قلوبِهِم سِويٰ كِبرٌ و نِفاقٌ و أمَلٌ بالإستعلاءِ عليكُم أهلَ البَيْتِ ما هُم ببالغي أمَلِهِم فاستَعِذ باللهِ منهُم ومِن شَرِّهِم إنّهُ هو السّميعُ لأِقوالِهم البَصيرُ لأِفعالِهم ،

(‌ لَخَلْقَ السّماواتِ و الأرضِ أكبَرُ مِن خَلقِ النّاس و لكنّ أكثَرَ النّاسِ لا يعلَمون )

إنّ هؤلاء المنافقين يُنكِرون البَعثَ و بالتأكيد إنَّ خَلقَ السّماواتِ السّبعِ والأرض و ما فيهِنَّ إبتداءً هو أكبَرُ و أعظَمُ مِن خَلقِ النّاسِ في البَعثِ و لكنَّ أكثَرهُم جاهِلون ،

(‌ وَ ما يستوي الأعميٰ وَ البَصير وَ الّذين آمنوا وَ عَمِلوا الصّالحات وَ لا المُسيءُ قليلاً ما تَتَذَكّرون )

و عندئذٍ لا يستوي في الحسابِ والجَزاءِ مَن هو أعميٰ في الدّنيا لا يَريٰ فضائِل آلِ محمدٍ (ص) و مَن بَصيرٌ مُتَمسِّكٌ بولايَتِهم مُؤمِنٌ و عَمِلَ الصّالحاتِ بِتَشيّعِهِ لهم فلا يستوي معهُ المُسييءُ إليهم قليلاً ما تَتَذكَّرون عَدلَ الله ،

( إنَّ السّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فيها و لكنَّ أكثَرَ النّاسِ لا يُؤمنون )

إنَّ ساعةَ القيامَةِ والبَعثِ والنُّشورِ والحِسابِ والجَزاءِ لَآتِيَةٌ حتماً و يقيناً لاشَكَّ فيها و لكنّ أكثَر النّاسِ المُنافقين لا يُؤمنونَ بولايةِ آل محمدٍ (ص) ،

( و قالَ ربُّكُم اُدعوني أستَجِب لَكُم )

أيّها النّاس وَعَدكُمُ اللهُ إن آمنتُم بِولايةِ محمدٍ و آل مُحمّدٍ أن يستجيبَ دُعاءَكُم و قال : اُدعوني بجاهِ مُحمّدٍ و آلهِ (ص) و بِحَقِّهم و صَلّوا عليهِم فإنّي أستجيبُ لكُم دُعاءَكُم حتماً

(‌ إنَّ الَّذينَ‌ يستَكبِرونَ عَن عِبادتي سَيَدخلونَ جَهنَّمَ داخِرين )

وَ قدتَوَعَدَّ اللهُ المنافقينَ قائِلاً : إنّ الّذين يَستكبِرونَ عن ولايةِ مُحمّدٍ وَ آلهِ (ص) وَالصّلواةِ عليهِم و التَّوسُّلِ إليٰ اللهِ بِهِم سَيدخُلونَ جَهنّمَ صاغِرينَ يوم القيامَةِ .

( أللهُ الّذي جَعَلَ لكُمُ اللَّيلَ لِتَسكُنوا فيهِ وَ النَّهارَ مُبصِراً )

كيف تعصونَ أمرَ اللهِ فهو الّذي جَعَلَ لكُم اللّيلَ مُظلِماً لِتَنامونَ فيهِ و تسكنونَ عن الجَدِّ والكَدِّ و العَمَلِ و جَعَل لكُم النّهارَ مُبصِراً لِتعمَلوا فيهِ و تَجِدّوا ،

(‌ إنَّ اللهَ لَذو فَضلٍ عليٰ النّاسِ وَ لكنَّ أكثَر النّاسِ لا يشكرون )

إنّ ذلك جُزءٌ مِن فضلِ اللهِ الكثيرِ عليٰ النّاسِ فلو لا فَضلُهُ و رَحمَتُهُ لكانوا مِنَ الهالكين فَيَجِبُ عليهِم أن يشكروا اللهَ عليٰ فَضلِهِ و يُوالوا محمّداً و آلِهِ (ص) و لكنّ أكثَرَ النّاسِ لا يشكرون ،

( ‌ذلكُمُ اللهُ ربّكم خالِقُ كلِّ شيءٍ لا إلـٰه إلاّ هوَ فأنّيٰ تُؤفكون )

ذلكُم هُوَ وَصفُ الله ربّكم و خالِقكُم خالِقُ كلِّ شييءٍ في الوجودِ لا إلـٰه إلاّ هوَ وَحدُهُ لا شريكَ لهُ فإليٰ أيْنَ تُعرِضونَ عن طاعَتِهِ و تُطيعونَ غَيرَهُ مِن الخُلَفاء ؟؟؟

(‌كذلك يُؤفكُ الّذين كانوا بآياتِ اللهِ يَجحَدون )

فهكذا مَثَلُ إفك المُعرضينَ عن عبادَةِ اللهِ يُعرِضُ الّذين هُم بآياتِ اللهِ النّازلةِ بشأنِ آل مُحمّدٍ (ص) يَجحَدون عن الحَقِّ بعد أن عَرَفوهُ

( أللهُ الّذي جَعَل لكُم الأرضَ قَراراً والسّمآءَ بِنآءً و صَوَّركم فأحسَنَ صُوَركم )

فكيف تُعرِضونَ عن ولايةِ آل مُحمّدٍ (ص) الّذي أمَركُمُ اللهَ بها و هو الّذي مَنَّ عليكم و جَعَلَ لكُمُ الأرض قَراراً لكم و السّمآءَ مُستقَرّاً كالبِِناءِ فوقَكُم و صَوَّرَ شكلكم فأحسَنَ صورةَ أبدانِكم ،

( وَ رَزَقكُم مِنَ الطَيِّبات ذٰلِكُمُ اللهُ ربّكُم فَتَباركَ اللهُ رَبّ العالَمين )

و قد تَفَضّلَ عليكم و رَزَقكُم من طيّباتِ الرّزقِ والفواكِهِ واللّحومِ والبقُولِ و المياهِ فذلكم اللهُ ربّكُم مُتَفَضِّلٌ عليكم فتبارَكَ اللهُ و عَظُمَت برَكَتُهُ و هو رَبّ العالَمين كلّها ،

( هو اللهُ الحَيُّ لا إلـٰه إلاّ هُوَ فادعوهُ مُخلِصين لهُ الدّينَ ألحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمين )

ذلك هو اللهُ‌ ربّكم الحَيُّ الّذي يُحييكُم لا إلـٰه إلاّ هُوَ وحدُهُ فاعبُدوهُ مُخلِصينَ لهُ العِبادَةَ مِن دونِ بِدعَةِ الخُلَفاءِ لهُ الدّينُ الكامِلُ بولايةِ عليٍّ (ع) ألحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمين عليٰ ولاية أمير المُؤمنين (ع) ،

(‌ قُل إنّي نُهيتُ أن أعبُدَ الّذين تَدعونَ مِن دونِ اللهِ لمّا جاءَني البيّناتُ مِن ربّي )

قل للمنافقين يا حبيبي : إنَّ اللهَ نهاني مِن أن اُطيعَ الّذين تَدعونَني لِطاعَتِهم مِن دونِ اللهِ فَأنُصَّ عليهِم بالخِلافَةِ نَهاني لمّا جاءَتني الآياتُ البيّناتُ مِن اللهِ بِشأنِ عليٍّ (ع)

( ‌و اُمِرتُ أن اُسلِمَ لِرَبِّ العالَمين )

و قُل لهُم إنَّ اللهَ أمَرني أن اُطيعَ و اُسلِمَ لأِمرهِ و أنصِبَ عليّاً (ع) لإِمرَةِ المُؤمنينَ وَ وِلاية الأمرِ و آخُذ البَيْعةَ لهُ مِنكُم و لم يأمُرني بِسِواهُ فأنا أسلِمُ بولاية عليٍّ (ع) لِرَبِّ العالمَين ،

( هو الّذي خَلَقَكُم مِن تُرابٍ‌ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ثُمّ مِن عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخرِجُكُم طِفلاً ثُمَّ لِتَبلُغُوا أشُدّكُم )

و قُل لهم يا حبيبي : إنَّ اللهَ هوَ الّذي ناصِيتُكُم بِيَدِهِ و هوَ مَوْلاكمُ الّذي خَلَقَكُم مِن تُرابٍ‌ عند خَلقِ آدَم ثُمَّ مِن نُطفَةٍ من نَسلِهِ ثُمَّ مِن عَلَقَةٍ بعد النُّطفَةِ ثُمَّ يُخرِجُكم طِفلاً ثُمَّ تبلغون أشُدّكم ،

( ثُمّ لتكونوا شيوخاً ومنكُم مَن يُتوَفيّٰ مِن قَبل و لِتَبلُغوا أجَلاً مُسمّيًٰ و لَعلّكم تعقلون )

و بعد أن تبلغوا سِنَّ الرُّشدِ تكونون شيوخاً هَرِمينَ و مِنكُم مَن يُتوفّيٰ قبل ذلك و منكم من لا يُتَوفيّٰ إلاّ بعدَ الشّيخوخَةِ حتّي كُلٌّ يبلُغُ أجَلاً مُسمّيًٰ و لعلّكم بهذا المَثَلِ تَعقِلونَ ضَرورَة النَّصِّ عليٰ إمامٍ ،

(‌ هوَ الّذي يُحيي و يُميتُ فإذا قَضيٰ أمراً فإنّما يقولَُ لهُ كُن فيكون )

واللهُ سُبحانَهُ هو الّذي يُحيي الأحياءَ و الأموات و يُميتُ الأحياءَ فإذا قَضيٰ أمراً بالإحياء أو الإماتَةِ فإنّما يقولُ لهُ كُن حيّاً أو مَيِّتاً فيكونُ كما قَضيٰ ،

( ‌ألَم تَرَ إليٰ الّذين يُجادِلونَ في آياتِ اللهِ أنّيٰ يُصرَفون )

نَسألُ تَعجُّباً و إستِنكاراً يا حبيبي : ألَم تَنظُر إليٰ الّذين يُجادِلون في آياتِ اللهِ النّازِلَةِ بشأنِ ولايةِ أهل بَيتِك (ع) ،‌كيفَ يُصرَفون عن ولايتهم ،

( ألّذين كذّبوا بالكتابِ و بما أرسلنا بهِ رُسُلَنا فسوفَ يعلَمون )

فَتوَعَّد هؤلاء المنافقين الّذين كذّبوا بالقرآنِ و بما أرسلناكَ‌ بهِ مِنَ الدَّعوَةِ‌ إليٰ ولايةِ أهلِ بيتك (ع) و أرسَلنا جَبرَئيلَ بذلك إيضاً فَسوفَ يعلَمون ما يُجزَوْنَ غَداً ،

( إذِ الأغلالُ في أعناقِهم والسَّلاسِلُ يُسحَبونَ في الحَميمِ ثُمَّ في النّارِ يُسجَرون )

إذ يُجزَوْنَ يوم القيامَةِ بالأغلالِ المُحماةِ في أعناقِهِم و السَّلاسِل في أيديهِم و أرجُلِهم يُسحَبونَ عليٰ وجوهِهِم في حَميمِ جهنَّمَ ثُمَّ في قَعرِ النّارِ يُحرَقون ،

(‌ ثُمَّ قيل لَهُم أيْنَ ما كنتُم تُشرِكونَ مِن دونِ الله )

ثُمَّ تقول لهُم خَزَنَةُ جهنَّم أيْن ما كنتُم تُشرِكونَ شِركَ طاعَةٍ لهُم مِن خُلَفاءِ الجَوْر و حُكّامِ الظُّلمِ مِن دونِ اللهِ و أولياءِه ؟

( قالوا ضَلّوا عَنّا بَل لم نَكُن نَدعوا مِن قبلُ شيئاً كذلك يُضِلُّ اللهُ الكافرين )

فيُجيبونَهم إنّ خُلَفاءَنا و شُفَعاءَنا قَد ضَلّوا عنّا في المَحشَرِ و الحِسابِ بَل نَحنُ لم نَكُن ندعوا مِن قَبلُ في الدّنيا شيئاً يُفيدُنا اليوم كذلك يَترُكُ اللهُ الكافرينَ بولايةِ آل مُحمّدٍ (ص) في ضَلالَتِهم ،

(‌ ذلكُمُ بما كنتُم تَفرَحونَ في الأرض بغيرِ الحَقِّ و بما كنتُم تَمرَحون )

ذلكمُ العذابُ تُعذّبونَ بهِ جَزاءً بما كنتُم تفرَحون في الأرضِ بِغَصبِ حَقِّ آل مُحمّدٍ (ص) و غَصبِ الخِلافَةِ و الحكومَةِ منهُم مِن غَيْرِ أن يَحِقَّ لكُمُ الفَرَحُ بذلك و بما كنتُم تَلعُبونَ‌ بالمُلكِ ،

( اُدخُلوا أبوابَ جهنّمَ خالدينَ فيها فَبِئسَ مَثويٰ المُتكبِّرين )

فيُقالُ لكم جزآءُ فَرَحِكُم و مَرَحِكُم بِظُلمِ آلِ مُحمّدٍ (ص) و شيعَتِهم هُوَ أن تدخُلوا أبوابَ جَهنّم إليٰ قَعرِها خالدينَ فيها و هيَ أسوَءُ مَضجَعٍ لِلمُتكبّرينَ عن ولايةِ أمير المُؤمنين (ع) ،

( فاصبِر إنَّ وَعدَ‌ اللهِ حَقٌّ )

فيا رسول الله نِوصيكَ أن تَصبِر عليٰ أذيٰ المُنافقين وَ‌ عِدائِهِم لأِهلِ بيتِك ولِعَليٍّ والزَّهراءِ و ذُريّتهما (ع) فإنَّ وَعدَ اللهِ بالإنتقامِ منهُم حَقٌّ لاريْبَ فيه ،

( فإمّا نُريَنَّكَ بَعضَ الّذي نَعِدُهُم أو نَتَوفّينّك فإلينا يُرجَعون )

فيا حبيبي فإمّا أن نُرِيَكَ بعضَ العذابِ الّذي نَتَوَعَّدُ بهِ أعداءِكم في حياتِكَ بسيفِ عليٍّ (ع) أو نَتَوفَينّكَ فنُعذِّبهُم بَعدَكَ بسيفِ المَهديِّ (عَجَّ) فإليٰ عذابِنا في الآخرةِ يُرجَعون ،

( و لَقَد أرسَلنا رُسُلاً مِن قَبلِكَ منهُم مَن قَصَصنا عليكَ و مِنهم مَن لَم نَقصُص عليك )

و بالتأكيد يا حبيبي نَحنُ أرسَلنا أنبياءَ مِن قَبلِكَ لِلنّاس مِنهُم مَن قَصَصنا عليكَ قِصّتُهُ و خَبَرَهُ و مِنهُم مَن لَم نَقصُص عليك في القرآنِ قِصَّتهُ بَل حَدّثَكَ عنهُ جَبرَئيل (ع) ،

(‌ و ما كانَ لِرسولٍ أن يأتي بآيةٍ إلاّ بإذنِ اللهِ فإذا جاءَ أمرُ اللهِ قُضِيَ بالحَقِّ و خَسِرَ هُنالِكَ المُبطِلون )

و ما كانَ لكَ أن تذكُر قِصّتَهُم في القرآنِ و ما كانَ لِرسولٍ أن يأتيَ بآيَةٍ مِنَ الوَحيِ إلاّ بإذنِ اللهِ فكيفَ يقولونَ إنّ الأمَر بِبَيْعَةِ عليٍّ ‌(ع) ليسَ مِنَ اللهِ بَل مِن نَفسِهِ كَذِبوا فإذا جآءَ أمرُ اللهِ بعذابِهم قُضِيَ بالحَقِّ و خَسِروا بِباطِلِهم ،

( ‌أللهُ الّذي جَعَل لكُمُ الأنعامَ لِتَركبوا مِنها وَ منها تأكلون‌ )

قُل لهم يا حبيبي لِيذكروا فَضلَ اللهِ و لا يَعصوهُ فاللهُ الّذي جَعَل لكُم الأنعامَ الإبِلَ والبَقَرَ و الغَنَمَ والماعِزَ و الضَّأنَ و الحُصُنَ والحَميرَ و البَغْلَ لتركبوا مِنها و منها تأكلونَ اللّحم ،

( و لكم فيها منافِعُ و لِتَبلُغوا عليها حاجَةً في صدورِكُم و عليها و عليٰ الفُلكِ تُحمَلون )

و جَعَلَ اللهُ لكُم في الأنعامِ مَنافِعُ اُخريٰ تَستفيدونَها مِن أوبارِها و جلودِها و حليبها و بَعرِها و رَوثها و لتبلُغوا عليها حاجَةً بِحَملِ الأثقالِ تقصدونَها و عليها و عليٰ السَّفُن تحملون للسّفر ،

( و يُريكُم آياتِهِ فأيّ آياتِ اللهِ تُنكِرون ؟)

واللهُ سُبحانَهُ بذلك كلّهِ يُريكُم آياتِ قُدرَتهِ و عَظَمتَهِ و فَضلِهِ و آلاءِهِ و نِعَمِهِ فَبِأيّ واحِدَةٍ من آياتِ اللهِ الّتي ذَكرنا أنتم تُنكِرون ؟ حاشاهُ ،

( أفَلَم يَسيروا في الأرضِ فيَنظُروا كيفَ كانَ كانَ عاقِبَةُ الّذين مِن قبلِهم )

أفلَم يَسيروا هؤلاءِ المُنافقونَ‌ في الأرضِ سائِحينَ مُسافِرينَ فينظروا إليٰ آثارِ‌ الهالِكينَ كيفَ كانَ عاقِبَة الّذين مِن قَبلِهم مِنَ المُكذّبين ؟

( كانوا أكثَر منهُم و أشَدّ قُوّةً و آثاراً في الأرض فما أغنيٰ عنهُم ما كانوا يَكسِبون )

فكانوا أولئِكَ أكثرُ عَدداً مِن هؤلاءِ و أشَدّ منهُم قُوّةً و أكثَرُ مِن هؤلاءِ آثاراً في الأرضِ منَ العِمارات فما أغنيٰ عَنهُم من العذاب ما كانوا يَكسِبونَ مِن قُوّةٍ ،

(‌ فلمّا جاءَتهُم رُسُلهُم بالبيّناتِ فَرِحوا بما عِندَهُم مِن العِلمِ و حاقَ بهِم ما كانوا بهِ يَستَهزِئون )

فلمّا جاءَتهم رُسُلهُم من جانِبِ اللهِ بالبيّناتِ و المُعجِزاتِ فَرِحوا بِما عِندَهُم مِنَ العِلمِ الحَديث فأخَذوا يَسخَرونَ مِنهُ فَنَزل بِهِمُ العَذابُ بما كانوا يَستَهزِؤنَ بالآيات ،

(‌ فلمّا رَأوا بأسَنا قالوا : آمنّا باللهِ وَحدَهُ و كُفرنا بما كُنّا بهِ مُشركين )

فلَمّا رأوا العَذابَ الشّديدَ قد نَزَل عليهِم قالوا : آمَنّا باللهِ وحدَهُ إلـٰهاً لنا و كَفَرنا بما كُنّا بِه مُشركينَ مَعَ اللهِ في الطّاعَةِ و العِبادَةِ ،

( فَلَم يَكُ ينفَعُهُم إيمانُهُم لمّا رَأوا بأسَنا سُنّةَ اللهِ الّتي قَد خَلَت في عبادِه )

و لكنّ إيمانَهم عندَ نزولِ العَذابِ لم يَكُن يَنفَعُهم شيئاً لأِنّ الوقَتَ للتّوبَةِ انتَهَت فكانَ عليهِم أن يُؤمنوا قَبلَها إذ أنّها سُنّةَ اللهِ الّتي سَبَقَ أن أجراها في عبادِهِ و لا يُغَيّرها ،

( وَ خَسِرَ هُنالِكَ الكافرون )

و سُنّةُ اللهِ هذهِ تَجري في اُمّة الإسلام إيضاً فلا يَنفَعُهُم الإيمانُ بَعدَ أن يَرَوا عذابَ الله عِندَ قِيامِ القائِمِ المَهديِّ (ع) بَل خَسِرَ هُنالِكَ الكافرون بولايةِ آلِ محمّدٍ (ص) فَيَهلِكون‌ .

( صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1022-1000 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *