سورة القَمَر
2017-04-14
سورة الكَهف
2017-04-14

(86)
سورة اللّيْل

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ الخَلاّقُ‌ خالِقُ الّليْلِ والنّهارِ و خالِقُ البَشَرِ ذُكوراً‌ و إناثاً و بإسمِ رحمانيَّتيَ الواسِعَةِ‌ و رحيميَّتِيَ المُختَصَّةِ بِعِبادِيَ الصّالِحين اُوحي إليكَ يا حَبيبْ :

( والّليْل إذا يَغشيٰ )

اُقسِمُ تَعظيماً لِقُدرَتي الّتي خَلَقْتُ‌ بِها الّليْلَ فَقَسَماً‌ بالَّليْل حينما يَستُرُ الآفاق و يُغَطّيها بالظَّلام لِيَكونَ‌ سُباتاً‌ و راحَةً مُنذُ الغُرووبِ حتّيٰ الفَجر ،‌

(‌ والنَّهار إذا تَجَلّيٰ )

و قَسَماً‌ بالنَّهار الّذي خَلقتُهُ و دَبَّرتُهُ بِحِكمَتي لِمَصلَحةِ عِبادي و ما خَلَقتُ مِن حَيوانٍ و نَباةٍ‌ حينَما يَتَجلّيٰ ضَوؤهُ في الاُفُقِ عِندَ الفَجرِ الصّادِق ،

( و ما خَلَقَ الذَّكَرَ و الاُنثيٰ إنَّ سَعيَكُم لَشَتّيٰ )

و قَسَماً بِإرادَتي و مَشيئَتي و حِكمَتي و عَدلي و لُطفي وفَضلي الّذي خَلَقَ الذَّكَرَ مِنَ الإنسانِ و الحَيوانِ و خَلَقَ الاُنثيٰ لهُ لِيَتناسَلا فَقَسماً بِكُلِّ ذلِكَ إنَّ عَمَلَكُم و سَعيَكُم أيّها النّاسُ لَهُوَ مُختَلِفٌ مُتَنَوِّعٌ ،

(‌ فَأمّا مَن أعطيٰ واتّقيٰ وَ صدَّقَ بالحُسنيٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسريٰ )

فَأمّا عَمَلُ مَن أعطيٰ الخُمسَ لآِلِ محمّدٍ (ص) و الزَّكاةَ‌ لِشيعَتِهِم واتّقيٰ اللهَ و صَدَقَّ بِخَيرِ العَمَلِ وِلايَةِ‌ عليٍّ (ع) أحسَن الأعمالِ فَسَنوَفِّقهُ لِلسَّعادَةِ‌ الدُّنيويَّةِ و الاُخرَويَّةِ‌ ،

(‌ و أمّا مَن بَخِلَ واستَغنيٰ و كَذَّبَ بالحُسني فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسريٰ و ما يُغني عَنهُ مالُهُ إذا تَرَدّيٰ )

و أمّا مَن بَخِلَ و لَم يُنفِقِ الخُمسَ و الزَّكاةَ واستَغنيٰ و طَلِبَ الغِناءَ بِذلِكَ و كَذَّبَ بالوِلايَةِ فَسَنَستَدرِجُهُ لِلشّقاوَةِ الأبَديَّةِ و ما يُغني عنهُ مالُهُ عَنِ العَذابِ حينَما يَترَدّيٰ إليٰ هاويَةِ النِّفاق ،

(‌ إنَّ علَينا لَلهُديٰ و إنّ لَنا لَلآخِرة و الاُوليٰ )

و بالتأكيدِ إنَّ علَينا واجِبٌ لُطفاً و عَدلاً أن نُوَفِّقَ لِلهِدايَةِ و الوِلايَةِ مَن يُريدُها وإنّ لَنا زمامُ الآخِرَةِ و الجَزاءِ و نَواصِي الخَلقِ في الدُّنيا ،

(‌ فَأنذَرتُكُم ناراً تَلَظّيٰ لا يَصلاها إلاّ الأشقيٰ الّذي كَذَّبَ و تَوَلّيٰ )

فَأنذَرتُكُم أيُّها النّاس ناراً في جَهنَّم تَتَلَظّيٰ و تَسعُر لا يَصلاها و لا يَنالُها و لا يَدخُلُها إلاّ‌ الأشقيٰ مِنَ النّاسِ الّذي كَذَّبَ بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) و أعرَضَ عَنهُم ،

( و سَيُجَنَّبُها الأتقيٰ الّذي يُؤتي مالُهُ يَتَزَكّيٰ )

وحَتماً سَيَتَجنَّبُها المُؤمِنُ الأتقيٰ بِتَمسُّكِهِ‌ بِوِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) الّذي يُؤتي خُمسَ مالِهِ و يُؤدّيهِ إليهِم و زَكاةَ‌ مالِهِ لِيَتَطَهَّر ،

(‌ وَ ما لأحَدٍ عِندَهُ مِن نِعمَةٍ تُجزيٰ إلاّ‌ ابتِغاءَ‌ وَجهِ رَبّهِ الأعليٰ و لَسَوفَ يَرضيٰ )

وَ حينَما يُنفِقُ الخُمسَ والزَّكاةَ ‌ليسَ لأِحَدٍ‌ مِمَّن أنفَقَ عليهِم مِن جَزاءِ نِعمَةٍ يُريدهُ مِنهُ و لا يُريدُ جَزاءً إلاّ ابتِغاءَ وَجهِ رَبِّهِ الأعليٰ و لَسَوفَ يَرضيٰ بِجَزاءِهِ الأوفيٰ مِن حَوض الكوثَر بيَدِ عَليِّ بن أبي طالِبٍ‌ ساقي الكوثر .

( صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1628-1626 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *