(86)
سورة اللّيْل
بِإسمِ ذاتِيَ الخَلاّقُ خالِقُ الّليْلِ والنّهارِ و خالِقُ البَشَرِ ذُكوراً و إناثاً و بإسمِ رحمانيَّتيَ الواسِعَةِ و رحيميَّتِيَ المُختَصَّةِ بِعِبادِيَ الصّالِحين اُوحي إليكَ يا حَبيبْ :
اُقسِمُ تَعظيماً لِقُدرَتي الّتي خَلَقْتُ بِها الّليْلَ فَقَسَماً بالَّليْل حينما يَستُرُ الآفاق و يُغَطّيها بالظَّلام لِيَكونَ سُباتاً و راحَةً مُنذُ الغُرووبِ حتّيٰ الفَجر ،
و قَسَماً بالنَّهار الّذي خَلقتُهُ و دَبَّرتُهُ بِحِكمَتي لِمَصلَحةِ عِبادي و ما خَلَقتُ مِن حَيوانٍ و نَباةٍ حينَما يَتَجلّيٰ ضَوؤهُ في الاُفُقِ عِندَ الفَجرِ الصّادِق ،
و قَسَماً بِإرادَتي و مَشيئَتي و حِكمَتي و عَدلي و لُطفي وفَضلي الّذي خَلَقَ الذَّكَرَ مِنَ الإنسانِ و الحَيوانِ و خَلَقَ الاُنثيٰ لهُ لِيَتناسَلا فَقَسماً بِكُلِّ ذلِكَ إنَّ عَمَلَكُم و سَعيَكُم أيّها النّاسُ لَهُوَ مُختَلِفٌ مُتَنَوِّعٌ ،
فَأمّا عَمَلُ مَن أعطيٰ الخُمسَ لآِلِ محمّدٍ (ص) و الزَّكاةَ لِشيعَتِهِم واتّقيٰ اللهَ و صَدَقَّ بِخَيرِ العَمَلِ وِلايَةِ عليٍّ (ع) أحسَن الأعمالِ فَسَنوَفِّقهُ لِلسَّعادَةِ الدُّنيويَّةِ و الاُخرَويَّةِ ،
و أمّا مَن بَخِلَ و لَم يُنفِقِ الخُمسَ و الزَّكاةَ واستَغنيٰ و طَلِبَ الغِناءَ بِذلِكَ و كَذَّبَ بالوِلايَةِ فَسَنَستَدرِجُهُ لِلشّقاوَةِ الأبَديَّةِ و ما يُغني عنهُ مالُهُ عَنِ العَذابِ حينَما يَترَدّيٰ إليٰ هاويَةِ النِّفاق ،
و بالتأكيدِ إنَّ علَينا واجِبٌ لُطفاً و عَدلاً أن نُوَفِّقَ لِلهِدايَةِ و الوِلايَةِ مَن يُريدُها وإنّ لَنا زمامُ الآخِرَةِ و الجَزاءِ و نَواصِي الخَلقِ في الدُّنيا ،
فَأنذَرتُكُم أيُّها النّاس ناراً في جَهنَّم تَتَلَظّيٰ و تَسعُر لا يَصلاها و لا يَنالُها و لا يَدخُلُها إلاّ الأشقيٰ مِنَ النّاسِ الّذي كَذَّبَ بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) و أعرَضَ عَنهُم ،
وحَتماً سَيَتَجنَّبُها المُؤمِنُ الأتقيٰ بِتَمسُّكِهِ بِوِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) الّذي يُؤتي خُمسَ مالِهِ و يُؤدّيهِ إليهِم و زَكاةَ مالِهِ لِيَتَطَهَّر ،
وَ حينَما يُنفِقُ الخُمسَ والزَّكاةَ ليسَ لأِحَدٍ مِمَّن أنفَقَ عليهِم مِن جَزاءِ نِعمَةٍ يُريدهُ مِنهُ و لا يُريدُ جَزاءً إلاّ ابتِغاءَ وَجهِ رَبِّهِ الأعليٰ و لَسَوفَ يَرضيٰ بِجَزاءِهِ الأوفيٰ مِن حَوض الكوثَر بيَدِ عَليِّ بن أبي طالِبٍ ساقي الكوثر .
نشر في الصفحات 1628-1626 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی