سورة العَصر
2017-04-14
سورة الفيل و قُرَيْش
2017-04-14

(93)
سورة الفَجر

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ الرُّبوبيِّ المُستَجمِعِ‌ لِجَميعِ صِفاتِ الكمالِ و الجَمالِ و الجَلالِ و بِرَحمانيّتِيَ الواسِعَة و رحيمِيَّتِيَ الخاصَّةِ بالمُؤمِنين اُوحي :

(‌ وَالفَجرِ و لَيالٍ عشرٍ والشَّفعِ والوَتر )

قَسَماً‌ بِفَجرِ بُزوغِ نُورِ مُحمّدٍ (ص) و قَسماً بِلَيالِي مِيلادِ عَشرٍ مِنَ الأئِمَّةَ المَعصومين ألحُسين و أولادِهِ التِّسعَةِ و قَسَماً‌ بالشَّفعِ بِعَليٍّ والزَّهرآءِ و بِالوَترِ ألحَسَنِ الزَّكيّ (ع)

( وَالَّليْلِ إذا يَسر )

و قَسَماً بِلَيْلِ مَغيبِ المَهديّ حينَما يَسري و يَنتَهي بِظُهورِهِ فَيَقومُ لِلثَّأرِ لِدِماءِ آلِ مُحمّدٍ (ص) و شيعَتِهِم مِن أعدائِهِم ،

( هَل في ذلِكَ قَسَمٌ لِذي حِجر ؟ )

فَنَسألُ تَقريراً هَل في ذلِكَ القَسَم بِمُحمّدٍ وَ أهل بَيْتِهِ المَعصومينَ (ع) الأربَعَةَ عَشَر قَسَمٌ كافٍ لذِي عَقلٍ وَ فَهمٍ وَ شُعورٍ يُدرِكُ عَظَمَتِهم ،

(‌ ألَم تَرَ كيفَ فَعَلَ ربُّكَ بِعادٍ إرَمَ ذاتِ العِمادِ الّتي لَم يُخلَق مِثلُها في البِلاد )

و نُقَرِّرُ ألَم تَرَ كيفَ فَعَلَ رَبُّكَ يا مُحمّد بِقَومِ عادٍ‌ الكُفّار و مَدينَةَ إرَمٍ ذاتِ الأعمِدَةِ و الأبنِيَةِ الشّاهِقَةِ الّتي لَم يُصنَع مِثلُها في البُلدان ، فَدَمَّرها عليهِم ،

( وَ ثَمودَ الّذين جابُوا الصَّخرَ بالوادِ )

و ما فَعَلَ رَبُّكَ بِقَومِ ثَمودٍ الكُفّارِ الّذين نَقَلوا الصُّخورَ بالوادي بُيوتاً حَصينَةً لَهُم لكِنّها لَم تَحفَظهُم مِنَ الهَلاك ،

(‌ و فِرعَوْنَ ذي الأوْتادِ الّذين طَغَوْا في البِلادِ فَأكثَروا فيها الفَساد )

وَ ما فَعَلَ ربّكَ بِفِرعَوْنَ مِصرَ صاحِبَ الأوْتادِ الأربَعَةِ الّتي كانَ يَتِدُ بِها النّاسَ و يَصلُبُهُم بِها هُوَ و رَبعُهُ الّذين طَغَوْا في البِلادِ المِصريَّةَ فَأكثَروا فيها الفَسادَ والظُّلم ،

( ‌فَصَبَّ عليهِم رَبُّكَ سَوْطَ عذاب إنَّ‌ رَبَّكَ‌ لَبِالمِرصاد )

فَصَبَّ عليهِم ربُّك يا مُحمّد سَيْلَ العَذابِ و أوجَعَهُم بهِ كالسَّوْطِ المُؤلِم إنَّ رَبّكَ يا حبيبي بالتّأكيدِ لَبِالمِرصادِ لِلظّالِمينَ‌ و الجائِرين ،

( فَأمّا الإنسانُ إذا ما ابتَلاهُ رَبُّهُ فَأكرَمَهُ و نَعَمَّهُ فيقولُ رَبّي أكَرَمن )

فَأمّا الإنسانُ المُنافِق غَيرُ‌ المُؤمِن إذا ما اختَبَرَهُ‌ اللهُ فَأكرَمَهُ بالمالِ و الوَلَدِ و الجاهِ و العافِيَةِ و نَعَّمَهُ‌ بالنِّعَمِ الدُّنيَويَّةِ فيقولُ إنَّ ربّي أكرَمَني لِأنّني أهلٌ لِلكَرامَةِ و يَنسيٰ الإختِبار ،

(‌ وَ أمّا إذا ما ابتَلاهُ فَقَدَرَ عليهِ رِزقهُ فيقول ربّي أهانَن )

‌و أمّا إذا ما امتَحَنَهُ اللهُ وابتَلاهُ واختَبَرَهُ بِالفَقرِ فَضيَّقَ عليهِ رِزقَهُ فلا يَصبِر بَل يَقولُ إنَّ ربّي أهانَني بالفَقرِ فَيَكفُر ،

(‌ كَلاّ بَل لا تُكرِمونَ اليَتيم )

كَلاّ يا مُنافِقينْ إنّكُم مُخطِئونَ في ذلِكَ فَلَيْس كما تقولونَ بَل إنّكُم لا تُكرِمونَ اليَتيمَ مِن آلِ مُحمّدٍ (ص) بِدَفعِ الخُمسِ إليهِ ،

( وَ لا تُحاضّونَ عليٰ طََعامِ المِسكين )

وَ لا تَحُثّونَ بَعضَكُم البَعضَ عليٰ الإهتِمامِ بِطَعامِ المِسكينِ مِن شيعَةِ آل محمّدٍ و إطعامِهِ فَأنتُم الظّالِمون ،

( وَ‌ تَأكُلونَ التُّراثَ أكلاً لَمّاً )

وَ أنتُم يا أعداءَ آلِ محمّدٍ تَأكُلونَ تُراثَ آل مُحمّدٍ‌ و ميراثِ النَّبيِّ (ص) و فَدَكاً أكلاً كامِلاً لَمّاً لِلحَرامِ مَعَ غيرِهِ ،

( وَ تُحِبّونَ المالَ حُبّاً جَمّاً‌‌ )

وَ أنتُم يا أعداءَ آلِ مُحمّدٍ تُحِبّونَ المالِ الحَرامِ و المَغضوبِ‌ حُبّاً كثيراً فلا تَتَوَرَّعونَ في اكتِسابِهِ نَهباً‌ و سَلباً و سَرِقَةً و خِيانَةً ،

( كَلاّ إذا دُكَّتِ الأرضُ دَكّاً دَكّاً‌ )

كَلاّ يا أعداء آل مُحمّدٍ ليسَ الأمرُ كما تَظُنّون إنَّ المُلكَ لِمَن غَلَب فَسَتَعلَمونَ حينَما تُدَكُّ الأرضُ دَكّاً لِلحَشرِ و الحِساب ،

( وَ جاءَ‌ رَبُّكَ و المَلَك صَفّاً صَفّاً )

وَ‌جاءَ وليُّ رَبِّكَ عليٌ (ع) قَسيمُ النّارِ وَ الجَنَّةِ مَعَ المَلائِكَةِ صَفّاً صَفّاً مُصطَفّينَ يأتَمِرونَ بِأوامِرِهِ فَيَأمُرُ بِكُم إليٰ النّار ،

(‌ وَ جِيءَ يَومَئِذٍ بِجَهنَّمَ يَومَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسانُ و أنّيٰ لَهُ الذِّكريٰ )

و يَومَئِذٍ سَتَرَوْنَ بِاُمِّ أعيُنِكُم حينَما تَجييءُ خَزَنَة النّارِ حامِلَةٌ لِلسَّلاسِلِ و الأغلالِ النّاريَّةِ‌ إليكُم يَومَئذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسانُ المُنافِقُ و أنّيٰ لَهُ أن تَنفَعُهُ الذِّكريٰ هَيْهات ،

( يَقولُ‌ يالَيْتَني قَدَّمتُ لِحَياتي )

فيَومَئِذٍ يَقولُ بالحَسَراتِ و الآهاتِ يالَيْتَني قَدَّمتُ لِحَياتيَ الآخِرَة وِلايَةَ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ زاداً في الدُّنيا ،

(‌ فَيَومَئذٍ لا يُعَذَّبُ عذابهُ أحَد و لا يُؤثِقُ وَثاقَهُ أحَد )

فَيَومَئِذٍ لا يُعَذِّبُ اللهُ عذابَ عَدوِّ آلِ مُحمّدٍ (ص) أحداً غيرَهُ و لا يُوثِقُ وِثاقَهُ بالسَّلاسِلِ و الأغلالِ‌ أحداً غيرَه ،

(‌ يا أيَّتُها النَّفسُ المُطمَئِنَّة )

و يَومَئِذٍ يَأتي الخِطابُ مِنَ اللهِ لأِهلِ الجَنَّةِ و إليٰ النَّفسِ المؤمِنَةِ‌ المُوالِيَةِ لِمُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) قائِلاً يا أيَّتُها النَّفسُ المُطمَئينَّةُ بمُوالاتِهِم ،

( ‌إرجِعي إليٰ رَبِّكِ راضِيَةً مَرضِيَّةً‌ )

إرجِعي اليومَ إليٰ رَحمَةِ ربِّكِ و فَضلِهِ و عِنايَتِهِ راضِيَةً مِن جَزاءِهِ و ثَوابِهِ و مَرضِيَّةً عِندَهُ و عِندَ أولِياءِهِ ،

( فادخُلي في عِبادي )

فادخُلي في زُمرَةِ عِباديَ الصّالِحينَ مُحمّدٍ و آلِهِ الطّاهِرينَ و الأنبياءَ والشُّهَداءَ والصِّدّيقِين ،

( وَادخُلي جَنَّتي )

وَادخُلي جَنّتيَ الّتي أعدَدتُها لَكِ فيها ما تَشتَهي الأنفُسُ وَ‌تَلَذُّ الأعيُن جَزاءً لِمُالاتِك لِمُحمَّدٍ‌ وَ آل مُحمّد (ص)

(‌ صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ‌ )


نشر في الصفحات 1682-1678 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *