(94)
سورة الرّوم
بِإسمِ ذاتِيَ الواجِبِ الوُجودِ القَهّارِ المُنتَقِم مِن أعدائي و بإسمِ رحمانيَّتي الشّامِلَةِ و رحيميَّتِيَ الخاصَّةِ بِعِبادِيَ المُخلِصين اُوحي :
نَسألُ تَقريراً ألَم تَنظُر يا رسولَ الله كيفَ فَعَلَ اللهُ رَبّك المُنتَقِم بِأصحابِ الفيلِ أبرَهَةَ و جَيشَه حينما أرادوا هَدَم الكَعبَةِ بَيْتَ الله ؟ ،
ألَم يَجعَلِ اللهُ كَيْدَهُم بِبَيْتِ اللهِ ودينِ إبراهيم و بِجَدِّكَ عبدِ المُطَلِّب سادِنِ البَيْتِ و عَشيرَتِهِ في هَباءٍ و تَضييعٍ و تَفشيلٍ ؟؟ ،
و أرسَلَ عليهِم طَيْراً صَغيراً هُوَ أبابيل تَرميهِم كُلّ واحِدَةٍ مِنها بِحِجارَةٍ مِنَ الطّينِ المُتَحَجِّر في اُمِّ رَأسِهِ فَتَخرُجُ مِن دُبُرِهِ فَيَقَعُ مَيِّتاً ،
فَجَعَلَهُم اللهُ صَرعيٰ هالِكينَ كالأوراقِ اليابِسَةِ المُتَساقِطَةِ عَنِ الأشجارِ الّتي أكَلَ عليها الدَّهرُ أو كانَت مَأكولَةً لِلدّيدان ،
نُكَرِّرُ إسمَنا تَبَرُّكناً و تَيَمُّناً ثُمَّ بَعدَ أن مَنَنّا عليٰ قُريشٍ بِإهلاكِ أصحابِ الفِيلِ لِيَتَذَكَّروا نِعمَتَنا عَلَيهِم بإيلافِهِم إلفَةَ رِحلَةَ الشِّتاءِ والصَّيْفِ لِلتِّجارَةِ و الإِصطياف ،
فَليَشكُروا فَضلَ اللهِ عليهِم و إنعمامِهِ فَليَعبُدوا رَبَّ هذا البَيْتِ الّذي كفاهُم شَرَّ أصحابِ الفِيلِ رَبِّ إبراهيمَ و إسماعيلَ و هاشِمَ و عَبدِالمُطَّلِب ،
ذاكِ الرَّبُّ الرَّحيمُ الرَّحمانُ الحَنّانُ المَنّانُ المُتَفَضِّلُ عليهِم ألّذي أطعَمَهُم في المَجاعَةِ بِواسِطَةِ عَمرِ و العُليٰ هاشِم الثَّريدِ و آمَنَهُم مِن خَوْفِ أبرَهَةَ و جَيشِهِ فَأهلَكَهُم فَليُطيعُوا مُحمّداً و يُوالوا عَلِيّاً (ع) .
نشر في الصفحات 1684-1683 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی