(92)
سورة العَصر
بِإسمِ ذاتِيَ الرُّبوبيّ الأقدَسِ المُستَجمِعِ لِجَميعِ صِفاتِ الكَمالِ و الجَمالِ وَ الجَلالِ وبإسمِ رحمانِيَّتيَ الواسِعَةِ و رحيميَّتِيَ الخاصَّةِ اُوحي إليك :
قَسَماً بِعَصرِ غَيْبَةِ الإمامِ المَهديِّ المُنتَظَر (ع) ألَّذي يَطولُ أمَدُهُ قُروناً فَتَطولُ غَيْبَتُهُ إمتحاناً وَ إتماماً لِلحُجَّة ،
إنَّ الإنسانَ في ذلِكَ العَصرِ هُوَ لَفي خُسرٍ وَ خسارَةٍ لِحِرمانِهِ مِنَ الوُصولِ إليهِ والتَّشَرُّفِ بِخِدمَتِهِ وَ الإستفادَةِ مِن حُكومَتِهِ ،
إلاّ أنَّ بَعضَ النّاسِ يَومَئِذٍ لَيْسوا في خُسرٍ وَ هُمُ الذّينَ آمَنوا بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ وَ بالمَهديّ (ع) وَ غَيبَتِهِ وَ ظُهورِهِ وَ عَمِلوا الصّالِحاتِ عليٰ سُنَّتِهِم ،
وَ تَواصَوْا بَيْنَهُم بالحَقِّ فيوصي بَعضَهُمُ البَعضَ الآخَر بالثَّباتِ عليٰ الوِلايَةِ وَ الدِّفاعِ عَنها و إنتظارِ الفرَج و التَّمهيدِ لِظُهورِ المَهديّ (ع) ،
وَ تَواصَوْا بَيْنَهُم بالصَّبرِ عليٰ طولِ غَيْبَةِ المَهديِّ (ع) وَ عليٰ أذيٰ أعدائِهِم وَ الصَّبرِ عليٰ الطّاعَةِ والصَّبرِ عَنِ المَعصِيَةِ والصَّبرِ عليٰ المَصائِبِ والصَّبرِ عليٰ فراقِ إمامِهِم المَهديّ المُنتَظَر (ع) وَ إنتظارِ فَرَجِهِ إذ أنَّ إنتظارَ الفَرَجِ مِنَ الفَرَجِ و إنتِظارُ الفَرَجِ هُوَ أفضَلُ الطّاعات إذا كانَ إنتظاراً واقِعّياً يُناسِبُ وَعَظَمَةَ ثَوَرَةِ المَهديّ وَ قيِامِهِ لِلثّأرِ وَ الحُكومَةِ عليٰ جَميعِ أقطارِ الأرضِ بالقِسطِ وَ العَدلِ ، وَالصَّبر عليٰ جِهادِ أعدائِهِ .
نشر في الصفحات 1677-1676 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی