(91)
سورة البُروج
بِإسمِ ذاتِيَ الرُّبوبيِّ الأقدَسِ الحَكَمُ العَدل و بإسمِ رحمانيَّتيَ الشّامِلَةِ لِجَميعِ خَلقي و رحيميَّتِيَ الخاصَّةِ بالمُؤمنين اُوحي :
قَسَماً بِسَماءِ الوِلايَةِ و الإمامَةِ ذاتِ البُروجِ الإثنا عَشَر عَليّاً و أولادَهُ الأحَدَ عَشَر المَعصومين (ع)
وَ قَسَماً اُقسِمُ إجلالاً و إعظاماً و إكباراً باليَومِ المَوعودِ لِلمَعادِ و البَعثِ و النُّشورِ و الحِسابِ و الجَزاء ،
وَ قَسَماً بالشّاهِدِ في مَحكَمَةِ عَدلِ اللهِ الّذي أرسَلناهُ شاهِداً عليكُم مُحمّدٍ (ص) و قَسَماً بالمَشهودِ لَهُ عليٌّ (ع) يَشهَدُ محمّدٌ (ص) عليٰ اُمَّتِهِ لِعَليٍّ (ع) وَ وِلايَتِه ،
قاتَلَ اللهُ وَ لَعَنَ الظّالِمينَ لِأولياءِهِ أصحابُ الحَطَبِ المُجمَّعِ المَشدودِ المُهَيَّاءِ لإِحراقِ بابِ دارِ فاطِمَةَ و عليٍّ (ع) تَبعاً لأصحابِ الاُخدود ،
فَأجَّجوا النّار ذاتَ الّلهَبِ المُستَعِرِ الّتي أوقَدَت بابَ دارِ فاطِمَة (ع) حينَما كانَ أصحابُ النّار هُم علَيها قاعِدونَ يَتَفَرَّجونَ ،
وَ هُم عليٰ ما يَفعَلون بالمُؤمِنينَ أهلِ البَيْت (ع) بِإحراقِ دارِهِم عليهِم شُهودٌ يَشهَدونَ ذلِكَ بِاُمِّ أعيُنِهم ،
وَ ما نَقَموا مِن آلِ مُحمَّدٍ (ص) إلاّ أن يُؤمِنوا إيماناً كامِلاً باللهِ العَزيزِ الحَميدِ وَ لا يَركَنوا إليٰ المُشرِكينَ والمُنافِقين ،
وَاللهُ هوالّذي لَهُ مُلكُ السّماواتِ وَالأرضِ فَمَلّكها إيّاهُم بالوِلايَةِ التّامَّةِ مِن قِبَلِهِ وَاللهُ عليٰ كلِّ شَييءٍ فَعَلوهُ بِهِم شاهِدٌ رَقيبٌ ،
بالتأكيدِ إنّ الّذين إبتَلُوا المُؤمِنين كعليٍّ وَ الحَسَنَيْن وَ المُؤمناتِ كالزَّهراءِ وَ بَناتها (ع) بإحراقِ دارِهِم و غَصبِ حَقِّهِم ثُمَّ لَم يَتوبوا فَلَهُم عَذابُ جَهَنَّمَ وَ لَهُم عَذاب الحريقِ بَعدَ الموت ،
وَ بالتأكيدِ إنَّ الّذينَ آمَنوا بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) وَ عَمِلوا الصّالِحاتِ مُتَشَيِّعينَ لَهُم فَلَهُم جَنّاتٌ تَجري مِن خِلالِها الأنهارُ المُتَنَوِّعَة ذلِكَ هُوَ الفَوزُ الكبير ،
وَ بالتأكيدِ إنَّ بَطشَ اللهِ وَ أخذَ ربّكَ بِالعُنفِ وَ القُوَّةِ وَ الشِّدَّة وَ العَذابِ لأِعداءِ آل مُحمّدٍ (ص) لَشديدٌ صَعبٌ ،
و بالتأكيدِ إنَّ اللهَ سُبحانَهُ هو الّذي يُبدِيُ الخَلقَ و هُوَ الّذي يُعيدُ الخَلقَ يَومَ النُّشورِ لِلحِسابِ والجَزاء ،
واللهُ هو الغفورُ لِلمُؤمِنين ألوَدودُ لِلمُتَوَدِّدينَ لِذي القُربيٰ و هُوَ ذو العَرشِ المَجيد المُتعالي فَعّالٌ لِما يُريدُ فِعلَهُ و يَشآء ،
نَسألُ تَقريراً هَل أتاكَ يا رسولَ اللهِ حَديثُ قِصَّةِ الجُنودِ الّذين أهلَكناهُم و عَذّبناهُم جنود فِرعونَ وَ قَوم ثَمود ؟ طَبعاً أتاكَ فسيكونُ عاقِبَة أعداءِكُم مِثلَهُم ،
فَلا يَتَّعِظ أعداء آل مُحمّدٍ (ص) بِهِم بَلِ الّذين كَفروا بِوِلايَتِهم في تكذيبٍ مُستَمِرٍّ لَكَ وَاللهُ لَهُم بِالمِرصادِ مِن وَراءِهِم مُحيطٌ بِهِم وَ بِأفعالِهِم سَيُعاقِبُهُم عَلَيه ،
فَلَيسَ ما تَتلوهُ علَيهِم بِشَأنِ عليٍّ (ع) نُطقاً عَنِ الهَويٰ بَل هُوَ قُرآنٌ مَجيدٌ عَظيمٌ شَأنهُ وَ هُوَ وَحيٌ مَكتوبٌ في الَّلوْحِ المَحفوظ عِند مُحمّدٍ و آل مُحمّد (ص)
نشر في الصفحات 1675-1672 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی