(90)
سورة الطّارِق
بِإسمِ ذاتِيَ الإلـٰهيّ الواجبِ الوُجودِ و بإسمِ رحمانيَّتيَ الواسِعَةِ و رحيميَّتِيَ الخاصَّةِ بِعِبادِيَ المُؤمِنين أبدَاءُ الوَحيَ :
قَسَماً بِسَماءِ الوِلايَةِ و الإمامَةِ و بِبَرَكتها خَلَقتُ السّماءَ و قَسَماً بالطّارِقِ و ما أدراكَ ما عَظَمَةُ الطّارِقِ الّذي يَطرُقُ أعداءَ آلَ محمّدٍ (ص) و هُوَ النَّجمُ النّافِذُ الثّاقِبُ مَهديُّ آلِ مُحمّدٍ (ص) ، ألّذي يَطلُعُ في ظلام المَغيب ،
إن تُوجَدُ كُلّ نَفسٍ إنسانِيَّةٍ إلاّ علَيها حافِظٌ مِنَ المَلائِكَة يحفَظُ و يَكتُبُ و يُسَجِّلُ علَيهِ أعمالَهُ و أقوالَهُ ،
فَلِذلكَ فليَنظُرُ بِنَظَرِ العِبرَةِ و الإتِّعاظِ والخُشوعِ والتَذَلُّلِ و التَعبُّدِ كُلّ إنسانٍ أنَّهُ مِمَّ خُلِقَ إبتداءً ثُمَّ نَما ؟ ،
فَإنّهُ خُلِقَ مِن ماءٍ مَنّيٍ مُتَدَفِّقٍ مِنَ الذَّكَرِ إليٰ الاُنثيٰ يخرُجُ ذلِكَ الماءُ مِن بَيْنِ صُلبِ الرَّجُلِ و تَرائِبِ المَرأَةِ و صَدرِها ،
إنَّ اللهَ بَعدَ ما خَلَقَهُ مِن نُطفَةِ مَنيٍّ إنساناً مُستَوِياً فإنّهُ كذلِكَ عليٰ إرجاعِهِ بَعدَ المَوْتِ لِلحسابِ و الجَزاءِ لَقادِرٌ حَتماً ،
و مُوعِدُ إرجاعِهِ هُوَ يَوْمَ تُبليٰ السّرائِرُ و تُختَبَرُوا البَواطِنُ و تُكشَفُ الأسرارُ فحينَئذٍ فَما لَهُ مِن قُوَّةٍ عليٰ إخفاءِ ذُنوبهِ و لا ناصِرٍ يَنصُرُهُ مِن دونِ اللهِ ،
و اُكَرِّرُ القَسَمَ إجلالاً وتَعظيماً و سَماءِ الوِلايَةِ و الإمامَةِ ذات الرَّجعَةِ قبلَ القِيامَةِ لِمَن ماتَ عليها كسَلمانٍ و الأشتَر بَيْنَ يَدَيِ المَهديّ (ع) ،
و قَسَماً بالأرضِ المُقَدَّسَةِ صاحِبَة الصَّدعِ و المُصيبَةِ أرضِ كَربَلاءَ المُلَطَّخَةَ بِدِماءِ سيّدِ الشُّهداءِ و صَحبِه (ع)
إنَّ قَولَ مُحمّدٍ (ص) مَن كُنتُ مَولاهُ فعليٌ مَولاهُ إنّهُ لَقولٌ يَفصِلُ بَيْنَ الحَقِّ و الباطِلِ و العَدلِ و الجَوْرِ و الإيمانِ و الكُفرِ و ما هُوَ بالهَزلِ و اللَّهوِ و الباطِل ،
إنّ بَني اُمَيَّةَ و أعداءَ عليٍّ (ع) و المُنافِقينَ جَميعاً إنَّهُم يَكيدونَ بِآلِ مُحمّدٍ (ص) كَيْداً لِيَغتَصِبوا الخِلافَةَ مِنهُم و يَظلِموهُم ،
و أنا اللهُ المُنتَقِمُ القَهّارُ الجَبّارُ سَأكيدُهُم كَيْداً بالإستِدراجِ فَأجُرُّهُم إليٰ الخُلودِ في النّارِ الجَحيم ،
فَأمهِلِ الكافِرينَ بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) يا حبيبي أمهِلهُم إمهالاً يَسيراً إتماماً لِلحُجَّةِ عليهِم و قَطعاً لِلمَعاذيرِ فَسَوْفَ يَلقون غَيّاً .
نشر في الصفحات 1671-16691 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی