سورة ألشَّفاعَه
2017-04-14
سورة البُروج
2017-04-14

(90)
سورة الطّارِق

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ الإلـٰهيّ الواجبِ الوُجودِ و بإسمِ رحمانيَّتيَ‌ الواسِعَةِ و رحيميَّتِيَ الخاصَّةِ بِعِبادِيَ المُؤمِنين أبدَاءُ الوَحيَ :

( وَالسّماءِ و الطّارِق ، و ما أدراكَ ما الطّارِق ألنَّجمُ الثّاقِب )

قَسَماً بِسَماءِ الوِلايَةِ و الإمامَةِ و بِبَرَكتها خَلَقتُ السّماءَ و قَسَماً بالطّارِقِ و ما أدراكَ ما عَظَمَةُ الطّارِقِ الّذي يَطرُقُ أعداءَ آلَ‌ محمّدٍ (ص) و هُوَ النَّجمُ النّافِذُ الثّاقِبُ مَهديُّ آلِ مُحمّدٍ (ص) ، ألّذي يَطلُعُ في ظلام المَغيب ،

( إنْ كُلّ نَفسٍ لمّا علَيها حافِظ )

إن تُوجَدُ كُلّ نَفسٍ إنسانِيَّةٍ إلاّ علَيها حافِظٌ مِنَ المَلائِكَة يحفَظُ و يَكتُبُ و يُسَجِّلُ علَيهِ أعمالَهُ و أقوالَهُ ،

( ‌فَليَنظُرِ الإنسانُ مِمَّ خُلِق )

فَلِذلكَ فليَنظُرُ بِنَظَرِ العِبرَةِ و الإتِّعاظِ والخُشوعِ والتَذَلُّلِ و التَعبُّدِ كُلّ إنسانٍ أنَّهُ‌ مِمَّ خُلِقَ إبتداءً ثُمَّ نَما ؟ ،

(‌ خُلِقَ مِن ماءٍ دافِقٍ يَخرُجُ مِن بَين الصُّلبِ والتَّرائِب )

فَإنّهُ خُلِقَ مِن ماءٍ مَنّيٍ مُتَدَفِّقٍ مِنَ الذَّكَرِ إليٰ الاُنثيٰ يخرُجُ ذلِكَ الماءُ مِن بَيْنِ صُلبِ الرَّجُلِ و تَرائِبِ المَرأَةِ و صَدرِها ،

(‌ إنّهُ عليٰ رَجعِهِ لَقادِر )

إنَّ اللهَ بَعدَ ما خَلَقَهُ مِن نُطفَةِ مَنيٍّ إنساناً‌ مُستَوِياً‌ فإنّهُ كذلِكَ عليٰ إرجاعِهِ بَعدَ المَوْتِ لِلحسابِ و الجَزاءِ لَقادِرٌ حَتماً ،

(‌ يَومَ تُبليٰ السّرائِرُ فَما لَهُ مِن قُوَّةٍ‌ و لا ناصِرٌ )

و مُوعِدُ إرجاعِهِ هُوَ يَوْمَ تُبليٰ السّرائِرُ و تُختَبَرُوا البَواطِنُ و تُكشَفُ الأسرارُ فحينَئذٍ فَما لَهُ مِن قُوَّةٍ عليٰ إخفاءِ ذُنوبهِ و لا ناصِرٍ يَنصُرُهُ مِن دونِ اللهِ ،

( والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْع )

و اُكَرِّرُ القَسَمَ إجلالاً‌ وتَعظيماً و سَماءِ الوِلايَةِ و الإمامَةِ ذات الرَّجعَةِ قبلَ القِيامَةِ لِمَن ماتَ‌ عليها كسَلمانٍ و الأشتَر بَيْنَ يَدَيِ المَهديّ (ع) ،

(‌ والأرضِ ذاتِ الصَّدع )

و قَسَماً بالأرضِ المُقَدَّسَةِ صاحِبَة الصَّدعِ و المُصيبَةِ أرضِ كَربَلاءَ المُلَطَّخَةَ بِدِماءِ سيّدِ الشُّهداءِ و صَحبِه (ع)

(‌ إنّهُ لَقولٌ فصَلٌ و ما هُوَ بالهَزل )

إنَّ قَولَ مُحمّدٍ (ص) مَن كُنتُ مَولاهُ فعليٌ مَولاهُ إنّهُ لَقولٌ يَفصِلُ بَيْنَ الحَقِّ و الباطِلِ و العَدلِ و الجَوْرِ و الإيمانِ و الكُفرِ و ما هُوَ بالهَزلِ و اللَّهوِ و الباطِل ،

(‌ إنّهُم يَكيدونَ كَيْداً )

إنّ بَني اُمَيَّةَ و أعداءَ عليٍّ (ع) و المُنافِقينَ جَميعاً إنَّهُم يَكيدونَ بِآلِ مُحمّدٍ (ص) كَيْداً لِيَغتَصِبوا الخِلافَةَ مِنهُم و يَظلِموهُم ،

(‌ وَ أکيدُ کَيْداً )

و أنا اللهُ المُنتَقِمُ القَهّارُ الجَبّارُ سَأكيدُهُم كَيْداً بالإستِدراجِ فَأجُرُّهُم إليٰ الخُلودِ في النّارِ الجَحيم ،

(‌ فَمَهِّلِ الكافِرينَ أمهِلهُم رُوَيداً )

فَأمهِلِ الكافِرينَ بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) يا حبيبي أمهِلهُم إمهالاً يَسيراً إتماماً لِلحُجَّةِ عليهِم و قَطعاً لِلمَعاذيرِ فَسَوْفَ يَلقون غَيّاً .

( صَدقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1671-16691 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *