سورة سبأ
2016-06-18
سورة الإمتحان
2017-02-20

(31)
سورة الطّور

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

باسم الجلالة الإلهية وباسم رحمانيّتي الواسعة لجميع خلقي و رحيميّتي الخاصة لعباديَ المؤمنين أوحي إليك يا حبيبي :-

(والطّور)

قسماً بطور الغريّ النجف الأشرف مدفن آدم أبوالبشر أوّل الأنبياء (ع) ونوح (ع) و مدفن هود النبي وصالح النبي عليهما السلام ومرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام صاحب الولاية التامة المطلقة التشريعية والتكوينية على جميع خلقي وصیّ محمد (ص) خاتم الأنبياء وخليفته الحق من بعده.

و قسماً بالطّور المحل الذي كلّمت عليه موسى الكليم ورَسَت عنده سفينة نوح بساحله،

( وَ كتابٍ مسطورٍ في رَقٍّ منشور )

وقسماً بالقرآن الذي كتبه وسجّل سطوره علي بن أبي طالب كاتب الوحي وجامع القرآن بترتيب نزوله في جلد رقيق من جلد الغزال كالورق ونشَرَ أحكام القرآن وطبّقه أيام عُمرِه .

( والبيتِ المَعمُور والسّقف المرفوع )

و قسماً بالبيت المعمور في السماء الرابعة كعبة الملائكة بأزاء الكعبة المقدسة التي وُلد علي بن أبي طالب فيها وقسماً بالسماء المرفوعة بقدرة الله،

( والبَحرِ المَسجورِ إنَّ عذابَ ربّک لَواقِع مالَهُ مِن دافِع ٍ)

وقَسَماً بالبَحر المُتراكَمِ فيهِ الماء، ألغاصُّ بالأمواج إنَّ عذابَ ربّكَ لَواقِعٌ حتماً و يقيناً بأعداءِ محمدٍ و آلِهِ (ع) مالَهُ مِن دافِعٍ عنهم .

( يومَ تمورُ السّماء مَوراً وتَسيرُ الجِبالُ سَيراً )

والعذابُ واقِعٌ عليهم يوم القيامة يوم تدور السّماءُ دَوَراناً وتضطَرِبُ و يَختَلُّ نِظامُ الكواکِبِ فيها وتَسيرُ الجبالُ وتَنتَقِلُ مِن مكانٍ إلىٰ مكانٍ

( فويلٌ يومَئِذٍ لِلمُكذّبين الّذينََ هُم في خوضٍ يَلعَبون )

فالويلُ والعذابُ والثّبور في قَعرِجهنَّمَ يوم القيامة يكونُ لِلمُكذّبينَ بمحمدٍ و آل محمدٍ (ع)، ألّذين هُم في الباطِل يخوضونَ ويَلعَبون ،

( يومَ يُدّعون إليٰ نار جَهنَّم دَعّاً هذهِ النّارُ التّي كنتُم بها تُكَذِّبونَ أفَسِحرٌ هذا أم أنتُم لا تُبصِرون؟ )

فيومَئِذٍ يُدفَعونَ بِشِدَّةٍ إلي داخِلِ نار جهنَّم دَفعاً عَنيفاً ويُقالُ لهُم هذهِ النّار الّتي كنتُم بها تُكذِّبونَ في الدُّنيا هل هذا سِحرٌ كما كنتُم تقولون؟ أم أنتُم عِميانٌ ؟؟؟

( إصلَوْها فاصبِروا أو لا تَصبرِوا سوآءٌ عليکم إنّما تجُزَوْنَ ما کنتُم تعملون )

إتَّصِلوا بِها ونالوها و ذوقوها صَبراً ورَغماً أو لا تَصبِروا بَل تجَزَعوا وتَصرُخوا منها فسواءٌ عليکم ذلک إنّما تُجازون بها جزاءَ ما کنتُم تعمَلونَ مِنَ العِداءِ لِمُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ (ص) .

( إنَّ المُتّقينَ في جنّاتٍ ونعيمٍ فاكِهينَ بما آتاهُم ربهُّم و وَقاهُم ربهّم عذابَ الجحيم )

وقَسَماً بما ذكرتُ إنَّ المُتّقينَ المُوالينَ لِمُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ (ص) هُم يومَئذٍ في جنّاتٍ ونَعيم مُتَلَذِّذينَ بما آتاهُم ربُّهم ثوابَ وِلاءِهِم وتَقواهُم و وَقاهُم ربُّهم عذابَ جَهنَّم الجحيم ،

( كلوا واشرَبوا هَنيئاً بما كنتُم تعمَلون مُتَكّئِينَ على سُرُرٍ مَصفوفَةٍ و زَوّجناهُم بِحورٍ عين )

ويقول اللهُ لهم كلوا مِن طعامِ الجَنّةِ وثمارها واشرَبوا مِن شرابِها هنيئاً مَريئاً سائِغاً بما کنتم تعمَلون تمَسُّکاً بمُحمّدٍ وآلِهِ (ع) مُتّکِئينَ مُستَنِدينَ علیٰ أسِرَّةٍ مسطورةٍ في صَفٍّ واحدٍ و زوّجناهُم تزويجا” بِحوارِيّ واسعاتِ العُيُون ،

( وَالّذين آمنوا واتّبَعتهُم ذُريّتهم بِإيمانٍ ألحَقنا بِهِم ذُرّيتََهُم و ما ألَتناهُم مِن عَمَلِهِم مِن شئٍ کُلّ امرئٍ بماکَسَبَ رهينٌ )

وَالّذين آمَنوا بولايةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) واتَّبَعَتهُم أولادهم بولاءِ محمّدٍ وآلِهِ (ع) ألحَقنا بِهِم أولادَهُم في الجَنّةِ وما نَقَصناهُم مِن عَمَلِهِم وتَشيَّعِهِم لِآلِ مُحمّدٍ (ص) مِن شئٍ کُلّ امرئٍ مَرهونٌ بِما کَسَبَ فی الدّنيا ،

( وَ أمدَدناهُم بفاکِهَةٍ و لحَمٍ مِمّا يشتهون يتنازعون فيها كأساً لا لَغوٌ فيها ولا تأثيم )

وَأَسعفناهُم بَيْنَ مُدّةٍ ومُدَّةٍ بفاکِهَةِ الجنّةِ ولحمِ طَيْرٍ مِمّا يَشتهون قَبلَ أن يَطلبوهُ يتخامَشونَ مِزاحاً فى الجنّة كأساً مِنَ الشّرابِ لا سكرٌ فيها و لا رِجس ،

( وَ يَطوفُ عليهِم غِلمانٌ لَهُم کَأَنّهُم لُؤلؤٌ مکنون )

وَ يطوفُ عليٰ المُتّقينَ في الجَنَّةِ و يدورونَ حولَهُم خِدمةً لهُم و سقايَةً وِلدانٌ ممَاليكَ لهُم كأنّهُم مِنَ البَياضِ والتَّشابُه لُؤلؤٌ مصونٌ في صَدَفِهِ ،

( وَ أقبَلَ بعضُهُم علی بَعضٍ يَتساءَلون قالوا إنّا کُنّا قَبلُ في أهلِنا مُشفِقين )

وَ يُقبِلُ بعضُهُم بوجهِهِ عليٰ بعضٍ آخَرَ جالِسٌ مَعَهُ يتحدّثونَ فَيَسأل أحدُهُم الآخرَ قائِلاً أتَتَذَکَّرُ أنّا کُنّا في الدّنيا بَيْن أهلِنا خائِفينَ مِن وُلاةِ الجَور؟

( فَمَنَّ اللهُ علينا وَ وَقانا عذابَ السَّموم إنّا كُنّا مِن قَبلُ نَدعوهُ إنّهُ هُوَ البَرُّ الرَّحيم )

فَمَنَّ اللهُ علينا بولايةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) و وَقانا بها عذابَ السّمومِ و الدُّخانِ السّامِّ والحَريقِ في جَهنّمَ إنّا كُنّا في الدّنيا ندعوا اللهَ لِيَقِيَنا منها بِبَرَکةِ محمدٍ و آلِهِ (ع) فاستَجابَ إنّهُ هو الوَفيُّ الرّؤف .

( فَذَکِّر فما أنتَ بِنِعمَةِ رَبِّک بکاهِنٍ ولا مَجنونٍ )

فيا حبيبي فَذَکِّر علىٰ الدَّوام والإستمرار اُمَّتَكَ بولايةِ أهلِ بيتك (ع) فما أنتَ بِنَعمَةِ رَبِّکَ الولايةَ بكاهِنٍ ولامَجنونٍ كما يقولُ المنافقون .

( أم يقولونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بهِ رَيْبَ المَنون)

بَل يقول المنافقون المناوِؤنَ لمُِحمّدٍ و آلِهِ (ع) إنََّ مُحمّداً (ص) شاعِرٌ يُنَظِّمُ الآياتِ بشَأنِ عليٍّ (ع) فَنَنتَظِرُ بهِ قَلَقَ المَوْتِ حتّیٰ نَغصِبُ الخِلافَةَ مِن عليٍّ (ع) ،

( قُل تَربَّصوا فإنّي مَعَكُم مِنَ المُتَربّصين )

قُل لَهُم يا حبيبي، إنتَظِروا أن يَحِلَّ بِيَ المَوْتُ الّذي لامَفَرَّ مِنهُ وأنا أيضاً أتَرَبَّصُ موتکم و هلاککم حتّیٰ تَنالونَ الجَحيم .

( أم تأمُرُهُم أحلامُهُم بهذا أم هُم قومٌ طاغون أم يَقولونَ تَقَوَّلَهُ بل لا يُؤمنون )

بل تأمُرُهُم أهوائُهُم و أمانيّهم الشيطانيّة بهذا بل هُم قومٌ طُغاةٌ ظالِمونَ لِآل محمّدٍ (ص) بل يقولون إنّ مُحمّداً (ص) تَقوَّلَ آيَةَ التّبليغِ علیٰ رَبِّهِ بل لا يُؤمِنونَ بالوَحيِ والولاية ،

( فَليبأتوا بِحديثٍ مِثلِهِ إن كانوا صادقين )

فإن كانَ تَقَوُّلا” فليأتوا بحَِديثٍ وكلامٍ مِثلِهِ تَقَوُّلا”مِن عِندِهِم فيُنقِضوهُ إن کانوا صادقينَ في ادّعاءِهِم فَلِعَجزِهِم عَنهُ فهُم کاذبون ،

( أم خُلِقوا مِن غَيرِ شئٍ أم هُمُ الخالِقون؟ أم خَلَقوا السّماواتِ والأرضَ بل لا يوقِنون)

فَهَل خُلِقوا هُم مِن غَيرِ خالِقٍ ومُوجِدٍ لِلخَلق؟ أم هُمُ الخالِقون لِأنفُسِهِم أم هُم خَلَقوا السّماواتُ والأرضَ کَلاّ هَيهاتَ فَهُم مَخلوقونَ بَل لايُوقِنون بالخالِق .

( أم عِندَهُم خزائِنُ رَبِّکَ أم هُمُ المُصيطِرون )

أم عِندَهُم خزائِنُ وَحي ربّك فَيَدَّعونَ أنّكَ تَقَوَّلتَ عليهِ أم هُمُ المُصيطِرونَ علیٰ الوَحيِ و جبرائيل؟؟؟

( أم لهُم سُلّمٌ يَستَمِعونَ فيه فَليَأتِ مُستَمِعُهم بِسُلطانٍ مُبينٍ )

أم لهُمْ سُلّمٌ إلیٰ السّماواتِ العُلی والعَرشِ والکُرسيّ يَستمعونَ فيهِ الوحيَ فَليَأتِ مُستمعهم بِدَليلٍ وبُرهانٍ عليهِ واضِحٍ فهيهات .

( أم لهُ البَناتُ ولَكُمُ و لكم البَنونُ أم تَسألُهُم أجرا” فَهُم مِن مَغرَمٍ مُثقَلون؟ )

أم هُم يَمتازون حَقّا” علىٰ أللهِ فَيَبنسِبونَ لهُ البَنات ولهم البنون ويقولون إنّ مُحمّدا” أبٌ لِفاطِمَة فَحَسب ولَنا بَنين ، أم تَطلُبُ مِنهُم أجرا” نَقديّا” فَهُم مِنَ الغَرامَةِ الماليّة يَتَثاقَلون؟؟؟

( أم عِندَهُمُ الغَيبُ فهم يکتبون أم يُريدون کيْداً فالّذين کَفَروا هُمُ المَكيدون )

أم عند المنافِقين عِلم الغَيْب فَهُم يکتبونَ الوَحيَ کعَليٍّ (ع)؟ أم يُريدونَ كيْدا” بِعَلىٍّ (ع) فالّذين کفروا هُمُ المَغلوبونَ بِکيْدِهم فَيَحيقُ بِهِم .

( أم لَهُم إلهٌ غير اللهِ سُبحانَ اللهِ عَمّا يُشرِكون )

أم للمنافقين إلهٌ غير اللهِ خَلَقَهُم تَقَدّسَ و تَنَزَّهَ اللهُ عمّا يُشرِکون بِطاعَتِهِ وَعِبادَتهِ طاعَةَ و عبادَةَ خُلفاءِ الجَوْر .

( وَ إِن يَرَوا کِسفَا” مِنَ السّماءِ ساقِطا” يقولوا سحابٌ مَرکومٌ )

وَإن يَرىٰ المنافقون قِطَعَا” مُتراكِمَة” صواعِقَ مِنَ السّماءِ تَسقُطُ يقولونَ أنّها سَحابٌ مُتَراکِمٌ وليسَ بعذابٍ ،

( فَذَرهُم حتّىٰ يُلاقوا يومَهُم الّذى فيهِ يُصعَقونَ يومَ لايُغني عنهم كيْدُهُم شيئا” ولاهم يُنصَرون )

فَدَعَهُم ياحبيبی فی غَيّهِم حتّئ يُلاقوا يومَهُم الّذى فيهِ يُصعَقونَ بِصاعِقَة المَوْتِ و العذاب يوم لايَنفعُهُم کيْدُهُم بِعَلیٍّ (ع) شيئاً ولا هُم يُنصَرون مِن عذابِ الله .

( وَ إنَّ لِلَّذين ظَلَموا عذاباً دونَ ذلک وَ لکنَّ أکثَرَهُم لا يعلمون )

وَ بالتّأكيد إنّ للّذين ظَلَموا آلَ مُحمّدٍ (ص) عذابا” بسيفِ المَهديّ (عَجَّ) المُنتَقِم دونَ القيامة و قَبلَ عذابِ الآخرة و لـٰكنَّ أکثَرَ الظّالمين لا يَعلمون صِدقَهُ ،

( وَاصبِر لحُِکمِ رَبِّکَ فَإنّکَ بأَعيُنِنا )

فَاصبِر يا رسولَ اللهِ لِحُکمِ رَبِّکَ و قَضائِهِ و قَدَرَهِ فی أهلِ بيتک (ع) وأصبِر على أذىٰ المنافقين فإنّکَ أَمامَ أعيُنِنا بِمَرأئٰ مِنّا و لا نُهمِلُك .

( و سَبِّح بِحَمد ربّکَ حينَ تَقومُ وَ مِنَ اللّيل فَسَبِّحهُ وَ إدبارَ النّجوم )

وَ قَدِّس ربَّک و احمَدهُ و مَجِّدهُ حينَ تقومُ بالدَّعوةِ لِولايةِ عليٍّ و أهل البَيْت (ع) وَ مِنَ اللّيل فَسَبِّحهُ فى الأسحار وَ عِندَ الفَجرِ والصَّباح .

( صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 863-857 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *