سورة القَلَمْ
2017-04-14
سورة الحَشرْ
2017-04-14

(96)
سورة الشَّمسْ

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ الخالِقِ المُدَبِّرِ القادِرِ المُقتَدِر و بإسمِ رحمانيَّتِيَ الشّامِلَةِ لِجَميعِ خَلقي و‌َ رَحيميَّتِيَ الخاصَّةِ بالمُؤمِنين اُوحي :

( وَالشَّمسِ و ضُحاها )

قَسَماً‌ بالشَّمسِ الوَهّاجَةِ المُنيرَةِ المُشرِقَةِ و قَسَماً بِنُورِها وَضُوئِها المُفيدِ لِلنّباةِ و الحَيْوانِ و الإنسان ،

( والقَمَر إذا تَلاها )

و قَسَماً بالقَمَرِ حينَما يَجييءُ تِلوَ الشَّمسِ بَعدَ مَغيبِها لَيْلاً في الاُفُق فَيَعكِسُ نورَ الشَّمسِ فيُضييءُ كالسِّراج ،

(‌ وَالنّهارِ إذا جَلاّها ، وَ اللّيْلِ إذا يَغشاها )

و قَسَماً بالنَّهارِ حينَما يُجَلّي الظُلمَةَ الّليْليَّة و يَكشِفَها و قَسَماً‌ بالّليْلِ حينَما يُغَطّي الاُفُقَ و يَستُرُ نورَ الشّمس ،

(‌ وَالسَّماءِ و ما بَناها ، وَ الأرضِ وَ ما طَحاها )

و قَسَماً‌ بالسَّماءِ الاُوليٰ حتّيٰ السّابِعَةِ و قَسَماً بالقُوَّةِ الجاذِبيَّةِ الّتي بَناها فَثَبتَت بِها و قَسَماً بالأرضِ المَعمورَةِ و ما بَسَطَها و طَحاها بِقُدرَتِهِ ،

(‌ و نَفسٍ و ما سَوّاها ، فَألهَمها فُجورَها و تَقواها )

و قَسَماً بالنَّفسِ النّاطِقَةِ الإنسانِيَّةِ والرُّوحِ البَشَريَّةِ و مَن خَلَقَها و سوّاها في الخِلقَةِ ثُمَّ ألهَمَها بالعَقلِ و الشُّعورِ فُجورَها بالكُفرِ و النِّفاقِ و تَقواها بِمُوالاةِ آل مُحمّدٍ (ص) في فِطرَتِها ،

(‌ قَد أفلَحَ مَن زَكّاها و قَد خابَ مَن دَسّاها )

بالتأكيدِ قَد فازَ وَ‌ نَجَحَ وَ أفلَحَ في الدّارَيْنِ مَن زَكّاها بالتَّقويٰ و مُوالاةِ‌ آل مُحمّدٍ (ص) وَ‌ بالتأكيدِ لَقَد خابَ و خَسِرَ مَن دَسّاها بالفُجورِ و العِصيانِ وَ مُعاداةِ آل مُحمّدٍ (ص) ،

( كَذَّبَت ثَمودُ بِطَغواها إذِ انبَعَثَ أشقاها )

كما كَذَّبت قَومُ ثَمودُ رسولَ اللهِ صالِحاً بِطُغيانِها حيثُ سارَعَ في الطُّغيان أشقاهُم عاقِرُ‌ النّاقَةِ فكذَّبَ صالِحاً و عَصيٰ ،

(‌ فَقالَ لَهُم رسولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ‌ و سُقياها فَكذَّبوهُ فَعَقَروها )

فقالَ لهُم رسولُ اللهِ صالِحٌ إيّاكُم وَ ناقَةَ اللهِ الّتي أخرَجَها مِنَ الصَّخرَةِ وَسُقياها فَلا تَتَعَرَّضوا لَها فَكَذّبوهُ فَعَقروا النّاقَةَ ظُلماً وَ عُدواناً ،

(‌ فَدَمدَمَ عليهِم ربُّهُم بِذَنبِهِم فَسوّاها وَ لا يَخافُ عُقباها )

فَأنزَلَ عليهِم ربُّهُم الصّاعِقَةَ المُدَمدِمَةَ كالدَّمّامِ فَأهلَكَتهُم بِذَنبِهِم و عِصيانِهِم وَ‌ظُلمِهِم لِلنّاقَةِ فَسوّيٰ مَدينَتِهم وَ دَمَّرها وَ لا يَخشيٰ اللهُ عاقِبَةَ ما فَعَلَ بِهِم إذ هُوَ القَهّارُ المُنتَقِم ،


نشر في الصفحات 1693-1692 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *