(96)
سورة الشَّمسْ
بِإسمِ ذاتِيَ الخالِقِ المُدَبِّرِ القادِرِ المُقتَدِر و بإسمِ رحمانيَّتِيَ الشّامِلَةِ لِجَميعِ خَلقي وَ رَحيميَّتِيَ الخاصَّةِ بالمُؤمِنين اُوحي :
قَسَماً بالشَّمسِ الوَهّاجَةِ المُنيرَةِ المُشرِقَةِ و قَسَماً بِنُورِها وَضُوئِها المُفيدِ لِلنّباةِ و الحَيْوانِ و الإنسان ،
و قَسَماً بالقَمَرِ حينَما يَجييءُ تِلوَ الشَّمسِ بَعدَ مَغيبِها لَيْلاً في الاُفُق فَيَعكِسُ نورَ الشَّمسِ فيُضييءُ كالسِّراج ،
و قَسَماً بالنَّهارِ حينَما يُجَلّي الظُلمَةَ الّليْليَّة و يَكشِفَها و قَسَماً بالّليْلِ حينَما يُغَطّي الاُفُقَ و يَستُرُ نورَ الشّمس ،
و قَسَماً بالسَّماءِ الاُوليٰ حتّيٰ السّابِعَةِ و قَسَماً بالقُوَّةِ الجاذِبيَّةِ الّتي بَناها فَثَبتَت بِها و قَسَماً بالأرضِ المَعمورَةِ و ما بَسَطَها و طَحاها بِقُدرَتِهِ ،
و قَسَماً بالنَّفسِ النّاطِقَةِ الإنسانِيَّةِ والرُّوحِ البَشَريَّةِ و مَن خَلَقَها و سوّاها في الخِلقَةِ ثُمَّ ألهَمَها بالعَقلِ و الشُّعورِ فُجورَها بالكُفرِ و النِّفاقِ و تَقواها بِمُوالاةِ آل مُحمّدٍ (ص) في فِطرَتِها ،
بالتأكيدِ قَد فازَ وَ نَجَحَ وَ أفلَحَ في الدّارَيْنِ مَن زَكّاها بالتَّقويٰ و مُوالاةِ آل مُحمّدٍ (ص) وَ بالتأكيدِ لَقَد خابَ و خَسِرَ مَن دَسّاها بالفُجورِ و العِصيانِ وَ مُعاداةِ آل مُحمّدٍ (ص) ،
كما كَذَّبت قَومُ ثَمودُ رسولَ اللهِ صالِحاً بِطُغيانِها حيثُ سارَعَ في الطُّغيان أشقاهُم عاقِرُ النّاقَةِ فكذَّبَ صالِحاً و عَصيٰ ،
فقالَ لهُم رسولُ اللهِ صالِحٌ إيّاكُم وَ ناقَةَ اللهِ الّتي أخرَجَها مِنَ الصَّخرَةِ وَسُقياها فَلا تَتَعَرَّضوا لَها فَكَذّبوهُ فَعَقروا النّاقَةَ ظُلماً وَ عُدواناً ،
فَأنزَلَ عليهِم ربُّهُم الصّاعِقَةَ المُدَمدِمَةَ كالدَّمّامِ فَأهلَكَتهُم بِذَنبِهِم و عِصيانِهِم وَظُلمِهِم لِلنّاقَةِ فَسوّيٰ مَدينَتِهم وَ دَمَّرها وَ لا يَخشيٰ اللهُ عاقِبَةَ ما فَعَلَ بِهِم إذ هُوَ القَهّارُ المُنتَقِم ،
نشر في الصفحات 1693-1692 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی