(33)
سورة الزُّمَرْ
بإسم جَلالَتي الخاصّةِ بي دونَ سِوايَ وبِإسمِ رحمانِيَّتيَ الواسعة ورحيميّتيَ الخاصّةِ لِعباديَ المُؤمنين اُوحي إليكَ :-
إنَّ تَنزيلَ كتابِ الوَحيِ القُرآنِ مِنَ السّماءِ عَليكَ بواسِطَةِ جبرائيل هُوَ مِن كلامِ اللهِ العَزيزِ في مُلكِهِ أَلحَكيمِ في سُلطانِهِ ،
فيا رسولَ الله إنّا أَنزَلنا إليكَ القُرآنَ بالحَقِّ الّذي لا رَيْبَ فيه فَتَعبَّد لِلّهِ بما في القرآن و أَخلِصِ العبادَةَ لِلّهِ مُطَبِّقاً لهُ دين الإسلام ،
ألا فاعلَموا أيّها النّاس إنّ لِلّهِ دينُ الإسلام فَتَديّنوا بهِ بإخلاصٍ والّذين اتّخَذوا أولياءَ و خُلَفاءَ و مَعبودينَ يقولون : ما نَعبُدُهُم إلاّ لِيُقرّبونا إلي اللهِ مَقاماً عالياً !
إِنَّ اللهَ سوفَ يَحكُمُ بَينَهُم و بَيْنَ المُؤمنين في ما هُم فيهِ يَختَلِفونَ بِشأنِ الولايَةِ إنّ اللهَ لا يَهدي مَن هُو كاذِبٌ عليٰ اللهِ كفّارٌ بِعبادَتِهِ و طاعَتِهِ .
( خَلَقَ السّماواتِ والأَرض بالحَقِّ يُكوِّرُ اللّيلَ عليٰ النّهار و يُكوِّرُ النّهارَ عليٰ اللّيل )
خَلَقَ السّماواتِ والأرض وما فيهِنّ مِن دون شريكٍ بالحَقِّ والعَدلِ والحِکمَةِ يُدخِلُ اللّيلَ عليٰ النّهارَ و يُدخِلُ النّهارَ عليٰ اللّيل بِدَوَرانِ الأرض بقُدَرتِهِ ،
و سَخّر الشَّمسَ تجري في فَلَكِها فتُنتِجُ الفصولَ الأربعةَ و سَخّر القَمَر يَجري و يَسيرُ حولَ الأرضِ فيُنتِجُ الأشهُر ومسيرهما لِغايةٍ مُحدَّدَةٍ ألا هُوَ العزيزُ فى ملكوتِهِ الغفّارُ للمؤمنين .
وَاللهُ خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحدةٍ لأوّلِ إنسانٍ هو آدمُ أبوالبَشَر ثُمَّ جَعَل من طينةِ النّفس الواحدةِ زوجَها و هي حوّاء أوّلُ إمَرَأةٍ ،
واللهُ أنزَلَ لكم مِنَ الجنّة مِنَ الأنعام الأربعة، ألإبِل والبَقَروا الغَنَم و الطّير ثُمَّ فصيلاتهما المُتَنوّعةِ مِن ثمانية أزواجٍ أربعةٍ ذكور و أربَعةٍ اُناث يَخلُقُكم ، و هُنَّ، في بطونِ اُمّهاتِكم نَسلاً بَعد نَسلٍ ،
خَلَقكُم اللهُ في بطونِ اُمّهاتِكم فى ظُلُماتٍ ثلاثٍ ظُلمَة المَشيمَةِ والرَّحِمِ و البَطنِ ذلكَ هو اللهُ ربّكم خَلَقكُم لهُ المُلكُ الحقيقيّ لِكُلّ ماسِواهُ لا إلهٰ إلاّ هُوَفأيْنَ تَصرِفونَ وجوهَکُم عنهُ ؟
إن تكفروا باللهِ وبولايةِ محمّدٍ و آلهِ أيّها المُنافِقون فإنّ اللهَ غنيٌّ عنكم وليسَ بحاجةٍ إلى إيمانِكُم ولايَرضي عنكُم ولايَرضي لِعبادِهِ الكُفَر بهِ !
وَ إن تشكروا الله علىٰ نِعَمِهِ وأياديهِ لكم وتُؤمنوا بهِ و بولايةِ محمّدٍ و آلِ محمّدٍ (ص) يرضاهُ لكم عَملاً ولاتَحمِل نفسٌ حاملةٌ ثِقلَ عملها ثِقلَ نَفسٍ اُخريٰ
فكُلّ نَفسٍ مَسؤولةٌ عن حِملها ثُمّ إلى ربّكم مرجعكم فى المَعادِ فيُحاسبكم و يُخبرکم بما کنتم تعملون فی الدنيا إنّه عليمٌ بما فی القلوب و النيّات وَالمقاصِدِ والضّمائِر
( وإذا مَسَّ الإنسانَ المُنافِقَ ضُرٌّ و أذيً مِن فَقرٍ أو مَرَضٍ وغيرهِ دعا الله ربّه راجعاً إليهِ عن غَيِّهِ وغَفلَتِهِ لِيَكشِفَ عنهُ ضُرَّه ،
ثُمَّ إذا تعاهَدَهُ اللهُ بِنعمَةٍ ومِنحَة وكَشَفَ الضُّرّ نَسِيَ ما كان يدعو إلىٰ الله من قبلِ کَشفِ الضُّرّ فلا يذکرالله ولايُنيبُ إليه !
( وجَعَلَ لِلّهِ أنداداً لِيُضِلَّ عن سبيلهِ قُل تَمتَّع بِكُفرِكَ قليلاً إنّك مِن أصحابِ النّار )
ثُمَّ جَعَلَ هذا الإنسانُ المنافقُ لِلّهِ أنداداً وشُرَكاءَ فى الطّاعَةِ والعبادةِ لِيُضلَّ النّاس عن سبيل الله قُل لهُ يا حبيبى : تَمَتّع بِكُفرِك فى الدّنيا قليلاً إنّك فى الآخرة من أصحابِ جهنّم ،
فهل هذا المنافق كَمَن هو قانِتٌ دائمَ الدّعاءِ فى أوقات اللّيل تراهُ ساجداً وقائماً فى العبادَةِ يخافُ عذابَ الآخرة و يرجو رحمةَ ربِِّهِ وجنّاتِهِ:
يا أصحابَ العُقول هَل يَستوي الّذينَ يَعلَمونَ مَعنيٰ الإيمان والولاية والمُنافقين الّذينَ لا يَعلَمونَ ذلك ؟ إنَّما يَتَذَكَّربهذا أصحاب العُقول السّليمةِ والقلوبِ الواعِيةِ ،
قُل يا حبيبي لِلشّيعَةِ المُوٰاليينَ لَكَ و لِعِترَتِك يا عبادِيَ المُؤمنين :
إتّقوا الله ربّكُم و لا تَتقرّبوا إليٰ وُلاةِ الجَور و الظَّلَمَةِ والمُنافقين لِلّذين أحَسَنوا مِنكُم في هٰذهِ الدُّنيا حَسَنةٌ في الآخرة ،
فإذا ضايَقَتكُمْ وُلاةِ الجَورفَهاجِروا عَنهُم وأرضُ اللهِ واسِعَةٌ تَسَعَكُم و لا تُذِلّوا أنفُسَكم لَهُم إنّما يُجزيٰ الصّابِرونَ أجرَهُم كامِلاً يَومَ القيامةِ بلاحسابٍ فيَدخلونَ الجنّة سريعاً .
قُل لَهُم يا حبيبي إنّي اُمِرتُ بأمرِ اللهِ أَن أَعبُدَ اللهَ وَحدَهُ مُخلِصاً لهُ الدّين الّذي أكمَلَهُ بولايةِ عليٍّ (ع) فَاُوالِيهِ و آمُرُكم بولايَتِهِ و اُمِرتُ لِأَن أَكونَ أوّلَ المُسلمينَ المُوالين لِعَليٍّ (ع) ،
قُل لأُِمّتِكَ يا حبيبى: إنّى أَخافُ إن عَصَيْتُ ربّي ولَم اُبَلِّغ ولاية عليٍّ (ع) إلىٰ النّاس و لَم آخُذ البَيْعَةَ لهُ مِنهُم عَذابَ يومِ القيامةِ العَظيم هَوْلَهُ
قُل لِلمُنافقين أنا أعبُدُ الله مُخلِصاً لَهُ ديني مُبلِّغاً ولايةَ عليٍّ (ع) بإخلاصٍ فاعبُدوا ما شِئتُم واشتَهَيْتُم مِن دونِ اللهِ وُلاة الجَور عِناداً !
قُل لِلمنافقين إنّ الخاسرينَ هُمُ الّذين خَسِروا أنفسَهُم و أهليهِم بِتَركِ ولاية عليٍّ(ع) يوم القيامة إذ يَخسَرونَ الجَنّة ألا ذٰلك هُوَ الخُسرانُ الواضِحُ ،
لِهؤلاءِ الِذين خَسِروا أنفسَهُم بِتَركِ ولايةِ آل مُحمّدٍ (ص) في النّار ، مِن فوقِهم أطباقٌ من النّار و مِن تَحتِهم أطباقٌ مِنَ النّار بذٰلك يُخَوِّفُ اللهُ بهِ عبادَهُ المسلمين يا عبادي فَخافونِ !
والشّيعةُ الّذين اجتَنَبوا خُلَفاءَ الجَور والطَّواغيت أن يُطيعوهُم و يُوالوهُم و أقبَلوا إليٰ الله بولايةِ آل مُحمّدٍ (ص) لَهُمُ البِشارَة فيا مُحمّد (ص) بَشِّر عبادِيَ الشّيعة !!!
فَبَشِّر الشّيعةِ الَّذين يَستَمِعونَ إليٰ أقوالِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) و أحاديثهِم و رواياتِهم فَيَتَّبعونَ أحسَنَ الرّواياتِ و الأحاديث و يَعمَلونَ بها ،
فأولئِٰك الشّيعةُ الأتقياءُ هُمُ الّذين هَداهُمُ اللهُ باتِّباع مُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ (ص) و أولئٰك هُم أصحابُ الضَّمائِر الحَيَّةِ و القُلوبِ الواعِيَةِ و العُقولِ السّليمَةِ .
يا رسول الله هَل إنَّ مَن حَقّ عليهِ كَلِمَةُ العَذابِ في جَهنّم لِتَركِهِ ولايةِ أهلِ بيتك (ص) فاُدخِلَ النّار فَهَل أنتَ تُنقِذُ مَن في النّار من المنافقون ؟ فَهَيهات !!
لـٰكنّ الشيعة الّذين اتّقَوا رَبَّهُم و وَالَوْا آلَ مُحمّدٍ (ص) لَهُم يومَ القيامةِ غُرَفٌ مِن فَوقِها غُرَفٌ مَبنيّةٌ في الجنّةِ تجري مِن تَحتِها الأنهارُ وَعَداللهِ لِلمُوالينَ لآِل مُحمّدٍ (ص) بِها فلا يُخلِفُ الله الميعادَ لهم .
ألَم تَرَ يا حبيبي و حَتماً إنّك تَري أنّ اللهَ أنزَلَ مِنَ السّماءِ مآءً مطراً فَأَجراهُ مَسألِكَ تَحتَ الأرض فأخرَجَهُ ينابيعَ عيونٍ و آبارٍ تَنبعُ في الأرض ؟
ثُمَّ بعدَ نبْعِ الماءِ يُخرِجُ بهِ منَ الأرضِ زَرعاً مُتَنوِّعاً أشكالُهُ ثُمَّ يَجِفُّ فَتراهُ مُصفَرّاً بَعدَ الإخضِرارِ ثُمّ اللهُ يَجعَلُهُ هَشيماً يَتَحطّم ،
إنّ في ذٰلك الوَصف لَتَذكيرٌ لأِهلِ العُقولِ و القُلوبِ الواعِيَةِ السَّليمَة علي أنَّ بَهجَة الدُّنيا و زينَتَها لا دَوامَ لها و حُطامُها زائِلٌ .
فَهَل إنَّ مَن شَرَح اللهُ صَدرَهُ فاتَّسعَ إيماناً بالإسلام الّذي أساسُهُ ولاية محمدٍ و آلِهِ (ع) فهوَ علي نورِ الولاية و الهداية مِن رَبّهِ كَمَن لم يكُ هكذا ؟
فالعَذاب الأليمُ لِلقاسيةِ قُلوبُهم عِوَضَ الإنشراح للإسلام و ولاية محمدٍ و آل محمدٍ (ص) و القرآن أولئك المُنافقينَ القُساة في ضَلالٍ مُبين ،
اللهُ جَلّ جَلالَهُ أنزَلَ أحسَنَ الوَحي و الكلام قُرآنا عليكَ لِتُبلِّغَهُم بِهِ مُتشابِه النَّسَق و الآيات و ثَنّيٰ و عَطَفَ معانيها ،
و مِن عَظَمَتهِ تَحصُلُ القَشعَريرَةُ خُشوعاً في جُلودِ الشّيعةِ الّذين يَخافونَ اللهَ ثُمّ تَستَسلِمُ و تُؤمِنُ مَساماتُهُم و قُلوبُهُم إليٰ ذِكرِ الله و أمرِهِ بالولاية ،
فهذا الايمانُ لِذِكرِ اللهِ والولايةِ هدايةٌ مِنَ الله يَهدي بِهِ مَن يشآء هدايَتَهُ مِن شيعةِ آل مُحمّدٍ (ص) وَ مَن يُضلِلهُ اللهُ بِتَركِهِ في ضَلالَتِهِ فَما لَهُ مِن أحَدٍ يَهديهِ .
وَ هَل مِثلَ حالِ المُؤمِن يكونُ حال مَن يَتّقي بِوَجهِه لَهيبَ نارَ جَهنَّم لأِنَّ يَدَيْهِ مَغلولَتانِ إلي عُنُقِهِ يَومَ القِيامَةِ فَهيهات !
و حينئذٍ يُخاطِبُهُم مالكُ خازن النّار قائِلاً لِلظالمينَ المعانِدينَ المُخالِفينَ لِولاية محمّدٍ و آل محمدٍ (ص) : ذوقوا جَزاءَ ما كنتُم تَكسِبونَ في الدُّنيا .
فإن يُكَذّبوكَ يا حبيبي فَقَد كَذَّبَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم أنبياءَهُم فَأتاهُمُ العَذابُ مِن اللهِ والهَلاك مِن حيثُ لا يَشعُرونَ بهِ ،
فَأذاقَهُم اللهُ عَذابَ الخِزي و العارِ و الذُلِّ و الهَوانِ في الحياةِ الدُّنيا و بالتأكيد إنّ عَذابَ الآخرة لَهُم أكبَرُ مِن عَذابِ الدُّنيا لو كانوا يعلَمون ذلك !
وَ لَقد ضَرَبنا لِلنّاسِ في هذا القُرآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لِمَن آمَنَ و فازَ و مَن كَذّبَ النَبيَّ و لم يُوالي آل محمّدٍ (ص) فيُذيقُهُ اللهُ خِزيُ الدُّنيا و عَذابَ الآخرةِ لَعلَّهُم يَتَّعِظون .
والقُرآنُ أنزلناهُ باللُّغة العَرَبيّةِ الفُصحي مِن غَيرِ إعوعاجٍ في اللّفظِ و المَعنيٰ لِكَي يَفهَموهُ لَعلَّهُم يَتّقونَ اللهَ و يُوالونَ مُحمداً و آل مُحمدٍ (ص)
ضَرَبَ اللهُ لَكُم مَثَلاً في عليٍّ (ع) و مُناوِئيهِ فَالمَثَلُ هُو أَنَّ مِن أعداءِ عليٍّ مَن هُوَ رَجُلٌ قَد تَشاكَسَ و تَنازَعَ في نَسَبِهِ عِدَّةُ رجالٍ حيثُ اُمُّهُ هِندٌ الزّانِيَة ، و عليٌّ (ع) رَجُلٌ صحيحُ النَّسَبِ سِلمٌ للنبيّ (ص) كلاّ هَل يستويان ؟
فالحَمدُ لِلّهِ الّذي طَهَّر أنسابَ آل مُحمّدٍ (ص) مِن العِهرِ والخَنا والفَساد والحمدُ لِلّهِ الّذي أَخزيٰ أباسفيانَ و هِندَ و بَنيهِما بَل أكثرُ المُنافِقينَ بذلك لا يعلَمون !
إنّك يا حبيبي مَيِّتٌ لأِنّ كُلَّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوت كما إنّ المُنافِقينَ و بَني اُميّةَ سَيَموتونَ ولا تَدُم لَهُمُ الدُّنيا ثُمّ إنّك تَجمَعُهُم يَومَ القِيامَةِ عند الله تُخاصِمُهُم بما فَعَلوا بأهلِ بيتك (ع) !
فحين تُخاصِمُهُم فَمَن هو أظلَمُ مِنهُم وَ مِمَّن كَذَبَ عليٰ اللهِ و كَذّبَ بولايةِ عليٍّ (ع) و هو الصِّدقُ الّذي جاءَهُ مِنَ اللهِ أَلَيس في جَهنَّمَ مأويً لِلكافرين بولايتِه ؟
فَقَطعاً إنَّ الّذي جاءَ بالصِّدقِ مِن عِندَ ربّهِ وَ هُم مُحمدٌ و آل مُحمّدٍ (ص) والّذي صَدَّقَ بِهِ أي بولايَتِهِم وَ هُمُ الشّيعةُ أولئٰك هُمُ المُتّقونَ حَقيقةً
أولئٰك المُصدِّقونَ بِولاية آلِ محمّدٍ (ص) لَهُم ما يشتَهونَ عِندَ ربِّهِم مِنَ الأجرِ والثّوابِ والنِّعمَةِ والجَزاءِ والدَّرجاتِ الرَّفيعةِ في الجِنان ذٰلك جَزآءُ إحسانِهم بِتَمَسُّكِهِم بالولاية ،
سَيَجعلُ اللهُ الولايةَ كَفّارَةً للشّيعَةِ عن سَيِّيءِ أعمالِهِم وَ هَفَواتِهِم وَ زَلاّتِهم و يَجزِيَهُم أجرَ ولايَتِهِم بِأحسَنَ أعمالِهم و طاعاتِهم في الجنّة ،
فيا حبيبي أليسَ اللهُ القادِرُ القاهِرُ ليكفي عَبدَهُ عليّ بن أبيطالبٍ (ع) مِن كيدِ أعداءِه ؟ بَلي قَطعاً فهو كافيهِ حَتماً .
فيا رسول الله إنَّ المُنافقينَ يُخوِّفونَك بِرؤسِ الكُفرِ والنِّفاقِ من بني اُميّةَ و قُريشٍ مِن دونِ اللهِ لِعداءِهِم لأِهل بيتك (ع) !
وَأعلَمْ أَنّ مَن يُضلِلهُ اللهُ و يَذَرهُ في ضَلالَتِهِ عَنِ الحَقِّ و الهُديٰ و ولاية أهل البَيْت (ع) فَما لَهُ مِن هادٍ يهديهِ إليٰ الحَقّ ،
وَأعلَمْ أنّ مَن يَهديهِ اللهُ لِولايَةِ آلِ مُحمّدٍ (ص) فَمالَهُ أحَدٌ يُضِلُّهُ عَنها أليسَ اللهُ بِعَزيزٍ يُعِزُّ المُؤمنينَ و ذي انتقامٍ مِنَ المُنافقين ؟؟؟
و لو أنّكَ سألتَهُم مَن خَلَقَ السَّماواتِ والأرضَ لَيَقولَنّ خَلَقَهُمُ اللهُ قُل لهُم أفَرَأيتُم ما تَدعونَ مِن دونِ اللهِ مِن أولياءَ و خُلَفاءَ هل يَخلُقونَ كلاّ و هَيهات .
فالّذينَ تَدعونَ مِن دونِ اللهِ آلهَةً و وُلاةً هل إذا أرادَنِيَ اللهُ بِمَرَضٍ قادرون علي كَشفِهِ عَنّي ؟أو أرادَني بِرَحمَةٍ و فَتحٍ هَل هُنّ قادراتٌ علي مَسكِ رَحمَتهِ عنّي ؟
فَقُل لهُم يا حبيبي حَسبِيَ اللهُ وَليّاً و ناصِراً عليهِ يَتوَكّلِ المُتَوَكِّلون مِن شيعَةِ محمّدٍ و آل محمّدٍ (ص) و لا يَتّكِلونَ عليٰ وُلاةِ الجَور .
قُل لِلمُنافقينَ يا قوم اعمَلوا عليٰ مكان عقيدتكم إنّي عامِلٌ عليٰ عَقيدَةِ الوِلاءِ لأِهلِ بيتي فَسوفَ تَعلَمونَ يومَ القِيامَةِ مَن يأتيهِ عَذابٌ يُذِلّهُ و يَنزِلُ عليهِ عذابُ الحريقُ الدّائِم .
إنّا أنزَلنا عَليكَ يا حبيبي القُرآن لِتُبَلِّغَهُ لِلنّاسِ بالحَقّ و الصِّدقِ فَمَنِ اهتديٰ لِولايةِ آل مُحمّدٍ (ص) فَثَوابُهُ لِنَفسِهِ وَ مَن ضَلَّ عَنها فَإنّما يَضِلُّ و علي نَفسِهِ ضَرَرُهُ و ما أنتَ علَيهِم بوكيلٍ تُجبِرُهُم عليٰ الهديٰ .
و لِيَعلَموا بأنَّ الأرواحَ في قَبضةِ اللهِ فهوَ يَقبِضُ الأنفُسَ حينَ أجَلِها والّتي لَمْ يأتِ أجَلَها فَلم تَمُت في مَنامِها عِندَ ابتعادِ الرّوحِ عَنِ الجَسَد ، أَمّا الّتي جآءَ أجلها فَتَموتُ فَيُمسِكُ الرّوحَ عنها !
والاُخريٰ الّتي لَم يأتِ أجَلَها فَيُرسِلُها تَرجِع إليٰ الجَسَد حَتّي أجَلٍ مُحدَّدٍ لَها إنّ في ذلك لَعِبرةً لقومٍ يَتَفَكّرون فَيَتّقونَ اللهَ و يَستَعِدّونَ للموتِ فَيُوالونَ آل مُحمّدٍ (ص)
فَهَل استعدّوا لِلمَوْتِ و لِلِقاءِ اللهِ أم اتّخَذوا مِن دونِ اللهِ أولياءَ و خُلَفاءَ لِيكونوا لَهُم شُفَعاءَ قُل هٰؤلاءِ الظّالِمونَ لا يَملِكونَ شيئاً مِنَ الشفاعَةِ كيفَ يَشفعونَ لكم أفلا تعقلون ؟؟
قُل لَهُم يا حبيبي إنَّ الشَفاعَةَ كُلَّها لِلّهِ فَلا يُخَوِّلُها إلاّ لِمُحَمّدٍ و آل محمّدٍ (ص) لَهُ مُلكُ السّماواتِ و الأرضِ يَتَصَرَّفُ فيهِ كيفَ يَشآءُ ثُمَّ إليهِ تُرجَعون فَلا شُفَعاءَ لَكُم
و إذا ذُكِرَ اللهُ وَحدَهُ مَعَ رسولِهِ وَ وَليِّهِ في الأذان و الصّلاة كرِهَت و حَقِدَت قُلوبُ المُنافقينَ الّذينَ لا يُؤمنونَ بالآخرةِ ،
وَ إذا ذُكِرَ الّذينَ هُم مِن دونِ اللهِ وَ رسولِهِ بالخِلافة والرِّئاسة إذا المُنافقين يستبشرون فَرَحاً و سُروراً ،
فابتَهِل إلي الله و قُل أللّهُمَّ خالقُ السّماواتِ و الأرض أنتَ عالمٌ بالأسرارِ وَ الضَّمائِر و الخَفيّاتِ وَ عالِمٌ بالظَّواهِرِ المُشاهَدَةِ أنتَ تَحكُمُ يومَ القِيامَةِ بَيْنَ عِبادَكَ في الولايةِ الّتي كانوا فيها يَختَلِفونَ في الدّنيا
وَ بَعدَ أن تَحكُم بينَهُم بالعَدلِ فَتَحكُمُ بالثّوابِ للشيعةِ والعِقابِ لِلمنافقين حينئذٍ لو أنّ لِلّذينَ ظَلَموا آلَ مُحمّدٍ (ص) كُلّ ما في الأرضِ مِن كنوزٍ وضِعفَها لَوَدَّوْا أن يُقَدِّموها فِديَةً لِيَنجوا من سوءِ العَذاب في جَهنّم ،
وَ ظَهَرَ لَهُم مِن عَدلِ اللهِ ما لَم يكونوا يَعتَقِدونَ وَ ظَهَرَ لَهُم جَزآءُ سيّئاتِ ما كَسَبوا مِن عِداءِ آل مُحمّدٍ (ص) وَ أحاطَ بِهِم ما كانوا يَستهزِئونَ بِهِ مِنَ النّارِ الحَريق .
فإذا نالَ الإنسانَ المُنافِق ضُرٌّ مِن فَقرٍ أو مَرَضٍ دَعا اللهَ لِيَكشِفَ الضُرَّ عَنهُ إذ لا كاشِفَ لَهُ غَيرُهُ و إذا مَنحناهُ إستدراجاً نِعمَة القُدرةِ و الثّروَةِ و الرِّئاسةِ قال : إنّما اُوتيتُ الخِلافة عليٰ عِلمٍ بالسّقيفةِ !!!
بَل إنَّ الخِلافَةَ الّتي خَوّلَهُ اللهُ إستدراجاً هِيَ فِتنَةٌ و أمتحانٌ لهُ و لِلناّس وَ لكِٰنّ أكثَرَ المُنافِقينَ لا يعلمونَ ذلك !
قَد قالَ هذا القَول ألّذينَ كانوا مِن قَبلِهِم كقارونَ و فِرعونَ و نَمرود ، فما أغني عَنهُم مِنَ العَذابِ ما كانوا يَكسِبونَ مِن الآثام ،
فَأصابَهُم جَزآءُ سيِّئاتِ ما كَسَبوا مِنَ الظُّلم و هكذا حالُ الّذينَ ظَلَموا آلَ مُحمّدٍ (ص) فمِن هؤلاء المُنافقين مِن اُمَّتِك سيُصيبُهُم جَزآء سيّئاتِ ما كَسَبوا مِن ظُلمِ آل مُحمّدٍ (ص) وَ ما هُم بِمُعجزينَ اللهَ مِنَ العذابِ والعِقاب
ألَم يَعلَموا بأنَّ اللهَ يُوسِعُ الثَّروَة لِمَن شآءَت حِكمَتُهُ و يَضيِّقُ لِمَن يشآءُ إمتحاناً وَ إختباراً لِعبادِهِ إنَّ في ذٰلك لَدِلالاتٍ لِقومٍ يُؤمنونَ بولايةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) إمتحاناً و إختباراً لِعبادِهِ إنَّ في ذٰلكَ لَدِلالتٍ لِقَومٍ يُؤمِنونَ بِولايةِ مُحمدٍ و آل مُحمّدٍ (ص)
قُل يا حبيبي عَن لِساني لِعبادي مِنَ الشّيعةِ يا عِباديَ الّذين أسرَفوا وَ أفرَطوا عليٰ أنفُسِهِم بارتِكابِ الذّنوب لا تَيْأَسوا مِن عَفوِ اللهِ و غُفرانِهِ فاستَغفِروهُ إنَّ اللهَ يَغفِرُ لكم الذّنوبَ جميعاً ،
إنَّ اللهَ يَغفِرُ لَكُم أيُّها المُؤمنونَ شيعة آل مُحمّدٍ (ص) ذنوبَكُم جميعاً ألصَّغائِرَ والكَبائِرَ و لا يَغفِرُ لأِعداءِكُم شيئاً إنَّ اللهَ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ لِلمُؤمِنينَ خاصّةً .
وَ قُل لِشيعةِ آل محمدٍ (ص) إرجِعوا إليٰ الله و توُبوا إليهِ عَن ذنوبِكُم و استَسلِموا لأِوامِرِهِ و نَواهيهِ و تَمَسَّكوا بِولايةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) كامِلاً ،
فَتوبوا إليٰ اللهِ مِن قَبل الموتِ وَمِن قَبلِ أن يَأتيكُم عَذاب القَبرِ و البَرزَخِ و القيامَةِ فإذا لَم تَتوبوا لا تُنصَرونَ مِن العذاب !)
وَ قُل يا حبيبي لاُِمَّتِك المُسلمين : إتَّبِعوا أحسَنَ ما اُنزِلَ إليكُم في القرآنِ مِن ربِّكُم و هُوَ الأمرُ بالتَّمسُّكِ بِولايةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص)
فَعلَيكُم بذٰلك مِن قَبلِ أن يَأتيكُمُ العذابُ مِنَ اللهِ مُباغَتَهُ و مَفاجِئٌ لكم فيُهلِكُكُم و أنتُم لا تَشعُرونَ بِمَجييءِ العَذاب ،
فَعلَيكُم بالإسراعِ و الإهتمامِ بالتَّمَسُّكِ بولاية محمدٍ و آل محمدٍ (ص) قَبلَ يوم الحَسرَةِ أن تَقولَ نَفسٌ لم تَكُن آمَنَت بولايةِ آل محمدٍ (ص) واحسرتاهُ عليٰ ما فَرَّطْتُ مِنَ الفرائِضِ في جَنبِ الله و قَد كُنتُ أسخَرُ مِن آل محمدٍ (ص)
وَ قَبلَ أن تَقولَ نَفسٌ ضالّهٌ لَو أنَّ اللهَ هداني لِولايةِ مُحمدٍ و آل مُحمدٍ (ص) في الدُّنيا لَكُنتُ مِنَ المُتّقينَ العذابَ الأليمَ و مِن زُمرَةِ الشّيعة الأتقياء .
و قَبلَ أن تَقولَ نَفسٌ ظالِمَةٌ حينما تَريٰ عَذابَ جَهنَّمَ يا لَيْتَ لي رَجعةً إليٰ الدّنيا فأكونَ مِنَ المُحسِنينَ بالتَّمسُّكِ بولايةِ مُحمدٍ و آل محمدٍ (ص)
فَعِندَئذٍ يُخاطَبُ هذا بقولِهِ تعاليٰ : بَليٰ نَعرِفُ إدّعاءَكَ الكاذِبَ فقَد جاءَتكَ آياتي بِشأنِ عَليٍّ و آلِ مُحمّدٍ (ص) فَكَذّبتَ بها واستَكبَرتَ عَنِ التَّمسُّكِ بِهِم و كُنتَ مِنَ الكافرينَ بِولايَتِهِم
وَ يَومَ القِيامَةِ تَريٰ يا حبيبيَ الّذينَ كَذَبوا عليٰ اللهِ بادّعاءِ الخِلافَةِ و الولاية بَعدَكَ وُجوهَهُم مُسوَدّةٌ لِبُغضِهِم لأِهلِ بيتِك (ع) ،ألَيسَ في جَهَنّمَ مقاماً لِلمُتكبِّرينَ عَن ولايَتِهِم فَحَتماً يكون .
وَيَومَ القِيامَةِ يُنَجيّ اللهُ الّذينَ اتّقَوُا اللهَ و تَمسّكوا بولاية آل ِمُحمدٍ (ص) مِنَ العَذابِ بِمَكانِ فوزِهِم وَ هي الجنّة لا يَمَسُّهُم أذيً وَلا هُم يَحزَنونَ مِن غَمٍّ
والنَّجاة بِيَدِالله لأِنّ اللهَ خالِقُ كلَّ شيءٍ في الدّنيا و الآخرةِ و خالِقُ الجنّةِ والنّار قادِرٌ عليٰ كُلِّ شيءٍ يَتَصرّفُ بإرادةٍ كامِلَةٍ و اختيارٍ تامٍّ .
تَملَّكَ بقُدرَتِهِ و تَقَلّدَت مَشيئتُهُ و إرادَتُهُ مَلكوتُ السّماواتِ والأرض فَإختيارُها بِيَدِهِ والّذين كفروا بآياتِ الله النّازِلَةِ بشأنِ آلِ مُحمدٍ (ص) أولئٰكَ هُمُ الخاسِرونَ للجَنّة .
قُل للمنافقون يا حبيبي أفَغَيرَاللهِ تطلبونَ منّي أن أعبُد و اُطيع فَأنصِبَ غيرَ عليٍّ (ع) للولاية و الخِلافةِ و الإمامَةِ أيّها الجاهلون بعصمتي و بفضائِلِ عليٍّ (ع) ؟!
( وَ لَقَد أوحِيَ إليكَ إليٰ الّذينَ مِن قَبلِكَ لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطنَّ عَملُك و لتكونَنَّ مِنَ الخاسِرين )
وَ بالتأكيد لَقَد اُوحيَ إليكَ مِنَ اللهِ كَما اُوحِيَ إلي الأنبياءِ مِن قَبلِكَ فلو أنَّكَ اُشرَكتُ أحداً مع أهل بيتك (ع) في الولايةِ لَيَبطِلنَّ عَمَلُك و لَتكونَنَّ مِنَ الخاسرينَ أجرَك ،
بَل يا حبيبي اُعبُدِ اللهَ وَحدَهُ و لا تُشرِك أحداً مَعَ أهل بيتِكَ في الولايةِ و كُن مِنَ الشّاكرينَ لِنِعمَةِ الولايةِ واشكُرِ اللهَ عليها !!
و هولاءِ المُنافقون ما قَدَروا عَظَمة الله حَقَّ قَدرِهِ و شأنِهِ كي يُطيعوهُ و يُوالوا آلَ مُحمّدٍ (ص) فَليَعلَموا أنَّ الأرضَ كُلَّها في قَبضةِ قُدرَتِهِ يومَ القيامةِ ،
و يومَ القيامَةِ جميع السّماواتِ مَلفوفاتٌ بِيَمينِ قُدرَتِهِ تَنَزّهَ و تَقَدَّس و تعاليٰ عَن خَلقِهِ وَ عمّا يُشرِكونَ بطاعَتِهِ و عِبادَتِهِ .
و عِندَ قُبَيلِ السّاعَةِ يأمُر اللهُ إسرافيلَ بِأَن يَنفِخَ في البوقِ مِنَ القِرنِ فَيَصعَقُ عليَ الأرض مَيِّتاً كُلّ مَن في السّماواتِ و الأرضِ مِن أحياء ، إلاّ مَهديُّ آل مُحمّدٍ (ص) بِمَشيئةِ الله !!
ثُمّ يُميتُ اللهُ إسرافيلَ و عِزرائيلَ إيضاً و لا يَبقيٰ إلاّ وجهَهُ الكريم ثمَّ يَنفُخُ المَهديُّ (ع) بأمرِ اللهِ في الصّورِ فَيُحيي اللهُ جَميعَ الخَلائِقِ فإذاهُم قِيامٌ ينظُرون .
فَعِندَئِذٍ أشرَقَتِ الأرضُ بِنورِ عَدلِ رَبِّها بَعد ما اُظلِمَت بِظُلمِ الظّالمين و وُضِعَ كِتابُ أعمالِ الخلائِقِ و جييءَ بالنّبيّينَ والشُّهدآءَ لِحسابِ اُمَّتِهِم ،
فَعِندَئِذٍ فَنِعمَ الحَكَمُ اللهُ والزَّعيمُ مُحمّدٌ (ص) فَيَقضي بينَهُم بالعَدلِ و هُم لا يُظلَمونَ شيئاً بَل يُجزَوْنَ بأعمالِهِم وَ عليٌّ (ع) قَسيمُ الجنّةِ والنّار .
و تُستوفيٰ كُلّ نَفسٍ ما عَمَلت مِن خَيرٍ أو شَرٍ و إيمانٍ و نِفاقٍ في الدّنيا بِيَدِ عليّ بن أبيطالبٍ (ع) فَيَسوقَ قِسماً إلي الجَنّةِ و آخَرونَ إلي الجَحيمِ و اللهُ أعلمُ بِما يَفعَلُ العِباد .
و يَسوقُالملائِكةُ الغِلاظُ الشِّدادُ بالسَّوطِ الّذين كَفروا باللهِ و بولاية مُحمّدٍ و آلِ محمّدٍ أفواجاً فَلمّا يَصِلونَ إلي عَتَبَتِها و تُفْتَحُ لهم أبوابُها ،
حينئذٍ يَقولُ لَهُم خَزَنَةُ جَهَنَّم مالِكٌ وَ رَبَعُهُ أَلَم يَأتِكُم رُسُلٌ مِنكُم مِن قِبَلِ الله ؟ يَتلونَ علَيكُم آياتِهِ و يُنذرونَكُم لِقاءَ عذابَ هذا اليوم ؟؟
فَيُجيبونَ بَليٰ لَقَد أتَتنا رُسُلٌ يَتلونَ علَينا آياتِ اللهِ و لـٰكِن عَصَيناهُم وَ عائَدنا و لَم نُؤمِن وَ لَم نُطيع فَحَقّت عَلينا كَلِمَةُ العَذابِ مِنَ الله لِكُفرِنا ،
فَتَقولُ لَهُم خَزَنَةُ النّارِ اُدخُلوا أبوابَ جَهَنّمَ و لا تَرجِعوا و لا مَفَرَّ لكُم مِنها فادخُلوها خالِدينَ فيها إليٰ الأبَد فَبِئسَ مَقام المُتَكَبّرينَ عليٰ آل مُحمّدٍ (ص)
وَ عِندَئِذٍ يُساقُ الّذينَ اتّقَوا اللهَ و آمَنوا بولايةِ مُحمدٍ و آلِهِ (ع) و تَمسَّكوا بالقُرآنِ والعِترَةِ تَسوقُهُم خَيلُ ملائِكة الرَّحمَةِ إليٰ الجَنّةِ أفواجاً ،
فحينما يُوصِلونُهُم إليٰ أعتابِ الجَنّة يَفتَحُ رضوانٌ خازِنُ الجِنانِ لَهُم أبوابَها الثّمانِيَةَ و يقول لهُم سلامٌ عليكُم طِبتُم بولايةِ آل مُحمّدٍ (ص) فادخُلوا الجَنّةَ خالِدينَ فيها ،
و عندما يَدخُلُ الطَيّبونَ المُوالونَ لآِلِ مُحمدٍ (ص) في الجَنّةِ ، يَقولونَ أَلحَمدُ لِلّهِ و لَهُ الشُّكرُ و الثَّناءُ والمَجدُوا لآلاءُ عليٰ أن صَدَقَنا وَعدَهُ بِإدخالِنا الجَنّةَ ،
والحَمدُ لِلّهِ الّذي أورَثَنا الأرضَ بَعدَ أن تَمَلَّكَها وُلاةُ الجَوْرِ فَنسكُنُ مِنَ الجَنّةِ حيثُ نُريدُ مِنَ القُصُورِ فَالجَنّةُ نِعمَ الأَجر لِلعامِلينَ المُتَمَسِّكينَ بِولايَةِ أميرِالمُؤمنين (ع) .
و عِندَئِذٍ تَريٰ يا رسولَ الله الملائِكَةَ المُقرّبينَ حافِّينَ طائِفينَ مِن حَوْلِ عَرشِ مَلَكوتِ اللهِ يُسبِّحونَ بِحَمدِ اللهِ و يُقَدِّسونَهُ ،
و قُضي بَيْنَ المُنافقينَ و بيْنَ المُؤمِنينَ و بَيْنَ آلِ مُحمّدٍ (ص) و أعداءِهِم والمُخالِفينَ ،بالعَدلِ فَعِندما يَنتهي الحِسابُ و الجَزاءُ يقولُ مُحمّدٌ و آلُ مُحمّدٍ (ص) ألحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمينَ عليٰ أَن أَخَذَلَنا بِثَأرِنا مِن أعدائِنا الظّالمين و تَفَضّلَ عليٰ شيعَتِنا المُؤمنين
نشر في الصفحات 892-871 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی