سورة الإمتحان
2017-02-20
سورة مَريَم (ع)
2017-02-20

(33)
سورة الزُّمَرْ

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بإسم جَلالَتي الخاصّةِ بي دونَ سِوايَ وبِإسمِ رحمانِيَّتيَ الواسعة ورحيميّتيَ الخاصّةِ لِعباديَ المُؤمنين اُوحي إليكَ :-

( تَنزيلُ الكتابِ منَ اللهِ العزيزِ الحَكيم )

إنَّ تَنزيلَ كتابِ الوَحيِ القُرآنِ مِنَ السّماءِ عَليكَ بواسِطَةِ جبرائيل هُوَ مِن كلامِ اللهِ العَزيزِ في مُلكِهِ أَلحَكيمِ في سُلطانِهِ ،

( إنّا أنزَلنا إليكَ الكتابَ بالحَقِّ فاعبُدِ اللهَ مُخلِصا” لَهُ الدّين )

فيا رسولَ الله إنّا أَنزَلنا إليكَ القُرآنَ بالحَقِّ الّذي لا رَيْبَ فيه فَتَعبَّد لِلّهِ بما في القرآن و أَخلِصِ العبادَةَ لِلّهِ مُطَبِّقاً لهُ دين الإسلام ،

( ألا لِلّهِ الدّينُ الخالِصُ والّذينَ اتّخَذوا مِن دونِه أولياءَ ما نَعبُدُهم إلاّ لِيُقرّبونا إلي اللهِ زُلفيٰ )

ألا فاعلَموا أيّها النّاس إنّ لِلّهِ دينُ الإسلام فَتَديّنوا بهِ بإخلاصٍ والّذين اتّخَذوا أولياءَ و خُلَفاءَ و مَعبودينَ يقولون : ما نَعبُدُهُم إلاّ لِيُقرّبونا إلي اللهِ مَقاماً عالياً !

( إنّ اللهَ يَحكُمُ بينهم في ما هُم فيهِ يَختَلِفونَ إِنَّ اللهَ لا يَهدي مَن هوکاذِبٌ كَفّارٌ )

إِنَّ اللهَ سوفَ يَحكُمُ بَينَهُم و بَيْنَ المُؤمنين في ما هُم فيهِ يَختَلِفونَ بِشأنِ الولايَةِ إنّ اللهَ لا يَهدي مَن هُو كاذِبٌ عليٰ اللهِ كفّارٌ بِعبادَتِهِ و طاعَتِهِ .

( لو أرادَ اللهُ أن يَتَّخِذَ ولَداً لاَصْطَفَيٰ مِمّا يَخلُقُ ما يشآءُ سبحانَهُ هواللهُ الواحِدُ القَهّار )

لوأراد اللهُ أن يَتَّخِذَ لِنَفسِهِ وَلَدا” كما يقول النّصاريٰ لأختارَ مِمّا يَخلُقُ مِنَ الملائِكةِ ما يشآءُ مِن وَلَدٍ لكنّهُ تَقدّسَ و تَنَزّهَ و هو اللهُ الواحدُ الفَردُ القَهّارُ لِعبادِه .

( خَلَقَ السّماواتِ والأَرض بالحَقِّ يُكوِّرُ اللّيلَ عليٰ النّهار و يُكوِّرُ النّهارَ عليٰ اللّيل )

خَلَقَ السّماواتِ والأرض وما فيهِنّ مِن دون شريكٍ بالحَقِّ والعَدلِ والحِکمَةِ يُدخِلُ اللّيلَ عليٰ النّهارَ و يُدخِلُ النّهارَ عليٰ اللّيل بِدَوَرانِ الأرض بقُدَرتِهِ ،

( وَ سَخَّر الشَّمسَ و القَمَرَ كُلٌّ يجري لأِجَلٍ مُسمّيً ألا هُوَ العزيزُ الغَفّار )

و سَخّر الشَّمسَ تجري في فَلَكِها فتُنتِجُ الفصولَ الأربعةَ و سَخّر القَمَر يَجري و يَسيرُ حولَ الأرضِ فيُنتِجُ الأشهُر ومسيرهما لِغايةٍ مُحدَّدَةٍ ألا هُوَ العزيزُ فى ملكوتِهِ الغفّارُ للمؤمنين .

( خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحدةٍ ثُمّ جَعَل منها زوجَها )

وَاللهُ خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحدةٍ لأوّلِ إنسانٍ هو آدمُ أبوالبَشَر ثُمَّ جَعَل من طينةِ النّفس الواحدةِ زوجَها و هي حوّاء أوّلُ إمَرَأةٍ ،

( و أنزَلَ لكم من الأنعام ثمانيةَ أزواجٍ يخلقكم في بطونِ اُمّهاتكم خَلقاً مِن بَعدِ خَلقٍ )

واللهُ أنزَلَ لكم مِنَ الجنّة مِنَ الأنعام الأربعة، ألإبِل والبَقَروا الغَنَم و الطّير ثُمَّ فصيلاتهما المُتَنوّعةِ مِن ثمانية أزواجٍ أربعةٍ ذكور و أربَعةٍ اُناث يَخلُقُكم ، و هُنَّ، في بطونِ اُمّهاتِكم نَسلاً بَعد نَسلٍ ،

( في ظُلُماتٍ ثلاثٍ ذلكُمُ اللهُ ربّكم لهُ المُلكُ لا إلهٰ إلاّ هوفأنّيٰ تُصرَفون )

خَلَقكُم اللهُ في بطونِ اُمّهاتِكم فى ظُلُماتٍ ثلاثٍ ظُلمَة المَشيمَةِ والرَّحِمِ و البَطنِ ذلكَ هو اللهُ ربّكم خَلَقكُم لهُ المُلكُ الحقيقيّ لِكُلّ ماسِواهُ لا إلهٰ إلاّ هُوَفأيْنَ تَصرِفونَ وجوهَکُم عنهُ ؟

( إن تكفروا فإنّ اللهَ غنيٌّ عنكم ولا يَرضي لِعبادِهِ الكُفر )

إن تكفروا باللهِ وبولايةِ محمّدٍ و آلهِ أيّها المُنافِقون فإنّ اللهَ غنيٌّ عنكم وليسَ بحاجةٍ إلى إيمانِكُم ولايَرضي عنكُم ولايَرضي لِعبادِهِ الكُفَر بهِ !

( وَإن تشکروا يَرضَهُ لكم ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ اُخريٰ )

وَ إن تشكروا الله علىٰ نِعَمِهِ وأياديهِ لكم وتُؤمنوا بهِ و بولايةِ محمّدٍ و آلِ محمّدٍ (ص) يرضاهُ لكم عَملاً ولاتَحمِل نفسٌ حاملةٌ ثِقلَ عملها ثِقلَ نَفسٍ اُخريٰ

( ثُمّ إلى ربّكم مرجعكم فيُنَبِّئُكُم بما كنتم تعملون إنّه عليمٌ بذات الصّدور )

فكُلّ نَفسٍ مَسؤولةٌ عن حِملها ثُمّ إلى ربّكم مرجعكم فى المَعادِ فيُحاسبكم و يُخبرکم بما کنتم تعملون فی الدنيا إنّه عليمٌ بما فی القلوب و النيّات وَالمقاصِدِ والضّمائِر

( وإذا مَسَّ الإنسانَ ضُرٌّ دعا ربَّهُ منيباً إليه )

( وإذا مَسَّ الإنسانَ المُنافِقَ ضُرٌّ و أذيً مِن فَقرٍ أو مَرَضٍ وغيرهِ دعا الله ربّه راجعاً إليهِ عن غَيِّهِ وغَفلَتِهِ لِيَكشِفَ عنهُ ضُرَّه ،

( ثُمَّ إذا خَوَّلَهُ نِعمةً منهُ نَسِيَ ما كان يدعو إليهِ من قبل )

ثُمَّ إذا تعاهَدَهُ اللهُ بِنعمَةٍ ومِنحَة وكَشَفَ الضُّرّ نَسِيَ ما كان يدعو إلىٰ الله من قبلِ کَشفِ الضُّرّ فلا يذکرالله ولايُنيبُ إليه !

( وجَعَلَ لِلّهِ أنداداً لِيُضِلَّ عن سبيلهِ قُل تَمتَّع بِكُفرِكَ قليلاً إنّك مِن أصحابِ النّار )

ثُمَّ جَعَلَ هذا الإنسانُ المنافقُ لِلّهِ أنداداً وشُرَكاءَ فى الطّاعَةِ والعبادةِ لِيُضلَّ النّاس عن سبيل الله قُل لهُ يا حبيبى : تَمَتّع بِكُفرِك فى الدّنيا قليلاً إنّك فى الآخرة من أصحابِ جهنّم ،

( أمَّن هوقانِتٌ آنآءَ اللّيل ساجداً وقائماً يَحذرُ الآخرة ويرجو رحمةَ رَبّهِ )

فهل هذا المنافق كَمَن هو قانِتٌ دائمَ الدّعاءِ فى أوقات اللّيل تراهُ ساجداً وقائماً فى العبادَةِ يخافُ عذابَ الآخرة و يرجو رحمةَ ربِِّهِ وجنّاتِهِ:

( قُل هل يَستوِي الّذينَ يَعلَمونَ والّذينَ لا يَعلمونَ إِنمَّا يَتَذكَّر اُولوا الألباب )

يا أصحابَ العُقول هَل يَستوي الّذينَ يَعلَمونَ مَعنيٰ الإيمان والولاية والمُنافقين الّذينَ لا يَعلَمونَ ذلك‌ ؟ إنَّما يَتَذَكَّربهذا أصحاب العُقول السّليمةِ والقلوبِ الواعِيةِ ،

( قُل يا عبادِ الّذين آمَنوا اتّقوا رَبَّكُم لِلَّذين أَحسَنوا فى هـٰذهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ )

قُل يا حبيبي لِلشّيعَةِ المُوٰاليينَ لَكَ و لِعِترَتِك يا عبادِيَ المُؤمنين :

إتّقوا الله ربّكُم و لا تَتقرّبوا إليٰ وُلاةِ الجَور و الظَّلَمَةِ والمُنافقين لِلّذين أحَسَنوا مِنكُم في هٰذهِ الدُّنيا حَسَنةٌ في الآخرة ،

( وَ أَرضُ اللهِ واسِعَةٌ إنّما يُوَفَّيٰ الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حسابٍ )

فإذا ضايَقَتكُمْ وُلاةِ الجَورفَهاجِروا عَنهُم وأرضُ اللهِ واسِعَةٌ تَسَعَكُم و لا تُذِلّوا أنفُسَكم لَهُم إنّما يُجزيٰ الصّابِرونَ أجرَهُم كامِلاً يَومَ القيامةِ بلاحسابٍ فيَدخلونَ الجنّة سريعاً .

( قُل إنّي اُمِرتُ أن أعبُدَ اللهَ مُخلِصاً لَهُ الدّين و اُمِرتُ لِأَن أَكونَ أوّلَ المُسلمين )

قُل لَهُم يا حبيبي إنّي اُمِرتُ بأمرِ اللهِ أَن أَعبُدَ اللهَ وَحدَهُ مُخلِصاً لهُ الدّين الّذي أكمَلَهُ بولايةِ عليٍّ (ع) فَاُوالِيهِ و آمُرُكم بولايَتِهِ و اُمِرتُ لِأَن أَكونَ أوّلَ المُسلمينَ المُوالين لِعَليٍّ (ع) ،

( قُل إنّي أخافُ إن عَصيْتُ ربّي عذابَ يَومٍ عظيمٍ )

قُل لأُِمّتِكَ يا حبيبى: إنّى أَخافُ إن عَصَيْتُ ربّي ولَم اُبَلِّغ ولاية عليٍّ (ع) إلىٰ النّاس و لَم آخُذ البَيْعَةَ لهُ مِنهُم عَذابَ يومِ القيامةِ العَظيم هَوْلَهُ

( قُلِ اللهَ أعبُدُ مُخِلِصاً لَهُ ديني فاعبُدوا ما شِئتُم مِن دونِهِ )

قُل لِلمُنافقين أنا أعبُدُ الله مُخلِصاً لَهُ ديني مُبلِّغاً ولايةَ عليٍّ (ع) بإخلاصٍ فاعبُدوا ما شِئتُم واشتَهَيْتُم مِن دونِ اللهِ وُلاة الجَور عِناداً !

( قُل إنّ الخاسرينَ الّذين خَسِروا أنفُسَهُم و أهليهِم يومَ القيامة ألا ذٰلك هُوَ الخُسرانُ المُبين )

قُل لِلمنافقين إنّ الخاسرينَ هُمُ الّذين خَسِروا أنفسَهُم و أهليهِم بِتَركِ ولاية عليٍّ(ع) يوم القيامة إذ يَخسَرونَ الجَنّة ألا ذٰلك هُوَ الخُسرانُ الواضِحُ ،

( لهُم مِن فوقِهم ظُلَلٌ من النّار و مِن تَحتِهم ظُلَلٌ ذٰلك يُخوِّفُ اللهُ بهِ عبادَهُ يا عبادِ فاتَّقونِ )

لِهؤلاءِ الِذين خَسِروا أنفسَهُم بِتَركِ ولايةِ آل مُحمّدٍ (ص) في النّار ، مِن فوقِهم أطباقٌ من النّار و مِن تَحتِهم أطباقٌ  مِنَ النّار بذٰلك يُخَوِّفُ اللهُ بهِ عبادَهُ المسلمين يا عبادي فَخافونِ !

( والّذين اجتَنَبوا الطّاغوتَ أن يَعبدوها و أَنابوا إليٰ اللهِ لهُمُ البُشريٰ فَبَشِّر عِبادِ )

والشّيعةُ الّذين اجتَنَبوا خُلَفاءَ الجَور والطَّواغيت أن يُطيعوهُم و يُوالوهُم و أقبَلوا إليٰ الله بولايةِ آل مُحمّدٍ (ص) لَهُمُ البِشارَة فيا مُحمّد (ص) بَشِّر عبادِيَ الشّيعة !!!

( ألَّذين يَستَمِعونَ القَولَ فَيَتَّبِعونَ أحسَنَه )

فَبَشِّر الشّيعةِ الَّذين يَستَمِعونَ إليٰ أقوالِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) و أحاديثهِم و رواياتِهم فَيَتَّبعونَ أحسَنَ الرّواياتِ و الأحاديث و يَعمَلونَ بها ،

( أولئك الّذينَ هَديٰهُمُ اللهُ و أولئٰك هُمْ اُولوا الألباب )

فأولئِٰك الشّيعةُ الأتقياءُ هُمُ الّذين هَداهُمُ اللهُ باتِّباع مُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ (ص) و أولئٰك هُم أصحابُ الضَّمائِر الحَيَّةِ و القُلوبِ الواعِيَةِ و العُقولِ السّليمَةِ .

( أفَمَن حَقَّ عليهِ كَلِمةُ العَذابِ أَفَأنتَ تُنقِذُ مَن في النّار ؟ )

يا رسول الله هَل إنَّ مَن حَقّ عليهِ كَلِمَةُ العَذابِ في جَهنّم لِتَركِهِ ولايةِ أهلِ بيتك (ص) فاُدخِلَ النّار فَهَل أنتَ تُنقِذُ مَن في النّار من المنافقون ؟ فَهَيهات !!

( لـٰكنِ الّذين اتّقَوا رَبَّهُم لَهُم غُرَفٌ مِن فَوقِها غُرَفٌ مَبنيّةٌ تجري مِن تحتِها الأنهار وَعدَ اللهِ لا يُخلِفَ اللهُ الميعاد )

لـٰكنّ الشيعة الّذين اتّقَوا رَبَّهُم و وَالَوْا آلَ مُحمّدٍ (ص) لَهُم يومَ القيامةِ غُرَفٌ مِن فَوقِها غُرَفٌ مَبنيّةٌ في الجنّةِ تجري مِن تَحتِها الأنهارُ وَعَداللهِ لِلمُوالينَ لآِل مُحمّدٍ (ص) بِها فلا يُخلِفُ الله الميعادَ لهم .

( ألَم تَرَ أنّ اللهَ أنزَلَ مِنَ السَّماءِ مآءً فسَلَكهُ ينابيعَ في الأرض ؟ )

ألَم تَرَ يا حبيبي و حَتماً إنّك تَري أنّ اللهَ أنزَلَ مِنَ السّماءِ مآءً مطراً فَأَجراهُ مَسألِكَ تَحتَ الأرض فأخرَجَهُ ينابيعَ عيونٍ و آبارٍ تَنبعُ في الأرض ؟

( ثُمَّ يُخرِجُ بِهِ زَرعاً مُختَلِفاً ألوانُهُ ثُمّ يهيجُ فَتَريٰهُ مُصفَرّاً ثُمّ يَجعلُهُ حُطاماً )

ثُمَّ بعدَ نبْعِ الماءِ يُخرِجُ بهِ منَ الأرضِ زَرعاً مُتَنوِّعاً أشكالُهُ ثُمَّ يَجِفُّ فَتراهُ مُصفَرّاً بَعدَ الإخضِرارِ ثُمّ اللهُ يَجعَلُهُ هَشيماً يَتَحطّم ،

( إنَّ في ذٰلك لَذكريٰ لاُِولي الألباب )

إنّ في ذٰلك الوَصف لَتَذكيرٌ لأِهلِ العُقولِ و القُلوبِ الواعِيَةِ السَّليمَة علي أنَّ بَهجَة الدُّنيا و زينَتَها لا دَوامَ لها و حُطامُها زائِلٌ .

( أفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدرَهُ لِلإسلام فَهُوَ علي نورٍ مِنْ ربِّه )

فَهَل إنَّ مَن شَرَح اللهُ صَدرَهُ فاتَّسعَ إيماناً بالإسلام الّذي أساسُهُ ولاية محمدٍ و آلِهِ (ع) فهوَ علي نورِ الولاية و الهداية مِن رَبّهِ كَمَن لم يكُ هكذا ؟

( فَوَيْلٌ للقاسِيَةِ قلوبَهُم مِن ذِكرِ الله اُولئٰك في ضَلالٍ مُبين )

فالعَذاب الأليمُ لِلقاسيةِ قُلوبُهم عِوَضَ الإنشراح للإسلام و ولاية محمدٍ و آل محمدٍ (ص) و القرآن أولئك المُنافقينَ القُساة في ضَلالٍ مُبين ،

( اللهُ ، نَزَّلَ أحسَنَ الحَديثِ كتاباً مُتَشابهاً مَثانِي )

اللهُ جَلّ جَلالَهُ أنزَلَ أحسَنَ الوَحي و الكلام قُرآنا عليكَ لِتُبلِّغَهُم بِهِ مُتشابِه النَّسَق و الآيات و ثَنّيٰ و عَطَفَ معانيها ،

( تَقَشعِرُّ منهُ جُلودُ الّذين يَخشَوْنَ رَبَّهُم ثُمّ تَلينُ جُلودُهم و قُلوبُهم إليٰ ذِكرِ الله )

و مِن عَظَمَتهِ تَحصُلُ القَشعَريرَةُ خُشوعاً في جُلودِ الشّيعةِ الّذين يَخافونَ اللهَ ثُمّ تَستَسلِمُ و تُؤمِنُ مَساماتُهُم و قُلوبُهُم إليٰ ذِكرِ الله و أمرِهِ بالولاية ،

( ذٰلك هُديٰ الله يَهدي بِه مَن يشآء وَ مَن يُضلِلِ اللهُ فما لَهُ مِن هاد )

فهذا الايمانُ لِذِكرِ اللهِ والولايةِ هدايةٌ مِنَ الله يَهدي بِهِ مَن يشآء هدايَتَهُ مِن شيعةِ آل مُحمّدٍ (ص) وَ مَن يُضلِلهُ اللهُ بِتَركِهِ في ضَلالَتِهِ فَما لَهُ مِن أحَدٍ يَهديهِ .

( أفَمَن يَتّقي بِوَجهِهِ سوء العَذابِ يَومَ القِيامَةِ )

وَ هَل مِثلَ حالِ المُؤمِن يكونُ حال مَن يَتّقي بِوَجهِه لَهيبَ نارَ جَهنَّم لأِنَّ يَدَيْهِ مَغلولَتانِ إلي عُنُقِهِ يَومَ القِيامَةِ فَهيهات !

( و قيل للّظالِمين ذوقوا ما كنتُم تكسِبون )

و حينئذٍ يُخاطِبُهُم مالكُ خازن النّار قائِلاً لِلظالمينَ المعانِدينَ المُخالِفينَ لِولاية محمّدٍ و آل محمدٍ (ص) : ذوقوا جَزاءَ ما كنتُم تَكسِبونَ في الدُّنيا .

( كَذَّبَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم فَأتاهُمُ العَذابُ مِن حيثُ لا يَشعُرون )

فإن يُكَذّبوكَ يا حبيبي فَقَد كَذَّبَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم أنبياءَهُم فَأتاهُمُ العَذابُ مِن اللهِ والهَلاك مِن حيثُ لا يَشعُرونَ بهِ ،

( فأذاقَهُمُ اللهُ الخِزيَ في الحَياةِ الدُّنيا وَ لَعذابُ الآخِرَةِ أكبَرُ لو كانوا يَعلَمون )

فَأذاقَهُم اللهُ عَذابَ الخِزي و العارِ و الذُلِّ و الهَوانِ في الحياةِ الدُّنيا و بالتأكيد إنّ عَذابَ الآخرة لَهُم أكبَرُ مِن عَذابِ الدُّنيا لو كانوا يعلَمون ذلك !

( و لَقَد ضَرَبنا لِلنّاسِ في هذا القُرآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَعلّهمُ يَتَذكّرون )

وَ لَقد ضَرَبنا لِلنّاسِ في هذا القُرآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لِمَن آمَنَ و فازَ و مَن كَذّبَ النَبيَّ و لم يُوالي آل محمّدٍ (ص) فيُذيقُهُ اللهُ خِزيُ الدُّنيا و عَذابَ الآخرةِ لَعلَّهُم يَتَّعِظون .

(‌قُرآناً عَربيّاً غَيرَ ذِي عِوَجٍ لَعلَّهم يَتَّقون )

والقُرآنُ أنزلناهُ باللُّغة العَرَبيّةِ الفُصحي مِن غَيرِ إعوعاجٍ في اللّفظِ و المَعنيٰ لِكَي يَفهَموهُ لَعلَّهُم يَتّقونَ اللهَ و يُوالونَ مُحمداً و آل مُحمدٍ‌ (ص)

( ضَرَبَ اللهُ مثلاً رَجُلاً فيهِ شُرَكاءُ مُتشاكِسونَ و رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هل يستويانِ مَثلاً )

ضَرَبَ اللهُ لَكُم مَثَلاً في عليٍّ (ع) و مُناوِئيهِ فَالمَثَلُ هُو أَنَّ مِن أعداءِ عليٍّ مَن هُوَ رَجُلٌ قَد تَشاكَسَ و تَنازَعَ في نَسَبِهِ عِدَّةُ رجالٍ حيثُ اُمُّهُ هِندٌ الزّانِيَة ، و عليٌّ (ع) رَجُلٌ صحيحُ النَّسَبِ سِلمٌ للنبيّ (ص) كلاّ هَل يستويان‌ ؟

( ‌ألحَمدُ لِلّهِ بَل أكثرُهُم لا يعلَمون )

فالحَمدُ لِلّهِ الّذي طَهَّر أنسابَ آل مُحمّدٍ (ص) مِن العِهرِ والخَنا والفَساد والحمدُ لِلّهِ الّذي أَخزيٰ أباسفيانَ و هِندَ و بَنيهِما بَل أكثرُ المُنافِقينَ بذلك لا يعلَمون !

( إنّك مَيِّتٌ و إنّهم مَيّتونَ ثُمّ إنّكُم يومَ القيامَةِ عندَ رَبِّكُم تَختَصِمون )

إنّك يا حبيبي مَيِّتٌ لأِنّ كُلَّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوت كما إنّ المُنافِقينَ و بَني اُميّةَ سَيَموتونَ ولا تَدُم لَهُمُ الدُّنيا ثُمّ إنّك تَجمَعُهُم يَومَ القِيامَةِ عند الله تُخاصِمُهُم بما فَعَلوا بأهلِ بيتك (ع) !

( فَمَن أظلَمُ مِمَّن كَذَبَ عليٰ اللهِ و كَذَّبَ بالصِّدقِ إذ جاءَهُ أليسَ في جهنّمَ مثويًٰ للكافرين ؟ )

فحين تُخاصِمُهُم فَمَن هو أظلَمُ مِنهُم وَ مِمَّن كَذَبَ عليٰ اللهِ و كَذّبَ بولايةِ عليٍّ (ع) و هو الصِّدقُ الّذي جاءَهُ مِنَ اللهِ أَلَيس في جَهنَّمَ مأويً لِلكافرين بولايتِه ؟

( والّذي جاءَ بالصِّدقِ وَ صَدّقَ بِهِ أولـٰئكَ هُمُ المُتَّقون )

فَقَطعاً إنَّ الّذي جاءَ بالصِّدقِ مِن عِندَ ربّهِ وَ هُم مُحمدٌ و آل مُحمّدٍ (ص) والّذي صَدَّقَ بِهِ أي بولايَتِهِم وَ هُمُ الشّيعةُ أولئٰك هُمُ المُتّقونَ حَقيقةً

( لَهُم ما يشآؤونَ عِندَ رَبِّهِم ذٰلكَ جَزآءُ المُحسِنين )

أولئٰك المُصدِّقونَ بِولاية آلِ محمّدٍ (ص) لَهُم ما يشتَهونَ عِندَ ربِّهِم مِنَ الأجرِ والثّوابِ والنِّعمَةِ والجَزاءِ والدَّرجاتِ الرَّفيعةِ في الجِنان ذٰلك جَزآءُ إحسانِهم بِتَمَسُّكِهِم بالولاية ،

( ليُكفِّرَاللهُ عَنهُم أسوَءَ الّذي عَمِلوا و يَجزِيَهُم أَجرَهُم بأحسَنَ الّذي كانوا يَعمَلون )

سَيَجعلُ اللهُ الولايةَ كَفّارَةً للشّيعَةِ عن سَيِّيءِ أعمالِهِم وَ هَفَواتِهِم وَ زَلاّتِهم و يَجزِيَهُم أجرَ ولايَتِهِم بِأحسَنَ أعمالِهم و طاعاتِهم في الجنّة ،

( أَلَيسَ اللهُ بِكافٍ عَبدَه ؟ )

فيا حبيبي أليسَ ‌اللهُ القادِرُ القاهِرُ ليكفي عَبدَهُ عليّ بن أبيطالبٍ (ع) مِن كيدِ أعداءِه ؟ بَلي قَطعاً فهو كافيهِ حَتماً .

( وَ يُخوّفونَك بالّذينَ مِن دونِه )

فيا رسول الله إنَّ المُنافقينَ يُخوِّفونَك بِرؤسِ الكُفرِ والنِّفاقِ من بني اُميّةَ و قُريشٍ مِن دونِ اللهِ لِعداءِهِم لأِهل بيتك (ع) !

( وَ مَن يُضلِلِ اللهُ فَمالَهُ مِن هادٍ )

وَأعلَمْ أَنّ مَن يُضلِلهُ اللهُ و يَذَرهُ في ضَلالَتِهِ عَنِ الحَقِّ و الهُديٰ و ولاية أهل البَيْت (ع) فَما لَهُ مِن هادٍ يهديهِ إليٰ الحَقّ ،

( وَ مَن يَهدِ اللهُ فَما لَهُ مِنَ مُضِلٍّ أليسَ اللهُ بِعَزيزٍ‌ ذي انتقام )

وَأعلَمْ أنّ مَن يَهديهِ اللهُ لِولايَةِ آلِ مُحمّدٍ (ص) فَمالَهُ أحَدٌ يُضِلُّهُ عَنها أليسَ اللهُ بِعَزيزٍ يُعِزُّ المُؤمنينَ و ذي انتقامٍ مِنَ المُنافقين ؟؟؟

( و لَئِن سَألتَهُم مَن خَلَقَ السّماواتِ و الأرضَ لَيَقولُنّ اللهُ قُل أَفرأيتُم ما تَدعونَ مِن دونِ الله ؟ )

و لو أنّكَ سألتَهُم مَن خَلَقَ السَّماواتِ والأرضَ لَيَقولَنّ خَلَقَهُمُ اللهُ قُل لهُم أفَرَأيتُم ما تَدعونَ مِن دونِ اللهِ مِن أولياءَ و خُلَفاءَ هل يَخلُقونَ كلاّ و هَيهات .

( إِنْ أرادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَل هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أو أرادَني بِرَحمَةٍ هَل هُنَّ مُمسِكاتُ رَحمَتِه ؟ )

فالّذينَ تَدعونَ مِن دونِ اللهِ آلهَةً و وُلاةً هل إذا أرادَنِيَ اللهُ بِمَرَضٍ قادرون علي كَشفِهِ عَنّي ؟أو أرادَني بِرَحمَةٍ و فَتحٍ هَل هُنّ قادراتٌ علي مَسكِ رَحمَتهِ عنّي ؟

( قُل حَسبِيَ اللهُ عَليهِ يَتَوكّلُ المُتَوكِّلون )

فَقُل لهُم يا حبيبي حَسبِيَ اللهُ وَليّاً و ناصِراً عليهِ يَتوَكّلِ المُتَوَكِّلون مِن شيعَةِ محمّدٍ و آل محمّدٍ (ص) و لا يَتّكِلونَ عليٰ وُلاةِ الجَور .

( قُل يا قومِ اعمَلوا علي مكانَتِكُم إنّي عامِلٌ فَسَوفَ تَعلَمونَ مَن يأتيهِ عَذابٌ يُخزيهِ و يَحِلُّ عليهِ عَذابٌ مُقيمٌ )

قُل لِلمُنافقينَ يا قوم اعمَلوا عليٰ مكان عقيدتكم إنّي عامِلٌ عليٰ عَقيدَةِ الوِلاءِ لأِهلِ بيتي فَسوفَ تَعلَمونَ يومَ القِيامَةِ مَن يأتيهِ عَذابٌ يُذِلّهُ و يَنزِلُ عليهِ عذابُ الحريقُ الدّائِم .

( إنّا أنزَلنا عليكَ الكِتابَ للنّاسِ‌ بالحَقّ فَمَن اهتديٰ فَلِنَفسِهِ وَ مَن ضَلَّ فإنّما يَضِلُّ علَيها وَ ما أنتَ علَيهِم بوكيلٍ )

إنّا أنزَلنا عَليكَ يا حبيبي القُرآن لِتُبَلِّغَهُ لِلنّاسِ بالحَقّ و الصِّدقِ فَمَنِ اهتديٰ لِولايةِ آل مُحمّدٍ (ص) فَثَوابُهُ لِنَفسِهِ وَ مَن ضَلَّ عَنها فَإنّما يَضِلُّ و علي نَفسِهِ ضَرَرُهُ و ما أنتَ علَيهِم بوكيلٍ تُجبِرُهُم عليٰ الهديٰ .

( أللهُ يَتَوفّيٰ الأنفُسَ حينَ مَوتِها والّتي لَم تَمُت في مَنامِها فيُمسِكُ الّتي قَضيٰ علَيها المَوْت )

و لِيَعلَموا بأنَّ الأرواحَ في قَبضةِ اللهِ فهوَ يَقبِضُ الأنفُسَ حينَ أجَلِها والّتي لَمْ يأتِ أجَلَها فَلم تَمُت في مَنامِها عِندَ ابتعادِ الرّوحِ عَنِ الجَسَد ، أَمّا الّتي جآءَ أجلها فَتَموتُ فَيُمسِكُ الرّوحَ عنها !

( وَيُرسِلُ الاُخري إلي أجَلٍ مُسمّيًٰ إنَّ في ذٰلك لَآياتٍ لقومٍ يَتَفَكّرون )

والاُخريٰ الّتي لَم يأتِ أجَلَها فَيُرسِلُها تَرجِع إليٰ الجَسَد حَتّي أجَلٍ مُحدَّدٍ لَها إنّ في ذلك لَعِبرةً لقومٍ يَتَفَكّرون فَيَتّقونَ اللهَ و يَستَعِدّونَ للموتِ فَيُوالونَ آل مُحمّدٍ (ص)

( أمِ اتّخَذوا مِن دونِ اللهِ شُفَعآءَ قُل أوَلَو كانوا لا يَملِكونَ شيئاً و لا يَعقِلون )

فَهَل استعدّوا لِلمَوْتِ و لِلِقاءِ اللهِ أم اتّخَذوا مِن دونِ اللهِ أولياءَ و خُلَفاءَ لِيكونوا لَهُم شُفَعاءَ قُل هٰؤلاءِ الظّالِمونَ لا يَملِكونَ شيئاً مِنَ الشفاعَةِ كيفَ يَشفعونَ لكم أفلا تعقلون ؟؟

( قُل لِلّهِ الشّفاعَةُ جميعاً لَهُ مُلكُ السَّماواتِ و الأرضِ ثُمَّ إليهِ تُرجَعون )

قُل لَهُم يا حبيبي إنَّ الشَفاعَةَ كُلَّها لِلّهِ فَلا يُخَوِّلُها إلاّ لِمُحَمّدٍ و آل محمّدٍ (ص) لَهُ مُلكُ السّماواتِ و الأرضِ يَتَصَرَّفُ فيهِ كيفَ يَشآءُ ثُمَّ إليهِ تُرجَعون فَلا شُفَعاءَ لَكُم

( وَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَحدَهُ اشمَأَزَّت قُلوبُ الّذينَ لا يُؤمنونَ‌ بالآخرةِ )

و إذا ذُكِرَ اللهُ وَحدَهُ مَعَ رسولِهِ وَ وَليِّهِ في الأذان و الصّلاة كرِهَت و حَقِدَت قُلوبُ المُنافقينَ الّذينَ لا يُؤمنونَ بالآخرةِ ،

( و إذا ذُكِرَ الّذينَ مِن دونِه إذا هُم يَستَبشِرون )

وَ إذا ذُكِرَ الّذينَ هُم مِن دونِ اللهِ وَ رسولِهِ بالخِلافة والرِّئاسة إذا المُنافقين يستبشرون فَرَحاً و سُروراً ،

( قُلِ اللّهُمّ فاطِرَ السّماواتِ و الأرض عالِمَ الغيبِ و الشَهادَةِ أنتَ تَحكُمُ بَينَ عِبادَك في ما كانوا فيهِ يَختَلِفون )

فابتَهِل إلي الله و قُل أللّهُمَّ خالقُ السّماواتِ و الأرض أنتَ عالمٌ بالأسرارِ وَ الضَّمائِر و الخَفيّاتِ وَ عالِمٌ بالظَّواهِرِ المُشاهَدَةِ أنتَ تَحكُمُ يومَ القِيامَةِ بَيْنَ عِبادَكَ في الولايةِ الّتي كانوا فيها يَختَلِفونَ‌ في الدّنيا

( وَ لَو أنَّ لِلّذين ظَلموا ما في الأرضِ جميعاً و مِثلَهُ‌ مَعَهُ‌ لافتَدَوا بِهِ من سوءِ العَذابِ يوم القيامة )

وَ بَعدَ أن تَحكُم بينَهُم بالعَدلِ فَتَحكُمُ بالثّوابِ للشيعةِ والعِقابِ لِلمنافقين حينئذٍ لو أنّ لِلّذينَ ظَلَموا آلَ مُحمّدٍ (ص) كُلّ ما في الأرضِ مِن كنوزٍ وضِعفَها لَوَدَّوْا أن يُقَدِّموها فِديَةً لِيَنجوا من سوءِ العَذاب في جَهنّم ،

( وَ بَدا لَهُم مِنَ اللهِ ما لَم يكونوا يَحتَسِبون وَ بَدا لَهُم سيّئاتُ ما كَسَبوا و حاقَ بِهِم ما كانوا بِهِ يستَهزِئون )

وَ ظَهَرَ لَهُم مِن عَدلِ اللهِ ما لَم يكونوا يَعتَقِدونَ وَ ظَهَرَ لَهُم جَزآءُ سيّئاتِ ما كَسَبوا مِن عِداءِ آل مُحمّدٍ (ص) وَ أحاطَ‌ بِهِم ما كانوا يَستهزِئونَ بِهِ مِنَ النّارِ الحَريق .

( فإذا مَسَّ الإنسانَ ضُرٌّ دعانا ثمَّ إذا خَوَّلناهُ نِعمةً مِنّا قال : إنّما اُوتيتُهُ عليٰ عِلمٍ )

فإذا نالَ الإنسانَ المُنافِق ضُرٌّ مِن فَقرٍ أو مَرَضٍ دَعا اللهَ لِيَكشِفَ الضُرَّ عَنهُ إذ لا كاشِفَ لَهُ غَيرُهُ و إذا مَنحناهُ إستدراجاً نِعمَة القُدرةِ و الثّروَةِ و الرِّئاسةِ قال : إنّما اُوتيتُ‌ الخِلافة عليٰ عِلمٍ بالسّقيفةِ !!!

( بَل هِيَ فِتنَةٌ و لكِٰنَّ أكثَرَهُم لا يَعلمون )

بَل إنَّ الخِلافَةَ الّتي خَوّلَهُ اللهُ إستدراجاً هِيَ فِتنَةٌ و أمتحانٌ لهُ و لِلناّس وَ لكِٰنّ أكثَرَ المُنافِقينَ لا يعلمونَ ذلك !

( قد قالَها الّذينَ مِن قَبلِهِم فَما أغنيٰ عَنهُم ما كانوا يَكسِبون )

قَد قالَ هذا القَول ألّذينَ كانوا مِن قَبلِهِم كقارونَ و فِرعونَ و نَمرود ، فما أغني عَنهُم مِنَ العَذابِ ما كانوا يَكسِبونَ مِن الآثام ،

( فَأصابَهُم سيّئاتُ ما كَسَبوا والّذينَ ظَلموا مِن هٰؤلاءِ سَيُصيبُهُم سَيِّئاتُ ما كَسَبوا وَ ما هُم بمُعجِزين )

فَأصابَهُم جَزآءُ سيِّئاتِ ما كَسَبوا مِنَ الظُّلم و هكذا حالُ الّذينَ ظَلَموا آلَ مُحمّدٍ (ص) فمِن هؤلاء المُنافقين مِن اُمَّتِك سيُصيبُهُم جَزآء سيّئاتِ ما كَسَبوا مِن ظُلمِ آل مُحمّدٍ (ص) وَ ما هُم بِمُعجزينَ اللهَ مِنَ العذابِ والعِقاب

( أوَلَم يَعلَموا بأنَّ اللهَ يَبسُطُ الرِّزقَ لِمَن يشآءُ و يَقدِرُ إنّ في ذٰلك لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمنون )

ألَم يَعلَموا بأنَّ اللهَ يُوسِعُ الثَّروَة لِمَن شآءَت حِكمَتُهُ و يَضيِّقُ لِمَن يشآءُ إمتحاناً وَ إختباراً لِعبادِهِ إنَّ في ذٰلك لَدِلالاتٍ لِقومٍ يُؤمنونَ بولايةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) إمتحاناً و إختباراً لِعبادِهِ إنَّ في ذٰلكَ لَدِلالتٍ لِقَومٍ يُؤمِنونَ بِولايةِ مُحمدٍ و آل مُحمّدٍ (ص)

( قُل يا عبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عليٰ أنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغفِرُ الذّنوبَ جَميعاً )

قُل يا حبيبي عَن لِساني لِعبادي مِنَ الشّيعةِ يا عِباديَ الّذين أسرَفوا وَ أفرَطوا عليٰ أنفُسِهِم بارتِكابِ الذّنوب لا تَيْأَسوا مِن عَفوِ اللهِ و غُفرانِهِ فاستَغفِروهُ إنَّ اللهَ يَغفِرُ لكم الذّنوبَ جميعاً ،

( إنَّ اللهَ هُوَ الغَفورُ الرَّحيم )

إنَّ اللهَ يَغفِرُ لَكُم أيُّها المُؤمنونَ شيعة آل مُحمّدٍ (ص) ذنوبَكُم جميعاً ألصَّغائِرَ والكَبائِرَ و لا يَغفِرُ لأِعداءِكُم شيئاً إنَّ اللهَ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ لِلمُؤمِنينَ خاصّةً .

( و أَنيبوا إليٰ رَبِّكُم و أسلِموا لَهُ )

وَ قُل لِشيعةِ آل محمدٍ (ص) إرجِعوا إليٰ الله و توُبوا إليهِ عَن ذنوبِكُم و استَسلِموا لأِوامِرِهِ و نَواهيهِ و تَمَسَّكوا بِولايةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) كامِلاً ،

( مِن قَبلِ أن يأتِيَكُم العَذابُ ثُمَّ لا تُنصَرون )

فَتوبوا إليٰ اللهِ مِن قَبل الموتِ وَمِن قَبلِ أن يَأتيكُم عَذاب القَبرِ و البَرزَخِ و القيامَةِ فإذا لَم تَتوبوا لا تُنصَرونَ مِن العذاب !)

( وَاتَّبِعوا أحسَنَ ما اُنزِلَ إليكُم مِن رَبِّكم )

وَ قُل يا حبيبي لاُِمَّتِك المُسلمين : إتَّبِعوا أحسَنَ ما اُنزِلَ إليكُم في القرآنِ مِن ربِّكُم و هُوَ الأمرُ بالتَّمسُّكِ بِولايةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص)

( مِن قَبلِ أن يَأتيكُمُ العَذابُ بَغتةً و أنتُم لا تَشعُرون )

فَعلَيكُم بذٰلك مِن قَبلِ أن يَأتيكُمُ العذابُ مِنَ اللهِ مُباغَتَهُ و مَفاجِئٌ لكم فيُهلِكُكُم و أنتُم لا تَشعُرونَ بِمَجييءِ العَذاب ،

( أَن تَقولَ نَفسٌ يا حَسرتيٰ عليٰ ما فَرّطتُ في جَنبِ اللهِ و إن كنتُ لَمِنَ السّاخرين )

فَعلَيكُم بالإسراعِ و الإهتمامِ بالتَّمَسُّكِ بولاية محمدٍ و آل محمدٍ (ص) قَبلَ يوم الحَسرَةِ أن تَقولَ نَفسٌ لم تَكُن آمَنَت بولايةِ آل محمدٍ (ص) واحسرتاهُ عليٰ ما فَرَّطْتُ مِنَ الفرائِضِ في جَنبِ الله و قَد كُنتُ أسخَرُ مِن آل محمدٍ (ص)

( أو تَقولَ لو أنَّ اللهَ هَداني لَكُنتُ مِنَ المُتَّقين )

وَ قَبلَ‌ أن تَقولَ نَفسٌ ‌ضالّهٌ لَو أنَّ اللهَ هداني لِولايةِ مُحمدٍ و آل مُحمدٍ (ص) في الدُّنيا لَكُنتُ مِنَ المُتّقينَ العذابَ الأليمَ و مِن زُمرَةِ الشّيعة الأتقياء .

( أو تَقولَ حينَ تَري العَذابَ لَو أنَّ لي كَرَّةً فأكونَ مِنَ المُحسِنين )

و قَبلَ أن تَقولَ نَفسٌ ظالِمَةٌ حينما تَريٰ عَذابَ جَهنَّمَ يا لَيْتَ لي رَجعةً إليٰ الدّنيا فأكونَ مِنَ المُحسِنينَ بالتَّمسُّكِ بولايةِ مُحمدٍ و آل محمدٍ (ص)

( بليٰ قَد جاءَتكَ آياتي فَكَذّبتَ بِها واستَكبَرتَ و كُنتَ مِنَ الكافرين )

فَعِندَئذٍ يُخاطَبُ هذا بقولِهِ تعاليٰ : بَليٰ نَعرِفُ إدّعاءَكَ الكاذِبَ فقَد جاءَتكَ آياتي بِشأنِ عَليٍّ و آلِ مُحمّدٍ‌ (ص) فَكَذّبتَ بها واستَكبَرتَ عَنِ التَّمسُّكِ بِهِم و كُنتَ مِنَ الكافرينَ بِولايَتِهِم

( و يَومَ القِيامَةِ تَريٰ الّذينَ كَذَبوا عَليٰ اللهِ وُجوهُهُم مُسوَدَّةٌ ألَيسَ في جَهنَّم مَثويٰ للمُتَكَبِّرين؟ )

وَ يَومَ القِيامَةِ تَريٰ يا حبيبيَ الّذينَ ‌كَذَبوا عليٰ اللهِ بادّعاءِ الخِلافَةِ و الولاية بَعدَكَ وُجوهَهُم مُسوَدّةٌ لِبُغضِهِم لأِهلِ بيتِك (ع) ،‌ألَيسَ في جَهَنّمَ‌ مقاماً لِلمُتكبِّرينَ عَن ولايَتِهِم فَحَتماً يكون .

( وَ يُنجّي اللهُ الّذينَ اتّقَوا بِمَفازَتِهِم لا يَمَسُّهُم السوءُ وَ لا هُم يَحزَنون )

وَيَومَ‌ القِيامَةِ يُنَجيّ اللهُ الّذينَ اتّقَوُا اللهَ و تَمسّكوا بولاية آل ِمُحمدٍ (ص) مِنَ العَذابِ بِمَكانِ فوزِهِم وَ هي الجنّة لا يَمَسُّهُم أذيً وَلا هُم يَحزَنونَ مِن غَمٍّ

( أللهُ خالِقُ كلِّ شيءٍ و هو عليٰ كلِّ شيءٍ وَكيلٌ )

والنَّجاة بِيَدِالله لأِنّ اللهَ خالِقُ كلَّ شيءٍ في الدّنيا و الآخرةِ و خالِقُ الجنّةِ والنّار قادِرٌ عليٰ كُلِّ شيءٍ يَتَصرّفُ بإرادةٍ كامِلَةٍ و اختيارٍ تامٍّ .

( لَهُ مَقاليدُ السّماواتِ والأرض والّذين كَفروا بآياتِ اللهِ أولئِكَ هُمُ الخاسِرون )

تَملَّكَ بقُدرَتِهِ و تَقَلّدَت مَشيئتُهُ و إرادَتُهُ مَلكوتُ السّماواتِ والأرض فَإختيارُها بِيَدِهِ والّذين كفروا بآياتِ الله النّازِلَةِ بشأنِ آلِ مُحمدٍ (ص) أولئٰكَ هُمُ الخاسِرونَ للجَنّة .

( قُل أفَغَيرَ اللهِ تأمرونّي أَعبُد أيُّها الجاهلون ؟ )

قُل للمنافقون يا حبيبي أفَغَيرَاللهِ تطلبونَ‌ منّي أن أعبُد و اُطيع فَأنصِبَ غيرَ عليٍّ (ع) للولاية و الخِلافةِ و الإمامَةِ أيّها الجاهلون بعصمتي و بفضائِلِ عليٍّ (ع) ؟!

( وَ لَقَد أوحِيَ إليكَ إليٰ الّذينَ مِن قَبلِكَ لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطنَّ عَملُك و لتكونَنَّ مِنَ الخاسِرين )

وَ بالتأكيد لَقَد اُوحيَ إليكَ مِنَ اللهِ‌ كَما اُوحِيَ إلي الأنبياءِ مِن قَبلِكَ فلو أنَّكَ اُشرَكتُ أحداً مع أهل بيتك (ع) في الولايةِ لَيَبطِلنَّ عَمَلُك و لَتكونَنَّ مِنَ الخاسرينَ أجرَك ،

( بَل اللهِ فاعبُد و كُن مِنَ الشّاكرين )

بَل يا حبيبي اُعبُدِ اللهَ وَحدَهُ و لا تُشرِك أحداً مَعَ أهل بيتِكَ في الولايةِ و كُن مِنَ الشّاكرينَ لِنِعمَةِ الولايةِ واشكُرِ اللهَ عليها !!

( وما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدرِهِ و الأرضُ جميعاً قَبضَتُهُ يَومَ القيامَةِ )

و هولاءِ المُنافقون ما قَدَروا عَظَمة الله حَقَّ قَدرِهِ و شأنِهِ كي يُطيعوهُ و يُوالوا آلَ مُحمّدٍ (ص) فَليَعلَموا أنَّ الأرضَ كُلَّها في قَبضةِ قُدرَتِهِ يومَ القيامةِ ،

( وَالسَّماواتُ مَطويّاتٌ بِيَمينِهِ سُبحانَهُ و تَعاليٰ عمّا يُشرِكون )

و يومَ القيامَةِ جميع السّماواتِ مَلفوفاتٌ بِيَمينِ قُدرَتِهِ تَنَزّهَ و تَقَدَّس و تعاليٰ عَن خَلقِهِ وَ عمّا يُشرِكونَ بطاعَتِهِ و عِبادَتِهِ .

( و نُفِخَ في الصّورِ فَصَعِقَ مَن في السَّماواتِ و مَن في الأرضِ إلاّ مَن شآء الله )

و عِندَ قُبَيلِ السّاعَةِ يأمُر اللهُ إسرافيلَ بِأَن يَنفِخَ في البوقِ مِنَ القِرنِ فَيَصعَقُ عليَ الأرض مَيِّتاً كُلّ مَن في السّماواتِ و الأرضِ مِن أحياء ، إلاّ مَهديُّ آل مُحمّدٍ‌ (ص) بِمَشيئةِ الله !!

( ثُمَّ نُفِخَ فيهِ اُخريٰ فإذاهُم قِيامٌ يَنظُرون )

ثُمّ يُميتُ اللهُ إسرافيلَ و عِزرائيلَ إيضاً و لا يَبقيٰ إلاّ وجهَهُ الكريم ثمَّ يَنفُخُ المَهديُّ (ع) بأمرِ اللهِ في الصّورِ فَيُحيي اللهُ جَميعَ الخَلائِقِ فإذاهُم قِيامٌ ينظُرون .

( وأَشرَقَتِ الآرضُ بِنورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الكِتابُ وجيء بالنَّبيّينَ و الشُّهدآء )

فَعِندَئِذٍ أشرَقَتِ الأرضُ بِنورِ عَدلِ رَبِّها بَعد ما اُظلِمَت بِظُلمِ الظّالمين و وُضِعَ كِتابُ أعمالِ الخلائِقِ و جييءَ بالنّبيّينَ والشُّهدآءَ لِحسابِ اُمَّتِهِم ،

( و قُضِيَ بَينَهُم بالحَقِّ و هُم لا يُظلَمون )

فَعِندَئِذٍ فَنِعمَ الحَكَمُ اللهُ والزَّعيمُ مُحمّدٌ (ص) فَيَقضي بينَهُم بالعَدلِ و هُم لا يُظلَمونَ شيئاً بَل يُجزَوْنَ بأعمالِهِم وَ عليٌّ (ع) قَسيمُ الجنّةِ والنّار .

(َ وُفِيَّت كُلّ نَفسٍ ما عَمِلَت وَ هُوَ أعلَمُ بِما يَفعَلون )

و تُستوفيٰ كُلّ نَفسٍ ما عَمَلت مِن خَيرٍ أو شَرٍ و إيمانٍ ‌و نِفاقٍ‌ في الدّنيا بِيَدِ عليّ بن أبيطالبٍ ‌(ع) فَيَسوقَ قِسماً إلي الجَنّةِ و آخَرونَ إلي الجَحيمِ و اللهُ أعلمُ بِما يَفعَلُ العِباد .

( وَ سِيقَ الّذينَ كَفروا إليٰ جَهَنَّمَ زُمَراً حتيّٰ إذا جآؤُها فُتِحَت أبوابُها )

و يَسوقُ‌الملائِكةُ الغِلاظُ الشِّدادُ بالسَّوطِ الّذين كَفروا باللهِ و بولاية مُحمّدٍ‌ و آلِ محمّدٍ أفواجاً فَلمّا يَصِلونَ إلي عَتَبَتِها و تُفْتَحُ لهم أبوابُها ،

( و قال لهُم خَزَنَتُها ألمَ يَأتِكُم رُسُلٌ مِنكُم يَتلونَ عليكُم آياتِ ربِّكُم و يُنذرونَكُم لِقاءَ يَومِكُم هذا ؟ )

حينئذٍ يَقولُ لَهُم خَزَنَةُ جَهَنَّم مالِكٌ وَ رَبَعُهُ أَلَم يَأتِكُم رُسُلٌ مِنكُم مِن قِبَلِ الله ؟ يَتلونَ علَيكُم آياتِهِ و يُنذرونَكُم لِقاءَ عذابَ هذا اليوم ؟؟

( قالوا بَليٰ و لكن حَقَّت ، كَلِمَةُ العَذابِ عَليٰ الكافِرين‌ )

فَيُجيبونَ بَليٰ لَقَد أتَتنا رُسُلٌ‌ يَتلونَ علَينا آياتِ اللهِ و لـٰكِن عَصَيناهُم وَ عائَدنا و لَم نُؤمِن وَ لَم نُطيع فَحَقّت عَلينا كَلِمَةُ العَذابِ مِنَ الله لِكُفرِنا ،

( قيلَ ادخُلوا أبوابَ جَهنّمَ خالِدينَ فيها فَبِئسَ مَثويٰ المُتَكبِّرين )

فَتَقولُ لَهُم خَزَنَةُ النّارِ اُدخُلوا أبوابَ جَهَنّمَ‌ و لا تَرجِعوا و لا مَفَرَّ لكُم مِنها فادخُلوها خالِدينَ فيها إليٰ الأبَد فَبِئسَ مَقام المُتَكَبّرينَ عليٰ آل مُحمّدٍ (ص)

( و سِيقَ الَّذينَ اتَّقَوْا رَبَّهُم إليٰ الجَنَّةِ‌ زُمَراً‌ )

وَ عِندَئِذٍ يُساقُ الّذينَ اتّقَوا اللهَ و آمَنوا بولايةِ مُحمدٍ و آلِهِ (ع) و تَمسَّكوا بالقُرآنِ والعِترَةِ تَسوقُهُم خَيلُ ملائِكة الرَّحمَةِ إليٰ الجَنّةِ أفواجاً ،

( حَتيّٰ إذا جآؤها و فُتِحَت أبوابُها و قالَ لَهُم خَزَنَتُها سَلامٌ عَليكُم طِبتُم فادخُلوها خالِدين )

فحينما يُوصِلونُهُم إليٰ أعتابِ الجَنّة يَفتَحُ رضوانٌ خازِنُ الجِنانِ لَهُم أبوابَها الثّمانِيَةَ و يقول لهُم سلامٌ عليكُم طِبتُم بولايةِ آل مُحمّدٍ (ص) فادخُلوا الجَنّةَ خالِدينَ فيها ،

( وقالوا الحَمدُ لِلّهِ الّذين صَدَقَنا وَعَدَه )

و عندما يَدخُلُ الطَيّبونَ‌ المُوالونَ لآِلِ مُحمدٍ (ص) في الجَنّةِ ، يَقولونَ أَلحَمدُ لِلّهِ و لَهُ الشُّكرُ و الثَّناءُ والمَجدُوا لآلاءُ عليٰ أن صَدَقَنا وَعدَهُ بِإدخالِنا الجَنّةَ ،

( و أورَثَنا الأرضَ فَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنّةِ حيثُ نَشآءُ فَنِعمَ أَجرُ العامِلين )

والحَمدُ لِلّهِ الّذي أورَثَنا الأرضَ ‌بَعدَ‌ أن تَمَلَّكَها وُلاةُ الجَوْرِ فَنسكُنُ مِنَ الجَنّةِ حيثُ‌ نُريدُ مِنَ القُصُورِ فَالجَنّةُ نِعمَ الأَجر لِلعامِلينَ المُتَمَسِّكينَ بِولايَةِ أميرِالمُؤمنين (ع) .

( و تَريٰ المَلائِكَةَ حافّينَ مِن حَولِ العَرشِ يُسبّحونَ بِحَمدِ ربِّهِم )

و عِندَئِذٍ تَريٰ يا رسولَ الله الملائِكَةَ المُقرّبينَ حافِّينَ ‌طائِفينَ‌ مِن حَوْلِ ‌عَرشِ مَلَكوتِ اللهِ يُسبِّحونَ بِحَمدِ اللهِ و يُقَدِّسونَهُ ،‌

( و قُضِيَ‌ بينَهُم بِالحَقِّ وَ قيلَ‌ أَلحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمين )

و قُضي بَيْنَ المُنافقينَ و بيْنَ المُؤمِنينَ‌ و بَيْنَ آلِ مُحمّدٍ (ص) و أعداءِهِم والمُخالِفينَ ،‌بالعَدلِ‌ فَعِندما يَنتهي الحِسابُ‌ و الجَزاءُ‌ يقولُ مُحمّدٌ و آلُ‌ مُحمّدٍ (ص) ألحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمينَ عليٰ أَن أَخَذَلَنا بِثَأرِنا مِن أعدائِنا الظّالمين و تَفَضّلَ‌ عليٰ شيعَتِنا المُؤمنين

( صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 892-871 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *