(41)
سورة الزُّخُرف = تَسمِيَةُ عَليٍّ (ع)
بإِسمِ ذاتِيَ الإلـٰهيّ و بإسمِ رحمانيّتي الواسِعَةِ و رحيميّتِيَ الخاصّةِ بأوليائي أبدَأَ الوَحيَ بِرَمزِ حآ ميم ، مِنَ الحُروفِ النّورانيّه ،
و اُوحي إليك الكِتابَ الواضِحَ البَليغَ و بِعَظمَتي أنا جَعلتُ الوحيَ قُرآناً يَقرَوُهُ عليك جبرئيل عَربيّاً في اللّفظِ لَعلّكُم أيّها العَرَب :تعقِلونَ الوَحي !!!
و إنّهُ واضِحٌ في قَلبِ القرآن و في ضِمن آياتِهِ بإسمِهِ و صِفَتِهِ مَن هُوَ لدينا و عِندنا مِن الأولياءِ المُقَرّبين و هُوَ بالتأكيدِ عليٌّ أمير المُؤمنين (ع) حكيمٌ عادِلٌ ،
نَسألُ مُستَنكِرينَ هَل نَضرِبُ عنكُمُ القرآنَ و نُزيحُهُ عنكُم جانِباً لأِنّكم كنتُم و لازِلتُم بِمُعاداتِكُم لأِهل البَيْت (ع) و عَليٍّ مُسرِفينَ ظالمينَ ؟؟؟
وَ كَم أرسَلنا مِن نَبيٍّ قبل مُحمّدٍ (ص) في الأقوام الأوّلين فكانوا هُم إيضاً ما يأتيهِم من نَبيٍّ يدعوهُم إليٰ الهُديٰ إلاّ كانوا بهِ يَستَهزِؤن ،
فلمّا استَهزَؤا بالرُّسُلِ أهلكنا مِنَ الأوّلين أشَدَّ مِن مُنافِقي اُمّتكَ بَطشاً وَ قُوَّةً و قَد مضيٰ في القرآنِ شيئاً مِن مَثَلِ الأوّلين و قِصَّتِهم ،
و لو أنّكَ تَسألُ قومك يا حبيبي مَن خَلَق السّماواتِ والأرض فيُجيبونَكَ قائِلين : خَلَقَهُمُ اللهُ العزيزُ في مُلكِهِ ألعَليمُِ في صُنعِه ،
فَقُل لهُم إنَّ اللهَ هو الّذي جَعَلَ لكُمُ الأرضَ مُستَقرّاً لكُم كالمَهدِ و جَعَل لكُم لِسعادَتِكم و تكامُلِكُم في الأرضِ أئمّةً إثنا عَشَر مِن أهل البيت (ع) سُبُلاً إليٰ اللهِ لعلّكم تَهتَدونَ بولايَتِهم ،
وَ اللهُ سُبحانَهُ هو الّذي نَزَّلَ مِنَ السّمآءِ مآءً بِمقدارٍ مُعيَّنٍ حَسَبَ الحِكمَةِ فأنشَرَ بالمَطَرِ و أحيا بَلدَةً مَيّتةً الزَّرعِ ، فكا الزَّرعِ تُخرَجونَ يومَ القيامة
واللهُ جَلَّت عَظَمتُهُ هو الّذي خَلَقَ الأزواجَ مِن الإنسانِ و الحيوانِ و النّباةِ و الجِنِّ و جَعَلَ لكُم أيّها النّاسُ مِنَ السُّفُنِ و الأنعامِ كالإبِلِ و الحِصانِ و الحَمير ما تَركَبون ،
فَخَلَق ظهورها بِحَيثُ تَجلسون باستواءٍ عليها ثُمَّ تُقَدِّروا نِعمَتَها فتَذكّروا نِعمَةِ ربّكم و أياديهِ حينما تَستَوونَ عليٰ ظهرِ الأنعام ،
فتكشروا اللهَ و تقولوا : سُبحانَ اللهِ الّذي سَخّرلنا هذا المَركوب و ما كُنّا لهذا مُطيعينَ و إنّا إليٰ اللهِ و مَشيئَتِهِ في سَيْرنا واصِلون ،
و مُشركي قُريشٍ و مُنافقيهِم مَعَ كلِّ الأنعُم مِنَ اللهِ جَعَلوا لهُ مِن عبادِهِ جُزءاً في الطّاعَةِ و الإنقيادِ مَعَهُ شريكاً ، إنَّ الإنسانَ المُنافق لَكفورٌ بَيِّنٌ لِنِعَمِ اللهِ ،
و بني اُمَيّة أشرَكوا مَعَ اللهِ بعبادَةِ اللّاة و هُبَل و مَناةَ و عُزّيٰ ، أسماء البناتِ اعتبروها بناتَ الله فهِل اتَّخَذ اللهُِ مِمّا يَخلُقُ بَناتٍ حاشاهُ ، حينما اختَصَّكُم بالبَنين ،
و اذا بُشِّرَ أحَدُ مُنافِقي قُريشٍ و بَني اُمَيّة بِوِلادَةِ بنتٍ كالّتي ضَرَبَ إسمَها لِلرّحمان مَثَلاً و نَسَبَها إليهِ فلا يَرضَ بَل صارَ وجهُهُ مُتغيِّراً مُسوَدّاً و هُوَ مُمتَلِيءٌ غَيضاً ،
نَسألُ إستنكاراً هل ينسِبونَ البَناتِ إليٰ اللهِ مَعَ أنَّ بناتهم كعائِشَةَ و حَفصَة و اُمّ حبيبةَ يَنشأنَ في الزّينَةِ والحُلي و الحُلَل و هُنَّ في الخصومةِ مَعَ عليٍّ عَديماتِ الحُجّه ،
و المنافقين جَعَلوا الملائِكة الّذين هُم أنوارٌ قُدسِيّةٌ ، يَعبدون اللهَ الرّحمانَ إناثاً مَعَ أنّ الملائكة عديمَةُ الغرائِزِ الحيوانيّة فَهَل شاهَدوا خَلقَها سَتُكتُبُ شهادتهم بأنّها إناثٌ و يَسألونَ يومَ القيامةِ عَنها
و قال مُشركوا قريشٍ و مُنافِقوهُم لو شآءَ الرّحمانُ أن لا نعبُدُ الأَوْثان ما عَبَدناهُم لكنّهم جاهِلون ليسَ لهُم عِلمٌ بأنّ مَشيئَةَ اللهِ اقتَضَت مَنحَهُمُ الإختيارَ إختِباراً ثُمّ مُحاسَبتهُم عن أعمالِهم إن هُم إلاّ يَفتَعِلونَ الأكاذيب ،
و نَسألُ إستنكاراً هل إنّنا آيتنا هُم كتابَ وحيٍ مِن قَبلِ القرآنِ يأمُرُهُم بعبادَتِها فهُم بذلك الكتابِ مُتَمسّكونَ و يعمَلون ؟ كَلاّ
بل إنّهم قالوا تَبريراً لِعبادَتها : إنّا وَجَدنا آباءَنا عليٰ مِلّةِ كُفرٍ و شِركٍ بعبادتها و إنّا عليٰ آثارهِم سائِرونَ فَلَسنا عليٰ ضَلالٍ بَل مُهتَدون ،
وَ كقولِهِم ذلك ، ما أرسَلنا مِن قَبلِكَ يا مُحمّد (ص) في بَلدَةٍ من نَبيٍّ نذيرٍ لأِهلِها إلاّ قالَ أثرياؤها إنّا وَجَدنا آباءَنا عليٰ مِلّةٍ و إنا عليٰ آثارِهِم مُقتَدونَ بِهم ،
قالَ لَهُم الرّسولُ النّذيرُ أوَلَو جِئتُكُم بِأهديٰ مِمّا وَجدتُم عليهِ آباءَكُم فَتَبقونَ عليٰ آثارِهِم ؟ قالوا نَعَم إنّا بِما اُرسِلتُم بهِ كافِرونَ نَبقيٰ عليٰ آثارهِم ،
فانتَقَمنا منهُم بعدَ عِنادِهِم و أهلَكناهُم فانظُر يا حبيبي كيفَ كانَ عاقِبَة المُكذِّبينَ لِلرُّسُلِ و الأنبياء فهكذا سيكونُ عاقِبَة المُنافقينَ مِن قُريشٍ
و تذكَّر إذ قالَ إبراهيمُ جَدِّك لِعَمّهِ الّذي رَبّاهُ آزَرَ و قومه المشركين عُبّاد الأصنام إنّني بريءٌ مِمّا تعبُدونَ مِنَالأصنام ،
إلاّ أنّني لا أتَبَرَّءُ من الذي خَلَقَني و هو اللهُ فإنّهُ سيُرشِدُني بالوَحيِ و الإلهام و اللهُ جَعَلَ الهِدايَة كَلِمَةً باقيَةً في عَقِِبهِ آل محمّدٍ (ص) لعلَّ قُريشَ يرجِعون إليٰ وِلايَتِهم ،
فإتماماً لِلحُجّةِ لم اُهلِك قريشَ بِكُفرهِم بَل مَتّعتُ هؤلاءِ و آباءَهُم حتيّٰ جاءَهُمُ الحَقّ في القرآنِ و جاءَهُم رسولُ الله محمدٌ (ص) برسالةٍ بَيِّنَةٍ ،
و لمّا جاءَهُم الحَقُّ من الله مَعَ رسولهِ محمّدٍ (ص) قالوا : هذا سِحرٌ و إنّا بهِ كافرون، و أضافوا هَلاّ نُزِّل هذا القرآنُ عليٰ أحدٍ من الرّجُلَيْن العظيمينْ في مَكّةَ و الطّائِف ألوليدُ بن مُغَيْرَةَ و عُروَة بن مَسعودٍ ؟؟؟
هَل إنّ قُريشَ هُم يقسمونَ رحمةَ اللهِ الّتي يَخُصّ بِها عبادَهُ أم أنّ اللهَ يختارُ لِرسالَتِهِ مَن يشآءُ فحَتماً نحنُ قَسمنا بينهم معيشَتَهم في الحياةِ الدّنيا كذلك نَختارُ الرّسول ،
و نحنُ رفعنا بعضهم فوقَ بعضٍ في الرِّزق و المالِ و الوَلَد درجاتٍ لِيَتَّخِذَ الأغنياءُ الفُقراءَ عُمّالاً مُسَخَّرينَ و رسالة الله خيرٌ مِمّا يَجمَعون مِنَ الثّروَه و المالِ ،
و لو لا خشيةَ أن يكون النّاس اُمّةً واحِدَةً في الكُفر لَجعَلنا لِمَن يكفُرُ باللهِ الرّحمانِ ثَروَةً يَصنَعون لِبيوتِهم سُقُفاً مِن الفِضّةِ و دَرَجاً مِن فِضَّة يَصعَدون عليها ،
و لَجَعلنا لِبُيوتِهم أبواباً مِن فِضّةُ مِنَ الغِنيٰ و أسِرَّةً يجلسونَمُتّكِئينَ عليها مِن فِضّةً مُزَخرَفَةً بالذَّهَبِ و الأحجارِ الثّمينَةِ و المُجَوهَرات ،
و إن رَزَقناهُم كلّ ذلك فهُوَ ليس إلاّ متاعٌ زائِلٌ في الحياةِ الدّنيا لهُم و ليس لهُم في الآخرةِ سويٰ النّار و الآخِرةُ و رزقُها عنداللهِ للمُتّقين المُوالينَ لآِل محمّدٍ (ص)
و مَن يُغمِض عَيْنَهُ عَن ذِكرِ اللهِ في القرآنِ و أمرُهُ بولايةِ آل محمّدٍ (ص) نُهَيِّئ لهُ شيطاناً أي نَدَعُهُ إليهِ فيكونُ قرينُهُ حتّيٰ المَماة ،
و إنّ هؤلاء المنافقين و خُلَفاءِ الجَوْر و بَني اُميّةَ و مُخالِفي أهل البيتِ (ع) لَيَصُدّونَ أتباعَهُم عَن مَذهَبِ أهلِ البَيْت (ع) و يَحسَبونَ أنّهم مُهتَدونَ بِترَكِ ولايتهم ،هيهات !!!
فهُم عليٰ هذهِ الحال حتّيٰ إذا ماتَ أحدهم و جاءَنا يوم القيامةِ للحسابِ قالَ للخليفَةِ الّذي تَولاّهُ يا لَيْتَ كان بَيْني و بَيْنكَ في الدّنيا و الآخرةِ بُعد المَشرِقَيْن فأنتَ بِئسَ القرينِ هُنا ،
فيُخاطِبُهم اللهُ و خَزَنَةُ النّيرانِ و يقولونَ لهم لَن ينفعُكُم اليوم هذا التَّمَنيّ إذ ظَلَمتُم آلَ مُحمّدٍ (ص) و شيعَتِهم في الدُّنيا فاليومَ انّكم في العذابِ الحريقِ مُشتَرِكون ،
فيا حبيبي هل أنتَ تَتَمكَّنُ أن تُسمِعَ المُنافِقَ الّذي يَصُمُّ اُذنَهُ عن سِماعٍ فضائِلِ عليٍّ (ع) ؟ أو تهدي عُميَ القُلوبِ بِبُغضِهِ و مَن كانَ في ضَلالٍ بَيِّنٍ بِمُخالِفَتِه ؟
فيا رسولَ الله أنتَ لا تُسمِعُ المُنافِقينَ و لا تَهديهِم فإذا نَذهَبَنَّ بِكَ مِن بَيْنِ ظهرانِيِّهم فَنَتَوفّيَنّكُ فإنّا منهُم مُنتَقِمونَ بسيفِ عليٍّ (ع) بِصِفّين ،
أو نُريَنّك الّذي وَعدناهُم مِن العذابِ في حياتِك في بَدرٍ و اُحُدٍ و حُنينَ فإنّا عليهِم مُقتَدِرونَ بسيفِ عليٍّ (ع) و لا فَتيٰ إلاّ عليّ لا سَيفَ إلاّ ذوالفِقار ،
فاستَمسِك يا حبيبي بالّذي اُوحِيَ إليكَ مِن رَبِّكَ بِنَصبِ عليٍّ (ع) لِلخِلافَةِ والوِلايَةِ مِن بَعدِكَ و أخذِ البَيْعَةِ منهُم إنّكَ عليٰ صِراطِ وِلايَةِ عليٍّ ألصِّراط المُستقيم ،
و بالتأكيد إنّ عليّ بن أبيطالب (ع) هو ذِكرٌ منَ اللهِ لكَ يا رسول الله و لِقومِك و اُمَّتِك الإسلاميّه و سوف تُسألون عن ولايَتِهِ يوم القيامه ،
واسأل يا حبيبي عِند ما تَعرُجُ إليٰ السّماءِ مَن أرسَلنا مِن قَبلِكَ مِنَ رُسُلِنا هل جَعَلنا مِن دونِ اللهِ آلِهَةً لِلنّاسِ يُعبَدون و يُطاعون ؟ فَسَألَ فأجابوا كَلاّ بُعِثنا عليٰ وِلايَتِك وَ وِلايَةِ عليٍّ (ع) ،
و تذكّر لَقَد أرسَلنا موسيٰ بن عِمران بالمَعاجِزِ إليٰ فرعون و قومِهِ الأقباط فقال لَهُم إنّي رسولٌ مِن جانِبِ رَبِّ العالَمينَ إليكم ،
فلمّا جاءَهُم موسيٰ بالآياتِ و المُعاجِز الّتي أعطيناها لهُ لِيُصَدِّقوهُ فإذا هُم منها يَسخَرون و يَستَهزِؤنَ و يَضحكون و لا يُؤمنونَ بها ،
و كُنّا ما نُريهِم مِن مُعجِزَةٍ إلاّ هِيَ أكبَرُ من اُختِها كالعَصيٰ و اليَد البَيْضاء و غيرها و أخذناهُم بالعذابِ قبلَ الهلاكِ غَرقاً في النّيلِ بالقُمَّلِ و الضَّفادِع لعلّهم يَرجِعون ،
و قالوا لِموسيٰ يا أيّها السّاحِرُ بَدَلَ أن يقولوا يا أيّها الرّسول ، اُدعُ لَنا رَبّكَ بما عَهِدَ عِندَكَ أن يستجيبَ دُعاءَكَ فَيَكشِف عنّا العذاب إنّنا بَعدَهُ مُهتَدون ،
فلمّا كَشَفنا عنهُمْ بِدُعاءِهِ العَذابَ إذا هُم يَنكُثُونَ عَهدَهُم و يَنقُضونَهُ حيث عاهَدوهُ أن يُؤمِنوا بهِ و ناديٰ فِرعونُ في قومِهِ قائِلاً : يا قَومِ إنّ موسيٰ فقيرٌ ألَيسَ لي مُلكُ مِصرَ دونَهُ ؟ ،
و ألَيسَ هذهِ الأنهارُ تجري مِن تَحتِ قَصري أفَلا تنظُرونَ ؟ أفَلَستُ أنا خيرٌ مِن موسيٰ هذا الّذي هو ضعيفٌ فقيرٌ و لا يكادُ يُفصِحُ في الكَلامِ بَعدَ أن حَرَقَتِ الجَمرَةُ لِسانَه ،
و قال فرعون هَلاّ اُلقِيَ عليٰ موسيٰ مِن رَبّهِ أطواقٌ مِن ذَهَبٍ أو هَلاّ جاءَت مَعهُ الملائِكةُ من السّماءِ مُترادِفينَ يُؤيِّدونَه ،
فبهذا الكلام استَفَزَّ فرعونُ قومَهُ ضِدَّ موسيٰ فأطاعوا فرعونَ و كذَّبوهُ إنّهُم كانوا قوماً فاسقين بالرُّكونِ إليٰ الظّالِم ،
فلمّا فَعَلوا ما يُوجِبُ الأسَفَ و أغضَبونا إنتَقمنا مِنهُم فأغرَقناهُم مَعَ فرعونَ في النّيلِ فجعلناهم سَلَفاً طالِحاً و عِبرَةً لِلخَلَفِ مِن بعدهِم ،
و حينما ضُرِبَ عيسيٰ بنُ مريَمَ مَثَلاً في القرآن بأنّهُ لم يَقُل لِلنّاسِ اتَّخِذوني و اُمّي إلـٰهَيْن فإذا قومك مِنَ المَثَل يُعرِضونَ و يقولون : إنَّ أصنامَنا أفضَل أم عيسيٰ ؟ قالوهُ جَدَلاً بل هُم قومٌ ألِداّءٌ ،
كيفَ لا يكونُ أفضَلُ مِن أصنامِهم إن هو إلاّ عبدٌ صالِحٌ لِلّهِ أنعَمَ اللهُ عليهِ بالنّبُوَّةِ و الرِّسالَةِ و المَعاجِز و جَعَلَهُ مَثَلاً لِبني إسرائيلَ بِأنّ خَلقَهُ مِن غَيرِ أبٍ ،
و لو كنّا نشآءُ أن نَجعَلَ خُلَفاءَ غير آلِ مُحمّدٍ و أهل البيت (ع) لَجَعلنا فيكم ملائكة السّمآءِ في الأرضِ خُلَفاءَ يخلفون مُحمّداً لا خُلَفاءَ الجَوْر ،
و إنّ عيسيٰ لهو علامةٌ لِقُربِ السّاعَةِ حينما يَنزِلُ مِنَ السّمآءِ فيُصلّي خَلفَ المَهديّ فَلا تَشُكّنّ في هذهِ العَلامَةِ واتّبعوني يا مسلمين هذا صِراطُ عليٍّ مُستقيمٌ ،
و لا يمنَعنَّكُم و يَصرِفَنّكُم الشّيطانُ عن ولايةِ عليِّ بن أبيطالِب و وُلدِهِ (ع) إنَّ الشّيطانُ لكُم عَدوٌّ ظاهِرٌ يسعي لِصَدِّكُم عن ولايَتِه ،
و حينما جاءَ عيسيٰ بن مريم بالبَراهينِ والمَعاجِز للناس قال : قد جئتُكُم بحِكمَةِ الإنجيل و لاُِبَيِّنَ لكُم بَعض الّذي تَختَلِفونَ فيهِ مِن شريعَة التّوراة فاتّقوا اللهَ و أطيعوني ،
و أضافَ عيسيٰ قائِلاً إنَّ اللهَ هُوَ ربّي و ربّكم فَكلَّفني و كَلّفَكُم بالإيمانِ بولايةِ محمّدٍ و آل محمّدٍ (ص) إنَّ اللهَ هُوَ ربّي وربّكم فَكلَّفني و كَلّفَكُم بالإيمانِ بولايةِ محمّدٍ و آل محمّدٍ (ص) حينما يُبعَثُ و حينما أنزِلُ لِنُصرَةِ المَهديّ (ع) فاعبُدوهُ بموالاةِ آل محمدٍ (ص) هذا صِراطٌ مستقيمٌ من اللهِ و إليهِ ،
مع ذلك كُلِّه اختَلَفَ أحزابُ قُريشٍ تَيْمٌ و عَديٌّ و بَني اُميّةَ و الأشعَث و غيرِهِم من بَيْنِهم عن ولايةِ عليٍّ (ع) فويلٌ و لَعنَةٌ لِلّذين ظَلَموا آلَ محمّدٍ (ص) مِن عذابِ يومٍ أليمٌ عذابُه ،
ماذا يَنتَظِرونَ هؤلاءِ المُنافقين ؟ هل ينتظرونَ إلاّ أن تأتيهِم ساعَة القيامة و قَبلِها حكومة المَهديّ (ع) ؟ و هُم لا يشعرونَ بِمَجيئِها فُجئَةً ؟
و يوم القيامه يكونُ الأخِلاّءُ والأصدِقاءُ فيهِ بعضُهُم لِبَعضٍ عَدوٌّ و يَتَبَرَّءُ من خِلَّتِهِ فَيَتَبَرّءُ المُخالفين مِن خُلَفاءِهِم إلاّ المُتّقين الشّيعة فَهُم شَفيعٌ بعضُهُم لِبَعضٍ و حبيب ،
فيأتي الخِطابُ مِنَ اللهِ لشيعةِ آل محمّدٍ (ص) يا عباديَ المُؤمنين : لا خوفٌ عليكُمُ اليومَ مِن الحِسابِ و العِقابِ و لا أنتُم تَحزَنونَ مِن أهوالِ القيامَةِ ،
يا عباديَ الّذين آمَنوا بآياتِنا النّازِلَةِ بشأنِ آل مُحمّدٍ (ص) و كانوا مُسلمينَ بولايَتِهِم اُدخُلوا اليَوم الجَنّةَ أنتُم و أرواجَكُم و زَوجاتِكم تُكرَمونَ فيها و تُعظَّمون ،
فَتُخبَرونَ بأن يُطاف عليكُم بِيَدِ الحُورِ و الغِلمان بِصِحافٍ مِن ذَهَبٍ و أكوابٍ فيها ما تشتهيهِ الأنفُسُ مِنَ الطّعامِ والشَّرابِ وَ تَلَذُّ بِرُؤيَتِهِ الأعيُن و أنتُم فيها خالِدونَ أبداً ،
و يُقالُ لهُم هذهِ هِيَ الجَنّةُ الّتي وَرّثَكُمُ اللهُ فيها نتيجةً لِما كنتُم تعمَلونَ مِن تَوليّ آلِ محمدٍ (ص) و طاعَتِهم فيها لَكُم فاكِهةٌ كثيرةٌ متنوِّعَةٌ و منها تأكلونَ متيٰ تَشتَهون
و بالتأكيد إنّ المُجرمينَ بعِداءِ آل محمّدٍ (ص) و تركِ ولايَتِهم قبلَ يوم القيامة في عذابِ جهنَّمَ خالِدونَ لا يُخَفّفُ بالفُتورِ عنهُم العذابُ و لا هُم فيه يَنتَظِرونَ الخَلاص ،
و نحنُ ما ظَلمناهُم بالعذابِ إذ حَذّرناهُم منهُ و هو جزاءِهُم العادِلُ مِنّا و نالوهُ باختِيارِهِم فكانوا هُمُ الظّالمينَ لآِلِ مُحمّدٍ (ص) و بذلك ظَلَموا أنفُسَهُم ،
و هؤلاءِ المُجرمون يُنادون في النّارِ خازِنَها مالِكُ النّيرانِ و يقولون لهُ لِيَحكُم علينا الله بالمَوْتِ و الهَلاكِ فلا نُحِسُّ الألَمَ فيقولُ لهُم كلاّ إنّكُم خالِدونَ في العَذاب ،
بالتأكيد لقد جِئناكُم بالحَقِّ عليٰ لِسانِ حبيبنا مُحمّد (ص) فأمَركُم بولايةِ عليٍّ (ع) و هُوَ مَعَ الحَقّ و الحَقُّ مَعَ عليٍّ (ع) و لكنَّ أكثركُم لِولاية عليٍ (ع) كارِهون ،
أم أحكَموا مُؤامِرَةً ضِدّ عليٍّ هؤلاءِ المنافقون فكَتَبوا الصَّحيفَةَ و كَتَبها إبنُ الجَرّاحِ و وَقَّعها 34 مُنافِقاً أبوسُفيانَ و معاويةَ و حِزبها أن يَحولوا دونَ خِلافتَهِ فإنّا مُبرِمونَ بَيْعةَ عليٍّ (ع) ،
هل يَحسَبون المُنافِقين أنّا أي اللهُ و رسولُهُ و عليّاً (ع) والملائِكة لا نَسمَعُ سِرّهُم و نَجواهُم في التّآمُرِ ضِدَّ عليٍّ (ع) ؟ خَسِئوا بَليٰ نَسمَعُ نَحنُ و رُسُلنا الملائكة لَدَيْهِم يكتُبُونَ سِرَّهُم ،
قُل لهُم يا حبيبي : ليسَ لِلّهِ وَلَدٌ و إن كانَ يُنسَبُ لِلرّحمانِ وَلَدٌ فَهُوَ عليٌّ ابن أبيطالب (ع) وليدُ بيتِ اللهِ الكَعبَة المُقدَّسة وَحدَهُ دونَ غيرِهِ من الخَلقِ لا عيسيٰ و عُزيرٌ فأنا أوّل العابِدينَ لِلّهِ بولايةِ عليٍّ (ع) ،
سُبحانَ الله و تَقَدّسَ ربّ السماواتِ السّبع و الأرضينِ و رَبّ العرشِ العظيم عمّا يَصِفُ المُنافِقونَ عليّاً (ع) إنّه قَد سَحَرَ مُحمّداً (ص) و أعماهُ بِحُبِّه ،
فَدَعهُم يا حبيبي يَعوضوا في باطِلِهم و عِنادِهِم لِعَليٍّ (ع) و يَلعَبوا بالمُلكِ و الخِلافَةِ مِن بَعدِكَ حتّيٰ يُلاقوا أجَلَهُم و يومَ عذابِهِم الّذي يُوعَدونَ بِهِ بمُخالفةِ عليٍّ (ع) ،
واللهُ جَلّ جَلالَهُ هو الذي في السماءِ إلـٰهٌ و في الأرضِ إلـٰهُ فأين يَفِرّون من قَبضَتِهِ و عذابهِ أمِن سَماءِهِ أو أرضِهِ و هو الحكيمُ العليمُ بعذابِهم و حسابِهم ،
و عَظُمَت بَرَكةُ اللهِ الّذي لهُ مُلكُ السماواتِ و الأرضِ و ما بينَهُما مِنَ الخلائِقِ فَجَعلَ ولايتهم لآِلِ مُحمّدٍ (ص) مِن جانِبِهِ و عِندَهُ عِلمُ وقتِ السّاعَةِ و إليهِ تُرجَعونَ بعد الموت ،
و لا يَملِكُ الّذين يَدعونَ مِن دونِ اللهِ أولياءَ مِنَ الخُلَفاءِ الشَّفاعَةَ عند اللهِ إلاّ مَن شَهِدَ بولايةِ عليٍّ وَ وُلدِهِ (ع) بالحَقِّ و الصِّدقِ و هُم يَعتَقِدونَ و يَعلَمون ذلك بِقُلوبِهم ،
و لو أنّكَ سألتَهُم مَن خَلَقَهُم فتكونُ لهُ الولايةُ عليهِم فيقولونَ اللهُ خَلَقنا ، فإليٰ أينَ يَصرِفونَ وجوهَهُم عن وليِّ اللهِ عليٍّ (ع) ؟ و قولُ محمّدٍ (ص) يا رَبِّ إنَّ هؤلاءِ المُنافقين قومٌ لا يُؤمنونَ بولايةِ عليٍّ (ع) ،
فاصفَح و أعرِض بِوَجهِكَ عنهُم و قُل سلامٌ عليٰ عليٍّ (ع) مِنَ اللهِ و مِنّي و مِنَ المَلائكةِ و مِنَ الشّيعَةِ المُؤمنينَ فَسوفَ بعدَ الموتِ يَعلَمونَ نتيجةَ عنادِهِم لِعَليٍّ (ع) .
نشر في الصفحات 1073-1055 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی