سورة الذّارِياٰت
2017-02-21
سورة المائِدَة
2017-02-21

(46)
سورة الرَّعد

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ألـٰمرٰ )

بإِسمِ ذاتِيَ القُدسيّ و رحمانيّتيَ الشّامِلَةِ العامَّةِ وَ رحيميّتِيَ الخاصّة بِمَن اُحِبّ أبدَأُ الوَحيَ إليكَ بِرَمزِ ألِف لام ميم النّوراني ،

( تِلكَ آياتُ الكِتابِ والّذي اُنزِل إليكَ‌ مِن ربّكَ الحَقُّ و لـٰكنّ أكثرَ النّاسِ لا يُؤمنون )

تلك آيات القران الّتي سَبَقَت والوحيُ الّذي اُنزِل إليكَ بشأنِ عليٍّ (ع) مِن ربّك هُوَ الحَقُّ اليَقينُ الفَرضُ الواجِبُ و لكنَّ أكثَر النّاسِ لا يُؤمِنونَ بِولايَتِه ،

( أللهُ الّذي رَفَعَ السّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها ثُمّ استويٰ عليٰ العَرشِ )

اللهُ جَلّ جَلالهُ هو الّذي رَفَعَ السّماواتِ كَسَقفٍ مُحيطٍ بالأرضِ بقُوّةِ الجاذبيّةِ في الكُرات مِن غيرِ أعمِدَةٍ و اُسطواناتٍ‌ تَرفَعُها ثُمّ استَويٰ بولايَتِها عليٰ عَرشِ القُدرَةِ ،

( و سَخَّرَ الشّمسَ و القَمَر كلٌّ يَجري لأِجَلٍ مُسمّيٰ )

و بولايَتِهِ واستواءِهِ عليٰ عرشِ القُدرَةِ سَخَّرَ الشَّمسَ و القَمَر في مَسيرٍ مُحَدّدٍ كي تُنتِج الفصولِ الأربَعةَ والشُّهور و كلُّ منها يَسيرُ لأِمَدٍ مُعيَّنٍ مُحَدّد ،

( يُدَبِّرُ الأمرَ يُفَصِّل الآياتِ لَعلّكم بِلِقاءِ رَبّكم توقِنون )

و هو سُبحانَهُ يُدبِّرُ أمرَ السّماءِ و الأرضِ و يتولّيٰ شُؤونَ الخَلائِق يَشرَحُ لكم الآياتِ لعلّكم أيّها الناسُ بلِقاءِ ربِّكم في المَعادِ تَتَيقَّنون ،

( وَ هُوَ الّذي مَدَّ الأرضَ و جَعَلَ فيها رَواسيَ و أنهارا )

و هو جَلّت عَظَمَتُهُ هو الّذي بَسَطَ الأرضَ و جَعَلَ فيها جِبالاً رَواسيَ ثابِتاتٍ شامِخاتٍ و خَلَق فيها أنهاراً جاريات ،

( و مِن كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فيها زَوْجَيْنِ اثنَيْن يُغشي اللّيلَ النّهارَ إنَّ في ذلكَ لَآياتٍ لِقومٍ يَتفَكّرون )

و مِن كُلِّ نَوعٍ و صِنفٍ منَ الثّمرات والزّروعِ والنّباتاتِ خَلَق في الأرضِ زَوجَيْن مُذكّر و مُؤنّث و جَعَل الّليل يُغطّي النّهارَ لِتَرتاحَ إنَّ في ذلكَ لَدِلالاتٍ عليٰ ولايةِ اللهِ يَفهَمُها المُتَفكِّرون ،

( ‌و في الأرضِ قِطَعٌ مُتجاوِراتٌ و جنّاتٌ من أعنابٍ و زَرعٌ و نَخيلٍ صِنوانٌ و غيرُ صِنوانٍ يُسقيٰ بِمآءٍ واحدٍ )

وانظروا كيفَ جَعَلَ في الأرضِ بِقاعٍ مُتقارِباتٍ مُختلَفةٍ وَ بساتَينَ من أعنابٍ و زَرعٍ و تُمورٍ متشابِهاتٍ بعضُها البَغضَ و غير مُتشابهاتٍ كلّها يُسقيٰ بالماءِ الحُلوِ و المَطَر ،

( و نُفَضِّلُ بعضَعا عليٰ بعضٍ في الاُكُل إنّ في ذلك لَآياتٍ لِقومٍ يعقِلون )

و بِحِكمَتِنا وَ وِلايَتِنا نُفَضِّلُ بَعضَ الثِّمارِ والزّروعِ عليٰ بعضِها الآخَر في الطّعمِ و المَأكَل إنّ في ذلك لَآياتٍ عليٰ ولايةِ اللهِ لِقَومٍ يَعقِلون الآيات .

(‌ و إن تَعجَب فعَجَبٌ قولهم ءَإذا كُنّا تُراباً ءَإنّا لفي خَلقٍ جديدٍ )

و إن تَعجَب يا حبيبي مِن قولِ المُنافِقين فَعَجبٌ يَقتضي قولهم ءَإذا كُنّا تُراباً‌ في القَبرِ كيفَ نكونُ بعدَ ذلك نُبعَثُ في خَلقٍ جديدٍ فَيَنسونَ خَلَقَهُمُ الأوّل !!!

( أولئك الذين کفروا بربّهم و أولئکَ الأغلالُ فی أعناقِهم و أولئک أصحابُ النّار هُم فيها خالِدون )

أولئك المُنكرينَ لِلبَعث همُ الذين كفروا باللهِ و بولايَتِكم أهل البيت و يومَ القيامةِ تكونُ الأغلالُ المُحماةُ في أعناقِهِم و هُم أصحابُ النّارِ‌ الدّائِمونَ فيها إليٰ الأبَد ،

( و يَستَعجِلونَكَ بالسَيِّئَةِ قَبلَ الحَسَنَةِ‌ و قَد خَلَت مِن قَبلِهِمُ المَثُلات )

و يا حبيبي يَستعجِلونَكَ بِطَلَبِ العَذابِ السَيِّيء قَبلَ أن يطلُبُوا العَفوَ و الغُفرانَ و يتوبوا و قَد سَبَقَت مِن قَبلِهمُ العُقوبات النّازِلَة بالأقوام الهالِكه ،

( و إنّ ربّك لذو مَغفرةٍ للناس عليٰ ظُلمِهم و إنّ ربّك لشديدُ العقاب )

و بالتأكيد إنّ اللهَ ربّك لَذو مَغفِرةٍ للناس عليٰ ظُلمِ الظّالمين لآِل محمدٍ (ص) فلا يُنزِلُ العَذابَ عليٰ النّاس بِظُلمِ أولئك و حَتماً إنّ اللهَ لَشديدُ العِقابِ للظاّلِمين يومَ القيامَه ،

(‌ و يقولُ الّذينَ كفَروا لو لا اُنزِلَ علَيهِ آيةٌ مِن رَبِّه )

و يقول الّذين كفَروا بولايةِ محمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) هَلاّ اُنزِلَ عليٰ مُحمّدٍ‌ آيَةٌ من رَبِّهِ بشأنِ رؤسائِنا و اُمَراءِنا و فَضائِلهم ؟؟

(‌ إنّما أنتَ‌ مُنذِرٌ و لِكُلِّ قَومٍ هاد )

فلستَ يا حبيبي إلاّ مُنذِرٌ لهم مِن تركِ ولايةِ عليٍّ (ع) تُنذِرُهُم بالعذاب و العِقابِ فَتَهديهِم إليٰ ولايةِ عليٍّ (ع) فِلِكُلّ قومٍ مِنَ الأقوامِ هادٍ مِن قِبَلِ اللهِ يَهديهم ،

( أللهُ يعلَمُ ما تَحمِلُ كُلّ اُنثيٰ و ما تَغيضُ الأرحامُ و ما تَزدادُ و كُلّ شيءٍ عِندَهُ بِمقدار )

واللهُ وَليُّ عبادِهِ يَعلَمُ ما تَحمِلُ كلّ اُنثيٰ مِنَ الإنسان و الحيوان و غيرها مِن حَملٍ و ما تَنقصُ مُدّة حَملِ الأرحامِ و ما تَزدادُ و كلّ شييءٍ عندَهُ بِمقدارٍ مُعيَّنٍ فيُخبِر بِهِ وليُّهُ المَعصوم ،

( عالِمُ الغَيْبِ والشَّهادَةِ الكبيرُ المُتَعال )

و هو سبحانَهُ عالِمُ الغَيْبِ فَيُطلِع عليٰ الغَيْبِ وَليَّهُ المعصومُ مِن آلِ محمدٍ (ص) كما هُوَ عالِمُ الشَّهادَةِ و مِن عِلمِهِ يكونُ الإمامُ شاهِداً و هو الكبيرُ المُتَعالُ عليٰ خَلقِهِ ،

( سواءٌ منكم مَن أسَرَّ القَولَ‌ و مَن جَهَرَ بِهِ و مَن هُوَ مَستَخفٍ باللَّيلِ وَ‌سارِبٌ بالنَّهار )

فسواءٌ في علمِهِ تعاليٰ مَن أسَرَّ القَولَ منكم و مَن جَهَرَ بهِ فهو يعلَمُهُ و مَن هو مُستَخفٍ منكُم باللّيل مُستَتِر بالظُّلمَةِ و مَن هو سائِرٌ في السِّرب بالنّهار ،

( لهُ‌ مُعقّباتٌ مِن بَيْن يَدَيْهِ وَ‌مِن خَلفِهِ يَحفظَونَهُ مِن أمرِ الله )

فكلٌ منكُم لهُ ملائِكةٌ تُعقِّبُهُ و تَتَبَعُهُ و تُراقِبُهُ مِن قُدّامِهِ و مِن خَلفِهِ يَحفَظونَ عليهِ أعمالَهُ و أقوالَهُ بِأمرِ اللهِ سُبحانَه ،

( إنّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقومٍ حتّيٰ يُغَيِّروا ما بِأنفُسِهم )

و بالتأكيد إنَّ اللهَ لا يُغيِّرُ ما بِقَومٍ حتّيٰ مِن نِعَمَةٍ و سَعادَةٍ و لا يَسلُبُهم إيّاها حتّيٰ يُغَيِّروا هُم بالمَعصِيَةِ و الإثمِ ما بأنفُسِهم ،

(‌ و إذا أرادَ اللهُ بِقَومٍ سوءً ‌فلا مَرَدَّ لهُ و ما لَهُم مِن دونِهِ مِن والٍ )

واعلَموا إذا أرادَ اللهُ بِقَومٍ عِقاباً أو عَذاباً يَسلُبهم نِعَمَهُ فلا مَردَّ لِعذابهِ عنهُم أبَداً و ليس لهُم من دونِ اللهِ مِن وَليٍّ يَدفَعُ عنهُم عذابَهُ ،

( هو الّذي يُريكُمُ البَرقَ خوفاً و طَمَعاً و يُنشِيءُ السَّحابَ الثِّقال )

واللهُ جَلّت عَظَمتُهُ هو الّذي يُريكُم مِن إصطِكاكِ الغيومِ السّالِبَةِ والمُوجبةِ طاقتها ألبَرقَ يَبرُقُ فَيُخيفُ البَعضَ و يُفرِّحُ آخَرينَ طَمَعاً في المَطَر و يَخلُقُ الغُيومَ الثّقيلَةَ بالمَطَر ،

( ‌و يُسبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ و المَلائِكةُ مِن خِيفَتِه )

و صوتُ الرَّعدِ و البَرقِ الّذي تَسمَعونَهُ هو تسبيحٌ تكوينيٌّ بِحَمدِ اللهِ و الثّنآءِ عليهِ و تُسبِّحُ الملائِكةُ إيضاً بِحَمدِهِ مِن خشيتِهِ‌ تعاليٰ و عَظمَتِهِ و جَبَروتِه ،

(‌ و يُرسِلُ الصَّواعِقَ فيُصيبُ بها مَن يشآء )

واللهُ الجَبّارُ القَهّارُ هو الذّي يُرسِلُ الصّواعِقَ المُحرِقَةَ و الشُّهُب النّاريّة و المُدَمِّرَة فيُصيبُ بِها مَن يَشآءُ مِن عبادِهِ عِقاباً و عَذاباً ،

( و هُم يُجادِلونَ في اللهِ وَ‌ هُوَ شَديدُ المِحال )

فَهٰذهِ كُلّها آياتُ قُدَرةِ اللهِ و عَظَمَتهِ وَ وِلايَتهِ و مَعَ‌ ذلك كُلِّه فهؤلاءِ المُنافِقون هُم يُجادِلونَ في ولايَتِه اللهِ و هوَ سُبحانَهُ شديدُ الأخذِ و العِقابِ و الحَوْل و القُوّه ،

( لهُ دَعوةُ الحَقِّ و الّذين يَدعونَ مِن دونِهِ لا يَستَجيبونَ لهُم بِشَيءٍ‌ )

واللهُ سُبحانَهُ له دَعوة الحَقِّ لِلنّاس إليٰ وِلايةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) و أمّا الّذين يَدعونَ مِن دونِ اللهِ مُتابِعَةَ وُلاةِ الجَوْر و الخُلَفاءِ فهُم لا يَستجيبونَ لأِتباعِهم بِشَييءٍ مِنَ‌ الشّفاعَه ،

( إلاّ كَباسِطِ كَفَيّهِ إليٰ الماءِ لِيَبلُغَ‌ فاهُ و ما هُوَ ببالِغِه و ما دُعاءُ الكافرين إلاّ في ضَلال )

فليست إستجابَتهم لِطَلَبِهم إلاّ كمَن هو باسِطٌ كفَيّهِ إليٰ ماءٍ لِيَغتَرِفَ منهُ لِيَبلُغَ الماءُ فَمَهُ و ما هُوَ ببالِغٍ فَمَه و ما دَعوة الكافرين لِخُلفاءِهم لِلشَّفاعَة إلاّ في ضياع ،

( و للهِ‌ يَسجُدُ من في السّماواتِ و الأرضِ طَوعاً و كرهاً‌و ضِلالُهُم بالغُدوّ و الآصال )

و للهِ‌ يسجُدُ تكويناً و إقتضاءً كلّ ذي روحٍ في السّماواتِ و الأرض طَوعاً كالملائكةِ و كُرهاً كالمُنافقين و لِلّهِ يسجُدُ ضِلالُهم و أرواحهم تكويناً صَباحاً و مَساءً ،

( قُل مَن رَبّ السماواتِ والأرضِ ؟ قُلِ الله )

قُل لهم يا حبيبي مَن هوَ رَبّ السماواتِ و الأرضِ و خالِقُها و باريها و مُصوِّرها ؟ و مُدبِّرها و مُتَوَلّيها ؟ ثُمّ أجِب و قُل أللهُ هوَ رَبُّ السماواتِ و الأرضِ لا غَيرَه ،

( قُل أفأتّخَذتُم مِن دونِه أولياءَ لا يَملِكونَ لأِنفُسِهم نَفعاً و لا ضَرّاً ؟)

فَقُل لهُم إستنكاراً هَلِ اتَّخَذتُم هؤلاءِ المُنافقينَ بني اُمَيّةَ و حزبهم أولياءَ مِن دون اللهِ لا يملكونَ لأِنفُسِهم من دونِه نَفعاً و لا ضَرّاً و لا يَملِكونَ العِصمَة و الوِلاية ؟‌،

( قُل هَل يستوي الأعميٰ والبَصير‌ ؟ أم هَل تستوي الظُلُماتُ والنّور ؟ )

فَقُل لهُم هل يستوي الأعميٰ والبَصيرُ عَقلاً و شَرعاً في الرُؤيةِ ؟ أم هل تستوي الظُلُماتُ و النّورُ في الشأنِ فآلُ مُحمّدٍ هُم النّورُ و غيرهم هُمُ الظلمات ،

(‌ أم جَعلوا للهِ شُرَكاءَ خلَقوا كَخَلقِهِ فَتَشابَهَ الخَلقُ عَليهِم ؟)

و نَسألُ مُستَنكِرين هَل جَعلوا اللهِ شُرَكاءَ‌ في الطّاعَةِ مِن وُلاةِ الجَوْر لأِجلِ أنّهُم خَلَقوا خَلقاً كخَلقِ اللهِ فكانَ خَلقُهُم شبيهاً‌ بِخَلقِ الله ؟ حاشا و كّلا و هَيهات ،

( قُلِ اللهُ خالِقُ كلّ شيءٍ و هُوَ الواحِدُ القَهّار )

قُل لهم يا حبيبي : إنَّ اللهَ وحدَهُ هو خالِقُ كلِّ شييءٍ في الوُجود حتّيٰ وُلاتِكم فهُم مخلوقون و اللهُ جَلَّت عَظَمَتُهُ هو الواحِدُ‌ الفَردُ القَهّارُ لِعبادِه ،

( أنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فسالَت أودِيَةٌ بِقَدَرِها فاحتَمَلَ السَّيلُ زَبَداً رابِياً )

فاللهُ سُبحانَهُ أنزَلَ مِنَ‌ السماءِ ولاية آل محمّدٍ (ص) كما أنزل ماءً فسالت المياهُ و العُيونُ و الأنهارُ في الوِديانِ بِقَدَرِ وُسعِها و رُبَّما كان سَيلاً‌ يعلوهُ وَ غَفاً يَجرُفُ الطّينَ الرّائِب ،

( و مِمّا يوقِدونَ عليهِ في النّارِ ابتِغاءَ حِليَةٍ أو مَتاعٍ زَبَدٌ مِثلُه كذلك يضرِبُ اللهَ الحَقّ و الباطِل )

و كذلك فولاية آل محمّدٍ (ص) هو كالذَّهَب و الفِضَّةِ الخالِصَةِ يَشبَهُها المَغشوشُ المَطِليُّ في الظّاهِر لكنّهُ وَغَفٌ كَزبَدِ السَّيل يَذهَبُ و هكذا يضرب الله مَثَلاً لِلحَقَّ و الباطِل ،

( فأمّا الزَّبَدُ فيَذْهَبُ جُفاءً و أمّا ما يَنفعُ النّاسَ فيمكُثُ في الأرضِ كذلك يَضرِبُ اللهُ الأمثال )

فأمّا في النّتيجةِ والعاقِبَةِ فالزَّبَدُ الطّافي عليٰ السَّيْل أو المَطليّ المَغشوش فَيَذهَبُ باطِلاً و أمّا ما يَنفَعُ النّاسَ و هوَ وِلايةُ آلِ محمّدٍ فيَمكُثُ في الأرضِ كذلكَ يَضرِبُ اللهُ الأمثال لِتَفهَموها ،

(‌ لِلّذينَ استَجابوا لِرَبِّهِمُ الحُسنيٰ والّذين لم يَستَجيبوا لهُ لو أنَّ لهُم ما في الأرضِ جميعاً و مِثلَهُ مَعَهُ لافتَدوا بهِ )

لِلّذين استَجابوا لأِمرِ ربّهم بالتَمسُّكِ بولايةِ آل محمّدٍ (ص) العاقِبَة الحُسنيٰ والأجرُ الجَميلُ الجَزيلُ والّذين لَم يَستجيبوا لهُ لو أنّ لهُم ما في الأرضِ كلّه يتمَنّوْنَ يُقَدِّموهُ فِداءً لأِنفُسِهم لِيَنجوا مِنَ العَذاب ،

(‌ أولئِكَ لهُم سؤءُ الحِسابِ و مأواهُم جَهنّمُ وبِئسَ المِهاد )

اُولئِك الّذين لم يَستجيبوا لِولايَهِ آل مُحمّدٍ (ص) لهُم سؤءُ الحِسابِ يومَ القيامَةِ و مَصيرُهُم إليٰ جَهنّمَ و أسوَاءَ القَرارِ و المَقام و مكانَ البُؤسِ والشِّدَّه ،

( إفَمَن يَعلَمُ إنّما اُنزِلَ إليكَ مِن رَبِّك الحَقُّ كَمَن هُوَ أَعميٰ ؟ إنّما يَتَذكَّر اُولو الألباب )

هَل إن مَن يعلَمُ عِلمَ اليَقين إنّما اُنزِلَ إليكَ مِن رَبِّكَ بِشأنِ عليٍّ (ع) هو الحَقُّ كَمَن هو مُنافِقٌ أعميٰ لم يُؤمِن مِثلَهُ ؟ كَلاّ فَلَيْسآ سواء إنّما يتذكَّرُ قولنا اُولوا العُقول و القُلوبِ السّليمَه ،

( ألّذين يُوفونَ بِعَهدِ اللهِ و لا يَنقُضونَ الميثاق )

فأصحابُ العقولِ السَّليمَةِ هُمُ الّذين يُوفونَ بِعَهدِ اللهِ و بَيْعَةِ يومِ غَديرِ خُمٍّ فيُوالونَ عليّاً (ع) و لا يُنقِضونَ ميثاقَ الوِلايَةِ بعد النَبيّ (ص) ،

( والّذين يَصِلونَ ما أمَر اللهُ بِهِ أن يُوصَل )

و أولئِكَ هُمُ الّذينَ يَصِلونَ ما أمرَ اللهُ بهِ أن يُوصَلَ مِنَ المَودَّةِ في قُربيٰ النَبيّ و التّمَسُّكِ بِثِقلِهِ أهل بَيتِهِ (ع) و لا يَقطَعونَ حَبلَ الوِلايَة ،

( و يَخشَوْنَ رَبّهُم و يخافونَ سوء الحِساب )

و هُمُ الذين يخافون عذاب ربّهم في تركِ أهل البيت (ع) فيتمسّكون بولايتهم و يُتابِعونَهُم و يُطيعونهم و يخافون سوء الحِساب يوم القيامه ،

( والذين صَبَروا ابتِغاءَ وَجهِ ربّهم و أقاموا الصّلاة و أنفَقوا مِمّا رَزقناهُم سِرّاً‌ و عَلانِيَةً )

و هُمُ الّذين صَبَروا عليٰ أذيٰ المُخالِفين و ظُلمِ أعداءِ آل مُحمّدٍ (ص) طَلَباً لِمَرضاةِ رَبِّهِم و أقاموا الصلوة المُحمَديَّةَ العَلَويَّةَ ‌و أنفَقوا الخُمسَ و الزَّكاةَ مِمّا رزقناهُم تَقيَّةً و سِرّاً و جَهراً علناً ،

( و يَدرَؤنَ بالحَسَنَةِ السَيِّئَةَ أولئِكَ لهُم عُقبيٰ الدّار )

و هُمُ الّذين يَدرَؤنَ بالتّقِيَّة الخَطَر عن دينِهم و مَذهَبِهم و أرواحِهم و أعراضِهم أولئِكَ لهُم عاقِبةَ الدّنيا و الآخِرَة و سَعادَتِهما

(‌ جنّات عدنٍ يَدخلونها و مَن صَلَحَ مِن آباءِهِم و أزواجِهِم و ذُريّاتِهم و الملائِكةُ يدخلونَ عليهِم مِن كُلِّ بابٍ )

و أولئِكَ الشيعَة لهُم جنّات خلودٍ و ثَباتٍ‌ يَدخلونَها هُم و مَن صَلَحَ مِن آباءِهِم و أزواجِهم و ذُريّاتِهم و أصبَحَ شيعيّاً تَقِيّاً و الملائِكةُ تَدخُلُ‌ عليهِم فيها مِن كُلّ بابٍ ،

( سَلامٌ عليكُم بما صَبَرتُم فَنِعَم عُقبيٰ الدّار )

فتدخُلُ الملائِكةُ عليهم مِن كُلّ بابٍ لِغُرَفِهِم و قُصورِهِم و تقول لهُم : سلامٌ عليكُم مِنَ‌ اللهِ بما صَبَرتُم عليٰ أذيٰ أعداءِ اللهِ فَنِعمَ عُقبيٰ الدّارِ عاقِبَتِكُم ،

( والّذين يَنقُضونَ عَهدَ اللهِ مِن بَعدِ ميثاقِهِ و يَقطَعونَ ما أمَر اللهُ بهِ أن يُوصَل )

و أمّا الّذين يُنقِضونَ عَهدَ اللهِ بولايةِ عليٍّ (ع) مِن بَعدِ بَيْعَةِ‌ غَديرِ خُمٍّ و يَقطعونَ ما أمَر اللهُ بهِ أن يُوصَلَ مِن رَحِمِ رسولِ اللهِ و مَودَّةَ قُرباهُ ،

( و يُفسِدونَ في الأرضِ أولئِك لهُمُ اللّعنَةُ و لهُم سوءُ الدّار )

ثُمّ إنّهم يُفسِدونَ في الأرضِ بِغَصبِ ولايةِ آل محمّدٍ (ص) مِنهُم و تَركِ وِلايَتِهم اُولئِك لهُمُ اللَّعنَةُ مِنَ اللهِ و لهُم سوءُ الدّارِ الجَحيمِ و العَذاب ،

( أللهُ يَبسُطُ الرِّزقَ لِمَن يَشآءُ ‌و يَقدِرُ و فَرِحوا بالحَياةِ‌ الدُّنيا )

إنَّ اللهَ لِحِكمَتِهِ تَعاليٰ يَبسُطُ الرِّزقَ لِمَن يَشآءُ و يُضيِّقُهُ لِمَن يَشآءُ إختِباراً‌ و إمتحاناً‌ و هؤلاءِ المُنافِقون فَرِحوا بالحَياةِ الدُّنيا و المالِ و البَنون و الجاهِ و المُلكِ و الخِلافَة ،

( وَ‌ ما الحياةُ الدُّنيا في الآخِرَة إلاّ مَتاع )

و لكنّ الحَياة الدّنيا الّتي فَرِحوا بها سيُفارِقونَها و تَفنيٰ و ما الحياةُ الدُّنيا في جَنبِ الآخرةِ إلاّ كمتاعٍ زائِلٍ لِفَترةٍ قَصيرةٍ ،

( و يقولُ الذين كفروا لو لا اُنزِلَ عليهِ آية مِن ربِّه؟ )

و يقولُ الذين كفَروا بولايةِ عليٍّ (ع) هَلاّ اُنزِلَ عليٰ مُحمّدٍ (ص) آية مِن رَبِّه بِشأنِ رؤساءِ قُريشٍ و فَضائِلِ مُناوِئي عليّ (ع) ؟؟؟

( قُل إنَّ اللهَ ‌يُضِلُّ مَن يَشآءُ و يَهدي إليهِ منَ أناب )

فَقُل لهُم يا حبيبي إنَّ اللهَ يَدَعُ مَن ضَلَّ عن وِلايةِ عليٍّ (ع) مِمَّن يشآءُ في ضَلالَتِهِ و يَهدي إليهِ بِمُوالاةِ عليٍّ (ع) مَن أنابَ إليٰ الله ،

( ألّذينَ‌ آمِنوا و تَطمَئِنُّ قُلوبهم بِذكرِ اللهِ ألا بِذكرِ اللهِ تَطمَئِنُّ القُلوب )

واللهُ يَهدي إليهِ الّذين آمَنوا بولايةِ محمدٍ و آلِهِ (ع) و تَطمَئينُّ قُلوبُهم بِذكرِ اللهِ فَضائِلِ آل محمّدٍ (ص) في القرآن ، ألا فاعلَموا إنَّ بِذكرِ اللهِ فضائِلِ آل مُحمّدٍ (ص) تَطمَئِنُّ القُلوبُ المُؤمِنَة ،

( ألّذين آمَنوا و عَمِلوا الصّالِحاتِ طوبيٰ لهُم و حُسنُ مآب )

و هؤلاءِ المُطمَئِنّةُ قلوبُهم بذكرِ اللهِ هُمُ الّذين آمَنوا بولايةِ محمّدٍ و آلِ محمّدٍ (ص) و عَمِلوا الصّالِحاتِ بِتَمَسُّكِهم بولايَتِهم لهُم غُصنٌ مِن شَجَرَةِ الطّوبيٰ في الجَنّةِ أصلُها عِندَ أهل البَيْت و لَهُم حُسنُ المآب ،

( كذلك أرسلناك في اُمّةٍ قد خَلَت من قَبلِها اُمَمٌ لِتَتلوا عليهِم الّذي أوحَينا إليك )

كذلك يهدي اللهُ إليهِ مَن أنابَ فأرسَلناكَ‌ في اُمّةِ العَرَب قَد سَبَقَت من قبلها اُمَمٌ كان فيهم رُسُلٌ فأرسلناكَ لِتَتلوا عليهم الذي أوحينا إليك بشأن عليٍّ (ع)

(‌ وهُم يكفرون بالرّحمان قُل هو ربّي لا إلـٰه إلاّ هو عليهِ تَوكّلتُ و إليهِ مَتاب )

و حينما كَتَبَ عليٌّ (ع) في الحُديبيّةِ بِسمِ اللهِ الرَّحمان قالوا نحنُ لا نَعرِفُ الرَّحمانَ قُل لهم يا حبيبي : إنّهُ إسم ربّي لا إلـٰهَ إلاّ هوَ عليهِ تَوكّلتُ في دَعوتي و إليه أتوبُ مِن قولكم ،

( و لو أنّ قرآناً سُيِّرَت بهِ الجِبال أو قُطِّعَت بهِ الأرض أو كُلِّمَ بهِ المَوتيٰ بَل لِلّهِ الأمرُ جميعاً )

و لو أنَّ قرآناً سُيِّرَت بهِ‌ الجبال كما طلب عبد الله بن أبي اُميّة و أبو جَهلٍ أو قُطِّعَت بهِ الأرضُ أنهاراً أو كُلِّمَ بهِ المَوتيٰ مِن آباءِهِم كاُمّيةِ و عبد شَمسٍ لما آمنوا بل لِلّهِ الأمرُ جميعاً لا لَهُم ،

(‌ أفَلَم يَيْأس الذين آمَنوا أن لو يشآءَ اللهَ لَهديٰ الناسَ جميعا )

أفَلم يَيْأس الذين آمنوا بمحمّدٍ (ص) مِن إيمانِ بَني اُمَيّةَ‌ و المُنافقين حيثُ يقولون لِرسولِ اللهِ سَيِّر الجِبالَ‌ كي يُؤمنوا ، ألَم يَعلَموا لو يشآء اللهُ مَشيئَةَ حَتمٍ لَهديٰ النّاسَ جميعاً بِمَشيئَتِهِ ،

( و لا يَزالُ الذين كفروا تُصيبَهم بما صَنَعوا قارِعَةٌ و تَحُلُّ قريباً من دارِهم حتّيٰ يأتي وَعدُ اللهِ إنَّ اللهَ لا يُخلِفُ الميعاد )

و لا يزالُ الّذين كفَروا في عداءِهِم لِعَليٍّ (ع) حتّيٰ تُصيبُهُم بِسَيفِه في بَدرٍ و اُحُدٍ و غيرها قارِعَةٌ‌ تُقرِعُهُم من القَتلِ أو تَحُلّ قريباً مِن دارِهِم بِمَكّه حتّي يأتي وَعدُ اللهِ لكَ عليٰ يَدِ عليٍّ (ع) إنَّ اللهَ لا يُخلِفُ الميعاد ،

(‌ و لَقَد استُهزِيءَ بِرُسُلٍ من قبلِكَ فأمليتُ للذين كفروا ثُمَّ أخَذتُهُم فكيفَ كان عِقاب ؟ )

فيا حبيبي إن يَستَهزِيءُ المنافقون منكَ لِنَصبِكَ عليّاً‌ (ع) لِلوِلايَةِ فَلَقَد استُهزِيءَ بِرُسُلٍ مِن قَبلِكَ فأمهَلتُ الذينَ كفروا إتماماً لِلحُجّةِ ثُمَّ أخَذتُهُم بالعذابِ فكيفَ كانَ عقابي لهُم يا تُريٰ ؟؟؟

( أفَمَن هو قائِمٌ عليٰ كلِّ نَفسٍ بما كَسَبت و جَعَلوا لِلّهِ شُركاءَ قُل سمّوهُم )

أفَهل يَعقِلُ أن يَكونَ شريكٌ في الطّاعَةِ لِلّهِ الّذي هو قائِمٌ عليٰ كلِّ نَفسٍ ما عَمِلَت مِن خَيرٍ و شَرٍّ يُحصيهِ و يُحاسِبُهُ عليهِ و هؤلاء المنافقين جَعَلوا لِلّهِ شُرَكاءَ مِن وُلاةِ الجَوْر قل لهم يا حبيبي فليذكروا أسماءَهُم ،

( أم تُنَبّؤنَهُ بما لا يَعلَمُ في الأرضِ أم بظاهرٍ من القَوْل ؟ )

و قُل لهُم هل تُخبِرونَ اللهَ بإسمِ شريكٍ لهُ في الطّاعَةِ و هو لا يَعلَمُ لِذاتِهِ الرُّبوبيّ شريكٌ في الأرضِ بَل إنَّ إدّعائِكم هو بظاهرٍ مِنَ القَولِ باطلٍ و لَغوٍ‌ ،

( بَل زُيِّنَ لِلّذينَ كفروا مَكرُهُم وَ صَدّوا عَنِ السّبيل وَ مَن يُضلِلِ اللهُ فما لَهُ مِن هادٍ )

بل الشّيطانُ ‌زَيَّنَ للذين كفروا بولايةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) مَكرَهُم بآلِ محمدٍ (ص) وَ صدَّهُم عن سبيلِ وِلايَتِهِم و مَودَّتِهم و مَن يُضلِلهُ اللهُ بِتَركِهِ في ضَلالَتِهِ فليس لهُ هاديٍ يَهديهِ بَعدَهُ ،

( لهُم عذابٌ في الحياةِ الدُّنيا و لَعَذابُ الآخِرَةِ أشَقُّ و ما لَهُم مِنَ اللهِ مِن واقٍ )

قُل لهُم يا حبيبي سيَكونُ لَهُم عذابٌ في الحياةِ الدُّنيا بسيفِ عليٍّ (ع) و سيفِ المهديِّ (عج) و بالتأكيد لهُم عذابٌ في الآخرةِ في الجحيم أشَقُّ من عذاب الدنيا و ما لهم من اللهِ مِن واقٍ يَقيهِم مِن عذابِه ،

( مَثَلُ الجَنّةِ الّتي وُعِدَ المُتّقونَ تَجري مِن تَحتِها الأنهارُ اُكُلُها دائِمٌ‌ و ظِلّها )

و أمّا صِفَة الجَنّةِ الّتي وُعِدَ المُتّقونَ مِن شيعةِ أمير المُؤمينن (ع) جِنانٌ تجري من خِلالها و تَحتَ قصورِها الأنهارُ و فَواكِهُها و ظِلالُها دائميّة لا مَوسِميَّه ،

( تِلكَ عُقبيٰ الّذين اتّقوا و عُقبيٰ الكافِرينَ النّار )

تِلكَ‌ هيَ عاقِبَة أمر الّذين اتّقَوا اللهَ وَ وَالَو آلَ محمّدٍ (ص) و أمّا عُقبيٰ الكافِرين بولايةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) فَهِيَ الخُلودُ في النّارِ الجَحيم إليٰ الأبَد ،

( والّذين آتيناهُمُ الکِتابَ يَفرَحونَ بما اُنزِلَ إليکَ )

والّذين آتيناهُمُ القرآن يَفرَحونَ بما اُنزِلَ إليكَ في عليٍّ (ع) و يُبايِعونَهُ‌ مُستَبشِرينَ فَرِحينَ مَسرورينَ يومَ غديرِ خُمٍّ و قَبلَهُ و بَعدَهُ ،

( و مِنَ الأحزابِ مَن يُنكِرُ بَعضَهُ‌ قل إنّما اُمِرتُ أن أعبُدَ اللهَ و لا اُشرِكَ بهِ )

و لكن مِنَ الأحزابِ المُنافِقين و بَني اُمَيَّةَ‌ و مَن شاكَلَهُم مَن يُنكِرُ بَعضَ القرآنِ النّازِل بِشأنِ عليٍّ (ع) قُل لهُم إنّما اُمِرتُ أن أعبُدَ اللهَ بِمَحبّةِ‌ عليٍّ (ع) و لا اُشرِكَ بهِ ،

( إليهِ أدعو و إليهِ مآب )

فأنا بِدَعوتي لَكُم بمُبايَعَةِ عليٍّ (ع) بالولايةِ إليٰ اللهِ أدعوا ، و إذ إليٰ اللهِ مَرجعي بَعدَ حِجّةِ الوِداع فلا بُدَّ لي مِن دَعوَتِكُم لِولايةِ عليٍ (ع) ،

( و كذلكَ أنزلناهُ حُكماً‌ عَربيّاً و لَئِن اتَّبَعتَ أهواءَهُم بَعد ما جاءَكَ مِن العِلم مالَكَ مِنَ اللهِ مِنَ وليٍ‌ و لا واقٍ )‌

و كذلك الوَحيُ أنزلناهُ‌ حُكماً لِساناً عربيّاً‌ لِيَفهَموُهُ و يُوالوا عليّاً‌ (ع) و لو أنّك اتَّبَعتَ أهواءَهُم بِنَصبِ غير عليٍّ لِلخِلافَةِ بَعدَ ما جاءَكَ مِن العِلمِ وَحياً ليس لكَ بَعدَهُ مِن واقٍ يَقيكَ مِنَ الله ،

(‌ و لَقَد أرسَلنا رُسُلاً مِن قَبلِكَ و جَعلنا لهُم أزواجاً و ذُريّةً )

و إن يُعيروكَ يا حبيبي بِكِثرَةِ أزواجِكَ و مَحبّتِكَ لِذُريّتِكَ فَلَقد أرسَلنا رُسُلاً مِن قَبلِكَ و جَعلنا لهُم مِثلَكَ أزواجاً و ذُريّةً فلِماذا يُعيروك ؟

( و ما كانَ لِرسولٍ أن يأتي بآيَةٍ إلاّ بإذنِ اللهِ لِكُلِّ أجَلٍ كتاب )

و إن طلبوا منك أن تأتيهم بمعجزةٍ اقتَرحوها كَإزالَة جَبَلِ أبي قُبَيسٍ فما كان لِرسولٍ أن يأتيَ بآيةٍ إلاّ بإذنِ اللهِ و لكُلِّ مَوعدٍ لِلمُعجِزَة كتابٌ مَمضيٰ في اللّوحِ المَحفوظ ،

( يَمحو اللهُ ما يَشآءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ‌ اُمُّ الكِتاب )

واللهُ سُبحانَهُ هو الذي يَمحو ما يشآءُ مِن المُقَدّراتِ في اللّوحِ المحفوظِ و هو الّذي يُثبِتُ فيهِ ما يشآءُ لِمَن يشآءُ و عِندَهُ أصلُ كتابِ اللّوحِ المحفوظِ

( و إمّا نُرَينَّكَ بعض الّذي نَعِدُهُم أو نَتَوفّيَنَّكَ فإنّما عَليكَ البَلاغُ و عَلَينا الحِساب )

فيا حبيبي نَحنُ إمّا نُرِيَنَّكَ بعضَ الّذي نَعِدُهُم مِنَ العذابِ في حياتِكَ و إمّا نَتَوفَيَنَّكَ و لا نُرينَّكَ فسواءٌ ذلك فإنّما عليكَ البَلاغُ بِولاءِ عليٍّ (ع) و علينا الحسابُ لهُم عليٰ وِلايَتِهم لهُ ،

(‌ أوَلَم يَرَوا أنّا نأتي الأرضَ نَنقُصُها مِن أطرافِها واللهُ يَحكُم لا مُعَقِّبَ لِحُكمِهِ و هو سريعُ الحِساب )

أوَلَم يَرَوا هؤلاء أنّا نأتي الأرضَ نَنقُصُها مِن أطرافِها بِمَوتِ مُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ (ص) واللهُ يَحكُمُ بذلكَ لِحِكمَتِهِ لا رادَّ لِحُكمِهِ و هو سريعُ الحِسابِ يومَ القيامَه ،

( قَد مَكَرَ الّذينَ مِن قَبلِهِم فَلِلّهِ المَكرُ جميعاً )

فإن يَمكرونَ بِكَ لِيَقتُلوكَ و يُدَحرِجونَ الدِّبابَ أمامَكَ و يَمكرونَ بِكَ لِيُؤذو أهلَ بَيتِك مِن بَعدِكَ فَقَد مَكَر الّذين مِن قَبلِهِم بالأنبياءِ فَلِلّهِ التّدبيرُ الكامِلُ ضِدّ مَكرِهِم فَهُوَ يَمكُرُ بِهِم ،

( يَعلَمُ ما تَكسِبُ كلّ نَفسٍ و سَيَعلَمُ الكفّارُ لِمَن عُقبيٰ الدّار )

واللهُ ‌سُبحانَهُ يَعلَمُ كامِلاً عِلماً إحاطيّاً بما تَكسِبُ كُلّ نَفسٍ مِن عَمَلٍ في الدّنيا و لا تَخفيٰ عليهِ خافِيَة و سَيَعلَمُ الكُفّارُ لِمَن سَيَكونُ العاقِبَة الحُسنيٰ في الدّنيا و الآخِرَه ،

( و يقولُ الّذين كفَروا لَستَ مُرسَلاً قُل كفيٰ باللهِ شهيداً بيني و بينكم و مَن عِندَهُ عِلمُ الكتاب )

و يقولُ الّذين كَفروا بِوِلايَتِكَ يا رسولَ الله لَستَ مُرسَلاً لِتُبَلِّغَ ولايةَ عليٍّ (ع) قُل لهُم كفيٰ باللهِ شاهِداً بَيْني و بَيْنِكم و كفيٰ بِعَليٍّد شاهِداً عِندَهُ عِلمُ القُرآن ،

( صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1124-1109 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *