سورة الأَحقاف
2017-02-21
سورة الرَّعد
2017-02-21

(45)
سورة الذّارِياٰت

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ والذّارياتِ ذَرواً )

بإِسمِ ذاتيَ و رحمانيّتي و رحيميّتي اُوحي إليكَ قَسَماً بالطاّقاتِ الذَريّة الذّاريةِ الّتي تَهُبُّ و تَنفَجِرُ بِقُوّةٍ تنشُرُ الذّرّاتَ في الهَواء ،

( ‌فَالحامِلاتِ وِقراً )

و قَسَماً بِكُلِّ ذَرّةٍ تَحمِلُ طاقَةً و ثِقلاً و حَرارَةً و إشعاعاً كالأجرامِ السّماوِيَّةِ أو باطِنِ الأرض أو السَّحاب الثِّقال و غيرها ،

( فَالجارياتِ يُسراً )

و قَسمَاً بالجارياتِ في الفَضاءِ و في الماءِ بِيُسرٍ و سَهولَةٍ كالأثيرِ و الأمواجِ النّوريّةِ و الصّوتيّةِ و الكَهرباءِ و الطّائِرات والسُّفُن و غيرها ،

( فَالمُقسِّماتِ أَمراً )

و قَسمَاً بالملائِكَة المُقسِمة لِلاُمورِ بأمرِ اللهِ كتقسيمِ الأرزاقِ بَيْنَ الخلائِقِ و تَقسيمَ الأعمارِ ‌و تَقسيمَ الأنوارِ و الأخطارِ و الأمطار .

( إِنّما توعَدونَ لَصادِقٌ )

فَقَسماً بِكُلِّ ذلك إنّما تُوعَدون بالمَعادِ والحسابِ و الجَزاءِ و الجَنّةِ و النّارِ والصِّراطِ و الميزانِ فبالتأكيدِ كُلُّهُ وعدٌ صادِقٌ سَيَتَحقّقُ قَطعاً ،

( و إنّ الدّينَ لَواقِعٌ )

و إنَّ الحِسابَ و الجَزاءَ عن الدّينِ الّذي اُكمِلَ بِولايةِ عليٍّ (ع) لَهُوَ واقِعٌ حَتماً فَتُسألونَ يومَ القيامةِ عن ولايةِ عليٍّ (ع) و تُجازون عليه ،

( والسّماءِ ذاتِ الحُبُك إنّكم لَفي قولٍ مُختَلِف )

و قَسَماً بالسّماءِ ذات الطُّرُقِ لِلعُبورِ و مَجاري و مَداراتَ لِلسَّير إنّكُم في قولٍ حَولَ ولايةِ عليٍّ (ع) مُختَلِفٍ فَمُؤالِفٍ و مُخالِف ،

(‌ يُوفَكُ عنهُ مَن اُفِك )

يُصرَفُ عن عليٍّ (ع) و عَن مَوَدَّتِهِ وَ‌ وِلاءِهِ مَن صُرِفَ عن رَحمَةِ اللهِ و فَضلِهِ و هدايَتِهِ و عن سَعادَةِ الدُّنيا و الآخره ‌،

( قُتِلَ الخَرّاصونَ الّذين هُم في غَمَرةٍ ساهون يَسألونَ أيّانَ يوم الدّين )

قاتَلَ اللهُ الخَرّاصونَ بالكَذِب و الإفتراءِ عليٰ مُحمدٍ و أهل بَيْتِهِ (ع) و الّذين في غَمرَةِ‌ النِّفاقِ غافِلونَ عَن وِلايَةِ عليٍّ (ع) و يَسألونَ إستهزاءً مَتيٰ يكونُ يوم الدّين ؟

( يومَ هُم عليٰ النّارِ يُفتَنونَ ذوقوا فِتنَتَكُم هذا الّذي كنتُم بهِ تَستَعجِلون )

فيومُ الدّين هو يومٌ هُم عليٰ نارِ جَهنّمَ يُختَبرون كيف يَتَحمّلونَ عذابَها و يُقال لهُم ذوقوا إختبارَكم الحِسِّي بالعذابِ هذا هُوَ الذي كنتُم بهِ تَستَعجِلون مُستَهزِئين ،

( إنَّ المُتّقينَ في جَنّاتٍ و عُيونٍ )

و في يومِ الدين عليٰ التَّحقيقِ يكونُ المُتَّقينَ المُوالينَ لآِلِ مُحمّدٍ (ص)‌ و شيعَتِهم في جنّاتٍ و بساتينَ و عيونٍ مِنَ العَسَل و اللَّبَن والشَّرابِ و المآء ،

( ‌آخِذينَ ما آتاهُم رَبُّهم إنّهُم كانوا قَبلَ ذلِكَ مُحسِنين )

فَهُم في الجَنّاتِ آخِذينَ ما آتاهُم رَبُّهم مِن نِعَمِ الجَنّةِ و ثِمارِها و حورِها و ثِيابِها و لَذائِذِها جَزآءً وِلايَتِهم لآِلِ مُحمّدٍ (ص) و إنّهُم كانوا قَبلَ ذلِكَ في الدُّنيا مُحسِنينَ بِآلِ مُحمّدٍ (ص) ،

(‌ كانوا قليلاً مِنَ اللّيلِ ما يَهجَعونَ و بالأسحارِهُم يَستَغفِرون )

و كانوا هؤلاءِ الشّيعَةِ الأتقياء في الدّنيا لا يَنامونَ في اللّيلِ إلاّ قليلاً و كانوا بالأسحارِ يُصَلّونَ نُوافِلَ اللّيلِ و يَستَغفِرونَ اللهَ و لأِربعينَ مُؤمِنٍ ،

( و في أموالِهم حَقٌ لِلسائِلِ و المَحروم )

و كانوا يُنفِقونَ في سبيلِ اللهِ و يَدفَعونَ الزَّكَوات و الصَّدَقاتِ إليٰ السّائِلِ الفَقيرِ المِسكينِ والأسيرِ و الحَيْوانِ المَحروم ،

( و في الأرضِ آياتٌ‌ لِلموقِنين و في أنفُسِكُم أفلا تُبصِرون )

و قَسَماً بالذّارياتِ إنَّ في الأرضِ آياتٌ و دَلائِلٌ عليٰ قُدرَةِ اللهِ وَ وِلايَةِ مُحمدٍ و آلِهِ (ع) لِلمُتَيقِّنينَ بِولايَتِهم حيثُ تَدُلُّ عليٰ ضَرورَةِ‌ نَصبِ الإمامِ المَعصومِ و كذا في أنفُسِكُم فالإمامُ هوَ كالقَلبِ والدَّماغِ في الجِسم ، أفَلا تُبصِرونَ يا ناس ؟؟؟

( و في السّماءِ رِزْقُكُم و ما تُوعَدونَ )

واعلَموا أيّها النّاسُ إنّ رِزقَكُم مكتوبٌ مُقَدَّرٌ في اللَّوحِ المَحفوظِ في السماءِ تَتَنَزَّلُ الملائِكةُ بهِ عليٰ إمامِ الزَّمانِ ‌المَعصومِ مِن آلِ مُحمّدٍ (ص) ثُمَّ بِبَرَكَتِهِ تُرزَقونَ و كذا ما توعَدونَ مِن رِزقِ الآخرةِ ،

( فَوَ رَبِّ السَّماءِ و الأرضِ إنّهُ لَحَقٌّ مِثلَ ما أنّكُم تَنطِقون )

فَقَسماً بِرَبِّ السّماءِ و الأرضِ إنَّ رِزقَكُم لَحَقٌ مِنَ‌ اللهِ بواسِطَةِ وَليّهِ المعصوم مِن آلِ مُحمّدٍ (ص) لا شَكّ فيهِ مثل ما لا شَكَّ‌ في أنّكم تَنطِقونَ فلا تَطلُبوهُ مِن الجائِرين ،

( هَل أتاكَ حديثُ ضَيْفِ إبراهيمَ المُكرَمين )

فيا حبيبي هَل وَصَلَكَ‌ قِصّة  ضيوفِ إبراهيم جَدِّكَ‌ مِنَ‌ المَلائِكَة المُكرَمينَ جَبرئيلَ و أعوانَهُ حينما نَزَلوا لِعذابِ قَوْمِ لوطٍ و يُبَشِّروهُ بإسحاق ،

( إذ دَخَلوا عليهِ فقالوا سَلاماً قال : سَلامٌ قومٌ مُنكَرون )

حيثُ دَخَلوا عليهِ ضيوفاً فسَلّموا عليهِ قالوا سلاماً عليكَ و عليٰ أولادِكَ المعصومين فأجابَهُم قائِلاً و سلامٌ عليكم أيّها الضّيوفُ الغُرَبآء ،

( فَراغَ إليٰ أهلِهِ فَجاءَ بِعِجلٍ سمينٍ فَقَرَّبَهُ إليهِم قالَ : ألا تأكُلون )

فانحازُ إليٰ زَوجَتِهِ سارَةَ فطلب لهم طعاماً فأعطَتهُ عِجلَها الرَّبيب بعدَ أن شَوِيَتهُ لهُم فَقدَّمهُ إليهِم و لكنّهم امتَنَعوا عَنِ الأكلِ فقالَ لهُم ألا تأكلونَ طعامي ؟؟؟

(‌ فَأوجَسَ منهُم خيفَةً ، قالوا لا تَخَف و بَشّروهُ بِغُلامٍ عليمٍ )

فأحَسَّ في قَلبِهِ مِنهُم قَلَقاً إذا أنَّ الضَّيْف كان إذا لَم يأكُل طعاماً فهوَ عَدوٌّ جاءَ لأِخذِ الشّأر فقالوا لا تَخَف نَحنُ ملائِكَةٌ لا نَأكُل ثُمَّ بَشّروهُ بإسحاقَ سيكونُ غلاماً عليماً مِن سارَه ،

(‌ فأقبَلت إمرأتهُ في صَرّةٍ فصَكّت وجهَها و قالت عجوزٌ عقيمٌ )

فلمّا سمعت سارة البِشارَة أقبَلت مُسرِعةً متعَجِّبةً‌ تصيحُ فلَطَمت وجهَها خَجَلاً و قالت كيف أَلِدُو أنا عجوزٌ في التِّسعين عاقِره ،

(‌ قالوا : كذلك قال ربّكِ إنّهُ هو الحكيمُ العليم )

فقالوا لها نَعَم بهذهِ البِشارةُ يُبشِّرك اللهُ و قال : إنّي سَأهبُ سارةُ و إبراهيمَ العجوزَيْن غلاماً إسمُهُ إسحاق سيكون نبيّاً واللهُ هوَ الحكيمُ في صُنعِهِ العَظيمُ بِخَلقِهِ ،

( قال فما خَطبُكُم أيّها المُرسَلون ؟ قالوا إنّا اُرسِلنا إليٰ قومٍ مُجرمين )

فَسَألَهم بعد ذلك إبراهيمُ هل نَزلتُم لهذا فَقَط فما هو شأنكم أيّها الملائِكة المُرسَلون إليٰ الأرض ؟ قالوا إنّا اُرسِلنا إليٰ قومِ لوطٍ المُجرمين نُعذّبُهم و نُهلِكُهُم ،

( لِنُرسِلَ عليهم حِجارَةً من طينٍ‌ مُسَوّمَةً عند رَبِّك لِلمُسرفين )

أرسَلنا اللهُ لِنُرسِلَ عليهِم من السماءِ حجارةً من الطّين المَفخور مكتوبٌ عليٰ كلِّ حِجارَةٍ إسمَ صاحبها بأمر الله خاصّةٌ لِلمُسرفينَ أهل اللّواط ،

(‌ فَأخرَجنا من كانَ فيها من المؤمنين فما وَجدنا فيها غيرَ بَيْتٍ من المُسلمين )

فأخرَجنا مَن كان في قريَتِهم من المُومنين قُلنا اخرُجوا منها فما وَجَدنا فيها غير بَيْتِ لوطٍ النّبيّ أحداً من المُسلمين فكان هوَ و بَناتهُ مسلمين فَقَط ،

( و تركنا فيها آيةً لِلَّذينَ يَخافونَ العذابَ الأليم )

و تركنا في المدينة أثَراً شاخِصاً من عذابِهم علامةً للذين يخافون العذابَ الأليم فَيَعتَبِرون منها و يتركون اللِّواط .

( و في موسيٰ إذ أرسلناهُ إليٰ فرعون بسُلطانٍ مُبين فتَولّيٰ بِرُكنِهِ و قال ساحِرٌ أو مجنون )

و تركنا في موسيٰ آيةً إيضاً إذ أرسَلناهُ إليٰ فرعونَ ببُرهانٍ و إعجازٍ بَيِّنٍ واضِحٍ فأعرَضَ بِقَفاهُ عنهُ و قال : أنتَ ساحرٌ أو مجنون لأِنّك تَدّعي إلـٰهاً غيري !!!

( فأخذناهُ و جنودَهُ فنَبذناهُم في اليَمِّ و هو مُليم )

فنتيجةً لِقولِهِ ذاك و إعراضِهِ أخذناهُ معَ جنودِهِ في البَحر و النّيل فطَرحناهُم فيهِ ليَغرَقوا فحينئذٍ أخَذَ يلومُ نَفسَهُ عليٰ عِنادِهِ ،

( و في عادٍ إذ أرسلنا عليهمُ الرّيحَ العَقيم )

و في قومِ عادٍ إيضاً آية لكم أرسلنا عليهم العاصفة الهَوجآءِ عقيمة الفائِدَة بل كانَت مُدمِّرة مُخرِّبة فعذّبناهُم ،

( ما تَذَرُ مِن شيءٍ أتَت عليهِ إلاّ جَعَلتهُ كالرَّميم )

فعاصفةُ عادٍ كانت ما تَدَعُ مِن شييءٍ قائِمٍ من البِناءِ والزَّرعِ و الأثاثِ و الحيوانِ و الإنسان تَعصِفُ عليهِ إلاّ جَعَلتُه كالبالي ،

(‌ و في ثمودَ إذ قيل لهم تَمتَّعوا حتّيٰ حينٍ )

و لكم في ثمودٍ آيةً و عِبرَةً حيثُ قيل لهُم بواسطة صالِحِ النّبيّ تَمتّعوا بالمَلذّاتِ والشّهَواتِ حتّيٰ يحينُ مَوعِدُ عذابِكم و هَلاكِكُم ،

( فَعَتَوْا عَن أمرِ رَبِّهم فأخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُ و هُم يَنظُرون )

فَبَدَل أن يتوبوا إليٰ اللهِ و يُؤمنوا قبلَ نزولِ العذابِ عَصَوا و عَتَوا و خالَفوا أمرَ ربِّهم فأخَذَتهُم الصّاعقةُِ و الصّيحَةُ صباحاً و هُم ينظرونَ نزولَها ،

(‌ فما استطاعوا مِن قيامٍ و ما كانوا مُنتصرين )

فحينئذٍ كما رَأوا العذابَ فما استطاعوا أن يَقِفوا قائِمين بَل جَثَوا عليٰ رُكَبِهِم مِن شِدّةِ الخَوفِ و هَول الصّاعِقَةِ و ما كانوا مُنتَصرينَ عليٰ صالحٍ النّبيّ (ع) ،

( و قوم نوحٍ مِن قبلُ إنّهم كانوا قوماً‌ فاسقين )

و تَذكَّروا قومَ نوحٍ من قَبلِ عادٍ و ثَمودَ إنّهم كانوا قوماً فاسقين بتركِ طاعَةِ نوحٍ و إصرارِهِم عليٰ مُخالَفَتِهِ فأغرقناهُم بالطّوفان ،

( والسماءَ بَنَيناها بِأَيدٍ و إنّا لَموسِعون و الأرضَ فرشناها فَنِعمَ‌ الماهِدون )

و تذكّروا قُدرَتَنا فالسّماءَ بَنيناها بطاقاتٍ و جاذبيّاتٍ بِيَدِ‌ قُدرَتِنا و قُوَّتِنا و إنّا لموسِعون أكنافَها و الأرض مَهّدناها كافرش فَنِعمَ الماهِدونَ لكُم

(‌ و مِن كُلِّ شيءٍ خَلَقنا زَوْجَيْن لعلّكم تَذكّرون )

و ما عَداء ذاتِنا الواجِب الوجودِ الفَردِ فإنّا خَلَقنا كلّ شييءٍ في الوجودِ مُزدَوَجاً‌ أو مُكرّراً‌ أو مُماثِلاً أو متزاوِجاً لعلّكم تتَذكّرون وَ حدانِيّةِ اللهِ و قُدرَتِه ،

( فَفِرّوا إليٰ اللهِ إنّي لَكُم مِنهُ نَذيرٌ مُبين )

فَيا أيّها النّاس إهرَبوا مِن عذاب اللهِ و فِرّوا إليٰ اللهِ وَ تمَسّكوا بولايةِ عليٍّ و آل مُحمّدٍ (ص) يُنجيكُم مِن عَذابهِ إنّي لَكُم مِنَ اللهِ نَذيرٌ واضِحُ الإنذارِ إن تَركتُم وِلايَتَهُم

( و لا تَجعَلوا مَعَ اللهِ إلـٰهاً آخَرَ إنّي لكُم منهُ‌ نذيرٌ مُبينٌ )

و لا تَجعَلوا مَعَ اللهِ إلـٰهاً آخَرَ مِن وُلاةِ الجَوْر و الحُكّام و الخُلَفاءِ و الاُمَراءِ تُطيعونَهُم كما تُطيعونَ اللهَ إنّي لكُم من اللهِ‌ نذيرٌ بَيِّنٌ اُنذِرُكُم عاقِبَة طاعَةِ الخُلَفاء ،

( كذلك ما أتيٰ الّذين مِن قَبلِهِم مِن رَسولٍ إلاّ قالوا ساحِرٌ أو مَجنونٌ )

و كما يقولُ المُنافِقون لكَ يا حبيبي إنّكَ ساحِرٌ أو مجنونٌ فكذلك ما أتيٰ الّذين مِن قَبلِهِم مِنَ الكُفّار مِن رسولٍ مِن عِندِ اللهِ إلاّ قالوا هُوَ ساحِرٌ أو مجنونٌ ،

( أتواصَوا بهِ بَل هُم قومٌ طاغون فَتَوَلَّ عنهُم فما أنتَ‌ بِمَلومٍ )

هل أوصيٰ أولئكَ الكفّارُ هؤلاءِ المُنافقينَ بذلك كَلاّ بَل هُم قومٌ طاغونَ يدعوهُم طُغيانهم لهذا فأعرِض عنهم فما أنتَ بِمَلومٍ عليٰ نَصبِكَ‌ عليّاً (ع) لِلولايَةِ ،

( و ذَكِّر فَإنَّ الذِّكريٰ تَنفعُ المُؤمنين )

و ذَكِّر النّاسَ يا حبيبي بِفَضائِلِ عليٍّ و أهل البيت (ع) و ذَكِّرهُم بثواب التّمَسُّكِ بولايَتِهم و عِقابِ مُخالَفَتِهم فإنّ الذِّكريٰ تَنفَعُ المُسلمينَ المُؤمنين ،

(‌ و ما خَلَقتُ الجِنَّ و الإنسَ إلاّ لِيَعبُدونِ )

و ذَكِّر النّاس بأنّي ما خَلَقتُ الجِنَّ و الإنسَ إلاّ لِيَعبدوني بِمُوالاة عليٍّ و آل محمدٍ (ص) و مَوَدّتِهم و طاعَتِهم و لو لا هُم لما خَلَقتُ الخَلقَ و الأفلاك ،

(‌ما اُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ و ما اُريد أن يُطعِمون )

و عندما آمُرُهُم بالخُمسِ والزَّكاةِ يدفعوها إليٰ النّبيّ و أهل بيتِهِ (ع) ما اُريدُ مِنهُم مِن رِزقٍ لي منهم و ما اُريدُ أن يُطعِمونِ بل اُريدُ تَطهيرَهُم و تزكِيَتَهُم بذلك ،

(‌ إنّ اللهَ هُوَ الرَّزاقُ ذوالقُوّةِ المَتين )

بالقَطعِ واليَقينِ والتأكيدِ إنَّ اللهَ هوَ الرزّاقُ لِعبادِهِ يرزُقُهم بواسِطَةِ محمدٍ و آلِهِ (ص) و بِبَرَكَتِهِم و هو ذوالقُوّةِ الشّديدُ عليٰ الإرزاقِ و بِيُمنِهِم رَزَقَ بالقُدرَةِ ،

(‌ فإنَّ لِلّذينَ ظَلَموا ذَنوباً مِثلَ ذَنوبِ أصحابِهِم فَلا يَستَعجِلون )

و بعدَ هذا فإن للّذين ظَلَموا آلَ مُحمّدٍ (ص) مِثلَ ذنوبِ أتباعِهِم مُضاعَفَةً‌ فيَحمِلونَ أوزارَ أصحابِهِم أيضاً فَليَثيبوا إليٰ رُشدِهِم و لا يَستَعجِلونَ بالظُّلم ،

(‌ فَوَيلٌ لِلّذين كفَروا مِن يَومِهِمُ‌ الّذي يُوعَدون )

فَالويلُ و العَذابُ والثُّبور واللَّعنَةُ الدّائِمَةُ لِلّذينَ كفَروا بولايةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) وَ وَيْلاهُ لهُم من يومِ القيامَةِ الّذي يوعَدونِ بهِ لِلعقاب .

( صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1108-1100 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *