(44)
سورة الأَحقاف
بإِسمِ جلالَتي الخاصّ لِذاتي و بإسمِ رحمانِيَّتيَ الشامِلَةِ و رحيميَّتيَ الخاصَّةِ اُوحي إليكَ و أبدَأُ بِرَمزِ حاميم النّورانيّ الّذي تَعرِفُهُ أنتَ و أهلُ بيتك (ع) ،
تنزيل القرآن من السماءِ إليٰ الأرضِ بواسطة جبرئيل عليه السلام هو منَ اللهِ العزيزِ في مَلَكوتِهِ ألحكيمُ في سُلطانِهِ و جَبَروتِه ،
ما خَلقتُ السماواتِ و الأرضَ و ما خَلقتَ الخَلقَ ما بينَهُما إلاّ بالعَدلِ و بمَوعِدٍ مُعَيَّنٍ والّذين كفَروا بولايةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) عَمّا اُنذِروا بِعقابِ تَركِهم لِوِلايَتِهم مُعرِضون ،
قُل لِلمُنافِقينَ يا حبيبي : هَل نَظَرتُم إليٰ ما تدعون طاعَتَهُم مِن دونِ اللهِ مِن الخُلَفاءِ وَ وُلاة الجَوْرِ أروني ماذا خَلَقوا مِنَ الخَلقِ في الأرضِ حتّيٰ أطَعتُموهُم ؟؟؟
أم إنَّ لهُم شِركٌ مَعَ اللهِ في خَلقِ السّماواتِ ؟ هيهات ، و قُل لهُم يا حبيبي : إيتوني بِكتابٍ مُنزَلٍ منَ السّماءِ مِن قَبلِ القُرآنِ أمَرَكُم بِطاعَتِهِم أو مَأثورٍ مِن العِلمِ إن كنتُم صادقين في دَعواكُم !!!
فيا حبيبي لا أحَدَ أضَلُّ مِمَّن يَدعوا مَن أطاعَهُ الخَليفة مِن وُلاةِ الجَوْر مِن دونِ اللهِ و الخَليفَةُ لا يَستجيبُ لهُ كما يَستجيبُ آلَ مُحمّدٍ (ص) لِشيعَتِهِم إليٰ يومِ القيامَةِ و الخُلَفاءُ عن دُعاءِ أتباعِهِم غافِلون قَطعاً ،
و عندما يُحشَرُ النّاسُ لِلحسابِ و الجَزاءِ يوم القيامَةِ كان الخُلَفاءُ لِلأتباعِ أعداءً و كانوا بعبادَتِهم لهُم و طاعَتِهم و إتِّباعِهِم مُتَبَرِّئينَ جاهِدينَ كافِرين ،
و هؤلاءِ إذا تُتليٰ عليهِم آياتُنا النّازِلَة بِشأنِ آلِ مُحمّدٍ (ص) قالَ الّذين كَفروا بولايَتِهم لِلحَقِّ الّذي جاءَ بِشأنِ آل محمّدٍ (ص) هذا سِحرٌ بَيِّنٌ و ليس بِوَحيٍ !!!
بَل إنّهم يقولونَ : إنَّ مُحمّداً افتَريٰ عليٰ رَبِّهِ هذا الكلام قُل لهُم يا حبيبي : إن كُنتُ قَد افتَريْتُهُ فأنتُم لا تَملِكونَ لي نُصرَةً مِن عذابِ اللهِ شيئاً فكيفَ أفتري عليهِ و لا ناصِرَ لِلمُفتري عَلَيْه ،
واللهُ سُبحانَهُ هو أعلَمُ مِنّي و مِنكُم بما تخوضونَ فيهِ مِن الإفتراءِ والتُّهمَةِ لي و كفيٰ باللهِ شاهِداً بَيْني و بَيْنكم يوم القيامَةِ و هو الغفورُ الرَّحيمُ لِمَن تاب ،
قُل لَهُم يا رسولَ الله أنا ما كنتُ مُبْتَدِعاً و ذُو بِدعَةٍ في الدّينِ مِن بَيْنِ الرُّسُل فلا اُدخِلُ في الدّينِ ما لَيْسَ مِنَ الدّينِ و ما أدري إن لَم يُعَلِّمَنيَ اللهُ ما سَيُفعَلُ بي و لا بِكُم إن لَم تُؤمِنوا بولايةِ عليٍّ (ع) ،
قُل لَهُم إن أتَّبِعُ إلاّ ما يُوحيٰ إليَّ مِنَ اللهِ في عَليٍّ و لا أفتَعِلُ مِن نَفسي شيئاً فآيَة الوِلايَةِ و التَّبليغِ و غَيرِها مِنَ اللهِ و ما أنا إلاّ نذيرٌ لكم لاُِبَيِّنَ لكُم عِقابَ تَركِ ولايةَ عليٍّ (ع) ،
قُل لهُم هل فَكَّرتُم لو كانَ الأمرُ بولايةِ عليٍّ من عندِ اللهِ حقيقةً و أنتُم كَفرتُم بهِ و قَد شَهِدَ شاهِدٌ مِن الأحبارِ عليٰ مِثلِ ذلك فآمَنَ بولايةِ عليٍّ واستَكبَرتُم عَن وِلايَتِهِ إنَّ اللهَ لا يَهدي القومَ الظّالِمينَ بِتَركِ ولايَتِه ،
و تَذَكَّر يا حبيبي إذ قالَ الّذين كَفروا بولايةِ عليٍّ (ع) لِلّذين آمَنوا بولايَتِهِ كسَلمانَ و أبي ذَرٍ و المِقدادِ وَ عَمّارَ و بَلالْ لو كانَ وِلاءُ عَليٍّ خَيراً ما سَبَقونا هؤلاءِ الضُّعَفاءُ إليه ،
و هؤلاءِ المُنافِقين إذ لَم يَهتَدوا بِوِلاءِ عليٍّ (ع) فَإنّهم سيقولونَ : هذا الّذي يَقولُهُ مُحمّدٌ (ص) في عَليٍّ هو كِذبٌ قَديمٌ إفتَعَلَهُ مُنذُ إنذارِ عَشيرَتِهِ يَوم الدّار ،
و قولهم مَردودٌ فَمِن قَبلِ قولِ مُحمّدٍ (ص) ذُكِرَ عليٌّ في كتابِ موسيٰ التّوراة إيليا و أمَرَ موسيٰ بِوِلايَتِهِ إماماً و رَحمَةً و هذا القُرآنُ مُصَدِّقٌ موسيٰ بِلُغَةٍ عربيّةٍ ليُنذِرَ الّذين ظَلَموا بتركِ ولايَتِهِ و يُبَشِّرَ شيعَتَهُ المُُحسِنين بِولايَتِه
بالتأكيد إنّ الّذين قالوا ربّنا اللهُ ثُمّ استَقاموا عليٰ وِلاِيَةِ عليٍّ و أهلِ البَيْت (ع) و لَم يَنحَرِفوا عَنهُم فلا خَوفٌ عليهِم يومَ القيامَةِ و لا هُم يَحزَنون فَعَليٌّ (ع) قسيمُ الجَنّةِ والنّار .
اُولئِكَ الشيعةُ المُؤمنونَ هُم أصحابُ الجَنّةِ غَداً خالِدينَ فيها إليٰ الأبدَ مُتَنَعِّمينَ جَزاءً لهُم بما كانوا يعمَلونَ مِنَ الإستِقامَةِ عليٰ الوِلايَة ،
و أمرنا الإنسانَ المُكلَّفَ أن يَصنَعَ بِوالِدَيْهِ إحساناً و إطاعَةً حيثُ قَد حَمَلَتهُ اُمُّهُ و هي كارِِهَه لإزالَةِ بكارتها و مُكرَهَةً عليٰ تَحمُّلِ ثِقلِهِ أيّامَ الحَملِ وَ وَضَعتهُ كارِهَةً أوجاعَ الوَضع ،
و مجموعُ مُدّةِ حَملِ الإنسان و فِطامُهُ ثَلاثونَ شَهراً فأقَلُّ مُدَّةِ الحَملِ سِتّةَ أشهُرٍ و أكثَرُهُ عَشَرة كما أنَّ أكثَر الرِّضاع سَنَتانِ والزّائِدُ عليهِ مَمنوعٌ ،
حتّيٰ إذا بَلَغَ أكمَلُ النّاسِ و أشرَفَهُم فيهِم مُحمّدٌ (ص) أشُدَّهُ و كمالَ شَرَفِهِ بالنُبُوَّةِ والرِّسالَةِ و بَلَغَ الأربعينَ سنةً مِن عُمُرهِ فَبُعِثَ بالرِّسالَةِ الخاتِمَةِ
قالَ مُبتَهِلاً إليٰ اللهَ رَبِّ أَلهِمني أن أشكُرَ نِعمَتَكَ الّتي أنعَمتَ عليَّ و هيَ النَّبُوَّة والوِلايَة و العِصمَة و أنعَمتَ عليٰ والِدَيَّ آمِنةَ و عبد الله بالتّوحيد و الإيمان ،
و ألهِمني يا ربّي أن أعمَلَ صالِحاً و عَدلاً تَرضاهُ مِنّي و أصلِح لي نَسلي في ذُريّتي و عِترَتي و أهل بَيْتي مِن فاطِمَةَ و عليٍّ (ع) إنّي تُبتُ و إليكَ مِن مُصاهِرَتي لِمُناوِئي عليٍّ و إنّي مِنَ المُسلمينَ المُوالِينَ لَهُ ،
أولئِكَ الذُّريَّة لِرسولِ اللهِ هُمُ الّذين نَتَقَبَّل عنهُم أحسَنَ ما عَمِلوا مِن عَمَلٍ و نَتَجاوَزُ عن سَيِّئاتِهم و نُدخِلُهُم في أصحابِ الجَنّةِ وَفآءً لِوَعدِ الصِّدقِ الّذي كانوا يُوعَدونَ بهِ في الدّنيا ،
و تذكَّر يا حبيبي عَتيق بن أبي قُحافَةَ حينما قالَ لهُ أبوهُ و اُمّهُ لَئِن نِلتَ الخِلافَة لِكِبَرِ سِنّك فأنا أكبَرُ سِنّاً مِنكَ فاتَّقِ اللهَ قالَ لَهُما اُفٍّ لَكُما تَتَوعَّدانني بالنُّشورِ و قَد هَلَكت الأقوامُ قَبلي و لم تُنشَر ،
يقول لهُما ذلك و هُما يقولان أغِثنا يا أللهُ ألغَوْثُ ألغَوْث مِن ظُلمِ عَتيق و يَقولان لهُ وَيْلَك يا عَتيقُ آمِن بولايةِ عليٍّ (ع) فإنَّ وَعَدَ اللهِ بعَذابِ أعداءِ عليٍّ (ع) حَقٌّ فيقولُ ما هذا سِويٰ خُرافاتِ الماضين ،
فَعَتيقٌ و حِزبَهُ و أتباعَهُ المُنافِقين أولئِكَ الَّذين حَقَّ عليهِمُ القَوْلُ مِن اللهِ بالعَذابِ مَعَ اُمَمٍ كافرةٍ قَد هَلَكَت مِن قَبلِهم مِنَ الجِنّ و الإنسِ إنّهُم كانوا خاسِرينَ بِتَركِ ولايةِ آل مُحمّدٍ (ص) ،
و لِكُلٍّ مِن شيعَةِ عليٍّ (ع) و أعداؤهُ و مُناوِئيهِ دَرَجاتٌ في الجَنّةِ و النّارِ فنتيجةً مِمّا عَمِلوا في الدّنيا و لَيُوفّيهِمُ اللهُ جَزاءَ أعمالِهِم و هُم لا يُظلَمونَ في الحِسابِ و الجَزاء ،
و يومَ القيامَةِ يُعرَض الّذين كفَروا بولايةِ آل مُحمّدٍ (ص) عليٰ النّارِ قبلَ دخولِها و يقول لهُم قسيمُ الجنّةِ والنّارِ أذهَبتُم و صَرَفتُم طيّباتِكُم و مَلَذّاتِكُم في حياتِكُم الدُّنيويّةِ و تَمتَّعتُم بالجاهِ و المالِ و الشَّهوات .
فهذا اليوم تُجازَون بذلكَ عذابَ الذُلِّ و المَهانَةِ بما كنتُم تَستكبِرونَ عليٰ آلِ مُحمّدٍ (ص) في الأرضِ و تَغصِبونَ الخِلافَةَ منهُم بِغَيرِ الحَقّ و بما كنتُم تَفسُقونَ فيها ،
وَاذكر في القرآن يا حبيبي هودَ النَّبي (ع) حيثُ أنذَرَ قومَهُ نزول العذاب بالأحقافِ لو لَم يُؤمِنوا و الأحقافُ مدينَتهُم في اليَمَن و قد سَبَقَتِ الرُّسُل بِإنذارِهِم قبلَهُ و بَعدَهُ لِلمُشركين ،
فقال هودٌ لِقومِهِ اُنذِرُكُم ألاّ تعبُدوا إلاّ الله و اترُكوا الأوثانَ إنّي أخافُ عليكُم نزولَ العذابِ عليكُم و هلاكُكُم في يومٍ عظيمِ البَلاءِ و العِِقاب ،
قالوا لهُ يا هودُ هَل جِئتَنا لِتَصرِفَنا و تَمنَعَنا عن عبادَةِ صنَمِنا فأتِنا بما تَعِدنا من العذاب إن كنتَ من الصادقين في إدّعاءِ الرِّساله ؟؟؟
قال لهُم هودٌ إنما العِلمُ بِمَوعِد نزولِ العذابِ عليكم عِندَ الله و أنا اُبلّغكم ما اُرسِلتُ بهِ إليكم مِن تَركِ الأصنامِ و عِبادَةِ اللهِ و لكنّي أراكم قوماً تَتَجاهَلونَ عن دَعوتي ،
فَلمّا رَأوا العذابَ حَسَبوهُ غيماً باتِّجاهِ واديهِم قالوا هذا سَحابٌ مُمطِرُنا قال هودٌ بَل هو ما استَعجلتُم بِطَلَبهِ عاصِفةٌ فيها مَطَرٌ الحِجارَةِ و عذابٌ أليمٌ سَيُهلِكُكُم ،
و هذهِ العاصِفَةُ سَتُدَمِّرُ كلَّ شييءٍ لكُم بِأمرِ اللهِ فكذلك كانَت فَأصبَحوا أمواتاً لا يُريٰ إلا مساكِنِهم خالية كَمِثلِ ذلكَ العذاب سَنَجزي القَوم المُجرمينَ التّاركينَ لِولايَةٍ عليّ (ع) أمير المؤمنين ،
و لقد مكنّاهُم في الّذي مكنّاكُم فيهِ منَ القُوّةِ و المالِ و السِّلاح و جَعلنا لهُم سَمعاً و أبصاراً و أفئِدَةً سالمين إتماماً لِلحُجّة فَما أغنيٰ عنهُم سَلامةَ سَمعِهم وَ بَصَرِهِم و قُلوبِهِم عَنِ العَذابِ من شيءٍ ،
فإذاً كانوا يَجحدون بآياتِ اللهِ و بَراهينِهِ مَعَ سلامَةَ سَمعِهم و بَصَرِهِم و أفئِدَتِهم فَنَزلَ بِهِم ما كانوا يَستَهزِؤنِ بهِ مِن نُزولِ العَذابِ و هَلَكوا
و بالتأكيد لَقَد أهلكنا بِعَذابِنا ما حَولَكُم من القُريٰ الظّالِمَةِ أهلُها :كثَمودٍ و عادٍ و لوطٍ فَسَنُهلِكُ أعداءَ آلِ مُحمّدٍ (ص) و شَرَحنا الآياتِ لَعَلَّ المُنافقينَ يَرجِعونَ إليٰ وِلايَةِ عليٍّ (ع) ،
فَهلاّ نَصَرهُم الّذين اتَّخذوا مِن دونِ اللهِ بِزَعمِهِم قُرباناً إليٰ اللهِ آلِهَةً صَنَماً بَل عَجَزوا عَن نَصرِهِم و ذلك إدّعاءُهُم افتَضَحَ وَ ما كانوا يَفترونَ عليٰ اللهِ بأنّ الأصنامَ تُقرِّبُهم إليٰ اللهِ زُلفيٰ ،
و ذَكِّرهُم إذ بَعَثنا إليكَ عِدّةَ نَفَرٍ مِنَ الجِنِّ بِبَطنِ النَّخلَةِ يَستَمِعونَ إليٰ القُرآنِ مِنكَ فلَمّا حَضَروا الإستماعَ قالَ بعُضُهم لِبَعضٍ اُسكُتوا واستَمِعوا ،
فَلمّا انتهيٰ الإستماعُ رَجَعوا إليٰ قومِهِمُ الجِنَّ مُنذِرينَ لهُم قالوا : يا قومَنا إنّا سَمِعنا مُحمّداً يَقرَاءُ قُرآناً كِتاباً اُنزِلَ مِنَ اللهِ مِن بَعدِ توراة موسيٰ (ع) ،
و هذا الكتابُ يُصَدِّقُ لِما قَبلَهُ مِن الكُتُبِ السّماويّةِ و الرُّسُل و يَهدي الجِنَّ و الإنسَ إليٰ الحَقِّ و العَدلِ و يَهديهِم إليٰ وِلايةِ عليٍّ (ع) طريقٍ مُستقيمٍ لِلهدايَةِ ،
يا قومَنا أجيبوا مُحمّداً داعِيَ اللهِ و آمِنوا باللهِ و بولايَتِهِ يَغفِر لكُم مِن ذنوبِكم السّالِفَةِ و يُجيرُكُم بِبَرَكَةِ ولايةِ مُحمّدٍ و آلِهِ (ص) مِن عذابِ جَهنّمِ المُؤلِم ،
و مَن لا يُلَبّي دَعوَةَ محمّدٍ (ص) داعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعجِزٍ رَبَّهُ مِنَ الإنتقامِ مِنهُ في الأرضِ و لَيسَ لهُ من دونِ اللهِ أولياءَ يَنصرونَهُ فالّذين يُعرِضون أولئكَ في ضَلالٍ مُبينٍ ،
أوَلَم يَعلَمِ المُنافقينَ و يُفكِّروا أنّ اللهَ الّذي خَلَقَ السماواتِ و الأرضَ مِنَ العَدَمِ و لَم يَعجَز و يَكِلّ مِن خَلقِهِنّ مَعَ عَظَمَتِهِنّ ؟؟؟
فهو يقيناً قادِرٌ عليٰ أن يُحيِيَ المَوتيٰ و يُوجِدُهُم مَرَّةً ثانِيَةً كالاُوليٰ فَليَتَفكّروا و لَيَعلَموا بَليٰ إنّهُ عليٰ كلِّ شييءٍ قديرٌ و قادِرٌ عليٰ المَعاد ،
فَليَحذَروا يومَ يُعرَضُ الّذين كفَروا بولايةِ محمّدٍ و آل محمّدٍ (ص) عليٰ نارِ جَهنّمَ فيقول لهُم قسيمُ النّارِعليٌّ (ع) ألَيسَ هذا العَذابُ كما وُعِدتُم حَقّاً ؟
فيقولون نَعَم بَليٰ إنّهُ الحَقُّ قَسَماً بِرَبِّنا كما تَوَعَّدتُمونا ، فيقولُ لهُم فذوقوا العذابَ الدّائِمَ في جَهنّمُ بما كنتُم تكفرون بِولايَتي وبالآياتِ النّازِلَةِ بِشَأني ،
فاصبِر يا رسولَ اللهِ عليٰ أذيٰ المُنافِقين و تآمُرِهِم ضِدّكَ و ضِدَّ أهل بيتك كما صَبَرَ نوحٌ و إبراهيمُ و موسيٰ و عيسيٰ اُولوا الثَّباتِ مِنَ الأنبياء .
فإن يَستَعجِلوا بِطَلَبِ العَذابِ مِنكَ و لكنّك لا تَستَعجِل لهُم لإِتمامِ الحُجّةِ عليهِم فإنّهُم يومَ قيامِ القائِمِ عِندَ ما يَرَوْنَ ما يُوعَدوُن مِنَ العَذابِ كأنّهُم لم يَمكُثوا في الدّنيا إلاّ ساعَةً مِن نَهارٍ ،
هذا إبلاغٌ مِنَ اللهِ إليهِم بالإنذار فَهَل يُهلَكُ بسيفِ المَهديِّ (ع) إلاّ القومُ الفاسِقونَ بِتَركِ ولايةِ آلَ مُحمّدٍ (ص) و نَصبِ العِداءِ لهُم ؟ كلاّ ؟
نشر في الصفحات 1099-1088 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی