(49)
سورة البَلَدْ
بإِسمِ ذاتِيَ الرُّبوبيّ المُستَجمِعِ لِجَميعِ الأسماءِ الحُسنيٰ والصِّفاتِ العُليا و بإسمِ رَحمانِيّتي و رَحيميَّتي منها اُوحي إليكَ ،
لا اُقسِمُ تَعظيماً لَكَ و إجلالاً بِهذا البَلَدِ الحَرامِ لأِنّكَ حَلَلتَ بِهذا البَلَد مَولِداً و مَسكَناً و مُهاجِراً و فاتِحاً و حاجّاً و مُعتَمِراً ،
و اُقسِمُ بآدَمَ أبوالبَشَرِ والِدِهِم و اُقسِمُ بما وَلَدَ مِنَ الأولياءِ الصّالِحين و أشرَفِهم مُحمّدٍ و آلِهِ الطّاهرين (ع) : لَقَد خَلَقنا الإنسانَ لِيُكابِد الشَّدائِد ،
نَسألُ إستِنكاراً و إستِخفافاً و إستهزاءً هَل يَحسَبُ الإنسانُ الطّاغي الظّالِمُ الجائِرُ الجِبتُ و الطّاغوتُ عَدُوّ آل مُحمّدٍ (ص) أن لَن يَقدِرَ عليهِ أحَدٌ ،
يقولُ المُنافِقُ الظّالِمُ لآِل محمّدٍ (ص) و شيعَتِهم أتلَفتُ مالاً كثيراً مُتراكماً مِنَ الفِضَّةِ والذَّهَب عليٰ مُعاداةِ آل مُحمّدٍ (ص) ، هَل يَحسَبُ أن لم يَرَهُ اللهُ و لَم يُراقِبهُ ؟كلاّ هو مُراقِبُهُ ،
نَسألُ توبيخاً ألَم يَجعَلِ اللهُ لِعَدِوِّ آل محمّدٍ عَينَيْن كي يُبصِرَ بِهِما أنوارَ آلَ محمّدٍ (ص) و يَقرَأَ فَضائِلَهُم و ألَم نَجعَل لَهُ لِساناً و شَفَتَيْنِ كَي يُقِرَّ بها بِولايَتِهم ؟؟؟
ألَم نلطُف بهِ و هَديناهُ بالشَّرعِ و العَقلِ إليٰ تَمييز طريقَيِ الحَقّ والباطِلِ فَهلاّ جاوَزَ عَقَبَةَ الباطِلِ إليٰ طَريقِ الحَقِّ طريقَ ولايَةِ آل محمدٍ (ص) ،
و إن تَدري يا مُحمّد (ص) ما العَقَبَه و لكِن لأِهميَّتِها نَقولُ ما أدراكَ ما العَقَبه فهِيَ فَكُّ رَقَبَةٍ مُؤمِنَةٍ بآل مُحمّدٍ (ص) أو إطعامٌ لها في يومِ مَجاعَةٍ إطعاماً لِيَتيمٍ ذا مَقرَبَةٍ من رسولِ اللهِ أو مسكيناً يَفتَرِشُ التُّراب ،
ثُمَّ بعدَ إقتِحامِ عَقَبَةِ الباطِلِ إليٰ الحَقِّ و العَمَلِ الصّالِحِ كانَ مِن شيعَةِ آلِ مُحمّدٍ (ص) الّذينَ آمَنوا بِوِلايَتِهم و تَواصَوْا بالصَّبرِ عليٰ أذيٰ أعدائِهِم و تَواصَوْا بالمَرحَمةِ والتَّراحُمِ عليٰ شيعَةِ آل محمّدٍ (ص)
فَأولـٰئِكَ الَّذين كانوا مِنَ الَّذين آمَنوا بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) و تَواصَوْا بالصَّبرِ و المَرحَمَةِ هُم يوم القيامةِ في الحَشرِ أصحابُ المَيمَنَةِ و هُمُ الَّذينَ يُؤتَوْنَ كِتابَهُم بِأَيْمانِهم و يَدخُلونَ الجَنّة ،
والَّذينَ كفَروا بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ (ص) و بآياتِنا النّازِلَةِ بِشَأنِهم هُم أصحابُ الشُّؤمِ والذِّلَّةِ والخِزيِ والعارِ يوم القيامَةِ فَيَدخُلونَ في جَهنّم مَيْشومين ،
تُسلَّطُ علَيهِم نارُ الجَحيمِ الخالِدَة مُحيطةٌ علَيهِم مِنَ الجِهاتِ السِّتَةِ مُطبَقَة عليهِم طَبقاتِها مُغلَقة عليهِم أبوابها
نشر في الصفحات 1187-1185 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی