سورة التَّحريم
2017-02-21
سورة الغاشِيَة
2017-02-22

(49)
سورة البَلَدْ

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ )

بإِسمِ ذاتِيَ الرُّبوبيّ المُستَجمِعِ لِجَميعِ الأسماءِ الحُسنيٰ والصِّفاتِ العُليا و بإسمِ رَحمانِيّتي و رَحيميَّتي منها اُوحي إليكَ ،

(‌ لا اُقسِمُ بِهذا البَلَد ، و أنتَ حِلٌّ بهذا البَلَد )

لا اُقسِمُ تَعظيماً لَكَ و إجلالاً بِهذا البَلَدِ الحَرامِ لأِنّكَ حَلَلتَ بِهذا البَلَد مَولِداً‌ و مَسكَناً و مُهاجِراً و فاتِحاً و حاجّاً و مُعتَمِراً ،

( و وَالِدٍ و ما وَلَد ، لَقَد خَلَقنا الإنسانَ في كَبَد )

و اُقسِمُ بآدَمَ أبوالبَشَرِ والِدِهِم و اُقسِمُ بما وَلَدَ مِنَ الأولياءِ الصّالِحين و أشرَفِهم مُحمّدٍ و آلِهِ الطّاهرين (ع) : لَقَد خَلَقنا الإنسانَ لِيُكابِد الشَّدائِد ،

( أيَحسَبُ أن يَقْدِرَ عليهِ أحَد ؟ )

نَسألُ إستِنكاراً و إستِخفافاً و إستهزاءً هَل يَحسَبُ الإنسانُ الطّاغي الظّالِمُ الجائِرُ الجِبتُ و الطّاغوتُ عَدُوّ آل مُحمّدٍ (ص) أن لَن يَقدِرَ عليهِ أحَدٌ ،

(‌ يقولُ أهلَكتُ مالاً لُبَداً ، أيَحسَبُ أن لم يَرَهُ أحَد ؟ )

يقولُ المُنافِقُ الظّالِمُ لآِل محمّدٍ (ص) و شيعَتِهم أتلَفتُ مالاً كثيراً مُتراكماً مِنَ الفِضَّةِ والذَّهَب عليٰ مُعاداةِ آل مُحمّدٍ (ص) ، هَل يَحسَبُ أن لم يَرَهُ اللهُ و لَم يُراقِبهُ ؟كلاّ هو مُراقِبُهُ ،

( ألََم نَجعَل لهُ عَينَيْن ، و لِساناً و شَفَتَيْن ؟ )

نَسألُ توبيخاً ألَم يَجعَلِ اللهُ لِعَدِوِّ آل محمّدٍ عَينَيْن كي يُبصِرَ بِهِما أنوارَ آلَ محمّدٍ (ص) و يَقرَأَ فَضائِلَهُم و ألَم نَجعَل لَهُ لِساناً و شَفَتَيْنِ كَي يُقِرَّ بها بِولايَتِهم ؟؟؟

( و هَديناهُ النَّجدَيْن ، فلا اقتَحَم العَقَبه )

ألَم نلطُف بهِ و هَديناهُ بالشَّرعِ و العَقلِ إليٰ تَمييز طريقَيِ الحَقّ والباطِلِ فَهلاّ جاوَزَ عَقَبَةَ‌ الباطِلِ إليٰ طَريقِ الحَقِّ طريقَ ولايَةِ آل محمدٍ (ص) ،

( و ما أدراكَ ما العَقَبَه ، فَكُّ رقَبَةٍ أو إطعامٌ في يَومٍ ذي مَسغَبةٍ يَتيماً ذا مَقرَبةٍ أو مسكيناً ذا مَترَبَةٍ )

و إن تَدري يا مُحمّد (ص) ما العَقَبَه و لكِن لأِهميَّتِها نَقولُ ما أدراكَ ما العَقَبه فهِيَ فَكُّ رَقَبَةٍ مُؤمِنَةٍ‌ بآل مُحمّدٍ (ص) أو إطعامٌ لها في يومِ مَجاعَةٍ إطعاماً لِيَتيمٍ ذا مَقرَبَةٍ من رسولِ اللهِ أو مسكيناً يَفتَرِشُ التُّراب ،

(‌ ثُمَّ كانَ مِنَ الّذين آمَنوا و تَواصَوا بالصَّبرِ و تَواصَوا بِالرَحَمَة )

ثُمَّ بعدَ إقتِحامِ عَقَبَةِ الباطِلِ إليٰ الحَقِّ و العَمَلِ الصّالِحِ كانَ مِن شيعَةِ آلِ مُحمّدٍ (ص) الّذينَ آمَنوا بِوِلايَتِهم و تَواصَوْا بالصَّبرِ عليٰ أذيٰ أعدائِهِم و تَواصَوْا بالمَرحَمةِ والتَّراحُمِ عليٰ شيعَةِ آل محمّدٍ (ص)

( أولـٰئِكَ أَصحابُ المَيْمَنَة )

فَأولـٰئِكَ الَّذين كانوا مِنَ الَّذين آمَنوا بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) و تَواصَوْا بالصَّبرِ و المَرحَمَةِ هُم يوم القيامةِ في الحَشرِ أصحابُ المَيمَنَةِ و هُمُ الَّذينَ يُؤتَوْنَ كِتابَهُم بِأَيْمانِهم و يَدخُلونَ الجَنّة ،

(‌ وَالّذينَ كفَروا بآياتِنا هُم أصحابُ المَشأَمَةِ )

والَّذينَ كفَروا بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ (ص) و بآياتِنا النّازِلَةِ بِشَأنِهم هُم أصحابُ الشُّؤمِ والذِّلَّةِ والخِزيِ والعارِ يوم القيامَةِ فَيَدخُلونَ في جَهنّم مَيْشومين ،

(‌ عَلَيهِم نارٌ مُؤصَدَةٌ )

تُسلَّطُ علَيهِم نارُ الجَحيمِ الخالِدَة مُحيطةٌ علَيهِم مِنَ الجِهاتِ السِّتَةِ مُطبَقَة عليهِم طَبقاتِها مُغلَقة عليهِم أبوابها

( صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1187-1185 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *