سورة ألحاقَّةِ
2017-04-13
سورة ألمَعارِج
2017-04-13

(67)
سورة ألمُزَّمِّل

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بإسمِ ذاتِيَ المَعبود الواجِبِ الوُجودِ و بإسمِ رحمانِيَّتي الواسِعَةِ و رحيميَّتِيَ الخاصَّةِ بالمُؤمنين اُوحي إليك :

(‌ يا أيُّها المُزَّمِّل قُمِ اللَّيْلَ إلاّ قَليلا‌ )

يا حبيبي يا مُحمَّد (ص) ألمُتَزَمِّلُ المُتَلَفِّفُ بِثَوبِهِ المُحتَضِن رُكبَتِهِ لِلتَّفكيرِ في المَبدَاءِ و المَعادِ دَعِ الجُلوسَ وانهَض لِلعِبادَةِ و تَكلّم مَعَ الله ، قُمِ اللَّيْلَ بالصَّلاةِ إلاّ قَليلاً مِنهُ فاستَرِح بالنَّوْم ،

(‌ نِصفَهُ أو انقُص مِنهُ قليلاً أوزِد عَلَيهِ و رَتِّلِ القُرآنَ تَرتيلاً )

قُم نِصفَهُ‌ أوِ انقُص مِنهُ قَليلاً فَقُم ثُلثَهُ بالعِبادَةِ و النَّوافِلِ أوزِد عَلَيهِ فَقُم ثُلثَيهِ وَحم في الثُّلثِ الأوَّلِ و رَتِّلِ القُرآنَ واتلوهُ تَرتيلاً بِتَدَبُّرٍ و هُدوءٍ ،

(‌ إنّا سَنُلقي عليكَ قَوْلاً ثَقيلاً )

واستَعِدَّ و تَهيَّاءْ لِلمَسئولِيَّةِ العُظميٰ ألثَّقيلَة إنّا سنُلقي عليكَ بِواسِطَة جبرئيل وَحياً قَولاً ثَقيلاً تُبَلِّغُهُ لِلنّاس هُوَ وِلايَةُ‌ عليِّ بن أبيطالبٍ (ع) ،

(‌ إنَّ ناشِئَةَ الّليْلِ هِيَ أشَدُّ وَطاءً و أقوَمُ قيلاً )

إنَّ النُشوء و القِيامَ بالعِبادَةِ في اللَّيْلِ هيَِ أعظَمُ أجراً و ثَواباً و أقويٰ أثراً في الرُّوحِ و القَلبِ و أخلَص مُناجاةً مَعَ الله ،

( إنَّ لكَ في النّهار سَبحاً طويلاً‌‌ )

إنّ لكَ يا حبيبي في النّهار في نوم القَيْلولَةِ‌ قبل الزَّوالِ فُرصَةً واسِعَةً  لِلرّاحَةِ و النَّوْمِ فالتَزِم بِها ،

( واذكُرِ اسمَ رَبّكَ و تَبَتَّل إليهِ تَبتيلاً )

واذكُر اسمَ ربّكَ إسمَ جَلالَتِهِ و أسماءِهِ الحُسنيٰ في جَوفِ اللّيل وادعوهُ بها و تَبتَّل إليٰ اللهِ بِنَوافِلِ اللّيل رَكعَتين رَكعَتين مُنقَطِعَتَين مُنفَصِلَتَين ،

( رَبّ المَشرقِ و المَغربِ لا إلـٰه إلاّ هُوَ فاتَّخِذهُ وكيلاً )

وزِد عليٰ أسماءِ الله الحُسنيٰ الّتي تَدعوهُ بِها بِصِفَتَين لهُ و هُما رَبُّ المَشرِقِ و المَغرِبِ فَهُوَ رَبُّ اللّيل والنّهار فاعبُدهُ ليلاً و نَهاراً لا إلـٰه إلاّ‌ هُوَ‌ خالِقٌ لهما فاتَّخِذهُ وكيلاً تَتَوَكَّلُ عليهِ ،

(‌ واصبِر عليٰ ما يَقولونَ واهجُرهُم هَجراً جميلاً )

واصبِر عليٰ ما يقولونَ أعداءُ‌ أهل بَيتِك (ع) والحِزبِ الاُمَويّ فيكَ و في عليٍّ (ع) مُتَوكِّلاً عليٰ اللهِ واهجُرهُم والمُنافقينَ مِن أصحابِكَ و زَوجاتِكَ هَجراً جَميلاً و قُل لهُم إذهَبوا فَأنتُمُ الطُّلَقاء ،

( و ذَرني والمُكَذّبين اُولي النِّعمَةِ و مَهِّلهُم قليلاً )

ودَعني يا مُحمّدُ يا حبيبي أنا والمُكَذِّبينَ بِوِلايَتِكُم مِن صناديدِ قُريشٍ و رؤسَ الشِّركِ والنِّفاقِ أصحابَ الثَّروَةِ و أمهِلهُم قليلاً حتّيٰ يَومَ بَدرٍ و حُنَين كي أنتَقِم منهُم ،

(‌ إنّ لَدَيْنا أنكالاً و جَحيماً و طَعاماً ذا غُصَّةٍ‌ و عَذاباً أليماً )

و ليَعلَموا أنَّ لَدَينا جَزاءً  لهُم و عِقاباً قُيوداً و سَلاسِلَ نُقيِّدُهُم بِها و جَحيماً مُؤَجَّجاً و طَعاماً في الجَحيمِ مِنَ الزَّقوّمِ يَغُصّونَ بهِ و عَذاباً أليماً أعدَدناهُ لهُم هُناك ،

(‌ يومَ تَرجُفُ الأرضَ و الجِبالُ و كانَتِ الجِبالُ كَثيباً مَهيلاً )

كُلَّ ذلكَ العذاب سَيكونُ يوم القيامَةِ و الجَزاءِ حينما تَرجُفُ الأرضُ و الجِبالُ بالزَّلازِلِ فتَكونُ الجِبالُ الشّاهِقَةُ كُثبانَ رَملٍ مُتراكِمَةٍ مُتَبَعثِرَةٍ ،

(‌ إنّا أرسلنا إليكُم رَسولاً شاهِداً عليكُم كما أرسَلنا إليٰ فِرعَون رسولا )

إنّا أرسَلنا إليكم أيّها النّاسُ مُحمّداً (ص) رَسولاً لِلبَشَريَّةِ جَمعآءَ لِيكونَ شاهِداً عليكُم أمامَ اللهِ كَيفَ تُخَلِّفونَهُ في أهل بَيْتِهِ (ع) كَما أرسَلنا إليٰ فِرعَوْنَ موسيٰ رَسولاً‌ ،

( فَعَصيٰ فِرَعونُ الرَّسولَ فَأخذناهُ أخذاً وَبيلاً )

فعصيٰ فِرعونُ مِصرَ الرَّسولِ موسيٰ بنَ عِمرانَ فَأخذناهُ في اليَمِّ أخذاً شَديداً فَأغرقناهُ و جُنودَهُ في اليَمِّ و أهلكناهُم ،

( فَكَيْفَ تَتَّقونَ إن كَفَرتُم يَوْماً يَجعَلُ الوِلدانَ شِيباً )

فَكيفَ يا أصحاب محمّدٍ (ص) و يا مُنافِقينَ أتباعَ أبي سُفيانَ والحِزبَ الاُمَويّ تَتَّقونَ عَذابَ اللهِ إن كَفَرتُم بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) في يَومِ الحِساب الّذي يَجعَلُ الوِلدانَ أهوالُهُ شِياباً ؟‌ ،

(‌ ألسّماءُ مُنفَطِرٌ بهِ كانَ وَعدُهُ مَفعولاً )

و مِن أهوالِ القيامَةِ هو أنَّ السَّماءَ أي كواكِبِها تَنفَطِرُ بِقُدرَةِ اللهِ و جَبَروتِهِ سيكون وَعدُ اللهِ هذا مَفعولاً حَتماً ،

(‌ إنَّ هذِهِ تَذكِرَةٌ فَمَن شآءَ اتّخَذَ إليٰ رَبّهِ سبيلاً )

إنَّ هذِهِ المَواعيدُ و المَواعِظُ هِيَ تَذكِرَةٌ لِلنّاسِ لِكَي يُوالوا عَليّاً و آلَ‌ محمدٍ (ص) فَمَن شآءَ‌ اتَّخَذَ إليٰ رَبِّهِ وِلايَةَ آلِ محمدٍ (ص) سَبيلاً لِلفَوْز ،

( إنَّ رَبّكَ يَعلَمُ أنّكَ تَقومُ أدنيٰ مِن ثُلُثَيِ اللّيْلِ و نِصفَهُ و ثُلُثَهُ )

إنَّ ربّكَ الّذي اصطَفاكَ يا مُحمّد (ص) هُوَ يعلَمُ أنّكَ تَقومُ بالعِبادَةِ‌ أكثَر مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ أو نِصفَهُ أو ثُلُثَهُ دائِماً بالصَّلاةِ و لا تَنام ،

(‌ و طائِفَةٌ مِنَ الّذين مَعَكَ و اللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْل والنَّهار )‌

و إنَّ اللهَ يعلَمُ أنَّ طائِفَةً‌ مِنَ‌ الّذين مَعَكَ و هُم عليٌ (ع) و رَبعُهُ كسلمانٍ و أبي ذَرٍ و المِقداد و عمّار يقومونَ اللَّيْل و بأعمالِ اللَّيل و النَّهار مِثلَكَ بالصَّلاةِ و العِبادَةِ واللهُ يحصي ذٰلِك ،

( عَلِمَ أن لَن تُحصوهُ فَتابَ عليكُم فَاقرَأوا ما تَيَسَّرَ مِن القرآن )

عَلِمَ اللهُ أنّكُم لَن تُحصُوا اللَّيْل كُلّهُ طولَ حياتِكُم بالصَّلاةِ لِضَرورَةِ مُضاجِعَةِ‌ الأزواج فَتابَ عليكُم و لا يُريدُ مِنكُم ذلكَ فاقرَأوا ما تَيَسَّرَ لكُم قَراءَتُهُ مِن القُرآن لَيْلاً ،

(‌ عَلِمَ أن سيَكونُ مِنكُم مَرضيٰ و آخَرونَ يَضرِبونَ في الأرضِ يَبتَغونَ مِن فَضلِ الله )

عَلِمَ اللهُ‌ أن سيَكونَ مِنكُم مرضيٰ لا يَقدِرونَ عليٰ إحياءِ اللَّيْل بالعِبادَةِ و آخَرونَ مُسافِرونَ يَضرِبونَ في الأرضِ سَيْراً طَلَباً لِلعِلمِ والرِّزقِ مِن فَضلِ الله ،

(‌ و آخَرونَ يُقاتِلونَ في سبيلِ اللهِ فاقَرأوا ما تَيَسَّرَ مِنهُ )

و عَلِمَ‌ اللهُ أن سيكون منكُم آخَرون مُجاهِدونَ يُقاتِلونَ في سبيلِ اللهِ في النّهار فلا بُدَّ مِن أن يَنامُوا باللَّيْلِ فاقرَأوا ما تَيَسَّرَ لكُم مِن القُرآنِ لَيلاً ،

( و أقيموا الصَّلاةَ و آتُوا الزَّكاةَ و أقرِضوا اللهَ قَرضاً‌ حَسَناً )

وَ يجِبُ علَيكُم و نَأمُرُكُم أمراً مَولَوِيّاً أقيموا الصَّلاةَ الواجِبَةَ مِن دونِ بِدْعَةٍ مِن غَيرِ تَكتُّفٍ و آمّين و آتُو الزَّكاةَ‌ و أقرِ‌ضوا اللهَ بِدَفعِ خُمس آلِ مُحمّدٍ (ص) قَرضاً حَسَناً يُضاعِفُهُ لكُم ،

( و ما تُقَدِّموا لِأنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدوهُ عِندَ‌ اللهِ هُوَ خَيراً و أعظَمُ أجراً )

واعلَموا و ما تُقَدِّموا لِأنفُسِكُم مِن خَيرٍ مِنَ الخُمسِ والزَّكاةِ و الخَيْراتِ والمَبَرّاتِ تَجِدوهُ عِندَ اللهِ مَحفوظاً أجرهُ و ثَوابُهُ مُضاعَفاً و أعظَمُ جَزاءً و أجراً في جَنّاتِه ،

( واستَغفِروا اللهَ إنَّ اللهَ غَفورٌ رحيمٌ )

واستَغفِروا اللهَ لِذُنوبِكُم أيّها المُؤمِنونَ المُوالونَ لِمُحمّدٍ و آلِهِ‌ (ع) سِيَّما في اللَّيْلِ و قُنوتِ الوِترِ ، إنَّ اللهَ‌ غَفورٌ لَكُم رَحيمٌ بِِكُم حتماً .

( صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1396-1392 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *