(64)
سورة ألبَيّنَةِ
بِإسميَ العَظيمِ الأعظَم الأعَزِّ الأجَلِّ الأكرَمِ المُختَصِّ بِذاتي و بِرَحمانِيَّتيَ الواسِعَةِ و رَحيميَّتيَ الخاصَّةِ بِمَن اُريد اُوحي إليك :
لَم يَكُنِ الّذين كفَروا بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) مِنَ اليَهودِ والنَّصاريٰ و مُشركي قُرَيشٍ كالحِزبِ الاُمَويِّ مُنفَكّينَ عَن كُفرِهِم بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) حتّيٰ تَأتيَهُمُ الدَّلائِلُ البَيِّنَةُ الواضِحَةُ مِنَ الله ،
رَسولٌ مِنَ اللهِ مُحمّدٌ (ص) يَتلو عليهِم صَحائِفَ مِنَ القُرآنِ مُطَهَّرةً فيها مكتوباتٌ صَحيحَةٌ قويمَةٌ مِن فَضائِلِ عليِّ بنِ أبيطالب (ع) ،
و ما تَفَرَّقَ اليَهودُ و النَّصاريٰ عَن دينِ موسيٰ و عيسيٰ إلاّ مِن بَعدِ ما جآءَتْهُم الدَّلائِلُ البَيّنَةُ الواضِحَةُ منهُما عِناداً و طُغياناً ،
و ما اُمِروا هؤلاءِ المُعانِدينَ لِعَليٍّ (ع) إلاّ لِيَعبُدوا اللهَ مُوالِينَ لِعَليٍّ (ع) مُخلِصينَ لِلّهِ الدّينَ مُتَمَسِّكينَ بالقُرآنِ و العِترَةِ حُنَفآءَ مُستَقيمينَ عليٰ وِلايَتِهِ عليه السّلام ،
و اُمِروا أن يُقيموا الصَّلاةَ مِن دونِ بِدعَةِ التَّكَتُّفِ و قَوْلِ آمين ، بِوُضوءِ رَسولِ اللهِ مِن دونِ سُجودٍ عليٰ الفراش و يُعطوا الزَّكاةَ و الخُمسَ لِأهلِها و ذلك الأمرُ هوَ الدّينُ القَويمُ ،
إنَّ الّذين كفَروا بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) مِن أهلِ الكِتابِ المُؤمِنينَ بالتَّوراةِ و الإنجيلِ و القُرآنِ و المُشرِكينَ مِن قُريشٍ كبَني اُمَيَّةَ سيكونونَ في نارِ جهنَّمَ خالِدينَ فيها و أولئِكَ هُم شَرُّ الخَلائِقِ عِندَ الله ،
و بالتأكيدِ و القَطعِ و اليَقينِ إنَّ الّذين آمَنوا بِوِلايَةِ محمدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) و عَمِلوا الصّالِحاتِ مُتَمَسِّكينَ بِوِلايَتِهِم أولئِكَ المُوالونَ هُم خيرُ النّاسِ و أفضَلُ البَشَر ،
وَ ثَوابُ المُؤمِنينَ المُوالينَ لِمُحمّدٍ و آلِهِ (ع) الطّاهِرينَ و جَزاءُهُم عليٰ مُوالاتِهِم عندَ اللهِ هوَ جنّاتُ عَدنٍ في وَسَطِ الجَنّةِ مَعَ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص)
و تِلكَ البَساتينُ في وَسَطِ الجَنّة تجري مِن خِلالِها الأنهارُ المُتَنَوِّعَةُ مِن عَسَلٍ و لَبَنٍ و خَمرٍ و مآءٍ خالِدينَ فيها مُتَنَعِّمينَ إليٰ الأبَد بِلا انتِهاءٍ
فَيَشمُلُهُم جميعاً رِضوانُ اللهِ و تَشمُلُهُم مَرضاتُهُ فيَنالونَ الجَزاءَ الأوفيٰ وَ يَبلُغونَ مَقامَ الرِّضا مِن فَضلِهِ ،
ذلكَ الجَزاءُ وَ الثَّوابُ و الأجرُ و الفَضلُ سَيكونُ لِمَن خَشِيَ اللهَ رَبَّهُ في الدُّنيا فَواليٰ مُحمّداً و آلَ مُحمّدٍ (ص) وَ تَمسَّكَ بِوِلايَتِهم ،
نشر في الصفحات 1378-1376 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی