الإمام علي بن الحسین (ع)
2018-05-29
الإمام المهديّ (ع)
2018-05-29

 

2-الإمام الحسین (ع)

هو الإمام الثّالث من الأئمّة الإثنا عشر صلوات ﷲ علیهم أجمعین ، أبو عبدﷲ الحسین بن عليٍّ سیّد الشّهداء (ع) .

اُمّه فاطمة الزّهراء سیّدة النّساء .

وُلد سلام ﷲ علیه بالمدینة لثلاث خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة النّبویة فسمّاه رسول ﷲ (ص) حسیناً و عقّ عنه کبشاً و کان شبیهاً بجدّه النّبيّ من صدره إلیٰ قدمه و في شجاعته و عزمه .

و قد صرّح النّبي (ص) غیر ماسبق بحقّه و بحقّ أخیه کثیراً و من ذلك قوله (ص) : « إنّ إبنیّ هذین ریحانتای من الدّنیا » و قوله (ص) : « أللّهمّ إنّي اُحبّهما و اُحبّ من أحبّهما » ، و قال (ص) : « من أحبّ الحسن و الحسین أحببته ومن أحببته أحبّه ﷲ و من أحبّه ﷲ أدخله الجنّة » و قال (ص) : «من أحبّني فلیُحب هذین ».

و قد صرّح القرآن بفضلهما في آیة المباهلة حیث سمّاهما أبناء رسول ﷲ (ص) بقوله تعالیٰ :

﴿  و أبناءنا و أبناءکم ﴾ و قد نصّ الإمامالحسن علیه کما نصّ النّبي من قبل و أمیرالمؤمنین علیه بالإمامة ، في صفر سنة الخمسین فتحمّل مسؤلیّتها بعده و عاش حتّیٰ سنة السّتّین حیث عزم یزید بن المعاویة اللّعین علیٰ قتله و أرسل لذلك مائة شخصٍ مسلّحین إلیٰ مکّة و أمرهم أن یقتلوه و لو کان متعلّقاً بأستار الکعبة فاضطرّ (ع) للخروج منها یوم التّرویة هارباً نحو العراق قاصداً مکاناً یکثر فیه شیعته لیأمن علیٰ أهله لکنّ یزیداً أمر إبن زیاد والي الکوفة بمنعه عن الکوفة ثمّ أمر عمربن سعد بمحاصرته في کربلاء ثمّ أمر شمراً بمحاربته و قتله ، ففعلوا ما أمرهم به یزید فقتلوه و جمیع أهله و صحبه عطاشاً علیٰ شاطیء الفرات فمنعوهم الماء فلم یرحموا حتّیٰ الطّفل الرّضیع بل قتلوه من الورید إلیٰ الورید و هو یتلظّیٰ عطشاً و لم یبق منهم سویٰ الحریم و سویٰ عليّ بن الحسین زین العابدین و طفله محمّد (ع) و لشدّة مرضه کان مسجّاً في الفراش فصانته عمّته زینب (ع) منهم و حرسته من کیدهم فبقي حیّاً و ببقائه إستمرّت الذّرّیّة الطّاهرة و السّلالة الحسینیّة و الإمامة .

و کان إستشهاد الحسین یوم العاشر من محرّم سنة 61 من الهجرة فذبحه شمربن ذي الجوشن بأمرٍ من یزید و إبن زیاد.

و قد أخبر رسول ﷲ (ص) أنّه من زار الحسین بعد موته فله الجنّة ، و رویٰ الصّادق (ع) أنّ زیارة الحسین (ع) تعدل مائة حجّة مبرورة و مائة عمرةٍ متقبّلة ، و قال : زیارة الحسین واجبةٌ علیٰ کلّ من یقرّ للحسین بالإمامة من ﷲعزّوجلّ و روی في الأنوار النّعمانیّة مسنداً عن الإمام الباقر (ع) أنّه قال :

« اصیب الحسین بن علي علیه السّلام و وُجد فیه ثلاثمائة و بضع و عشرون طعنة برمح أو ضربة بسیف أو رمیةٍ بسهم ».

فلا یوم کیومك یا أباعبدﷲ.

و روی في الصّواعق المحرقة (ص:115) عن اُمّ سلمة قالت : فلمّا کان لیلة قتل الحسین سمعتُ قائلاً یقول :

أیّها القاتلون عمداً حسیناً

أبشروا بالعذاب و التّذلیل

قد لُعِنْتُم علیٰ لسان ابن داوود

و موسیٰ و حامل الإنجیل

و قد أمر اللّعین یزیدبن معاویة بن أبي سفیان أن یحملوا رأس الإمام أبي عبدالّه الحسین بن علي ریحانة رسول ﷲ (ص) و سیّد شباب أهل الجنّة من کربلاء إلیٰ دمشق الشّام فرفعوه علیٰ القناة طول الطّریق و لهذا أشار شاعر أهل البیت الشّیخ عبدالحسین شکر مخاطباً الهاشمیّین قائلاً في قصیدة طویلة :

طأطؤا الرّوس إنّ رأس حسینٍ

هو رأسٌ علیٰ القناة یُدار

و قد أخذتُ علیه قوله ذلك إذ أنّ رأس الحسین کان یتلو القرآن و تلاوة الرّأس المقدّس للقرآن لمن المعاجز العظیمة الّتي سبّبت هدایة عدّة من النّصاریٰ و الیهود إلیٰ الإسلام و أثبتت حقّانیّة الحسین و مظلومیّته و أدانت یزید و حکومته و لذلك خالفت قوله قائلاً :

إرفعوا الرّوس إنّ رأس حسینٍ

هو بدرٌ علیٰ القناة یُدار

و هلالٌ في الاُفق یُشرق صنوءاً

و هو نورٌ و بالبنان یُشار

یلحظ الأهل و الیتامیٰ بعینٍ

و أسیرٌ مع الحریم یُسار

أیّ رأسٍ سمعتموه یُنادي

غیر رأس الحسین یتلو جهار

آیة الکهف و الرّقیم عجاب

أم بدورٍ لنا علاها غبار

لا و ربّي فإنّ رأسك عجب

و من المعجزات فهي کُبار

فعندما سمعوه یتلو قوله تعالیٰ : ﴿  أم حسبت أنّ أصحاب الکهف و الرّقیم کانوا من آیاتنا عجباً ﴾ قالو لا وﷲ بل أنّ رأسك أعجب یابن رسول ﷲ.

ثمّ إنّ الإمام عليّ بن الحسین زین العابدین (ع) إستردّ الرّأس الشّریف من یزید و جاء به إلیٰ کربلاء و دفنه عند الجسد الطّاهر فسلام ﷲ علیٰ روحه و جسده و سلام ﷲ علیٰ رأسه و بدنه و سیعلم الّذین ظلموا آل محمّد أیّ منقلبٍ ینقلبون و إنّا لله و إنّا إلیه راجعون .

و أروي هنا بأسنادي الصّحیحة المتّصلة عن کامل الزّیارات و قد أجمع فقهاء العصر علیٰ تصحیح أسانید کامل الزّیارات في باب 22 إخبار رسول ﷲ (ص) بقتل الحسین (ع) بأسناده عن إبن أبي یعفور عن أبي عبدﷲ (ع) قال :

« بینما رسول ﷲ (ص) في منزل فاطمة و الحسین في حجره إذ بکیٰ و خرّ ساجداً ثمّ قال : یا فاطمة یا بنت محمّد إنّ العليّ الأعلیٰ ترائیٰ لي في بیتكِ هذا في ساعتي هذه _ أی في الرّؤیا _ في أحسن صورة و أهیأ هیئةٍ فقال لي : یا محمّد أتحبّ الحسین ؟ قلتُ : یا ربّ قرّة عیني و ریحانتي و ثمرة فؤادي و جلدة ما بین عینیّ ، فقال : یا محمّد و وضع یده علیٰ رأس الحسین (ع) بورك من مولودٍ علیه برکاتي و صلواتي و رحمتي و رضواني ، و نقمتي و سخطي و عذابي و خزیي و نکالي علیٰ من قتله ناصبه و ناواه و نازعه ، أمّا أنّه سیّد الشّهداء من الأوّلین و الآخرین في الدّنیا و الآخرة و سیّد شباب أهل الجنّة من الخلق أجمعین و أبوه أفضل منه و خیر فاقرأه السّلام و بشّره بأنّه رایة الهدیٰ و منار أولیائي و حفیظي شهیدي علیٰ خلقي و خازن علمي و حجّتي علیٰ أهل السّماوات و أهل الأرضین و الثّقلین الجنّ و الإنس ».

نشر في الصفحات 213-210 من كتاب قدیسة الاسلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *