زیارةفاطمة (ع)
2018-05-30
تفسیر اهل البیت علیهم السلام گنجی با ارزش در بین آثار حضرت آیه الله حاج سید محمد حسینی میلانی
2022-03-26

من شعر شعراء الزّهراء (ع)

و أختم کتابي ببعض ما أنشده الشّعراء في القدّیسة الزّهراء سلام ﷲ علیها :

و قد أجاد شاعر أهل البیت (ع) الکمیت حیث صرّح أنّه لیست للزّهراء معادلة غیر مریم العذراء (ع) فقال:

عليّ أمیرالمؤمنین و حقّه

من ﷲ مفروض علیٰ کلّ مسلم

و إنّ رسول ﷲ أوصیٰ بحقّه

و أشرکه في کلّ حقّ مقسّم

و زوّجه صدّیقة لم یکن لها

معادلة غیر البتولة مریم

و قال إیضاً ألسّیّد الحمیري :

حبا علیّاً و حسیناً معاً

و الحسن الطّهر لأطهار

و فاطماً أهل الکساء الالیٰ

خصّوا بإکرام و إیثار

و قال أبوالقاسم الصّنوبري في ضمن قصیدة طویلة :

صلّوا علیٰ بنت النّبي محمّد

بعد الصّلاة علیٰ النّبي أبیها

و ابکوا دماء لو تشاهد سفکها

في کربلاء لما ونت تبکیها

تلك الدّماء لو أنّها توقیٰ إذن

کانت دماء العالمین تقیها

لو أنّ منها قطرة تفدیٰ إذن

کنّا بنا و بغیرنا نفدیها

و قال إیضاً رحمة ﷲ :

من ذا لفاطمة اللّهفاء ینبئها

عن بعلها و ابنها إنباء لهفان

من قابض النّفس في المحراب منتصباً

و قابض النّفس في الهیجاء عطشان

نجمان في الأرض بل بدران قد أفلا

نعم و شمسان إمّا قلت شمسان

سیفان یغمد سیف الحرب إن برزا

و في یمینها للحرب سیفان

و قد قال أبوالمنصور بالله المتوفّی 670 هجریّة في قصیدة عصاء طویلة في فاطمة الزّهراء منها هذه الأبیات :

و زوجة سیّدة النّساء

خامسة الخمسة في الکساء

أنکحها ألصّدّیق في السّماء

فهل لهم کهذه العلیاء ؟

ألله في إنکاحها هو الولي

و جبرئیل مستناب عن علي

و الشّهداء حاملوا العرش العلیٰ

فهل لهم کمثل ذا فاقصصه لي؟

حوریّة إنسیّة سیّاحة

خالقها ﷲ من التّفّاحة

و أکرم الأصل بها لقاحه

فهل تریٰ إنکاحهم إنکاحة ؟

و قال شمس الدّین محفوظ المتوفّي 690 :

أفهل یحیط الواصفون بمدحه

و الذّکر فیها مدائح و ثناء ؟

ذو زوجة قد أزهرت أنوارها

فلأجل ذلك إسمها الزّهراء

و ممّن نظموا في فضائل الصّدّیقة الطّاهرة سلام ﷲ علیها ، هو إبن حمّاد العبدي من شعراء القرن الرّابع قال في قصیدة طویلة :

و قالت امّ أیمن : جئت یوماً

إلیٰ زهراء في وقت الهجیر

فلمّا أن دنوت سمعت صوتاً

و طحناً في الرّجاء بلا مدیر

فجئت الباب أقرعه نغوراً

فما من سامع لي في نغوري

فجئت المصطفیٰ و قصصت شأني

و ما أبصرت من امر ذعور

فقال المصطفیٰ : شکراً لربّي

بإتمام الحباء لها جدیر

رآها ﷲ متعبة فألقیٰ

علیها النّوم ذوالمنّ الکثیر

و وکّل بالرّحا ملکاً مدیراً

فعدت و قد ملئت من السّرور

تزوّج في السّماء بأمر ربّي

ففاطمة المهذّبة الطّهور

و صیّر مهرها خمس الأراضي

بما تحویه من کرم و خیر

للشّاعر عليّ بن حمّاد العبديّ البصري في القرن الرّابع مقال في زواج الصّدّیقة الطّاهرة في قصیدة طویلة :

أمر ﷲ جبرئیل فنادیٰ

رافعاً في السّماء صوتاً جهیراً

و أتاه الأملاك حتّیٰ إذا ما

وردوا بیت ربّنا المعموراً

قام جبریل خاطباً یکثر التّحمید

لله جلّ و التّکبیراً

ثمّ نادیٰ زوّجت فاطم یا ربّ

عليّ الطّهر الفتیٰ یفوق المهوراً

خمس أرضي لها و نهرین و

أوجبت علیٰ الخلق ودّها المحصوراً

فنثرت عند ذاك طوبیٰ

علیٰ الحور عنبراً و عبیراً

و روینا عن النّبيّ حدیثاً

في البرایا مصحّحاً مأثوراً

إنّه قال : بینما النّاس في

الجنّة إذ عاینوا ضیاءأ و نوراً

کاد أن یخطف العیون فنادوا :

أيّ شيء هذا ؟ و أبدوا نکوراً

أو لیس الإله قال لنا : لا

شمس فیها تریٰ و لا زمهریراً ؟

و إذا بالنّداء : یا ساکنی الجنّة

مهلاً ، أمنتم التّغییراً

ذا عليّ الوليّ قد داعب الزّهرا

ء مولاتکم فأبدت سروراً

فبذا إذ تبسمّت ذلك النّور

فزیدوا إکرامه و حبوراً

و من الشعراء الذّین مدحوا الزّهراء سلام ﷲ علیها هو إبن الحجّاج البغدادي المتوفّی 391 هجریّة حیث نظم قصیدته ردّ فیها علیٰ شاعر البلاط العبّاسي إبن سکرة البغدادة و قصیدته التّی هجا فیها أهل البیت (ع) !! فقال : إبن الحجّاج مخاطباً إبن سکرة :

فما وجدت شفاء تستفید به

إلاّٰ ابتغاءك تهجوا آل یس

کافاك ربّك إذ أجرتك قدرته

بسبّ أهل العلیٰ الغرّ المیامین

فقر و کفر همیع أنت بینهما

حتّیٰ الممات بلا دنیا و لا دین

فکان قولك في الزّهراء فاطمة

قول امریء لهج بالنّصب مفتون

عیّرتها بالرّحیٰ و الزّاد تطحنه

لا زال زادك حبّاً غیر مطحون

و قلت : إنّ رسول ﷲ زوّجها

مسکینة بنت مسکین لمسکین

کذبت یا بن الّتي باب استها سلس

الأغلاق باللّیل مفکوك الزّارفین

ستّ النّساء غداً في الحشر یخدمها

أهل الجنان بحور خورّد العین

و ممّن مدحوا الزّهراء (ع) نظماً هو البشنوي الکرديّ المتوفّي 380 فقال :

وقت الّندا في موضع عبرت

فیه البتول ، عیونکم غضّوا

فتغضّ و الأبصار خاشعة

و علیٰ البنان الظّالم الغضّ

تسودّ حینئذ وجوههم

و وجوه أهل الحقّ تبیضّ

و ممن مدحوها في أشعاره هو أبومحمّد الغسّاني العوني من شعراء القرن الرّابع قال :

أنا مولیٰ لمن یقول رسول ﷲ

فیه ما بین جمّ غفیر :

سوف تأتي یوم القیامة رکب

خمسة ما لغیرنا من ظهور

أنا منهم علیٰ البراق و بعدي

بضعتي فاطم تسیر مسیري

تحتها یوم ذاك ناقتي العصباء

تطوی الفجاج طیّ المغیر

و أبي أبراهیم فوق ذلول

عزّ قدراً بنا علیٰ الجمهور

و أخي صالح علیٰ ناقة ﷲ

أمامي في عالم المحشور

و عليّ علیٰ أعزّ من الجنّة

ما خطب نعته بالیسیر

في یدیه من فوق رأسي لواء

الحمد للواحد الحمید الشّکور

و علیه تاج بدیع من النّور

یزاهي بإکلیله المستدیر

و رویٰ الشّیخ الزّرندي في نظم درر السّمطین عن الشّافعي إبن إدریس قوله :

إذا في مجلس ذکروا علیّاً

و سبطیه و فاطمة الزّکیّة

فأجریٰ بعظهم ذکریٰ سواهم

فأیقن أنّه لسقلقیّة

و إذا ذکروا علیّاً أو بنیه

تشاغل بالرّوایات الدّنیّة

و قال تجاوزوا یا قوم هذا

فهذا من حدیث الرّافضیّة

برءت إلیٰ المهیمن من اناس

یرون الرّفض حبّ الفاطمیّة

علیٰ آل الرّسول صلاة ربّي

و لعنته لتلك الجاهلیّة

و من شعراء العامّة هو الخطیب الخوارزمي المتوفی 568 قال في قصیدة طویلة :

ففاطمة و مولانا عليّ

و نجلاه سروري في الکتاب

و من یك دأبه تشیید بیت

فها أنا مدح أهل البیت دأبي

و إن یك حبّهم هیهات عاباً

فها أنا مذ عقلت قرین عاب

و منهم حسّان بن ثابت شاعر رسول ﷲ (ص) فقال :

و إن مریم أحصنت فرجها

و جاءت بعیسیٰ کبدر الدّجیٰ

فقد أحصنت فاطم بعدها

و جاءت بسبطی نبيّ الهدیٰ

و قد مدح الزّهراء و أهل البیت (ع) ، شعراء النّصاریٰ قدیماً و حدیثاً کبولس سلامة و غیره فقد ذکر لنا الطّبري في الجزء 2 من بشارة المصطفیٰ هذه الأبیات عن أبي یعقوب النّصراني :

یا حبّذا دوحة في الخلد نابتة

ما في الجنان لها شبه من الشّجر

ألمصطفیٰ أصلها و الفرع فاطمة

ثمّ اللّقاح عليّ سیّد البشر

و الهاشمیّان سبطاها لها ثمرّ

و الشّیعة الورق الملتفّ بالثّمر

هذا مقال رسول ﷲ جاء به

أهل الرّوایات في العالي من الخبر

إنّي بحبّهم أرجو النّجاة غداً

و الفوز في زمرة من أحسن الزّمر

و قال شمس الدّین المالکي المتوفي 780 :

و زوّجه ربّ السّماء من سماءه

و ناهیك تزویجاً من العرش قد بدی

بخیر النّساء الجنّة الغرّ سؤددا

و حسبك هذا سؤددا لمسوّد

فباتا و جلّ الزّهد خیر حلاهما

و قد آثرا بالزّاد من کان یجتدي

فآثرت الجنّات من حلل و من

حلّی لها رعیاً لذاك التّزهّد

و من الشّعراء البلغاء الّذین و صفوا الزّهراء سیّدة النّساء و مدحوها بأبلغ الثّناء هو الصّاحب بن عبّاد (ق) و قد ذکرها في أکثر قصائده ألّتي أنشدها في مدح أمیرالمؤمنین (ع) و أنا أقتطف الأبیات الّتي یصف فیها الصّدّیقة الطّاهرة (ع) لوحدها هنا :

قال رحمة ﷲ :

بلغت نفسي مناها

بالموالي آل طٰه

برسول ﷲ من حا

ز المعالي و حواها

و أخیه خیر نفس

شرّف ﷲ بناها

و ببنت المصطفیٰ من

أشبهت فضلاً أباها

و قال رحمة ﷲ :

باب المدینة لا تبغو به بدلاً

لتدخلوها و خلّو جانب التّیه

کفو البتول و لا کفو سواه لها

و الأمر یکشفه أمر یوازیه

و قال رحمه ﷲ :

أنا من شیعة الرّضا

سیّد النّاس حیدرة

الإمام المطهّر بن

الحصان المطهّرة

و أخي المصطفیٰ و من

حسد الفخر مفخره

زوج مولاتنا الّتي

لم یکن مثلها مرة

و قال رحمه ﷲ :

اذکرا من زوّج الزّ

هراء کی ما یتباهیٰ ؟

لیس تحصیٰ مأثرات

قد حماها و احتواها

هل سناً مثل سناها؟

هل علاً مثل علاها

و قال رحمه ﷲ :

یا کفوء بنت محمّد لولاك ما

زقّت إلیٰ بشر مدیٰ الأحقاب

و قال إیضاً :

فزوّجه بضعة النّبوّة إذ

رآه خیر امریء و اتقاه

و قال إیضاً :

و زوجته الزّهراء خیر کریمة

لخیر کریم فضلها لیس یجحد

تفرّعت الأنوار للأرض منهما

فللّه أنوار بدت تتجدّد

و قال إیضاً :

یا حیدر الشّهم البطل

من لم یشایعك یضل

أنت الّذي قد زوّج الزّ

هراء یا خیر الوصل

تفصیل علیاك عسیرّ

فارض منّي بالجمل

و قال الشّاعر الفحل علاء الدّین الحلّي في ضمن قصیدة مطوّلة :

حتّیٰ إذا قبض النّبيّ و لم یطل

یوماً مداك له سننت مداك

و عدلت عنه إلیٰ سواه ضلالة

و مددت جهلاً في خطاك خطاك

و زویت بنت أحمد عن إرثها

و لبعلها إذ ذاك طال أذاك

یا بضعة الهادي النّبيّ و حقّ من

أسماك حین تقّدست أسماك

لا فاز من نار الجحیم معاند

عن إرث والدك النّبيّ زواك

أتراه یغفر ذنب من أقصاك عن

سخط و أسخط إذ أباكَ أباكِ

یا تیم لا تمّت علیكِ سعادة

لکنّ دعاك إلیٰ الشّقاء شقاك

و قال في ضمن قصیدة اخریٰ :

و أجمعوا الأمر فیما بینهم و غوت

لهم أمانیّهم و الجهل و الأمل

أن یُحرقوا منزل الزّهراء فاطمة

فیا له حادث مستصعب جلل

بیت به خمسة جبریل سادسهم

من غیر ما سبب بالنّار یشتعل

و اُخرج المرتضیٰ عن عقر منزله

بین الأراذل محتفّ بهم و کل

یا للرّجال لدین قلّ ناصره

و دولة ملکت أملاکها السّفل

و قال الشّاعر إبن داغر الحلي ضمن قصیدته المفصّلة :

حتّیٰ إذا مات النّبيّ فأظهرت

أضغانها في ظلمها أجنادها

منعوا خلافة ربّها و ولّیها

ببصائر عمیت و ضلّ رشادها

واعصو صبوا في منع فاطم حقّها

فقضت و قد شاب الحیاة نکادها

و توفّیت غصصاً و بعد وفاتها

قتل الحسین و ذبّحت أولادها

و غداً یُسبّ علیٰ المنابر بعلها

في امّة ضلّت و طال فسادها

و قال الحافظ البرسي في ضمن قصیدة له یمدح فیها أهل البیت علیهم السّلام في الزّهراء (ع) هذه الأبیلت :

و الاُمّ فاطمة البتول و بضعُ

الهادي الرّسول لها المهیمن مانح

حوریّة إنسیّة لجلالها

و جمالها الوحی المنزّل شارح

إلیٰ قوله :

یا فاطم الزّهراء قومي و انظري

وجه الحسین له الصّعید مصافح

أکفانه نسبح الغبار و غسله

بدم الورید و لم تنحه نوائح

قال المولیٰ مسیحا في قصیدة یمدح فیها أمیرالمؤمنین (ع) بشأن فاطمة (ع) :

لولاه لم یجدوا کفواً لفاطمة

لولاه ما اتّقدت مشکاة إیمان

لولاه کان رسول ﷲ ذا عقم

لولاه لم یفهموا أسرار فرقان

و الحافظ البرسي وصفها سلام ﷲ علیها و إلیك هذا الوصف البلیغ و الثّناء البالغ للزّهراء (ع) في ضمن قصیدة طویلة في مدح أهل البیت (ع) إقتطفناها للقاریء الکریم :

آل النّبي بنوا الوصيّ و منبع

الشّرف العليّ و للعلوم مفاتح

خزّان علم ﷲ مهبط وحیه

و بحار علم و الأنام ضحاضح

التّائبون العابدون الحامدون

الذّاکرون و جنح لیل جانح

الصّائمون القائمون المطعمون

المؤثرون لههم ید و منائح

الجدّ خیر المرسلین محمّد

الهادي الأمین الفاتح

الامّ فاطمة البتول و بضعة

الهادي الرّسول له المهیمن مانح

حوریّة إنسیّة لجلالها

و جمالها الوحی المنزّل شارح

و الوالد الطّهر الوصيّ المرتضیٰ

علم الهدایة و المنار الواضح

و قال في ضمن قصیدة طویلة یرثیٰ الحسین الشّهید فیها :

یا ویلهم حین تأتي الطّهر فاطمة

في الحشر صارخة في موقف الامم

تأتي فیطرق أهل الجمع أجمعهم

منها حیاء و وجه الأرض في قتم

و تشتکي عن یمین العرش صارخة

و تستغیث إلیٰ الجبّار ذي النّقم

هناك یظهر حکم ﷲ في ملأ

عصوا و خانوا فیا سحقاً لفعلهم

و في یدیها قمیص للحسین غداً

مضمّخاً بدم قرناً إلیٰ قدم

و من الّذین نظموا الشّعر في مصائبها شیخنا الغرويّ الإصفهاني و قد ذکرنا في باب ولادتها قسماً من أشعاره و إلیك  هذه الأبیات الاخریٰ قال رحمة ﷲ :

لهفي لها لقد اضیع قدرها

حتّیٰ تواریٰ بالحجاب بدرها

تجرّعت من غصص الزّمان

ما جاوز الحدّ من البیان

و ما أصابها من المصاب

مفتاح بابه حدیث الباب

إنّ حدیث الباب ذو شجون

مـمّا جنت به ید الخؤن

أیهجم العدیٰ علی بیت الهدیٰ

و مهبط الوحی و منتدیٰ النّدیٰ ؟

أیُضرم النّار بباب دارها

و آیة النّور علیٰ منارها ؟

و بابها باب نبيّ الرّحمة

و باب أبواب نجاة الامّة

بل بابها باب العليّ الأعلیٰ

فثمّ وجه ﷲ قد تجلیٰ

ما اکتسبوا بالنّار غیر العار

و من وراءه عذاب النّار

ما أجهل القوم فإنّ النّار لا

تطفیء نور ﷲ جلّ و علا

لکنّ کسر الضّلع لیس ینجبر

إلاّٰ بصمصام عزیز مقتدر

إذ رضّوا تلك الأضلع الزّکیّة

رزیّة لا مثلها رزیّة

و من نبوع الدّمّ من ثدییها

یُعرف إثم ما جریٰ علیها

و جاوزوا الحدّ بلطم الخدّ

شلّت ید الطّغیان و التّعدّي

فأجرت العین و عین المعرفة

تذرف بالدّمع علیٰ تلك الصّفة

و لا یزیل حمرة العین سویٰ

بیض السّیوف یوم یُنشر اللّوا

و للسّیاط رنّة صداها

في مسمع الدّهر فما أشجاها

و الأثر الباقي کمثل الدملج

في عضد الزّهراء أقویٰ الحجج

و من سواد متنها إسودّ الفضا

یا ساعد ﷲ الإمام المرتضیٰ

و وکز نعل السّیف في جنبیها

أتیٰ بکلّ ما أتیٰ علیها

و لست أدري خیر المسمار

سل صدرها خزانة الأسرار

و في جنین المجد ما یدمی الحشا

و هل لهم إخفاء أمر قد فشیٰ ؟

و الباب و الجدار و الدّماء

شهود صدق ما به خفاء

لقد جنی الجاني علیٰ جنینها

فاندکّت الجبال من حنینها

أهکذا یصنع بإبنة النّبيّ ؟

حرصاً علیٰ الملك فیا للعجب !

أتمنع المکروبة المطروحة

عن البکا خوفاً من الفضیحة ؟

تالله ینبغي لها تبکي دما

ما دامت الأرض و دارت السّما

لفقد عزّها أبیها السّامي

و لا هتضامها و ذلّ الحامي

أتُستباح نحلة الصّدّیقة

و إرثها من أشرف الخلیقة

کیف یردّ قولها بالزّور

إذ هو ردّ آیة التّطهیر

أیؤخذ الدّین من الأعرابي

و ینبذ المنصوص في الکتاب

فاستلبوا ما ملکت یداها

و الرتکبوا الخزیة منتهاها

یا ویلهم قد سألوها البیّنة

علیٰ خلاف السّنّة المبیّنة

و ردّهم شهادة الشّهود

أکبر شاهد علیٰ المقصود

و لم یکن سدّ الثّغور غرضا

بل سدّ بابها و باب المرتضیٰ

صدّوا عن الحقّ و سدّوا بابه

کأنّهم قد آمنوا عذابه

أبضعة الطّهر العظیم قدرها

تدفن لیلاً و یُعفّیٰ قبرها ؟

ما دفنت لیلاً بستر و خفا

إلاّٰ لوجدها علیٰ أهل الجفا

ما سمع السّامع في ما سمعا

مجهولة بالقدر و القبر معاً

یا ویلهم من غضب الجبّار

بظلمهم ریحانة المختار

ولقد أجاد الشّیخ محمّد الحسین کاشف الغطاء حیث قال .

أقسمت لو سرّ الحقیقة صورة

جاءت فإنّك للوریٰ مرآتها

أنت مشیئته الّتي خلقت بها

الأشیاء بل ذرئت بها ذرّاتها

و خزانة الأسرار بل خزّانها

و زجاجة الأنوار بل مشکاتها

یا غایة تقف العقول کلیلة

عنها و إن ذهبت بها غایاتها

یا جذوة القدس الّتي ما أشرقت

شهب السّما لو لم تکن لمعاتها

یا قبّة الشّرف الّتي لو في الثّریٰ

نصبت سمت هام السّما شرفاتها

یا کعبة ﷲ إن حجّت لها الأ

ملاك منه فعرشه میقاتها

یا نقطة الباء التّي باءت لها

الکلمات و ائتلفت بها الفاتها

یا وحدة الحقّ الّتي ما إن لها

ثان و لکن ما انتهت کثراتها

یا وجهة الأحدیّة العلیا الّتي

بالأحمدیّة تستنیر جهاتها

و عقیلة العشر العقول و من لها

السّبع الطّباق تحرّکت سکناتها

یا لوعة قعدت و قامت في الحشا

خرساء تنطق بالشّجیٰ نفثاتها

قعدت و لا تنفكّ أو أرزائها

بقیام قائمها تصاب تراثها

فانهض فدیٰ لك أنفس کمنت بها

طیر الشّجون کأنّها و کناتها

و احصد رؤوسهم فکم رأس لکم

حصدته أعداء لشبّ شباتها

و احرق لهم صنمی ظلال وطؤا

لهم الامور فأمکنت و ثباتها

و هما الّذان علیکم قد جرّءا

من لا یداني نعلکم جهاتها

جرّا إلیکم کلّ جور نالکم

من عصبة فعلیهما لعناتها

و في الختام أقول رحم ﷲ شعراء الزّهراء (ع) فلقد أجادوا في الدّفاع عن قدسیّة القدّیسة و ظلامة المظلومة فجزاهم ﷲ عنها خیر الجزاء ، و سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا یصفون و سلام علیٰ المرسلین و الحمد لله ربّ العالمین .


نشر في الصفحات 323-311 من كتاب قدیسة الاسلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *