ما رواه الصّحابة في فضل القدّیسة (ع)

أقوال المعصومین (ع) و ما رووه في فضلها (ع)
2018-05-20
فاطمة (ع) اُمّ الرّسالة
2018-05-21

ما رواه الصّحابة في فضل القدّیسة (ع)

1-ما رواه سلمان المحمّدي رضوان ﷲ علیه قال :

« قال رسول ﷲ (ص) : یا سلمان من أحبّ فاطمة إبنتي فهو في الجنّة و من أبغضها فهو في النّار ، یا سلمان حبّ فاطمة ینفع في مائة من المواطن ، أیسر تلك المواطن ألموت و القبر و المیزان و المحشر و الصّراط و المحاسبة ، فمن رضیت عنه إبنتي فاطمة رضیت عنه و من رضیت عنه رضي ﷲ و من غضبت علیه إبنتي فاطمة غضبت علیه و من غضبت علیه غضب ﷲ علیه .
یا سلمان ویلُ لمن یظلمها و یظلم بعلها أمیرالمؤمنین علیّاً و ویل لمن یظلم ذرّیّتها و شیعتها » .

2-رویٰ إبن عبّاس أنّ النّبيّ (ص) قال لفاطمة :

«إنّ ﷲ تعالیٰ غیر معذّبك و لا وُلدك » .

و رویٰ إیضاً عن النّبيّ (ص) قال :

« إبنتي فاطمة سیّدة نسآء العالمین » .

و رویٰ إیضاً قال : قال رسول ﷲ (ص) :

« أفضل نسآء أهل الجنّة خدیجة بنت خویلد و فاطمة بنت محمّد » .

3-رویٰ أبوسعید الخدري قال : قال رسول ﷲ (ص) :

«ألحسن و الحسین سیّداشباب أهل الجنّة و فاطمة سیّدة نسآءهم إلاّ ما کان لمریم بنت عمران»[1].

4-رویٰ جابر بن عبدﷲ الأنصاري (ق) قال : قال رسول ﷲ (ص) :

«إنّ فاطمة (ع) شعرة منّي فمن آذیٰ شعرةً منّي فقد آذاني و من آذاني فقد آذیٰﷲ و من آذیٰﷲ لعنه ملائکة السّماوات و الأرض [2]».

5-رویٰ إبن مسعود عن النّبيّ قال :

«إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها ﷲ و ذرّیّتها علیٰ النّار »[3].

6-رویٰ أنس بن مالك أنّ النّبي (ص) قال :

«حسبكمن نسآء العالمین أربع : مریم بنت عمران و آسیة إمرأة فرعون و خدیجة بنت خویلد و فاطمة بنت محمّد »[4].

7-رویٰ بلال بن حمامة أنّه أبطأ عن صلاة الصّبح فقال له النّبيّ (ص) :« ما حبسك ؟» فقال مررت بفاطمة و الصّبيّ یبکي فقلت لها : إن شئت کفیتك الصّبي و کفیتیني الرّحا فقالت : « أنا أرفق بإبني منك » فذاك الّذي حبسني قال :

« فرحتها رحمتك ﷲ».

8-رویٰ بریدة أنّ رسول ﷲ (ص) قال لعليٍّ و فاطمة لیلة البنآء :

«أللّهم بارك فیهما و بارك علیها و بارك نسلهما» .

9-رویٰ اُسامة بن زید من حدیث فقالوا : یا رسول ﷲ (ص) أیُّ أهلك أحبّ إلیك ؟ قال :

«فاطمة بنت محمّد»4.

10-رویٰ أبوهریرة قال : قال (ص):

«أتاني جبرئیل فقال : یا محمّد إنّ ربّك یحبّ فاطمة فاسجد ، فسجدتُ ثمّ قال: إنّ ﷲ یحبّ الحسن و الحسین فسجدت ، ثمّ قال : إنّ ﷲ یحبّ من یحبّهما ».

11-روت اُمّ المؤمنین اُمّ سلمة رضي ﷲ عنها أنّ رسول ﷲ (ص) دعا فاطمة عام الفتح فناجاها فبکت ثمّ حدّثها فضحکت ، فلمّا توفّي رسول ﷲ (ص) سألتها عن بکائها و ضحکها فقالت :

«أخبرني رسول ﷲ (ص) أنّه یموت فبکیت ثمّ أخبرني أنّي سیّدة نسآء أهل الجنّة إلاّ مریم بنت عمران فضحکت».

12-روت أسمآء بنت عمیس قالت : قبّلت فاطمة بالحسن فلم أرلها دماً فقلت یا رسول ﷲ (ص) :

«إنّي لم أر لفاطمة دماً من حیض أو نفاس ؟! فقال رسول ﷲ (ص) إنّ إبنتي طاهرة مطهّرة لا تُریٰ لها دماً من طمث و لا ولادة » .

13-روت عائشة بنت عتیق عدّة أحادیث عن رسول ﷲ في فضائل فاطمة الزّهرآء بنت محمّد (ع) فقد رویٰ القندوزي الحنفي في ینابیع المودّة (ص:260) أسناده عنها رفعته عن النّبي (ص) قال :

«فاطمة بضعة منّي فمن آذاها فقد آذاني» و هذا عجیب من عائشة حیث تعلم علم الیقین بأنّ عتیق قد آذاها .

و رویٰ الحاکم النّیسابوري في المستدرك علیٰ الصّحیحین (ج:3 ص:156) بأسناده عن عائشة : أنّ النّبي قال و هو في مرضه الّذي توفّي فیه :

«یا فاطمة ألا ترضین أن تکوني سیّدة نسآء العالمین و سیّدة نسآء هذه الاُمّة و سیّدة نسآء المؤمنین».

و رویٰ البدخشي في نزل الأبرار (ص:45) بأسناده عن عائشة قالت : قال رسول ﷲ (ص) لفاطمة :

«یا فاطمة ألا ترضین أن تکوني سیّدة نسآء العالمین و سیّدة نسآء المؤمنین و سیّدة نسآء هذه الأمّة ؟».

و هذه إیضاً عجیب من عائشة حیث تعترف بأنّ فاطمة هي سیّدتها و تعترف بأنّ النّبي جعلها سیّدتها !!

و رویٰ الهیثمي في مجمع الزّوائد (ج:9 ص:201) بأسناده عن عائشه قالت : ما رأیت أفضل من فاطمة غیر أبیها ، و رویٰ بأسناده عنها قالت : کنت أریٰ رسول ﷲ (ص) یقبّل فاطمة فقلت : یا رسول ﷲ إنّي کنت أراك تفعل شیئاً ما کنت أراك تفعله من قبل ؟! قال لي :

« یا حمیرآء إنّه لـمّا کانت لیلة اُسري بی إلیٰ السّمآء اُدخلت الجنّة فوقفت علیٰ شجرة من شجر الجنّة لم أر في الجنّة شجرةً هي أحسن منها و لا أبیض منها ورقةً و لا أطیب منها ثمرةً فتناولت ثمرةً فأکلتها فصارت نطفةً في صلبي فلما هبطت إلیٰ الأرض واقعت خدیجة فحملت بفاطمة فإذا أنا إشتقت إلیٰ رائحة الجنّة شممت ریح فاطمة یا حمیرآء إنّ فاطمة لیست کنساء الآدمیّین و لا تعتلّ کما یعتلّون»

أی لاتطمث کما تطمث حمیراء بل هي البتول الطّاهرة .

و رویٰ الحضرميّ في وسیلة المآل (ص:154) بأسناده عن عائشة قالت :

ما رأیت أصدق لهجةً من فاطمة إلاّ أن یکون الّذي ولدها (ص) .

نعم فإنّها صدّیقة معصومة .

و رویٰ إیضاً بأسناده عنها (ص:151) أنّها سُئلت : أیّ النّاس أحبّ إلیٰ رسول ﷲ (ص) ؟ قالت : فاطمة ، و قیل من الرّجال ؟؟ : قالت زوجها أن کان ما علمت صوّاماً قوّاماً .

و رویٰ الشّنقیطي في کفایة الطّالب (ص:83) بأسناده عنها قالت : ما رأیت قطّ أحداً أفضل من فاطمة غیر أبیها .

14-رویٰ المسوربن مخرمة کما رواه البخاري في صحیحه (ج:5 ص:26) بأسناده عنه أنّ رسول ﷲ (ص) قال :  «فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني» .

و رویٰ أحمد بن حنبل في مسنده (ج:4 ص:322) بأسناده عن المسوربن مخرمة قال : قال رسول ﷲ (ص) : «فاطمةُ شجنة منّي یبسطني ما یبسطها و یقبضني ما یقبضها و أنّه تنقطع یوم القیامة الأنساب و الأسباب إلاّٰ نسبي و سببي ».

و أقول أنا مؤلّف هذا الکتاب یا سیّدتي و مولاتي لي الفخر في الدّنیا و الآخرة بانتسابي إلیك فاشفعي لي عند ربك .

هذه بعض من صفات الصّدّیقة القدّیسة سلام ﷲ علیها .

و هل یمکن الإحاطة بأوصافها ؟ کلاّٰ !

و لکن ما لایدرك کلّه ، فلنستمع إلیٰ أبیها رسول ﷲ (ص) حینما یتکلّم عنها و یصفها ، ثمّ علینا بوقفة تفکیر حول ما یصفها النّبي (ص) لنعرف ماذا یقصد فإنّه لا ینطق عن الهویٰ إن هو إلاّٰ وحیٌ یوحیٰ !

قال (ص) :

«فاطمة بضعة منّي فمن آذاها فقد آذاني»

و قال (ص) : «فاطمة روحي الّذي بین جنبیّ» .

وقال (ص) : «فاطمة سیّدة نساء العالمین» .

و قال (ص) : « فاطمة حورآء إنسیّة » .

و قال (ص) : « فاطمة اُمّ أبیها » .

ولست بصدد الإحاطة بجمیع أوصافها هنا إذ أنّ کلّ وصف من هذه الأوصاف الّتي نصّ علیها النّبي یستلزم تألیف کتاب مستقل عنه .

و قد أشرنا في حدیث ولادة النّور إشارة عابرة عن وصفها بالحوراء و أنّها روحه الّذي بین جنبیه و أنّها بضعة منه فلیس من الضّروري فعلاً الإطناب في تلك الأوصاف ، و لکنّ قوله (ص) :«فاطمة اُمّ أبیها!» یستوجب الشّرح و التّفسیر ، و لا یسهل العبور علیه بدون تأمّل و تدقیق ففاطمة بنت النّبي (ص) نسباً فما معنیٰ توصیفها بأنّها اُمّ أبیها ؟ فهذا یستوجب جواباً معقولاً منطقیّاً مقبولاً .

و إنّي حینما اقدّر جهود من کتب عن الزّهراء (ع) و أنّها ( اُمّ أبیها ) قائلاً :

( إنّه الیتم یجعل من الطّفل یحنّ إلیٰ اُنثیٰ تحنو علیه بدل اُمّه فقد توفّیت آمنة بنت وهب اُمّ النّبي (ص) و هو طفل صغیر فتعلق قلبه حینذاك بفاطمة بنت أسد اُمّ عليٍّ (ع) لقد کان ینادیها یا اُمّاه و عندما توفّیت حزن علیها حزناً شدیداً و سُمع یقول : « ماتت اُمّي » .

و رُزق (ص) فاطمة (ع) و کلّها رآها ذکر فاطمة بنت أسد و تسلّیٰ بإبنته عنها و قد کنّاها  بــــ اُمّ أبیها … ألخ ) .

فمع تقدیري لجهوده اُحبّ أن الفت نظره و سائر الکتّاب إلیٰ هذا التّحقیق العلمي:

و قبل بیان هذا التّحقیق العلمي حول وصفها بأمّ أبیها ، لا بأس بأن اُناقش قوله ذلك بما یلي:

1) لو کانت الألقاب الّتي یهبها رسول ﷲ (ص) و الأوصاف الّتي یعلنها عاطفیّة محضة لما کانت لها میزة مهمّة و لما کانت مختصّة بمن یهبها ، بل کان یحق لکن من سواه أن یلقّب إبنته بذلك ، لیٰکنّ اُمّ أبیها خاصّ بالزّهراء فاطمة وحدها .

2) ثمّ لقد کانت لرسول ﷲ بنات اخریٰ کان بإمکانه الحنوّ الیٰ إحداهنّ إیضاً فما هو سرّ التّخصیص باُمّ أبیها لفاطمة (ع) ؟

3) ثم ّلو کان التّشابه الإسمي بینهما و بین فاطمة بنت أسد هو السّبب في التّسلي بها عنها لکان ذلك ممکناً في غیرها من الفواطم الهاشمیّات .

4) ثم ّلو کان السّبب ذلك فحسب لکان الأجدر أن یسمّیٰ بنته بإسم اُمّة آمنة بدل أن یسمّیها فاطمة (ع) فکان یتسلّیٰ عن اُمّه بها .

فلیست القضیّة بهذه البساطة و لا بدّ من وقفة إجلال و إکبار و تعظیم أمامها ثمّ التّفکیر في وصفها باُمّ أبیها و التّدقیق في معانیه .

فما الهدف من هذا الوسام الّذي قلّد رسول ﷲ (ص) جید بضعته الزّهراء به و هو الّذي لا یمنح الأوسمة عبثاً و لا یصف لغواً .

لا أنتقد شقیقي حینما  یتکلّم عن الطّفولة ثمّ یجعلها مستمرّة في أکمل الرّجال و أعقلهم فهو (ص) العقل الکلّ و کلّ العقل و أین هو و الطّفولة ، حاشاه ، ألیس ﷲ سبحانه یقول : ﴿ و ما ینطق عن الهویٰ ﴾ ؟ فرسول ﷲ (ص) لا ینطق بهذا الوصف للزّهراء سلام ﷲ علیها ، عن الهویٰ . فلیس للهویٰ و أحاسیس الطّفولة تأثیر علیٰ الرّوح العقلیّة المعصومة و النّفس النّاطقة النّبویّة مطلقاً .

ثمّ ما الفرق بین من جار علیٰ النّبي (ص) بقوله : إنّه لیهجر و قد غلبت علیه الوجع ، حینما طلب الکتف و الدّواة لکی یکتب لامّته نصّاً بخلافة عليّ بن أبي طالب (ع) من بعده ، و بین من یجوز علیه بقوله إنّ الطّفولة مستمرّة فیه ؟

سویٰ إنّ هذا القول صادر عن حبّ و ذلك القائل قد تعمّد الجور ؛ ثم ّ ما هي حقیقة الطّفولة في الأنبیاء ؟

فهذا القرآن یصرّح عن لسان المسیح (ع) في الطّفولة في المهد :

﴿ إنّي عبدﷲ آتاني الکتاب و جعلني نبیّاً و جعلني مبارکاً این ما کنت … إلخ ﴾

و محمّد (ص) هو أفضل منه و من جمیع الأنبیاء و قد صرّح عن نفسه قائلاً :

« کنت نبیّاً و آدم بین الماء و الطّین » فکان نبیاً منذ الولادة و قد بعث للرّسالة في الأربعین فهو نبيّ معصوم منذ الطّفولة و لا ینطق عن الهویٰ مطلقاً و لا یعطي الألقاب جزافاً أو إتّباعاً لأحاسیس الطّفولة الّتي نعرفها نحن في أطفالنا فهو حینما یصف الصّدّیقة الطّاهرة الزّهراء باُمّ أبیها یصفها عن قصد بما في الوصف من معنیّ عظیم و جلیل و خطیر یرید أن ینبّه المسلمین علیه و یلفت صحابته علیه و یرشد النّاس إلیه و یهدیم جمیعاً لإحترامها و رعایة حرمتها و مراعاة حقها و الدّفاع عنها و إطاعة أوامرها و نواهیها !!!

فأنا أستمدّ من روحك الزّکیّة أیّتها الزّکیّة الحوراء الإنسیّة یا اُمّاه و أستأذن منك و أنا حفیدك المتفاني في حبّك أن أکشف قلیلاً عن بعض أسرارك الخفیّة المکتومة .

فأرفع السّتار المظلم الّذي أرخاه ید الظّلم الّذي نالك علیٰ هویّتك و أسدله علیٰ حقیقتك إغفالاً للجماهیر .

فاسمحي لي یا فاطمة بأن أقول من أنت ، لکي یعرف النّاس مقامك یا مجهولة القدر !!!

فبإذنك و باسم ﷲ و الحقّ والعدل أقول :

إنّ معنیٰ اُمّ أبیها هو أنّها لجمیع الخُلق و الأوصاف المحمّدیّة و الصّفات النّبویّة ، ففاطمة اُمّ الرّسالة المحمّدیّة حقّاً ، حدوثاً و بقاءُ فکانت ترعاه برعایة الاُمّ طیلة حیاتها معه (ص) و ترعی الرّسالة بعد وفاته حینما إرتد النّاس علیٰ أعقابهم حتّی ذهبت ضحیّة الرّسالة شهیدة مظلومة .


 

فاُم أبیها یعني أنّها :

1) اُمّ الرّسالة .

2) اُمّ الاُمّة.

3) اُمّ التّطهیر و العصمة .

4) اُمّ التّضحیة و الإیثار .

5) اُمّ العفّة و الحیآء .

6) اُمّ العبادة .

7) اُمّ التّربیة .

8) اُمّ المعجزة .

9) اُمّ البلاغة .

10) اُمّ المصیبة .

11) اُمّ الشّفاعة .

12) اُمّ الأئمّة علیهم السّلام .

و ساُشیر إلیٰ هذه المعاني و الأوصاف في کیان الزّهراء الحوراء و أکشف عن بعض أسرار فاطمة سیّدة النّساء سلام ﷲ علیها ، بما یلي :

[1]– مجمع الفوائد (ج:9 ص:201)

[2]– کشف الغّمة (ج:1 ص:467)

[3]– نزل الأبرار (ص:47)

[4]– ألتّرمذي (ج: ص:367)


نشر في الصفحات 115-107 من كتاب قدیسة الاسلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *