(59)
سورة النِّسآء
بإِسمِ ذاتِيَ الخالِقِ لِجَميعِ الخَلْقِ المُصَوِّرِ لِلخَلائِقِ و بِإسمِ رحمانِيَّتيَ الواسِعَةِ الشّامِلَةِ لِكُلّ الخَلائِقِ و رحيميَّتيَ الخاصَّةِ بأَشرَفِها اُوحي إليكَ :
يا أيُّها البَشَر خافُوا اللهَ و أطيعوهُ فهُوَ ربّكُم الّذي خَلَقكُم مِن آدَم أبيكم و هو نَفسٌ واحِدَةٌ خَلَقها مِن طينٍ و خَلَقَ مِن طينَتِهِ زَوجَها حَوّاءَ اُمّكُم ،
و نَشَرَ في الأرضِ مِن نَسلِهِما رِجالاً و نِساءً كثيرونَ واخشَوا عذابَ اللهِ الّذي تَساءَلونَ بهِ في القَبرِ و عندَ الحِسابِ و الصِّراطِ مِن رَبِّكم بهِ و تَساءَلونَ عَن أئِمَّتِكم أهل البيت (ع) أرحامَ نَبيِّكم (ص) ،
بالتأكيد والقَطعِ واليَقينِ إنَّ اللهَ يكونُ دائِماً عليكُم رقيباً يُراقِبُكُم كَيْفَ تُعامِلونَ رَحِمَ نَبيِّكُم هل تُوالونَهُم أو تُعادونَهُم فيُحاسِبُكُم بهِ ،
واعطُوا يتاميٰ رسول اللهِ (ص) و يَتاميٰ آل محمّدٍ (ص) و شيعَتِهم أموالَهُم كَفَدَكٍ و الخُمسِ وَ غيرها وَ لا تَتَبدَّلوا الشَّخصَ الخَبيثَ خليفةً بَدَلَ الطَيِّب عليّ بن أبي طالِب (ع) ،
و لا تأكلوا أموالَ آل محمّدٍ (ص) و يَتاميٰ شيعَتِهم مَعَ أموالِكم غَصباً و ظُلماً و عُدواناً إنَّ أكلَ أموالِهم كانَ إثماً كبيراً شَرعاً و عَقلاً وَ وِجداناً ،
و إن خِفتُم أن لا تعدِلوا في حَقِّ تربِيَةِ اليَتاميٰ إن بَقَوا مَحرومينَ مِن عواطِفِ الاُمومَةِ فَتَزوَّجوا لِذلكَ ما يَطيبُ لكم مِن النِّساءِ يَكُنَّ اُمَّهاتٍ لهُم إثنان أو ثَلاثَةٍ أو أربَعَةٍ ،
و إن خِفتُم أن لا تَعدِلوا بَيْنَهُنَّ في النَّفَقاتِ والمُضاجِعَةِ فانكِحوا واحِدَةً لا أكثَرَ أو استَخدِموا ما مَلَكَت أيْمانكم مِنَ الإماءِ ذلكَ أقرَبُ مِن أن لا تَجوروا ،
و أعطوا النِّساءَ مُهورَهُنَّ مِنحَةً شرعيَّةً لهُنّ فلا تَأخُذوا مِن مِهورِهِنَّ شيئاً كَبِدْعَةِ عُمَر فإن هُنَّ طِبنَ لكُم عَن شييءٍ مِن مُهورَهُنَّ نفساً فحينئذٍ كُلوهُ هنيئاً مَريئاً بِرُخصَتِهِنَّ ،
أيّها الأولياءُ عليٰ الأيتامِ لا تُؤتُوا السُّفَهاءَ مِنَ اليَتاميٰ أموالَهُم الّتي تَحتَ وِلايَتِكُم الّتي جَعَلَ اللهُ لكُم التَّصَرُّفَ فيها قِياماً بِاُمورِهِم ،
فَيَجِبُ عليكُم الإنفاقَ مِن أموالِهِم في مآكِلِهِم و مَطاعِمِهِم و مَشارِبِهم و مَلابِسِهم و إن طالَبوكُم بالأموال قُولوا لَهُم قَولاً لَيِّناً مَعروفاً و لا تَغضِبوا عَلَيهِم ،
واختَبِروا عُقولَ اليَتاميٰ حينَ بُلوغِهم سِنَّ البُلوغِ الشَّرعيّ فَإن أحسَستُم مِنهُم رُشداً في عُقولِهِم فادفَعوا إليهِم أموالَهُم و إلاّ فلا ،
و لا تَأكُلوا أموالَ اليَتاميٰ إسرافاً في الأكلِ و الإنفاق باستِعجالٍ و إسراعٍ خَشيَةَ أن يَكبُروا فَيَأخُذونَها ،
و مَن كانَ مِنَ الأولياءِ غَنيّاً فَليَستَعفِف و لا يَأكُل مِن أموالِ اليَتاميٰ مَعَ وِلايَتِهِ عليهِم و مَن كانَ فَقيراً فَليَأكُل مَعَهُم أكلاً بالمَعروفِ مِن دونِ إسرافٍ ،
فإذا دَفَعتُم إليٰ اليَتاميٰ أموالَهُم عِندَ بلوغِهم سِنَّ الرُّشدِ فَأشهِدوا عليهِم شاهِدَيْنِ عَدلَيْنِ بالإستِسلام و كفيٰ باللهِ حَسيباً لَكُم يومَ القيامَه ،
فقانونُ الإرثِ الإلـٰهيّ هو أنَّ لِلرّجالِ نَصيبٌ مِمّا تَرَكَ الوالِدانِ و الأقربونَ مِن تَرَكةٍ و لِلنّساءِ نَصيبٌ مِمّا تَرَكَ الوالِدانِ و الأقرَبونَ سَواءً الأنبياءُ و غَيرِهِم فالأنبياءُ يُوَرِّثون ،
فَكُلّ وارثٍ يَرِثُ مِن تَرَكَةِ المَيِّتِ مِمّا قَلَّ مِنهُ أو كَثُرَ كَفَدكٍ و غَيرِها فَهُوَ إرثٌ لِلوارِثِ نَصيباً مُعيَّناً مَفروضاً مِنَ اللهِ لا يُنسَخ ،
و إذا حَضَرَ حينَ تَقسيمِ الميراثِ عِندَكُمُ الأرحامُ و الأقرِباءُ و اليَتاميٰ و الفُقَراءُ فأطعِموهُم أو تَصَدّقوا عليهِم بِمُدٍّ و قولوا لهُم قَولاً جَميلاً مِنَ الدُّعاءِ ،
وليَحذَرِ الذينَ يُوصونَ بالثُّلثِ لِغَيرِ الوَرَثَةِ لو تَرَكُوا مِن خَلفِهِم بَعدَ مَوتِهم ذُرِّيَةً فُقَراءَ ضِعافاً و صِغاراً يَخافونَ عليهِمُ الضِّياع و الفَقرَ فليَتَّقوا اللهَ و ليُوصوا بالثُّلثِ لهُم وليَقولوا قَولاً صَواباً بالتَّصدُّقِ عليهِم
بالتأكيدِ اليَقينيّ إنَّ الّذين يَغصِبونَ و يأكلونَ أموالَ يَتاميٰ آلََ مُحمّدٍ (ص) و شيعَتِهم ظُلماً و عُدواناً إنّما يَأكلونَ ما سَيَنقَلِبُ في بطونِهم ناراً و سَيَنالونَ سَعيراً في جَهنَّم ،
يأمُرُكُم اللهُ أمراً وُجوبِيّاً فَرضاً في سِهامِ وَرَثَتِكُم مِنَ الإرثِ لِلأولادِ فَلِلذَّكَرِ منهُم مِثلَ حَظِّ إثنَتانِ مِنَ الإناثِ فالأَخُ كَاُختَيْن ،
فَإن كُنَّ بَناتُ المَيِّتِ أكثَرُ مِن إثنَتَيْن ثَلاثَةً أو أكثَر فَلَهُنَّ بالإشتراكِ الثُّلثَيْن مِنَ التَّرَكَةِ عليٰ التَّساوي و لِلمَيِّتِ الثُّلثُ ،
و إن كانَتِ البِنتُ لِلمَيِِّت واحِدَةً فَقَط فَلَها النِّصفُ مِنَ التَّرَكَةِ و لأَِبَوَي المَيِّتِ لِكُلِّ واحدٍ مِنهُما السُّدُسُ مِمّا تَرَكَ إن كانَ لهُ بِنت ،
فَإن ماتَ و لم يكُن لهُ وَلَدٌ لا ذَكَرٌ و لا اُنثيٰ وَ وَرِثَهُ أبَواهُ فَلِاُمّهِ الثُّلُثُ مِنَ التَّرِكَة ، التركةِ والباقي لِلآب .
و إن ماتَ المَيِّتُ و كانَ لهُ إخوَةٌ و ليس لهُ أولادٌ فَلِاُمِّهِ السُّدُس و الباقي لِلأخوة ،
و تَقسيمُ التَّرَكَةِ عليٰ الوُرّاثِ يَجِبُ أن يكونَ بَعدَ إنفاذَ وصِيَّةٍ أوصيٰ بِها المَيِّتُ لِأحدٍ أو يُوصي بِأداءَ دَيْنٍ لِأحدٍ ،
هذهِ الفُروضُ و السِّهامُ حَسَب المَصالِحِ الإلـٰهيّةِ فإنّكم لا تَدرونَ أيَّ واحدٍ مِن آباءِكُم أو أبناءِكُم أقرَبُ نَفعاً لكُم فهذِهِ فريضةٌ مِنَ اللهِ إنَّ اللهَ كانَ عليماً حكيماً بِمَصالِحِكُم ،
و أمّا ميراثُ الزَّوجِ مِن زَوجَتِهِ فَلَكُم أيّها الرِّجالُ نِصفُ ما تَرَكَ زَوجاتِكم إن لَم يَكُن لَهُنَّ وَلَدٌ لا ذَكَرٌ و لا اُنثيٰ ،
فإن كانَ لِلزَّوجاتِ أولادٌ واحِدٌ أو أكثَر اُنثيٰ أو ذَكَر فحينئذٍ لكُم أيُّها الرِّجالُ الرُّبعُ مِمّا تَرَكنَ الزَّوجاتُ مِن بَعدِ إنفاذِ وَصيَّةٍ يُوصينَ بالثُّلثِ أو أداءِ دَيْنٍ ،
و لِلزَّوجاتِ الرُّبعُ مِمّا تَركتُم مِنَ الميراثِ إن لَم يَكُن وَلَدٌ لا ذَكَرٌ و لا اُنثيٰ فإن كانَ لكُم وَلَدٌ و لَو جَنينٌ واحِدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُن مِمّا تَركتُم بَعدَ إنفاذِ وصيَّةٍ أو أداءِ دَيْنٍ ،
و إن كانَ المَيِّتُ رجُلٌ يُورِثُ كَلالَةً أقرباءَ مِنَ الاُمِّ أو كانَتِ المَيِّتَةُ إمرَأَةً تورِثُ كَلالَةً و لِلمُوروثِ أخٌ أو اُختٌ مِنَ الاُمِّ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنهُما السُّدُس ،
فإن كانوا الوُرّاثُ أكثَرُ مِن أخٍ أو اُختٍ فكانوا إخوَةً أو أخَوات أو إخوَةً مَعَ أخَواتٍ فَهُم شُرَكاءُ في الثُّلُث بِالتّساوي مِن بَعدِ إنفاذِ وصيَّةٍ أو أداءِ دَيْنٍ ،
بِشَرطِ أن لا تكونَ وصَّيةُ المَيِّتِ مُضارٍّ بالوَرَثَةِ كَأَنْ يُوصي بإِعطاءِ جَميعِ التَّرَكَةِ أو أكثَر مِنَ الثُّلثِ لِشَخصٍ مُعيَّنٍ أوجِهَةٍ و يُوصي بِحرمانِهِم مِنَ الإرثِ ،
تِلكَ الأحكامُ في المَواريثِ حُدودُ اللهِ المَفروضَةِ و مَن يُطِعِ اللهَ و رَسولَهُ في أحكامِهما يُدخِلهُ جَنّاتٍ تجري مِن خِلالِها الأنهارُ خالِدينَ فيها و ذلكَ هُوَ الفَوْزُ العَظيمُ يوم القيامَه ،
و مَن يَعصِ اللهَ و رَسولَهُ و يَتَعدّيٰ حُدودَ اللهِ في الميراثِ فَيُحرِمُ الزَّهراءَ (ع) مِنَ الإرثِ يُدخِلهُ اللهُ ناراً خالِداً فيها إليٰ الأبَد و لَهُ عذابٌ يُخزيهِ في جَهنّم ،
و غير المُحصناتِ اللّاتي يَأتينَ الزِّنا مِنَ النِّساءِ أيُّها المُسلِمون فاستَشهِدوا عَلَيْهِنَّ في فِعلِهِنَّ أربَعَةً مِنَ الرِّجالِ العُدولِ المُومنينَ ،
فَإن شَهِدوا عليٰ زِنا هنَّ كالميلِ في المُكحَلَةِ فاحبِسوهُنَّ في البُيوتِ حتّيٰ المَوْتِ أو يَفرِضُ اللهُ لَهُنَّ حَدَّ الزِّنا فَيُطلَقُ سِراجُهُنَّ ،
و حَدُّ اللَّذانِ يَأتِينانِ الفاحِشَةَ مِن الرِّجالِ و النِّساءِ غير المُحصِنين فآذوهُها بِمِأةِ جَلدَةٍ فإن تابا و أصلَحا بَعدَها فأطلِقوا سِراحِهِما إنَّ اللهَ كانَ تَوّاباً رحيماً لهُما ،
إنّما قبولُ التَّوبَةِ مُنحَصِرَةٌ وجوبُها عليٰ اللهِ لِلّذينَ يَعمَلونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ لا بِعِلمٍ و عَمدٍ ثُمَّ يتوبونَ مِن قَريبٍ فلا يُضِرّونَ عليٰ الإثمِ ،
فأولئِكَ التّائِبونَ عَن قريبٍ يَتوبُ اللهُ عليهِم و يَغفِر لهُم ذُنوبَهُم لا المُصِرّونَ عليٰ الذّنوبِ و كانَ اللهُ دائِماً عليماً حكيماً بِعِبادِه ،
و ليسَت قبولُ التَّوبَةِ واجِبَةٌ عليٰ اللهِ لِلّذين يَعمَلونَ السَيِّئاتِ عامِدينَ مُصِرّين حتّيٰ إذا حَضَرَ أحَدهُم أجَلُ المَوتِ فيقولُ إنّي تُبتُ الآن كَفِرعَون ،
و لَيسَتِ التَّوبَةُ تَشمُلُ الّذين يَموتونَ و هُم كُفّارٌ بِوِلايَةِ آلِ مُحمّدٍ و عليٍّ (ع) فَأولئِكَ الكُفّارُ أعتَدنا لهُم عَذاباً أليماً في الجَحيم ،
أيّها المُسلِمونَ الّذين آمَنوا ظاهِراً لا يَحِلُّ لَكُم أن تَغتَصِبوا إرثَ النِّساءِ و تَسلُبوا مِنهُنَّ حَقَّ الإرثِ كالزَّهراءِ بِإكراهٍ ،
و لا يَحِلُّ لكم أن تَمنَعوهُنّ مُهورَهُنَّ و تَسلُبوهُنَّ صَداقَهُنَّ لِتَذهَبوا بِبَعضٍ ما آتيتُموهُنَّ مِن الصَّداقِ كما فَعَلَ عُمَر ،
إلاّ إنّهُ يجوزُ حِرمانُهُنَّ مِن مُهورَهُنَّ إذا يَأتينَ بِفاحِشَةِ الزِّنا الثّابِتَةِ بالبَيِّنَةِ الشَّرعِيَّة كالهِندِ و مَرجانَه ،
و عاشِروا نِساءَكُم مُعاشِرَةً بالمَعروفِ المُتعارَفِ مِنَ النَّفَقَةِ و المَعيشَةِ فَإن كَرِهتُموهُنَّ قَلباً فَعَسيٰ أن تَكرِهوا شَيئاً و يَجعَلُ اللهُ فيهِ خَيراً كثيراً ،
و إن أردتُم أيّها المُسلِمونَ أن تَستَبدِلوا زَوجَةً مَكانَ زَوجَةٍ كَأن كانَت لَكُم أربَعة و أردتُم خامِسَةً فلا بُدَّ مِن طَلاقٍ إحديٰ الأربَعة و آتيتُموها مَهرَها و لو قنطاراً فلا تاخذوا منها شيئاً
فَكيفَ تَأخُذونَ شيئاً مِن مُهورَهُنَّ هَل تَأخذونَهُ بُهتاناً عليٰ رسولِ اللهِ بِقَولِكُم إنَّهُ حَرَّمَ مازادَ عليٰ مَهرِ السُّنَّةِ فَأخُذُكُم ذلكَ إثمٌ بَيِّنٌ ،
و كيفَ يَجوزُ أن تَأخُذونَهُ و قَد سَبَقَ أن جامَعَ بَعضكُمُ البَعضَ فأستَحقَّتِ المَهرَ كُلّهُ بذلِكَ و قَد أخَذنَ زَوجاتكم مِنكُم ميثاقاً ضِمنَ عَقدِ النِّكاحِ بِأن تَدفَعوا إليهِنَّ المَهرَ كُلَّه ،
و ننهاكُم نَهياً جَزماً في التَّحريمِ لا تَنكِحوا ما نَكَحَ آباؤُكم مِن زوجاتٍ فَهُنَّ كَاُمّهاتِكُم إلاّ ما قَد سَلَفَ منكُم التَّزويجُ بِهِنَّ قَبلَ الإسلامِ فلا كَفّارَةَ عليهِ وانتَهوا مِنَ الآنِ فَصاعِداً إنّهُ كان فاحِشَةً و مَقتاً عندَ اللهِ و بِئسَ الطّريق لِلنِّكاح ،
حُرِّمَت عليكُم النِّكاحُ و الإستِمتاعُ بالشَّهوَةِ لَمساً و نَظَراً حُرمَةً أبَدِيَّةً بإمّهاتِكُم و إن عَلَت و بَناتِكُم و إن سَفَلَت و أخَواتِكُم و بَناتها و عمّاتِكُم و خالاتِكُم دونَ بَناتِهِنّ ،
و حُرِّمَت عليكُم حُرمَةً أبدِيَّةً بَناتُ الإخوَة أيّاً كانوا و بَناتُ الاُختِ أيّاً كُنَّ و اُمّهاتِكُم مِنَ الرِّضاعَةِ و أخواتِكُم مِنَ الرِّضاعَة ،
و حُرِّمَت عليكُم حُرمَةً أبَدِيَّةً أمّهاتِ نِساءِكُم مَهما عَلَتْ و رَبائِبِكُمُ اللّاتي رَبَّيْتُموهُنَّ في حُجورِ نِساءِكُمُ اللّاتي دَخلتُم بِهِنَّ لا نِساءِكُم بالعَقْدِ وَحدَه ،
فإن لَم تكونوا دَخَلتُم بِنِساءِكُم فلا جُناحَ عَليكُم مِنَ العَقدِ علي رَببيباتِهِنَّ وَ حَلائِلُ أبناءِكُم مِنَ الزَّوجاتِ إذا كانوا مِن أصلابِكُم لا الّذينَ تَبَنَّيْتُموهُم كزيدٍ لرسولِ الله (ص) ،
و حُرِّمَ عليكُم أن تَجمَعوا بَيْنَ الاُختَيْنِ في العَقدِ مَعاً إلاّ أنّهُ لم يَحرُم ما قَد سَلَفَ مِنكُمُ العَقدُ عليهِنّ قَبلَ هذا الحُكم إنَّ اللهَ كان غفوراً رحيماً لكم فيه ،
و حُرِّمَت عليكُمُ المُحصَناتُ ذَواتِ الأزواجِ مِنَ النِّساءِ و لَو كُنَّ في العِدَّةِ أو العَقدِ المنُقَطِع إلاّ ما مَلَكَتْ أيْمانِكُم بالأسرِ مِن نِساءِ الكُفّار الحَربِيّين كَتَبَ اللهُ عليكُم ذلِكَ ،
و أحَلَّ اللهُ لكُم نِكاحَ ماوَراءَ ذلِكُم مِنَ النِساءِ غَيرِ المُحَرَّمَةِ أن تطلُبوا نِكاحَهُنَّ و تُقَدِّموا لَهُنَّ مِن أموالِكُمُ المَهْرَ مُحصِنينَ بالزّواجِ غَيرَ مُسافِحينَ بالزِّنا ،
فما استَمتَعتُم مِتعَةَ النِّساءِ بالعَقدِ المُنقَطِعِ والزَّواجِ المُوَقَّتِ بالمَهرِ مِنهُنَّ فأعطوهُنَّ مَهرَهُنَّ أجَر مِتعَتِهِنَّ فريضةً واجِبَةً ،
و لا إثمَ عليكُم فيما تَراضَيْتُم بهِ مِن أن تَهَبَ المَرأةُ لكُم مِن مَهرِها مِن بَعدِ العَقدِ بِرضاءِها الكامِل دونَ إكراهٍ إنَّ اللهَ كانَ عليماً حكيماً بِمَصالِحِكُم ،
و مَن لَم يَقدِر و لَم يَستَطِع و يَتَمكَّن مِنكُم أيُّها الرِّجال مالاً و ثَروَةً أن يَتَزوَّجَ الحَرائِر المُحصَناتِ المُؤمِناتِ فَليَتَزوَّجِ الإماءَ الّتي مَلَكَت أيْمانِكُم مِنَ الجَواري المُؤمِنات ،
و شرطُ الإيمانِ في الإماءِ هُوَ أن يُجرينَ الشَّهادَتَيْن و إلاّ فلا يجوزُ نِكاحُ الكافِراتِ و اللهُ أعلَمُ بإيمانِكُم الحقيقيّ بعضكم مِن بَعضٍ ،
فانكِحوا الإماءَ بِإذنِ أولياءِهِنَّ و ساداتِهِنَّ و أعطوهُنَّ مَهورَهُنَّ بالعَدلِ و الوَفاءِ من غَير بَخسٍ أو تأخيرٍ ،
فَليَإذَن لَهُنَّ أولياءَهُنَّ بالزّواجِ المُوَقَّتِ أو الدّائِمِ إذا كُنَّ مُحصَناتٍ بالزّواجِ والعَقدِ غَيرَ مُسافِحاتٍ بالزِّنا و لا مُتّخَذِاتٍ أَخِلاّءَ في الخَفاء ،
فَإذا اُحصِنَّ الإماءُ بالعَقدِ فإن أتَيْنَ بِفاحِشَةِ الزِّنا بَعدَ العَقدِ فَعَليهِنَّ الحَدُّ نِصفُ ما عليٰ المُحصَناتِ الحَرائِرِ مِنَ الجَلْدْ ،
ذلكَ الأمرُ بِنِكاحِ الإماءِ هُوَ لِمَن خافَ الوُقوعَ في الحَرامِ و الوُقوعَ في المَشَقَّةِ منكُم و إلاّ فَإنْ تَصبِروا حتّيٰ تَتَزَوَّجوا الحرائِرَ خَيرٌ لكُم واللهُ غفورٌ رحيمٌ لكم ،
يُريدُ اللهُ بِتَشريعِ هذهِ الأحكامِ لِيُبَيِّنَ لكُم مَصالِحَكُمُ الإجتماعِيَّةِ و الفَردِيَّةِ و يَهديكُم إليٰ سُنَنِ الأنبياءِ مِن قَبلِكُم و يَتوبَ عليكُم واللهُ عليمٌ حكيمٌ بِمَصالِحِكُم ،
واللهُ سُبحانَهُ يُريدُ بِتَشريعِ المِتعَةِ أن يتوبَ عليكُم و يُريدُ الَّذين يَتَّبِعونَ الشَّهَواتِ بِتَحريمِ المِتعَةِ أن تَميلوا عَن وِلايَةِ آل محمدٍ (ص) مَيْلاً عظيماً و إنحِرافاً كبيراً ،
يُريدُ اللهُ بِتَشريعِ المِتعَةِ أن يُخَفِّفَ عنكُم ثِقلَ التّكاليفِ و يُسَهِّلَ عليكم مُمارِسَةِ الشَّهواتِ المُحَلَّلَة و خُلِقَ الإنسانُ ضَعيفاً أمامَ شَهوَتِهِ الجِنسيّةِ و نَفسِهِ الأمّارَةِ و مكائِدِ الشّيطان فالعَلاجُ مُنحَصِرٌ بالمِتعَة ،
يا أيّها المُسلِمونَ نَنهاكُم نَهياً تَنزيهيّاً مُولَويّاً قَطعيّاً لا تأكُلوا أكلَ غَصبٍ و نَهبٍ و سَلبٍ أموالَ بَعضِكُمُ البَعضَ ظُلماً و عُدواناً و سُحتاً كَسَرِقَةٍ أَوْ رِباً أو قِمارٍ و غيرها سيّما أموالَ آل مُحمّدٍ (ص) فَلا تأكلوها ،
و نَستَثني مِن أكلِ الأموالِ ما تكونُ تِجارَةً عن تَراضٍ و إختيارٍ منكُم بِعَقدِ بَيْعٍ أو هِبَةٍ أو صُلحٍ أو إجارَةٍ أو مُضارِبَةٍ أو شَرِكَةٍ أو نِكاحٍ وَ وِلاءٍ و إرثٍ ،
و نَنهاكُم نَهياً مَولويّاً قَطعيّاً أن لا تَقتُلوا النُّفوسَ المُسلِمَةَ والمُحتَرَمةَ و نفوسَكُم بالإنتحارِ و الإلقاءِ في التَّهلُكَةِ و إسقاطِ الأجِنَّةِ كإسقاطِ عُمَر جَنينَ الزَّهراءِ مُحسِناً إنَّ اللهَ كانَ بِكُم رَحيماً بهذا النَّهي ،
و مَن يفعَل ذلكَ الحَرام أي أكلِ الأموالِ غَصباً كَغصبِ الفَدَك و قَتلِ النَّفسِ كَقَتلِ مُحسِن عُدواناً و ظُلماً عليٰ آلِ مُحمّدٍ (ص) فَسَوفَ نُصليهِ مِن ساعَةِ مَوتِهِ نارَ جَهنَّم و كانَ ذلِكَ علَينا سَهلاً يَسيراً ،
أيُّها المُسلِمونَ إن تَجتَنِبوا كَبائِرَ الآثامِ الّتي تُنهَوْنَ عنها كمُخالِفَةِ آلِ محمدٍ (ص) و ارتِكابِ القَتلِ و الغَصبِ نُكَفِّر و نَمحو عنكُم سَيِّئاتِكُم الصَّغائِرَ و نُدخِلُكُم مُدخَلاً كريماً في شَفاعَةِ آل مُحمّدٍ (ص) ،
و نَنهاكُم أيُّها المسلمون لا تَتَمَنَّوا تَمنِّياً حراماً و حَسَداً ما فَضَّلَ اللهُ بعضكم و هُم آل مُحمّدٍ (ص) و ذُرّيتَهُم عليٰ بَعضٍ أي سائِرِ المُسلمين ،
و عليكم بالعَملِ لِلّهِ واكتِسابِ الأجرِ و الفَضلِ بِهِ فَلِلرِّجالِ ثَوابٌ مِمّا اكتَسَبوا مِن عَمَلِ الخَيْرِ و لِلنِّساءِ إيضاً نَصيبٌ مِنَ الأجرِ و الثَّوابِ مِمّا اكتَسَبنَ مِنَ الأعمال ،
و عليكُم بالإبتِهالِ إليٰ اللهِ بِأن يَتَقَبَّلَ أعمالَكُم و يُثيبَكُم عليها و اسأَلوهُ أن يُوَفِّقَكُم لأِعمالِ الخَيْرِ و الصّالِحاتِ واسألوهُ مِن فَضلِهِ و رَحمَتِهِ إنَّ اللهَ يَجودُ بِهِ عليكُم إنّهُ كانَ بِكُلِّ شِيءٍ تَسألوهُ عليماً
و لِكُلِّ فَردٍ يموتُ جَعَلنا مَوالِيَ لِلميراثِ مِمّا تَرَكَ مِن أموالٍ و أملاكٍ كالوالِدانِ لِلمَيِّتِ أو الأقرَبونَ و الحُلَفاءِ الّذين عَقَدتُ أيْمانِكم الوِلاءَ لَهُم ،
فَنَأمُرُكُم أمراً وُجوبِيّاً مَولَوِيّاً حَتماً فَآتوا الوَرَثَةَ الشّرعييّنَ بالنَّسَبِ و السَّبَبِ وَ الوِلاءِ نَصيبُهُم مِنَ الإرثِ فلا تَمنَعوا الزَّهراءَ مِن إرثِ أبيها إنَّ اللهَ عليٰ كلِّ شَييءٍ تَعمَلونَ رَقيبٌ و شاهِدٌ ،
ألأزواجُ الرِّجالُ هُم قَوّامونَ عليٰ النِّساءِ بِرِعايَةِ مَصالِحِهِنَّ الدّينيَّةَ و الدُّنيَوِيَّةَ بِحُدودِ ما فَضَّلَ اللهُ بَعضَهُم عليٰ بعضٍ في الرِّزقِ و النَّفَقَةِ ،
فالنِّساءُ الصّالِحاتُ كَاُمّهاتِ آل مُحمّدٍ المَعصومينَ مُطيعاتٌ لِلّهِ و لِرَسولِهِ و أهلِ بَيتِهِ (ع) حافِظاتٌ عِرضَ أزواجِهِنَّ في غيابِهِم بما حَفِظَ اللهُ مِنْ أعراضِهِنَّ ،
و أما النِّساءِ اللّاتي تَخشَوْنَ نُشوزَهُنَّ بالعِصيانِ و الخِيانَةِ فَعِظوهُنَّ بِمواعِظِ القُرآنِ و العِترَةِ كعائِشَةَ و حَفصَةَ و اُمَّ حَبيبَه ،
فَإن لَم يَتَّعِظنَ بالمَواعِظِ فَيَجِبُ عليكُم أن تَهجُروهُنَّ في مَضاجِعِ النَّوْمِ والسَّفادِ و لا تُداعِبوهُنَّ ، و إلاّ فاضرِبوهُنَّ حتّيٰ يَتَّعِظنَ ،
فَإن أطَعنَكُم في أيِّ مَرتَبَةٍ تَأديبيَّةٍ فلا تَبغوا و تَظلِموا عليهِنّ بالمَرتَبَةِ الّلاحِقَةِ الأشَدّ تأديباً و لا تعتَدوا عليهِنّ ،
لِذالِكَ فَإنَّ عَليّاً أميرَ المُؤمنين (ع) لَم يَبغِ عليٰ عائِشَةَ بعدَ حَربِ الجَمَل بَل أطلَقَ سِراحَها و أرجَعَها لِلمَدينَةِ وَ إنَّ اللهَ كانَ أزَلاً و أبَداً عليّاً كبيراً ،
و إن أحسَستُم خَوفاً مِن أن يَحصَلَ شِقاقاً بَيْنَ الزَّوجِ و زَوجَتِهِ فابعَثوا حَكَماً مِن أهلِ الزَّوجِ و حَكَماً مِن أهلِها لِيَرفَعا الشِّقاقَ و الخُصومَةَ و النِّزاع ،
و إن كانَ الحَكَمَيْن يُريدا إصلاحاً بَيْنَ الطَّرفَيْن يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهما بالإصلاحِ و إن أراد ألخيانَةَ كالحَكَمَيْنِ بِصِفّين فَلا ، إنَّ اللهَ كانَ عليماً خَبيراً بِتَشريعِ التَّحكيم ،
و نَأمُرُكُم أمراً وُجوبيّاً مَولويّاً تَشريعيّاً تَنزيهيّاً حَتماً أنِ اعبُدوا اللهَ كما أرادَ مِنكُم أن تَعبُدوهُ في القرآنِ و لا تُشرِكوا بهِ شيئاً في العِبادَةِ و لا تَبتَدِعوا فيها و نَأمُرُكُم بالوالِدَيْنِ إحساناً تُحسِنوا إليهما ،
و نَأمُرُ إحساناً تُحسِنوهُ بِذي القُربيٰ مِن أرحامِكُم و أقرِباءِكُم و اليَتاميٰ مِن دونِ أبٍ أو اُمٍّ و المَساكينِ الفُقَرآء و الجارِ مِن أقرباءِكُم و الجارِ الأجنبيِّ عنكُم ،
و أن تُحسِنوا إحساناً بالصّاحِبِ بالجَنْبِ المُجالِسِ و الصَّديقِ في السَّفَر و الحَضَرِ و الجارِ المُفتَقِرِ في سَبيلِ سَفَرِهِ و ما مَلَكَت أيْمانكم مِنَ العَبيدِ و الإماءِ و الرَّقيقِ و الجَواري ،
بِالتأكيدِ إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَن كانَ مُتَكَبِّراً عليٰ الوالِدَيْنِ و الأقرَبينَ و سائِرِ الأصنافِ فَخوراً يَفتَخِرُ عليهِم بالجاهِ و المال ،
و إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الّذينَ يَبخَلونَ عَنِ الإنفاقِ الواجِبِ و يَأمرونَ النّاسَ بِالبُخلِ وَ عَدَمِ دَفعِ الخُمسِ لِآلِ مُحمّدٍ (ص) و الزَّكاةِ والصَّدَقات ،
و يكتُمونَ و يُخفونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنَ الأموالِ و الثَّرَواتِ مِن فَضلِهِ عليٰ آلِ مُحمّدٍ (ص) فَليَعلَموا أنّا أعتَدنا لِلكافِرينَ البُخَلاء عَذاباً مُهيناً في جَهنَّم ،
إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الّذين يُنفِقونَ أموالَهُم رياءً بِمَرأيًٰ مِن عُيونِ النّاسِ لا لِلّهِ و لا يُؤمِنونَ باللهِ و بِرَسولِهِ و أهل بَيْتِهِ (ع) و لا بِيَومِ القيامَه ،
كُلّ أولئِكَ قُرَناءُ الشّيطانِ و مَن يَكُن الشّيطانُ لهُ قريناً مِن دونِ اللهِ و أولياءِهِ فَسآءَ قَريناً لَهُ حيثُ يُغويهِ و يُضِلُّهُ و يُهلِكُهُ و يُريديهِ ،
و نسألُ مُستَنكِرينَ ماذا عليٰ أولئِكَ لو آمَنوا باللهِ و بِرَسولِهِ و أهل بَيْتِهِ و باليومِ الآخِرِ و وِلايَةِ قَسيمِ الجَنَّةِ و النّارِ و ماذا عَليهِم لو أنفَقوا الخُمسَ لِآلِ مُحمّدٍ (ص) مِمّا رَرَقَهُمُ اللهُ مِن أموالٍ و كانَ اللهُ بِهم عليماً بما فَعَلوهُ ،
إنَّ اللهَ عادِلٌ لا يَظلِمُ أحداً بِمِثقالِ ذَرَّةٍ جَزاء عَمَلِهِ و إن تَكُ حَسنَةً لِأحَدٍ يُضاعِفها تَفَضُّلاً و يُؤتي مَن يشآءُ مِن لَدُنهُ أجراً عظيماً ،
فكيفَ حالُ المُنافِقينَ يَومَ القِيامَةِ حينما نُحضِرُ لِكُلِّ اُمَّةٍ مِنَ الاُمَم بِوَليٍّ مَعصومٍ يَشهَدُ عليهِم مِن نَبيٍّ أو إمامٍ و جِئنا بِكَ يا مُحمّد (ص) عليٰ هؤلاءِ المُنافِقين شاهِداً تَشهَدُ عليهِم ،
فيوم القيامَةِ عند ما تَشهَدُ عليهِم عِندَ الحِسابِ و الميزانِ و الصِّراطِ فَيُحكَمُ عليهم بالخُلودِ في العَذابِ يَتَمنّيٰ الّذين كفَروا بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) و عَصَوا رَسولَ اللهِ في أهلِ بَيتِهِ (ع) لو يُدفَنونَ في الأرضِ ثانِيَةً و يَعتَرِفونَ بِجَرائِمِهِم و خياناتِهِم ،
يا أيّها الّذين آمَنوا ظاهِراً بِألسِنَتِهم لا تَقوموا لِلصَّلاة في حال أنتُم سُكاريٰ مِنَ الخَمر حتّيٰ تَفيقوا مِنَ السُّكرِ و تَعلَموا ما تقولونَ فلا تَقرَأوا الشِّعرَ بَدَل القرآنِ و تَقولوا كما قالَ عُمَر تِلكَ الغرانيقِ العُليٰ إلخِ ،
و لا تَقرَبوا الصَّلاة و المَساجِدَ في حالٍ أنتُم جُنُباً ، عَديٰ أهل البَيْت الّذينَ لَم يَسُدَّ النّبيُّ أبوابَهُم عَنِ المَسجِدِ إلاّ عابِري سبيلٍ في المَساجِدِ غَيْرَ المَسجِدَيْن الحَرامَيْن حتّيٰ تَغتَسِلوا ،
و إن كنتُم مَرضيٰ يَضُرّكُمُ الإغتِسالُ مِنَ الجِنابَةِ أو كنتُم عليٰ سَفَرٍ في صحرآءٍ قاحِلَةٍ بلا مآءٍ أو طَرَأَ عليٰ أحَدِكُمُ الحَدَثُ الأصغَرُ الموجِب لِلوُضوءِ أو الأكبَرُ بالجِماعِ مَعَ النِّساءِ فَلَم تَجِدوا مآءً لِلوُضوءِ أو الغُسلِ فَتَيَمَّموا ،
فَتَيَمّموا عليٰ الأرضِ الطّاهِرَةِ و تُربَتِها فاضرِبوا عليها بِباطِنِ الكَفَّيْنِ ثُمَّ امسَحوا بِجِباهِكُم مِن قِصاصِ الشَّعرِ حتّيٰ الحاجِبَيْنِ ثُمّ امسَحوا ظاهِرَ الكَفَّيْنِ بِباطِنِها مِنَ المِعصَمِ حتّيٰ رُؤس الأصابِعِ إنَّ اللهَ بهذا كانَ بِكُم عَفُوّاً غفوراً ،
يا حبيبي ألَم تَعجَب حينما تَريٰ الّذين اُوتوا نَصيباً مِنَ التَّوراة بني قُرَيضَةَ و النَّضير أحلاف بَني اُمَيّةَ يشترونَ الضَّلالَةَ بِمُخالِفَتِهِم لكَ و يُريدونَ أن تَضِلّوا السَّبيلَ بِتركَ وِلايَةِ آل محمدٍ (ص) ،
واللهُ أعلَمُ يا آلَ محمّدٍ (ص) بِأحوالِ أعداءِكُم مِنُهم فالمُنافِقينَ أتباعُ اليهودِ و أعداءِكُم يا آلَ محمّدٍ (ص) مَعَ اليَهودِ و كفيٰ باللهِ وليّاً لَكُم يا آلَ محمّدٍ (ص) و كفيٰ باللهِ نَصيراً لكُم ضِدَّهُم ،
مِن أتباعِ اليَهودِ المُنافِقينَ مَن هُم يُحرِّفونَ الكَلام النّازِلَ في التَّوراة بِشَأنِ مُحمّدٍ و آل محمدٍ (ص) عن مَواضِعِهِ لِيُخفوا فَضائِلَكُم و يقولونَ سَمِعنا كلامَكَ بِشَأنِ عليٍّ (ع) و عَصَينا ،
و يقولونَ بَعضَهُم لِبَعضٍ إسمَع كلامَ مُحمّدٍ و لا تَستَمِع لهُ و يقولونَ لكَ راعِنا يا مُحمّد (ص) إنْ عَصَيناكَ تَحريفاً لِلحَقّ بِألسِنَتِهم يَقصُدونَ طَعناً في الدّينِ بِتَركِ ولايَةِ عليٍّ (ع) ،
و لو أنّ المُنافِقينَ قالوا لكَ يا حبيبي : سَمِعنا ما أمَرتَنا مِن وِلايَةِ عليٍّ (ع) و أطَعنا واسمَع إقرارَنا بِذلِكَ وانظُر بَيْعَتنا لَهُ لَكانَ خَيْراً لَهُم و أقوَمُ إذ كانوا يهتدون ،
و لكنَّ أعداءَ عليٍّ (ع) لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفرِهِم فَلا يُؤمِنونَ بِوِلايَةِ عليٍّ وَ وُلدِهِ (ع) أبَداً إلاّ عَدَدَاً قليلاً منهُم سَيَهتَدونَ بِوِلايَتِهِ ،
يا أيّها اليَهودُ و أتباعَهُم مِنَ المُنافِقينَ آمِنوا بِما أنزلنا في القرآنِ بِشَأنِ وِلايَةِ عليٍّ و آل محمدٍ (ص) مُصَدِّقاً لِما هُوَ مَعَكُم في التّوراةِ و الإنجيلِ مِنَ البِشارَة بِهِم ،
و ندعوكُم لِلإيمانِ بِوِلايَةِ عليٍّ و آلِ محمدٍ (ص) سريعاً مِن قَبلِ نُزولِ العَذابِ فَنَطمِسَ وُجوهاً فنقربها بالعذاب فنردها علي قفاها و نَلعَنُهُم كجيشِ السُّفيانيّ ،
و ليس هذا بِبَعيدٍ و ليس هذا بِعزيزٍ عليٰ اللهِ فَنَلعَنُهُم كما لَعَنّا سابِقاً أصحابَ السَّبتِ مِنَ اليَهودِ الّذين اصطادوا السَّمَكَ فيهِ و هذا العذابُ مِنْ أمرِ اللهي سَيكونَ مَفعولاً حَتماً ،
بِالتأكيدِ و القَطعِ و اليَقينِ نُعلِمُكُم أنَّ اللهَ لا يَغفِرُ أبَداً لِمَن يُشرِك بهِ طاعَةَ خُلَفاءِ الجَوْر بَعدَ رسولِ اللهِ و يَغفِرُ ما دونَ ذلِكَ لِمَن يشآءُ مِن شيعةِ آل محمدٍ (ص)
واعلَموا أنَّ مَن يُشرِك بِطاعَةِ اللهِ طاعَةَ الجِبتِ والطّاغوتِ والظّالِمين فَقَدِ افتَريٰ عليٰ اللهِ بَأن سمّاهُم خُلَفاء و كانَ إثماً عظيماً ،
نَسألكَ يا حبيبنا تَعجُّباً أَلَم تَنظُر لِلّذين يُزَكّونَ أنفُسَهُم مِنَ اليَهودِ و المُنافقين فَيَقولونَ نَحنُ أبناءُ اللهِ و أحِبّاؤه و نَحنُ المُهاجرين و العَشَرةُ المُبَشَّرَةُ بالجَنَّةِ بَلْ إنَّاللهَ يُزكّي مَن يشآءُ كآلِ مُحمّدٍ و شيعَتِهم و لا يُزَكّي اللهُ أحَداً جُزافاً قَدْرَ نَواةٍ و فَتيلها ،
فانظُر يا حبيبي إليٰ كُفرِهِم و ضَلالِهِم و جَهلِهِم و عِنادِهِم كيفَ يَفتَرونَ عليٰ اللهِ الكَذِبَ حينما يَقولونَ إنّهُ لم يَنُصّ عليٰ عليٍّ (ع) بالخِلافَة و كفيٰ بِهِ إثماً واضِحاً ،
نَسألُ مُستَنكِرينَ ألَم تَنظُر يا حبيبي إليٰ الكفّارِ المُنافِقين مِن قُريشٍ بَني اُمَيَّةَ و بَني المُغيرَةَ و الوَليدِ الّذين اُوتوا نَصيباً مِنَ التَّوراة مَعَ حَيّ بن أخطَب و كَعبِ الأشرَف يُؤمِنونَ بِصَنَمي قُرَيشٍ و طاغوتَيْها ،
و يقولون لِأبي سُفيانٍ وَ وُلدِهِ و حِزبِهِ الذين كفروا بوِلاية آل محمدٍ (ص) إنّ هؤلاءِ الطّواغيت أهديٰ مِنَ الّذين آمَنوا بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) كسَلمانَ و أبي ذَر وَ المِقداد وَ عَمّار و غَيرِهِم سَبيلاً ،
أولئِكَ المُنافِقونَ المُخالِفونَ لِوِلايَةِ آلِ مُحَمّدٍ (ص) هُمُ الّذين لَعَنَهُمُ اللهُ و طَردَهُم مِن رَحمَتِهِ و مَن يَلعَنهُ اللهُ كَإبليسَ فَلَن تَجِدَ لهُ نصيراً يَنصُرُه من الله ،
نَسألُ مُستَنكِرينَ هَل لِلمُنافِقينَ نَصيبٌ مِنَ الخِلافَة و المُلكِ الّذي خَصَّهُ اللهِ بآلِ محمدٍ (ص) في القرآن ؟ حتّي يَجوزَ لهُم إغتِصابُ فَدَكٍ و الخُمس و لا يُؤتونَ النّاسَ بِمِقدارِ نَقيرِ نَواةٍ منها ؟؟؟
و نَسألُُ مُستَنكِرين مُوَبِّخِينَ هل يَحسُدونَ النّاسَ الأخيارَ الأبرارَ الأطهارَ آلَ محمدٍ (ص) و ذُرّيَتِهِ مَعَ شيعَتِهِم عليٰ ما آتاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ من المَناقِبِ ؟
فبالتّأكيدِ إنّا آتينا آلَ إبراهيمَ مُحمداً و آلِهِ (ص) القُرآنَ والعِصمَةَ و آتيناهُمُ الوِلايَةَ التّكوينِيَّةَ و التَّشريعيَّةَ التّامَّةَ الكُلِيَّةَ عليٰ الكائِناتِ ،
فَمِنَ المُسلِمينَ مَن آمَنَ بهذا المُلكِ العظيمِ لِآلِ محمّدٍ (ص) و مِنهُم مَن أعرَضَ عنهُ و لم يُؤمِن بِهِ و كفيٰ بِجَهَنَّمَ لهُ سعيراً يَلقاهُ ،
إنَّ الّذينَ كَفَروا بِوِلايَةِ آل محمّدٍ (ص) و بآياتِنا النّازِلَةِ بِشَأنِهِم في القرآن سوفَ نُصليهم ناراً و كلّما نَضِجَت جُلودُهم فيها جَدَّدنا لهُم جلودَهم كالتَّبديلِ لِلّلباس ،
و أمّا الذين آمَنوا بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) و كانوا مِن شيعَتِهم و عملوا الصّالِحات سنُدخِلُهم جنّاتٍ تجري من خِلالِها الأنهارُ المُتَنَوِّعَة و هُم خالِدون فيها إليٰ الأبَد ،
و أعدَدنا لهُم فيها أزواجٌ مِنَ الحورِ العِينِ مُطَهَّرَةٌ مِنَ الدَّنَسِ والخَبَثِ و الحَدَث و نُدخِلهُم تَحتَ ظِلِّ شَجَرَةِ طوبيٰ و سِدرَة المُنتَهيٰ ،
أيّها النّاسُ إنَّ اللهَ يأمُرُكم أمراً وجوبيّاً مَولويّاً قَطعيّاً أن تُؤَدّوا الأماناتِ إليٰ أهلِها سيّما أمانَةِ الخِلافَةِ و الإمامَةِ و الوِلايَةِ فَأدّوها إليٰ آل مُحمّد (ص) ،
و إنَّ اللهَ يأمُرُكم أمراً وجوبيّاً عينيّاً قَطعيّاً إذا حَكمتُم بَيْنَ النّاسِ أن تحكُموا بالعَدلِ و لا تَظلِموا آلَ مُحمّدٍ (ص) و شيعَتِهم إنّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكُم بِهذا الأمر إنَّ اللهَ كانَ سميعاً لِأقوالِكُم بصيراً بأفعالِكُم ،
يا أيّها الّذين آمَنوا ظاهِراً بِلِسانِهِم لايكفي هذا الإيمانُ بَل أطيعوا اللهَ و أطيعوا الرَّسولَ و أطيعوا عليّاً و الأحَدَ عَشَر مِن وُلدِهِ المَعصومينَ اُولي الأمرِ منكُمُ الأئِمّه (ع)
فإن تنازَعتُم في شييءٍ مِن اُمورِ الإسلامِ و التَّشريحِ و الخِلافَةِ و الإمامَةِ فَرُدّوهُ إليٰ اللهِ والرّسولِ في القرآنِ والسُّنَّةِ و العِترَةِ إن كنتُم آمَنتُم باللهِ والمَعادِ حقيقةً و ذلكَ الرَّدُّ إليهِم خَيْرٌ مِن النِّزاعِ و أحسَنُ مَآلاً و تَأويلاً و حَلاًّ لَهُ وَ حَسماً ،
ألَم تَعجَب يا حبيبي حينما تَريٰ الّذين يَزعُمون أنّهم آمَنوا بالقرآن و التوراةِ و الإنجيل يُريدون أن يتحاكَموا إليٰ وُلاةِ الجَوْرِ و الظّالِمين ؟
و قد أمَرَهُمُ اللهُ و رسولُهُ أن يكفروا بالطّاغوتِ اللَّعين و يُحارِبوهُ و لا يَركَنوا إليهِ و يُريدُ الشيطانُ أن يُضِلَّهُم بالتَّحاكُمِ إليهِ ضَلالاً بَعيداً عن الحَقِّ ،
و إذا قيلَ لهُم في القرآنِ تَعالَوْا إليٰ ما أنزَلَ اللهُ بِشَأنِ وِلايَةِ عليٍّ (ع) و إليٰ الرَّسولِ الّذي دَعاكُم لِوِلايَةِ عليٍّ (ع) رَأيتَ المُنافِقينَ الحِزبَ الاُمَويَّ و أتباعَهُم يَصُدّونَ عنكَ إليٰ غيرِهِ صُدوداً ،
فكيفَ حالُهُم إذا أصابَتهُم مُصيبَة الهَزيمَةِ في الحَربِ بما قَدَّمت أيديهِم مِنَ الخِيانَةِ في اُحُدٍ و غيرها ثُمَّ جاؤكَ يَحلِفونَ باللهِ ما أرَدنا إلاّ إحساناً إليكَ و توفيقاً لِلصُّلح ،
أولئِكَ المُنافِقونَ الّذين يَعلَمِ اللهُ ما في قلوبِهِم مِنَ النِّفاقِ فَأعرِض عنهُم صَفحاً و عِظهُم لِيَترُكوا النِّفاقَ و قُل لهُم في أنفُسِهِمُ الخَبيثَةَ قَولاً بَليغاً بِنفاقِها ،
وَ ليَعلَموا و ليَفهَموا أنّا ما أرسَلنا مِن رسولٍ إلا لِيُطاعَ بإذنِ اللهِ و كذلكَ أنتَ يا حبيبي ما أرسلناكَ إلاّ لِتُطاعَ في أهلِ بَيْتِك (ع) ،
و لو أنّهُم بعدَ ما عَصَوْكَ و ظَلَموا أنفُسَهُم بالنِّفاقِ جاؤك فاستَغفَروا اللهَ و تابوا مِن نِفاقِهِم واستَغفَرتَ لهُم مِنَ اللهِ لَوَجدوا اللهَ حينئذٍ تَوّاباً رحيماً عليهِم ،
فَقَسماً باللهِ ربّك فلا يُؤمنونَ حقيقةً حتّيٰ يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بينَهُم حولَ الخِلافَةِ ثُمَّ لا يَجِدوا في أنفُسِهِم حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ مِن خِلافَةِ عليٍّ (ع) بعدَكَ و يُسَلِّموا الخِلافَةَ لِعَليٍّ (ع) تسليماً
و لو أنّا كتَبنا عليهِمُ الجِهادَ في سبيلِ اللهِ والشَّهادَةَ لِلّهِ و أمرناهُم أن نَفِّذوا جيشَ اُسامَةَ واخرُجوا مِنَ المَدينَةِ ما فَعَلوهُ إلاّ قليلاً منهم ،
و لو أنّهم فعلوا ما يوعَظونَ بهِ عليٰ لِسانِكَ و نَفّذوا جيشَ اُسامَةَ و خَرَجوا مِنَ المدينَةِ و لم يَجتَمِعوا في السَّقيفَةِ لَكانَ خيراً لهُم إذ كانَتِ الخِلافَةُ لِأهلِها و ثَبَتَ الحَقُّ و العَدلُ فكانَ أشَدّ تثبيتاً ،
و إذاً لو كانوا يُطيعونَكَ في تَنفيذِ جَيشِ اُسامَةَ و لم يَتَخلَّفوا في المَدينَةِ و لم يَغتَصِبوا الخِلافَةَ لآتيناهُم مِن لَدُنّا أجراً عظيماً ،
و لكانَتِ النَّتيجَةُ القطعيَّةُ الحَتميَّةُ أن يكونَ عليّاً (ع) هو الخليفةُ و الحاكِمُ بالحَقِّ و العَدل و لَهَديناهُم بِوِلايَتِهِ صِراطاً مُستقيماً ،
و مَن يُطِعِ اللهَ و الرَّسولَ بِمُولاةِ عليٍّ و أهل البَيْتِ (ع) فَأولئِكَ المُوالينَ لِعَليٍّ (ع) هُمُ الذين أنعَمَ اللهُ عليهِم بِسعادَةِ الدّارَيْنِ و الفَوْز و الفَلاح وَ هُم مَعَ مَن أنعَمَ الله عليهم الجنّةَ في دَرَجَةٍ واحِدَةٍ ،
مِنَ الأنبياءِ المَعصومينَ و الصّديّقينَ مُؤمِنُ آل فِرعَوْن و حَبيبِ النّجار و عليِّ بن أبيطالِبٍ (ع) و الشُّهدآء مِن هابيلَ إليٰ ظُهورِ المَهديِّ (عَجَّ) و الصّالِحين مِن عبادِ اللهِ و حَسُنَ أولئِكَ رفيقاً في الرَّفيقِ الأعليٰ ،
ذلكَ الفَضلُ العظيمُ منَ اللهِ يُؤتيهِ المُتَمسّكينَ بِوِلايَةِ آل محمّدٍ (ص) و كفيٰ باللهِ عليماً بِأحوال شيعة آل محمدٍ (ص) و مَقاصِدِهِم ،
يا أيّها المُسلِمونَ خُذوا حِذرَكُم مِن أعداءِ اللهِ و رَسولِهِ و أعداءِكُم دائِماً ثُمَّ يَجِبُ عليكُم جِهادَهُم فانفِروا لِجهادِهِم فِرقَةً أوِ انفِروا جَيْشاً جميعاً ،
و إن منكُم مَن هُوَ مُنافِقٌ لَيَتَأَخَّر عن الجهادِ و يَفِرُّ مِنَ الزَّحفِ كَعُمَرٍ و أَبي بَكرٍ و عُثمان و مُعاوِيَة وابنَ العاصِ فَإن أصابَتكُم مُصيبَةٌ في القِتال قالَ قد أنعَمَ اللهُ علَيَّ و قَد مَنَعَهُ الشّيطانُ أن يكونَ مَعَهُم شهيداً ،
و لَئِن أصابكم فضلٌ مِن الفَوز و الغَلَبَةِ بسيفِ عليّ بن أبيطالبٍ (ص) و أصَبتُمُ الغنائِم ليقولنَّ المُنافِق كَأن لم تكُن بينكم و بَينَهُ موَدّةٌ تدعوهُ لِلجِهادِ معكم يا ليتني كنتُ معهُم فَأفوزَ بالغنائِمِ فوزاً عظيماً ،
فليُقاتل في سبيل اللهِ ضِدَّ أعداءِ اللهِ كُلّ الذين يَبيعون الدّنيا الزّائِلَةَ و يَشتَرونَ بِها الحياةَ الآخِرَة كعليّ بن أبيطالب (ع) و حِزبِه ،
و مَن يقاتِل في سبيل الله أعداءَ الله فيُقتَل بِيَدِهِم أو يَغلِب عليهم فسوف نُعطيهِ يوم القيامة أجراً عظيماً هو أجرُ الصّابرين ،
و نَسألكُم مُوَبِّخينَ مالَكُم لا تُقاتِلون في سبيل الله و في سبيل المُستضعَفينَ بعدَ رسولِ اللهِ أهل بيتِهِ (ع) و شيعَتِهم المَظلومين من رجالٍ و نِساءٍ و وِلدانٍ أبريآء ، ؟؟؟
ألّذين استَضعَفَهُم وُلاةُ الجَوْرِ و خُلَفاءُ الظّلم و الطّواغيت و يَبتَهِلونَ إليٰ اللهِ مُستَغيثينَ رَبّنا أخرِجنا من هذهِ القَريَةِ الظّالِمِ أهلُها و حُكّامُها ،
و يطلُبونَ النَّجاةَ مِن اللهِ مِن أيدي الظّالمينَ وَ يقولونَ رَبَّنا واجعَل لنا من لَدُنكَ وليّاً مِن آلِ مُحمّدٍ (ص) واجعَل لَنا مِن لَدُنكَ نصيراً ينصُرُنا مِن خُلَفاءِ الجَوْر ،
إنَّ الّذين آمَنوا بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) يُقاتِلون في سبيلِ اللهِ أعداءَ الله كعليٍّ والحُسين و زَيد بن عليٍِّ و المُختار بن أبي عُبَيدَة و غَيرِهم و أمّا الّذين كفَروا فيُقاتِلونَ أولياءَ اللهِ في سبيلِ الطّاغوتِ عَدُوّ الله ،
فقاتِلوا أيُّها المُسلِمونَ أولياءَ الشّيطانِ و أحزابَ النِّفاقِ و الشِّركِ مِنَ الحِزبِ الاُمَويّ و النّواصِب و القاسِطينَ و النّاكِثينَ و المارِقينَ إنّ كَيدَ الشيطانِ كانَ ضعيفاً و أنتُم أقوياءٌ بالله ،
ذلكَ يا حبيبي تَعجُّباً أَلَم تَرَ إليٰ الّذين قيل لهم قَبلَ هِجرَتِكَ مِن مَكّةَ كُفّوا أيديكم مِن قِتالِ المُشرِكين و أقيموا الصلاةَ و آتوا الزّكاة إستَفَزّوكَ لِلقِتال فَلمّا كُتِبَ عليهِمُ القِتالُ بِبَدرٍ إذا فريقٌ منهُم يَخشَوْنَ قُريشَ من المُنافقين ،
و كانوا يَخافونَ قُريشَ كخَوفِهم من اللهِ بَل أشَدُّ خوفاً من اللهِ و قالوا نفاقاً : رَبَّنا لِماذا كَتَبتَ علينا القِتالَ بِبَدرٍ هَلاّ أخَّرتَنا لِمَوعدٍ آخَرَ قريبٍ ليُكاتِبوا قُريشَ سِرّاً ،
قُل لهُم يا حبيبي : إنَّ مَتاعِ الدُّنيا و لهوها قليلٌ تِجاة الآخِرَةِ و الآخِرَةُ خَيرٌ مِنَ الدُّنيا لِمَنِ اتّقيٰ فلا تَخافوا الشَّهادَةَ و قل لهُم لا تُظلَمونَ أجرَ أعمالِكم بِمِقدارِ فَتيلِ نَواةٍ ،
و قل لهم يا حبيبي أيْنَ ما تكونوا يُدرِككُم المَوتُ المُحَتّمُ ألأجَلُ المُحَدَّدُ في حينِهِ و لو كنتُم في بُروجٍ صَخريَّةٍ في قِلاعٍ مُشَيَّدَةٍ مَبنِيَّةٍ مُحَصَّنَةٍ ،
و هؤلاءِ المُنافِقون إن تُصِبهم غَنيمَةٌ يقولوا هذِهِ من عندِ اللهِ أصابَنا بِها و إن تُصِبهُم جِراحٌ أو هَزيمَةٌ يقولوا هذِهِ مِن عندِكْ نِفاقاً و عِناداً ،
قُل لهم يا حبيبي إنَّ الحَربَ كَرٌّ و فَرٌّ و جِراحٌ و قَتلٌ فَكُلٌّ ما يَنالُكُم فيها هوَ مِن عندِ اللهِ بِتَقديرِهِ فما بالِ هؤلاءِ المُنافِقينَ لا يَكادونَ يَفهَمونَ حديثاً و كَلاماً ؟؟؟
و قُل للمُنافِقينَ إنّ ما أصابَكَ مِن حَسَنَةٍ فهيَ مِنَ اللهِ و ما أصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فهيَ مِن نَفسِكَ و أنتَ سَبَبُها و ليسَ اللهُ بِظالِمٍ ،
و أرسلناكَ يا رسولَ اللهِ للنّاسِ رَسولاً تُبَلِّغُهُم رِسالَةَ اللهِ فَأنتَ وَسيلَة الخَيْرِ إليهِم لا واسِطَة السّوءِ و كفيٰ باللهِ شاهِداً عليهِم ،
أيّها المُسلِمونَ مَن يُطيعُ رسولِ اللهِ أمرَهُ و يُبايِع عَلِيّاً (ع) بالخِلافَةِ و الوِلايَةِ مِن بَعدِهِ فَقَد أطاعَ اللهَ الّذي نَصَبَهُ لها و مَن وَلّيٰ مُعانِداً فما أرسلناكَ يا مُحمّد (ص) عليهِم حَفيظاً تُجبِرُهُم عليٰ دخولِ الجَنّه ،
والمُنافِقونَ يقولونَ بِألسِنَتِهِم طاعَةٌ لكَ يا مُحمّد نُبايِع عَليّاً و بَخٍ بَخٍ لِعَليٍّ فإذا بَرَزوا مِن عِندِكَ إليٰ خِيامِهِم تَآمَروا ضِدَّهُ و بَيَّتَ جَماعَةٌ مِنَ المُنافِقينَ غَيرَ الّذي تَقولُ في عليٍّ و أجمَعوا عليٰ عِداءِهِ و قَتلِهِ ،
واللهُ يعلَمُ بما يُبَيِّتونَ لهُ و هو يكتُبُ ما يُبَيِّتونَ في صَحائِفِ أعمالِهم فيُحاسِبُهم عليها و يُعاقِبُهم عليٰ تَآمُرِهِم في الجَحيم فَأعرِض عَنْهُم و تَوَكَّل عليٰ اللهِ و كفيٰ باللهِ وكيلاً لِعَليٍّ (ع) يَصونَهُ مِنَ القَتل ،
أفَلا يَتدَبّرونَ ألفاظَ القرآنِ و مُعانِيهِ البَليغَةِ المُتَشابِهَةِ المُنَسَّقَةِ الرَّصينَةِ تَدَبُّرَ فَهمٍ و مَعرِفَةٍ بِأَنّهُ ليس هُجراً بَل إنّهُ كلام اللهِ و لو كانَ مِن عندِ غيرِ اللهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلافاً كَثيراً في اللّفظِ و المَعنيٰ ،
و إنّ المُنافِقينَ إذا جاءَهُم خَبَرٌ مِنَ الأمنِ و غَلَبَةِ جَيشِ الإسلامِ في الجِهادِ أو خَبَرٌ مِنَ الخَوفِ و تَحمُّلِ الخَسارَةِ أَذاعُوا بِهِ و نَشَروهُ قَبلَ أن يأمُرُهُم رسولُ الله ،
و لو أنّهم رَدّوا أمرَ الخَبَرِ الّذي جآءَهُم إليٰ الرّسولِ و إليٰ عليّ بن أبي طالبٍ (ع) و الأَئِمَّةِ من أهل البَيْتِ (ع) كَي يَأمُروا بما هُوَ الأصلَحُ مِن إخفاءِ الخَبَرِ أو نَشرِهِ لَعَلِمَ مَصلَحَتَهُ الّذين يَستنبِطونَهُ مِنهُم و هُم آلُ محمّدٍ (ص) ،
و لو لا فَضلُ اللهِ عليكُم أيّها المُسلِمونَ و رَحمَتَهُ بِأن جَعَل مُحمّداً و آلَهُ (ص) اُولي الأمرِ المُستَنبِطونَ عليكُم لاتَّبعتُمُ الشّيطانَ جميعاً إلاّ عَدَداً قَليلاً مِنكُم ،
فقاتِل يا رسولَ اللهِ أعداءَ اللهِ لا تُكَلَّفُ مِن جانِبِ اللهِ في القِتالِ إلاّ أنتَ و نَفسَكَ عليٌّ (ع) إذ لا فَتيٰ إلاّ عليّ لا سَيفَ إلاّ ذوالفِقار ،
و يَجِبُ عليكَ أن تُحَرِّضِ المُؤمنينَ المُوالينَ لكُم عليٰ القِتال في سبيلِ اللهِ عَسيٰ أن يَكُفَّ اللهُ خَطَرَ الّذين كَفَروا أبوجَهلٍ و أبوسفيانَ و الحِزبَ الاُمَويَّ و اللهُ أشَدُّ قُوَّةً و خَطَراً مِنهُم و أشَدُّ تنكيلاً بِهِم مِنهُم ،
واعلَموا يا مُسلِمينَ مَن يَشفَع شَفاعَةً حَسَنَةً لِشيعَةِ آل مُحمّدٍ (ص) فَيُنجّي المَظلومَ مِنهُم مِن أيدي الظَّلَمَةِ أعداءِهِم يَكُن لهُ نَصيبٌ مِنَ الأجرِ و الثّوابِ
و مَن يَشفَع شَفاعَةً سيِّئَةً لديٰ الظَّلَمَةِ كي يُؤذي شيعةَ آل محمّدٍ (ص) يَكُن لهُ نصيبٌ مِنَ الوِزرِ و الظُّلمِ و إن لَم يُباشِرُهُ و كانَ اللهُ عليٰ كُلِّ شييءٍ قبيحٍٍ مُقيتاً مُبغِضاً ،
أيّها المُسلِمونَ إذا حُييّتُم بِتَحييَّةِ السَّلامِ فَحَيّوا بِأحسَنَ مِنها أو رُدّوها فَمَن قالَ سلامٌ عليكُم أجيبوهُ عليكُم السّلام و رَحمة الله إنَّ اللهَ كانَ عليٰ كُلِّ شيءٍ يأمُركُم بِهِ مُحاسِباً ،
اللهُ جَلَّ جَلالَهُ لا إلـٰه إلاّ هُوَ وَحدَهُ لا شريكَ لهُ بالتّأكيدِ القَطعيّ سَيَجمَعكُم لِلحِساب في يَومِ القيامَةِ لا شَكَّ فيهِ و مَن هُوَ أصدَقُ مِنَ اللهِ حديثاً و وَعداً ؟
نَسألُ مُستَنكِرينَ مالكُم أيُّها المُسلِمونَ صِرتُم بِشَأنِ المُنافِقينَ فِرقَتَيْن فِرقةٌ مُداهِنَةٌ مُجامِلَةٌ لهم و فِرقَةٌ ساكِتَةٌ عنهُم مع أنَّ اللهَ أخزاهُم و أذَلّهُم بِما كَسَبوا مِن دَحرَجَةِ الدِّباب ،
أتُريدونَ بِهذا الاُسلوبِ أن تَهدوا المُنافِقين الّذين تَرَكَهُمُ اللهُ في ضَلالِهِم يَعمَهونَ و مَن تَركَهُ اللهُ في ضَلالِهِ فَأبداً لَن تَجِدوا لهُ سبيلاً لِلهدايَةِ ،
وَدّ المنافِقون لو تكفرونَ بِوِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) أيّها المُسلِمونَ كما كفَروا هُم بِوِلايَتِهِم فتكونونَ مَعَهُم سوآءٌ في النِّفاقِ فلا تَتَّخِذوا مِنهُم خُلَفاءَ و أولياءَ و أصدِقاءَ أبَداً ،
حتّيٰ يَضطَرَّ المُنافِقونَ أن يُهاجِروا مِن نِفاقِهِم في سبيلِ اللهِ إليٰ وِلايَةِ آل محمدٍ (ص) فإن تَوَلّوا عَن وِلايَةِ محمدٍ و آلِهِ (ص) و حارَبوكُم فَخُذوهُم اُسَرآءَ واقتُلوهُم حيثُ وَجدتُموهُم ،
و لا تَتَّخِذوا أيُّها المُسلِمونَ مِنَ المُنافِقينَ و النّواصِبِ و الكافرينَ بِوِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) وَلِيّاً لِلأمرِ خليفةً كمُعاوِيَة و حِزبِهِ و لا تَتَّخِذوا منهم نصيراً و مُعيناً ،
إلاّ بَني أسلَم خُلَفاءَ قُريشٍ الّذين أرسَلوا هِلال بن عُوَيمِر الأسلَميّ لِيُصالِحَ رسول اللهِ عليٰ أن لا يغزو بَني الأسلَمَ و أعطاهُ النّبيُّ الميثاقَ فلا تَقتُلوهُم ،
و لا تَقتُلوا الّذين جاؤكم مُسالِمينَ ضاقَت صُدورُهُم و كَرِهُوا أن يُحارِبوكُم أو أن يَشتَرِكوا مَعَ قومِهِم في قِتالِكم فلا تَتَعرَّضوا لهُم لِأنّهُم لَيْسوا مُحارِبين
و إنّما حَصِرَت صدورُهُم مِن قِتالِكُم بِمَشيئَةِ اللهِ و عِنايَتِهِ بكُم و لو شآءَ اللهُ أن لا يمنَعَهُم لَسَلَّطهُم عليكُم فَلَقاتِلوكُم لِأنّهُم كُفّارٌ ،
فإن اعتَزَلوا أَذاكُم و لَم يُقاتِلوكم و ألقَوْا إليكُم عَهدَ المُسالِمَةِ و الأمانِ فما جَعَلَ اللهُ لكُم عليهِم سبيلاً مِن قتالِهِم لأِنّهم ليسوا مُحارِبينَ بَل هُم مُسالِمين ،
و سَتَجِدونَ قوماً آخَرين مِنَ المُنافِقينَ يُريدونَ أن يَأمَنوكُم و يَأمَنوا مِن قومِهِم الكُفّار فيُظهِرونَ لكُم الإيمانَ و لهُمُ الكُفْرَ كُلّما رُدّوا إليٰ الكُفرِانِ اُركِسوا فيها و خَرّوا سريعاً ،
فَإن لَم يَعتَزِلوكُم و أذاكُم هؤلاءِ المُنافِقون و لَم يُلقوا إليكُمُ السَّلَمَ و الأمانَ و لم يَكُفّوا أيدِيَهُم عنكُم فخُذوهُم و اقتُلوهُم حيثُ وجَدتُموهُم و أسَرتُموهُم ،
و أولئِكُمُ المُنافقينَ المُحارِبينَ النّواصِبَ لكُم العِداءَ جعلنا لكُم عليهِم سُلطاناً و سيطَرةً تامَّةً تفعلونَبِهِم ما شِئتُم مِن الفَتك ،
و لا يَجوزُ شَرعاً و ما كانَ جائِزاً لِمُؤمِنٍ أن يَقتُلَ مُؤمِناً أبَداً إلاّ أن يكونَ القَتلُ خَطَاءً لا عَمداً و مَن قَتَلَ مُؤمِناً خَطَاءً فَيَجِبُ عليهِ تَحرير و عِتق رَقَبَةٍ مُؤمِنةٍ ،
و يَجِب عليهِ إيضاً مَعَ تحريرِ الرَّقَبَةِ أن يَدفَعَ دِيَةَ مِأةَ إبِلٍ و يُسلِّمَها إليٰ أهلِ المَقتولِ إلاّ أن يَتَصدَّقوا عليهِ بالدِّيَةِ أو قِسماً مِنها ،
فإن كانَ المَقتولُ مِن المُحاربينَ لكُم مِن أعداءِكُمُ المُؤمنينَ فلا دِيَةَ لهُ لِمُحارِبتِهِم لكُم و تَكفي الكَفّارَةُ تَحريرُ رَقَبَةٍ مُؤمِنَةٍ فَقَط ،
و إن كانَ المُقتولُ مِن قومٍ بينكم و بينهم ميثاقُ الذِّمّةِ فيَجِبُ دَفع دِيَةِ الذِّمّيِ و تَسليمِها إليٰ أهلِهِ و تَحريرُ رَقَبَةٍ مُؤمِنَةٍ ،
فَمَن لَم يَجِد طَوْلاً و لَم يَتَمكَّن مِن دَفعِ الدِّيَةِ فَيَجِبُ عليهِ صيامُ شَهرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ و تَوبَةً إليٰ اللهِ مِن ذَنبِهِ فَيَتوبُ عليهِ و كانَ اللهُ عليماً حكيماً بِمَصالِحِكُم ،
و مَن يقتُل مُؤمِناً و لو جَنيناً كمُحسِنِ الزَّهرآءِ قتلاً مُتَعمّداً فلا يتوبُ اللهُ عليهِ فَجَزاؤهُ جَهَنَّم خالِداً فيها و غَضِبَ اللهُ عليهِ و لَعَنَهُ فَأوجَبَ القِصاصَ مِنهُ و أعَدّ لهُ عذاباً عظيماً في جَهنّم ،
يا أيّها المُسلِمونَ إذا ضَرِبتُم في سبيلِ اللهِ لِلجهادِ فلا تَضرِبوا ضَربَةً عَشوآءَ بل تَبَيّنوا و تَحقَّقوا حَوْلَ المُستَسلِمِ و لا تقولوا لِكُلِّ مَن ألقيٰ إليكُم الإستِسلامَ لَستَ مُؤمِناً بَل تُريدُ النَّجاةَ فَتَقتُلوهُ ،
كُلُّ ذلِكَ لِأجلِ أن تَكسِبوا الغَنيمَةَ مِنهُ تَطلُبونَ عَرَضَ الحياةَ الدُّنيا الزّائِلَةَ بل دَعوها فَعِندَ اللهِ مَغانِمَ كثيرةً أعَدَّها لِلمُتّقين ،
كذلكَ كنتُم مِن قَبلُ تُصانُ نُفوسُكم و أعراضُكم و أموالُكم بإظهارِ الإسلامِ فَمَنّ اللهُ عليكم بالإيمان فَتَبيَّنوا حالَ مَن أظهَر الإسلامَ إنَّ اللهَ كانَ بما تعملون خبيراً ،
لا يستوي دَرَجَةً و فَضلاً و شَأناً كُلٌّ مِنَ القاعِدينَ عنِ الجِهادِ من المُسلمينَ بإستِثناءِ الضَّريرِ والأعميٰ لا يَستَوونَ مَع المُجاهِدينَ في سبيلِ اللهِ بِأموالِهم و أنفُسِهِم ،
فَقَد فَضَّلَ اللهُ مِنْ فَضلِهِ المُجاهدينَ في سبيلِهِ بأموالِهم و أنفُسِهم عليٰ القاعِدينَ اُولي الضَّرَرِ المَرضيٰ و العِميان دَرَجةً و كُلاًّ مِنهُم وَعدَهُ اللهُ أن يُثيبَهُ الحُسنيٰ والجَنّه ،
وَ فَضَّلَ اللهُ المُجاهِدينَ كآلِ مُحمّدٍ (ص) و حِزبِهِم عليٰ القاعِدينَ عَنِ الجِهادِ مِن سائِرِ المُسلِمينَ أجراً عظيماً فَهُم أفضَلُ الخَلقِ و البَشَرِيَّةِ ،
وَ فَضَّلَ اللهُ مُحمّداً و آل محمّدٍ (ص) و شيعَتِهمُ المُجاهِدينَ دَرجاتٍ كثيرةٍ مُختَلِفَةٍ حَسبَ جِهادِهِم و مَنَحَهُم مَغفِرَةً مِنهُ و رَحمَةً و كانَ اللهُ بِهِم غفوراً رَحيماً ،
إنَّ المُسلِمينَ الّذين تَتَوفّاهُمْ ملائِكَةُ المَوتِ في حينِ كَوْنِهِم ظالِمينَ لِأنفُسِهِم بالخُضوعِ تَحتَ حُكمِ وُلاةِ الجَوْرِ و الظَّلَمَةِ قالَت الملائِكَةُ لهُم فِيمَ كنتُم مِن حالٍ في حياتِكُم قالوا كُنّا مُستَضعَفينَ في الأرضِ مِنَ المُستَكبِرين ،
قالَ لهُم الملائِكَةُ مُوَبِّخينَ ألَم تَكُن أرضُ اللهِ واسِعَةً فتُهاجِروا فيها فَتَنجوا مِن إستِضعافِ المُستَكبِرين ؟ فَأولئِكَ الحَمقيٰ المُستَضعَفونَ مَأواهُم جَهنَّمُ و سآءَت مَصيراً لهُم ،
إلاّ المُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجال و النِّساءِ و الأطفالِ الّذين لا يَقدِرونَ عليٰ الهِجرَةِ و لا يستَطيعونَ عليٰ حيلةٍ من التَّخلُّصِ مِنَ الإستِضعافِ و لا يَعرِفونَ الإستِسلامَ لَستَ مُؤمِناً بَل تُريدُ النَّجاةَ فَتَقتُلوهُ ،
كُلُّ ذلِكَ لِأجلِ أن تَكسِبوا الغَنيمَةَ مِنهُ تَطلُبونَ عَرَضَ الحياةَ الدُّنيا الزّائِلَةَ بل دَعوها فَعِندَ اللهِ مَغانِمَ كثيرةً أعَدَّها لِلمُتّقين ،
كذلكَ كنتُم مِن قَبلُ تُصانُ نُفوسُكم و أعراضُكم و أموالُكم بإظهارِ الإسلامِ فَمَنَّ اللهُ عليكم بالإيمان فَتَبيَّنوا حالَ مَن أظهَر الإسلامَ إنَّ اللهَ كانَ بما تعملون خبيراً ،
لا يستوي دَرَجَةً و فَضلاً و شَأناً كُلٌّ مِنَ القاعِدينَ عنِ الجِهادِ من المُسلمينَ بِإستِثناءِ الضَّريرِ و الأعميٰ لا يَستَوونَ مَع المُجاهِدينَ في سبيلِ اللهِ بِأموالِهم و أنفُسِهِم ،
فَقَد فَضَّلَ مِن فَضلِهِ المُجاهدينَ في سبيلِهِ بأموالِهم و أنفُسِهم عليٰ القاعِدينَ اُولي الضَّرَرِ و العِميان دَرَجةً و كُلاًّ مِنهُم وَعدَهُ اللهُ أن يُثيبَهُ الحُسنيٰ والجَنّه ،
وَ فَضَّلَ اللهُ المُجاهِدينَ كآلِ مُحمّدٍ (ص) و حِزبِهِم عليٰ القاعِدينَ عَنِ الجِهادِ مِن سائِرِ المُسلِمينَ أجراً عظيماً فَهُم أفضَلُ الخَلقِ و البَشَرِّيَةِ ،
و فَضَّلَ اللهُ مُحمداً و آل محمدٍ (ص) و شيعَتِهمُ المُجاهِدينَ دَرجاتٍ كثيرةٍ مُختَلِفَةٍ حَسبَ جِهادِهِم و مَنَخَهُم مَغفِرَةً مِنهُ و رَحمَةً و كانَ اللهُ بِهِم غفوراً رَحيماً ،
إنَّ المُسلِمينَ الّذين تَتَوفّاهُمْ ملائِكَةُ المَوْتِ في حينِ كَوْنِهِم ظالِمينَ لِأنفُسِهِم بالخُضوعِ تَحتَ حُكمِ وُلاةِ الجَوْرِ و الظَّلَمَةِ قالَت الملائِكَةُ لهُم فِيمَ كنتُم مِن حالٍ في حياتِكُم قالوا كُنّا مُستَضعَفينَ في الأرضِ مِنَ المُستَكبِرين ،
قال لهُم الملائِكَةُ مُوَبِّخينَ ألَم تَكُن أرضُ اللهِ واسِعَةً فتُهاجِروا فيها فَتَنجوُا مِن إستِضعافِ المُستَكبِرين ؟ فَأولئِكَ الحَمقيٰ المُستَضعَفونَ مَأواهُم جَهنَّمُ و سآءَت مَصيراً لهُم ،
إلاّ المُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجال و النِّساءِ و الأطفالِ الّذين لا يَقدِرونَ عليٰ الهِجرَةِ و لا يستَطيعونَ عليٰ حيلةٍ من التَّخلُّصِ مِنَ الإستِضعافِ و لايَعرِفونَ طَريقاً لِلفرار ،
فَأولئِكَ ليس مَأواهُم جَهنَّمُ إذ عَسيٰ اللهُ أن يَعفُوَ عنهُم رُضوخَهُم لِلمُستَكبِرينَ و كانَ اللهُ عَفُوّاً عَن عبادِهِ غفوراً لِذُنوبِهم ،
و كُلُّ مَن يُهاجِر في سبيلِ اللهِ من المُستَضعَفينَ مِن بلادِ المُستكبِرينَ يَجِد بِفَضلِ اللهِ في الأرضِ الّتي يُهاجِرُ إليها مَأويًٰ و مَلاذاً كثيراً و رِزقاً واسِعاً ،
و مَن يَخرُج مِن بَيْتِهِ مُهاجِراً في سبيلِ اللهِ مِن بلادِ الظّالِمينَ قاصِداً لِلّهِ و رَسولِهِ ثُمَّ يُدرِكُهُ المَوْتُ في طَريقِهِ فَقَد وَقَعَ أجرُ مَوتِهِ عليٰ اللهِ كالشَّهيدِ و كانَ اللهُ غفوراً رَحيماً بِهِ ،
و إذا ضَربتُم في الأرضِ بالسَّيْرِ و السَّفَرِ قاصِدينَ ثَمانِيَةَ فَراسِخ فَيَجِبُ عليكُم تَقصيرَ الصَّلوةِ الرُّباعِيَّةِ فليس عليكُم جُناحٌ أن تَقصُروا مِنَ الصَّلاة بَل عليكُم جُناحٌ إذا لَم تَقصُروا ،
و كذلكَ يَجِبُ عليكُم أن تَقصُروا مِنَ الصَّلاة حالِ الخَوْفِ إن خِفتُم أن يُبليكُم بِقَتلٍ أو أسرٍ أَلّذينَ كفَروا إنَّ الكافرينَ كانوا لكُم عَدوّاً بَيِّناً مُحارِباً ،
و إذا كُنتَ فيهِم يا رسول الله (ص) فَأقمتَ لهُم صلاةَ الخَوْفِ جَماعَةً فلتَقُم طائِفَةٌ منهُم مَعَكَ مأمومينَ و ليَأخُذوا أسلِحَتَهُم مَعَهُم فيها ،
فإذا سَجَدوا هؤلاء المُقتَدينَ بك فَليُخَفِّفوا الرَّكعَة الثّانِيَةَ مُفرَدَةً و لِيُسلِّموا فليكونوا مِن ورائِكُم أمامِ العَدوّ و لتَأتِ طائِفَةٌ اُخريٰ لَم يُصَلّوا بَعدُ فَليَأتَمّوا في الرَّكعةِ الثّانِيَةِ و ليُصلّوا مَعَكَ جماعَةً ،
و ليأخُذوهُ حِذرَهُم و أسلِحَتَهُم و لا يَضَعوها عَنهُم في الصّلوةِ إذ وَدَّ الّذين كفَروا لو تَغفَلونَ عن أسلِحَتكُم و عِتادِكُم فيَميلونَ و يَهجُمونَ عليكُم هَجمَةً مُباغِتَةً دَفعَةً واحِدَةً ،
و لا حَرَجَ عليكُم إن كانَ بِكُم أذيًٰ مُرهِقاً مِن مَطَرٍ أو كنتُم مَرضيٰ و ما شاكَلَ أن تَضَعوا أسلِحَتَكُم حينَ صلاةِ الخَوْفِ و خُذُوا حِذرَكُم مِنَ العَدوِّ و لا تَغفَلوا إنَّ اللهَ أعَدَّ للكافرينَ هلاكاً و اندِحاراً ،
فَإذا قضيتُم صلاة الخَوْفِ فاذكروا اللهَ بَعدَها بِتَسبيحاتِ الزَّهراءِ (ع) حيثُما كنتُم قِياماً و قُعوداً و نِياماً لِيَكونَ جُبراناً عَنِ الرَّكعتين السّاقِطَتَيْن ،
فإذا إطمَأَنتُم مِنَ الأعداءِ فَأقيموا الصّلاةَ كامِلَةً مِن غَيرِ تَقصيرٍ و لا تَخفيفٍ إنَّ الصَّلوة كانَت فَريضَةً علي المُؤمنينَ مَكتوبَةً موقوتَةً بِأوقاتِها ،
و لا يَأخُذكُمُ الضَّغفُ والوَهنُ و الجُبنُ في ابتِغاءِ قِتالِ القَوْمِ المُحارِبينَ لكُم فإن كنتُم تألَمونَ مِنَ القتالِ فإنّهم أيضاً يَألَمون مِنها كما تألَمون عليٰ السِّوآء
و مَعَ أنّكُم تَرجُونَ مِنَ اللهِ الأجرَ و الثَّوابَ عليٰ آلامِكُم و هُم لا يرجُونَ ذلِكَ لِعَدَمِ إيمانِهم و كانَ اللهُ عليماً بِأحوالِكُم حكيماً بِمَصالِحِكُم ،
يا رسولَ الله (ص) إنّا أنزَلنا إليكَ القُرآنَ يأمُرُ بالحَقِّ و بِوِلايَةِ عليٍّ فهو معَ الحَقّ و الحَقُّ معَ عليّ (ع) لِتَحكُمَ بَيْن النّاسِ بما أراكَ اللهُ مِن الحَقِّ و العَدلِ و لا تَكُن لِلخائِنينَ بِحَقِّ عليٍّ (ع) مُخاصِماً عنهُم ،
واستغفِرِ اللهَ يا رسولَ الله (ص) لِما كُنتَ خصيماً لِمُناوِئي عائِشَةَ و حَفصَةَ و دفاعَكَ عنهُما لِأَنّهُما مِن أزواجِكَ معَ أنَّها مِنَ الخائِنينَ بِحَقِّ عليٍّ (ع) إنَّ اللهَ كانَ غفوراً رَحيماً بِك ،
و يا حبيبي لا تُجادِل مَن يَتَّهِم عائِشَةَ بالخِيانَةِ دفاعاً عنها و رَبعَها الّذين يَخونونَ أنفُسَهُم بارتِكابِ الخِيانَةِ إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَن كان كثير الخِيانَةِ كثيرَ الإثمِ و الفِسقِ كعائِشَه تُهاربُ عليّاً .
إنَّ عائِشَةَ و حَفصَةَ و أبوَيْهِما و ذَويهِما يَستَخفونَ مِنَ النّاسِ خياناتِهم و تآمُرِهِم و لكنّهم لا يَتمَكّنونَ مِن الإخفاءِ عليٰ اللهِ إذ هُوَ يُراقِبُهُم دائِماً ،
و حينما يُبَيِّتونَ مُؤامَرَةَ المَعاضِر لِكَي يُحرِموكَ مِن عِرسِكَ و كانَ اللهُ بما يعمَلونَ محيطاً
ها أنتُم يا أصحابَ مُحمّدٍ (ص) جادَلتُم عَن عائِشَةَ و حَفصَةَ و ذَويهِما لِتُبَرِّؤهُما في الحياة الدُّنيا و لـٰكِن فَكِّروا مَنِ الّذي سيُجادل عنهُم يوم القيامَةِ لِيُخلِّصَهُم مِن النّار أم مَن يكونُ عليهِم وكيلاً يومَئِذٍ ،
واعلَموا أنَّ مَن يعمَل عَملاً سَيِّئاً أو يَظلِم نَفسَهُ بارتِكابِ إثمٍ مِن شيعَةِ آل محمّدٍ (ص) ثُمَّ يَستَغفِرِ اللهَ و يَتوبُ عَن ذَنبِهِ يَجِدِ اللهَ غفوراً لِذَنبِهِ رحيماً بِهِ ،
وَ مَن يَكسِب إثماً مِن مُخالِفي آل محمدٍ (ص) فإنّما يَكسِبُهُ عليٰ نَفسِهِ إذ سيُعاقَبُ عِقاباً شَديداً عليهِ و لن يَتوبَ اللهُ عليهِ و كانَ اللهُ عليماً حكيماً بِجَزاءِهِ العادِل ،
و مَن يَكسِب خَطيئَةً كعائِشَةَ أو إثماً كالخِلَّةِ لِمروان أو إرضاعِ الرِّجالِ الأجانِب ثُمَّ يَرمِ بِهِ بَريئاً كمارِيَةَ القِبطيَّةَ البَريئَةَ فقدِ احتَمَلَ بُهتاناً و إثماً واضِحاً ،
و لو لا فَضلُ اللهِ عليكَ يا مُحمّد (ص) و رَحمَتُهُ بِأن أثبَتَ بَراءَةِ مارِيَةَ فظَهَرَ المُتَّهَمُ مَجبوباً لَهَمَّت طائِفَةٌ مِن المُنافِقين أن يُضِلّوكَ عَنِ الحَقِّ بِطَلاقِها و ما يُضِلّون إلاّ أنفُسَهُم و ما يَضرّونَكَ بِدَسائِسِهِم مِن شَييءٍ أبَداً .
و إذ أنزَلَ اللهُ عليكَ القرآنَ و الحِكمَة و عَلّمكَ كيفيَّةَ القَضاءِ والحُكمِ في الاُمور و عَدَمِ إجراءِ العِقابِ قَبلَ الجِنايَةِ و عَلّمَكَ مِن أحوالِ المُنافقينَ ما لَم تعلَم بهِ سابِقاً و كانَ فضلُ اللهِ عليكَ عظيماً بِإثباتِ بَراءَةِ مارِيَه ،
لا خيرَ يا حبيبي في كثيرٍ مِن نَجويٰ المُنافِقينَ بَيْنَهُم إذ يَتناجَوْنَ بالإثمِ إلاّ مَن أمَرَ بِدَفعِ الزَّكاةِ و الخُمسِ أو إصلاحٍ بَيْنَ النّاسِ و مَن يَفعَل ذلكَ بِقَصدِ مَرضاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُعطيهِ ثواباً عظيماً ،
و مَن يُخالِفِ الرَّسولَ مُحمّداً (ص) و لا يَتَولّيٰ أهلَ بَيتِهِ (ع) مِن بَعدِ ما اتَّضَحَ لهُ الهُديٰ بِأنّهُ مُنحَصِرٌ في وِلايَتِهِم ثُمَّ يَتَّبِع غَيرَ سَبيلَ آلِ مُحمّدٍ و أهلِ البَيْت (ع) وَ شيعَتهمُ المُؤمنين ،
فَنَدَعُهُ يَتَولّيٰ مَن تَوَلّيٰ مِن وُلاةِ الجَوْرِ و خُلَفاءِ الظُّلمِ مِن أعداءِ آلِ مُحمّدٍ ثُمَّ نُصلِهِ جَهنَّمَ بَعدَ مَوتِهِ و هِيَ سآءَت مَصيراً لِمَن يَتَولّيٰ غَيرَ آلِ مُحمّدٍ (ص) ،
بالتأكيدِ إنَّ اللهَ لا يَغفِرُ لِأحَدٍ أن يُشرِك بِطاعةِ اللهِ وَ رَسولِهِ و أهل البَيْتِ طاعَة وُلاةِ الجَوْرِ و يَغفِرُ دونَ ذلِكَ مِنَ الإثمِ لِمَن يَشآءُ مِنَ الخَلْقْ ،
و مَن يُشرِك باللهِ فيُوالي أعداءَ اللهِ و يُطيعَهُم فَقَد ظَلَّ عَنِ الحَقِّ و العَدلِ و الهُديٰ والتّوحيدِ والإسلام ظَلالاً بَعيداً لا يَهتدي أبَداً ،
إنَّ الّذين يَدعونَ لِطاعَةِ الخُلَفاءِ مِن دونِ اللهِ إن يَدعونَ إلاّ مَن بِهِم دآءُ الاُنوثَةِ و الاُبنَةِ و إن يَدعونَ إلاّ شَيطاناً يَتَّبِعوهُ مُعانِداً مارِداً عَن وِلايَةِ عليٍّ (ع) ،
والشّيطانُ لَعَنهُ اللهُ حينما أبيٰ عَنِ السُّجودِ لِآدمَ تعظيماً لِآلِ مُحمّدٍ (ص) في صُلبِهِ و قالَ لِلّهِ لَأتَّخِذَنَّ مِن عبادِك ذُرّيّةِ آدمَ نصيباً مُعيَّناً يَتَّبِعوني ،
و قالَ لاُضِلّنّهُم عَن طاعَتِك و عِبادَتِكَ و لاُمنّينَّهُم الأمانِيَّ كي لا يَتوبوا و لآمُرَنَّهُم فليُقطِّعون آذانَ الأنعامِ علامَةً لِقرابينِ الأصنامِ و لآمُرَنَّهُم فليُغيِّرونَ خَلقَ اللهِ فيَكتَفي الرِّجالُ بالرّجالِ و النِّساءُ بالنِّساء ،
و مَن يَتَّخِذِ الشّيطانَ وليّاً مِن دونِ اللهِ بِطاعَةِ وُلاةِ الجَوْرِ و تَرَكَ وِلايَةَ آل مُحمّدٍ (ص) فَقَد خَسِرَ خُسراناً مُبيناً إذ يُحرَمُ مِنَ الجَنّةِ و يَخلُدُ في النّار ،
والشيطانُ يُوعِدُ أتباعَهُ بالمَواعيدِ الكاذِبَةِ و يُمَنّيهِم بالأمانيّ الطّويلَةِ المُغرِيَةِ و لكنّهُ ما يَعِدُ الشّيطانُ أتباعَهُ إلاّ لِيُغريهِم و يَخدَعَهُم ،
أولئِكَ المَغرورونَ بِمَواعيدَ الشّيطانِ و أمانِيّهِ سيكونُ مأواهُم يوم القيامةِ جهنّم و لا يَجِدونَ عَن جهنَّم خَلاصاً و نَجاةً و فَراراً ،
و أمّا الّذين آمَنوا بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ (ص) و عَمِلوا الصّالِحاتِ عليٰ سُنَّتِهِم سنُدخِلُهُم يومَ القيامَةِ جَنّاتٍ تَجري مِن خِلالَها الأنهارُ المُتَنَوِّعَه ،
و يَخلُدون بالجَنّاتِ إليٰ الأبَد دائِماً إليٰ ما شاءَ اللهُ ذلكَ وَعدُ اللهِ لهُم حَقّاً و مَن هو أصدَقُ مِنَ اللهِ قَولاً ؟ لا أحَدَ بل صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ ،
ليسَ الجَزاءُ بِأمانِيّكُم الّتي تَتَمَنّونَ عليٰ اللهِ دُخول الجَنّةِ مِن غَيرِ عَمَلٍ و ليسَ بِأمانِيّ أهلِ الكِتابِ أن يكونوا هُم أهلُ الجنّةِ إذ مَن يَعمَل سوءاً يُجازيٰ بهِ يوم القيامَةِ و لا يَجِدُ مِن دونِ اللهِ وَليّاً و لا نَصيراً كانَ لهُ في الدُّنيا ،
و مَن يَعمَل مِنَ الأعمالِ الصّالِحاتِ مِن الذُّكورِ وَالإناثِ و هُوَ مُؤمِنٌ بِوِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) فَأولئِكَ وحدُهُم يَدخلونَ الجَنّةَ و لا يُظلَمونَ جَزاءَ أعمالِهم بِمِقدارِ نَقرةَ نَواةٍ ،
و مَن هُوَ أحسَنُ ديناً مِنَ المُنتَمينَ لِلأديانِ مِمَّن أسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِ فَواليٰ آلَ محمّدٍ و شايَعَهُم و هُوَ مُحسِنٌ في طاعَتِهِم وَ وِلايَتِهِم ؟ كَلاّ لا أحَد ،
و قد اتَّبَعَ بِمُوالاةِ آل مُحمّدٍ (ص) مِلّةَ إبراهيمَ الإمامَةَ الجَعلِيَّةَ الإلـٰهيَّةَ حالِكَوْنِهِ مُعرِضاً عَن غيرِها مُستقيماً علَيها واتَّخَذ اللهُ إبراهيمَ خَليلاً لِأنَّ مِن شيعةِ عليٍّ (ع) إبراهيمُ عليه السّلام ،
و لِلّهِ الوِلايَةُ و الخِلَّةُ و النُّبُوَّةُ و العِصمَةُ فهُوَ الّذي يَختارُ لَها مَن يَشآءُ فهُوَ المالِكُ الحَقيقيُّ لِما في السَّماواتِ و الأرضِ و كانَ اللهُ بِكُلِّ شَييءٍ فيها مُحيطاً بِعِلمِه و قُدرَتِهِ ،
و يطلُبونَ مِنكَ إصدارَ حُكمَ اللهِ والفَتويٰ بِشَأنِ أحكامِ النِّساءِ و مَواريثِهِنّ قُل لهُم يا حبيبي : إنَّ اللهَ يُشَرِّعُ الحُكمَ فيهِنّ و يُنَزِّلُ ما يُتليٰ عليكُم في القرآنِ بِشأنِهِنَّ ،
فَيُفتيكُمُ اللهُ في يَتاميٰ النِّساءِ اللّاتي لا تُؤتونَهُنَّ ميراثَهُنَّ الّتي كَتَبَ اللهُ لَهُنَّ كالزَّهرآءِ (ع) ، أو رَبيبَتَها اُمّ كلثومٍ والّتي تَرغَبونَ أن تنكِحوها فاتَّقُوا اللهَ وانتَهوُا ،
و كذلكَ يُفتيكُمُ اللهُ في المُستَضعَفينَ مِنَ الوِلدانِ القاصِرينَ أن اعطوهُم مَواريثَهُم و لا تأكُلوها و يُفتيكُم أن تَقوموا لِليَتاميٰ بالعَدلِ في النَّفَقَة و القِسط ،
واعلَموا أيّها المُسلِمونَ ما تَفعَلوا مِن خَيرٍ لِلنِّساءِ اليَتاميٰ و الأياميٰ و المُستَضعَفينَ مِنَ الوِلدانِ واليَتاميٰ فَإنَّ اللهَ كانَ بِهِ عليماً يُثيبُكُم عليهِ ،
و إنِ امرَأةٌ زَوجَةٌ خافَت مِن بَعلِها نُشوزاً أو إعراضاً كَرُقيَّةَ و اُمّ كلثومٍ بَنات رسولِ الله زَوجَتي عُثمانَ بن عفّانٍ ، فلا جُناحَ عليهِما أن يُصلِحا بَيْنَهُما صُلحاً بِإسقاطِ حَقِّهما و الصُّلحُ خيرٌ لهُما ، و لكِنّهُ قَتَلهُما صَبراً ،
و يومَ القيامَةِ اُحضِرَتِ الأنفُسُ البَخيلَةَ الحَقودَةُ القاسِيَة كعُثمان و عمر فيُحاسِبها الله و يُعاقِبها و يُعَذِّبها بِنارِهِ ،
و إن تُحسِنوا إليٰ زَوجاتِكُمُ الصّالِحات و تَتّقوا اللهَ في حَقِّهِنَّ و لا تُؤذونَهُنَّ فإنَّ اللهَ كانَ بما تعمَلونَ مَعَهُنَّ خبيراً ،
و أنتُم لَن تَستَطيعوا أبَداً أن تَعدِلوا بَيْنَ النِّساءِ والزَّوجاتِ في المُيولِ القَلبِيَّةِ و لو حَرَصتُم عليٰ ذلِكَ كثيراً ،
فَلَستُم مُكلَّفينَ بالعَدلِ بَيْنَهُنّ في المُيولِ القَلبِيَّةِ و لكن لا تَميلوها كُلَّ المَيْلِ إليٰ إحداهُنّ و تُحرِموا الاُخريٰ فَتَذورها كالمُعَلَّقَةِ الّتي لاهِيَ مُتَزَوِّجَةٌ و لا أَيِّمَةٌ ،
و إن تُصلِحوا فَتَعدِلوا في النَّفَقَةِ و المُضاجِعَةِ و المَحبَّةِ القَلبِيَّةِ النِّسبيَّةِ و تَتّقوا اللهَ و لا تَذروها كالمُعلَّقَةِ فإنَّ اللهَ كان غَفوراً رحيماً بِكُم ،
و إن يَتَفرَّقا الزَّوجانُ بالطَّلاقِ المُتَفاهَمِ يُغنِ اللهُ كُلاًّ مِنهُما مِن سِعَةِ رِزقِهِ و كانَ اللهُ واسِعاً في رِزقِهِ حكيماً بِمَصالِحِ عِبادِهِ ،
واعلَموا أنَّ لِلّهِ ما في السماواتِ و ما في الأرضِ مِلكاً حَقيقيّاً تامّاً و لَقَد وصّينا الّذين اُوتوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم مِنَ اليَهودِ والنَّصاريٰ و وَصَّيناكُم وُجوباً أنِ اتَّقوا اللهَ ربَّكُم ،
و إن تكفُروا بِوِلايَةِ آل محمّدٍ (ص) و لا تَتَّقوا اللهَ فإنَّ لِلّهِ ما في السّماواتِ و ما في الأرضِ و لا يُنقِصُهُ كُفركُم و كانَ اللهُ غنيّاً عنكُم حَميداً في فِعالِه ،
و نُكَرِّرُ تأكيداً عليٰ ضَرورَةِ التَّقويٰ و مُوالاةِ آل محمدٍ (ص) أنَّ لِلّهِ ما في السّماواتِ و ما في الأرض فاتَّقوهُ و كفيٰ باللهِ وكيلاً عليكُم يُحاسِبُكم عليٰ أعمالِكُم ،
إن يَشَآءَ اللهُ و يُريدُ فمَيشيئَتُهُ نافِذَةٌ إذا أرادَ أن يُذهِبكُم أيّها النّاسُ التّارِكونَ لِوِلايَةِ آل محمدٍ (ص) و يُفنيكُم و يَأتِ بأقوامٍ آخَرينَ كالفُرسِ يُوالونَ آلَ مُحمّدٍ (ص) و كانَ اللهُ عليٰ ذلكَ قديراً حَتماً ،
من كانَ منكُم يُريدُ ثوابَ الدُّنيا فَقَط فَيَتَّبِع وُلاةَ الجَوْرِ طَلَباً لِلدُّنيا فَليَعلَم أنَّ عِندَ اللهِ ثواب الدّنيا و الآخرة يؤتيهما مَن يُوالي آل محمدٍ و كان اللهِ لِأقوالِهِ سميعاً و بهِ بَصيراً ،
يا أيُّها الّذين آمَنوا باللهِ نَأمُرُكم أمراً وُجوبِيّاً قَطعيّاً كونوا قائِمينَ دَوماً بالعَدلِ و بِمَذهَبِ العَدلِيّونَ شيعةَ آل مُحمّدٍ (ص) وَ اعدِلوا في الحُكمِ والقَضاءِ والشَّهادَة ،
و كونوا شُهَدآءَ صِدقٍ لِلّهِ فَأدّوا الشَّهادَةَ بالصِّدقِ و لَو عليٰ أنفُسِكُم كما قالَ عليٌّ (ع) قُلِ الحَقَّ و لَو عليٰ نَفسِك ،
و كونوا شُهَدآءَ صِدقٍ لِلّهِ و لَو عليٰ الوالِدَيْن و عليٰ الأقرَبينَ و الأرحامِ سواءً كانوا أغنِياءَ أو فُقَراءَ فلا تُلاحِظوا حالهما حينَ الشَّهادَةِ فاللهُ أوليٰ مِنهُما في اللِّحاظ و المُراعاة ،
فلا تَتَّبِعوا هَويٰ النَّفسِ الأمّارَةِ بالسّوءِ فَتَمنَعُكُم أن تَعدِلوا في الشَّهادَةِ والحُكمِ و إن تَلووا و تُحرِّفوها أو تُعرِضوا عَن أدائِها فإنَّ اللهَ كانَ بما تعمَلونَ خبيراً فيُعاقِبُكم ،
يا أيّها الّذين آمَنوا ظاهِراً آمِنوا واقِعاً باللهِ و رَسولِهِ مُحمّدٍ و القُرآنِ الّذي نُزِّلَ عليٰ مُحمّدٍ (ص) يأمُرُكُم بِمُوالاةِ أهل بَيْتِهِ (ع) و المَوَدَّةَ في قُرباهُ فآمنوا بِوِلايتهم ،
و آمِنوا بالإنجيلِ الّذي اُنزِلَ مِن قَبلُ عليٰ عيسيٰ يأمُرُ بِمُوالاةِ مُحمّدٍ و آل محمدٍ (ص) و مَن يكفُر باللهِ و مَلائِكَتِهِ و كُتُبِهِ و أنبياءِهِ و المَعادِ فَقَد ضَلَّ عن الحَقِّ ضَلالاً بَعيداً عَنِ الهِدايَةِ
بالتأكيدِ إنَّ الّذين أظهَروا الإيمانَ بِلسانِهِم ثُمَّ كفَروا بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آلِهِ (ص) بِقُلوبِهم ثُمَّ آمَنوا بِوِلايَتِهِم ظاهِراً في غَديرِ خُمٍّ ثُمَّ كفَروا بِوِلايَتِهم في قُلوبِهم وازدادُوا كُفراً بَعدَ موتِ النّبيِّ (ص) فَغَصِبوا الخِلافَةَ مِنهُم لم يَكُنِ اللهُ لِيَغفِرَ لهُم أبَداً ،
و لم يَكُنِ اللهُ لِيَهديهِم إليٰ وِلايَةِ آل محمّدٍ (ص) سَبيلاً لِأنّهم نَكَثوا بَيْعَةَ عليٍّ بِغَديرِ خُمٍّ وازدادُوا كُفراً بِغَصبِ حَقِّهِ في الخِلافَة ،
فيا رَسولَ الله بَشِّرِ هؤلاءِ المُنافقينَ أتباع الّذين ازدادُوا كُفراً بِمُعاداةِ أهل بَيتِكَ (ع) بِأنَّ لهُم يوم القيامَةِ عذاباً أليماً في سَقَر ،
هؤلاءِ المُنافِقينَ الّذين يَتَّخِذونَ الكافِرينَ بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) أولياءَ لَهُم و خُلَفاءَ و حُكّاماً مِن دونِ المُؤمِنينَ و أمير المُؤمنين (ع) ،
و نَسألُ هؤلاءِ إستنكاراً هَل يَبتَغونَ عِندَ الكافِرينَ بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) ألعِزَّةَ في الدُّنيا ؟ بَل لا يَنالونَ سِويٰ الذِّلّةِ منهُم فَإنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جميعاً في الدّنيا و الآخِره ،
و قَد نَزَّل عليكُمُ اللهُ في القرآنِ أيّها المُسلِمون أن إذا سَمِعتُم آيات اللهِ النّازِلَة بِشأنِ آل محمدٍ (ص) يُكفَر بِها أو يُستَهزَءُ بِها فَيُسَبُّ عليٌّ (ع) فلا تَقعُدوا مَعَ المُنافِقين ،
فَيَجِبُ عليكُم أن تَقوموا و تَخرُجوا مِن مَجلِسٍ يُذكَرُ فيهِ آل محمدٍ (ص) بِسوءٍ و لا تُجالِسوهُم حتّيٰ يَخوضوا في حديثٍ غيرهِ و إلاّ فإنّكم إذاً مِثلهُم مُنافِقون ،
بالتأكيدِ إنَّ اللهَ سيَجمَعُ المُنافِقينَ المُناوِئينَ لِآلِ محمّدٍ (ص) مَعَ الكافِرينَ المُشرِكينَ في جَهنَّم جميعاً في قَعرِ الجَحيم ،
و المُنافِقونَ هُمُ الّذين يَنتَظِرونَ بِكُم سوءاً و هَزيمَةً فإن كانَ لكُم فَتحٌ في الجِهادِ مِنَ اللهِ الفَتّاحِ قالوا لَكُم ألَم نَكُن مَعَكُم مُؤمِنينَ فَشارِكونا في الغَنائِم ،
و إن كانَ لِلكافرينَ نَصيبٌ مِنَ الغَلَبَةِ عليكُم قالوا لَهُم ألَم نَستُر عليكُم و نُظَلِّل عليكُم و نَصونَكُم مِنَ المُؤمِنينَ و نَمنَعكُم مِن أذيٰ المُؤمِنينَ فَأعطونا حَقّنا مِنَ الأموال ،
فَاعلَموا أنَّ اللهَ سيَحكُمُ بَينَكُم يا أتباعَ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) و بَيْنَ المُنافِقينَ أعداءَ مُحمّدِ و آلِهِ (ص) يومَ القِيامَةِ فيُدخِلُكُم الجَنّةَ و يُدخِلُهُمُ النّار الجَحيم ،
واعلَموا أنَّ اللهَ لَن يَجعَلَ أبَداً لِلكافِرينَ بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) عليٰ المُؤمِنينَ مِن شيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ (ع) سَبيلاً لِلوِلايَةِ التَّشريعيَّةِ أو التّكوينيّه ،
إنَّ المُنافِقينَ يَظُنّونَ أنّهم يُخادِعونَ الله كَذِبوا لَعَنَهُمُ اللهُ بَلِ اللهُ هو خادِعُهُم بِأن يُمهِلُهُم فيَغتَرّوا حتّيٰ يَهلكوا و هُم إذا قاموا إليٰ الصَّلاةِ مَعَكُم قاموا مُتكاسِلينَ عَنها ،
و كُلّ أعمالِهِم و عباداتِهِم ليسَت لِلّه بَل يُراءونَ النّاسَ و يَتظاهَرونَ رِيآءً بالصَّلاحِ حتّيٰ يَثِقَ بِهِمُ النّاسُ و لا يَذكرونَ اللهَ إلاّ قليلاً نادِراً كي يُمَوِّهوا و يَستُروا نِفاقَهُم ،
مُتَردِّدينَ بين الكُفر و الإيمانِ و بَيْنَ الشِّركِ و الإسلامِ لا ينَحازونَ تَماماً إليٰ هؤلاءِ الكُفّار حتّيٰ يُحكَمُ عليهِم بالكُفر و لا إليٰ هؤلاءِ المُؤمِنينَ تَماماً ،
و مَن يَدَعَهُ اللهُ في ضَلالَتِهِ فلا يَهديهِ فَهُوَ يَثبُتُ في نِفاقِهِ فَلَن تَجِدَ يا حبيبي لهُ سبيلاً إليٰ الهِدايَةِ و طريقاً إليٰ الوِلايَة ،
يا أيّها الّذين آمَنوا بِوِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) لا تَتَّخِذوا الكافرينَ بِوِلايَتِهِم وُلاةً و حُكّاماً و خُلَفاءَ و مُلوكاً مِن دونِ المُؤمنينَ مِن شيعَةِ أميرِ المُؤمِنين (ع) ،
نَسألكُم مُحذِّرينَ أتُريدونَ باتِّخاذِكُم وِلايَةَ وُلاةِ الجَوْر أن تَجعَلوا لِلّهِ عليكُم بُرهاناً واضِحاً يُؤاخِذُكُم عليهِ و يُحاسِبُكُم و يُعاقِبُكُم و يُعَذِّبُكُم بهِ ؟
بالتأكيدِ إنَّ المُنافِقينَ المُناوِئينَ لِآلِ محمّدٍ (ص) في الدَّركِ الأسفَلِ و القَعرِ مِنَ نارِ جَهنَّم و لَن تَجِدَ لهُم نَصيراً يومَئِذٍ و لا شَفيعاً ،
إلاّ الّذين تابُوا مِنهُم و تَشَيَّعوا لِآلِ محمّدٍ (ص) و اعتَصَموا باللهِ بالتَّمَسُّكِ بِوِلايَتِهِم و أخلَصوا دينَهُم لِلّهِ و تَبرّؤا مِن خُلَفاءِ الجَوْرِ و وُلاةِ الظُّلم ،
فأولـٰئكَ التّائِبون كالحُرِّ بنَ يَزيدَ الرِّياحي وَ مُعاوية بن يَزيد بن مُعاوية التّائِب فَهُم مَعَ المُؤمِنينَ مِن شيعةِ أمير المُؤمنين (ع) و سوفَ يُؤتِ اللهُ المُؤمنينَ يوم القيامةِ أجراً عظيماً في الجَنّةِ ،
و نَستَفهِمُ نَفياً ماذا يَفعَلِ اللهُ بِعَذابِكُم إن أنتُم شَكرتُم نِعمَةَ وِلايَة آل مُحمّدٍ (ص) و آمَنتُم بِوِلايَتِهِم ؟ بَديهيٌّ أنَّهُ لا يُعذِّبكُم حينئِذٍ و كانَ اللهُ شاكِراً لَكُم إيمانكم عَليماً بِوِلاءِكُم ،
يَبغَضُ اللهُ السَّبابَ و الشَّتمَ و لا يُحِبُّ الإجهارَ بِهما و الفُحشَ و البِذاءَةَ في القَولِ فيُعاقِبُ عليها إلاّ مَن ظُلِمَ فَتَظَلَّمَ منَ الظّالِمِ فَلا عِقابَ عليهِ و كان اللهُ سميعاً بالأقوالِ عليماً بالأحوال ،
إن تُعلِنوا خَيراً مِن لَعنِ الظّالِمينَ وَ سَبِّهِم و إن تُخفوهُ و لا تَجهروا بِهِ أو تَسكتُوا عَنِ السّابِّ لَكُم و الشّاتِمِ وَ تَعفوا و تَصفَحوا فإنَّ اللهَ كانَ بِكُم عَفُوّاً قَديراً عليهِ ،
إنَّ الّذين يكفرونَ باللهِ و رُسُلِهِ بِتَركِهِم ولايةَ آل مُحمّدٍ (ص) و يُريدون أن يُفَرِّقوا في الوِلاءِ بَيْنَ اللهِ و رُسُلِهِ و هُوَ مِن المَحالاتِ العَقلِيَّةِ و المَنطِقيَّةِ
و يقولونَ نُؤمِنُ بِبَعضِ القُرآنِ و نَكفُرُ بالبَعضِ الآخرَ النّازِلِ بِشَأنِ عليٍّ و أهل البيت (ع) و يُريدون أن يَتَّخِذوا بَيْنَ الإيمانِ و الكُفرِ مَذهباً ،
أولئِكَ المُنافِقونَ هُمُ الكافِرونَ حَقّاً باللهِ و رُسُلِهِ والقُرآن فلا إسلامَ إلاّ بِوِلايَةِ آل محمدٍ (ص) و أعتَدنا لِلكافِرينَ بِوِلايَتِهِم عذاباً يُهينُهم يوم القِيامَه ،
يسألُكَ أهل التّوراةِ منَ اليَهودِ أن تُنَزِّل عليهِم كِتاباً مِنَ السّمآءِ بالعبرانِيَّةِ خاصّاً بِهِم فَقَد سألوا موسيٰ أكبَرَ من ذلكَ فلا تَعجَب منهُم يا حبيبي لِحِماقَتِهِم ،
فقالوا لِموسيٰ أرِنا اللهَ جهاراً لا مُجَرَّدِ كلامِهِ نَسمَعُهُ منَ الطُّورِ بَل نُشاهِدُهُ ،
مَعَ أنّه ليسَ بِجِسمٍ و لا يُريٰ فلَمّا حَضَروا لِلميقاتِ أخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُ فأهلَكَتهُم بِظُلمِهِم في سُؤالِهِم ،
ثُمّ إنَّ بَني إسرائيلَ اتَّخَذوا العِجلَ و تَركوا هارونَ خليفة موسيٰ فعَبَدوا العِجلَ واتَّبَعوا السّامِريّ مِن بعدِ ما جآءَتهُمُ الدَّلائِلُ الواضِحَةُ عليٰ خِلافَتِهِ فكذلِكَ هؤلاءِ سَيَتَّبِعونَ العِجلَ و يَتركونَ عليّاً (ع) ،
و معذلكَ كُلِّهِ فنَحنُ عَفَونا عن ذنبِهِم ذلك و آتينا موسيٰ عليهِم حُكماً و قُوَّةً و رِئاسَةً وَ وِلايَةً و سلطنةً ظاهِرةً ،
و هَدّدناهُم فَرَفعنا فَوقَ رؤسِهم جَبَلَ الطّور كأنّهُ واقِعٌ عليهِم إذ طَلِبوا ذلكَ في ميثاقِهم لِلمُناجاةِ ثُمَّ أمرناهُم و قُلنا لهُم ادخُلوا بابَ بَيْت المَقدِس سُجّداً لله لا للعِجل ،
و قُلنا لِبَني إسرائيلَ لا تَعتَدوا عليٰ الأسماكِ في السَّبتِ و أخَذنا منهُم ميثاقاً غليظاً عليٰ ذلكَ فَأعطَوُا المَواثيقَ المُغَلَّظةَ ،
فَلَعنّاهُم بِسَبَبِ نَقضِهم ميثاقَهُم و كُفرهِم بِهارونَ و بآياتِ التّوراةِ و مَعاجِز موسيٰ و بِسَبَبِ قَتلِهِمْ أنبِياءَ بَني إسرائيلَ ظُلماً و عُدواناً بِغَير حَقٍّ ،
و بِسَبَبِ قَولِهم لِموسيٰ و هارونَ إنَّ قلوبَنا قاسِيَةٌ لا نَفهَمُ ما تَقولُ و ليسَ كذلك فَهُم يَفهَمونَ و لكِن طَبَعَ اللهُ و خَتَمَ عليها بِقساوَةِ كُفرِهِم فلا يُؤمِنونَ لِهارونَ إلاّ قليلاً مِنهُم ،
وَ لَعنّاهُم بِسَبَبِ كُفرهِم و قَولِهم عليٰ مَريَم بِنت عِمرانَ أنّها بَغَت و زَنَت مَعَ حبيبِ النَّجارِ بُهتاناً و إتّهاماً باطِلاً عظيماً عِندَ الله ،
و لَعنّاهُم بِسَبَبِ قَولِهم إنّا قَتَلنا المَسيحَ عيسيٰ بنَ مَريَمَ رسولَ اللهِ عِندَ هُجوماً عليه فَصَلبناهُ عليٰ الخَشَبه ،
وَ ما قَتَلوا عيسيٰ بنَ مَريَمَ حينما قَتَلوا و ما صَلَبوهُ حينما صَلَبوا و لكِن شُبِّهَ لَهُم بَدَلُهُ حوارِيِّهِ الّذي يَشبَهُهُ فَخالوهُ عيسيٰ (ع) ،
و إنَّ الّذين هَجَموا عليهِ لِيَقتُلوهُ اختَلَفوا في حَوارِيِّهِ هَل هُوَ أم لا و إنّهُم كانوا لَفي شَكٍّ مِن أنَّهُ عيسيٰ نَفسهُ و لم يَكُن لهُم يَقينٌ عليهِ و ما كانَ مِنهُم إلاّ اتِّباعَ الظَنِّ بهِ ،
و ما قَتَلوا عيسيٰ يَقيناً ، و قَطعاً إنّهُ ليسَ بِمَقتولٍ بَل هُوَ حَيٌّ يُرزَق رَفَعَهُ اللهُ إليٰ السَّماءِ الرّابِعَةِ و سَيَنزِلُ و يُصلّي خَلفَ المَهديِّ (ع) في الأقصيٰ وَ كانَ اللهُ عزيزاً حكيماً في ذلك ،
وَ حينما يَنزِلُ مِنَ السّمآءِ و يُصلّي خَلفَ المَهديّ (ع) في بَيْتِ المَقدِسِ فَكَمْ مِن أهلِ الكِتابِ مِنَ النَّصاريٰ سَيُؤمِنونَ بهِ حَتماً قَبَلَ أن يَموتَ فَيَدفَنُهُ المَهديُّ (ع) ،
و سيَأتي عيسيٰ يوم القيامَةِ و يكونُ عليٰ أتباعِهِ شاهِداً عندَ اللهِ أنّهُم آمَنوا بِوَسيلَتِهِ بِمُحمّدٍ و آلِهِ والمَهديّ (ع) ،
فَبِظُلمٍ مِنَ اليَهود لِأنبياءِ بَني إسرائيلَ حَرَّمنا عليهِم طَيِّباتٍ اُحِلَّت سابِقاً لهُم كَكُلِّ ذي ظِفرٍ و الشُّحوم و غيرها و بِسَبَبِ صَدِّهِم عَن دينِ الإسلامِ كثيراً من النّاس ،
و بِسَبَبِ أخذِهِمُ الرِّبا المُحرَّمَةَ و قد نُهوا عَن أخذه في التّوراةِ و القُرآنِ و بِسَبَبِ أكلِهِم أموالَ النّاسِ بالباطِلِ والرِّشوَةِ ،
و أعتَدنا و أعدَدنا و هَيَّأنا لِلكافِرينَ بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) مِن أهل الكِتابِ عذاباً مُؤلِماً لهُم يوم القيامَةِ في جحيمٍ و سَقَر ،
لكِنِ الثّابِتونَ في العِلمِ مِن أهل الكِتابِ كسلمانِ المُحمّديّ و النَّجاشيِّ و المُؤمِنونَ بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) يُؤمِنونَ بما اُنزِلَ إليكَ يا مُحمّد (ص) في القرآنِ بِشَأنِ عليٍّ (ع) وَ ما اُنزِلَ مِن قَبلِكَ في التَّوراةِ و الإنجيلِ بِشَأنِهِ .
و أولئِكَ المُقيمينَ لِلصَّلاةِ مَعَ عليٍّ (ع) و المُؤتونَ الزَّكاةَ لِلمُوالينَ لَهُ و المُؤمِنونَ باللهِ و المَعادِ يومَ الآخِر أولئكَ سَنُعطيهِم أجرا عظيماً في الجِنان مُجاوِرَةَ مَواليهم فيها ،
فإن كانَ اليَهودُ يَسألونَكَ أن تُنَزِّل عليهِم كِتاباً فإنّا أوحَيْنا إليكَ القُرآنَ كما أوحَيْنا إليٰ نوحٍ الصُّحُفَ و إليٰ النَّبيّينَ مِن بَعدِهِ الزَّبورَ والتَّوراةَ و الإنجيلَ والألواح ،
و لا فَرقَ بَيْنَ وَحيِنا لَكَ و ما أوْحَيناهُ إليٰ إبراهيمَ و إسماعيلَ و إسحاقَ وَ لَدَيْهِ و يَعقوبَ بن إسحاق و أسباطِ بَني إسرائيلَ و عيسيٰ بن مَريَمَ و أيّوبَ و يُونُسُ و هارونَ و سُليمانَ بن داوُدَ و آتينا داوُدَ الزَّبور ،
و أرسَلنا رُسُلاً قَد قَصَصناهُم عليكَ كهُودٍ و صالِحٍ و يَحييٰ و زَكرّيا مِن قَبلُ في القرآنِ و رُسُلاً لَم نَقصُصهُم عليكَ بَعدُ فيهِ و كَلَّمَ اللهُ موسيٰ تَكليماً في الطّور ،
وَ كُلُّ أولـٰئِكَ أرسَلناهُم رُسُلاً مُبَشِّرينَ بِمَجيئِكَ وَ وِلايَتِكَ وَ وِلايَةِ أهل بَيْتِكَ و مُنذِرينَ النّاسَ و أتباعَهُم عَن تَركِ وِلايَتِكُم ،
لِكي لا يكونَ لِلنّاسِ عليٰ اللهِ حُجّةٌ و عُذرٌ في تَركِ وِلايَتِكُم بَعدَ إرسالِ الرُّسُلِ فيَقولوا ما كُنّا بِهذا عالِمينَ و كانَ اللهُ عزيزاً في حُكمِهِ حكيماً في صُنعِهِ ،
لكنِ اللهُ أتَمَّ الحُجَّةَ عليٰ النّاسِ كافَّةً و هو يَشهَدُ صِدقاً و عَدلاً بِما أنزل إليكَ في عليٍّ (ع) و قَد أنزَلَهُ بِعِلمِهِ بِأفضَليَّتِهِ عليٰ الخَلائِقِ بَعدَك ،
والمَلائِكَةُ يَشهَدونَ مَعَ اللهِ عليٰ إتمامِ الحُجَّةِ عليٰ النّاسِ بِشَأنِ وِلايَةِ عليٍّ و آل محمّدٍ (ص) و كفيٰ باللهِ شَهيداً عليٰ النّاسِ يُحاسِبُهُم عليهم ،
إنَّ الذينَ كفَروا بِوِلايَةِ آل محمّدٍ (ص) و مَنَعوا النّاسَ عن سبيلِ اللهِ وِلايَةِ آل محمدٍ (ص) قَد ضَلّوا هُم عَنِ الهِدايَةِ و السَّعادَةِ ضَلالاً بَعيداً لا يَهتَدونَ أبَداً ،
بالتّأكيد إنَّ الّذين كفروا بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) و ظَلَموا حَقَّ آل مُحمّدٍ (ص) و ظَلَموا شيعَتَهُم لم يَكُنِ اللهُ لِيَغفِرَ لهُم أبَداً و لا لِيَهديهِم إليٰ الحَقّ وَ طريقاً إليٰ الجَنَّة ،
و لا يَهتَدونَ إليٰ طريقٍ إلاّ طريقَ جَهنّمَ و سيَخلُدونَ فيها بَعدَ دُخولِها إليٰ الأبَد و حتّيٰ السَّرمَد و كانَ ذلِكَ عليٰ اللهِ سَهلاً يَسيراً يُجازيهِم بِهِ ،
يا أيّها النّاسُ إعلَموا أنّهُ قد جاءَكُم الرّسولُ مُحمّدٌ (ص) بالحَقِّ مِن رَبِّكم يأمُرُكُم بِوِلايَةِ عليٍّ و أهل بَيْتِهِ (ع) فآمِنوا بِوِلايَتِهِم يكونُ خَيْراً لكُم في الدُّنيا و الآخِره ،
و إن تَكفُروا أيّها النّاسُ بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) فَإنّ اللهَ غَنيٌّ عنكُم لايَحتاجُ إليكُم فَلِلّهِ مِلكيَّةُ ما في السّماواتِ و الأرضِ عليٰ الحَقيقَةِ وَلاّها لِعَليٍّ (ع) و كانَ اللهُ عليماً حكيماً بِأحوالِكُم ،
يا أيّها النَّصاريٰ أهلَ الإنجيلِ لا تُغالوا في عيسيٰ فَتَغلوا في دينِكم و لا تَقولوا عليٰ اللهِ الّذي لم يَلِد و لَم يُولَدُ إلاّ الحَقّ و دَعوا الباطِلَ ،
فلَيسَ المَسيحُ عيسيٰ بن مريَمَ إلاّ رسولُ اللهِ فَقَط و كَلِمَتُهُ الّتي ألقاها بِنَفخَةِ جَبرَئيلَ إليٰ رَحِمِ مَريَمَ و روحُ اللهِ مِن نَفخَتِهِ حينما تَمثَّلَ لها بَشَراً سَوّياً فنفخ في جيبها ،
فآمِنوا باللهِ خالِقُ عيسيٰ و رُسُلِ اللهِ كعيسيٰ و مُحمّد (ص) و لا تَقولوا : إنّ الآلِهَةَ ثَلاثَةٌ ألأبُ و الإبنُ و روحُ القُدُس إنتَهوا مِن هذا القَوْل يكونُ خَيراً لكُم في الدّنيا و الآخرة ،
فالاُلوهِيَّةُ مُنحَصِرَةٌ في اللهِ تَعاليٰ خالِقُ الخَلقِ وَحدَهُ فَهُوَ إلـٰهٌ واحِدٌ لا أكثَر تَقَدَّسَ و تَنَزَّهَ أن يكونَ لَهُ وَلَدٌ لا عَزيزٌ لا و لا ابنُ مَريَمٍ ،
فَلِلّهِ المِلكيَّةُ التّامَّةُ الحَقيقيَّةُ لِما في السّماواتِ و الأرضِ مِن مَخلوقٍ حتّيٰ عيسيٰ و كفيٰ باللهِ وكيلاً عليٰ خَلقِهِ يُراقِبُهُم ،
فَأبداً لَن يَأنَف عيسيٰ بن مريَمَ المَسيحُ أن يُدعيٰ عَبداً لِلّهِ و يَستَنكِفُ أن يُدعيٰ وَلَداً لَهُ و كذا المَلائِكةُ المُقَرَّبونَ لا يَستَنكِفونَ أن يكونوا عِباداً لِلّهِ ،
و مَن يَستَنكِف عَن عِبادَةِ اللهِ و طاعَتِهِ و يأنَف و يَستَكبِر عليٰ اللهِ و يَطغيٰ مِنَ الخَلقِ فَسَيحشُرُهم اللهُ إليه جميعاً فيُحاسِبُهُم ،
فعندئذٍ فَأمّا الذين آمَنوا باللهِ و بِولايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) و عملوا الصّالِحاتِ فيُوفّيهِم ويُوصِلُهُم اُجورَ أعمالِهم و ثَوابَها و يَزيدَهُم مِن الثّوابِ مِن فَضلِهِ ،
و أمّا الّذين استَنكَفوا واستَكبَروا و لم يُؤمِنوا باللهِ و بِمُحمدٍ و آلِهِ (ع) فيُعَذِّبهُمُ اللهُ عَذاباً مُؤلِماً في جَهنَّم و لا يَجِدونَ لهُم مِن دونِ الله وليّاً مِن وُلاةِ الجَوْرِ و لا نَصيراً يَنصُرُهم مِن عَذابِه ،
يا أيّها النّاسُ جميعاً إعلَموا قَد جاءَكُم بُرهانٌ و حُجّةٌ مِن رَبِّكُم بِشَأنِ وِلايَةِ آل محمدٍ (ع) و أنزَلنا إليكُم فيهم نُوراً واضِحاً بَيِّناً هو القرآن ،
فَأمّا الّذين آمَنوا باللهِ و بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آلِهِ (ع) واعتَصَموا و تَمَسَّكوا بالثَّقَلَيْن فسيُدخِلهُم اللهُ في رَحمةٍ منهُ و فَضلٍ مَعَ آل محمدٍ (ص) في الجَنّةِ و يَهديهِم إليهِ صِراطاً مُستقيماً هُوَ صِراطُ عليٍّ (ع) .
يَستَفتونكَ و يَسألونَكَ أن تُفتي بِحُكمِ الله في مَواريثِ الكَلالَةِ قُل لهُم إنَّ اللهَ هُوَ يَحكُمُ في إرثِ الكَلالَةِ الأخوَةِ و الأخَواتِ مِنَ الاُمِّ أوِ الأبْ ،
فَقُل : إنِ امرِءٌ ماتَ و ليسَ لَهُ وَلَدٌ يَرِثُهُ و لهُ كَلالَةٌ اُختٌ فَلَها نِصفُ ما تَرَكَ والنِّصفُ الآخرَ لِلطَّبَقةِ الّتي تَليها و كذلكَ إن ماتَت هِيَ و ليسَ لَها وَلَدٌ فَهُوَ يَرِثُها كُلّ المالِ إن لَم يَكُن لَها وَلَدٌ ،
و إن كانَتا الكَلالَةُ اُختانِ إثنَتانِ فَلَهُما الثُّلُثانِ لِكُلِّ واحِدَةٍ ثُلثٌ و الثُّلث الآخَر لِسائِرِ الوَرَثَةِ مِمّا تَرَك ،
و إن كانَتِ الكَلالَةُ إخوَةٌ و أخَواتٌ مَعاً رِجالاً و نِسآءً فَيَرِثونَ جميعاً المالَ لِلذَّكَرِ منهُم ضِعفُ حَظِّ الاُنثيٰ وَ مِثلُ اُنثَيَيْن ،
يُبَيِّنُ اللهُ حُكمَهُ في المَواريثِ لَكُم صيانَةً أن تَضِلّوا عَنِ الحَقِّ و العَدلِ فَتَمنَعوا الميراثَ أهلَهُ واللهُ بِكُلِّ شَييءٍ شَرَّعَهُ عليمٌ ،
نشر في الصفحات 1342-1273 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی