سورة النَّصر
2017-02-22
سورة الفَتحْ
2017-04-13

(59)
سورة النِّسآء

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بإِسمِ ذاتِيَ الخالِقِ لِجَميعِ الخَلْقِ المُصَوِّرِ لِلخَلائِقِ و بِإسمِ رحمانِيَّتيَ‌ الواسِعَةِ الشّامِلَةِ لِكُلّ الخَلائِقِ و رحيميَّتيَ الخاصَّةِ بأَشرَفِها اُوحي إليكَ :

(‌ يا أيّها النّاسُ اتَّقوا رَبّكُم الّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ و خَلَقَ مِنها زَوجَها )

يا أيُّها البَشَر خافُوا اللهَ و أطيعوهُ فهُوَ ربّكُم الّذي خَلَقكُم مِن آدَم أبيكم و هو نَفسٌ واحِدَةٌ خَلَقها مِن طينٍ و خَلَقَ مِن طينَتِهِ زَوجَها حَوّاءَ اُمّكُم ،

(‌ و بَثَّ مِنهُما رِجالاً كثيراً‌ و نِسآءً واتَّقوا اللهَ الّذي تَسآءَ‌لونَ بهِ و الأرحام )

و نَشَرَ ‌في الأرضِ مِن نَسلِهِما رِجالاً و نِساءً كثيرونَ واخشَوا عذابَ اللهِ الّذي تَساءَلونَ بهِ في القَبرِ و عندَ الحِسابِ و الصِّراطِ مِن رَبِّكم بهِ و تَساءَلونَ عَن أئِمَّتِكم أهل البيت (ع) أرحامَ نَبيِّكم (ص) ،

(‌ إنَّ اللهَ كانَ عليكُم رَقيباً )

بالتأكيد والقَطعِ واليَقينِ إنَّ اللهَ يكونُ دائِماً‌ عليكُم رقيباً يُراقِبُكُم كَيْفَ تُعامِلونَ رَحِمَ نَبيِّكُم هل تُوالونَهُم أو تُعادونَهُم فيُحاسِبُكُم بهِ ،

( و آتوا اليَتاميٰ أموالَهُم و لا تَتَبَدّلوا الخبيثَ بالطَيِّب )

واعطُوا يتاميٰ رسول اللهِ (ص) و يَتاميٰ آل محمّدٍ (ص) و شيعَتِهم أموالَهُم كَفَدَكٍ‌ و الخُمسِ وَ غيرها وَ لا تَتَبدَّلوا الشَّخصَ الخَبيثَ خليفةً‌ بَدَلَ الطَيِّب عليّ بن أبي طالِب (ع) ،

( و لا تأكُلوا أموالَهُم إلي أموالِكُم إنّهُ كان حُوباً كبيراً )

و لا تأكلوا أموالَ آل محمّدٍ (ص) و يَتاميٰ شيعَتِهم مَعَ أموالِكم غَصباً و ظُلماً ‌و عُدواناً إنَّ أكلَ أموالِهم كانَ إثماً كبيراً شَرعاً و عَقلاً‌ وَ وِجداناً ،

(‌ و إن خِفتُم ألاّ تُقسِطوا في اليَتاميٰ فانكِحوا ما طابَ لكُم مِنَ النِّساءِ مَثنيٰ و ثُلاثَ و رُباع )

و إن خِفتُم أن لا تعدِلوا في حَقِّ تربِيَةِ اليَتاميٰ إن بَقَوا مَحرومينَ مِن عواطِفِ الاُمومَةِ فَتَزوَّجوا لِذلكَ ما يَطيبُ لكم مِن النِّساءِ يَكُنَّ اُمَّهاتٍ لهُم إثنان أو ثَلاثَةٍ أو أربَعَةٍ ،

(‌ فإن خِفتُم ألاّ تَعدِلوا فَواحِدَةً أو ما مَلَكت أيْمانُكم ذلكَ أدنيٰ ألاّ تَعولوا )

و إن خِفتُم أن لا تَعدِلوا بَيْنَهُنَّ‌ في النَّفَقاتِ والمُضاجِعَةِ فانكِحوا واحِدَةً لا أكثَرَ أو استَخدِموا ما مَلَكَت أيْمانكم مِنَ الإماءِ ذلكَ أقرَبُ مِن أن لا تَجوروا ،

(‌ و آتوا النِساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحلَةً فإن طِبنَ لكُم عَن شييءٍ مِنهُ نَفساً فكُلوهُ هنيئاً مَريئاً )

و أعطوا النِّساءَ مُهورَهُنَّ مِنحَةً شرعيَّةً لهُنّ فلا تَأخُذوا مِن مِهورِهِنَّ شيئاً كَبِدْعَةِ عُمَر فإن هُنَّ طِبنَ لكُم عَن شييءٍ مِن مُهورَهُنَّ‌ نفساً فحينئذٍ كُلوهُ هنيئاً مَريئاً بِرُخصَتِهِنَّ ،

( ‌و لا تُؤتوا السُّفَهاءَ‌ أموالَكُم الّتي جَعَلَ اللهُ لكُم قِياماً )

أيّها الأولياءُ عليٰ الأيتامِ لا تُؤتُوا السُّفَهاءَ مِنَ اليَتاميٰ أموالَهُم الّتي تَحتَ وِلايَتِكُم الّتي جَعَلَ اللهُ لكُم التَّصَرُّفَ فيها قِياماً بِاُمورِهِم ،

( وارزُقوهُم فيها راكسوهُم و قولوا لهُم قولاً مَعروفا )

فَيَجِبُ عليكُم الإنفاقَ مِن أموالِهِم في مآكِلِهِم و مَطاعِمِهِم و مَشارِبِهم و مَلابِسِهم و إن طالَبوكُم بالأموال قُولوا لَهُم قَولاً لَيِّناً مَعروفاً و لا تَغضِبوا عَلَيهِم ،

(‌ وابتَلوا اليَتاميٰ حتّيٰ إذا بَلَغوا النِّكاحَ فإن آنَستُم مِنهُم رُشداً فادفَعوا إليهِم أموالَهُم )

واختَبِروا عُقولَ اليَتاميٰ حينَ بُلوغِهم سِنَّ البُلوغِ الشَّرعيّ فَإن أحسَستُم مِنهُم رُشداً في عُقولِهِم فادفَعوا إليهِم أموالَهُم و إلاّ فلا ،

( و لا تأكُلوها إسرافاً و بِداراً أن يَكبّروا )

و لا تَأكُلوا أموالَ اليَتاميٰ إسرافاً في الأكلِ و الإنفاق باستِعجالٍ و إسراعٍ خَشيَةَ أن يَكبُروا فَيَأخُذونَها ،

(‌ و مَن كانَ غَنيّاً فَليَستَعفِف و مَن كانَ فَقيراً‌ فَليأكُل بالمَعروفِ )

و مَن كانَ مِنَ الأولياءِ غَنيّاً فَليَستَعفِف و لا يَأكُل مِن أموالِ اليَتاميٰ مَعَ وِلايَتِهِ عليهِم و مَن كانَ فَقيراً فَليَأكُل مَعَهُم أكلاً بالمَعروفِ مِن دونِ إسرافٍ ،

( فإذا دَفَعتُم إليهِم أموالَهُم فَأشهِدوا عليهِم و كفيٰ باللهِ حَسيباً )

فإذا دَفَعتُم إليٰ اليَتاميٰ أموالَهُم عِندَ بلوغِهم سِنَّ الرُّشدِ فَأشهِدوا عليهِم شاهِدَيْنِ عَدلَيْنِ بالإستِسلام و كفيٰ باللهِ حَسيباً لَكُم يومَ القيامَه ،

( لِلرِّجالِ نَصيبٌ مِمّا تَركَ الوالِدانِ و الأقرَبونَ و لِلنّساءِ نَصيبٌ مِمّا تَرَكَ الوالِدانِ و الأقرَبون )

فقانونُ الإرثِ الإلـٰهيّ هو أنَّ لِلرّجالِ نَصيبٌ‌ مِمّا تَرَكَ الوالِدانِ و الأقربونَ مِن تَرَكةٍ و لِلنّساءِ نَصيبٌ مِمّا تَرَكَ الوالِدانِ و الأقرَبونَ سَواءً الأنبياءُ و غَيرِهِم فالأنبياءُ يُوَرِّثون ،

( مِمّا قَلَّ مِنهُ أو كَثُر نَصيباً مَفروضاً )

فَكُلّ وارثٍ يَرِثُ مِن تَرَكَةِ المَيِّتِ مِمّا قَلَّ مِنهُ أو كَثُرَ كَفَدكٍ و غَيرِها فَهُوَ إرثٌ لِلوارِثِ نَصيباً مُعيَّناً مَفروضاً مِنَ اللهِ لا يُنسَخ ،

( و إذا حَضَرَ لقِسمَةَ اُلُوا القُربيٰ و اليَتاميٰ و المساكينُ فارزُقوهُم مِنهُ و قولوا لَهُم قَولاً مَعروفاً )

و إذا حَضَرَ حينَ تَقسيمِ الميراثِ عِندَكُمُ الأرحامُ و الأقرِباءُ و اليَتاميٰ و الفُقَراءُ فأطعِموهُم أو تَصَدّقوا عليهِم بِمُدٍّ و قولوا لهُم قَولاً جَميلاً مِنَ الدُّعاءِ ،

( ‌و ليَخشَ الّذينَ لو تَرَكوا مِن خَلفِهِم ذُريّةً ضِعافاً خافوا عليهِم فليَتَّقوا اللهَ و ليقولوا قَولاً سَديداً )

وليَحذَرِ الذينَ يُوصونَ بالثُّلثِ لِغَيرِ الوَرَثَةِ لو تَرَكُوا مِن خَلفِهِم بَعدَ مَوتِهم ذُرِّيَةً فُقَراءَ ضِعافاً و صِغاراً يَخافونَ عليهِمُ الضِّياع و الفَقرَ فليَتَّقوا اللهَ و ليُوصوا بالثُّلثِ لهُم وليَقولوا قَولاً صَواباً بالتَّصدُّقِ عليهِم

( إنَّ الَّذين يَأكلونَ أموالَ اليَتاميٰ ظُلماً إنّما يَأكلونَ في بطونِهم ناراً و سَيَصلَوْنَ سَعيراً )

بالتأكيدِ اليَقينيّ إنَّ الّذين يَغصِبونَ و يأكلونَ أموالَ يَتاميٰ آلََ مُحمّدٍ (ص) و شيعَتِهم ظُلماً و عُدواناً إنّما يَأكلونَ ما سَيَنقَلِبُ في بطونِهم ناراً و سَيَنالونَ سَعيراً في جَهنَّم ،

( يُوصيكُمُ اللهُ في أولادِكُم لِلذَّكَرِ مِثل حَظِّ الاُنثَيَيْن )

يأمُرُكُم اللهُ أمراً وُجوبِيّاً فَرضاً في سِهامِ وَرَثَتِكُم مِنَ الإرثِ لِلأولادِ فَلِلذَّكَرِ منهُم مِثلَ حَظِّ إثنَتانِ مِنَ الإناثِ فالأَخُ كَاُختَيْن ،

(‌ فَإِن كُنَّ نساء فوقَ اثنَتَينِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَك )

فَإن كُنَّ بَناتُ المَيِّتِ أكثَرُ مِن إثنَتَيْن ثَلاثَةً أو أكثَر فَلَهُنَّ بالإشتراكِ الثُّلثَيْن مِنَ التَّرَكَةِ عليٰ التَّساوي و لِلمَيِّتِ الثُّلثُ ،

( و إن كانَت واحِدَةً فَلَها النِّصفُ و لِأبوَيْهِ لِكُلِّ واحدٍ منهُما السُّدُس مِمّا تَرَكَ إن كانَ لهُ وَلَدٌ )

و إن كانَتِ البِنتُ لِلمَيِِّت واحِدَةً فَقَط فَلَها النِّصفُ مِنَ التَّرَكَةِ و لأَِبَوَي المَيِّتِ‌ لِكُلِّ واحدٍ مِنهُما السُّدُسُ مِمّا تَرَكَ إن كانَ لهُ بِنت ،

( فإن لم يكُن لهُ‌ وَلَدٌ و وَرِثَهُ أبواهُ فَلِاُمِّهِ الثُّلث )

فَإن ماتَ و لم يكُن لهُ‌ وَلَدٌ لا ذَكَرٌ و لا اُنثيٰ وَ وَرِثَهُ أبَواهُ فَلِاُمّهِ الثُّلُثُ مِنَ التَّرِكَة ، التركةِ‌ والباقي لِلآب .

(‌ و إن كانَ لَهُ إخوَةٌ فَلِاُمِّهِ السُّدُس )

و إن ماتَ المَيِّتُ و كانَ لهُ إخوَةٌ و ليس لهُ أولادٌ فَلِاُمِّهِ السُّدُس و الباقي لِلأخوة ،

(‌ مِن بَعدِ وَصيَّةٍ يُوصي بِها أو دَيْنٍ )

و تَقسيمُ التَّرَكَةِ عليٰ الوُرّاثِ يَجِبُ أن يكونَ بَعدَ إنفاذَ وصِيَّةٍ أوصيٰ بِها المَيِّتُ لِأحدٍ أو يُوصي بِأداءَ دَيْنٍ‌ لِأحدٍ‌ ،

( آباؤكم و أبناءُكم لا تَدرونَ أيُّهم أقرَبُ لكم نَفعاً فريضةً مِنَ اللهِ‌ إنّ اللهَ كانَ عليماً حكيماً )

هذهِ الفُروضُ و السِّهامُ‌ حَسَب المَصالِحِ الإلـٰهيّةِ فإنّكم لا تَدرونَ أيَّ واحدٍ مِن آباءِكُم أو أبناءِكُم أقرَبُ نَفعاً لكُم فهذِهِ فريضةٌ مِنَ اللهِ إنَّ اللهَ كانَ عليماً حكيماً بِمَصالِحِكُم ،

(‌ و لَكُم نِصفُ ما تَرَكَ أزواجَكم إن لَم يَكُن لَهُنَّ وَلَدٌ )

و أمّا ميراثُ الزَّوجِ مِن زَوجَتِهِ فَلَكُم أيّها الرِّجالُ نِصفُ ما تَرَكَ زَوجاتِكم إن لَم يَكُن لَهُنَّ وَلَدٌ لا ذَكَرٌ و لا اُنثيٰ ،

(‌ فإن كانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبعُ مِمّا تَرَكنَ مِن بَعدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِها أو دَيْن )

فإن كانَ لِلزَّوجاتِ أولادٌ واحِدٌ أو أكثَر اُنثيٰ أو ذَكَر فحينئذٍ لكُم أيُّها الرِّجالُ الرُّبعُ مِمّا تَرَكنَ الزَّوجاتُ مِن بَعدِ إنفاذِ وَصيَّةٍ يُوصينَ بالثُّلثِ أو أداءِ دَيْنٍ‌ ،

(‌ ولَهُنُّ الرُّبُع مِمّا تَركتُم إن لم يكُن لكُم وَلَدٌ فإن كانَ لكُم وَلَدٌ فَلهُنَّ الثُّمُن مِمّا تَركتُم مِن بَعدِ وصيَّةٍ تُوصون بها أو دَيْن )

و لِلزَّوجاتِ الرُّبعُ مِمّا تَركتُم مِنَ الميراثِ إن لَم يَكُن وَلَدٌ لا ذَكَرٌ و لا اُنثيٰ فإن كانَ لكُم وَلَدٌ و لَو جَنينٌ واحِدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُن مِمّا تَركتُم بَعدَ إنفاذِ وصيَّةٍ أو أداءِ دَيْنٍ ،

(‌ و إن كانَ رَجُلٌ يُورث كلالةً أو امْرَأَةً و لهُ أخٌ أَو أُختٌ فَلِكُلِّ واحدٍ مِنهُما السُّدس )

و إن كانَ المَيِّتُ رجُلٌ يُورِثُ كَلالَةً أقرباءَ مِنَ الاُمِّ أو كانَتِ‌ المَيِّتَةُ إمرَأَةً تورِثُ كَلالَةً‌ و لِلمُوروثِ‌ أخٌ أو اُختٌ مِنَ الاُمِّ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنهُما السُّدُس ،

(‌ فَإن كانوا أكثَرَ مِن ذلكَ فَهُم شُرَكاءُ في الثُّلثِ مِن بَعدِ وصيَّةٍ يُوصي بِها أو دَيْنٍ )

فإن كانوا الوُرّاثُ أكثَرُ مِن أخٍ أو اُختٍ فكانوا إخوَةً أو أخَوات أو إخوَةً مَعَ أخَواتٍ فَهُم شُرَكاءُ في الثُّلُث بِالتّساوي مِن بَعدِ إنفاذِ وصيَّةٍ أو أداءِ دَيْنٍ ،

(غير مُضارٍّ وصيَّةً مِنَ اللهِ و اللهُ عليمٌ  حليمٌ )

بِشَرطِ أن لا تكونَ وصَّيةُ المَيِّتِ مُضارٍّ بالوَرَثَةِ كَأَنْ يُوصي بإِعطاءِ جَميعِ التَّرَكَةِ أو أكثَر مِنَ الثُّلثِ لِشَخصٍ مُعيَّنٍ‌ أوجِهَةٍ و يُوصي بِحرمانِهِم مِنَ الإرثِ ،

( تِلكَ حُدودُ اللهِ‌ و مَن يُطِعِ اللهَ و رَسولَهُ يُدخِلَهُ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِها الأنهارُ خالِدينَ فيها و ذلِكَ الفَوْزُ العَظيمُ‌ )

تِلكَ الأحكامُ في المَواريثِ حُدودُ اللهِ المَفروضَةِ و مَن يُطِعِ اللهَ و رَسولَهُ في أحكامِهما يُدخِلهُ جَنّاتٍ تجري مِن خِلالِها الأنهارُ خالِدينَ فيها و ذلكَ هُوَ الفَوْزُ العَظيمُ يوم القيامَه ،

( و مَن يَعصِ اللهَ و رَسولَهُ و يَتَعَدَّ حُدودَهُ يُدخِلهُ ناراً خالِداً فيها و لَهُ عذابٌ مُهين )

و مَن يَعصِ اللهَ و رَسولَهُ و يَتَعدّيٰ حُدودَ اللهِ في الميراثِ فَيُحرِمُ الزَّهراءَ (ع) مِنَ الإرثِ يُدخِلهُ اللهُ ناراً خالِداً فيها إليٰ الأبَد و لَهُ عذابٌ يُخزيهِ في جَهنّم ،

( واللّاتي يَأتينَ الفاحِشَةَ مِن نِساءِكُم فاستَشهِدوا عَلَيْهِنَّ أربَعَةً مِنكُم )

و غير المُحصناتِ اللّاتي يَأتينَ الزِّنا مِنَ النِّساءِ أيُّها المُسلِمون فاستَشهِدوا عَلَيْهِنَّ في فِعلِهِنَّ أربَعَةً مِنَ الرِّجالِ العُدولِ المُومنينَ ،

( فَإن شَهِدوا فَأمسِكوهُنَّ في البُيوتِ حَتّي يَتَوفّاهُنَّ المَوْتَ أو يَجعَلُ اللهُ لَهُنَّ سبيلاً )

فَإن شَهِدوا عليٰ زِنا هنَّ كالميلِ في المُكحَلَةِ فاحبِسوهُنَّ في البُيوتِ حتّيٰ المَوْتِ أو يَفرِضُ اللهُ لَهُنَّ حَدَّ الزِّنا فَيُطلَقُ سِراجُهُنَّ ،

( واللَّذانِ يَأتيانِها مِنكُم فَآذوهُما فإن تابا و أصلَحا فَأعرِضوا عنهُما إنَّ اللهَ كانَ تَوّاباً رحيماً )

و حَدُّ اللَّذانِ يَأتِينانِ‌ الفاحِشَةَ مِن الرِّجالِ و النِّساءِ غير المُحصِنين فآذوهُها بِمِأةِ جَلدَةٍ فإن تابا و أصلَحا بَعدَها فأطلِقوا سِراحِهِما إنَّ اللهَ كانَ تَوّاباً رحيماً لهُما ،

(‌ إنّما التَّوبَةُ عليٰ اللهِ لِلّذينَ يَعمَلونَ السّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يتوبونَ مِن قَريبٍ )

إنّما قبولُ التَّوبَةِ مُنحَصِرَةٌ وجوبُها عليٰ اللهِ لِلّذينَ يَعمَلونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ لا بِعِلمٍ و عَمدٍ ثُمَّ يتوبونَ مِن قَريبٍ فلا يُضِرّونَ عليٰ الإثمِ ،

(‌ فَأولئِكَ يَتوبُ اللهُ عليهِم و كانَ اللهُ عَليماً حكيماً‌ )

فأولئِكَ التّائِبونَ عَن قريبٍ يَتوبُ اللهُ عليهِم و يَغفِر لهُم ذُنوبَهُم لا المُصِرّونَ عليٰ الذّنوبِ و كانَ اللهُ دائِماً عليماً حكيماً بِعِبادِه ،

( و لَيسَتِ التَّوبَةُ‌ لِلّذين يَعمَلونَ السَيِّئاتِ حتّيٰ إذا حَضَ‍ر أحَدهُمُ المَوتُ قالَ إنّي تُبتُ الآن )

و ليسَت قبولُ التَّوبَةِ واجِبَةٌ عليٰ اللهِ لِلّذين يَعمَلونَ السَيِّئاتِ عامِدينَ مُصِرّين حتّيٰ إذا حَضَرَ أحَدهُم أجَلُ المَوتِ فيقولُ إنّي تُبتُ الآن كَفِرعَون ،

( و لا الّذين يَموتونَ و هُم كُفّارٌ ، أولئِكَ أعتَدنا لَهُم عَذاباً أليما )

و لَيسَتِ التَّوبَةُ تَشمُلُ الّذين يَموتونَ و هُم كُفّارٌ بِوِلايَةِ آلِ مُحمّدٍ و عليٍّ (ع) فَأولئِكَ الكُفّارُ أعتَدنا لهُم عَذاباً أليماً في الجَحيم ،

(‌ يا أيُّها الّذين آمَنوا لا يَحِلُّ لَكُم أن تَرِثوا النِّساءَ كُرهاً )

أيّها المُسلِمونَ الّذين آمَنوا ظاهِراً لا يَحِلُّ لَكُم أن تَغتَصِبوا إرثَ النِّساءِ و تَسلُبوا مِنهُنَّ حَقَّ الإرثِ كالزَّهراءِ بِإكراهٍ ،

( ولا تَعضُلوهُنَّ لِتَذهَبوا بِبَعضِ ما آتيتُموهُنَّ )

و لا يَحِلُّ لكم أن تَمنَعوهُنّ مُهورَهُنَّ و تَسلُبوهُنَّ صَداقَهُنَّ لِتَذهَبوا بِبَعضٍ ما آتيتُموهُنَّ مِن الصَّداقِ كما فَعَلَ عُمَر ،

( إلاّ‌ أن يَأتينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيَّنَةٍ )

إلاّ إنّهُ يجوزُ حِرمانُهُنَّ مِن مُهورَهُنَّ إذا يَأتينَ بِفاحِشَةِ الزِّنا الثّابِتَةِ‌ بالبَيِّنَةِ الشَّرعِيَّة كالهِندِ و مَرجانَه ،‌

( و عاشِروهُنَّ بالمَعروفِ فإن كَرِهتُموهُنَّ فَعَسيٰ أن تَكرهوا شيئاً و يَجعلُ اللهُ فيهِ‌ خَيراً كثيراً )

و عاشِروا نِساءَكُم مُعاشِرَةً بالمَعروفِ المُتعارَفِ مِنَ النَّفَقَةِ و المَعيشَةِ فَإن كَرِهتُموهُنَّ قَلباً فَعَسيٰ أن تَكرِهوا شَيئاً و يَجعَلُ اللهُ فيهِ خَيراً كثيراً‌ ،

( و إن أرَدتُم إستبدالَ زَوجٍ مَكانَ زَوجٍ و آتيتُم إحداهُنَّ قِنطاراً فلا تَأخذوا مِنهُ شيئاً )

و إن أردتُم أيّها المُسلِمونَ أن تَستَبدِلوا زَوجَةً مَكانَ زَوجَةٍ كَأن كانَت لَكُم أربَعة و أردتُم خامِسَةً فلا بُدَّ مِن طَلاقٍ إحديٰ الأربَعة و آتيتُموها مَهرَها و لو قنطاراً فلا تاخذوا منها شيئاً

(‌ أتَأخُذونَهُ‌ بُهتاناً و إثماً مُبيناً )

فَكيفَ تَأخُذونَ شيئاً مِن مُهورَهُنَّ هَل تَأخذونَهُ بُهتاناً عليٰ رسولِ اللهِ بِقَولِكُم إنَّهُ حَرَّمَ مازادَ عليٰ مَهرِ السُّنَّةِ فَأخُذُكُم ذلكَ إثمٌ بَيِّنٌ ،

(‌ و كيفَ تَأخُذونَهُ و قَد أفضيٰ بَعضَكُم إليٰ بَعضٍ و أخَذنَ مِنكُم مِيثاقاً غليظاً )

و كيفَ يَجوزُ أن تَأخُذونَهُ و قَد سَبَقَ أن جامَعَ بَعضكُمُ البَعضَ فأستَحقَّتِ المَهرَ كُلّهُ بذلِكَ و قَد أخَذنَ زَوجاتكم مِنكُم ميثاقاً ضِمنَ عَقدِ النِّكاحِ‌ بِأن تَدفَعوا إليهِنَّ المَهرَ كُلَّه ،

( و لا تَنكِحوا ما نَكَحَ آباؤكم من النِّساءِ إلاّ ما قَد سَلَفَ‌ إنّهُ كانَ فاحِشَةً‌ و مَقتاً و ساءَ سبيلاً )

و ننهاكُم نَهياً جَزماً في التَّحريمِ لا تَنكِحوا ما نَكَحَ آباؤُكم مِن زوجاتٍ فَهُنَّ كَاُمّهاتِكُم إلاّ ما قَد سَلَفَ منكُم التَّزويجُ‌ بِهِنَّ قَبلَ الإسلامِ فلا كَفّارَةَ عليهِ وانتَهوا مِنَ الآنِ فَصاعِداً إنّهُ كان فاحِشَةً و مَقتاً عندَ اللهِ و بِئسَ الطّريق لِلنِّكاح ،

( حُرِّمَت عليكُم اُمَّهاتِكُم و بَناتُكُم و أخَواتُكم و عَمّاتُكُم و خالاتُكُم )

حُرِّمَت عليكُم النِّكاحُ و الإستِمتاعُ بالشَّهوَةِ‌ لَمساً و نَظَراً حُرمَةً أبَدِيَّةً بإمّهاتِكُم و إن عَلَت و بَناتِكُم و إن سَفَلَت و أخَواتِكُم و بَناتها و عمّاتِكُم و خالاتِكُم دونَ بَناتِهِنّ ،

(‌ وَ بناتُ الأخِ و بَناتُ الاُختِ و اُمّهاتُكُم اللّاتي أرضَعنَكُم و أخواتُكُم مِنَ الرِّضاعَةِ )

و حُرِّمَت عليكُم حُرمَةً أبدِيَّةً بَناتُ الإخوَة أيّاً كانوا و بَناتُ الاُختِ‌ أيّاً كُنَّ و اُمّهاتِكُم مِنَ الرِّضاعَةِ‌ و أخواتِكُم مِنَ الرِّضاعَة ،

( و اُمّهاتِ نِساءِكُم و رَبائِبِكُمُ اللّاتي في حُجورِكُم مِن نساءِكُم اللّاتي دخَلتُم بِهِنَّ )

و حُرِّمَت عليكُم حُرمَةً أبَدِيَّةً أمّهاتِ نِساءِكُم مَهما عَلَتْ و رَبائِبِكُمُ اللّاتي رَبَّيْتُموهُنَّ في حُجورِ نِساءِكُمُ اللّاتي دَخلتُم بِهِنَّ لا نِساءِكُم بالعَقْدِ وَحدَه ،

(‌ فَإن لَم تكونوا دَخلتُم بِهِنَّ فلا جُناحَ عليكُم و حَلائِلُ أبناءِكُم الّذين مِن أصلابِكُم )

فإن لَم تكونوا دَخَلتُم بِنِساءِكُم فلا جُناحَ عَليكُم مِنَ العَقدِ علي رَببيباتِهِنَّ وَ حَلائِلُ أبناءِكُم مِنَ الزَّوجاتِ إذا كانوا مِن أصلابِكُم لا الّذينَ تَبَنَّيْتُموهُم كزيدٍ لرسولِ الله (ص) ،

( و أنْ تَجمَعوا بَيْنَ الاُختَيْنِ إلاّ ما قَد سَلَفَ إنَّ اللهَ كانَ غَفوراً رحيما )

و حُرِّمَ عليكُم أن تَجمَعوا بَيْنَ الاُختَيْنِ في العَقدِ مَعاً إلاّ‌ أنّهُ لم يَحرُم ما قَد سَلَفَ مِنكُمُ العَقدُ عليهِنّ قَبلَ هذا الحُكم إنَّ اللهَ كان غفوراً رحيماً لكم فيه ،

( والمُحصَناتُ مِنَ النِساءِ‌ إلاّ ما مَلََكَت أيْمانِكُم كتابَ اللهِ‌ عليكُم )

و حُرِّمَت عليكُمُ المُحصَناتُ ذَواتِ الأزواجِ مِنَ النِّساءِ و لَو كُنَّ في العِدَّةِ أو العَقدِ المنُقَطِع إلاّ ما مَلَكَتْ أيْمانِكُم بالأسرِ مِن نِساءِ الكُفّار الحَربِيّين كَتَبَ اللهُ‌ عليكُم ذلِكَ ،

( و اُحِلَّ لَكُم ماوَراءَ ذلِكُم أن تَبتَغوا بِأموالِكُم مُحصِنينَ غَيرَ مُسافِحين )

و أحَلَّ اللهُ لكُم نِكاحَ ماوَراءَ ذلِكُم مِنَ النِساءِ غَيرِ المُحَرَّمَةِ أن تطلُبوا نِكاحَهُنَّ و تُقَدِّموا لَهُنَّ مِن أموالِكُمُ المَهْرَ مُحصِنينَ بالزّواجِ غَيرَ مُسافِحينَ بالزِّنا ،

( ‌فما استَمتَعتُم بِهِ مِنهُنَّ فآتوهُنَّ اُجورَهُنَّ فَريضَةً )

فما استَمتَعتُم مِتعَةَ النِّساءِ‌ بالعَقدِ المُنقَطِعِ والزَّواجِ المُوَقَّتِ بالمَهرِ مِنهُنَّ فأعطوهُنَّ مَهرَهُنَّ أجَر مِتعَتِهِنَّ فريضةً واجِبَةً‌ ،

( و لا جُناحَ عليكُم فيما تَراضَيْتُم بهِ مِن بَعدِ‌ الفَريضَةِ إنَّ اللهَ‌ كانَ عليماً‌ حكيماً )

و لا إثمَ عليكُم فيما تَراضَيْتُم بهِ مِن أن تَهَبَ المَرأةُ لكُم مِن مَهرِها مِن بَعدِ العَقدِ بِرضاءِها الكامِل دونَ إكراهٍ إنَّ اللهَ كانَ عليماً حكيماً بِمَصالِحِكُم ،

(‌ و مَن لَم يَستَطِع مِنكُم طَوْلاً أن يَنكِحَ المُحصَناتِ المُؤمِناتِ فَمِن ما مَلَكَت أيمانِكُم مِن فَتَياتِكُمُ المُؤمِنات )

و مَن لَم يَقدِر و لَم يَستَطِع و يَتَمكَّن مِنكُم أيُّها الرِّجال مالاً و ثَروَةً‌ أن يَتَزوَّجَ الحَرائِر المُحصَناتِ المُؤمِناتِ فَليَتَزوَّجِ الإماءَ الّتي مَلَكَت أيْمانِكُم مِنَ الجَواري المُؤمِنات ،

(‌ واللهُ أعلَمُ بِإيمانِكُم بَعضَكُم مِن بَعضٍ )

و شرطُ الإيمانِ في الإماءِ هُوَ أن يُجرينَ الشَّهادَتَيْن و إلاّ فلا يجوزُ نِكاحُ الكافِراتِ و اللهُ أعلَمُ بإيمانِكُم الحقيقيّ بعضكم مِن بَعضٍ ،

(‌ فانكِحوهُنّ بِإذنِ أهلِهِنَّ و آتوهُنَّ اُجورَهُنَّ بالمَعروف )

فانكِحوا الإماءَ بِإذنِ أولياءِهِنَّ و ساداتِهِنَّ و أعطوهُنَّ مَهورَهُنَّ بالعَدلِ و الوَفاءِ من غَير بَخسٍ أو تأخيرٍ ،

( مُحصَناتٍ غير مُسافِحاتٍ و لا مُتَّخِذاتٍ أخدانٍ )

فَليَإذَن لَهُنَّ أولياءَهُنَّ بالزّواجِ المُوَقَّتِ أو الدّائِمِ إذا كُنَّ مُحصَناتٍ بالزّواجِ والعَقدِ غَيرَ مُسافِحاتٍ بالزِّنا و لا مُتّخَذِاتٍ أَخِلاّءَ في الخَفاء‌ ،

( فَإذا اُحصِنَّ فَإن أتَيْنَ بِفاحِشَةً فعَليهِنّ نِصفُ ما عليٰ المُحصَناتِ مِنَ‌ العَذاب )

فَإذا اُحصِنَّ الإماءُ بالعَقدِ فإن أتَيْنَ بِفاحِشَةِ الزِّنا بَعدَ العَقدِ فَعَليهِنَّ الحَدُّ نِصفُ ما عليٰ المُحصَناتِ الحَرائِرِ مِنَ الجَلْدْ ،

( ذلِكَ لِمَن خَشِيَ العَنَتَ منكُم و إن تَصبِروا خيرٌ لكُم و اللهُ غفورٌ رحيمٌ )

ذلكَ الأمرُ بِنِكاحِ الإماءِ هُوَ لِمَن خافَ الوُقوعَ في الحَرامِ‌ و الوُقوعَ في المَشَقَّةِ منكُم و إلاّ فَإنْ تَصبِروا حتّيٰ تَتَزَوَّجوا الحرائِرَ خَيرٌ لكُم واللهُ غفورٌ رحيمٌ لكم ،

(‌ يُريدُ اللهُ ليُبَيِّنَ لكُم و يَهديكُم سُنَنَ الّذين مِن قَبلِكُم و يَتوبَ عليكُم و اللهُ عليمٌ حكيم )

يُريدُ اللهُ بِتَشريعِ هذهِ الأحكامِ لِيُبَيِّنَ لكُم مَصالِحَكُمُ الإجتماعِيَّةِ و الفَردِيَّةِ و يَهديكُم إليٰ سُنَنِ الأنبياءِ مِن قَبلِكُم و يَتوبَ عليكُم واللهُ عليمٌ حكيمٌ بِمَصالِحِكُم ،

(‌ واللهُ يُريدُ أن يَتوبَ عَليكُم و يُريدُ الّذينَ يَتَّبِعونَ الشَّهَواتِ أن تَميلوا مَيْلاً عظيماً )

واللهُ سُبحانَهُ يُريدُ بِتَشريعِ المِتعَةِ أن يتوبَ عليكُم و يُريدُ الَّذين يَتَّبِعونَ الشَّهَواتِ بِتَحريمِ المِتعَةِ أن تَميلوا عَن وِلايَةِ آل محمدٍ (ص)  مَيْلاً عظيماً و إنحِرافاً كبيراً ،

( يُريدُ اللهُ أن يُخَفِّفَ عنكُم و خُلِقَ الإنسانُ ضَعيفاً )

يُريدُ اللهُ بِتَشريعِ المِتعَةِ أن يُخَفِّفَ عنكُم ثِقلَ التّكاليفِ و يُسَهِّلَ عليكم مُمارِسَةِ الشَّهواتِ المُحَلَّلَة و خُلِقَ الإنسانُ ضَعيفاً أمامَ شَهوَتِهِ الجِنسيّةِ و نَفسِهِ الأمّارَةِ و مكائِدِ الشّيطان فالعَلاجُ  مُنحَصِرٌ بالمِتعَة ،

(‌ يا أيّها الّذين آمَنوا لا تأكلوا أموالَكُم بَيْنَكُم بالباطِل )

يا أيّها المُسلِمونَ نَنهاكُم نَهياً تَنزيهيّاً مُولَويّاً قَطعيّاً لا تأكُلوا أكلَ غَصبٍ و نَهبٍ و سَلبٍ أموالَ بَعضِكُمُ البَعضَ ظُلماً و عُدواناً و سُحتاً كَسَرِقَةٍ أَوْ رِباً أو قِمارٍ و غيرها سيّما أموالَ آل مُحمّدٍ (ص) فَلا تأكلوها ،

( إلاّ أن تكونَ تِجارَةً عن تَراضٍ منكم )

و نَستَثني مِن أكلِ الأموالِ ما تكونُ تِجارَةً عن تَراضٍ و إختيارٍ منكُم بِعَقدِ بَيْعٍ أو هِبَةٍ‌ أو صُلحٍ أو إجارَةٍ أو مُضارِبَةٍ أو شَرِكَةٍ أو نِكاحٍ وَ وِلاءٍ و إرثٍ ،

( و لا تَقتُلوا أنفُسَكُمْ إنَّ اللهَ‌كانَ‌ بِكُم رَحيماً )

و نَنهاكُم نَهياً مَولويّاً قَطعيّاً أن لا تَقتُلوا النُّفوسَ المُسلِمَةَ والمُحتَرَمةَ‌ و نفوسَكُم بالإنتحارِ و الإلقاءِ في التَّهلُكَةِ و إسقاطِ الأجِنَّةِ كإسقاطِ عُمَر جَنينَ الزَّهراءِ مُحسِناً إنَّ اللهَ كانَ بِكُم رَحيماً بهذا النَّهي ،

(‌ و مَن يَفعَل ذلِكَ عُدواناً و ظُلماً فَسَوفَ نُصليهِ ناراً و كانَ ذلكَ عليٰ اللهِ يَسيرا )

و مَن يفعَل ذلكَ الحَرام أي أكلِ الأموالِ غَصباً كَغصبِ الفَدَك و قَتلِ النَّفسِ كَقَتلِ مُحسِن عُدواناً و ظُلماً عليٰ آلِ مُحمّدٍ (ص) فَسَوفَ نُصليهِ مِن ساعَةِ مَوتِهِ نارَ جَهنَّم و كانَ ذلِكَ علَينا سَهلاً يَسيراً ،

( ‌إن تَجتَنِبوا كَبائِرَ ما تُنهَوْنَ عنهُ نُكَفِّر عَنكُم سَيِّئاتِكُم و نُدخِلكُم مُدخَلاً كَريماً )

أيُّها المُسلِمونَ إن تَجتَنِبوا كَبائِرَ الآثامِ الّتي تُنهَوْنَ عنها كمُخالِفَةِ آلِ‌ محمدٍ (ص) و ارتِكابِ القَتلِ و الغَصبِ نُكَفِّر و نَمحو عنكُم سَيِّئاتِكُم الصَّغائِرَ و نُدخِلُكُم مُدخَلاً كريماً في شَفاعَةِ آل مُحمّدٍ (ص) ،

(‌ و لا تَتَمَنَّوا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بعضكم عليٰ بَعضٍ )

و نَنهاكُم أيُّها المسلمون لا تَتَمَنَّوا تَمنِّياً حراماً‌ و حَسَداً ما فَضَّلَ اللهُ بعضكم و هُم آل مُحمّدٍ (ص) و ذُرّيتَهُم عليٰ بَعضٍ أي سائِرِ المُسلمين ،

( لِلرِّجالِ نَصيبٌ مِمّا اكتَسَبوا و لِلنّساءِ نَصيبٌ مِمّا اكتَسَبنَ )

و عليكم بالعَملِ لِلّهِ واكتِسابِ الأجرِ و الفَضلِ بِهِ فَلِلرِّجالِ ثَوابٌ مِمّا اكتَسَبوا مِن عَمَلِ الخَيْرِ و لِلنِّساءِ إيضاً نَصيبٌ مِنَ الأجرِ و الثَّوابِ مِمّا اكتَسَبنَ مِنَ‌ الأعمال ،

( و اسأَلوا اللهَ مِن فَضلِهِ إنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شيءٍ عليماً )

و عليكُم بالإبتِهالِ إليٰ اللهِ بِأن يَتَقَبَّلَ أعمالَكُم و يُثيبَكُم عليها و اسأَلوهُ أن يُوَفِّقَكُم لأِعمالِ الخَيْرِ و الصّالِحاتِ واسألوهُ مِن فَضلِهِ و رَحمَتِهِ إنَّ اللهَ يَجودُ بِهِ عليكُم إنّهُ كانَ بِكُلِّ شِيءٍ تَسألوهُ عليماً

( و لِكُلٍّ جَعَلنا مَوالِيَ مِمّا تَرَكَ الوالِدانِ و الأقرَبونَ والّذين عَقَدَت أيْمانكم )

و لِكُلِّ فَردٍ يموتُ جَعَلنا مَوالِيَ لِلميراثِ مِمّا تَرَكَ مِن أموالٍ و أملاكٍ كالوالِدانِ لِلمَيِّتِ أو الأقرَبونَ و الحُلَفاءِ الّذين عَقَدتُ أيْمانِكم الوِلاءَ لَهُم ،

( فَآتوهُم نَصيبَهُم إنَّ اللهَ كانَ عليٰ كلِّ شيءٍ شهيداً )

فَنَأمُرُكُم أمراً وُجوبِيّاً مَولَوِيّاً حَتماً فَآتوا الوَرَثَةَ الشّرعييّنَ بالنَّسَبِ و السَّبَبِ وَ الوِلاءِ نَصيبُهُم مِنَ الإرثِ فلا تَمنَعوا الزَّهراءَ مِن إرثِ أبيها إنَّ اللهَ عليٰ كلِّ شَييءٍ تَعمَلونَ رَقيبٌ و شاهِدٌ ،

( ألرِّجالُ قَوّامونَ عليٰ النِّساءِ بما فَضَّلَ اللهُ بَعضَهُم عليٰ بَعضٍ و بما أنفَقوا مِن أموالِهم )

ألأزواجُ الرِّجالُ هُم قَوّامونَ عليٰ النِّساءِ بِرِعايَةِ مَصالِحِهِنَّ الدّينيَّةَ و الدُّنيَوِيَّةَ بِحُدودِ ما فَضَّلَ اللهُ بَعضَهُم عليٰ بعضٍ في الرِّزقِ و النَّفَقَةِ ،

( ‌فالصّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلغَيْبِ بِما حَفِظَ الله )

فالنِّساءُ الصّالِحاتُ كَاُمّهاتِ آل مُحمّدٍ المَعصومينَ مُطيعاتٌ لِلّهِ و لِرَسولِهِ و أهلِ بَيتِهِ (ع) حافِظاتٌ عِرضَ‌ أزواجِهِنَّ في غيابِهِم بما حَفِظَ اللهُ مِنْ أعراضِهِنَّ ،

( واللّاتي تَخافونَ نُشوزَهُنَّ فَعِظوهُنّ )

و أما النِّساءِ اللّاتي تَخشَوْنَ نُشوزَهُنَّ بالعِصيانِ و الخِيانَةِ فَعِظوهُنَّ بِمواعِظِ القُرآنِ و العِترَةِ كعائِشَةَ و حَفصَةَ و اُمَّ حَبيبَه ،

(‌ واهجُروهُنَّ في المَضاجِعِ واضرِبوهُنّ )

فَإن لَم يَتَّعِظنَ بالمَواعِظِ فَيَجِبُ عليكُم أن تَهجُروهُنَّ في مَضاجِعِ النَّوْمِ والسَّفادِ و لا تُداعِبوهُنَّ ، و إلاّ فاضرِبوهُنَّ حتّيٰ يَتَّعِظنَ ،

( فَإن أطعنَكُم فلا تَبغوا عليهِنّ سبيلاً )

فَإن أطَعنَكُم في أيِّ مَرتَبَةٍ تَأديبيَّةٍ فلا تَبغوا و تَظلِموا عليهِنّ بالمَرتَبَةِ الّلاحِقَةِ الأشَدّ تأديباً و لا تعتَدوا عليهِنّ ،

( إنَّ اللهَ كانَ عليّاً كبيراً )

لِذالِكَ فَإنَّ‌ عَليّاً أميرَ المُؤمنين (ع) لَم يَبغِ عليٰ عائِشَةَ بعدَ حَربِ الجَمَل بَل أطلَقَ سِراحَها و أرجَعَها لِلمَدينَةِ وَ إنَّ اللهَ كانَ أزَلاً و أبَداً‌ عليّاً كبيراً ،

( و إن خِفتُم شِقاقَ بَيْنِهما فابعَثوا حَكَماً مِن أهلِهِ و حَكَماً مِن أهلِها )

و إن أحسَستُم خَوفاً مِن أن يَحصَلَ شِقاقاً بَيْنَ الزَّوجِ و زَوجَتِهِ فابعَثوا حَكَماً مِن أهلِ الزَّوجِ و حَكَماً مِن أهلِها لِيَرفَعا الشِّقاقَ و الخُصومَةَ و النِّزاع ،

( إن يُريدا إصلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما إنَّ اللهَ كانَ عليماً خبيراً )

و إن كانَ الحَكَمَيْن يُريدا إصلاحاً بَيْنَ الطَّرفَيْن يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهما بالإصلاحِ و إن أراد ألخيانَةَ كالحَكَمَيْنِ بِصِفّين فَلا ، إنَّ‌ اللهَ كانَ عليماً خَبيراً بِتَشريعِ التَّحكيم ،

( واعبُدوا اللهَ و لا تُشرِكوا بِهِ شيئاً و بِالوالِدَين إحساناً )

و نَأمُرُكُم أمراً وُجوبيّاً مَولويّاً تَشريعيّاً تَنزيهيّاً حَتماً أنِ اعبُدوا اللهَ كما أرادَ مِنكُم أن تَعبُدوهُ في القرآنِ و لا تُشرِكوا بهِ شيئاً في العِبادَةِ و لا تَبتَدِعوا فيها و نَأمُرُكُم بالوالِدَيْنِ إحساناً تُحسِنوا إليهما ،

( وبِذي القُربيٰ و اليَتاميٰ و المَساكينَ و الجارِ ذي القُربيٰ و الجارِ الجُنُب )

و نَأمُرُ إحساناً تُحسِنوهُ بِذي القُربيٰ مِن أرحامِكُم و أقرِباءِكُم و اليَتاميٰ مِن دونِ أبٍ أو اُمٍّ و المَساكينِ الفُقَرآء و الجارِ مِن أقرباءِكُم و الجارِ الأجنبيِّ عنكُم ،

( ‌والصّاحِبِ بالجَنْبِ وابنِ السَّبيل و ما مَلَكَت أيْمانكم )

و أن تُحسِنوا إحساناً بالصّاحِبِ بالجَنْبِ المُجالِسِ و الصَّديقِ في السَّفَر و الحَضَرِ و الجارِ المُفتَقِرِ في سَبيلِ سَفَرِهِ و ما مَلَكَت أيْمانكم مِنَ العَبيدِ و الإماءِ و الرَّقيقِ و الجَواري ،

(‌ إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَن كانَ‌ مُختالاً فَخوراً‌ )

بِالتأكيدِ إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَن كانَ مُتَكَبِّراً عليٰ الوالِدَيْنِ و الأقرَبينَ و سائِرِ الأصنافِ فَخوراً يَفتَخِرُ عليهِم بالجاهِ و المال ،

(‌ ألّذين يَبخَلونَ و يَأمُرونَ النّاسَ بالبُخلِ )

و إنَّ‌ اللهَ لا يُحِبُّ الّذينَ يَبخَلونَ عَنِ‌ الإنفاقِ الواجِبِ و يَأمرونَ النّاسَ بِالبُخلِ‌ وَ عَدَمِ دَفعِ الخُمسِ لِآلِ مُحمّدٍ (ص) و الزَّكاةِ والصَّدَقات ،

( و يكتُمونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ و أعتَدنا لِلكافِرينَ عذاباً مُهينا )

و يكتُمونَ و يُخفونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنَ الأموالِ و الثَّرَواتِ مِن فَضلِهِ عليٰ آلِ مُحمّدٍ (ص) فَليَعلَموا أنّا أعتَدنا لِلكافِرينَ البُخَلاء عَذاباً مُهيناً‌ في جَهنَّم ،

( والّذينَ يُنفِقونَ أموالَهُم رِئاءَ النّاسِ و لا يُؤمِنونَ باللهِ و لا بِاليَومِ الآخر )

إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الّذين يُنفِقونَ أموالَهُم رياءً بِمَرأيًٰ مِن عُيونِ النّاسِ لا لِلّهِ و لا يُؤمِنونَ باللهِ و بِرَسولِهِ و أهل بَيْتِهِ (ع) و لا بِيَومِ القيامَه ،

(‌ و مَن يَكُنِ الشّيطانُ لهُ قَريناً فَسآءَ قَرينا )

كُلّ أولئِكَ قُرَناءُ الشّيطانِ و مَن يَكُن الشّيطانُ لهُ قريناً مِن دونِ اللهِ و أولياءِهِ فَسآءَ قَريناً لَهُ حيثُ يُغويهِ و يُضِلُّهُ و يُهلِكُهُ و يُريديهِ ،

( و ماذا عَلَيهِم لو آمَنوا باللهِ و اليومِ الآخِر و أنفَقوا مِمّا رَزَقَهُم اللهُ و كانَ اللهُ بِهِم عليماً )

و نسألُ مُستَنكِرينَ ماذا عليٰ أولئِكَ لو آمَنوا باللهِ و بِرَسولِهِ و أهل بَيْتِهِ و باليومِ الآخِرِ و وِلايَةِ قَسيمِ الجَنَّةِ و النّارِ و ماذا عَليهِم لو أنفَقوا الخُمسَ لِآلِ مُحمّدٍ (ص) مِمّا رَرَقَهُمُ اللهُ مِن أموالٍ و كانَ اللهُ بِهم عليماً بما فَعَلوهُ ،

( إنَّ اللهَ لا يَظلِمُ مِثقالَ ذَرّةٍ و إن تَكُ حَسَنة يُضاعِفها و يُؤتِ مِن لَدُنهُ أجراً عظيما )

إنَّ اللهَ عادِلٌ لا يَظلِمُ أحداً بِمِثقالِ ذَرَّةٍ جَزاء عَمَلِهِ و إن تَكُ حَسنَةً لِأحَدٍ يُضاعِفها تَفَضُّلاً و يُؤتي مَن يشآءُ مِن لَدُنهُ أجراً عظيماً ،

(‌ فَكيفَ إذا جِئنا مِن كُلِّ اُمَّةٍ بِشَهيدٍ و جِئنا بِكَ عليٰ هؤلاءِ شهيداً )

فكيفَ حالُ المُنافِقينَ يَومَ القِيامَةِ حينما نُحضِرُ لِكُلِّ اُمَّةٍ مِنَ الاُمَم بِوَليٍّ مَعصومٍ يَشهَدُ عليهِم مِن نَبيٍّ أو إمامٍ و جِئنا بِكَ يا مُحمّد (ص) عليٰ هؤلاءِ المُنافِقين شاهِداً تَشهَدُ عليهِم ،

(‌ يَومَئِذٍ يَوَدُّ الّذين كفَروا و عَصَوا الرَّسولَ لو تُسَوّيٰ بِهِمُ الأرض و لا يكتُمونَ اللهَ حديثاً )

فيوم القيامَةِ عند ما تَشهَدُ عليهِم عِندَ الحِسابِ و الميزانِ و الصِّراطِ فَيُحكَمُ عليهم بالخُلودِ في العَذابِ يَتَمنّيٰ الّذين كفَروا بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) و عَصَوا رَسولَ اللهِ‌ في أهلِ بَيتِهِ (ع) لو يُدفَنونَ في الأرضِ ثانِيَةً و يَعتَرِفونَ بِجَرائِمِهِم و خياناتِهِم ،

(‌ يا أيُّها الّذين آمَنوا لا تَقرَبوا الصَّلاةَ و أنتُم سُكاريٰ حَتّيٰ تَعلَموا ما تقولونَ )

يا أيّها الّذين آمَنوا ظاهِراً بِألسِنَتِهم لا تَقوموا لِلصَّلاة في حال أنتُم سُكاريٰ مِنَ الخَمر حتّيٰ تَفيقوا مِنَ السُّكرِ و تَعلَموا ما تقولونَ فلا تَقرَأوا الشِّعرَ بَدَل القرآنِ و تَقولوا كما قالَ عُمَر تِلكَ الغرانيقِ العُليٰ إلخِ ،

( و لا جُنُباً إلاّ عابِري سبيلٍ حتّي تَغتَسِلوا )

و لا تَقرَبوا الصَّلاة و المَساجِدَ في حالٍ أنتُم جُنُباً ، عَديٰ أهل البَيْت الّذينَ لَم يَسُدَّ النّبيُّ أبوابَهُم عَنِ المَسجِدِ إلاّ عابِري سبيلٍ في المَساجِدِ غَيْرَ المَسجِدَيْن الحَرامَيْن حتّيٰ تَغتَسِلوا ،

(‌ و إن كُنتُم مَرضيٰ أو عليٰ سَفَرٍ أو جاءَ أحَدٌ‌ مِنكُم مِنَ الغائِطِ أو لامَستُمُ النِّساءَ فَلَم تَجِدوا مآءً فَتَيَمَّموا )

و إن كنتُم مَرضيٰ يَضُرّكُمُ الإغتِسالُ مِنَ الجِنابَةِ‌ أو كنتُم عليٰ سَفَرٍ في صحرآءٍ قاحِلَةٍ بلا مآءٍ أو طَرَأَ عليٰ أحَدِكُمُ الحَدَثُ الأصغَرُ الموجِب لِلوُضوءِ أو الأكبَرُ بالجِماعِ مَعَ النِّساءِ فَلَم تَجِدوا مآءً لِلوُضوءِ أو الغُسلِ فَتَيَمَّموا ،

( صَعيداً طَيِّباً فامسَحوا بِوجوهِكُم و أيديكُم إنَّ اللهَ كانَ عَفُوّاً‌ غفوراً )

فَتَيَمّموا عليٰ الأرضِ الطّاهِرَةِ و تُربَتِها فاضرِبوا عليها بِباطِنِ الكَفَّيْنِ ثُمَّ امسَحوا بِجِباهِكُم مِن قِصاصِ الشَّعرِ حتّيٰ الحاجِبَيْنِ‌ ثُمّ امسَحوا ظاهِرَ الكَفَّيْنِ بِباطِنِها مِنَ المِعصَمِ حتّيٰ رُؤس الأصابِعِ إنَّ اللهَ بهذا كانَ بِكُم عَفُوّاً غفوراً ،

( ألَم تَرَ إليٰ الّذين اُوتوا نَصيباً مِنَ الكِتابِ يَشترونَ الضَّلالَةَ و يُريدنَ أن تَضِلّوا السَّبيل )

يا حبيبي ألَم تَعجَب حينما تَريٰ الّذين اُوتوا نَصيباً‌ مِنَ التَّوراة بني قُرَيضَةَ و النَّضير أحلاف بَني اُمَيّةَ يشترونَ الضَّلالَةَ بِمُخالِفَتِهِم لكَ و يُريدونَ أن تَضِلّوا السَّبيلَ بِتركَ وِلايَةِ آل محمدٍ (ص) ،

(‌ واللهُ أعلَمُ بِأعداءِكُم و كفيٰ باللهِ وليّاً و كفيٰ باللهِ نَصيراً )

واللهُ أعلَمُ يا آلَ محمّدٍ (ص) بِأحوالِ أعداءِكُم مِنُهم فالمُنافِقينَ أتباعُ اليهودِ و أعداءِكُم يا آلَ محمّدٍ (ص) مَعَ اليَهودِ و كفيٰ باللهِ وليّاً لَكُم يا آلَ محمّدٍ (ص) و كفيٰ باللهِ نَصيراً لكُم ضِدَّهُم ،

(‌ مِنَ الّذينَ هادوا يُحَرِّفونَ الكَلِمَ عن مواضِعِهِ و يقولونَ سَمِعنا و عَصينا )

مِن أتباعِ اليَهودِ المُنافِقينَ مَن هُم يُحرِّفونَ الكَلام النّازِلَ في التَّوراة بِشَأنِ مُحمّدٍ و آل محمدٍ‌ (ص) عن مَواضِعِهِ لِيُخفوا فَضائِلَكُم و يقولونَ سَمِعنا كلامَكَ بِشَأنِ عليٍّ (ع) و عَصَينا ،

(‌ واسمَع غَيرَ مُسمَعٍ و راعِنا لَيّاً بِألسِنَتِهم و طَعناً في الّدين )

و يقولونَ بَعضَهُم لِبَعضٍ إسمَع كلامَ مُحمّدٍ و لا تَستَمِع لهُ و يقولونَ لكَ راعِنا يا مُحمّد (ص) إنْ عَصَيناكَ تَحريفاً لِلحَقّ بِألسِنَتِهم يَقصُدونَ طَعناً في الدّينِ بِتَركِ ولايَةِ عليٍّ (ع) ،

(‌ و لو أنّهُم قالوا سَمِعنا و أطَعنا واسمَع وانظُرنا لَكانَ خَيْراً لهُم و أقوَم )

و لو أنّ المُنافِقينَ قالوا لكَ يا حبيبي : سَمِعنا ما أمَرتَنا مِن وِلايَةِ عليٍّ (ع) و أطَعنا واسمَع إقرارَنا بِذلِكَ وانظُر بَيْعَتنا لَهُ لَكانَ خَيْراً لَهُم و أقوَمُ إذ كانوا يهتدون ،

(‌ وَ لـٰكن لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفرِهِم فَلا يُؤمِنونَ إلاّ قَليلا )

و لكنَّ أعداءَ عليٍّ (ع) لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفرِهِم فَلا يُؤمِنونَ بِوِلايَةِ عليٍّ وَ وُلدِهِ (ع) أبَداً إلاّ عَدَدَاً‌ قليلاً‌ منهُم سَيَهتَدونَ بِوِلايَتِهِ ،

(‌ يا أيّها الّذين اُوتوا الكتابَ آمِنوا بِما نَزَّلنا مُصدِّقاً لِما مَعَكُم )

يا أيّها اليَهودُ و أتباعَهُم مِنَ المُنافِقينَ آمِنوا بِما أنزلنا في القرآنِ بِشَأنِ وِلايَةِ عليٍّ و آل محمدٍ (ص) مُصَدِّقاً لِما هُوَ مَعَكُم في التّوراةِ و الإنجيلِ مِنَ البِشارَة بِهِم ،

( مِن قَبلِ أن نَطمِسَ وجوهاً فَنَرُدّها عليٰ أدبارِها أو نَلعَنهُم )

و ندعوكُم لِلإيمانِ بِوِلايَةِ عليٍّ و آلِ محمدٍ (ص) سريعاً مِن قَبلِ نُزولِ العَذابِ فَنَطمِسَ وُجوهاً فنقربها بالعذاب فنردها علي قفاها و نَلعَنُهُم كجيشِ السُّفيانيّ ،

(‌ كما لَعَنّا أصحابَ السَّبتِ و كانَ أمرُ اللهِ مَفعولا )

و ليس هذا بِبَعيدٍ و ليس هذا بِعزيزٍ عليٰ اللهِ فَنَلعَنُهُم كما لَعَنّا سابِقاً أصحابَ السَّبتِ‌ مِنَ اليَهودِ الّذين اصطادوا السَّمَكَ فيهِ و هذا العذابُ مِنْ أمرِ اللهي سَيكونَ مَفعولاً حَتماً ،

( إنَّ اللهَ لا يَغفِرُ أن يُشرَكَ بِهِ و يَغفِرُ ما دونَ ذلِكَ لِمَن يَشآء )

بِالتأكيدِ و القَطعِ و اليَقينِ نُعلِمُكُم أنَّ اللهَ لا يَغفِرُ أبَداً لِمَن يُشرِك بهِ طاعَةَ‌ خُلَفاءِ الجَوْر بَعدَ رسولِ اللهِ و يَغفِرُ ما دونَ ذلِكَ لِمَن يشآءُ مِن شيعةِ آل محمدٍ (ص)

(‌ و مَن يُشرِكُ باللهِ فَقَد افتريٰ إثماً عظيماً‌ )

واعلَموا أنَّ مَن يُشرِك بِطاعَةِ اللهِ طاعَةَ الجِبتِ والطّاغوتِ والظّالِمين فَقَدِ‌ افتَريٰ عليٰ اللهِ بَأن سمّاهُم خُلَفاء و كانَ إثماً عظيماً ،

(‌ ألَم تَرَ إليٰ الّذينَ يُزكّونَ أنفُسَهُم بَلِ اللهُ يُزَكّي مَن يَشآءُ و لا يُظلَمون فتيلا )

نَسألكَ يا حبيبنا تَعجُّباً أَلَم تَنظُر لِلّذين يُزَكّونَ أنفُسَهُم مِنَ اليَهودِ و المُنافقين فَيَقولونَ نَحنُ أبناءُ اللهِ و أحِبّاؤه و نَحنُ المُهاجرين و العَشَرةُ المُبَشَّرَةُ  بالجَنَّةِ بَلْ إنَّ‌اللهَ يُزكّي مَن يشآءُ كآلِ مُحمّدٍ و شيعَتِهم و لا يُزَكّي اللهُ أحَداً جُزافاً قَدْرَ نَواةٍ‌ و فَتيلها ،

( اُنظُر كيفَ يَفتَرونَ عليٰ اللهِ الكَذِبَ و كفيٰ بِهِ إثماً مُبينا )

فانظُر يا حبيبي إليٰ كُفرِهِم و ضَلالِهِم و جَهلِهِم و عِنادِهِم كيفَ يَفتَرونَ عليٰ اللهِ الكَذِبَ حينما يَقولونَ إنّهُ لم يَنُصّ عليٰ عليٍّ (ع)‌ بالخِلافَة و كفيٰ بِهِ إثماً واضِحاً ،

(‌ ألَم تَرَ إليٰ الّذين اُوتوا نَصيباً مِنَ الكِتابِ‌ يُؤمِنونَ بالجِبتِ والطّاغوت )

نَسألُ مُستَنكِرينَ ألَم تَنظُر يا حبيبي إليٰ الكفّارِ المُنافِقين مِن قُريشٍ بَني اُمَيَّةَ‌ و بَني المُغيرَةَ و الوَليدِ الّذين اُوتوا نَصيباً مِنَ التَّوراة مَعَ حَيّ بن أخطَب و كَعبِ الأشرَف يُؤمِنونَ بِصَنَمي قُرَيشٍ و طاغوتَيْها ،

( و يقولونَ لِلّذين كفَروا هؤلاءِ أهديٰ مِنَ الّذين آمَنوا سبيلاً )

و يقولون لِأبي سُفيانٍ وَ وُلدِهِ و حِزبِهِ الذين كفروا بوِلاية ‌آل محمدٍ (ص) إنّ هؤلاءِ الطّواغيت أهديٰ مِنَ الّذين آمَنوا بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) كسَلمانَ و أبي ذَر وَ المِقداد وَ‌ عَمّار و غَيرِهِم سَبيلاً ،

(‌ أولئِكَ الّذين لَعَنَهُمُ اللهُ و مَن يَلعَنِ اللهُ‌ فَلَن تَجِدَ لَهُ نصيراً‌ )

أولئِكَ المُنافِقونَ المُخالِفونَ لِوِلايَةِ آلِ مُحَمّدٍ (ص) هُمُ الّذين لَعَنَهُمُ اللهُ و طَردَهُم مِن رَحمَتِهِ و مَن يَلعَنهُ اللهُ كَإبليسَ فَلَن تَجِدَ لهُ نصيراً يَنصُرُه من الله ،

( أم لهُم نَصيبٌ مِنَ المُلكِ فإذاً لا يُؤتونَ النّاسَ نقيراً )

نَسألُ مُستَنكِرينَ هَل لِلمُنافِقينَ نَصيبٌ مِنَ الخِلافَة و المُلكِ الّذي خَصَّهُ اللهِ بآلِ محمدٍ (ص) في القرآن ؟ حتّي يَجوزَ لهُم إغتِصابُ فَدَكٍ و الخُمس و لا يُؤتونَ النّاسَ بِمِقدارِ نَقيرِ نَواةٍ منها ؟؟؟

(‌ أم يَحسُدونَ النّاسَ عليٰ ما آتاهُمُ اللهُ مِن فَضلِه ؟)

و نَسألُُ مُستَنكِرين مُوَبِّخِينَ هل يَحسُدونَ النّاسَ الأخيارَ الأبرارَ الأطهارَ آلَ محمدٍ (ص) و ذُرّيَتِهِ مَعَ شيعَتِهِم عليٰ ما آتاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ من المَناقِبِ ؟

( فَقَد آتينا آلَ إبراهيمَ الكِتابَ و الحِكمَةَ و آتيناهُم مُلكاً عظيماً )

فبالتّأكيدِ إنّا آتينا آلَ إبراهيمَ مُحمداً و آلِهِ (ص) القُرآنَ والعِصمَةَ و آتيناهُمُ الوِلايَةَ‌ التّكوينِيَّةَ و التَّشريعيَّةَ‌ التّامَّةَ‌ الكُلِيَّةَ عليٰ الكائِناتِ ،

( فَمِنهُم مَن آمَنَ بِهِ و مِنهُم مَن صَدَّ عنهُ و كفيٰ بِجَهنَّم سعيراً )

فَمِنَ المُسلِمينَ مَن آمَنَ بهذا المُلكِ العظيمِ لِآلِ محمّدٍ (ص)‌ و مِنهُم مَن أعرَضَ عنهُ و لم يُؤمِن بِهِ و كفيٰ بِجَهَنَّمَ لهُ سعيراً يَلقاهُ ،

( إنَّ الّذينَ كَفَروا بآياتِنا سَوفَ نُصليهِم ناراً كُلَّما نَضِجَت جُلودُهُم بَدّلناهُم جُلوداً غيرها لِيَذوقوا العَذابَ إنَّ اللهَ كانَ عَزيزاً حَكيماً )

إنَّ الّذينَ كَفَروا بِوِلايَةِ آل محمّدٍ (ص) و بآياتِنا النّازِلَةِ بِشَأنِهِم في القرآن سوفَ نُصليهم ناراً‌ و كلّما نَضِجَت جُلودُهم فيها جَدَّدنا لهُم جلودَهم كالتَّبديلِ لِلّلباس ،

(‌ وَالّذين آمَنوا و عملوا الصّالِحات سَنُدخلهم جَنّاتٍ تجري مِن تَحتِها الأنهارُ خالِدينَ فيها أبَداً )

و أمّا الذين آمَنوا بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) و كانوا مِن شيعَتِهم و عملوا الصّالِحات سنُدخِلُهم جنّاتٍ تجري من خِلالِها الأنهارُ المُتَنَوِّعَة و هُم خالِدون فيها إليٰ الأبَد ،

( لَهُم فيها أزواجٌ مُطَهَّرةٌ و نُدخِلُهُم ظِلاًّ ظَليلاً )

و أعدَدنا لهُم فيها أزواجٌ مِنَ الحورِ العِينِ مُطَهَّرَةٌ مِنَ الدَّنَسِ والخَبَثِ و الحَدَث و نُدخِلهُم تَحتَ ظِلِّ شَجَرَةِ طوبيٰ و سِدرَة المُنتَهيٰ ،

( إنَّ‌ اللهَ يأمُرُكم أن تُؤدّوا الأماناتِ إليٰ أهلِها )

أيّها النّاسُ إنَّ‌ اللهَ يأمُرُكم أمراً‌ وجوبيّاً مَولويّاً قَطعيّاً أن تُؤَدّوا الأماناتِ إليٰ أهلِها سيّما أمانَةِ الخِلافَةِ و الإمامَةِ و الوِلايَةِ‌ فَأدّوها إليٰ آل مُحمّد (ص) ،

( وَ‌ إذا حَكَمتُم بَيْنَ النّاسِ أن تحكُموا بالعَدلِ إنّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكُم بِهِ إنَّ اللهَ كانَ سميعاً بصيراً )

و إنَّ‌ اللهَ يأمُرُكم أمراً وجوبيّاً عينيّاً‌ قَطعيّاً إذا حَكمتُم بَيْنَ النّاسِ أن تحكُموا بالعَدلِ و لا تَظلِموا آلَ مُحمّدٍ ‌(ص) و شيعَتِهم إنّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكُم بِهذا الأمر إنَّ اللهَ كانَ سميعاً لِأقوالِكُم بصيراً بأفعالِكُم ،

(‌ يا أيّها الّذين آمَنوا أطيعوا اللهَ و أطيعوا الرَّسولَ و اُولي الأمرِ منكم )

يا أيّها الّذين آمَنوا ظاهِراً بِلِسانِهِم لايكفي هذا الإيمانُ بَل أطيعوا اللهَ و أطيعوا الرَّسولَ و أطيعوا عليّاً و الأحَدَ عَشَر مِن وُلدِهِ المَعصومينَ اُولي الأمرِ منكُمُ الأئِمّه (ع)

(‌ فإن تنازَعتُم في شيءٍ فَرُدّوهُ إليٰ اللهِ و الرَّسولِ إن كنتُم تؤمِنون باللهِ واليومِ الآخر ذلكَ خَيْرٌ و أحسَنْ تأويلا )

فإن تنازَعتُم في شييءٍ مِن اُمورِ الإسلامِ و التَّشريحِ و الخِلافَةِ و الإمامَةِ فَرُدّوهُ إليٰ اللهِ والرّسولِ في القرآنِ والسُّنَّةِ‌ و العِترَةِ إن كنتُم آمَنتُم باللهِ والمَعادِ حقيقةً و ذلكَ الرَّدُّ إليهِم خَيْرٌ مِن النِّزاعِ و أحسَنُ مَآلاً و تَأويلاً و حَلاًّ لَهُ وَ حَسماً ،

(‌ ألَم تَرَ‌ إليٰ الّذين يَزعمون أنّهُم آمَنوا بما اُنزِلَ إليكَ و ما اُنزِلَ مِن قَبلِكَ يُريدونَ أن يَتحاكَموا إليٰ الطّاغوتِ‌ )

ألَم تَعجَب يا حبيبي حينما تَريٰ الّذين يَزعُمون أنّهم آمَنوا بالقرآن و التوراةِ و الإنجيل يُريدون أن يتحاكَموا إليٰ وُلاةِ الجَوْرِ و الظّالِمين ؟

( و قد اُمِروا أن يكفروا بِهِ و يُريدُ الشيطانُ أن يُضِلَّهُم ضَلالاً بعيداً )

و قد أمَرَهُمُ اللهُ و رسولُهُ أن يكفروا بالطّاغوتِ اللَّعين و يُحارِبوهُ و لا يَركَنوا إليهِ و يُريدُ الشيطانُ أن يُضِلَّهُم بالتَّحاكُمِ إليهِ ضَلالاً بَعيداً عن الحَقِّ ،

( و إذا قيلَ لهُم تَعالَوْا إليٰ ما أنزَلَ اللهُ و إليٰ الرَّسولِ رَأيتَ المُنافِقينَ يَصدّونَ عنكَ صَدوداً )

و إذا قيلَ‌ لهُم في القرآنِ تَعالَوْا إليٰ ما أنزَلَ اللهُ بِشَأنِ وِلايَةِ‌ عليٍّ (ع) و إليٰ الرَّسولِ الّذي دَعاكُم لِوِلايَةِ عليٍّ (ع) رَأيتَ المُنافِقينَ الحِزبَ الاُمَويَّ و أتباعَهُم يَصُدّونَ عنكَ إليٰ غيرِهِ صُدوداً ،

(‌ فكيفَ‌ إذا أصابَتهُم مُصيبَةٌ‌ بما قَدَّمت أيديهِم ثُمَّ جاؤكَ يَحلِفونَ باللهِ إن أرَدنا إلاّ إحساناً و توفيقاً )

فكيفَ حالُهُم إذا أصابَتهُم مُصيبَة الهَزيمَةِ في الحَربِ بما قَدَّمت أيديهِم مِنَ الخِيانَةِ في اُحُدٍ و غيرها ثُمَّ جاؤكَ يَحلِفونَ باللهِ ما أرَدنا إلاّ إحساناً إليكَ و توفيقاً لِلصُّلح ،

( أولئِكَ الّذين يَعلَمِ اللهُ ما في قلوبِهِم فَأعرِض عنهُم و عِظْهُم و قُل لَهُم في أنفُسِهِم قَولاً بليغاً )

أولئِكَ المُنافِقونَ الّذين يَعلَمِ اللهُ ما في قلوبِهِم مِنَ النِّفاقِ فَأعرِض عنهُم صَفحاً و عِظهُم لِيَترُكوا النِّفاقَ و قُل لهُم في أنفُسِهِمُ الخَبيثَةَ قَولاً بَليغاً بِنفاقِها ،

( وَ ما أرسَلنا مِن رَسولٍ إلاّ لِيُطاعَ بإذنِ الله )

وَ ليَعلَموا و ليَفهَموا أنّا ما أرسَلنا مِن رسولٍ إلا لِيُطاعَ بإذنِ اللهِ و كذلكَ أنتَ يا حبيبي ما أرسلناكَ إلاّ لِتُطاعَ في أهلِ بَيْتِك (ع) ،

( و لَو أنَّهُم إذ ظَلَموا أنفُسَهُم جاؤكَ فاستَغفروا اللهَ و استَغفَرَ لهُمُ الرّسولُ لَوَجدوا اللهَ تَوّاباً رحيماً )

و لو أنّهُم بعدَ ما عَصَوْكَ و ظَلَموا أنفُسَهُم بالنِّفاقِ جاؤك فاستَغفَروا اللهَ و تابوا مِن نِفاقِهِم واستَغفَرتَ لهُم مِنَ اللهِ لَوَجدوا اللهَ حينئذٍ تَوّاباً رحيماً عليهِم ،

(‌ فلا و رَبِّكَ لا يُؤمنونَ حتّيٰ يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بينَهُم ثُمّ لا يَجِدوا في أنفُسِهم حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ و يُسَلِّموا تسليما )

فَقَسماً باللهِ ربّك فلا يُؤمنونَ حقيقةً حتّيٰ يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بينَهُم حولَ الخِلافَةِ ثُمَّ لا يَجِدوا في أنفُسِهِم حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ مِن خِلافَةِ عليٍّ (ع) بعدَكَ و يُسَلِّموا الخِلافَةَ لِعَليٍّ (ع) تسليماً

(‌ و لو أنّا كتَبنا عليهِم أنِ اقتُلوا أنفُسَكُم أو اخرُجوا مِن ديارِكُم ما فَعلوهُ إلاّ قليلاٌ منهم )

و لو أنّا كتَبنا عليهِمُ الجِهادَ في سبيلِ اللهِ‌ والشَّهادَةَ لِلّهِ و أمرناهُم أن نَفِّذوا جيشَ اُسامَةَ واخرُجوا مِنَ المَدينَةِ ما فَعَلوهُ إلاّ قليلاً منهم ،

(‌ و لو أنّهم فعلوا ما يُوعَظون بهِ لَكانَ خَيراً‌ لهُم و أشَدّ تثبيتاً )

و لو أنّهم فعلوا ما يوعَظونَ بهِ عليٰ لِسانِكَ و نَفّذوا جيشَ اُسامَةَ و خَرَجوا مِنَ المدينَةِ‌ و لم يَجتَمِعوا في السَّقيفَةِ‌ لَكانَ خيراً لهُم إذ كانَتِ الخِلافَةُ لِأهلِها و ثَبَتَ الحَقُّ و العَدلُ فكانَ أشَدّ تثبيتاً ،

(‌ و إذاً لَآتيناهُم مِن لَدُنّا أجراً عظيماً )

و إذاً لو كانوا يُطيعونَكَ في تَنفيذِ جَيشِ اُسامَةَ و لم يَتَخلَّفوا في المَدينَةِ و لم يَغتَصِبوا الخِلافَةَ لآتيناهُم مِن لَدُنّا أجراً عظيماً ،

(‌ و لَهَديناهُم صِراطاً مُستَقيماً )

و لكانَتِ النَّتيجَةُ القطعيَّةُ الحَتميَّةُ أن يكونَ عليّاً (ع) هو الخليفةُ و الحاكِمُ بالحَقِّ و العَدل و لَهَديناهُم بِوِلايَتِهِ صِراطاً مُستقيماً ،

(‌ و مَن يُطِعِ اللهَ و الرَّسولَ فأولئِكَ مَعَ الّذين أنعَمَ اللهُ عليهِم )

و مَن يُطِعِ اللهَ و الرَّسولَ بِمُولاةِ عليٍّ و أهل البَيْتِ (ع) فَأولئِكَ المُوالينَ لِعَليٍّ (ع) هُمُ الذين أنعَمَ اللهُ عليهِم بِسعادَةِ الدّارَيْنِ و الفَوْز و الفَلاح وَ هُم مَعَ مَن أنعَمَ الله عليهم الجنّةَ في دَرَجَةٍ واحِدَةٍ ،

(‌ مِن النّبيّينَ و الصِّدّيقينَ و الشُهدآء و الصّالِحينَ وَ حُسنَ أولئِكَ رفيقاً )

مِنَ الأنبياءِ المَعصومينَ و الصّديّقينَ مُؤمِنُ آل فِرعَوْن و حَبيبِ النّجار و عليِّ بن أبيطالِبٍ (ع) و الشُّهدآء مِن هابيلَ إليٰ ظُهورِ المَهديِّ (عَجَّ) و الصّالِحين مِن عبادِ اللهِ و حَسُنَ أولئِكَ رفيقاً في الرَّفيقِ الأعليٰ ،

( ذلكَ الفَضلُ مِنَ اللهِ وَ كفيٰ باللهِ عليماً )

ذلكَ الفَضلُ العظيمُ منَ اللهِ يُؤتيهِ المُتَمسّكينَ بِوِلايَةِ آل محمّدٍ (ص) و كفيٰ باللهِ عليماً بِأحوال شيعة آل محمدٍ (ص) و مَقاصِدِهِم ،

(‌ يا أيّها الذينَ آمَنوا خُذوا حِذرَكُم فانفِروا ثُباتٍ أوِ انفِروا جميعاً )

يا أيّها المُسلِمونَ خُذوا حِذرَكُم مِن أعداءِ اللهِ و رَسولِهِ و أعداءِكُم دائِماً‌ ثُمَّ يَجِبُ عليكُم جِهادَهُم فانفِروا لِجهادِهِم فِرقَةً أوِ انفِروا جَيْشاً جميعاً ،

( و إن منكُم لَمَن لَيُبَطِّئَنَّ فَإن أصابَتكُم مُصيبَةٌ قالَ قَد أنعَمَ‌ اللهُ علَيَّ إذ لم أكُن مَعَهُم شهيداً )

‌و إن منكُم مَن هُوَ مُنافِقٌ لَيَتَأَخَّر عن الجهادِ و يَفِرُّ مِنَ الزَّحفِ كَعُمَرٍ و أَبي بَكرٍ و عُثمان و مُعاوِيَة وابنَ العاصِ فَإن أصابَتكُم مُصيبَةٌ في القِتال قالَ قد أنعَمَ اللهُ علَيَّ و قَد مَنَعَهُ الشّيطانُ أن يكونَ مَعَهُم شهيداً ،

(‌ و لئِن أصابكم فَضلٌ مِنَ الله لَيقولنَّ كَأن لَم تكُن بينَكُم وَ‌بينَهُ مَوَدّةٌ يا لَيتني كُنتُ مَعهُم فأفوزَ فوزاً عظيماً )

و لَئِن أصابكم فضلٌ مِن الفَوز و الغَلَبَةِ بسيفِ عليّ بن أبيطالبٍ‌ (ص) و أصَبتُمُ الغنائِم ليقولنَّ‌ المُنافِق كَأن لم تكُن بينكم و بَينَهُ موَدّةٌ‌ تدعوهُ لِلجِهادِ معكم يا ليتني كنتُ معهُم فَأفوزَ بالغنائِمِ فوزاً عظيماً‌ ،

( فليُقاتل في سبيلِ اللهِ الّذين يشترون الحياة الدّنيا بالآخِره )

فليُقاتل في سبيل اللهِ ضِدَّ أعداءِ اللهِ كُلّ الذين يَبيعون الدّنيا الزّائِلَةَ و يَشتَرونَ بِها الحياةَ‌ الآخِرَة كعليّ بن أبيطالب (ع) و حِزبِه ،

(‌ و مَن يُقاتِل في سبيلِ اللهَ فَيُقتَل أو يغلِب فسوف نُؤتيهِ أجراً عظيما )

و مَن يقاتِل في سبيل الله أعداءَ الله فيُقتَل بِيَدِهِم أو يَغلِب عليهم فسوف نُعطيهِ يوم القيامة أجراً عظيماً  هو أجرُ الصّابرين ،

( و ما لكُم لا تُقاتِلون في سبيل الله و المُستضعَفينَ من الرّجال و النِساء و الِولدان ؟؟ )

و نَسألكُم مُوَبِّخينَ مالَكُم لا تُقاتِلون في سبيل الله و في سبيل المُستضعَفينَ‌ بعدَ رسولِ اللهِ أهل بيتِهِ‌ (ع) و شيعَتِهم المَظلومين من رجالٍ و نِساءٍ و وِلدانٍ أبريآء ، ؟؟؟

(‌ ألّذين يقولون : رَبَّنا أخرِجنا من هذهِ القريةِ الظّالِمِ أهلُها )

ألّذين استَضعَفَهُم وُلاةُ الجَوْرِ و خُلَفاءُ الظّلم و الطّواغيت و يَبتَهِلونَ إليٰ اللهِ مُستَغيثينَ رَبّنا أخرِجنا من هذهِ القَريَةِ الظّالِمِ أهلُها و حُكّامُها ،

( واجعَل لَنا مِن لَدُنكَ وَليّاً واجعَل لَنا مِن لَدُنكَ نصيراً )

و يطلُبونَ النَّجاةَ مِن اللهِ مِن أيدي الظّالمينَ وَ يقولونَ رَبَّنا واجعَل لنا من لَدُنكَ وليّاً مِن آلِ مُحمّدٍ‌ (ص) واجعَل لَنا مِن لَدُنكَ نصيراً ينصُرُنا مِن خُلَفاءِ الجَوْر ،

( ‌ألّذين آمَنوا يُقاتِلونَ في سبيل اللهِ وَالّذين كَفَروا يُقاتِلون في سَبيلِ الطّاغوت )

إنَّ الّذين آمَنوا بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) يُقاتِلون في سبيلِ‌ اللهِ أعداءَ الله كعليٍّ والحُسين و زَيد بن عليٍِّ و المُختار بن أبي عُبَيدَة و غَيرِهم و أمّا الّذين كفَروا فيُقاتِلونَ ‌أولياءَ اللهِ في سبيلِ الطّاغوتِ عَدُوّ الله ،

(‌ فقاتِلوا أولياءَ الشَّيطانِ إنَّ كَيْدَ الشَّيطانِ كانَ ضعيفاً )

فقاتِلوا أيُّها المُسلِمونَ أولياءَ الشّيطانِ و أحزابَ النِّفاقِ و الشِّركِ مِنَ الحِزبِ الاُمَويّ و النّواصِب و القاسِطينَ و النّاكِثينَ و المارِقينَ إنّ كَيدَ الشيطانِ كانَ ضعيفاً‌ و أنتُم أقوياءٌ بالله ،

(‌ ألَم تَرَ إليٰ الّذين قيل لَهُم كُفّوا أيديكُم و أقيموا الصَّلاة و آتوا الزَّكاة فلَمّا كُتِبَ عليهِمُ القِتالُ إذا فَريقٌ مِنهُم يَخشَوْنَ النّاس )

ذلكَ يا حبيبي تَعجُّباً أَلَم تَرَ إليٰ الّذين قيل لهم قَبلَ هِجرَتِكَ مِن مَكّةَ كُفّوا أيديكم مِن قِتالِ المُشرِكين و أقيموا الصلاةَ و آتوا الزّكاة إستَفَزّوكَ لِلقِتال فَلمّا كُتِبَ عليهِمُ‌ القِتالُ بِبَدرٍ‌ إذا فريقٌ منهُم يَخشَوْنَ قُريشَ من المُنافقين ،

(‌ كَخَشيَةِ اللهِ أو أشَدَّ خَشيَةً و قالوا رَبّنا لِمَ كَتَبتَ علينا القِتالَ لو لا أخَّرتَنا إليٰ أجَلٍ قريبٍ )

و كانوا يَخافونَ قُريشَ كخَوفِهم من اللهِ بَل أشَدُّ خوفاً من اللهِ و قالوا نفاقاً : رَبَّنا لِماذا كَتَبتَ علينا القِتالَ بِبَدرٍ هَلاّ أخَّرتَنا لِمَوعدٍ آخَرَ قريبٍ ليُكاتِبوا قُريشَ سِرّاً ،

(‌ قُل مَتاعُ الدّنيا قليلٌ و الآخِرةُ خيرٌ لِمَنِ اتّقيٰ و لا تُظلَمونَ فَتيلاً )

قُل لهُم يا حبيبي : إنَّ مَتاعِ الدُّنيا و لهوها قليلٌ تِجاة الآخِرَةِ و الآخِرَةُ خَيرٌ مِنَ الدُّنيا لِمَنِ اتّقيٰ فلا تَخافوا الشَّهادَةَ و قل لهُم لا تُظلَمونَ أجرَ أعمالِكم بِمِقدارِ فَتيلِ نَواةٍ ،

(‌ أيْنَ ما تكونوا يُدرِكْكُم المَوتُ و لو كنتُم في بُروجٍ مُشَيَّدةٍ )

و قل لهم يا حبيبي أيْنَ ما تكونوا يُدرِككُم المَوتُ المُحَتّمُ ألأجَلُ المُحَدَّدُ في حينِهِ و لو كنتُم في بُروجٍ صَخريَّةٍ في قِلاعٍ مُشَيَّدَةٍ مَبنِيَّةٍ مُحَصَّنَةٍ ،

( ‌و إن تُصِبهُم حَسَنةٌ يقولوا هذِهِ من عندِ اللهِ و إن تُصِبهُم سَيّئَةٌ يقولوا هذِهِ مِن عندِك )

و هؤلاءِ المُنافِقون إن تُصِبهم غَنيمَةٌ يقولوا هذِهِ من عندِ اللهِ أصابَنا بِها و إن تُصِبهُم جِراحٌ أو هَزيمَةٌ يقولوا هذِهِ مِن عندِكْ نِفاقاً و عِناداً ،

(‌ قُل كُلٌّ من عندِ اللهِ فَمالِ هؤلاءِ القومِ لا يَكادونَ يَفقَهونَ حديثاً ؟)

قُل لهم يا حبيبي إنَّ الحَربَ كَرٌّ و فَرٌّ و جِراحٌ و قَتلٌ فَكُلٌّ ما يَنالُكُم فيها هوَ مِن عندِ اللهِ بِتَقديرِهِ فما بالِ هؤلاءِ المُنافِقينَ لا يَكادونَ يَفهَمونَ حديثاً و كَلاماً ؟؟؟

( ما أصابَكَ مِن حَسَنةٍ فَمِنَ اللهِ وَ ما أصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفسِك )

و قُل للمُنافِقينَ إنّ ما أصابَكَ مِن حَسَنَةٍ فهيَ‌ مِنَ اللهِ و ما أصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فهيَ مِن نَفسِكَ و أنتَ سَبَبُها و ليسَ اللهُ بِظالِمٍ ،

(‌ و أرسلناكَ للنّاسِ رَسولاً وَ كفيٰ باللهِ شهيداً )

و أرسلناكَ يا رسولَ اللهِ للنّاسِ رَسولاً تُبَلِّغُهُم رِسالَةَ اللهِ فَأنتَ وَسيلَة الخَيْرِ إليهِم لا واسِطَة السّوءِ و كفيٰ باللهِ شاهِداً عليهِم ،

(‌ مَن يُطِعِ الرَّسولَ فَقَد أطاعَ اللهَ و مَن تَولّيٰ فما أرسلناكَ عليهِم حَفيظاً )

أيّها المُسلِمونَ مَن يُطيعُ رسولِ اللهِ أمرَهُ و يُبايِع عَلِيّاً (ع) بالخِلافَةِ و الوِلايَةِ مِن بَعدِهِ فَقَد أطاعَ اللهَ الّذي نَصَبَهُ لها و مَن وَلّيٰ مُعانِداً فما أرسلناكَ يا مُحمّد (ص) عليهِم حَفيظاً تُجبِرُهُم عليٰ دخولِ الجَنّه ،

( ‌و يَقولونَ طاعَةٌ فإذا بَرَزوا مِن عِندكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنهُم غَيرَ الّذي تقول )

والمُنافِقونَ يقولونَ بِألسِنَتِهِم طاعَةٌ لكَ يا مُحمّد نُبايِع عَليّاً‌ و بَخٍ بَخٍ لِعَليٍّ فإذا بَرَزوا مِن عِندِكَ إليٰ خِيامِهِم تَآمَروا ضِدَّهُ و بَيَّتَ جَماعَةٌ مِنَ المُنافِقينَ غَيرَ الّذي تَقولُ في عليٍّ و أجمَعوا عليٰ عِداءِهِ و قَتلِهِ ،

(‌ واللهُ يكتُبُ ما يُبَيِّتونَ فَأعرِض عَنهُم و تَوَكّل عليٰ اللهِ و كفيٰ باللهِ وكيلاً )

واللهُ يعلَمُ بما يُبَيِّتونَ لهُ و هو يكتُبُ ما يُبَيِّتونَ في صَحائِفِ أعمالِهم فيُحاسِبُهم عليها و يُعاقِبُهم عليٰ تَآمُرِهِم في الجَحيم فَأعرِض عَنْهُم و تَوَكَّل عليٰ اللهِ و كفيٰ باللهِ وكيلاً لِعَليٍّ (ع) يَصونَهُ مِنَ القَتل ،

(‌ أفَلا يَتَدبَّرونَ القُرآنَ و لو كانَ مِن عندِ غَيرِ اللهِ لَوَجدوا فيهِ اختِلافاً كثيراً ؟)

أفَلا يَتدَبّرونَ ألفاظَ القرآنِ و مُعانِيهِ البَليغَةِ المُتَشابِهَةِ المُنَسَّقَةِ الرَّصينَةِ‌ تَدَبُّرَ فَهمٍ و مَعرِفَةٍ بِأَنّهُ ليس هُجراً بَل إنّهُ كلام اللهِ و لو كانَ مِن عندِ غيرِ اللهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلافاً كَثيراً في اللّفظِ و المَعنيٰ ،

(‌ و إذا جاءَهُم أمرٌ مِنَ الأمنِ أوِ الخَوْفِ أذاعُوا بِهِ )

و إنّ المُنافِقينَ إذا جاءَهُم خَبَرٌ مِنَ الأمنِ و غَلَبَةِ جَيشِ الإسلامِ في الجِهادِ أو خَبَرٌ مِنَ الخَوفِ و تَحمُّلِ الخَسارَةِ أَذاعُوا بِهِ و نَشَروهُ قَبلَ أن يأمُرُهُم رسولُ الله ،

(‌ و لَو رَدّوهُ إليٰ الرّسولِ و إليٰ اُولي الأمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الّذين يَستَنبِطونَهُ منهُم )

و لو أنّهم رَدّوا أمرَ الخَبَرِ الّذي جآءَهُم إليٰ الرّسولِ و إليٰ عليّ بن أبي طالبٍ (ع) و الأَئِمَّةِ من أهل البَيْتِ (ع) كَي يَأمُروا بما هُوَ الأصلَحُ مِن إخفاءِ الخَبَرِ أو نَشرِهِ لَعَلِمَ مَصلَحَتَهُ الّذين يَستنبِطونَهُ مِنهُم و هُم آلُ محمّدٍ (ص) ،

(‌ و لو لا فَضلُ اللهِ عليكُم و رَحمَتُهُ لاتبَّعتُمُ الشّيطانَ إلاّ قَليلا )

و لو لا فَضلُ اللهِ عليكُم أيّها المُسلِمونَ و رَحمَتَهُ بِأن جَعَل مُحمّداً و آلَهُ (ص) اُولي الأمرِ المُستَنبِطونَ عليكُم لاتَّبعتُمُ الشّيطانَ جميعاً إلاّ عَدَداً قَليلاً مِنكُم ،

( فَقاتِل في سبيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إلاّ نَفَسَك )

فقاتِل يا رسولَ‌ اللهِ أعداءَ اللهِ لا تُكَلَّفُ مِن جانِبِ اللهِ في القِتالِ إلاّ أنتَ و نَفسَكَ عليٌّ (ع) إذ لا فَتيٰ إلاّ عليّ لا سَيفَ إلاّ ذوالفِقار ،

( و حَرِّضِ المُؤمِنينَ عَسيٰ اللهُ أن يَكُفَّ بَأسَ‌ الَّذين كَفَروا واللهُ أَشَدُّ بَأساً و أشَدُّ تنكيلاً )

و يَجِبُ عليكَ أن تُحَرِّضِ المُؤمنينَ المُوالينَ لكُم عليٰ القِتال في سبيلِ اللهِ عَسيٰ أن يَكُفَّ اللهُ خَطَرَ الّذين كَفَروا أبوجَهلٍ و أبوسفيانَ و الحِزبَ الاُمَويَّ و اللهُ أشَدُّ قُوَّةً و خَطَراً مِنهُم و أشَدُّ تنكيلاً بِهِم مِنهُم ،

( مَن يَشفَع شَفاعَةً حَسَنةً يكُن لهُ نَصيبٌ منها )

واعلَموا يا مُسلِمينَ مَن يَشفَع شَفاعَةً حَسَنَةً لِشيعَةِ آل مُحمّدٍ (ص) فَيُنجّي المَظلومَ مِنهُم مِن أيدي الظَّلَمَةِ أعداءِهِم يَكُن لهُ نَصيبٌ مِنَ الأجرِ و الثّوابِ

( و مَن يَشفَع شَفاعَةً سَيِّئَةً يكُن لهُ كِفلٌ مِنها و كانَ اللهُ عليٰ كلِّ شيءٍ مُقيتا )

و مَن يَشفَع شَفاعَةً سيِّئَةً لديٰ الظَّلَمَةِ كي يُؤذي شيعةَ آل محمّدٍ (ص) يَكُن لهُ نصيبٌ مِنَ الوِزرِ و الظُّلمِ و إن لَم يُباشِرُهُ و كانَ اللهُ عليٰ كُلِّ شييءٍ قبيحٍٍ مُقيتاً مُبغِضاً ،

( و إذا حُيّيتُم بِتَحِيَِّةٍ فَحيّوا بِأحسَنَ مِنها أو رُدّوها إنَّ اللهَ كانَ عليٰ كُلِّ شيءٍ حسبياً )

أيّها المُسلِمونَ إذا حُييّتُم بِتَحييَّةِ السَّلامِ فَحَيّوا بِأحسَنَ مِنها أو رُدّوها فَمَن قالَ سلامٌ عليكُم أجيبوهُ عليكُم السّلام و رَحمة الله إنَّ اللهَ كانَ عليٰ كُلِّ شيءٍ يأمُركُم بِهِ مُحاسِباً ،

( أللهُ لا إلـه إلاّ هُوَ لَيَجمَعنَّكُم إليٰ يومِ القيامَةِ لا رَيْبَ فيهِ و مَن أصدَقُ مِنَ اللهِ حديثاً ؟)

اللهُ جَلَّ جَلالَهُ لا إلـٰه إلاّ هُوَ وَحدَهُ لا شريكَ لهُ بالتّأكيدِ القَطعيّ سَيَجمَعكُم لِلحِساب في يَومِ القيامَةِ لا شَكَّ فيهِ و مَن هُوَ أصدَقُ مِنَ اللهِ حديثاً و وَعداً ؟

( فمالَكُم في المُنافِقين فِئَتَينِ و اللهُ أركَسَهُم بِما كسَبوا )

نَسألُ مُستَنكِرينَ مالكُم أيُّها المُسلِمونَ صِرتُم بِشَأنِ المُنافِقينَ فِرقَتَيْن فِرقةٌ مُداهِنَةٌ مُجامِلَةٌ لهم و فِرقَةٌ ساكِتَةٌ عنهُم مع أنَّ اللهَ أخزاهُم و أذَلّهُم بِما كَسَبوا مِن دَحرَجَةِ الدِّباب ،

( أتُريدونَ أن تَهدوا مَن أضَلَّ اللهُ و مَن يُضلِلِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لهُ سبيلا )

أتُريدونَ بِهذا الاُسلوبِ أن تَهدوا المُنافِقين الّذين تَرَكَهُمُ اللهُ في ضَلالِهِم يَعمَهونَ‌ و مَن تَركَهُ اللهُ في ضَلالِهِ فَأبداً لَن تَجِدوا لهُ سبيلاً لِلهدايَةِ ،

(‌ ودّوا لَو تكفرونَ كما كفروا فتكونونَ سَوآءً فلا تَتّخِذوا مِنهُم أولياء )

وَدّ المنافِقون لو تكفرونَ بِوِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) أيّها المُسلِمونَ كما كفَروا هُم بِوِلايَتِهِم فتكونونَ مَعَهُم سوآءٌ في النِّفاقِ فلا تَتَّخِذوا مِنهُم خُلَفاءَ و أولياءَ و أصدِقاءَ أبَداً ،

( حتّيٰ يُهاجِروا في سبيلِ اللهِ فإن تَولّوا فَخُذوهُم واقتُلوهُم حيثُ وَجدتُموهُم )

حتّيٰ يَضطَرَّ المُنافِقونَ أن يُهاجِروا مِن نِفاقِهِم في سبيلِ اللهِ إليٰ وِلايَةِ آل محمدٍ (ص) فإن تَوَلّوا عَن وِلايَةِ محمدٍ و آلِهِ (ص) و حارَبوكُم فَخُذوهُم اُسَرآءَ واقتُلوهُم حيثُ وَجدتُموهُم ،

( و لا تَتّخِذوا منهُم وَليّاً و لا نصيراً‌ )

و لا تَتَّخِذوا أيُّها المُسلِمونَ مِنَ المُنافِقينَ و النّواصِبِ و الكافرينَ بِوِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) وَلِيّاً لِلأمرِ خليفةً كمُعاوِيَة و حِزبِهِ و لا تَتَّخِذوا منهم نصيراً و مُعيناً ،

( إلاّ الّذين يَصِلونَ إليٰ قومٍ بَيْنكُم و بَيْنَهُم ميثاقٌ )

إلاّ بَني أسلَم خُلَفاءَ قُريشٍ الّذين أرسَلوا هِلال بن عُوَيمِر الأسلَميّ لِيُصالِحَ رسول اللهِ عليٰ أن لا يغزو بَني الأسلَمَ و أعطاهُ النّبيُّ الميثاقَ فلا تَقتُلوهُم ،

( أو جاؤكم حَصِرَت صُدورُهم أن يُقاتِلوكُم أو يُقاتِلوا قَوْمَهُم )

و لا تَقتُلوا الّذين جاؤكم مُسالِمينَ ضاقَت صُدورُهُم و كَرِهُوا أن يُحارِبوكُم أو أن يَشتَرِكوا مَعَ قومِهِم في قِتالِكم فلا تَتَعرَّضوا لهُم لِأنّهُم لَيْسوا مُحارِبين

( و لو شآءَ اللهُ لَسَلَّطَهُم عليكُم فَلَقاتَلوكُم )

و إنّما حَصِرَت صدورُهُم مِن قِتالِكُم بِمَشيئَةِ اللهِ و عِنايَتِهِ بكُم و لو شآءَ اللهُ أن لا يمنَعَهُم لَسَلَّطهُم عليكُم فَلَقاتِلوكُم لِأنّهُم كُفّارٌ ،

( فَإن اعتَزَلوكُم فَلَم يُقاتِلوكم و ألقَوا إليكُمُ السَّلَم فما جَعَلَ اللهُ لكم عليهِم سبيلاً )

فإن اعتَزَلوا أَذاكُم و لَم يُقاتِلوكم و ألقَوْا إليكُم عَهدَ المُسالِمَةِ و الأمانِ فما جَعَلَ اللهُ لكُم عليهِم سبيلاً مِن قتالِهِم لأِنّهم ليسوا مُحارِبينَ بَل هُم مُسالِمين ،

(‌ سَتَجِدونَ آخَرينَ يُريدونَ أن يأمَنوكُم و يَأمَنو قومَهُم كلّما رُدّوا إليٰ الفِتنَة اُركِسوا فيها )

و سَتَجِدونَ قوماً آخَرين مِنَ المُنافِقينَ يُريدونَ أن يَأمَنوكُم و يَأمَنوا مِن قومِهِم الكُفّار فيُظهِرونَ لكُم الإيمانَ و لهُمُ الكُفْرَ كُلّما رُدّوا إليٰ الكُفرِانِ اُركِسوا فيها و خَرّوا سريعاً ،

( ‌فإن لم يَعتَزِلوكُم و يُلقوُا إليكُم السَّلَم و يَكُفّوا أيدِيَهُم فَخُذوهُم و اقتُلوهُم حيثُ ثَقِفتُموهُم )

فَإن لَم يَعتَزِلوكُم و أذاكُم هؤلاءِ المُنافِقون و لَم يُلقوا إليكُمُ السَّلَمَ و الأمانَ و لم يَكُفّوا أيدِيَهُم عنكُم فخُذوهُم و اقتُلوهُم حيثُ وجَدتُموهُم و أسَرتُموهُم ،

( و أولئِكُم جَعلنا لكُم عليهِم سُلطاناً مبيناً )

و أولئِكُمُ المُنافقينَ المُحارِبينَ النّواصِبَ لكُم العِداءَ جعلنا لكُم عليهِم سُلطاناً و سيطَرةً تامَّةً تفعلونَ‌بِهِم ما شِئتُم مِن الفَتك ،

( و ما كانَ لِمُؤمِنٍ أن يَقتُلَ مُؤمِناً إلاّ خَطَاءً و مَن قَتَلَ مُؤمِناً خَطَاءً ، فَتَحريرُ رَقَبَةٍ مُؤمِنَةٍ )

و لا يَجوزُ شَرعاً و ما كانَ جائِزاً لِمُؤمِنٍ أن يَقتُلَ‌ مُؤمِناً أبَداً‌ إلاّ أن يكونَ القَتلُ خَطَاءً لا عَمداً و مَن قَتَلَ مُؤمِناً خَطَاءً فَيَجِبُ عليهِ تَحرير و عِتق رَقَبَةٍ مُؤمِنةٍ ،

( وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إليٰ أهلِهِ إلاّ‌ أن يَصَّدّقوا )

و يَجِب عليهِ إيضاً مَعَ تحريرِ الرَّقَبَةِ أن يَدفَعَ دِيَةَ مِأةَ إبِلٍ و يُسلِّمَها إليٰ أهلِ المَقتولِ إلاّ أن يَتَصدَّقوا عليهِ بالدِّيَةِ أو قِسماً مِنها ،

(‌ فَإن كانَ مِن قَومٍ عَدوٌّ لكُم و هُوَ مُؤمِنٌ فَتَحريرُ رَقَبَةٍ مُؤمِنَةٍ )

فإن كانَ المَقتولُ مِن المُحاربينَ لكُم مِن أعداءِكُمُ المُؤمنينَ فلا دِيَةَ لهُ لِمُحارِبتِهِم لكُم و تَكفي الكَفّارَةُ تَحريرُ رَقَبَةٍ مُؤمِنَةٍ فَقَط ،

( و إن كانَ مِن قَومٍ بَيْنَكُم و بَيْنَهُم مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إليٰ أهلِهِ و تَحريرُ رَقَبَةٍ مُؤمِنَةٍ )

و إن كانَ المُقتولُ مِن قومٍ بينكم و بينهم ميثاقُ الذِّمّةِ فيَجِبُ دَفع دِيَةِ الذِّمّيِ و تَسليمِها إليٰ أهلِهِ و تَحريرُ رَقَبَةٍ مُؤمِنَةٍ ،

(‌ فَمَن لَم يَجِد فَصِيامُ شَهرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوبَةً مِنَ اللهِ و كانَ اللهُ عليماً حكيماً )

فَمَن لَم يَجِد طَوْلاً و لَم يَتَمكَّن مِن دَفعِ الدِّيَةِ فَيَجِبُ عليهِ صيامُ شَهرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ و تَوبَةً إليٰ اللهِ مِن ذَنبِهِ فَيَتوبُ عليهِ و كانَ اللهُ‌ عليماً حكيماً بِمَصالِحِكُم ،

( و مَن يَقتُل مُؤمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤهُ جَهَنَّم خالِداً فيها و غَصِبَ اللهُ عليهِ و لَعَنَهُ‌ و أعَدَّ لهُ عذاباً‌ عظيماً )

و مَن يقتُل مُؤمِناً و لو جَنيناً كمُحسِنِ الزَّهرآءِ قتلاً مُتَعمّداً فلا يتوبُ اللهُ عليهِ فَجَزاؤهُ جَهَنَّم خالِداً فيها و غَضِبَ اللهُ عليهِ و لَعَنَهُ فَأوجَبَ القِصاصَ مِنهُ و أعَدّ لهُ عذاباً عظيماً في جَهنّم ،

(‌ يا أيّها الّذين آمَنوا إذا ضَربتُم في سبيلِ اللهِ فَتَبيَّنوا و لا تقولوا لِمَن ألقيٰ إليكُمُ السّلام لستَ مُؤمِناً )

يا أيّها المُسلِمونَ إذا ضَرِبتُم في سبيلِ اللهِ لِلجهادِ فلا تَضرِبوا ضَربَةً عَشوآءَ بل تَبَيّنوا و تَحقَّقوا حَوْلَ المُستَسلِمِ و لا تقولوا لِكُلِّ مَن ألقيٰ إليكُم الإستِسلامَ لَستَ مُؤمِناً بَل تُريدُ النَّجاةَ فَتَقتُلوهُ ،

(‌ تَبتَغونَ عَرَضَ الحياةِ الدُّنيا فعِندَ اللهِ مَغانِمُ كثيرةٌ )

كُلُّ ذلِكَ لِأجلِ أن تَكسِبوا الغَنيمَةَ مِنهُ تَطلُبونَ عَرَضَ الحياةَ‌ الدُّنيا الزّائِلَةَ بل دَعوها فَعِندَ اللهِ مَغانِمَ كثيرةً أعَدَّها لِلمُتّقين ،

(‌ كذلِكَ كنتُم مِن قَبلُ فَمَنَّ اللهُ عليكُم فَتَبيَّنوا إنَّ اللهَ كان بما تَعمَلونَ خبيراً )

كذلكَ كنتُم مِن قَبلُ تُصانُ نُفوسُكم و أعراضُكم و أموالُكم بإظهارِ الإسلامِ فَمَنّ اللهُ عليكم بالإيمان فَتَبيَّنوا حالَ مَن أظهَر الإسلامَ إنَّ اللهَ‌ كانَ بما تعملون خبيراً ،

( لا يستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ غَيرُ اُولي الضَّرَرِ و المُجاهِدونَ في سبيلِ اللهِ بأموالِهِم و أنفُسِهِم )

لا يستوي دَرَجَةً و فَضلاً و شَأناً كُلٌّ مِنَ‌ القاعِدينَ عنِ الجِهادِ من المُسلمينَ بإستِثناءِ الضَّريرِ والأعميٰ لا يَستَوونَ‌ مَع المُجاهِدينَ في سبيلِ اللهِ بِأموالِهم و أنفُسِهِم ،

( فَضَّلَ اللهُ المُجاهِدينَ بِأموالِهِم و أنفُسِهِم عليٰ القاعِدينَ دَرَجَةً و كُلاًّ وَعَدَ اللهُ الحُسنيٰ )

فَقَد فَضَّلَ اللهُ مِنْ فَضلِهِ المُجاهدينَ في سبيلِهِ بأموالِهم و أنفُسِهم عليٰ القاعِدينَ اُولي الضَّرَرِ المَرضيٰ و العِميان دَرَجةً‌ و كُلاًّ مِنهُم وَعدَهُ اللهُ أن يُثيبَهُ الحُسنيٰ والجَنّه ،

( وَ فَضَّلَ اللهُ المُجاهِدينَ عليٰ القاعِدينَ أجراً عظيماً‌‌ )

وَ فَضَّلَ اللهُ المُجاهِدينَ كآلِ مُحمّدٍ (ص) و حِزبِهِم عليٰ القاعِدينَ عَنِ الجِهادِ مِن سائِرِ المُسلِمينَ أجراً عظيماً فَهُم أفضَلُ الخَلقِ و البَشَرِيَّةِ ،

( دَرَجاتٍ منهُ و مَغفِرَةً و رَحمَةً و كانَ اللهُ غَفوراً رحيماً )

وَ فَضَّلَ اللهُ مُحمّداً و آل محمّدٍ (ص) و شيعَتِهمُ المُجاهِدينَ دَرجاتٍ كثيرةٍ مُختَلِفَةٍ حَسبَ جِهادِهِم و مَنَحَهُم مَغفِرَةً مِنهُ و رَحمَةً و كانَ‌ اللهُ بِهِم غفوراً رَحيماً ،

( إنَّ الّذين تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أنفُسِهِم قالوا فِيمَ كنتُم قالوا كُنّا مُستَضعَفينَ في الأرض )

إنَّ المُسلِمينَ الّذين تَتَوفّاهُمْ ملائِكَةُ المَوتِ في حينِ كَوْنِهِم ظالِمينَ لِأنفُسِهِم بالخُضوعِ تَحتَ حُكمِ وُلاةِ الجَوْرِ و الظَّلَمَةِ قالَت الملائِكَةُ لهُم فِيمَ كنتُم مِن حالٍ في حياتِكُم قالوا كُنّا مُستَضعَفينَ في الأرضِ مِنَ المُستَكبِرين ،

(‌ قالوا ألَم تَكُن أرضُ اللهِ واسِعةً فتُهاجِروا فيها ؟ فأولئِكَ مأواهُم جَهنَّمُ و سآءَت مَصيراً )

قالَ لهُم الملائِكَةُ مُوَبِّخينَ ألَم تَكُن أرضُ اللهِ واسِعَةً فتُهاجِروا فيها فَتَنجوا مِن إستِضعافِ المُستَكبِرين ؟ فَأولئِكَ الحَمقيٰ المُستَضعَفونَ مَأواهُم جَهنَّمُ و سآءَت مَصيراً لهُم ،

( إلاّ المُستَضعَفينَ مِن الرِّجالِ و النِّساءِ و الوِلدانِ لا يَستَطيعونَ حيلَةً و لا يَهتَدونَ سبيلاً )

إلاّ المُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجال و النِّساءِ و الأطفالِ الّذين لا يَقدِرونَ عليٰ الهِجرَةِ و لا يستَطيعونَ عليٰ حيلةٍ من التَّخلُّصِ مِنَ الإستِضعافِ و لا يَعرِفونَ الإستِسلامَ لَستَ مُؤمِناً بَل تُريدُ النَّجاةَ فَتَقتُلوهُ ،

( ‌تَبتَغونَ عَرَضَ الحياةِ الدّنيا فعِندَ اللهِ مَغانِمُ كثيرةٌ )

كُلُّ ذلِكَ لِأجلِ أن تَكسِبوا الغَنيمَةَ مِنهُ تَطلُبونَ عَرَضَ الحياةَ الدُّنيا الزّائِلَةَ بل دَعوها فَعِندَ اللهِ مَغانِمَ كثيرةً أعَدَّها لِلمُتّقين ،

( كذلِكَ كنتُم مِن قَبلُ فَمَنَّ اللهُ عليكُم فَتَبيَّنوا إنَّ اللهَ كان بما تَعمَلونَ خبيراً )

كذلكَ كنتُم مِن قَبلُ تُصانُ نُفوسُكم و أعراضُكم و أموالُكم بإظهارِ الإسلامِ فَمَنَّ اللهُ عليكم بالإيمان فَتَبيَّنوا حالَ مَن أظهَر الإسلامَ إنَّ اللهَ كانَ بما تعملون خبيراً ،

(‌ لا يستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ غَيْرُ اُولي الضَّرَرِ والمُجاهِدونَ في سبيلِ اللهِ بأموالِهِم و أنفُسِهِم )

لا يستوي دَرَجَةً و فَضلاً و شَأناً كُلٌّ مِنَ القاعِدينَ عنِ الجِهادِ من المُسلمينَ بِإستِثناءِ الضَّريرِ و الأعميٰ لا يَستَوونَ مَع المُجاهِدينَ في سبيلِ اللهِ بِأموالِهم و أنفُسِهِم ،

( فَضَّلَ اللهُ المُجاهِدينَ بِأموالِهِم و أنفُسِهِم علي القاعِدينَ دَرَجَةً و كُلاًّ وَعَدَ اللهُ الحُسنيٰ )

فَقَد فَضَّلَ مِن فَضلِهِ المُجاهدينَ في سبيلِهِ بأموالِهم و أنفُسِهم عليٰ القاعِدينَ اُولي الضَّرَرِ و العِميان دَرَجةً و كُلاًّ مِنهُم وَعدَهُ‌ اللهُ أن يُثيبَهُ الحُسنيٰ والجَنّه ،

( وَ‌ فَضَّلَ‌ اللهُ المُجاهِدينَ عليٰ القاعِدينَ أجراً عظيماً )

‌وَ‌ فَضَّلَ اللهُ المُجاهِدينَ كآلِ مُحمّدٍ (ص) و حِزبِهِم عليٰ القاعِدينَ عَنِ الجِهادِ مِن سائِرِ المُسلِمينَ أجراً عظيماً فَهُم أفضَلُ الخَلقِ و البَشَرِّيَةِ ،

( دَرَجاتٍ‌ منهُ و مَغفِرَةً و رَحمَةً و كانَ اللهُ‌ غَفوراً رحيماً )

و فَضَّلَ اللهُ مُحمداً و آل محمدٍ (ص) و شيعَتِهمُ المُجاهِدينَ دَرجاتٍ كثيرةٍ مُختَلِفَةٍ حَسبَ جِهادِهِم و مَنَخَهُم مَغفِرَةً مِنهُ و رَحمَةً و كانَ اللهُ بِهِم غفوراً رَحيماً ،

( إنَّ الّذين تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أنفُسِهِم قالوا فِيمَ كنتُم قالوا كُنّا مُستَضعَفينَ في الأرض )

إنَّ المُسلِمينَ الّذين تَتَوفّاهُمْ ملائِكَةُ‌ المَوْتِ في حينِ كَوْنِهِم ظالِمينَ لِأنفُسِهِم بالخُضوعِ تَحتَ حُكمِ وُلاةِ الجَوْرِ و الظَّلَمَةِ قالَت الملائِكَةُ لهُم فِيمَ كنتُم مِن حالٍ في حياتِكُم قالوا كُنّا مُستَضعَفينَ في الأرضِ مِنَ المُستَكبِرين ،

(‌ قالوا ألَم تَكُن أرضُ اللهِ واسِعةً فتُهاجِروا فيها ؟ فأولئِكَ مأواهُم جَهَنَّمُ و سآءَت مَصيراً )

قال لهُم الملائِكَةُ مُوَبِّخينَ ألَم تَكُن أرضُ اللهِ واسِعَةً فتُهاجِروا فيها فَتَنجوُا مِن إستِضعافِ المُستَكبِرين ؟ فَأولئِكَ الحَمقيٰ المُستَضعَفونَ مَأواهُم جَهنَّمُ و سآءَت مَصيراً لهُم ،

(‌ إلاّ المُستَضعَفينَ مِن الرِّجالِ و النِّساءِ و الوِلدانِ لا يَستَطيعونَ حيلَةً و لا يَهتَدونَ سبيلاً )

إلاّ المُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجال و النِّساءِ و الأطفالِ الّذين لا يَقدِرونَ عليٰ الهِجرَةِ و لا يستَطيعونَ عليٰ حيلةٍ من التَّخلُّصِ مِنَ الإستِضعافِ و لايَعرِفونَ طَريقاً لِلفرار ،

( فَأولئِكَ عَسيٰ اللهُ أن يَعفوَ عنهُم و كانَ اللهُ عَفوّا غَفوراً )

فَأولئِكَ ليس مَأواهُم جَهنَّمُ إذ عَسيٰ اللهُ أن يَعفُوَ عنهُم رُضوخَهُم لِلمُستَكبِرينَ و كانَ اللهُ عَفُوّاً عَن عبادِهِ غفوراً لِذُنوبِهم ،

( و مَن يُهاجِر في سبيلِ اللهِ يَجِد في الأرضِ مُراغماً كثيراً وَ سَعَةً )

و كُلُّ مَن يُهاجِر في سبيلِ اللهِ من المُستَضعَفينَ مِن بلادِ المُستكبِرينَ يَجِد بِفَضلِ اللهِ في الأرضِ الّتي يُهاجِرُ إليها مَأويًٰ‌ و مَلاذاً كثيراً و رِزقاً واسِعاً ،

( وَ من يَخرُج مِن بَيتِهِ مُهاجِراً إليٰ اللهِ و رَسولِهِ ثُمَّ يُدرِكُهُ المَوْتُ فَقَد وَقَعَ أجرُهُ عليٰ اللهِ و كانَ اللهُ غَفوراً رحيماً )

و مَن يَخرُج مِن بَيْتِهِ مُهاجِراً في سبيلِ اللهِ مِن بلادِ الظّالِمينَ قاصِداً لِلّهِ و رَسولِهِ ثُمَّ يُدرِكُهُ المَوْتُ في طَريقِهِ فَقَد وَقَعَ أجرُ مَوتِهِ عليٰ اللهِ كالشَّهيدِ و كانَ اللهُ غفوراً رَحيماً بِهِ ،

( و إذا ضَرَبتُم في الأرضِ فَلَيسَ عليكُم جُناحٌ أن تَقصُروا مِنَ الصَّلاةِ )

و إذا ضَربتُم في الأرضِ بالسَّيْرِ و السَّفَرِ قاصِدينَ ثَمانِيَةَ فَراسِخ فَيَجِبُ عليكُم تَقصيرَ الصَّلوةِ الرُّباعِيَّةِ فليس عليكُم جُناحٌ أن تَقصُروا مِنَ الصَّلاة بَل عليكُم جُناحٌ إذا لَم تَقصُروا ،

( إن خِفتُم أن يَفتِنَكُمُ الّذين كفَروا إنَّ الكافِرينَ كانوا لكُم عَدوّاً مُبيناً )

و كذلكَ يَجِبُ عليكُم أن تَقصُروا مِنَ الصَّلاة حالِ الخَوْفِ إن خِفتُم أن يُبليكُم بِقَتلٍ أو أسرٍ أَلّذينَ كفَروا إنَّ الكافرينَ كانوا لكُم عَدوّاً بَيِّناً مُحارِباً ،

(‌ و إذا كنتَ فيهم فأقمتَ لهُمُ الصّلوة فَلتَقُم طائِفَةٌ منهُم مَعَك و ليَأخُذوا أسلِحَتَهُم )

و إذا كُنتَ فيهِم يا رسول الله (ص) فَأقمتَ لهُم صلاةَ الخَوْفِ جَماعَةً فلتَقُم طائِفَةٌ منهُم مَعَكَ مأمومينَ و ليَأخُذوا أسلِحَتَهُم مَعَهُم فيها ،

( فإذا سَجَدوا فليكونوا مِن وَرائِكُم ولتأتِ طائِفَةٌ اُخريٰ لَم يُصَلّوا فليُصلّوا مَعَك )

فإذا سَجَدوا هؤلاء المُقتَدينَ بك فَليُخَفِّفوا الرَّكعَة الثّانِيَةَ مُفرَدَةً و لِيُسلِّموا فليكونوا مِن ورائِكُم أمامِ العَدوّ و لتَأتِ طائِفَةٌ اُخريٰ لَم يُصَلّوا بَعدُ فَليَأتَمّوا في الرَّكعةِ الثّانِيَةِ و ليُصلّوا مَعَكَ جماعَةً ،

(‌ و ليَأخُذوا حِذرَهُم و أسلِحَتَهُم وَدَّ الّذينَ كفَروا لَوْ تَغفلونَ عَن أسلِحَتِكُم و أمتِعَتِكُم فيَميلونَ عليكُم مَيْلَةً واحِدَةً )

و ليأخُذوهُ حِذرَهُم و أسلِحَتَهُم و لا يَضَعوها عَنهُم في الصّلوةِ إذ وَدَّ الّذين كفَروا لو تَغفَلونَ عن أسلِحَتكُم و عِتادِكُم فيَميلونَ و يَهجُمونَ عليكُم هَجمَةً مُباغِتَةً دَفعَةً واحِدَةً ،

(‌ و لا جُناحَ عليكم إن كانَ بِكُم أذيًٰ مِن مَطَرٍ أو كنتُم مَرضيٰ أن تَضَعوا أسلِحَتَكُم و خُذوا حِذرَكُم إنَّ اللهَ أعَدّ لِلكافِرينَ عَذاباً مُهيناً )

و لا حَرَجَ عليكُم إن كانَ بِكُم أذيًٰ مُرهِقاً مِن مَطَرٍ أو كنتُم مَرضيٰ و ما شاكَلَ أن تَضَعوا أسلِحَتَكُم حينَ صلاةِ الخَوْفِ و خُذُوا حِذرَكُم مِنَ العَدوِّ و لا تَغفَلوا إنَّ اللهَ أعَدَّ للكافرينَ هلاكاً و اندِحاراً ،

(‌ فإذا قَضيتُم الصَّلوة فاذكروا اللهَ قِياماً و قُعوداً و عليٰ جنوبِكُم )

فَإذا قضيتُم صلاة الخَوْفِ فاذكروا اللهَ بَعدَها بِتَسبيحاتِ الزَّهراءِ (ع) حيثُما كنتُم قِياماً و قُعوداً و نِياماً لِيَكونَ جُبراناً عَنِ الرَّكعتين السّاقِطَتَيْن ،

( فَإذا إطمَأنَنتُم فأقيموا الصّلوةَ إنَّ الصّلوةَ كانت عليٰ المُؤمِنين كِتاباً مَوقوتاً )

فإذا إطمَأَنتُم مِنَ الأعداءِ فَأقيموا الصّلاةَ كامِلَةً مِن غَيرِ تَقصيرٍ و لا تَخفيفٍ إنَّ الصَّلوة كانَت فَريضَةً علي المُؤمنينَ مَكتوبَةً موقوتَةً بِأوقاتِها ،

(‌ و لا تَهِنوا في ابتِغاءِ القَومِ إن تكونوا تَألَمونَ فَإنّهُم يَألَمونَ كما تَألَمون )

و لا يَأخُذكُمُ الضَّغفُ والوَهنُ و الجُبنُ في ابتِغاءِ قِتالِ القَوْمِ المُحارِبينَ لكُم فإن كنتُم تألَمونَ مِنَ القتالِ فإنّهم أيضاً يَألَمون مِنها كما تألَمون عليٰ السِّوآء

( و تَرجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرجُونَ و كانَ اللهُ عليماً حكيماً )

و مَعَ أنّكُم تَرجُونَ مِنَ اللهِ الأجرَ و الثَّوابَ عليٰ آلامِكُم و هُم لا يرجُونَ ذلِكَ لِعَدَمِ إيمانِهم و كانَ اللهُ عليماً بِأحوالِكُم حكيماً بِمَصالِحِكُم ،

( إنّا أنزَلنا إليكَ الكِتابَ بالحَقِّ لِتَحكُمَ بَيْنَ النّاسِ بما أراكَ اللهُ و لا تَكُن لِلخائِنينَ خَصيماً )

يا رسولَ الله (ص) إنّا أنزَلنا إليكَ القُرآنَ يأمُرُ بالحَقِّ و بِوِلايَةِ عليٍّ فهو معَ الحَقّ و الحَقُّ معَ عليّ‌ (ع) لِتَحكُمَ بَيْن النّاسِ بما أراكَ اللهُ مِن الحَقِّ و العَدلِ و لا تَكُن لِلخائِنينَ بِحَقِّ عليٍّ (ع) مُخاصِماً عنهُم ،

( واستَغفِرِ اللهَ إنَّ اللهَ كانَ غَفوراً رحيماً )

واستغفِرِ اللهَ يا رسولَ الله (ص) لِما كُنتَ خصيماً لِمُناوِئي عائِشَةَ و حَفصَةَ‌ و دفاعَكَ عنهُما لِأَنّهُما مِن أزواجِكَ معَ أنَّها مِنَ الخائِنينَ بِحَقِّ عليٍّ (ع) إنَّ اللهَ كانَ غفوراً رَحيماً بِك ،

( و لا تُجادِل عَنِ الّذين يَختانونَ أنفُسَهُم إنّ الله لا يُحِبُّ مَن كان خوّاناً أثيماً )

و يا حبيبي لا تُجادِل مَن يَتَّهِم عائِشَةَ بالخِيانَةِ دفاعاً عنها و رَبعَها الّذين يَخونونَ أنفُسَهُم بارتِكابِ الخِيانَةِ إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَن كان كثير الخِيانَةِ كثيرَ الإثمِ و الفِسقِ كعائِشَه تُهاربُ عليّاً .

(‌ يَستَخفونَ مِنَ النّاسِ و لا يَستَخفونَ مِنَ اللهِ و هُوَ مَعهُم إذ يُبَيِّتونَ ما لا يَرضيٰ مِنَ القولِ و كانَ اللهُ بِما يَعملونَ مُحيطاً )

إنَّ عائِشَةَ و حَفصَةَ و أبوَيْهِما و ذَويهِما يَستَخفونَ مِنَ النّاسِ خياناتِهم و تآمُرِهِم و لكنّهم لا يَتمَكّنونَ مِن الإخفاءِ عليٰ اللهِ إذ هُوَ يُراقِبُهُم دائِماً ،

و حينما يُبَيِّتونَ مُؤامَرَةَ المَعاضِر لِكَي يُحرِموكَ مِن عِرسِكَ و كانَ اللهُ بما يعمَلونَ محيطاً

( ها أنتُم هآؤُلاءِ جادَلتُم عَنهُم في الحياةِ الدُّنيا فَمَن يُجادِلُ الله عنهُم يومَ القيامَةِ أم مَن يكونُ عليهم وكيلاً )

ها أنتُم يا أصحابَ مُحمّدٍ (ص) جادَلتُم عَن عائِشَةَ و حَفصَةَ و ذَويهِما لِتُبَرِّؤهُما في الحياة الدُّنيا و لـٰكِن فَكِّروا مَنِ الّذي سيُجادل عنهُم يوم القيامَةِ لِيُخلِّصَهُم مِن النّار أم مَن يكونُ عليهِم وكيلاً يومَئِذٍ ،

( و مَن يعمَل سوءً أو يَظلِم نَفسَهُ ثُمَّ يستَغِفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفوراً رحيماً )

واعلَموا أنَّ مَن يعمَل عَملاً سَيِّئاً أو يَظلِم نَفسَهُ بارتِكابِ إثمٍ مِن شيعَةِ آل محمّدٍ ‌(ص) ثُمَّ يَستَغفِرِ اللهَ و يَتوبُ عَن ذَنبِهِ يَجِدِ اللهَ غفوراً لِذَنبِهِ رحيماً بِهِ ،

( وَ مَن يَكسِب إثماً فإنّما يَكسِبُهُ عليٰ نَفسِهِ و كانَ اللهُ عليماً حكيماً )

وَ مَن يَكسِب إثماً مِن مُخالِفي آل محمدٍ (ص) فإنّما يَكسِبُهُ عليٰ نَفسِهِ إذ سيُعاقَبُ عِقاباً شَديداً عليهِ و لن يَتوبَ اللهُ عليهِ و كانَ اللهُ عليماً حكيماً بِجَزاءِهِ العادِل ،

( و مَن يَكسِب خَطيئَةً أو إثماً ثُمَّ يَرمِ بهِ بَريئاً فَقَدِ احتَمَلَ بُهتاناً و إثماً‌ مُبيناً )

و مَن يَكسِب خَطيئَةً كعائِشَةَ أو إثماً كالخِلَّةِ لِمروان أو إرضاعِ الرِّجالِ الأجانِب ثُمَّ يَرمِ بِهِ بَريئاً كمارِيَةَ القِبطيَّةَ البَريئَةَ فقدِ احتَمَلَ بُهتاناً و إثماً واضِحاً ،

( و لو لا فَضلُ اللهِ عليكَ و رَحمتُهُ لَهَمَّت طائِفَةٌ منهُم أن يُضِلّوكَ و ما يُضِلّونَ إلاّ أنفُسَهُم و ما يَضُرّونكَ مِن شيءٍ )

و لو لا فَضلُ اللهِ عليكَ يا مُحمّد (ص)‌ و رَحمَتُهُ بِأن أثبَتَ بَراءَةِ مارِيَةَ فظَهَرَ المُتَّهَمُ مَجبوباً لَهَمَّت طائِفَةٌ مِن المُنافِقين أن يُضِلّوكَ عَنِ الحَقِّ بِطَلاقِها و ما يُضِلّون إلاّ أنفُسَهُم و ما يَضرّونَكَ بِدَسائِسِهِم مِن شَييءٍ أبَداً .

( و أنزَلَ اللهُ عليكَ الكتابَ و الحِكمَةَ‌ و عَلَّمَكَ ما لم تكُن تَعلَم و كانَ فضلُ اللهِ عليكَ عظيماً )

و إذ أنزَلَ اللهُ عليكَ القرآنَ و الحِكمَة و عَلّمكَ كيفيَّةَ القَضاءِ والحُكمِ في الاُمور و عَدَمِ إجراءِ العِقابِ قَبلَ الجِنايَةِ و عَلّمَكَ مِن أحوالِ المُنافقينَ ما لَم تعلَم بهِ سابِقاً و كانَ فضلُ اللهِ عليكَ عظيماً بِإثباتِ بَراءَةِ مارِيَه ،

(‌ لا خيرَ في كثيرٍ مِن نَجواهُم إلاّ مَن أمَرَ بِصَدَقَةٍ أو مَعروفٍ أو إصلاحٍ بَيْنَ النّاسِ و مَن يَفعَل ذلِكَ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤتيهِ أجراً عظيماً )

لا خيرَ يا حبيبي في كثيرٍ مِن نَجويٰ المُنافِقينَ بَيْنَهُم إذ يَتناجَوْنَ بالإثمِ إلاّ مَن أمَرَ بِدَفعِ الزَّكاةِ و الخُمسِ أو إصلاحٍ بَيْنَ النّاسِ و مَن يَفعَل ذلكَ بِقَصدِ مَرضاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُعطيهِ ثواباً عظيماً ،

( و مَن يُشاقِقِ الرَّسولَ مِن بَعدِ ما تَبيَّنَ لهُ الهُديٰ و يَتَّبِع غَيرَ سبيلِ المُؤمِنين )

و مَن يُخالِفِ الرَّسولَ مُحمّداً (ص) و لا يَتَولّيٰ أهلَ بَيتِهِ (ع) مِن بَعدِ ما اتَّضَحَ لهُ الهُديٰ بِأنّهُ مُنحَصِرٌ في وِلايَتِهِم ثُمَّ يَتَّبِع غَيرَ سَبيلَ آلِ مُحمّدٍ و أهلِ البَيْت (ع) وَ شيعَتهمُ المُؤمنين ،

( نُوَلِّهِ ما تَوَلّيٰ و نُصلِهِ جَهنَّمَ وَ سآءَت مَصيراً )

فَنَدَعُهُ يَتَولّيٰ مَن تَوَلّيٰ مِن وُلاةِ الجَوْرِ و خُلَفاءِ الظُّلمِ مِن أعداءِ آلِ مُحمّدٍ ثُمَّ نُصلِهِ جَهنَّمَ بَعدَ مَوتِهِ و هِيَ سآءَت مَصيراً لِمَن يَتَولّيٰ غَيرَ آلِ مُحمّدٍ (ص) ،

( إنَّ اللهَ لا يَغفِرُ أن يُشرَكَ بهِ و يَغفِرُ ما دونَ ذلِكَ لِمَن يَشآء )

بالتأكيدِ إنَّ اللهَ لا يَغفِرُ لِأحَدٍ أن يُشرِك بِطاعةِ اللهِ وَ رَسولِهِ و أهل البَيْتِ طاعَة وُلاةِ الجَوْرِ و يَغفِرُ دونَ ذلِكَ مِنَ الإثمِ لِمَن يَشآءُ مِنَ الخَلْقْ ،

(‌ و مَن يُشرِك باللهِ فَقَد ضَلَّ ضَلالاً بَعيداً )

و مَن يُشرِك باللهِ فيُوالي أعداءَ اللهِ و يُطيعَهُم فَقَد ظَلَّ عَنِ الحَقِّ و العَدلِ و الهُديٰ والتّوحيدِ والإسلام ظَلالاً بَعيداً لا يَهتدي أبَداً ،

( إن يَدعونَ مِن دونِهِ إلاّ إناثاً و إن يَدعونَ إلاّ شيطاناً مَريداً )

إنَّ الّذين يَدعونَ لِطاعَةِ الخُلَفاءِ مِن دونِ اللهِ إن يَدعونَ إلاّ مَن بِهِم دآءُ الاُنوثَةِ و الاُبنَةِ و إن يَدعونَ إلاّ شَيطاناً يَتَّبِعوهُ مُعانِداً مارِداً عَن وِلايَةِ عليٍّ (ع) ،

( لَعَنهُ اللهُ و قالَ لَأتَّخِذنَّ مِن عبادِكَ نَصيباً مَفروضاً )

والشّيطانُ لَعَنهُ اللهُ حينما أبيٰ عَنِ السُّجودِ لِآدمَ تعظيماً‌ لِآلِ مُحمّدٍ (ص) في صُلبِهِ و قالَ لِلّهِ لَأتَّخِذَنَّ مِن عبادِك ذُرّيّةِ آدمَ نصيباً مُعيَّناً يَتَّبِعوني ،

( و لاُضِلّنّهُم و لَاُمَنّيِنَّهُم و لَآمُرنَّهم فَليُبَتِّكُنَّ آذانَ الأنعامِ و لآمُرَنَّهُم فليُغَيِّرُنَّ خَلقَ الله )

و قالَ لاُضِلّنّهُم عَن طاعَتِك و عِبادَتِكَ و لاُمنّينَّهُم الأمانِيَّ كي لا يَتوبوا و لآمُرَنَّهُم فليُقطِّعون آذانَ الأنعامِ علامَةً لِقرابينِ الأصنامِ و لآمُرَنَّهُم فليُغيِّرونَ خَلقَ اللهِ فيَكتَفي الرِّجالُ بالرّجالِ و النِّساءُ بالنِّساء ،

(‌ و مَن يَتَّخِذِ الشّيطانَ وَليّاً مِن دونِ اللهِ فَقَد خَسِرَ خُسراناً مُبيناً )

و مَن يَتَّخِذِ الشّيطانَ وليّاً مِن دونِ اللهِ بِطاعَةِ وُلاةِ الجَوْرِ و تَرَكَ وِلايَةَ آل مُحمّدٍ (ص) فَقَد خَسِرَ خُسراناً مُبيناً إذ يُحرَمُ مِنَ الجَنّةِ و يَخلُدُ في النّار ،

( يَعِدُهُم و يُمَنّيهِم و ما يَعِدُهُمُ الشّيطانُ إلاّ غُروراً )

والشيطانُ يُوعِدُ أتباعَهُ بالمَواعيدِ الكاذِبَةِ و يُمَنّيهِم بالأمانيّ الطّويلَةِ المُغرِيَةِ و لكنّهُ ما يَعِدُ الشّيطانُ أتباعَهُ إلاّ لِيُغريهِم و يَخدَعَهُم ،

( أولئِكَ مأواهُم جهنّمُ و لا يَجِدونَ عنها مَحيصاً )

أولئِكَ المَغرورونَ بِمَواعيدَ الشّيطانِ و أمانِيّهِ سيكونُ مأواهُم يوم القيامةِ جهنّم و لا يَجِدونَ عَن جهنَّم خَلاصاً و نَجاةً و فَراراً ،

( والّذين آمَنوا و عَمِلوا الصّالِحاتِ سنُدخِلُهُم جنّاتٍ تجري مِن تَحتِها الأنهار )

و أمّا الّذين آمَنوا بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آلِ مُحمّدٍ (ص) و عَمِلوا الصّالِحاتِ عليٰ سُنَّتِهِم سنُدخِلُهُم يومَ القيامَةِ جَنّاتٍ تَجري مِن خِلالَها الأنهارُ المُتَنَوِّعَه ،

( خالِدينَ فيها أبَداً وَعَدَ اللهِ حَقّاً و مَن أصدَقُ مِنَ اللهِ قيلاً ؟)

و يَخلُدون بالجَنّاتِ إليٰ الأبَد دائِماً إليٰ ما شاءَ اللهُ ذلكَ وَعدُ اللهِ لهُم حَقّاً و مَن هو أصدَقُ مِنَ اللهِ قَولاً ؟ لا أحَدَ بل صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ ،

( ليسَ بِأمانِيِّكُم و لا أمانِيّ أهلِ الكتابِ مَن يَعمَل سوءاً يُجزَ بِهِ و لا يَجِد لَهُ مِن دونِ اللهِ وليّاً و لا نَصيراً‌ )

ليسَ الجَزاءُ بِأمانِيّكُم الّتي تَتَمَنّونَ عليٰ اللهِ دُخول الجَنّةِ مِن غَيرِ عَمَلٍ و ليسَ بِأمانِيّ أهلِ الكِتابِ أن يكونوا هُم أهلُ الجنّةِ إذ مَن يَعمَل سوءاً يُجازيٰ بهِ يوم القيامَةِ و لا يَجِدُ مِن دونِ اللهِ وَليّاً و لا نَصيراً كانَ لهُ في الدُّنيا ،

( و مَن يعمَل مِنَ الصّالِحاتِ مِن ذَكَرٍ أو اُنثيٰ و هوَ مُؤمِنٌ فأولئِكَ يدخُلونَ الجَنّةَ و لا يُظلَمونَ نَقيراً )

و مَن يَعمَل مِنَ الأعمالِ الصّالِحاتِ مِن الذُّكورِ وَالإناثِ و هُوَ مُؤمِنٌ بِوِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) فَأولئِكَ وحدُهُم يَدخلونَ الجَنّةَ و لا يُظلَمونَ جَزاءَ أعمالِهم بِمِقدارِ نَقرةَ نَواةٍ ،

(‌ و مَن أحسَنُ ديناً مِمَّن أسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِ و هُوَ مُحسِنٌ )

و مَن هُوَ أحسَنُ ديناً مِنَ المُنتَمينَ لِلأديانِ مِمَّن أسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِ فَواليٰ آلَ محمّدٍ و شايَعَهُم و هُوَ مُحسِنٌ في طاعَتِهِم وَ وِلايَتِهِم ؟ كَلاّ لا أحَد ،

(‌ واتَّبَعَ مِلّةَ إبراهيمَ حنيفاً واتَّخَذَ اللهُ إبراهيمَ خليلاً )

و قد اتَّبَعَ بِمُوالاةِ آل مُحمّدٍ (ص) مِلّةَ إبراهيمَ الإمامَةَ الجَعلِيَّةَ الإلـٰهيَّةَ حالِكَوْنِهِ مُعرِضاً عَن غيرِها مُستقيماً علَيها واتَّخَذ اللهُ إبراهيمَ خَليلاً لِأنَّ مِن شيعةِ عليٍّ (ع) إبراهيمُ عليه السّلام ،

( و لِلّهِ ما في السّماواتِ و ما في الأرضِ و كانَ اللهُ بِكُلِّ شَييءٍ مُحيطا )

و لِلّهِ الوِلايَةُ و الخِلَّةُ و النُّبُوَّةُ‌ و العِصمَةُ فهُوَ الّذي يَختارُ لَها مَن يَشآءُ فهُوَ المالِكُ الحَقيقيُّ لِما في السَّماواتِ و الأرضِ و كانَ اللهُ بِكُلِّ شَييءٍ فيها مُحيطاً بِعِلمِه و قُدرَتِهِ ،

(‌ و يَستَفتونَكَ في النِّساءِ قُل اللهُ يُفتيكُم فيهِنّ و ما يُتليٰ عليكُم في الكِتاب )

و يطلُبونَ مِنكَ إصدارَ حُكمَ اللهِ والفَتويٰ بِشَأنِ أحكامِ النِّساءِ و مَواريثِهِنّ قُل لهُم يا حبيبي : إنَّ اللهَ يُشَرِّعُ الحُكمَ فيهِنّ و يُنَزِّلُ ما يُتليٰ عليكُم في القرآنِ بِشأنِهِنَّ ،

( في يَتاميٰ النِّساءِ اللّاتي لا تُؤتونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ و تَرغَبُون أن تَنكِحوهُنّ )

فَيُفتيكُمُ اللهُ في يَتاميٰ النِّساءِ اللّاتي لا تُؤتونَهُنَّ ميراثَهُنَّ الّتي كَتَبَ اللهُ لَهُنَّ كالزَّهرآءِ (ع) ، أو رَبيبَتَها اُمّ كلثومٍ والّتي تَرغَبونَ أن تنكِحوها فاتَّقُوا اللهَ وانتَهوُا ،

( والمُستَضعَفينَ مِنَ الوِلدانِ و أن تقوموا لِليَتاميٰ بالقِسط )

و كذلكَ يُفتيكُمُ اللهُ في المُستَضعَفينَ مِنَ الوِلدانِ القاصِرينَ أن اعطوهُم مَواريثَهُم و لا تأكُلوها و يُفتيكُم أن تَقوموا لِليَتاميٰ بالعَدلِ في النَّفَقَة و القِسط ،

( وَ ما تَفعَلوا مِن خَيرٍ فَإنَّ اللهَ كانَ بِهِ عليماً )

واعلَموا أيّها المُسلِمونَ ما تَفعَلوا مِن خَيرٍ لِلنِّساءِ اليَتاميٰ و الأياميٰ و المُستَضعَفينَ مِنَ الوِلدانِ واليَتاميٰ فَإنَّ اللهَ كانَ بِهِ عليماً يُثيبُكُم عليهِ ،

( و إنِ امرَأةٌ خافَت مِن بَعلِها نُشوزاً أو إعراضاً فلا جُناحَ عليهِما أن يُصلِحا بَيْنَهُما صلحاً‌ و الصُّلحُ خَيرٌ )

و إنِ امرَأةٌ زَوجَةٌ خافَت مِن بَعلِها نُشوزاً أو إعراضاً كَرُقيَّةَ و اُمّ كلثومٍ بَنات رسولِ الله زَوجَتي عُثمانَ بن عفّانٍ ، فلا جُناحَ عليهِما أن يُصلِحا بَيْنَهُما صُلحاً بِإسقاطِ حَقِّهما و الصُّلحُ خيرٌ لهُما ، و لكِنّهُ قَتَلهُما صَبراً ،

( ‌و اُحضِرَتِ الأنفُسُ الشُّحَّ )

و يومَ القيامَةِ اُحضِرَتِ الأنفُسُ البَخيلَةَ الحَقودَةُ القاسِيَة كعُثمان و عمر فيُحاسِبها الله و يُعاقِبها و يُعَذِّبها بِنارِهِ ،

( و إن تُحسِنوا و تَتَّقوا فإنَّ اللهَ كانَ بِما تَعمَلونَ خَبيراً )

و إن تُحسِنوا إليٰ زَوجاتِكُمُ الصّالِحات و تَتّقوا اللهَ في حَقِّهِنَّ و لا تُؤذونَهُنَّ فإنَّ اللهَ كانَ بما تعمَلونَ مَعَهُنَّ خبيراً ،

( و لَن تَستَطيعوا أنْ تَعدِلوا بَيْنَ النِّساءِ و لو حَرَصتُم )

و أنتُم لَن تَستَطيعوا أبَداً أن تَعدِلوا بَيْنَ النِّساءِ والزَّوجاتِ في المُيولِ القَلبِيَّةِ و لو حَرَصتُم عليٰ ذلِكَ كثيراً ،

(‌ فلا تَميلوا كُلَّ المَيْل فَتَذروها كالمُعَلَّقَةِ‌‌ )

فَلَستُم مُكلَّفينَ بالعَدلِ بَيْنَهُنّ في المُيولِ القَلبِيَّةِ و لكن لا تَميلوها كُلَّ المَيْلِ إليٰ إحداهُنّ و تُحرِموا الاُخريٰ فَتَذورها كالمُعَلَّقَةِ الّتي لاهِيَ مُتَزَوِّجَةٌ و لا أَيِّمَةٌ ،

(‌ و إن تُصلِحوا و تَتّقوا فإنَّ اللهَ كانَ غَفوراً رحيماً )

و إن تُصلِحوا فَتَعدِلوا في النَّفَقَةِ و المُضاجِعَةِ و المَحبَّةِ القَلبِيَّةِ النِّسبيَّةِ و تَتّقوا اللهَ و لا تَذروها كالمُعلَّقَةِ فإنَّ‌ اللهَ كان غَفوراً رحيماً بِكُم ،

( و إن يَتَفَرّقا يُغنِ اللهُ كُلاًّ مِن سِعَتِهِ و كانَ اللهُ واسِعاً‌ حكيماً )

و إن يَتَفرَّقا الزَّوجانُ‌ بالطَّلاقِ المُتَفاهَمِ يُغنِ اللهُ كُلاًّ مِنهُما مِن سِعَةِ رِزقِهِ و كانَ اللهُ واسِعاً في رِزقِهِ حكيماً بِمَصالِحِ عِبادِهِ ،

( و لِلّهُ ما في السَّماواتِ و ما في الأرض و لَقَد وَصَّينا الّذين اُوتوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم و إيّاكُم أنِ اتَّقوا الله )

واعلَموا أنَّ لِلّهِ ما في السماواتِ و ما في الأرضِ مِلكاً حَقيقيّاً تامّاً و لَقَد وصّينا الّذين اُوتوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم مِنَ اليَهودِ والنَّصاريٰ و وَصَّيناكُم وُجوباً أنِ اتَّقوا اللهَ ربَّكُم ،

(‌ و إن تَكفُروا فَإنَّ لِلّهِ ما في السَّماواتِ و ما في الأرضِ و كانَ اللهُ غَنيّاً حميداً )

و إن تكفُروا بِوِلايَةِ آل محمّدٍ (ص) و لا تَتَّقوا اللهَ فإنَّ لِلّهِ ما في السّماواتِ و ما في الأرضِ و لا يُنقِصُهُ كُفركُم و كانَ اللهُ غنيّاً عنكُم حَميداً في فِعالِه ،

( و لِلّهِ ما في السّماواتِ و ما في الأرضِ و كفيٰ باللهِ وكيلاً )

و نُكَرِّرُ تأكيداً عليٰ ضَرورَةِ التَّقويٰ و مُوالاةِ آل محمدٍ (ص) أنَّ لِلّهِ ما في السّماواتِ و ما في الأرض فاتَّقوهُ و كفيٰ باللهِ وكيلاً عليكُم يُحاسِبُكم عليٰ أعمالِكُم ،

( إنْ يَشَاءْ يُذهِبكُم أيُّها النّاسُ و يَأتِ بِآخَرينَ و كانَ اللهُ عليٰ ذلكِ قَديراً )

إن يَشَآءَ اللهُ و يُريدُ فمَيشيئَتُهُ نافِذَةٌ إذا أرادَ أن يُذهِبكُم أيّها النّاسُ التّارِكونَ لِوِلايَةِ آل محمدٍ (ص) و يُفنيكُم و يَأتِ بأقوامٍ آخَرينَ كالفُرسِ يُوالونَ آلَ مُحمّدٍ (ص) و كانَ اللهُ عليٰ ذلكَ قديراً حَتماً ،

( مَن كانَ يُريدُ ثَوابَ الدُّنيا فَعِندَ اللهِ ثَواب الدّنيا و الآخِرة و كان اللهُ سميعاً بصيراً )

من كانَ منكُم يُريدُ ثوابَ الدُّنيا فَقَط فَيَتَّبِع وُلاةَ الجَوْرِ طَلَباً لِلدُّنيا فَليَعلَم أنَّ عِندَ اللهِ ثواب الدّنيا و الآخرة يؤتيهما مَن يُوالي آل محمدٍ و كان اللهِ لِأقوالِهِ سميعاً و بهِ بَصيراً ،

( يا أيّها الذّين آمَنوا كونوا قَوّامينَ بالقِسط )

يا أيُّها الّذين آمَنوا باللهِ نَأمُرُكم أمراً وُجوبِيّاً قَطعيّاً كونوا قائِمينَ دَوماً بالعَدلِ و بِمَذهَبِ العَدلِيّونَ شيعةَ آل مُحمّدٍ (ص) وَ اعدِلوا في الحُكمِ والقَضاءِ والشَّهادَة ،

( شُهَدآءَ لِلّهِ و لَو عليٰ أنفُسِكُم )

و كونوا شُهَدآءَ صِدقٍ لِلّهِ فَأدّوا الشَّهادَةَ بالصِّدقِ و لَو عليٰ أنفُسِكُم كما قالَ عليٌّ (ع) قُلِ الحَقَّ و لَو عليٰ نَفسِك ،

( أوِ الوالِدَيْن و الأقرَبينَ إن يكُن غَنيّاً أو فقيراً فاللهُ أوليٰ بهِما )

و كونوا شُهَدآءَ صِدقٍ لِلّهِ و لَو عليٰ الوالِدَيْن و عليٰ الأقرَبينَ و الأرحامِ سواءً كانوا أغنِياءَ أو فُقَراءَ فلا تُلاحِظوا حالهما حينَ الشَّهادَةِ فاللهُ أوليٰ مِنهُما في اللِّحاظ و المُراعاة ،

( فلا تَتّبِعوا الهَويٰ أن تَعدِلوا و إن تَلووا أو تُعرِضوا فَإنَّ اللهَ كان بما تَعمَلونَ خبيراً )

فلا تَتَّبِعوا هَويٰ النَّفسِ الأمّارَةِ بالسّوءِ فَتَمنَعُكُم أن تَعدِلوا في الشَّهادَةِ والحُكمِ و إن تَلووا و تُحرِّفوها أو تُعرِضوا عَن أدائِها فإنَّ اللهَ كانَ بما تعمَلونَ خبيراً فيُعاقِبُكم ،

( يا أيّها الّذين آمَنوا آمِنوا باللهِ و رَسولِهِ والكتابِ الّذي نَزَّلَ عليٰ رَسولِهِ )

يا أيّها الّذين آمَنوا ظاهِراً آمِنوا واقِعاً باللهِ و رَسولِهِ مُحمّدٍ و القُرآنِ الّذي نُزِّلَ عليٰ مُحمّدٍ (ص) يأمُرُكُم بِمُوالاةِ أهل بَيْتِهِ (ع) و المَوَدَّةَ في قُرباهُ فآمنوا بِوِلايتهم ،

( والكتاب الّذي أنزَلَ مِن قَبلُ و مَن يكفُر باللهِ و ملائِكَتِهِ و كُتُبِهِ و رُسُلِهِ واليوم الآخر فَقَد ضَلَّ ضَلالاً بعيداً )

و آمِنوا بالإنجيلِ الّذي اُنزِلَ مِن قَبلُ عليٰ عيسيٰ يأمُرُ بِمُوالاةِ مُحمّدٍ و آل محمدٍ (ص) و مَن يكفُر باللهِ و مَلائِكَتِهِ و كُتُبِهِ و أنبياءِهِ و المَعادِ فَقَد ضَلَّ عن الحَقِّ ضَلالاً بَعيداً عَنِ الهِدايَةِ

( إنَّ الّذين آمَنوا ثُمَّ كَفروا ثُمَّ آمَنوا ثُمَّ كفَروا ثُمَّ ازدادوا كُفراً لم يَكُنِ اللهُ لِيَغفِرَ لهُم )

بالتأكيدِ إنَّ الّذين أظهَروا الإيمانَ بِلسانِهِم ثُمَّ كفَروا بِوِلايَةِ مُحمّدٍ‌ و آلِهِ (ص) بِقُلوبِهم ثُمَّ آمَنوا بِوِلايَتِهِم ظاهِراً في غَديرِ خُمٍّ ثُمَّ كفَروا بِوِلايَتِهم في قُلوبِهم وازدادُوا كُفراً بَعدَ موتِ النّبيِّ (ص) فَغَصِبوا الخِلافَةَ مِنهُم لم يَكُنِ اللهُ لِيَغفِرَ لهُم أبَداً ،

( و لا لِيَهديهِم سَبيلاً )

و لم يَكُنِ اللهُ‌ لِيَهديهِم إليٰ وِلايَةِ آل محمّدٍ (ص) سَبيلاً لِأنّهم نَكَثوا بَيْعَةَ عليٍّ بِغَديرِ خُمٍّ وازدادُوا كُفراً بِغَصبِ حَقِّهِ في الخِلافَة ،

( بَشِّرِ المُنافِقينَ بِأنَّ لهُم عَذاباً أليماً )

فيا رَسولَ الله بَشِّرِ هؤلاءِ‌ المُنافقينَ أتباع الّذين ازدادُوا كُفراً بِمُعاداةِ أهل بَيتِكَ (ع) بِأنَّ لهُم يوم القيامَةِ عذاباً أليماً في سَقَر ،

( ألّذينَ يَتَّخِذونَ الكافِرينَ أولياءَ مِن دونِ المُؤمِنين )

هؤلاءِ المُنافِقينَ الّذين يَتَّخِذونَ الكافِرينَ بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) أولياءَ لَهُم و خُلَفاءَ و حُكّاماً مِن دونِ المُؤمِنينَ و أمير المُؤمنين (ع) ،

(‌ أيَبتَغونَ عِندَهُمُ العِزّةَ فَإنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جميعاً )

و نَسألُ هؤلاءِ إستنكاراً هَل يَبتَغونَ عِندَ الكافِرينَ بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) ألعِزَّةَ في الدُّنيا ؟ بَل لا يَنالونَ سِويٰ الذِّلّةِ منهُم فَإنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جميعاً في الدّنيا و الآخِره ،

( و قَد نَزَّلَ عليكُم في الكتابِ أن إذا سَمِعتُم آيات اللهِ يُكفَرُ بِها ، و يُستَهزَءُ بِها فَلا تَقعُدوا مَعَهُم )

و قَد نَزَّل عليكُمُ اللهُ في القرآنِ أيّها المُسلِمون أن إذا سَمِعتُم آيات اللهِ النّازِلَة بِشأنِ آل محمدٍ (ص) يُكفَر بِها أو يُستَهزَءُ بِها فَيُسَبُّ عليٌّ (ع) فلا تَقعُدوا مَعَ المُنافِقين ،

( حتّيٰ يَخوضوا في حديثٍ غَيرِهِ إنّكُم إذاً مِثلَهُم )

فَيَجِبُ عليكُم أن تَقوموا و تَخرُجوا مِن مَجلِسٍ يُذكَرُ فيهِ آل محمدٍ (ص) بِسوءٍ و لا تُجالِسوهُم حتّيٰ يَخوضوا في حديثٍ غيرهِ و إلاّ فإنّكم إذاً مِثلهُم مُنافِقون ،

( إنَّ اللهَ جامِعُ المُنافِقينَ و الكافِرينَ في جَهنَّمَ جميعاً )

بالتأكيدِ إنَّ اللهَ سيَجمَعُ المُنافِقينَ المُناوِئينَ لِآلِ محمّدٍ (ص) مَعَ الكافِرينَ المُشرِكينَ في جَهنَّم جميعاً في قَعرِ الجَحيم ،

( ألّذين يَتَرَبّصونَ بِكُم فإن كانَ لكُم فَتحٌ مِنَ اللهِ قالوا ألَم نَكُن معكم ؟)

و المُنافِقونَ هُمُ الّذين يَنتَظِرونَ بِكُم سوءاً و هَزيمَةً فإن كانَ لكُم فَتحٌ في الجِهادِ مِنَ اللهِ الفَتّاحِ قالوا لَكُم ألَم نَكُن مَعَكُم مُؤمِنينَ فَشارِكونا في الغَنائِم ،

( و إن كانَ لِلكافِرينَ نَصيبٌ قالوا أَلَم نَستَخوِذ عليكُم و نَمنَعكُم من المُؤمنين ؟ )

و إن كانَ لِلكافرينَ نَصيبٌ مِنَ الغَلَبَةِ عليكُم قالوا لَهُم ألَم نَستُر عليكُم و نُظَلِّل عليكُم و نَصونَكُم مِنَ المُؤمِنينَ و نَمنَعكُم مِن أذيٰ المُؤمِنينَ فَأعطونا حَقّنا مِنَ الأموال ،

(‌ فَاللهُ يَحكُمُ بَينَكُم يومَ القيامَةِ )

فَاعلَموا أنَّ اللهَ سيَحكُمُ بَينَكُم يا أتباعَ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) و بَيْنَ المُنافِقينَ أعداءَ مُحمّدِ و آلِهِ (ص) يومَ القِيامَةِ فيُدخِلُكُم الجَنّةَ و يُدخِلُهُمُ النّار الجَحيم ،

( و لَن يَجعَلَ اللهُ لِلكافرينَ عليٰ المُؤمنينَ سَبيلاً )

واعلَموا أنَّ اللهَ‌ لَن يَجعَلَ أبَداً لِلكافِرينَ بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) عليٰ المُؤمِنينَ مِن شيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ (ع) سَبيلاً لِلوِلايَةِ التَّشريعيَّةِ أو التّكوينيّه ،

( إِنَّ المُنافِقينَ يُخادِعونَ اللهَ وَ هُوَ خادِعُهُم وَ إذا قاموا إليٰ الصّلاةِ قاموا كُساليٰ )

إنَّ المُنافِقينَ يَظُنّونَ أنّهم يُخادِعونَ الله كَذِبوا لَعَنَهُمُ اللهُ بَلِ اللهُ هو خادِعُهُم بِأن يُمهِلُهُم فيَغتَرّوا حتّيٰ يَهلكوا و هُم إذا قاموا إليٰ الصَّلاةِ مَعَكُم قاموا مُتكاسِلينَ عَنها ،

( ‌يُراءونَ النّاسَ و لا يَذكرونَ اللهَ إلاّ قَليلاً )

و كُلّ أعمالِهِم و عباداتِهِم ليسَت لِلّه بَل يُراءونَ النّاسَ و يَتظاهَرونَ رِيآءً بالصَّلاحِ حتّيٰ يَثِقَ بِهِمُ النّاسُ و لا يَذكرونَ اللهَ إلاّ قليلاً نادِراً كي يُمَوِّهوا و يَستُروا نِفاقَهُم ،

(‌ مُذَبذَبينَ بَيْنَ ذلك لا إليٰ هؤلاءِ و لا إليٰ هؤلاء )

مُتَردِّدينَ بين الكُفر و الإيمانِ و بَيْنَ الشِّركِ و الإسلامِ لا ينَحازونَ تَماماً إليٰ هؤلاءِ الكُفّار حتّيٰ يُحكَمُ عليهِم بالكُفر و لا إليٰ هؤلاءِ المُؤمِنينَ تَماماً ،

( و مَن يُضلِلِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سبيلاً )

و مَن يَدَعَهُ اللهُ في ضَلالَتِهِ فلا يَهديهِ فَهُوَ يَثبُتُ في نِفاقِهِ فَلَن تَجِدَ يا حبيبي لهُ سبيلاً إليٰ الهِدايَةِ و طريقاً إليٰ الوِلايَة ،

(‌ يا أيّها الّذين آمَنوا لا تَتَّخِذوا الكافِرينَ أولياءَ مِن دونِ المُؤمنين )

يا أيّها الّذين آمَنوا بِوِلايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) لا تَتَّخِذوا الكافرينَ بِوِلايَتِهِم وُلاةً و حُكّاماً و خُلَفاءَ و مُلوكاً مِن دونِ المُؤمنينَ مِن شيعَةِ أميرِ المُؤمِنين (ع) ،

( أتُريدونَ أن تَجعلوا لِلّهِ عليكُم سُلطاناً مُبيناً )

نَسألكُم مُحذِّرينَ أتُريدونَ باتِّخاذِكُم وِلايَةَ وُلاةِ الجَوْر أن تَجعَلوا لِلّهِ عليكُم بُرهاناً واضِحاً يُؤاخِذُكُم عليهِ و يُحاسِبُكُم و يُعاقِبُكُم و يُعَذِّبُكُم بهِ ؟

( إنَّ المُنافِقينَ في الدَّركِ الأسفَلِ مِنَ النّارِ و لَن تَجِدَ لهُم نَصيراً )

بالتأكيدِ إنَّ المُنافِقينَ المُناوِئينَ لِآلِ محمّدٍ (ص) في الدَّركِ الأسفَلِ و القَعرِ مِنَ نارِ جَهنَّم و لَن تَجِدَ لهُم نَصيراً يومَئِذٍ و لا شَفيعاً ،

(‌ إلاّ الّذين تابُوا و أصلَحوا و اعتَصَموا باللهِ وَ أخلَصوا دينَهُم لِلّهِ )

إلاّ الّذين تابُوا مِنهُم و تَشَيَّعوا لِآلِ محمّدٍ (ص) و اعتَصَموا باللهِ بالتَّمَسُّكِ بِوِلايَتِهِم و أخلَصوا دينَهُم لِلّهِ و تَبرّؤا مِن خُلَفاءِ الجَوْرِ و وُلاةِ الظُّلم ،

(‌ فأولـٰئكَ مَعَ المُؤمنينَ وَ سوف يُؤتِ اللهُ المُؤمنينَ أجراً عظيماً‌‌ )

فأولـٰئكَ التّائِبون كالحُرِّ بنَ‌ يَزيدَ الرِّياحي وَ مُعاوية بن يَزيد بن مُعاوية التّائِب فَهُم مَعَ المُؤمِنينَ مِن شيعةِ أمير المُؤمنين (ع) و سوفَ يُؤتِ اللهُ المُؤمنينَ يوم القيامةِ أجراً عظيماً في الجَنّةِ ،

(‌ ما يَفعلُ اللهُ بِعَذابِكُم إِن شَكرتُم وَ آمَنتُم و كانَ اللهُ شاكِراً عليماً )

و نَستَفهِمُ نَفياً ماذا يَفعَلِ اللهُ بِعَذابِكُم إن أنتُم شَكرتُم نِعمَةَ وِلايَة آل مُحمّدٍ (ص) و آمَنتُم بِوِلايَتِهِم ؟ بَديهيٌّ أنَّهُ لا يُعذِّبكُم حينئِذٍ و كانَ اللهُ شاكِراً لَكُم إيمانكم عَليماً بِوِلاءِكُم ،

(‌ لا يُحِبُّ اللهُ الجَهَر بالسّوءِ مِنَ القَولِ إلاّ مَن ظُلِمَ و كانَ اللهُ سميعاً عليماً )

يَبغَضُ اللهُ السَّبابَ و الشَّتمَ ‌و لا يُحِبُّ الإجهارَ بِهما و الفُحشَ و البِذاءَةَ‌ في القَولِ فيُعاقِبُ عليها إلاّ مَن ظُلِمَ فَتَظَلَّمَ منَ الظّالِمِ فَلا عِقابَ عليهِ و كان اللهُ سميعاً بالأقوالِ عليماً بالأحوال ،

( إن تُبدوا خَيراً أو تُخفوهُ أو تَعفوا عَن سوءٍ فإنَّ اللهَ كان عَفُوّاً قَديراً )

إن تُعلِنوا خَيراً مِن لَعنِ الظّالِمينَ وَ سَبِّهِم و إن تُخفوهُ و لا تَجهروا بِهِ أو تَسكتُوا عَنِ السّابِّ لَكُم و الشّاتِمِ وَ تَعفوا و تَصفَحوا فإنَّ اللهَ كانَ بِكُم عَفُوّاً قَديراً عليهِ ،

( إنَّ الَّذين يكفرونَ باللهِ و رُسُلِهِ و يُريدونَ أن يُفَرِّقوا بَيْنَ اللهِ و رُسُلِهِ )

إنَّ الّذين يكفرونَ باللهِ و رُسُلِهِ بِتَركِهِم ولايةَ آل مُحمّدٍ (ص) و يُريدون أن يُفَرِّقوا في الوِلاءِ بَيْنَ اللهِ و رُسُلِهِ و هُوَ مِن المَحالاتِ العَقلِيَّةِ و المَنطِقيَّةِ

(‌ و يَقولونَ نُؤمِنُ بِبَعضٍ و نَكفُرُ بِبَعضٍ و يُريدونَ أن يَتَّخِذوا بَيْنَ ذلكَ سبيلاً )

و يقولونَ‌ نُؤمِنُ بِبَعضِ القُرآنِ و نَكفُرُ بالبَعضِ الآخرَ النّازِلِ بِشَأنِ عليٍّ و أهل البيت (ع) و يُريدون أن يَتَّخِذوا بَيْنَ الإيمانِ و الكُفرِ مَذهباً ،

( أولئِكَ هُمُ الكافِرونَ حَقّاً و أعتَدنا لِلكافِرينَ عذاباً مُهيناً )

أولئِكَ المُنافِقونَ هُمُ الكافِرونَ حَقّاً باللهِ و رُسُلِهِ والقُرآن فلا إسلامَ إلاّ بِوِلايَةِ آل محمدٍ (ص) و أعتَدنا لِلكافِرينَ بِوِلايَتِهِم عذاباً يُهينُهم يوم القِيامَه ،

( وَالَّذين آمَنوا باللهِ و رُسُلِهِ و لَم يُفَرِّقوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنهُم أولـٰئكَ سوفَ يُؤتيهِمْ اُجورَهُم وَ كانَ اللهُ غفوراً رَحيماً ) بِهِم في الجنّةِ

( يَسألُكَ أهلُ الكتابِ أن تُنَزِّلَ عليهِم كِتاباً منَ السّمآءِ فَقَد سألوا موسيٰ أكبَرَ مِن ذلك )

يسألُكَ أهل التّوراةِ منَ اليَهودِ أن تُنَزِّل عليهِم كِتاباً مِنَ السّمآءِ بالعبرانِيَّةِ‌ خاصّاً بِهِم فَقَد سألوا موسيٰ أكبَرَ من ذلكَ فلا تَعجَب منهُم يا حبيبي لِحِماقَتِهِم ،

( فقالوا : أرِنا اللهَ جَهرَةً فأخَذتْهُمُ الصّاعِقَةُ بِظُلمِهم )

فقالوا لِموسيٰ أرِنا اللهَ جهاراً لا مُجَرَّدِ كلامِهِ نَسمَعُهُ منَ الطُّورِ بَل نُشاهِدُهُ ،

مَعَ أنّه ليسَ بِجِسمٍ و لا يُريٰ فلَمّا حَضَروا لِلميقاتِ أخَذَتهُمُ الصّاعِقَةُ فأهلَكَتهُم بِظُلمِهِم في سُؤالِهِم ،

(‌ ثُمَّ اتَّخذوا العِجلَ مِن بعدِ ما جآءَتهُمُ البَيّنات )

ثُمّ إنَّ بَني إسرائيلَ اتَّخَذوا العِجلَ و تَركوا هارونَ خليفة موسيٰ فعَبَدوا العِجلَ واتَّبَعوا السّامِريّ مِن بعدِ ما جآءَتهُمُ الدَّلائِلُ الواضِحَةُ عليٰ خِلافَتِهِ فكذلِكَ هؤلاءِ سَيَتَّبِعونَ العِجلَ و يَتركونَ عليّاً (ع) ،

(‌ فعَفَونا عن ذلكَ و آتينا موسيٰ سُلطاناً مُبيناً )

و معذلكَ‌ كُلِّهِ فنَحنُ عَفَونا عن ذنبِهِم ذلك و آتينا موسيٰ عليهِم حُكماً و قُوَّةً و رِئاسَةً وَ وِلايَةً و سلطنةً ظاهِرةً ،

( و رَفعنا فوقَهُم الطّورَ بميثاقِهم و قُلنا لهُم ادخُلوا البابَ سُجّداً )

و هَدّدناهُم فَرَفعنا فَوقَ رؤسِهم جَبَلَ الطّور كأنّهُ واقِعٌ عليهِم إذ طَلِبوا ذلكَ في ميثاقِهم لِلمُناجاةِ ثُمَّ أمرناهُم و قُلنا لهُم ادخُلوا بابَ بَيْت المَقدِس سُجّداً لله لا للعِجل ،

( ‌و قُلنا لهُم لا تَعدوا في السَّبتِ و أخَذنا مِنهُم ميثاقاً غَليظاً )

و قُلنا لِبَني إسرائيلَ لا تَعتَدوا عليٰ الأسماكِ في السَّبتِ و أخَذنا منهُم ميثاقاً غليظاً عليٰ ذلكَ فَأعطَوُا المَواثيقَ المُغَلَّظةَ ،

( فَبِما نَقضِهِم ميثاقَهُم و كُفرِهِم بآياتِ اللهِ و قَتلِهِمُ الأنبياءَ بِغَيرِ حَقٍّ )

فَلَعنّاهُم بِسَبَبِ نَقضِهم ميثاقَهُم و كُفرهِم بِهارونَ و بآياتِ التّوراةِ و مَعاجِز موسيٰ و بِسَبَبِ قَتلِهِمْ أنبِياءَ بَني إسرائيلَ ظُلماً و عُدواناً بِغَير حَقٍّ ،

(‌ و قَولِهم قلوبُنا غُلفٌ بل طَبَعَ اللهُ عليها بِكُفرِهِم فلا يُؤمِنونَ إلاّ قليلا )

و بِسَبَبِ قَولِهم لِموسيٰ و هارونَ إنَّ قلوبَنا قاسِيَةٌ لا نَفهَمُ ما تَقولُ و ليسَ كذلك فَهُم يَفهَمونَ و لكِن طَبَعَ اللهُ و خَتَمَ عليها بِقساوَةِ كُفرِهِم فلا يُؤمِنونَ لِهارونَ إلاّ قليلاً مِنهُم ،

(‌ و بِكُفرِهِم و قَولِهم عليٰ مَريَمَ بُهتاناً عظيماً )

وَ لَعنّاهُم بِسَبَبِ كُفرهِم و قَولِهم عليٰ مَريَم بِنت عِمرانَ أنّها بَغَت و زَنَت مَعَ حبيبِ النَّجارِ بُهتاناً و إتّهاماً باطِلاً عظيماً عِندَ الله ،

( وَ قولِهِم إنّا قَتَلنا المَسيحَ عيسيٰ بنَ مَريَمَ رسولَ الله )

و لَعنّاهُم بِسَبَبِ قَولِهم إنّا قَتَلنا المَسيحَ عيسيٰ بنَ مَريَمَ رسولَ اللهِ عِندَ هُجوماً عليه فَصَلبناهُ عليٰ الخَشَبه ،

(‌ وَ ما قَتَلوهُ وَ ما صَلَبوهُ وَ لـٰكِن شُبِّهَ لَهُم )

وَ ما قَتَلوا عيسيٰ بنَ مَريَمَ حينما قَتَلوا و ما صَلَبوهُ حينما صَلَبوا و لكِن شُبِّهَ لَهُم بَدَلُهُ حوارِيِّهِ الّذي يَشبَهُهُ فَخالوهُ عيسيٰ (ع) ،

( و إنَّ الّذين اختَلَفوا فيهِ لفي شَكٍّ منهُ مالَهُم بهِ مِن علمٍ إلاّ اتِّباعَ الظَّنّ )

و إنَّ الّذين هَجَموا عليهِ لِيَقتُلوهُ اختَلَفوا في حَوارِيِّهِ هَل هُوَ أم لا و إنّهُم كانوا لَفي شَكٍّ مِن أنَّهُ عيسيٰ نَفسهُ و لم يَكُن لهُم يَقينٌ عليهِ و ما كانَ مِنهُم إلاّ اتِّباعَ الظَنِّ بهِ ،

( وَ ما قَتَلوهُ يَقيناً بَل رَفَعَهُ اللهُ إليهِ و كانَ اللهُ عَزيزاً حكيماً )

و ما قَتَلوا عيسيٰ يَقيناً ، و قَطعاً إنّهُ ليسَ بِمَقتولٍ بَل هُوَ حَيٌّ يُرزَق رَفَعَهُ اللهُ إليٰ السَّماءِ الرّابِعَةِ و سَيَنزِلُ و يُصلّي خَلفَ المَهديِّ (ع) في الأقصيٰ وَ كانَ‌ اللهُ عزيزاً حكيماً في ذلك ،

(‌ وَ إن مِن أهلِ الكِتابِ إلاّ لَيُومِنَنَّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ )

وَ حينما يَنزِلُ مِنَ السّمآءِ و يُصلّي خَلفَ المَهديّ (ع) في بَيْتِ المَقدِسِ فَكَمْ مِن أهلِ الكِتابِ مِنَ النَّصاريٰ سَيُؤمِنونَ بهِ حَتماً قَبَلَ أن يَموتَ فَيَدفَنُهُ المَهديُّ (ع) ،

(‌ وَ يومَ القيامَةِ يكونُ عليهِم شَهيداً )

و سيَأتي عيسيٰ يوم القيامَةِ و يكونُ عليٰ أتباعِهِ شاهِداً عندَ اللهِ أنّهُم آمَنوا بِوَسيلَتِهِ بِمُحمّدٍ و آلِهِ والمَهديّ (ع) ،

( فَبِظُلمٍ منَ الّذين هادُوا حَرَّمنا عليهِم طيّباتٍ‌ اُحِلَّت لَهُم وَ‌بِصَدِّهِم عن سبيلِ اللهِ كثيراً )

فَبِظُلمٍ مِنَ اليَهود لِأنبياءِ بَني إسرائيلَ حَرَّمنا عليهِم طَيِّباتٍ اُحِلَّت سابِقاً لهُم كَكُلِّ ذي ظِفرٍ و الشُّحوم و غيرها و بِسَبَبِ صَدِّهِم عَن دينِ الإسلامِ كثيراً من النّاس ،

( وَ أخذِهِمُ الرِّبا و قَد نُهوا عَنهُ و أكلِهِم أموالَ النّاسِ بالباطِل )

و بِسَبَبِ أخذِهِمُ الرِّبا المُحرَّمَةَ‌ و قد نُهوا عَن أخذه في التّوراةِ و القُرآنِ و بِسَبَبِ أكلِهِم أموالَ النّاسِ بالباطِلِ والرِّشوَةِ ،

(‌ و أعتَدنا لِلكافِرينَ مِنهُم عَذاباً أليماً )

و أعتَدنا و أعدَدنا و هَيَّأنا لِلكافِرينَ بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) مِن أهل الكِتابِ عذاباً مُؤلِماً لهُم يوم القيامَةِ في جحيمٍ و سَقَر ،

( لكِنِ الرّاسِخونَ في العِلمِ منهُم و المُؤمِنونَ يُؤمِنونَ بِما اُنزِلَ إليكَ و ما اُنزِلَ مِن قَبلكَ )

لكِنِ الثّابِتونَ في العِلمِ مِن أهل الكِتابِ كسلمانِ المُحمّديّ و النَّجاشيِّ و المُؤمِنونَ بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) يُؤمِنونَ بما اُنزِلَ إليكَ يا مُحمّد (ص) في القرآنِ‌ بِشَأنِ عليٍّ (ع) وَ ما اُنزِلَ مِن قَبلِكَ في التَّوراةِ و الإنجيلِ بِشَأنِهِ .

(‌ والمُقيمينَ الصَّلاةَ والمُؤتونَ الزَّكاةَ‌ و المُؤمِنونَ باللهِ و اليومِ الآخَر أولئِكَ سَنُؤتيهِم أجراً عظيماً‌ )

و أولئِكَ المُقيمينَ لِلصَّلاةِ مَعَ عليٍّ (ع) و المُؤتونَ الزَّكاةَ لِلمُوالينَ لَهُ‌ و المُؤمِنونَ باللهِ و المَعادِ يومَ الآخِر أولئكَ سَنُعطيهِم أجرا عظيماً في الجِنان مُجاوِرَةَ مَواليهم فيها ،

( إنّا أوحَينا إليكَ كما أوحَينا إليٰ نوحٍ و النّبيّينَ مِن بَعدِهِ )

فإن كانَ اليَهودُ يَسألونَكَ أن تُنَزِّل عليهِم كِتاباً فإنّا أوحَيْنا إليكَ القُرآنَ كما أوحَيْنا إليٰ نوحٍ الصُّحُفَ و إليٰ النَّبيّينَ مِن بَعدِهِ الزَّبورَ والتَّوراةَ و الإنجيلَ والألواح ،

( و أوحَيْنا إليٰ إبراهيمَ و إسماعيلَ و إسحاقَ و يَعقوبَ و الأسباطِ و عيسيٰ و أيّوبَ و يُونُسَ و هارونَ و سُليمانَ و آتينا داوُدَ زَبوراً )

و لا فَرقَ بَيْنَ وَحيِنا لَكَ و ما أوْحَيناهُ إليٰ إبراهيمَ و إسماعيلَ و إسحاقَ وَ لَدَيْهِ و يَعقوبَ بن إسحاق و أسباطِ بَني إسرائيلَ و عيسيٰ بن مَريَمَ و أيّوبَ و يُونُسُ و هارونَ و سُليمانَ بن داوُدَ و آتينا داوُدَ الزَّبور ،

( و رُسُلاً قَد قَصصناهُم عليكَ مِن قَبلُ و رُسُلاً لَم نَقصُصْهُم عليكَ و كلَّمَ اللهُ موسيٰ تكليماً )

و أرسَلنا رُسُلاً قَد قَصَصناهُم عليكَ كهُودٍ و صالِحٍ و يَحييٰ و زَكرّيا مِن قَبلُ في القرآنِ و رُسُلاً لَم نَقصُصهُم عليكَ بَعدُ فيهِ و كَلَّمَ اللهُ‌ موسيٰ تَكليماً في الطّور ،

( رُسُلاً مُبَشِّرينَ و مُنذِرين )

وَ كُلُّ أولـٰئِكَ‌ أرسَلناهُم رُسُلاً مُبَشِّرينَ بِمَجيئِكَ وَ وِلايَتِكَ وَ وِلايَةِ أهل بَيْتِكَ و مُنذِرينَ النّاسَ و أتباعَهُم عَن تَركِ وِلايَتِكُم ،

( لِئَلاّ يكونَ لِلنّاس عليٰ اللهِ حُجَّةٌ بعدَ الرُّسُل وَ‌ كانَ اللهُ عزيزاً حكيماً‌ )

لِكي لا يكونَ لِلنّاسِ عليٰ اللهِ حُجّةٌ و عُذرٌ في تَركِ وِلايَتِكُم بَعدَ إرسالِ الرُّسُلِ فيَقولوا ما كُنّا بِهذا عالِمينَ و كانَ اللهُ عزيزاً في حُكمِهِ حكيماً في صُنعِهِ ،

( لكِنِ اللهُ يَشهَدُ بِما اُنزِلَ إليكَ أنزَلَهُ بِعلمِهِ )

لكنِ اللهُ أتَمَّ الحُجَّةَ عليٰ النّاسِ كافَّةً‌ و هو يَشهَدُ صِدقاً‌ و عَدلاً بِما أنزل إليكَ في عليٍّ (ع) و قَد أنزَلَهُ بِعِلمِهِ بِأفضَليَّتِهِ عليٰ الخَلائِقِ بَعدَك ،

( والمَلائِكَةُ يَشهَدونَ و كفيٰ باللهِ شَهيداً )

والمَلائِكَةُ يَشهَدونَ مَعَ اللهِ عليٰ إتمامِ الحُجَّةِ عليٰ النّاسِ بِشَأنِ وِلايَةِ عليٍّ و آل محمّدٍ‌ (ص) و كفيٰ باللهِ شَهيداً عليٰ النّاسِ يُحاسِبُهُم عليهم ،

( إنَّ الّذين كفَروا و صَدّوا عن سبيلِ اللهِ قَد ضَلّوا ضَلالاً بعيداً )

إنَّ الذينَ كفَروا بِوِلايَةِ آل محمّدٍ (ص) و مَنَعوا النّاسَ عن سبيلِ اللهِ وِلايَةِ‌ آل محمدٍ (ص) قَد ضَلّوا هُم عَنِ الهِدايَةِ و السَّعادَةِ ضَلالاً بَعيداً لا يَهتَدونَ أبَداً ،

(‌ إنَّ الّذين كفَروا و ظَلَموا لَم يَكُنِ اللهُ لِيَغفِرَ لهُم و لا لِيَهديهِم طريقاً‌‌ )

بالتّأكيد إنَّ الّذين كفروا بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ (ص) و ظَلَموا حَقَّ آل مُحمّدٍ (ص) و ظَلَموا شيعَتَهُم لم يَكُنِ اللهُ لِيَغفِرَ لهُم أبَداً و لا لِيَهديهِم إليٰ الحَقّ وَ طريقاً إليٰ الجَنَّة ،

( إلاّ طريقَ جَهنَّمَ خالِدينَ فيها أبَداً و كانَ ذلكَ عليٰ اللهِ يَسيراً )

و لا يَهتَدونَ إليٰ طريقٍ إلاّ طريقَ جَهنّمَ و سيَخلُدونَ فيها بَعدَ‌ دُخولِها إليٰ الأبَد و حتّيٰ السَّرمَد و كانَ ذلِكَ عليٰ اللهِ سَهلاً يَسيراً يُجازيهِم بِهِ ،

(‌ يا أيّها النّاسُ قَد جاءَكُمُ الرّسولُ بالحَقِّ مِن رَبِّكم فآمِنوا خَيراً لكُم )

يا أيّها النّاسُ إعلَموا أنّهُ قد جاءَكُم الرّسولُ مُحمّدٌ (ص) بالحَقِّ مِن رَبِّكم يأمُرُكُم بِوِلايَةِ عليٍّ و أهل بَيْتِهِ (ع) فآمِنوا بِوِلايَتِهِم يكونُ خَيْراً لكُم في الدُّنيا و الآخِره ،

(‌ و إن تَكفُروا فإنَّ لِلّهِ ما في السَّماواتِ و الأرضِ و كانَ اللهُ عليماً حكيماً )

و إن تَكفُروا أيّها النّاسُ بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) فَإنّ اللهَ غَنيٌّ عنكُم لايَحتاجُ إليكُم فَلِلّهِ مِلكيَّةُ ما في السّماواتِ و الأرضِ عليٰ الحَقيقَةِ وَلاّها لِعَليٍّ (ع) و كانَ اللهُ عليماً حكيماً بِأحوالِكُم ،

( يا أهلَ الكتابِ لا تَغلُوا في دينِكم و لا تَقولوا عليٰ اللهِ إلاّ الحَقّ )

يا أيّها النَّصاريٰ أهلَ الإنجيلِ لا تُغالوا في عيسيٰ فَتَغلوا في دينِكم و لا تَقولوا عليٰ اللهِ الّذي لم يَلِد و لَم يُولَدُ إلاّ الحَقّ و دَعوا الباطِلَ ،

( إنّما المَسيحُ عيسيٰ بنُ مريَمَ رسولُ اللهِ و كَلِمَتهُ ألقاها إليٰ مَريمَ و روحٌ مِنهُ )

فلَيسَ المَسيحُ عيسيٰ بن مريَمَ إلاّ رسولُ اللهِ فَقَط و كَلِمَتُهُ الّتي ألقاها بِنَفخَةِ جَبرَئيلَ إليٰ رَحِمِ مَريَمَ و روحُ اللهِ مِن نَفخَتِهِ حينما تَمثَّلَ لها بَشَراً سَوّياً فنفخ في جيبها ،

(‌ فآمِنوا باللهِ و رُسُلِهِ و لا تقولوا ثَلاثَةٌ‌ انتَهوا خَيراً لكُم )

فآمِنوا باللهِ خالِقُ عيسيٰ و رُسُلِ اللهِ كعيسيٰ و مُحمّد (ص) و لا تَقولوا : إنّ الآلِهَةَ ثَلاثَةٌ ألأبُ و الإبنُ و روحُ القُدُس إنتَهوا مِن هذا القَوْل يكونُ خَيراً لكُم في الدّنيا و الآخرة ،

( إنّما اللهُ إلـٰهٌ واحِدٌ سُبحانَهُ أن يكونَ لَهُ وَلَدٌ )

فالاُلوهِيَّةُ مُنحَصِرَةٌ في اللهِ تَعاليٰ خالِقُ الخَلقِ وَحدَهُ فَهُوَ إلـٰهٌ واحِدٌ لا أكثَر تَقَدَّسَ و تَنَزَّهَ أن يكونَ لَهُ وَلَدٌ لا عَزيزٌ لا و لا ابنُ مَريَمٍ ،

( لهُ ما في السَّماواتِ و ما في الأرضِ و كفيٰ باللهِ وكيلاً )

فَلِلّهِ المِلكيَّةُ التّامَّةُ الحَقيقيَّةُ لِما في السّماواتِ و الأرضِ مِن مَخلوقٍ حتّيٰ عيسيٰ و كفيٰ باللهِ وكيلاً عليٰ خَلقِهِ يُراقِبُهُم ،

(‌ لَن يَستَنكِفَ المَسيحُ أن يكونَ عَبداً لِلّهِ و لا المَلائِكَةُ المُقَرَّبونْ )

فَأبداً لَن يَأنَف عيسيٰ بن مريَمَ المَسيحُ أن يُدعيٰ عَبداً لِلّهِ و يَستَنكِفُ أن يُدعيٰ وَلَداً لَهُ و كذا المَلائِكةُ المُقَرَّبونَ لا يَستَنكِفونَ أن يكونوا عِباداً‌ لِلّهِ ،

( و مَن يَستَنكِف عَن عِبادَتِهِ و يَستَكبِر فَسَيَحشُرُهُم إليهِ جميعاً )

و مَن يَستَنكِف عَن عِبادَةِ‌ اللهِ و طاعَتِهِ و يأنَف و يَستَكبِر عليٰ اللهِ و يَطغيٰ مِنَ الخَلقِ فَسَيحشُرُهم اللهُ إليه جميعاً فيُحاسِبُهُم ،

( فَأمّا الّذينَ آمَنوا و عمِلوا الصّالِحاتِ فَيُوَفّيهِم اُجورَهُم و يَزيدُهُم مِن فَضلِه )

فعندئذٍ فَأمّا الذين آمَنوا باللهِ و بِولايَةِ محمدٍ و آل محمدٍ (ص) و عملوا الصّالِحاتِ فيُوفّيهِم ويُوصِلُهُم اُجورَ أعمالِهم و ثَوابَها و يَزيدَهُم مِن الثّوابِ مِن فَضلِهِ ،

( و أمّا الّذين استَنكَفوا و استَكبَروا فيُعَذِّبَهم عَذاباً أليماً‌ و لا يَجِدونَ لهُم مِن دونِ اللهِ وَليّاً و لا نَصيراً‌‌ )

و أمّا الّذين استَنكَفوا واستَكبَروا و لم يُؤمِنوا باللهِ و بِمُحمدٍ و آلِهِ (ع) فيُعَذِّبهُمُ اللهُ عَذاباً مُؤلِماً في جَهنَّم و لا يَجِدونَ لهُم مِن دونِ الله وليّاً مِن وُلاةِ الجَوْرِ و لا نَصيراً يَنصُرُهم مِن عَذابِه ،

(‌ يا أيّها النّاسُ قَد جاءَكُم بُرهانٌ مِن رَبِّكُم و أنزَلنا إليكُم نوراً مُبيناً )

يا أيّها النّاسُ جميعاً إعلَموا قَد جاءَكُم بُرهانٌ و حُجّةٌ مِن رَبِّكُم بِشَأنِ وِلايَةِ آل محمدٍ (ع) و أنزَلنا إليكُم فيهم نُوراً واضِحاً بَيِّناً هو القرآن ،

( فَأمّا الّذين آمَنوا باللهِ واعتَصَموا بهِ فَسيُدخِلُهُم في رَحمةٍ منهُ و فَضلٍ و يَهديهِم إليهِ صِراطاً مُستقيماً )

فَأمّا الّذين آمَنوا باللهِ و بِوِلايَةِ مُحمّدٍ و آلِهِ (ع) واعتَصَموا و تَمَسَّكوا بالثَّقَلَيْن فسيُدخِلهُم اللهُ في رَحمةٍ‌ منهُ و فَضلٍ مَعَ آل محمدٍ (ص) في الجَنّةِ و يَهديهِم إليهِ صِراطاً مُستقيماً هُوَ صِراطُ عليٍّ (ع) .

( يَستَفتُونَكَ قُل اللهُ يُفتيكُم في الكَلالَةِ )

يَستَفتونكَ و يَسألونَكَ أن تُفتي بِحُكمِ الله في مَواريثِ الكَلالَةِ قُل لهُم إنَّ اللهَ هُوَ يَحكُمُ في إرثِ الكَلالَةِ الأخوَةِ و الأخَواتِ مِنَ الاُمِّ أوِ الأبْ ،

( إنِ امرِءٌ‌ هَلَكَ‌ لَيسَ لَهُ‌ وَلَدٌ و لَهُ اُختٌ فَلَها نِصفٌ ما تَرَكَ و هُوَ يَرِثُها إن لَم يكُن لَها وَلَدٌ )

فَقُل : إنِ امرِءٌ ماتَ و ليسَ لَهُ وَلَدٌ يَرِثُهُ و لهُ‌ كَلالَةٌ اُختٌ فَلَها نِصفُ ما تَرَكَ والنِّصفُ الآخ‍رَ لِلطَّبَقةِ الّتي تَليها و كذلكَ إن ماتَت هِيَ و ليسَ لَها وَلَدٌ فَهُوَ يَرِثُها كُلّ المالِ إن لَم يَكُن لَها وَلَدٌ ،

(‌ فَإن كانَتا اثنَتَيْنِ فلَهُما الثُّلُثانِ مِمّا تَرَك )

و إن كانَتا الكَلالَةُ اُختانِ إثنَتانِ فَلَهُما الثُّلُثانِ لِكُلِّ واحِدَةٍ ثُلثٌ و الثُّلث الآخَر لِسائِرِ الوَرَثَةِ مِمّا تَرَك ،

(‌ و إن كانوا إخوَةً‌ رِجالاً و نساءً فَلِلذَّكَرِ مِثل حَظِّ الاُنثَيَيْن )

و إن كانَتِ الكَلالَةُ إخوَةٌ و أخَواتٌ مَعاً‌ رِجالاً و نِسآءً فَيَرِثونَ جميعاً المالَ لِلذَّكَرِ منهُم ضِعفُ حَظِّ الاُنثيٰ وَ مِثلُ اُنثَيَيْن ،

( ‌يُبَيِّنُ اللهُ لَكُم أن تَضِلّوا واللهُ بِكُلِّ شيءٍ‌ عليم )

يُبَيِّنُ اللهُ حُكمَهُ في المَواريثِ لَكُم صيانَةً أن تَضِلّوا عَنِ الحَقِّ و العَدلِ فَتَمنَعوا الميراثَ أهلَهُ واللهُ بِكُلِّ شَييءٍ شَرَّعَهُ عليمٌ ،

( صَدَقَ اللهُ العليُّ العظيم )


نشر في الصفحات 1342-1273 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *